
الصورة الكبرى لتغير المناخ والذكاء الاصطناعي
في أحدث ت قرير للمخاطر العالمية الصادر عن المنتدى الاقتصادي العالمي، تصدّر تغير المناخ والمخاطر المتعلقة بالذكاء الاصطناعي قائمة أكبر 10 مخاطر عالمية في العقد المقبل. كما يُشير التقرير إلى الترابط بين المخاطر الاقتصادية والجيوسياسية والمجتمعية، والمخاطر البيئية والتكنولوجية.
وُجد الذكاء الاصطناعي بشكل ما منذ خمسينيات القرن الماضي، ولكن مع إطلاق "شات جي بي تي" (ChatGPT) في نوفمبر/تشرين الثاني 2022، انتشر استخدامه على نطاق واسع. في غضون شهرين، جذب برنامج الدردشة الآلي أكثر من 100 مليون مستخدم نشط.
وبينما سلّط "شات جي بي تي" -ولاحقا غيره من المنصات- الضوء على إمكانات الذكاء الاصطناعي في زيادة الوصول إلى المعرفة، وإعادة تشكيل صناعات بأكملها، إلا أن لهذه التقنية آثارا ضارة على البيئة والمناخ.
تنبع الآثار البيئية للذكاء الاصطناعي من استهلاك الطاقة في تدريب نماذجه، والاستنتاجات من الاستخدام اليومي لأدواته، واستخدام المياه لتبريد مراكز البيانات التي تُشغّله، والبصمة الكربونية للأجهزة.
بصمة كربونية هائلة
وكشف سام ألتمان، الرئيس التنفيذي لشركة أوبن إيه آي" (OpenAI)، مؤخرا أن مجرد قول "من فضلك" و"شكرا لك" لـ "شات جي بي تي" يضيف عشرات الملايين من الدولارات إلى تكاليف الحوسبة بسبب ارتفاع استهلاك الطاقة، وأطنانا من الكربون.
كما أفادت التقارير أن شركة "أوبن إيه آي" استهلكت حوالي 1287 ميغاواط/ساعة من الكهرباء لتدريب نموذج "GPT-3″ الخاص بها فقط، وهو ما يعادل الطاقة اللازمة لتشغيل أكثر من 120 منزلا أميركيا لمدة عام وفق التقديرات.
وفي نوفمبر/تشرين الثاني الماضي، كشفت دراسة أن أنظمة الذكاء الاصطناعي تؤدي إلى انبعاث أكثر من 102 مليون طن من ثاني أكسيد الكربون سنويا. كما تشير تقديرات إلى أن مراكز البيانات على مستوى العالم تستهلك حاليا ما بين 1% و2% من إجمالي الكهرباء العالمية.
و أظهرت دراسة حول البصمة المائية للذكاء الاصطناعي أنه بناء على وقت ومكان نشره، يستهلك نظام " شات جي بي تي 3″ زجاجة مياه سعة 500 مليلتر لما يتراوح بين 10و50 استجابة متوسطة.
كما وجدت الدراسة نفسها أن من المتوقع أن يصل سحب المياه من الاستخدام العالمي للذكاء الاصطناعي إلى ما بين 4.2 و6.6 مليارات متر مكعب من المياه في عام 2027، متجاوزا إجمالي سحب المياه السنوي من الدانمارك بمقدار يتراوح بين 4 و6 مرات.
وتؤدي صناعة الذكاء الاصطناعي أيضا إلى تأثيرات غير مباشرة على البيئة، إذ من الممكن أن يجعل الإنتاج في جميع القطاعات أكثر كفاءة وأقل تكلفة، مما قد يؤدي إلى زيادة الاستهلاك وبالتالي زيادة الطلب على الموارد الطبيعية واستنزافها.
كما أن زيادة الاعتماد على التوصيل السريع والتجارة الإلكترونية التي ينظمها الذكاء الاصطناعي قد تؤدي إلى زيادة انبعاثات الكربون من وسائل النقل بجميع أنواعها.
ويؤثر بناء مراكز البيانات والبنية التحتية اللازمة للذكاء الاصطناعي التي قد تتطلب مساحات كبيرة من الأراضي، على النظم البيئية الطبيعية والتنوع البيولوجي، كما يؤدي استخراج الموارد لتصنيع الأجهزة إلى إزالة الغابات وتدمير الموائل الطبيعية.
مخاطر غياب الشفافية
وعلى الرغم من هذه التأثيرات، لا توجد حتى الآن طريقة موحدة لقياس الانبعاثات المرتبطة بالذكاء الاصطناعي بسبب الافتقار إلى الشفافية من جانب مقدمي الخدمات، والتباين في كثافة الكربون في شبكات الطاقة المحلية، وتنوع أدوات الذكاء الاصطناعي المستخدمة.
