logo
من هو رضا شاه بهلوي ولي عهد إيران السابق؟

من هو رضا شاه بهلوي ولي عهد إيران السابق؟

BBC عربيةمنذ 9 ساعات

جدد رضا بهلوي، نجل آخر ملوك إيران، دعوته لتغيير النظام الحاكم في طهران، مؤكداً أن الجمهورية الإسلامية باتت على وشك الانهيار. وفي بيان نشر على منصة التواصل الاجتماعي "إكس"، زعم بهلوي أن المرشد الأعلى، آية الله علي خامنئي، "اختبأ في الملاجئ تحت الأرض" ولم يعد يظهر علنًا، ولم يعد يسيطر على البلاد.
ورضا بهلوي هو الابن الأكبر لمحمد رضا بهلوي، آخر شاه من سلالة بهلوي التي حكمت إيران لمدة 53 عاماً، وهو مؤسس وزعيم المجلس الوطني الإيراني، وهو جماعة معارضة في المنفى، ويشارك في حركة الديمقراطية الإيرانية، وبعدّ من أبرز منتقدي حكومة الجمهورية الإسلامية في إيران.
وقد قضى بهلوي معظم حياته في المنفى بالولايات المتحدة. وعلى الرغم من أنه لا يسعى لإعادة النظام الملكي، إلا أنه يؤدي دوراً رمزياً داخل الجالية الإيرانية في الخارج، وينظر إليه من قبل بعض جماعات المعارضة كشخصية محتملة لقيادة المرحلة الانتقالية.
ويُعد بهلوي من أشد المنتقدين للجمهورية الإسلامية، وغالبًا ما يدعو إلى إيران علمانية وديمقراطية. وفي وقت سابق من هذا الشهر، حمّل خامنئي مسؤولية جرّ البلاد إلى صراع مع إسرائيل، واصفًا النظام بأنه "ضعيف ومنقسم". وفي مخاطبته للقوات المسلحة الإيرانية، دعا أفراد الجيش والشرطة والأمن إلى "الانفصال عن النظام" و"الانضمام إلى الشعب".
البدايات
وُلد رضا بهلوي في العاصمة الإيرانية طهران في 31 أكتوبر/ تشرين الأول من عام 1960 وهو الابن الأكبر لمحمد رضا بهلوي، شاه إيران، والشهبانو فرح ديبا، وقد تم تعيينه رسميًا وليًا لعهد إيران عام 1967 أثناء تتويج والده. وفي عام 1971، شارك في مراسم إحياءً للذكرى 2500 لتأسيس الإمبراطورية الفارسية، وكان ولي العهد، البالغ من العمر حينها 10 أعوام، واقفًا إلى أقصى اليمين بجانب والديه.
وتلقى تعليمه في "مدرسة رضا بهلوي"، وهي مدرسة خاصة تقع في القصر الملكي، وكانت مخصصة فقط لأفراد الأسرة الإمبراطورية والمقربين من البلاط.
وتدرّب على الطيران، وفي عام 1973، التُقطت له صورة كطالب في سلاح الجو الإمبراطوري الإيراني. وفي أغسطس/ آب من عام 1978، أُرسل إلى الولايات المتحدة لمواصلة تدريبه على الطيران العسكري في تكساس.
وكان والده الشاه الراحل محمد رضا بهلوي قد حكم إيران من عام 1941 حتى عام 1979، باستثناء فترة قصيرة في عام 1953 عندما أطاح به رئيس الوزراء محمد مصدق.
وفي عام 1979، شهدت إيران تحوّلاً سياسياً كبيراً أجبر الشاه على مغادرة البلاد في يناير/ كانون الثاني من ذلك العام بعد الاضطرابات التي أدت إلى عودة الزعيم الروحي الشيعي آية الله الخميني إلى إيران، بعد 14 عاما في المنفى، وإعلانه قيام جمهورية إسلامية.
