
ترامب والتحول الحاد من قوة الدبلوماسية الى دبلوماسية القوة.. ما الذي تغير؟
ترامب كان مترددا بين إنهاء الحرب بالوسائل الدبلوماسية أو الانضمام إليها، حتى أنه تحدث علنا في وقت ما عن قتل الزعيم الأعلى لإيران. ويشكل قراره بدعم حملة إسرائيل العسكرية على إيران المقامرة الأكبر والأكثر خطورة وضبابية، وقبل وقت طويل من انتهاء الموعد النهائي الذي حدده بأسبوعين لاتخاذ قرار...
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه "محا" المواقع النووية الإيرانية الرئيسية في ضربات جوية خلال الليل بقنابل ضخمة خارقة للتحصينات، في تصعيد جديد وخطير للصراع في الشرق الأوسط.
ووصف ترامب، في كلمة للشعب الأمريكي بثها التلفزيون، الضربات بأنها "نجاح عسكري مذهل" وحذر طهران من الرد، قائلا إنها ستواجه المزيد من الهجمات المدمرة إذا لم ترضى بالسلام.
وكان ترامب مترددا بين إنهاء الحرب بالوسائل الدبلوماسية أو الانضمام إليها، حتى أنه تحدث علنا في وقت ما عن قتل الزعيم الأعلى لإيران. ويشكل قراره بدعم حملة إسرائيل العسكرية على إيران المقامرة الأكبر والأكثر خطورة وضبابية في السياسة الخارجية لترامب خلال ولايتيه الرئاسيتين حتى الآن.
وبعد أيام من المشاورات، وقبل وقت طويل من انتهاء الموعد النهائي الذي حدده بأسبوعين لاتخاذ قرار بهذا الشأن، يمثل قرار ترامب بالانضمام إلى الحملة العسكرية الإسرائيلية على إيران، عدوها اللدود، تصعيدا كبيرا في الصراع.
وقال ترامب في كلمة بثها التلفزيون من البيت الأبيض "حققت الضربات نجاحا عسكريا مذهلا". وأضاف "مُحيت المنشآت النووية الإيرانية الرئيسية لتخصيب اليورانيوم بشكل كامل وكلي".
وفي الكلمة التي لم تستغرق أكثر من ثلاث دقائق، قال ترامب إن مستقبل إيران يواجه "إما السلام أو المأساة"، وإن هناك عددا من الأهداف الأخرى التي يمكن أن يضربها الجيش الأمريكي.
وأضاف "إذا لم يتحقق السلام بسرعة، فسوف نلاحق تلك الأهداف الأخرى بدقة وسرعة ومهارة".
وذكرت شبكة (سي.بي.إس نيوز) أن الولايات المتحدة تواصلت مع إيران دبلوماسيا يوم السبت لتقول إن الضربات هي كل ما تخطط له الولايات المتحدة ولا تهدف إلى تغيير النظام.
وكتب ترامب على تروث سوشيال "تم إسقاط حمولة كاملة من القنابل على الموقع الرئيسي، فوردو.
وأضاف "انتهى فوردو".
وقال الرئيس الأمريكي "على إيران أن توافق الآن على إنهاء هذه الحرب".
عودة الى طاولة المفاوضات بموقف أضعف
بقراره غير المسبوق بقصف المواقع النووية في إيران والانضمام مباشرة إلى هجوم إسرائيل الجوي على عدوها اللدود في المنطقة، اتخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطوة طالما تعهد بتجنبها وهي التدخل عسكريا في حرب خارجية كبرى.
وكان ترامب قد قال قبل يومين من الضربة الامريكية 'بالنظر الى وجود فرصة حيوية لإجراء مفاوضات قد تحصل وقد لا تحصل مع ايران في المستقبل القريب، سأتخذ قراري في شأن المضي قدما أو لا خلال الاسبوعين المقبلين'.
فما الذي غير موقف ترامب من الدخول الى الحرب؟
وقال محللون إن أفعال ترامب، الذي أصر يوم السبت على أن إيران يجب أن تتوصل إلى حل يؤدي للسلام الآن أو تواجه المزيد من الهجمات، يمكن أن تدفع طهران إلى الرد بإغلاق مضيق هرمز، أهم شريان للنفط في العالم، ومهاجمة القواعد العسكرية للولايات المتحدة وحلفائها في الشرق الأوسط وتكثيف القصف الصاروخي على إسرائيل والاستعانة بالجماعات الحليفة لاستهداف المصالح الأمريكية والإسرائيلية في أنحاء العالم.
ومن الممكن أن تتصاعد هذه التحركات إلى صراع أوسع نطاقا وأطول أمدا مما يتصوره ترامب، مما يعيد إلى الأذهان "الحروب الأبدية" التي خاضتها الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان، والتي سخر منها ترامب ووصفها بأنها "غبية" ووعد بعدم الانجرار إلى مثلها.
وقال آرون ديفيد ميلر، وهو مفاوض سابق في شؤون الشرق الأوسط بإدارات من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة "الإيرانيون أصبحوا ضعفاء للغاية وتدهورت قدراتهم العسكرية... لكن لديهم كل أنواع السبل غير المتكافئة التي يمكنهم الرد بها.... لن ينتهي هذا الأمر سريعا".
وفي الفترة التي سبقت القصف الذي أُعلن عنه في وقت متأخر من يوم السبت، تأرجح ترامب بين التهديد بعمل عسكري ومناشدة استئناف المفاوضات لإقناع إيران بالتوصل إلى اتفاق لتفكيك برنامجها النووي.
وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض إنه بمجرد أن اقتنع ترامب بأن طهران ليست مهتمة بالتوصل إلى اتفاق نووي، قرر أن الضربات هي "الشيء الصحيح الذي يجب القيام به".
وقال المسؤول إن ترامب أعطى الأمر بمجرد أن تأكد من "احتمالية نجاح عالية"، وهو قرار تم التوصل إليه بعد هجمات جوية إسرائيلية على مدار أكثر من أسبوع على المنشآت النووية والعسكرية الإيرانية والتي مهدت الطريق أمام الولايات المتحدة لتوجيه الضربة التي قد تتوج الأمر.
وأشاد ترامب "بالنجاح الكبير" للضربات التي قال إنها تضمنت استخدام قنابل ضخمة "خارقة للتحصينات" في محطة فوردو الرئيسية. لكن بعض الخبراء يرون أن التهديد لم ينته بعد على الرغم من أن البرنامج النووي الإيراني ربما انتكس لسنوات عديدة.
وتنفي إيران سعيها لامتلاك سلاح نووي، وتؤكد أن برنامجها لأغراض سلمية بحتة.
وقالت (رابطة الحد من الأسلحة)، وهي منظمة غير حزبية مقرها الولايات المتحدة وتدعو إلى تشريعات للحد من الأسلحة، في بيان "على المدى البعيد، من المرجح أن يدفع العمل العسكري إيران إلى قرار يخلص إلى أن الأسلحة النووية ضرورية للردع، وأن واشنطن لا ترغب في الدبلوماسية".
وأضافت الرابطة "الضربات العسكرية وحدها لا يمكن أن تدمر المعرفة النووية الواسعة لإيران. ستؤدي الضربات إلى تراجع برنامج إيران، لكن في المقابل ستقوي من عزيمة طهران على إعادة بناء أنشطتها النووية الحساسة".
قال إريك لوب الأستاذ المساعد في قسم السياسة والعلاقات الدولية بجامعة فلوريدا الدولية إن خيارات الخطوة التالية لإيران لم تتضح بعد، وذكر أن صور الرد قد تتضمن ضرب "أهداف سهلة" للولايات المتحدة وإسرائيل داخل المنطقة وخارجها.
لكنه أشار أيضا إلى احتمال عودة إيران إلى طاولة المفاوضات -"مع أنها ستفعل ذلك من موقف أضعف"- أو السعي إلى مخرج دبلوماسي.
وفي أعقاب الضربات الأمريكية مباشرة، لم تبدِ إيران رغبة تذكر في تقديم تنازلات.
وقالت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إنها لن تسمح بوقف تطوير "صناعتها الوطنية"، وقال معلق في التلفزيون الإيراني الرسمي إن كل مواطن أو عسكري أمريكي في المنطقة أصبح الآن هدفا مشروعا.
وكتب كريم سجادبور المحلل في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي على منصة إكس "يشير ترامب إلى أن الوقت قد حان للسلام. من المرجح ألا ينظر الإيرانيون إلى الأمر بنفس الطريقة. من المرجح أن يفتح هذا فصلا جديدا من النزاع الأمريكي الإيراني المستمر منذ 46 عاما، لا أن ينهيه".
وأشار بعض المحللين إلى أن ترامب، الذي أنكرت إدارته في السابق أي سعي للإطاحة بالقيادة الإيرانية، قد ينجر للسعي إلى "تغيير النظام" إذا ردت طهران بقوة كبيرة أو تحركت لصنع سلاح نووي.
ومن شأن هذا أن يجلب بدوره مخاطر إضافية.
وقالت لورا بلومنفيلد محللة شؤون الشرق الأوسط في كلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة في واشنطن "احذروا من اتساع المهمة لما هو أكبر من أهدافها الأساسية، إلى السعي لتغيير النظام وحملات لدعم الديمقراطية... ستجدون بقايا العديد من المهام الأخلاقية الأمريكية الفاشلة مدفونة في رمال الشرق الأوسط".
وقال جوناثان بانيكوف النائب السابق لمسؤول المخابرات الأمريكية المعني بشؤون الشرق الأوسط إن القيادة الإيرانية ستسارع إلى شن "هجمات غير متكافئة" إذا شعرت أن بقاءها مهدد.
لكنه قال إن على طهران أيضا أن تضع في اعتبارها العواقب. ففي حين أن اتخاذ إجراءات مثل إغلاق مضيق هرمز سيؤدي إلى مشاكل لترامب مع ما سينتج عنه من ارتفاع أسعار النفط والتأثير التضخمي المحتمل على الولايات المتحدة، إلا أنه سيضر أيضا بالصين، أحد حلفاء إيران الأقوياء القلائل.
في الوقت نفسه، يواجه ترامب بالفعل معارضة قوية من الديمقراطيين في الكونجرس للهجوم على إيران، وسيتعين عليه أيضا مواجهة معارضة الجناح المناهض للتدخلات في قاعدته من الجمهوريين المؤيدين لشعار "لنجعل أمريكا عظيمة مجددا".
ولم يواجه ترامب أي أزمة دولية كبيرة خلال ولايته الرئاسية الأولى، لكنه يخوض واحدة الآن بعد ستة أشهر فقط من عودته للبيت الأبيض.
وحتى لو كان يأمل في أن يكون التدخل العسكري الأمريكي محدودا من حيث الوقت والنطاق، فإن تاريخ مثل هذه الصراعات غالبا ما يحمل عواقب غير مقصودة بالنسبة للرؤساء الأمريكيين.