ومع تزايد انخراط الذكاء الاصطناعي في العمليات التجارية، تبرز مخاوف أخلاقية أخرى. تشمل هذه المخاوف خصوصية البيانات، وغياب الشفافية والمساءلة عن القرارات التي يحركها الذكاء الاصطناعي، بالإضافة إلى فقدان الوظائف.
في استطلاع رأي أجرته كلية سلون للإدارة في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا عام 2024، أعرب 52% من المشاركين عن اعتقادهم أن المؤسسات لا تُوسّع قدراتها على إدارة المخاطر بما يكفي لمعالجة المخاطر المتعلقة بالذكاء الاصطناعي.
كما تبرز قضايا الشفافية والمساءلة عندما تُعرف تقنيات الذكاء الاصطناعي بأنها تعمل كـ"صناديق سوداء"، مما لا يترك مجالًا للتدخلات البشرية عندما تُنتج مخرجات دون تفسيرات واضحة لأسبابها. ويُمثل التلاعب بالبيانات تحديًا آخر.
ويتم تدريب نماذج الذكاء الاصطناعي باستخدام مجموعات بيانات متحيزة أو مُتلاعب بها، مما يُنتج نتائج متحيزة أو مُتلاعبا بها. حتى في قضايا المناخ والبيئة، وهي تدخل ضمن ما يعرف بالتضليل المناخي الممنهج الذي تدعمه بعض الشركات والمؤسسات وأصحاب المصالح.
وفي الوقت نفسه، لا تتحرك تدابير التكيف مع تغير المناخ والتخفيف من آثاره بالسرعة اللازمة، ويرجع ذلك في الغالب إلى عوامل تشتيت جيوسياسية والتزامات سياسية غير متسقة، أو ضغوط ذات طابع تجاري واقتصادي لا تأبه لخطورة التغير المناخي.
تدابير ضرورية
بدأت أكبر الدول المُصدرة لغازات الاحتباس الحراري، بما في ذلك الصين والولايات المتحدة والهند والاتحاد الأوروبي والبرازيل، بدمج مصادر الطاقة المتجددة في مزيج الطاقة لديها.
ومع ذلك، تُظهر الأبحاث أن هذه المصادر قد لا تكون كافية لتجنب سيناريو الاحتباس الحراري العالمي بمقدار 1.5 درجة مئوية، والذي يتطلب ما لا يقل عن 80% من مزيج الطاقة النظيفة بحلول عام 2030 و100% بحلول عام 2050. ولا تقترب سوى دول قليلة، منها أيسلندا والنرويج ونيوزيلندا والدانمارك، من تحقيق ذلك.
تُقدّر دراسة أجراها صندوق النقد الدولي أن إزالة الكربون يمكن أن تُحقق مكاسب صافية تصل إلى 85 تريليون دولار. ويُظهر باحثون في جامعة ستانفورد أن الانتقال إلى الطاقة النظيفة بنسبة 100% يُمكن أن يُؤدي إلى زيادة صافية قدرها 24.3 مليون وظيفة جديدة.
وهذه الزيادة تفوق بكثير الخسائر المتوقعة في قطاعات الوقود الأحفوري. ونحن نشهد هذا التحول بالفعل، مع تزايد الطلب على متخصصي الاستدامة ودمج التدريب في النظم التعليمية.
تتطلب أزمة المناخ واقعية في تحديد الخطوات العملية اللازمة للانتقال المسؤول. وهذا يعني الاستثمار في البنية التحتية للطاقة النظيفة، ودعم برامج تطوير المهارات وإعادة التدريب، وتطبيق تسعير عادل للكربون، وتعزيز التعاون الدولي لحشد التمويل المناخي لبلدان الجنوب العالمي.
يُظهر تطور جهود المناخ العالمية -من اتفاقية باريس للمناخ إلى أهداف التنمية المستدامة للأمم المتحدة- أن العمل الجماعي للحكومات والشركات والتحالفات الدولية يُمكن أن يُسهّل إحراز تقدم ملموس.
وقد مثّل اعتماد الاتحاد الأوروبي وكوريا الجنوبية مؤخرا لقانون الذكاء الاصطناعي والقانون الأساسي للذكاء الاصطناعي، على التوالي، نقطة تحول في الجهود العالمية لحوكمة التقنيات الناشئة. وتضع اللوائح الجديدة قواعد شاملة تُنظّم تطوير الذكاء الاصطناعي وتسويقه واستخدامه في الولايات القضائية المعنية.
وفي إطار السعي لتطوير نماذج ذكاء اصطناعي أكثر ذكاء وتحقيق أهداف إزالة الكربون العاجلة، يُطرح سؤالان رئيسيان: ماذا لو نجح الذكاء الاصطناعي في استبدال القرارات البشرية الرئيسية؟ ماذا لو فشلنا في الحد من تغير المناخ في الوقت المناسب؟ هذه ليست مجرد سيناريوهات افتراضية، بل هي آثار محتملة تتكشف بالفعل في أجزاء من العالم اليوم.