وقد اصطحب الشاه عائلته إلى مصر، ثم المغرب، فجزر البهاما، والمكسيك، قبل أن يدخل الولايات المتحدة عام 1979 لتلقي العلاج من سرطان الغدد اللمفاوية.
وعندها، استولى متشددون إيرانيون على السفارة الأمريكية في طهران، واحتجزوا أكثر من 50 رهينة أمريكية، وطالبوا بتسليم الشاه.
وعندما تمت الإطاحة بوالده، كان رضا بهلوي في ولاية تكساس، يُكمل تدريبه في سلاح الجو في قاعدة ريس الجوية السابقة. فغادر بهلوي القاعدة في مارس/ آذار من عام 1979، قبل 4 أشهر من الموعد المقرر لمغادرته.
وبعد ذلك التحق بكلية ويليامز في ماساتشوستس في الولايات المتحدة لدراسة الفلسفة والسياسة، ثم انتقل إلى الجامعة الأمريكية في القاهرة قبل أن يكمل دراسته في جامعة جنوب كاليفورنيا، ويتخرج منها بشهادة في العلوم السياسية.
النشاط السياسي في المنفى
التحق رضا بهلوي بعائلته في المنفى في العاصمة المصرية القاهرة في مارس/ آذار من عام 1980، وكان والده، محمد رضا بهلوي، مريضًا جدًا، وعندما توفي الشاه في 27 يوليو/ تموز من عام 1980، أعلنت فرح بهلوي نفسها وصية على العرش. وفي عيد ميلاده العشرين، في 31 أكتوبر، أعلن رضا بهلوي نفسه ملكًا جديدًا لإيران، ولقّب نفسه بـ"رضا شاه الثاني"، وقال إنه الوريث الشرعي لعرش أسرة بهلوي.
وقد أعلنت الحكومة الأمريكية حينئذ أنها لا تدعمه، بل اعترفت بالحكومة الإيرانية الجديدة.
وفي في مارس/ آذارمن عام 1981، أصدر بهلوي، بمناسبة رأس السنة الفارسية، بيانا دعا فيه جميع معارضي الحكومة الإيرانية إلى الاتحاد، وأطلق دعوة لـ"مقاومة وطنية".
ومنذ تلك اللحظة، دخل رضا بهلوي في معترك السياسة من بوابة المنفى، معتمدًا على إرثه العائلي، وشبكات الدعم الملكي في أوروبا والولايات المتحدة، وكذلك الدعم من بعض التيارات الإيرانية المعارضة للنظام الإسلامي.
وبعد أن عاش لعدة سنوات في مصر والمغرب، انتقل عام 1984 إلى إحدى ضواحي العاصمة الأمريكية واشنطن في ولاية ماريلاند، حيث لا يزال يعيش هناك مع زوجته وبناته الثلاث.
وقال بهلوي وفي أغسطس/ آب من عام 1981 إنه كان يخطط سرًا للإطاحة بالحكومة الإيرانية، مشيرا إلى أن: "الكثير من تحركاتنا لم تكن معروفة لكم، لكنني أؤكد لكم أن الخطوات اللازمة لإنقاذ إيران جارية".
وفي عام 1986، أعلن بهلوي أنه شكّل حكومة في المنفى، هدفها إعادة النظام الملكي الدستوري إلى إيران.
وفي موقعه الرسمي، يقول بهلوي إن إيران يجب أن تكون دولة ديمقراطية وعلمانية، أي تفصل بين الدين والحكم، ويؤمن بأن حقوق الإنسان يجب أن تُحترم، وأن على الشعب الإيراني أن يقرر ما إذا كان يريد ملكية دستورية أم جمهورية. ويدعو بهلوي إلى وحدة الإيرانيين، وإجراء انتخابات حرة ونزيهة للجميع، كما يحث جميع الجماعات المؤيدة للديمقراطية على التعاون معًا.