ومن المؤكد أن شعار ترامب "السلام من خلال القوة" سيخضع لاختبار لم يسبق له مثيل، خاصة مع فتحه جبهة عسكرية جديدة دون الوفاء بوعود حملته الانتخابية بإنهاء حربي أوكرانيا وغزة بسرعة.
وقال ريتشارد جاون مدير شؤون الأمم المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية "عاد ترامب إلى نشاط الحرب... لست متأكدا من أن أي شخص في موسكو أو طهران أو بكين صدق كلامه المعسول عن أنه صانع سلام. لطالما بدت وكأنها عبارة انتخابية أكثر من كونها استراتيجية".
رهان على القوة بدلا من الدبلوماسية
وقال كينيث بولاك، المحلل السابق لدى وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) ويشغل الآن منصب نائب رئيس السياسات في معهد الشرق الأوسط 'لن نعرف مدى نجاحها (الضربات) إلا إذا مضت السنوات الثلاث إلى الخمس المقبلة دون حصول النظام الإيراني على أسلحة نووية'.
واعتبر المحلل الذي كان من مؤيدي الغزو الأميركي للعراق عام 2003، أن طهران بات لديها الآن 'أسباب مقنعة للسعي لامتلاك' الأسلحة الذرية.
ولم تتوصل الاستخبارات الأميركية لاستنتاج بأن إيران تسعى لتطوير سلاح نووي، علما بأن طهران نفت مرارا الاتهامات الغربية لها بذلك.
ويرى تريتا بارسي، وهو باحث سويدي إيراني منتقد للعمل العسكري، إن ترامب 'زاد من احتمالية أن تصبح إيران دولة نووية خلال السنوات الخمس إلى العشر القادمة'.
وأضاف بارسي، نائب الرئيس التنفيذي لمعهد كوينسي في الولايات المتحدة، 'علينا أن نحرض على عدم الخلط بين النجاح التكتيكي والنجاح الاستراتيجي'، متابعا 'حرب العراق كانت ناجحة أيضا في الأسابيع الأولى، لكن إعلان الرئيس (جورج) بوش عن +إنجاز المهمة+ لم يصمد مع مرور الوقت'.
مع ذلك، جاء هجوم ترامب بعد عشرة أيام من بدء إسرائيل حملة عسكرية واسعة النطاق طالت على وجه الخصوص مواقع نووية وعسكرية، في وقت تبدو الجمهورية الإسلامية في إحدى أضعف مراحلها منذ انتصار ثورة الإمام الخميني في العام 1979 على الشاه محمد رضا بهلوي المدعوم من الغرب.
ومنذ هجوم حماس الحليفة لإيران على جنوب إسرائيل في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023، وجهت الدولة العبرية ضربات قاسية الى المجموعات الموالية لطهران في المنطقة، خصوصا الحركة الفلسطينية وحزب الله اللبناني.
وفي سوريا، سقط نظام بشار الأسد، الحليف الرئيسي لإيران بين القادة العرب، في كانون الأول/ديسمبر.
واعتبر مؤيدو ضربة ترامب بأن الدبلوماسية لم تُجد نفعا وسط تمسك إيران بتخصيب اليورانيوم، بينما كانت واشنطن ترفض هذا الأمر.
وقال عضو الكونغرس الديموقراطي السابق ورئيس اللجنة اليهودية الأميركية تيد دوتش 'بعكس ما سيقوله البعض في الأيام القادمة لم تتسرع الإدارة الأميركية في الحرب. بل منحت الدبلوماسية فرصة حقيقية'، مضيفا 'النظام الإيراني القاتل رفض إبرام صفقة'.
وأشار السناتور الجمهوري جون ثون إلى تهديدات طهران لإسرائيل ولهجتها ضد الولايات المتحدة، مضيفا أن إيران 'رفضت جميع السبل الدبلوماسية للسلام'.
وهاجم معظم أعضاء الحزب الجمهوري الذي ينتمي إليه ترامب، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتانياهو الذي لطالما اعتبر إيران تهديدا وجوديا، اتفاق العام 2015 لأنه سمح لطهران بتخصيب اليورانيوم بمستويات متدنية، ولأن بنوده الرئيسية كانت محددة المدة.
لكن ترامب الذي يقدم نفسه كصانع سلام، قال خلال زيارته دولا خليجية الشهر الماضي إنه متفائل بالتوصل إلى اتفاق جديد مع إيران. وأتت الضربات الاسرائيلية في 13 حزيران/يونيو، قبل يومين من جولة جديدة من المباحثات النووية بين واشنطن وطهران.
وبدّل ترامب سريعا بعد ذلك موافقه.
وقالت مديرة التحليل العسكري في مؤسسة 'أولويات الدفاع' جينيفر كافانا إن 'قرار ترامب تقليص جهوده الدبلوماسية سيصعّب أيضا التوصل إلى اتفاق على المديين المتوسط والطويل'.
أضافت 'لم يعد لدى إيران الآن ما يدفعها لتثق بترامب أو للاعتقاد بأن التوصل إلى تسوية سيعزز مصالحها'.
وتواجه القيادة الإيرانية أيضا تداعيات الاحتجاجات التي شهدتها البلاد عام 2022 بعد وفاة مهسا أميني.
إما السلام أو المأساة
وكان ترامب مترددا بين إنهاء الحرب بالوسائل الدبلوماسية أو الانضمام إليها، حتى أنه تحدث علنا في وقت ما عن قتل الزعيم الأعلى لإيران. ويشكل قراره بدعم حملة إسرائيل العسكرية على إيران المقامرة الأكبر والأكثر خطورة وضبابية في السياسة الخارجية لترامب خلال ولايتيه الرئاسيتين حتى الآن.