بالنسبة للأفراد، يعني هذا زيادة الوعي بتكرار وضرورة ترشيد استخدام الذكاء الاصطناعي، واختيار نماذج أقل تأثيرا أو منصات مراعية للكربون كلما أمكن. وبالنسبة للمطورين، يعني ذلك إعطاء الأولوية لكفاءة النماذج واعتماد طاقة نظيفة، وتخضير البنية التحتية لمراكز البيانات، وتقديم تقارير كربونية شفافة.
أما بالنسبة لصانعي السياسات، فينبغي -حسب الدراسة- معالجة مخاطر الذكاء الاصطناعي والمناخ بشكل أكثر شمولية، بدءا من خصوصية البيانات وحقوق الملكية الفكرية وصولا إلى استخدام الطاقة النظيفة، وتحولات القوى العاملة، والحوكمة.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 3 ساعات
- الجزيرة
التلاعب الجيني.. متى يحق للعلماء إبادة كائن ضار؟
تناقش دراسة جديدة في دورية "ساينس" المرموقة فكرة استخدام التعديل الجيني لإبادة أنواع ضارة من الكائنات بهدف حماية البيئة أو الصحة العامة. تناولت الدراسة 3 أنواع محددة تسبب مشاكل بيئية وصحية كبيرة، منها دودة العالم الجديد الحلزونية، وهي طفيلي يهاجم الحيوانات ويسبب آلاما مروعة وخسائر اقتصادية ضخمة، وبعوضة أنوفيليس غامبيا وتنقل مرض الملاريا الخطير، الذي يصيب قرابة 290 مليون شخص سنويا ويتسبب بوفاة مئات الآلاف، والفئران والجرذان الغازية، التي تهدد الطيور النادرة في الجزر لأنها تفترس صغارها وتأكلها حية. تقنيات التلاعب الجيني وحاليا، يمتلك العلماء تقنيات دقيقة لإبادة هذه الأنواع، مثل تقنية الحشرات العقيمة، والتي تهدف لتعقيم ذكور الحشرات إشعاعيا، ثم إطلاقها لتتزاوج دون إنجاب، مما يؤدي لانقراض تدريجي، وتم استخدامها سابقا بنجاح ضد دودة العالم الجديد الحلزونية في الولايات المتحدة. كذلك يمكن تعديل ذكور الحشرات وراثيا بحيث تكون الإناث الناتجة من تزاوجهم غير قابلة للبقاء على قيد الحياة، هذا يؤدي لانخفاض أعداد الحشرة تدريجيا، في وضع أشبه بالانقراض الجماعي. ومن جانب آخر، يمكن للباحثين إجراء عمليات تعديل جيني يؤثر على جميع الأجيال التالية بسرعة كبيرة، وبالتالي يمكن أن يؤدي لانقراض كلي للنوع المستهدف، فمثلا يستطيع العلماء تغيير نسبة الذكور إلى الإناث بحيث يقل عدد الإناث بشدة، ويؤدي ذلك لانهيار عدد أفراد النوع. لكن في هذا السياق، فهناك توتر بين أمرين متضادين، الأول هو القيمة الذاتية لكل نوع حي، أي أن كل كائن له حق في الوجود، والثاني هو الضرر الذي تسببه هذه الأنواع، مثل معاناة البشر أو تدمير البيئة، لذلك لا يمكن اتخاذ قرار بالإبادة بسهولة، ويجب أن يكون هناك مبرر قوي للغاية وبدائل غير ممكنة. قواعد صارمة وبحسب بيان صحفي رسمي من جامعة تكساس إيه آند إم الأميركية المشاركة في الدراسة، فقد خلص الباحثون إلى أنه رغم أن الانقراض المتعمد من خلال تعديل الجينوم مُبرر في حالات نادرة ومُلحة، فإنه ينبغي التعامل معه بحذر، ويقترحون الشروط التالية التي يُمكن بموجبها النظر في الإبادة: شدة المعاناة: يُسبب النوع المستهدف معاناة شديدة وموتا للبشر أو الحيوانات الأخرى لا يُمكن منعها بطريقة أخرى. التأثير البيئي: يُهدد النوع المستهدف استمرار الأنواع الأخرى، وليس حيويا بيئيا بحد ذاته، ولا يُسبب استئصاله آثارا بيئية سلبية كبيرة. فعالية الطرق الحالية: ينبغي أن تُقدم الإستراتيجيات الجينومية حلا أكثر فعالية من الطرق التقليدية. خطر العواقب غير المقصودة: ينبغي أن يكون خطر العواقب غير المقصودة ضئيلا. تهديد الصحة العامة: يُشكل هذا النوع تهديدا كبيرا للصحة العامة أو يُسبب آثارا سلبية جسيمة على الأمن الغذائي. الاعتبارات الأخلاقية: حتى مع أخذ القيمة الجوهرية لهذا النوع وأي فوائد بيئية يُقدمها على محمل الجد، يُمكن القول إن الضرر الذي يُسببه يفوق هذه الفوائد. الحوكمة الشاملة: يُعد إشراك المجتمعات المحلية وأصحاب المصلحة في صنع القرار أمرا أساسيا لضمان الاستماع إلى وجهات النظر المتنوعة، وتمثيل الفئات الأكثر تضررا بشكل عادل.