ونشر رضا بهلوي في عام 2002 كتابًا بعنوان "رياح التغيير"، دعا فيه إلى تحرك شعبي سلمي يقود إلى نظام ديمقراطي، مع التأكيد على أهمية فصل الدين عن الدولة.
وقد تميزت مواقفه في ذلك الوقت بالابتعاد عن الدعوة الصريحة لعودة الحكم الملكي، مكتفيًا بوصف نفسه بأنه "إيراني مهتم بمستقبل وطنه"، في محاولة لجذب فئات أوسع من الشعب الإيراني الذي لا يزال يحمل ذكريات متباينة عن حقبة الشاه.
وأنشأ لاحقًا المجلس الوطني الإيراني في المنفى، وهي محاولة لتوحيد فصائل المعارضة، وضم خبراء وسياسيين ومثقفين إيرانيين من مختلف التوجهات. غير أن هذا المجلس لم يحظَ بزخم فعلي على الأرض داخل إيران، وبقي محصورًا في نطاق الإعلام والمنصات الإلكترونية، على الرغم من محاولات رضا بهلوي المستمرة لتفعيله وتقديمه كهيئة انتقالية محتملة في حال سقوط النظام الحالي.
وفي فبراير/ شباط من عام 2011، اندلعت احتجاجات في إيران، وقال بهلوي إن الشباب الإيرانيين يسعون للتخلص من النظام الحالي، ويأملون في إقامة ديمقراطية، وصرح لصحيفة ديلي تلغراف البريطانية بأن التغيير مطلوب في المنطقة، وكان يعتقد أن انتصار الديمقراطية في المنطقة مسألة وقت فقط.
وفي يونيو/ حزيران من عام 2018، صرح قائلاً: "أعتقد أن إيران يجب أن تكون ديمقراطية برلمانية علمانية، وعلى الشعب أن يقرر الشكل النهائي للدولة". وفي ديسمبر/ كانون الأول من عام 2018، تحدث في معهد واشنطن لسياسات الشرق الأدنى، ودعا إلى دعم غير عسكري للإيرانيين الذين يحاولون استبدال النظام الحالي بديمقراطية علمانية. وقال: "أنا مستعد لخدمة بلدي".
وبرز مجددًا خلال الاحتجاجات الواسعة التي اندلعت في أعقاب مقتل مهسا أميني في سبتمبر/ أيلول من عام 2022، إذ أجرى عشرات المقابلات الإعلامية، ودعا المجتمع الدولي إلى دعم الشعب الإيراني، بل وطلب صراحةً من الغرب التخلي عن سياسات المهادنة مع طهران.
وتوقع بهلوي سقوط الحكومة الحالية، وقال إن أحداثًا مثل ارتفاع أسعار الغذاء أثارت غضب الناس. ودعا أعضاء القوات المسلحة الإيرانية الذين يعارضون الحكومة إلى التحرك بطرق سلمية، وطالب بجبهة موحدة ضد النظام. وأضاف: "أنا لا أُملي عليهم ما يفعلونه، لست قائدًا سياسيًا".
وفي فبراير/ شباط من عام 2023، تحدث بهلوي إلى صحيفة ديلي تلغراف البريطانية حيث طالب الحكومات البريطانية والأوروبية بحظر الحرس الثوري الإيراني، معتبرًا أن ذلك سيضعف الحكومة الحالية. وقال أيضًا إن العديد من المعارضين الإيرانيين يريدون الآن إسقاط النظام بالكامل، وكرر أنه سيترك للشعب الإيراني القرار بشأن استعادة الملكية، ولن يترشح لأي منصب سياسي إذا سقطت الحكومة.
وفي مارس/ آذار من عام 2023، زار بهلوي المملكة المتحدة وألقى خطابًا في اتحاد أكسفورد، أكد فيه أن العلمانية ضرورية للديمقراطية، كما دعا إلى وسائل غير عنيفة لإسقاط الحكومة الإيرانية.