لكنه أبقى على احتمال تجنب صراع أوسع إذا استجابت طهران للمطالب. وقال إن مستقبل إيران يحمل "إما السلام أو المأساة"، وإن هناك عددا من الأهداف الأخرى التي يمكن أن يستهدفها الجيش الأمريكي. وأضاف "إذا لم يتحقق السلام بسرعة، فسوف نقصف تلك الأهداف الأخرى بدقة وسرعة ومهارة".
وذكرت شبكة سي.بي.إس نيوز أن الولايات المتحدة تواصلت مع إيران دبلوماسيا يوم السبت لتخبرها أن الضربات هي كل ما تخطط له وأنها لا تهدف إلى تغيير النظام.
وصرح عراقجي الموجود حاليا في إسطنبول بأن طهران تدرس خياراتها للرد، ولن تفكر في اللجوء إلى الدبلوماسية إلا بعد تنفيذ ردها.
وقال "أظهرت الولايات المتحدة عدم احترامها للقانون الدولي. إنها لا تفهم إلا لغة التهديد والقوة".
وهنأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ترامب على "قراره الجريء"، كما أشاد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد بترامب، قائلا إن العالم أصبح الآن أكثر أمانا.
وعبر إيرانيون تواصلت معهم رويترز عن خوفهم من احتمال اتساع الحرب في ظل انضمام الولايات المتحدة.
وقالت بيتا (36 عاما) وهي معلمة من مدينة كاشان بوسط البلاد قبل انقطاع الاتصال "مستقبلنا مظلم. ليس لدينا مكان نذهب إليه، وكأننا نعيش في فيلم رعب".
وعبرت دول الخليج، التي سعت في السنوات القليلة الماضية إلى تهدئة خلافاتها القديمة مع إيران، عن قلقها إزاء التصعيد. وتخشى هذه الدول أن تُستهدف صادراتها الحيوية من الطاقة في أي صراع موسع.
حرب إسرائيل وليست حربنا
ويُعد قرار ترامب أكبر مغامرة في السياسة الخارجية خلال فترتي رئاسته، وقد رافقه خلال الإعلان نائبه جيه.دي فانس، ووزير الدفاع بيت هيجسيث، ووزير الخارجية ماركو روبيو.
وفي الأيام القليلة الماضية، قال مشرعون ديمقراطيون وبعض الجمهوريين إن ترامب يجب أن يحصل على إذن من الكونجرس الأمريكي قبل إلزام الجيش الأمريكي بأي قتال ضد إيران.
وأشاد رئيس لجنة القوات المسلحة في مجلس الشيوخ الجمهوري روجر ويكر من ولاية ميسيسيبي بالعملية لكنه حذر من أن الولايات المتحدة تواجه الآن "خيارات خطيرة للغاية في المستقبل".
وقال رئيس لجنة العلاقات الخارجية في مجلس الشيوخ جيم ريش، وهو جمهوري، إنه على الرغم من القصف الأمريكي المكثف على إيران فإن "هذه الحرب هي حرب إسرائيل وليست حربنا"، وأضاف "لن تكون هناك قوات أمريكية على الأرض في إيران."
وقال أحد المشرعين الجمهوريين، وهو النائب توماس ماسي من ولاية كنتاكي، ببساطة "هذا ليس دستوريا".
وقالت النائبة الديمقراطية ألكسندريا أوكاسيو كورتيز إن هذا "يشكل أساسا واضحا لمساءلة الرئيس".
وقال السناتور الديمقراطي تيم كاين من ولاية فيرجينيا إن الرأي العام الأمريكي "يعارض بأغلبية ساحقة شن الولايات المتحدة حربا على إيران".
دول الخليج في حالة تأهب
وأصبحت دول الخليج التي تستضيف قواعد عسكرية أمريكية متعددة في حالة تأهب قصوى يوم الأحد بعد أن زادت الضربات الأمريكية على إيران من احتمالات اتساع رقعة الصراع في المنطقة.
وأفاد مصدران مطلعان لرويترز يوم الأحد بأن السعودية، أكبر مُصدر للنفط في العالم، في حالة تأهب أمني قصوى بعد الضربات الأمريكية، بينما حثت البحرين قائدي السيارات على تجنب الطرق الرئيسية، وأقامت الكويت ملاجئ في مجمع وزاري.
وسبق أن توعدت طهران باستهداف الأصول الأمريكية في المنطقة، بما في ذلك القواعد العسكرية، إذا ما تعرضت لهجوم أمريكي.
وتستضيف البحرين مقر الأسطول الخامس للبحرية الأمريكية، وتوجد كذلك قواعد أمريكية في السعودية والكويت وقطر والإمارات.
وأعلنت السلطات النووية في السعودية والإمارات أنها لم ترصد أي علامات تلوث نووي عقب الضربات على إيران.
وقال حسن الحسن، الباحث في سياسات الشرق الأوسط بالمعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية "بما أن الحرب لم تُحتو خلال الأعمال القتالية المباشرة بين إسرائيل وإيران حتى الآن، فإن التدخل الأمريكي المباشر يمثل علامة فارقة تهدد بجر دول الخليج، ولا سيما البحرين والكويت وقطر، التي تستضيف منشآت عسكرية أمريكية كبيرة، إلى الصراع".
وأشار إلى أن خطر اندلاع صراع مفتوح بين الولايات المتحدة وإيران قد يغرق المنطقة في صراع مدمر وربما طويل الأمد.