الجزيرة
منذ 3 ساعات
- الجزيرة
حاملة الطائرات الأميركية "نيميتز" مدينة نووية عائمة
إحدى أكبر حاملات الطائرات الأميركية، تُوصف بأنها مدينة نووية عائمة على سطح البحار، دخلت الخدمة عام 1975، يبلغ طولها 333 مترا، وعرضها عند سطح الطيران 76.8 مترا، وتتجاوز حمولتها الكاملة 100 ألف طن. لها القدرة على بسط هيمنتها الجوية في أي ساحة صراع، إذ تعتمد في تشغيلها على مفاعلين نوويين يوفران لها مدى تشغيل غير محدود دون الحاجة للتزود بالوقود، وتصل سرعتها القصوى إلى نحو 56 كيلومترا في الساعة. النشأة والتصنيع بدأ مشروع حاملات الطائرات فئة "نيميتز" في منتصف ستينيات القرن العشرين، استجابةً لحاجة البحرية الأميركية إلى جيل جديد من الحاملات يتفوق على قدرات السفن العاملة آنذاك، والتي كانت تعتمد في معظمها على الدفع التقليدي بالوقود الأحفوري. وقد ركز التصميم الجديد على تعزيز القدرة على البقاء في ساحة المعركة وتعدد المهام التشغيلية والاستفادة من أحدث التقنيات المتوفرة في حينه. بدأ بناء أول سفينة في هذه الفئة، حاملة الطائرات "يو إس إس نيميتز" (سي في إن-68) عام 1968 داخل منشآت شركة "نيوبورت نيوز" لبناء السفن في ولاية فرجينيا، وهي من أبرز المنشآت الصناعية البحرية الأميركية المتخصصة في تصنيع السفن الحربية ذات الحمولة الكبيرة. في عام 1972 أُطلقت الحاملة للبحر، ودخلت الخدمة رسميا عام 1975، وتعتبر "نيميتز" ثاني حاملة طائرات نووية في تاريخ البحرية الأميركية بعد الحاملة "يو إس إس إنتربرايز "(سي في إن- 65)، لكنها الأولى ضمن سلسلة مكونة من 10 حاملات ضمن فئتها. تمركزت حاملة الطائرات نيميتز (سي في إن-68) في قاعدة نورفولك البحرية بولاية فرجينيا منذ دخولها الخدمة وحتى عام 1987، ويومها تقرر نقلها إلى الساحل الغربي للولايات المتحدة، وتمركزت في قاعدة بريميرتون البحرية بولاية واشنطن ، والتي أصبحت جزءا من قاعدة كيتساب البحرية. في عام 2001 خضعت الحاملة لبرنامج شامل يعرف ببرنامج إعادة التزويد بالوقود والتجديد الشامل، وهو برنامج يتم فيه تجديد مفاعلاتها النووية وتحديث أنظمتها المختلفة. بعد انتهاء أعمال الصيانة، نُقلت إلى القاعدة الجوية البحرية نورث آيلاند في مدينة سان دييغو بولاية كاليفورنيا. وفي عام 2012 أُعيد تمركز الحاملة مرة أخرى إلى الشمال، وانتقلت إلى قاعدة إيفريت البحرية في ولاية واشنطن، وفي يناير/كانون الثاني 2015، عادت إلى قاعدة كيتساب البحرية. التسمية سُمّيت الحاملة تيمنا بالقائد العسكري الأميركي الأدميرال "تشيستر نيميتز"، الذي شغل أثناء الحرب العالمية الأولى منصب رئيس أركان قائد قوات الغواصات في المحيط الأطلسي ، التابعة للبحرية الأميركية، وفي الحرب العالمية الثانية تولى قيادة الأسطول الأميركي في المحيط الهادئ. وفي ذروة مسيرته، قاد بنفسه مراسم توقيع الاستسلام الياباني على متن سفينته القيادية "يو إس إس ميسوري" في خليج طوكيو، وبفضل إنجازاته العسكرية، ترقى في ديسمبر/كانون الأول 1944 إلى أعلى رتبة في البحرية الأميركية وهي أدميرال الأسطول. المواصفات والمميزات الطول: 333 مترا. العرض: 76.8 مترا. الحمولة: أكثر من 100 ألف طن. المفاعلات النووية: تضم مفاعلين نوويين يوفران لها مدى تشغيل غير محدود من دون الحاجة للتزود بالوقود. السرعة القصوى: 30 عقدة بحرية، أي ما يعادل نحو 56 كيلومترا في الساعة. أفراد الطاقم: نحو 5800 