وفي 17 أبريل/ نيسان من عام 2023، زار رضا بهلوي وزوجته ياسمين إسرائيل، في محاولة لإعادة بناء العلاقات التاريخية بين إيران وإسرائيل حيث زار حائط المبكى ومتحف ياد فاشيم، كما التقى بالرئيس الإسرائيلي إسحق هرتسوغ ورئيس الحكومة بنيامين نتنياهو.
وقد برر بهلوي زيارته بأنها تهدف إلى بناء جسور مع الشعب اليهودي، خصوصًا الإيرانيين اليهود الذين غادروا بلادهم بعد الثورة، مؤكدًا أن إيران المستقبل ستكون حليفة لجميع دول المنطقة باستثناء "نظام الإرهاب"، حسب وصفه.
"على وشك الانهيار"
في ضوء الضربات العسكرية المتكررة التي تتعرض لها إيران، سواء في الداخل أو عبر مواقع نفوذها في سوريا والعراق ولبنان اليمن، يعتقد بهلوي أن اللحظة التاريخية قد اقتربت، فقد أعلن صراحة أن ما كان مستحيلاً قبل 5 سنوات بات اليوم ممكنًا، مشيرًا إلى أن انهيار الاتحاد السوفيتي لم يكن متوقعًا، لكنه وقع في أيام.
وفي 17 يونيو/ حزيران الجاري، ووسط الحرب بين إسرائيل وإيران، أصدر رضا بهلوي بيانًا أعلن فيه أن "الجمهورية الإسلامية الإيرانية على وشك الانهيار"، مؤكدًا أن الانقسامات الداخلية والانشقاقات داخل النظام تدل على سقوط وشيك.
وأعرب عن ثقته بأن الشعب الإيراني، الذي قاوم القمع طويلًا، سيحقق حريته قريبًا، كما أكد أن هناك خططًا جاهزة لتحويل إيران إلى نظام ديمقراطي بمجرد سقوط النظام، وخاطب بهلوي القوات المسلحة والشرطة الإيرانية، داعيًا إياها إلى التخلي عن النظام والانضمام إلى حركة الشعب من أجل التغيير.
واعتبر أن الأزمات الاقتصادية والسياسية المتراكمة، إضافة إلى الضغط الدولي والعزلة المتزايدة، تجعل النظام في وضع هش وغير مستقر.
وكتب أيضا في حسابه على منصة التواصل الاجتماعي "إكس" يقول إن "نهاية الجمهورية الإسلامية تعني نهاية حربها المستمرة منذ 46 عامًا ضد الأمة الإيرانية". ودعا الإيرانيين إلى "الانتفاضة" و"استعادة إيران"، مشيرًا إلى ما يراه فرصة لانتقال سياسي.
وفي تصريحات حصرية لبي بي سي قال بهلوي إن الجمهورية الإسلامية أصبحت في أضعف وضع لها بعد الهجمات الإسرائيلية، وإن هذه "فرصة غير مسبوقة للإطاحة بالنظام".
وقال في تصريحاته للورا كونزبرغ، مقدمة البرنامج السياسي يوم الأحد على القناة الأولى في بي بي سي، إنه بسبب "إضعاف بنية السلطة وخاصة إزالة الشخصيات الرئيسية في النظام"، تغير التوازن بين الحكومة والشعب وأن "وقت العمل" قد حان.
ومضى قائلا:"يعلم الشعب الإيراني، وعلى العالم أن يعلم، أن أصل هذه المشكلة يكمن في النظام نفسه وطبيعته، والحل المنطقي الوحيد الذي سيفيد الشعب الإيراني والعالم الحر هو زوال هذا النظام، لقد أكدتُ منذ البداية أن الحل النهائي هو تغيير النظام".
وقال: "أعتقد أن الشعب الإيراني رأى أن العالم قد صبر كثيرًا حتى الآن، بل وحثّ النظام مرارًا وتكرارًا، من خلال المفاوضات، على التصرف بعقلانية، لقد رأى أن علي خامنئي مسؤول عن الوضع الراهن بسبب عناده، وما كان ينبغي لإيران أن تصل إلى هذه المرحلة، ولكن من يتحمل المسؤولية النهائية؟ إنه علي خامنئي".