وقالت وزارة الداخلية البحرينية في منشور على إكس "في ضوء التطورات الأخيرة بالموقف الأمني الإقليمي، نهيب بالمواطنين والمقيمين أن يكون إشغال الطرق الرئيسية عند الضرورة، حفاظا على السلامة العامة، وذلك من أجل إفساح المجال لاستخدام الطرق من قبل الأجهزة المعنية".
وقال جهاز الخدمة المدنية في البحرين إنه "تقرر تفعيل العمل بالوزارات والأجهزة الحكومية عن بعد بنسبة 70 في المئة ما عدا في القطاعات التي يتطلب عملها الحضور الشخصي، أو التي لديها إجراءات عمل خاصة في حالات الطوارئ، وبما تقتضيه السلامة العامة، وذلك اعتبارا من اليوم وحتى إشعار آخر".
وأعلنت السلطات البحرينية قبل أيام أنها فعلت الخطة الوطنية للطوارئ المدنية والمركز الوطني لإدارة الطوارئ تأهبا لأي احتمالات وشرعت في اختبار صفارات الإنذار في المملكة.
وذكرت وسائل إعلام كذلك أن البحرين أقامت 33 مركز إيواء.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


ليبانون ديبايت
منذ 41 دقائق
- ليبانون ديبايت
"ساعات من التحليق"... البنتاغون يكشف خفايا ضرب إيران
كشف مسؤول أميركي لموقع "أكسيوس" أن الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعطى تعليماته للبنتاغون ببدء التخطيط للضربة العسكرية على إيران خلال قمة مجموعة السبع، مشيرًا إلى أن الرئيس هو من حدّد توقيت تنفيذ العملية مع استعداد لإلغائها إذا ظهرت فرصة للتفاوض. وأكد المصدر ذاته أن عددًا محدودًا فقط من المسؤولين كانوا على علم مسبق بالعملية التي استهدفت منشآت نووية إيرانية في فوردو ونطنز وأصفهان، مضيفًا أن الجيش والبنتاغون طمأنا ترامب بنجاح العملية. وفي التفاصيل التي كشفت عنها صحيفة "نيويورك تايمز"، فقد قادت قاذفات B-2 سبيريت الأميركية واحدة من أطول المهام الهجومية في التاريخ العسكري، حيث استغرقت العملية 37 ساعة، تناوب خلالها الطيارون على القيادة والراحة داخل قمرة مجهزة بتقنيات متقدمة مثل ثلاجات صغيرة وأفران ميكروويف ومساحة مخصصة للنوم. انطلقت القاذفات من قاعدة في ولاية ميزوري إلى قاعدة في المحيط الهادئ بغرض التضليل، بينما اتجه سرب آخر مكون من سبع قاذفات إلى إيران في مهمة استغرقت 18 ساعة مع عمليات تزوّد بالوقود جوًا, إذ ألقت القاذفات 12 قنبلة على المنشأة النووية. وكما استُهدفت بقنبلتين، مع إطلاق غواصات أميركية في بحر العرب 30 صاروخًا من طراز توماهوك. وتزامن ذلك مع مشاركة مقاتلات حماية من الجيلين الرابع والخامس لتأمين العملية. فور انتهاء العملية، أعلن الرئيس ترامب عن تنفيذ الهجوم الذي وصفه بـ"الناجح للغاية"، مضيفًا أن المنشآت الإيرانية قد دُمّرت بالكامل. وأشاد ترامب بطواقم القاذفات التي هبطت مجددًا في قاعدة ميزوري، مشيرًا إلى أن الضربات ألحقت أضرارًا هائلة ودقيقة جدًا بالبنية النووية الإيرانية. واعتبرت إيران أن العملية استفزازًا مباشرًا وتصعيدًا خطيرًا, وكما نددت روسيا بالضربات، واصفة إياها بانتهاك صارخ للقانون الدولي, دعا المجتمع الدولي مجلس الأمن لاجتماع طارئ لمناقشة التصعيد.