فرد، من بينهم الطيارون وفريق مخصص لتشغيلها وطواقم الدعم المختلفة. كما يتميّز تصميم حاملة الطائرات "نيميتز" بسطح طيران واسع ذي زاوية مائلة، مع بناء علوي متموضع إلى الجانب الأيمن من السفينة، ويتيح هذا التصميم المائل إمكانية تنفيذ عمليات الإقلاع والهبوط للطائرات في وقت واحد. تتضمن الحاملة منظومات متطورة من منصات الإقلاع وأسلاك التوقيف، مما يسمح بتنفيذ عمليات جوية مكثفة تدعم مختلف أنواع الطائرات. حاملات طائرات أميركية أخرى يو إس إس نيميتز (سي في إن-68) دخلت الخدمة عام 1975. يو إس إس دوايت د. أيزنهاور (سي في إن-69) دخلت الخدمة عام 1977. يو إس إس كارل فينسون (سي في إن-70) دخلت الخدمة عام 1982. يو إس إس ثيودور روزفلت (سي في إن-71) دخلت الخدمة عام 1986. يو إس إس أبراهام لنكولن (سي في إن-72) دخلت الخدمة عام 1989. يو إس إس جورج واشنطن (سي في إن-73) دخلت الخدمة عام 1992. يو إس إس جون سي. ستينيس (سي في إن-74) دخلت الخدمة عام 1995. يو إس إس هاري إس. ترومان (سي في إن-75) دخلت الخدمة عام 1998. يو إس إس رونالد ريغان (سي في إن-76) دخلت الخدمة عام 2003. يو إس إس جورج بوش الأب (سي في إن-77) دخلت الخدمة عام 2009. التسليح والقدرات القتالية تعد حاملات الطائرات من فئة "نيميتز" من أعقد المنصات القتالية المتنقلة في العالم، وهي مصممة لبسط السيطرة الجوية والبحرية في أي ساحة صراع حول العالم. بفضل مرونتها الإستراتيجية وإمكانياتها المتطورة، تشمل مهامها الهجوم الجوي والحرب الإلكترونية والاستطلاع والدعم اللوجستي وقيادة العمليات المشتركة. ويمكن لحاملات الطائرات "نيميتز" تشغيل ما يصل إلى 90 طائرة حربية متنوعة، مما يمنحها تفوقا جويا حاسما في ميادين المعركة. من ضمن الطائرات التي تحملها ما يلي: مقاتلات إف/إيه-18 إي/إف سوبر هورنت: تنفذ مهام الهجوم الجوي والاعتراض وتوفر التفوق الجوي في ميدان المعركة. طائرات إي-2 سي هوك آي: متخصصة في الإنذار المبكر والمراقبة الجوية، وتوفر صورة جوية متكاملة لمسرح العمليات. طائرات إي/إيه-18 جي غراولر: مسؤولة عن الحرب الإلكترونية، عبر التشويش على رادارات وأنظمة الدفاع الجوي المعادية. منظومات الدفاع لتعزيز بقائها في ساحات القتال عالية الخطورة، زُوّدت الحاملة بأنظمة دفاعية متعددة الطبقات تشمل: نظام فالانكس سي آي دبليو إس: مدافع غاتلينغ آلية للدفاع القريب ضد الصواريخ والطائرات. نظام آر آي إم-116 رام: صواريخ دفاع جوي قصيرة المدى. نظام آر آي إم-162 إي إس إس إم: صواريخ دفاع جوي متوسطة المدى لمواجهة الصواريخ الجوالة والطائرات المعادية. قاذفات إم كيه-29 وإم كيه-49: لإطلاق صواريخ الدفاع الجوي المتعددة. أنظمة مدفعية إم كيه-38 عيار 25 ملم: لمواجهة القوارب السريعة والتهديدات السطحية القريبة. تعمل حاملات الطائرات "نيميتز" بالطاقة النووية عبر مفاعلين من طراز "إيه 4 دبليو"، ما يمنحها قدرة تشغيلية طويلة الأمد دون الحاجة لإعادة التزود بالوقود، ويمكنها الإبحار سنوات متواصلة، مع بقاء الحاجة فقط للدعم اللوجستي الغذائي والتقني. كما تتميز بقدرتها العالية على تكييف التشكيل الجوي حسب طبيعة المهمة، سواء لعمليات قتالية واسعة النطاق أو مهام إنسانية وإغاثية أو عمليات استجابة للأزمات الدولية. في فترة الحرب الباردة نالت حاملة الطائرات "نيميتز" تقديرا بحصولها على جائزة "باتل إي" من قائد قوات الطيران