وتابع قائلا: "هذه حربه، وليست حرب الشعب الإيراني، لذلك في نهاية المطاف، أي شيء يُضعف النظام هو أمرٌ يرحب به الشعب لأسبابٍ بديهية، لأنه يُخفف قليلاً من وطأة الخناق عليهم، وهذا أمرٌ إيجابي، وليس سلبيا".
وأشار إلى أنه يعتقد أن الهجمات الإسرائيلية لم تكن تهدف إلى "إيذاء المدنيين الإيرانيين" بل إلى "تحييد تهديدات النظام بشكل أساسي"، وأنه في حين أن "النظام أصبح ضعيفا بشكل غير مسبوق ويتجه نحو الانهيار، فإن الشعب الإيراني لديه فرصة لتحرير نفسه، بشرط ألا يكون العالم غير مبال هذه المرة".
وعندما سألته كونزبرغ عن دوره، خاصةً وأن "عائلتك كانت ذات يومٍ تُمسك بزمام الأمور في إيران، هل هدفك العودة إلى السلطة والقيادة في إيران؟ هل هذه فرصة سياسية لك؟".
أجاب: "لقد حددتُ دوري ووضحتُ هدفي مرارًا وتكرارًا على مدار الـ 44 عامًا الماضية، وهدفي هو تحرير إيران من هذا النظام الديني، وأن يتمكن الشعب من تقرير مصيره بحرية عبر صناديق الاقتراع في عملية ديمقراطية، عملية برلمانية تتيح للشعب الإيراني جميع الخيارات بعد سقوط النظام، ليتمكن من الاختيار بنفسه".
وقال:"أتلقى اتصالات من داخل البلاد، وخاصة من الجيش، وأعتقد أن هذا تطور مهم للغاية".
بين مؤيد ومعارض
على مدار العقود الأربعة الماضية، حاول بهلوي تقديم نفسه كخيار ثالث بين نظام الجمهورية الإسلامية والفوضى أو الانقلابات العسكرية، لكنه واجه تحديات كبيرة، أهمها غياب قاعدة شعبية فعلية داخل إيران، والانقسامات العميقة بين التيارات المعارضة في الخارج، إضافة إلى الصورة السلبية التي ارتبطت بحكم والده بسبب انتهاكات حقوق الإنسان وهيمنة جهاز السافاك الأمني في تلك الفترة.
ويعتبر عدد من المحللين أن تقاربه مع إسرائيل قد يؤدي إلى فقدانه الدعم الشعبي داخل البلاد، لا سيما بين الفئات المحافظة أو القومية التي ترى في إسرائيل عدوًا استراتيجيًا.
كما أن تيارات أخرى من المعارضة الإيرانية، مثل مجاهدي خلق، ترفض فكرة إعادة الملكية أو حتى التعامل مع بهلوي كزعيم انتقالي، مشيرة إلى أنه يفتقر إلى الكاريزما السياسية والإمكانات التنظيمية التي تؤهله لقيادة تحالف واسع النطاق.
وفي المقابل، يرى أنصاره أن علاقاته الدولية، وصورته المعتدلة، وخلفيته العلمانية، تضعه في موقع مناسب لقيادة عملية انتقال سلسة قد تجنب إيران السيناريوهات الدموية التي عرفتها دول مثل سوريا وليبيا والعراق.
ويرى البعض أن رضا بهلوي بات اليوم، رغم الانتقادات، أكثر حضورًا في المشهد الإيراني من أي وقت مضى، خصوصًا في ظل ضعف باقي فصائل المعارضة، وانعدام ثقة الشارع في الحلول القادمة من داخل النظام.