سيدر نيوز
منذ ساعة واحدة
- سيدر نيوز
الأسلحة وحجم الضرر: ما نعرفه عن الضربات الأمريكية على ثلاثة مواقع نووية إيرانية
Maxar Technologies يقول الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن الولايات المتحدة نفذت هجوماً 'ناجحاً' بقصف ثلاثة مواقع نووية في إيران، و'تدميرها تماماً'. وصرح البنتاغون الأحد، بأن تقييم آثار الهجوم بالكامل سيستغرق بعض الوقت، على الرغم من أنه يبدو أن جميع المواقع لحقت بها 'أضرار بالغة للغاية'. وتقول إسرائيل إنها كانت على 'تنسيق كامل' مع الولايات المتحدة في التخطيط للضربات. أكد المسؤولون الإيرانيون استهداف المنشآت، لكنهم نفوا تعرضها لأضرار كبيرة. تمثل هذه الضربات تصعيداً كبيراً في الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل. إليكم ما نعرفه. ما الذي قصفته الولايات المتحدة، وما الأسلحة التي استخدمتها؟ صرح الجنرال دان كين، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، بأن عملية 'مطرقة منتصف الليل' شارك فيها 125 طائرة عسكرية أمريكية، بما في ذلك سبع قاذفات شبح من طراز بي-2. وقالت الولايات المتحدة إن ثلاث منشآت نووية استُهدفت، وهي فوردو ونطنز وأصفهان. وخلال إحاطة في البنتاغون، صرّح كين بأن قاذفات انطلقت من الولايات المتحدة في رحلة استغرقت 18 ساعة، واتجه بعضها غرباً نحو المحيط الهادئ 'بغرض الخداع'، بينما توغلت فرقة الضربات الرئيسية، المكونة من سبع قاذفات بي-2، في إيران. وأضاف أنه قبل دخول الطائرات المجال الجوي الإيراني مباشرة، أُطلق أكثر من عشرين صاروخ توماهوك كروز من غواصة أمريكية على أهداف في موقع أصفهان. وقال كين إنه مع دخول القاذفات المجال الجوي الإيراني، استخدمت الولايات المتحدة 'عدة أساليب خداع، بما في ذلك طُعم'، إذ عملت الطائرات المقاتلة على إخلاء المجال الجوي أمامها، للتحقق من وجود طائرات معادية أو صواريخ أرض-جو. ثم أسقطت القاذفة بي-2 الرئيسية قنبلتين من طراز GBU-57 الخارقة للتحصينات على الموقع النووي في فوردو. وأعلن كين عن إسقاط 14 قنبلة خارقة للتحصينات على منطقتين مستهدفتين. وقال كين إن الأهداف الثلاثة للبنية التحتية النووية الإيرانية تعرضت للقصف، بين الساعة 18:40 إلى الساعة 19:05، بتوقيت شرق الولايات المتحدة. ثم غادرت القاذفات المجال الجوي الإيراني وبدأت عودتها إلى الولايات المتحدة. وقال كين 'لم تُحلّق المقاتلات الإيرانية، ويبدو أن أنظمة الصواريخ أرض- جو الإيرانية لم ترَنا'. وفي الإحاطة نفسها، قال وزير الدفاع بيت هيغسيث إن العملية لم تستهدف القوات الإيرانية أو الشعب الإيراني. وأضاف أن المهمة 'لم تكن تهدف أبداً إلى تغيير النظام'. وأعرب وزير الدفاع عن تقديره 'لحلفائنا في إسرائيل' للدعم الذي قدموه، مضيفاً أن العمليات استغرقت شهوراً وأسابيع من التخطيط. يقع موقع فوردو النووي في منطقة جبلية نائية، ويضم منشأة لتخصيب اليورانيوم، وهو أمر حيوي لطموحات إيران النووية. يقع هذا الموقع جنوب طهران، ويُعتقد أنه أعمق تحت الأرض من نفق القناة الواصل بين بريطانيا وفرنسا. ونظراً لعمق منشأة فوردو تحت الأرض، فإن الولايات المتحدة وحدها هي التي تمتلك قنبلة 'خارقة للتحصينات' كبيرة بما يكفي لاختراق الموقع. ويبلغ وزنها نحو 13,000 كيلوغرام، ويمكنها اختراق نحو 18 متراً من الخرسانة أو 61 متراً من الأرض قبل أن تنفجر، وفقاً للخبراء. وبسبب عمق أنفاق فوردو، فإن نجاح قنبلة خارقة للتحصينات غير مضمون، لكنها القنبلة الوحيدة التي يمكن أن تقترب من ذلك. أكد كاين أن القاذفات السبع من طراز 'بي-2 سبيريت' استخدمت 14 قنبلة خارقة للتحصينات (MOP)، ضمن '75 سلاحاً موجهاً بدقة' في الضربات التي نُفذت ضد إيران. ما هو المعروف عن تأثير الهجمات؟ صرح الجنرال كين بأن الأمر سيستغرق بعض الوقت، لتقييم مدى الضرر الناجم عن الهجوم الأمريكي بشكل كامل. لكنه قال إن 'التقييم الأولي لأضرار المعركة يشير إلى أن المواقع الثلاثة لحقت بها أضرار ودمار شديد للغاية'. تُظهر صور حديثة التُقطت عبر الأقمار الصناعية في 22 يونيو/حزيران ست حفر جديدة في موقع فوردو النووي، يُرجح أنها كانت نقاط دخول الذخائر الأمريكية، بالإضافة إلى غبار رمادي وحطام متناثر على سفح الجبل. Maxar Technologies بعد تأكيد الولايات المتحدة استخدام قنابل GBU-57 في الهجوم، صرّح ستو راي، كبير محللي الصور في شركة ماكنزي للاستخبارات، لوحدة تقصي الحقائق في بي بي سي: 'لن تلاحظوا تأثير انفجار هائل عند نقطة الدخول، لأنها ليست مصممة للانفجار عند الدخول، بل في عمق المنشأة'. وأضاف أنه يبدو أن ثلاث ذخائر منفصلة أُلقيت على نقطتي اصطدام منفصلتين، وأن اللون الرمادي على الأرض يُظهر حطاماً خرسانياً تناثر بفعل الانفجارات. وأضاف راي أيضاً أن مداخل النفق يبدو أنها سُدّت. نظراً لعدم وجود حفر مرئية أو نقاط