البحري للأسطول الأطلسي الأميركي، تقديرا لجهودها ضمن الأسطول. شهدت العقود الأولى من خدمتها تنفيذ مهام وانتشارات واسعة في البحر الأبيض المتوسط والمحيط الهندي. ومن أبرز محطاتها انطلاق عملية "مخلب النسر" عام 1980، في محاولة لإنقاذ موظفي السفارة الأميركية المحتجزين في طهران. مع بداية تسعينيات القرن الـ20 وحتى العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كثّفت "نيميتز" نشاطها في منطقة الخليج العربي، وشاركت بفعالية في تنفيذ الطلعات الجوية دعما لعملياتها في العراق وأفغانستان. وفي عام 2017، شاركت الحاملة في تنفيذ ضربات جوية دقيقة ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. أما في 2023 فقد سجلت "نيميتز" إنجازا بإتمام 350 ألف عملية هبوط معترضة، وقد نفذت "الهبوط التاريخي" مقاتلة من طراز إف/إيه-18 إف سوبر هورنت، تابعة للسرب "في إف إيه-22″، بقيادة قائد السرب لوك إدواردز. نحو الشرق الأوسط تزامنا مع تصاعد الصراع بين إيران وإسرائيل في منتصف يونيو/حزيران 2025، أصدر البنتاغون أمرا بتحريك حاملة الطائرات الأميركية "نيميتز" من بحر جنوب الصين نحو الشرق الأوسط ، وسط توقعات بسعي واشنطن لتعزيز حضورها العسكري في المنطقة. وأظهرت بيانات موقع "مارين ترافيك" لتتبع السفن أن الحاملة غادرت بحر جنوب الصين صباح يوم 16 يونيو/حزيران 2025 متجهة غربا نحو الشرق الأوسط، بعد إلغاء رسوها الذي كان مقررا في ميناء بوسط فيتنام. وكانت حاملة الطائرات تخطط لزيارة مدينة دانانغ الفيتنامية، لكن مصدرين، أحدهما دبلوماسي، قالا إن الرسو الرسمي الذي كان مقررا في 20 يونيو/حزيران 2025 قد أُلغي. وقال أحد المصدرين إن السفارة الأميركية في هانوي أبلغته بالإلغاء بسبب "متطلبات عملياتية طارئة". ووفقا للموقع الإلكتروني لقائد الأسطول الأميركي في المحيط الهادي، نفذت مجموعة "نيميتز كاريير سترايك"، التي تتبعها حاملة الطائرات، عمليات أمنية بحرية في بحر جنوب الصين ضمن الوجود الروتيني للبحرية الأميركية في منطقة المحيطين الهندي والهادي.


الجزيرة
منذ 18 ساعات
- الجزيرة
"وضع الذكاء الاصطناعي".. رهان غوغل الجديد لمواجهة منافسي البحث
في كلّ عام، يترقب المجتمع التقني بشغف لحظة الكشف عن ابتكارات كبرى الشركات التي لا تكتفي بتقديم تحديثات دورية، بل تعيد رسم ملامح العالم الرقمي. وفي سباق الذكاء الاصطناعي المحتدم، تحولت غوغل من مجرد لاعب تقليدي إلى منافس شرس يسعى للحفاظ على موقعه الريادي وسط عمالقة يتميزون بسرعة فائقة في الابتكار، وعلى رأسهم " أوبن إيه آي". ومع تصاعد المنافسة ودخول لاعبين جدد مضمار البحث المعزز بالذكاء الاصطناعي، يبرز سؤال محوري: "هل سينقذ (وضع الذكاء الاصطناعي) حصة غوغل من سوق البحث؟". يبدو أن غوغل أجابت عن هذا التساؤل بإعلان ميزة "وضع الذكاء الاصطناعي" (AI Mode) في مؤتمرها للمطورين "غوغل آي/أو 2025" (Google I/O) الذي انعقد الثلاثاء الماضي. تمثل هذه الخطوة نقلة نوعية تهدف إلى دمج الذكاء الاصطناعي بشكل أعمق في نسيج أدواتها وخدماتها، وتجسد رؤية إستراتيجية متجددة تعيد تعريف طريقة تفاعل المطورين مع البرمجيات، وتعزز قدرة المستخدمين على الاستفادة من قوة الذكاء الاصطناعي بسلاسة وذكاء. ما "وضع الذكاء الاصطناعي" الذي تراهن عليه غوغل؟ أعلنت غوغل خلال المؤتمر عن إطلاق "وضع الذكاء الاصطناعي" (AI Mode)، وهي ميزة تجريبية ضمن محرك البحث تتيح للمستخدمين طرح أسئلة معقدة ومتعددة الأجزاء، والتفاعل معها من خلال واجهة مدعومة بالذكاء الاصطناعي. ومن المقرر أن تبدأ هذه الميزة بالوصول إلى جميع المستخدمين في الولايات المتحدة خلال هذا الأسبوع. تعتمد هذه الميزة على تجربة البحث المعززة بالذكاء الاصطناعي التي تقدمها غوغل حاليا، والمعروفة باسم "اللمحات الذكية" (AI Overviews)، والتي تظهر ملخصات يتم توليدها بالذكاء الاصطناعي في أعلى صفحة نتائج البحث. وقد تمّ إطلاق هذه اللمحات العام الماضي، لكنها أثارت ردود فعل متباينة بعد تقديمها أحيانا لإجابات أو نصائح مثيرة للجدل، من أبرزها اقتراح استخدام الغراء على البيتزا. ولكن، رغم هذه الهفوات، فإن غوغل تؤكد أن "اللمحات الذكية" حققت رواجا واسعا، إذ يستخدمها أكثر من 1.5 مليار مستخدم شهريّا. وتقول الشركة إن الميزة ستغادر الآن مرحلة "المختبرات" (Labs)، وتتوسع لتشمل أكثر من 200 دولة وإقليم، مع دعم لأكثر من 40 لغة. أما "وضع الذكاء الاصطناعي"، فيعدّ نقلة نوعية في طريقة التفاعل مع محرك البحث، إذ يسمح بطرح استفسارات معقدة واستكمال المحادثة بأسلوب انسيابي. وقد كان هذا الوضع متاحا سابقا في "مختبرات البحث" التابعة لغوغل لأغراض الاختبار، ويأتي إطلاقه بالتزامن مع دخول شركات أخرى مثل "بربلكسيتي" (Perplexity) و"أوبن إيه آي" مجال البحث عبر الإنترنت بمزايا منافسة. ومع القلق من فقدان حصة في سوق البحث لصالح المنافسين، يعدّ "وضع الذكاء الاصطناعي" بمنزلة رؤية غوغل لما سيكون عليه مستقبل البحث. ميزة "البحث العميق".. غوغل تَعِد بتقارير موثقة في دقائق وفي سياق التوسع في طرح "وضع الذكاء الاصطناعي"، بدأت غوغل في تسليط الضوء على بعض الميزات المتقدمة التي يعزز بها هذا الوضع تجربة البحث، وعلى رأسها ميزة "البحث العميق" (Deep Search). فبينما يتيح "وضع الذكاء الاصطناعي" تفكيك الأسئلة المعقدة إلى مواضيع فرعية متعددة لتقديم إجابات دقيقة، تأخذ ميزة "البحث العميق" هذا المفهوم إلى مستوى أعلى. إذ يمكن للنظام إصدار عشرات، بل أحيانا مئات، من الاستعلامات الداخلية لتكوين صورة شاملة حول الموضوع المطلوب، ويقدم في النهاية إجابات مدعومة بِروابط تفاعلية تتيح للمستخدم مواصلة الاستكشاف بنفسه. وتؤكد غوغل أن ما تقدمه هذه الميزة هو أقرب إلى تقرير شامل موثق بالمصادر، يتمّ توليده خلال دقائق، مما يوفر للمستخدمين ساعات من البحث اليدوي المرهق. وقد اقترحت الشركة استخدام "البحث العميق" في سيناريوهات تتطلب جمع وتحليل معلومات متشعبة، مثل التسوق المقارن، سواء عند البحث عن جهاز منزلي باهظ الثمن أو عند محاولة اختيار معسكر صيفي مناسب للأطفال. "جرّبها افتراضيا".. تسوق بالذكاء الاصطناعي كما لو كنت في المتجر ميزة تسوّق مبتكرة مدعومة بالذكاء الاصطناعي قادمة إلى "وضع الذكاء الاصطناعي" تحمل اسم "جربها افتراضيا" (Try it on)، تتيح للمستخدمين رفع صورة شخصية ليتم توليد صورة افتراضية تظهرهم وهم يرتدون الملابس التي يرغبون في شرائها. وتوضح غوغل أن هذه الميزة قادرة على فهم الأشكال ثلاثية الأبعاد للأجسام، بالإضافة إلى طبيعة الأقمشة ومرونتها، وقد بدأت بالظهور ضمن "مختبرات البحث" (Search Labs) منذ إعلانها في المؤتمر الثلاثاء الماضي. وفي خطوة أخرى تعزز من الجانب العملي لتجربة التسوق، تعتزم غوغل خلال الأشهر المقبلة إطلاق أداة للمستخدمين