اصطدام بالقرب منها، بما يُشير إلى أن هذه ربما كانت محاولة إيرانية 'للتخفيف من حدة الاستهداف المتعمد للمداخل بالقصف الجوي'. ووصفت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية قصف المواقع النووية الثلاثة بأنه 'انتهاك سافر' للقانون الدولي. وأكدت كل من المملكة العربية السعودية والوكالة الدولية للطاقة الذرية، التابعة للأمم المتحدة، عدم وجود أي زيادة في مستويات الإشعاع بعد الهجوم. وصرح نائب المدير السياسي لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، حسن عابديني، بأن إيران أخلت هذه المواقع النووية الثلاثة 'منذ فترة'. وفي ظهور له على التلفزيون الرسمي، قال إن إيران 'لم تتلقَّ ضربةً كبيرةً لأن المواد كانت قد أُزيلت بالفعل'. كيف سترد إيران؟ في غضون ساعات من القصف الأمريكي، أطلقت إيران وابلاً جديداً من الصواريخ، أصاب أجزاءً من تل أبيب وحيفا. وأفاد مسؤولون بإصابة ما لا يقل عن 86 شخصاً. وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الأحد، إن الولايات المتحدة 'يجب أن تتلقى رداً على عدوانها'. وقال في بيان: 'لطالما أكدنا استعدادنا للانخراط والتفاوض في إطار القانون الدولي، ولكن بدلاً من قبول المنطق، طالب الطرف الآخر باستسلام الأمة الإيرانية'. يقول فرانك غاردنر، مراسل بي بي سي للشؤون الأمنية، إنه على إيران الآن الاختيار بين ثلاثة مسارات عمل استراتيجية رداً على الهجوم الأمريكي: عدم القيام بأي شيء. هذا قد يجنّبها المزيد من الهجمات الأمريكية. قد تختار إيران حتى المسار الدبلوماسي وتنضم مجدداً إلى المفاوضات مع الولايات المتحدة. لكن التقاعس يجعل النظام الإيراني يبدو ضعيفاً، خاصة بعد كل تحذيراته من عواقب وخيمة في حال شنت الولايات المتحدة هجوماً. قد يرى النظام الحاكم أن خطر إضعاف قبضته على شعبه يفوق تكلفة أي هجمات أمريكية أخرى. الرد بقوة وسرعة. لا تزال إيران تمتلك ترسانة ضخمة من الصواريخ الباليستية بعد تصنيعها وإخفائها لسنوات. ولديها قائمة أهداف تضم نحو 20 قاعدة أمريكية للاختيار من بينها في الشرق الأوسط الكبير. كما يمكنها شن هجمات على السفن الحربية التابعة للبحرية الأمريكية، باستخدام أسراب من الطائرات بدون طيار وزوارق طوربيد سريعة. الرد لاحقاً في الوقت الذي تختاره. هذا يعني الانتظار حتى يهدأ التوتر الحالي، وشن هجوم مفاجئ عندما لا تكون القواعد الأمريكية في حالة تأهب قصوى. ماذا قال دونالد ترامب وكيف كان رد فعل السياسيين الأمريكيين؟ في منشور على منصته 'تروث سوشيال' الساعة 19:50 بتوقيت شرقي الولايات المتحدة، أكد ترامب الضربات على فوردو ونطنز وأصفهان. بعد ساعتين تقريباً، وبرفقة نائب الرئيس جيه دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الدفاع هيغسيث، ألقى ترامب خطاباً متلفزاً. وقال إن الهجمات المستقبلية ستكون 'أشد وطأة'، ما لم تتوصل إيران إلى حل دبلوماسي. وأضاف: 'تذكروا، لا يزال هناك العديد من الأهداف'. أصدر العديد من زملاء ترامب الجمهوريين بيانات مؤيدة لهذه الخطوة، بمن فيهم السيناتور عن ولاية تكساس، تيد كروز، الذي 'أشاد' بالرئيس. ووصف السيناتور الجمهوري ميتش ماكونيل، الذي وجه في السابق انتقادات لترامب، هذه الخطوة بأنها 'رد حكيم على دعاة الحرب في طهران'. لكن لم يكن كل الجمهوريين داعمين لهذه الخطوة، إذ قالت مارجوري تايلور غرين، عضوة الكونغرس عن ولاية جورجيا، وهي من أشد مؤيدي ترامب، 'هذه ليست معركتنا'. ووصف عضو الكونغرس الجمهوري، توماس ماسي، الذي قدم في وقت سابق من هذا الأسبوع مشروع قانون يمنع ترامب من مهاجمة إيران دون موافقة المشرعين، الضربات بأنها 'غير دستورية'. في المقابل وصف ترامب في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، ماسي بأنه 'خاسر مثير للشفقة'. وتمنح المادة الأولى من دستور الولايات المتحدة سلطة إعلان الحرب للكونغرس، أي للمشرعين المنتخبين في مجلسي النواب والشيوخ. لكن المادة الثانية تنص على أن الرئيس هو القائد الأعلى، وتمنحه سلطة إصدار أمر باستخدام القوة العسكرية للدفاع عن الولايات المتحدة، ضد الهجمات الفعلية أو المتوقعة. وقال حكيم جيفريز، الديمقراطي الأمريكي البارز، إن ترامب يُخاطر بتوريط الولايات المتحدة 'في حرب كارثية محتملة في الشرق الأوسط'، بينما اتهمه آخرون بتجاوز الكونغرس لشن حرب جديدة. كيف كان رد فعل قادة العالم؟ دعت بريطانيا وفرنسا وألمانيا إيران إلى تجنب أي إجراء، من شأنه أن يزيد من 'زعزعة استقرار' الشرق الأوسط. وفي بيان مشترك، قال رئيس الوزراء البريطاني السير كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس إنهم 'أكدوا بوضوح تام أن إيران لا يمكن أن تمتلك سلاحاً نووياً أبداً'، وأعربوا عن دعمهم لأمن إسرائيل. ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الضربات الجوية الأمريكية بأنها تصعيد خطير، بينما حثت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، جميع الأطراف على التراجع والعودة إلى طاولة المفاوضات. وأعربت المملكة العربية السعودية عن 'قلقها البالغ'، بينما أدانت سلطنة عُمان الضربات ودعت إلى خفض التصعيد. وصرح رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، بأنه تحدث إلى الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان، ودعا إلى 'الحوار والدبلوماسية كسبيل للمضي قدماً'. وقال السياسي الروسي ديميتري ميدفيديف، حليف الرئيس فلاديمير بوتين: 'ترامب، الذي جاء رئيساً كصانع سلام، بدأ حرباً جديدة للولايات المتحدة'. 'مع هذا النوع من النجاح، لن يفوز ترامب بجائزة نوبل للسلام'، يضيف. كيف بدأ الصراع الأخير؟ شنت إسرائيل هجوما مفاجئاً على عشرات الأهداف النووية والعسكرية الإيرانية، في 13 يونيو/حزيران. وقالت إن طموحها هو تفكيك برنامج طهران النووي، الذي قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنه سيمكّنها قريباً من إنتاج قنبلة نووية. تصرّ إيران على أن طموحاتها النووية سلمية. ورداً على ذلك، أطلقت طهران مئات الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل. واستمرت الدولتان في تبادل الضربات منذ ذلك الحين، في حرب جوية استمرت لأكثر من أسبوع. لطالما صرّح ترامب بأنه يعارض امتلاك إيران لسلاح نووي. ويُعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل تمتلكه، رغم أنها لا تؤكد ذلك ولا تنفيه. في مارس/آذار، صرّحت تولسي غابارد، مديرة المخابرات الوطنية الأمريكية، بأنه على الرغم من زيادة إيران لمخزونها من اليورانيوم إلى مستويات غير مسبوقة، إلا أنها لا تُصنّع سلاحاً نووياً – وهو تقييم وصفه ترامب مؤخراً بـ'الخاطئ'. وخلال حملته الانتخابية، انتقد ترامب الإدارات الأمريكية السابقة لانخراطها في 'حروب غبية لا نهاية لها' في الشرق الأوسط، وتعهد بإبعاد الولايات المتحدة عن الصراعات الخارجية. وكانت الولايات المتحدة وإيران تجريان محادثات نووية، وقت الهجوم الإسرائيلي المفاجئ. وقبل يومين فقط من الهجوم الأمريكي، صرّح ترامب بأنه سيمنح إيران أسبوعين للدخول في مفاوضات جادة قبل توجيه ضربة عسكرية، لكن تبيّن أن هذه المهلة أقصر بكثير.


النهار
منذ ساعة واحدة
- النهار
بالفيديو- الجيش الإسرائيلي يُهاجم 6 مطارات... الجيش الإيراني: دخول أميركا الحرب يُوسّع نطاق الأهداف
أعلن الجيش الإسرائيلي أنّه "هاجم ستة مطارات تابعة للنظام الإيراني في غرب إيران وشرقها ووسطها". ونشر المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، أفيخاي أدرعي، مشاهد للغارات، وعلّق قائلاً: "خلال الغارات، تم استهداف مدارج إقلاع، وحظائر تحت الأرض، وطائرة للتزويد بالوقود، وطائرات من طراز F-14، وF-5، وAH-1 تابعة للنظام الإيراني". #عاجل ❌جيش الدفاع هاجم ستة مطارات في إيران: طائرات مُسيّرة دمّرت 15 طائرة حربية ومروحية قتالية تابعة للنظام الإيراني ⭕️في إطار الجهود لتعزيز التفوق الجوي في الأجواء الإيرانية، هاجم جيش الدفاع ستة مطارات تابعة للنظام الإيراني في غرب وشرق ووسط إيران. ❌وخلال الغارات، تم استهداف… — افيخاي ادرعي (@AvichayAdraee) June 23, 2025 أضاف : "القطع الجوية المُدمَّرة كانت مُعدّة للاستخدام ضد طائرات سلاح الجوّ ولإحباط هجماتها على الأراضي الإيرانية"، مشيراً إلى أنّ "الجيش الإسرائيلي عطّل القدرة على الإقلاع من هذه المطارات وشلّ القدرة التشغيلية للقوات الجوية الإيرانية انطلاقاً منها". وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن، في وقت سابق صباح اليوم، أنه يشن ضربات على مواقع عسكرية في كرمنشاه غرب إيران، في اليوم الحادي عشر للحرب الإسرائيلية - الايرانية. وعلى وَقع التصعيد العسكري المتنامي في المنطقة، نقلت وكالة إيرانية عن قائد القوات المسلّحة الإيرانية قوله: "في كل مرة ارتكب فيها الأميركيون جرائم ضد إيران تلقوا ردّاً حاسماً، وسيتكرّر الأمر هذه المرة". وقال المتحدث باسم القيادة المركزية العسكرية الإيرانية: "من المتوقّع حدوث عمليات قوية ذات عواقب وخيمة على قوّة الردع الإقليمية الأميركية"، مشيراً إلى أنّ "دخول أميركا في الصراع يُوسّع نطاق الأهداف المشروعة للقوات المسلحة الإيرانية". وأضاف المتحدث باسم القيادة العسكرية المركزية الإيرانية بالإنكليزية: "سيّد ترامب، المقامر، قد تبدأ هذه الحرب، لكنّنا سننهيها". وفي السياق، أعلنت وسائل إعلام إيرانية، اليوم الاثنين، عن مقتل 10 من عناصر الحرس الثوري في غارات إسرائيلية على منطقة يزد أمس الأحد. في اليوم العاشر من الحرب الإسرائيلية على إيران، وبعد منتصف ليل الأحد، شنّت الولايات المتحدة هجوماً جوياً استهدف ثلاث منشآت نووية إيرانية، ما يُعدّ دخولاً فعلياً لها في الحرب إلى جانب إسرائيل.