في الولايات المتحدة تقوم بشراء المنتجات تلقائيا عند انخفاض أسعارها إلى حدّ معيّن، شرط تفعيل هذا الوكيل يدويّا عبر زر "اشترِ لي" (buy for me). وبينما تتوسع هذه الميزات، أكدت غوغل أن كلا من "اللمحات الذكية" و"وضع الذكاء الاصطناعي" سيعملان الآن باستخدام نسخة مخصصة من نموذج "جيميناي 2.5" (Gemini 2.5)، مع بدء نقل بعض قدرات "وضع الذكاء الاصطناعي" تدريجيا إلى ميزة "اللمحات الذكية". محلّل بيانات يجيب عن أسئلتك المعقّدة لم تقتصر التحديثات على تجربة التسوق فحسب، إذ أعلنت غوغل أن "وضع الذكاء الاصطناعي" سيبدأ قريبا بدعم طرح الأسئلة التحليلية المعقدة في مجالات مثل الرياضة والمالية، وذلك ضمن "لابس" (Labs). حيث ستتيح هذه الميزة للمستخدمين طرح استفسارات دقيقة، مثل: "قارن بين نسب فوز 'فيليز' (Phillies) و'وايت سوكس' (White Sox) في مبارياتهم على أرضهم خلال المواسم الخمسة الماضية"، ليقوم الذكاء الاصطناعي بجمع البيانات من مصادر متعددة، وتنظيمها في إجابة واحدة مركّزة. ولمزيد من الفاعلية، سيتمّ توليد تصوّرات مرئية فورية تمكّن المستخدم من فهم الأرقام وتحليل النتائج بشكل أكثر وضوحا وسرعة، مما يفتح الباب أمام استخدامات أوسع في اتخاذ القرار أو الاستكشاف الذكي للبيانات. وكيل الويب الذكي "بروجكت مارينر".. مساعدك في البحث واتخاذ القرار تقدم غوغل ميزة جديدة تعتمد على "بروجكت مارينر" (Project Mariner)، وهو وكيل ذكي يمكنه التفاعل مع الويب واتخاذ إجراءات نيابة عن المستخدم. في البداية، ستتاح هذه الميزة للاستعلامات المتعلقة بالمطاعم، والفعاليات، والخدمات المحلية الأخرى. ويوفر "وضع الذكاء الاصطناعي" من خلال هذه الميزة الوقت والجهد عبر البحث التلقائي عن الأسعار والتوافر عبر عدّة مواقع، ليساعد المستخدم على اختيار الخيار الأنسب بسهولة، مثل العثور على تذاكر حفلات موسيقية بأسعار معقولة كمِثال ملموس. ميزة "سيرش لايف".. بحث تفاعلي مباشر من كاميرا هاتفك تستعدّ غوغل أيضا لطرح ميزة "سيرش لايف" (Search Live) في وقت لاحق من هذا الصيف، التي تتيح للمستخدمين طرح أسئلة استنادا إلى ما تراه كاميرا الهاتف في الوقت الحقيقي. تتفوق هذه الميزة على قدرات البحث البصري الحالية في "غوغل لانس" (Google Lens)، إذ توفر محادثة تفاعلية ثنائية الاتجاه مع الذكاء الاصطناعي عبر الفيديو والصوت معا، مستوحاة من نظام غوغل متعدد الوسائط (Project Astra). كما ستخصص نتائج البحث بناء على سجل البحث السابق، وبإمكان المستخدم ربط تطبيقات غوغل الخاصة به للاستفادة من سياقات شخصية أوسع. فعلى سبيل المثال، عند ربط حساب "جيميل" (Gmail)، يمكن لغوغل التعرف على تواريخ السفر من رسائل تأكيد الحجز، ثم اقتراح فعاليات في المدينة التي سيزورُها المستخدم خلال فترة وجوده هناك. ومع ذلك، من المتوقع ظهور بعض القلق بشأن الخصوصية. وفي هذا السياق، تؤكد غوغل أن المستخدم يملك حرية ربط أو فصل التطبيقات في أي وقت يشاء، مع الإشارة إلى أن "جيميل" سيكون أول تطبيق يدعم توفير هذا السياق الشخصي المخصص. ما بين طموح غوغل ومخاوف المستخدم، يتشكل واقع جديد لمحركات البحث، لم تعد فيه مجرد أداة لإيجاد المعلومة، بل شريكا ذكيّا في صنع القرار. ومع استمرار غوغل في توسيع حدود الابتكار، تبدو السنوات القادمة مرشحة لتحول جذري في طريقة تفاعلنا مع الإنترنت. فهل نحن مستعدون للتكيف مع هذا المستقبل؟