وفي خضم كل ذلك، لا يزال رضا بهلوي يسير على خيط رفيع بين الرمزية التاريخية والدور السياسي المباشر، في وقت تتسارع فيه الأحداث وتتكشف فيه تصدعات متزايدة داخل النظام الإيراني.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الولايات المتحدة غيّرت مسار المواجهة - كيف سترد إيران؟
الولايات المتحدة غيّرت مسار المواجهة - كيف سترد إيران؟

BBC عربية

timeمنذ 2 ساعات

  • BBC عربية

الولايات المتحدة غيّرت مسار المواجهة - كيف سترد إيران؟

عندما وقف بنيامين نتنياهو على منصة مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي صباح اليوم، لم يخاطب الشعب الإسرائيلي بالعبرية أولاً ليطلعهم على آخر التطورات الدرامية في حربه الحالية، بل إنه تحدث بالإنجليزية، موجهاً كلامه مباشرة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مغدقاً إياه بالإطراء، بعد قصف الولايات المتحدة للمواقع النووية الإيرانية. لو بدت نبرة نتنياهو منتشية بالنصر وهو لا يكاد يستطع إخفاء ابتسامته، فهذا ليس مفاجئاً. فقد قضى معظم مسيرته السياسية مشغولاً بالتهديد الذي يعتقد أن إيران تشكّله على إسرائيل. أمضى نتنياهو جزءاً كبيراً من السنوات الـ15 الماضية في محاولة إقناع حلفائه الأمريكيين بأنه لا يمكن تدمير البرنامج النووي الإيراني إلا عن طريق عمل عسكري، والذخائر الأمريكية -حصراً-. وبينما يهنئ نتنياهو ترامب على "قرار جريء سيغير مجرى التاريخ"، يمكنه أيضاً أن يهنّئ نفسه على تغيير رأي رئيس أمريكي حمل شعار معارضة المغامرات العسكرية الخارجية، وكان أنصاره يعارضون بشكل ساحق الانضمام إلى حرب إسرائيل ضد إيران. يجب أيضاً التنويه بأن أجهزة الاستخبارات الأمريكية نفسها لم تشارك إسرائيل تقييمها لسرعة قدرة إيران على سعيها لامتلاك سلاح نووي، ولا حتى ما إذا كانت قد اتخذت قراراً بذلك. طوال هذه المواجهة الذي بدأ قبل 10 أيام فقط، أصرت الحكومة والجيش الإسرائيليين على أن إسرائيل لديها القدرة للتعامل مع التهديد الإيراني بمفردها. لكنه لم يكن سراً أن أمريكا وحدها تمتلك الأسلحة الضخمة القادرة على اختراق أعلى مستويات الحماية حول المنشآت النووية الإيرانية، خاصة في موقع مفاعل "فوردو" النووي، الواقع في عمق جبل. إذا كانت المواقع النووية التي قُصفت الليلة الماضية معطلة فعلاً الآن، فسيتمكن رئيس الوزراء الإسرائيلي من إعلان اكتمال هدفه الحربي الرئيسي، مما قد يقرب المواجهة من نهايتها. من جانبها، تقول إيران إنها نقلت موادها النووية مسبقاً. لكن لولا قصف الليلة الماضية، لاستمرت إسرائيل في استهداف القائمة الطويلة التي أمضى سلاح جوها سنوات في إعدادها. كان سيستمر باستهداف الجيش الإيراني وقادته والعلماء النوويين والبنية التحتية الحكومية وأجزاء البرنامج النووي المعرضة لقنابل إسرائيل. لكن نتنياهو ربما كان سيفتقد نقطة واضحة يُمكن لإسرائيل عندها الإعلان عن تحييد التهديد النووي بشكل نهائي. فربما فقط تغيير النظام في إيران كان سيوفر تلك اللحظة. غيّرت قاذفات بي-2 دون شك مسار المواجهة. ولكن رد فعل إيران وحلفائها، هو الذي سيحدد ما إذا كانت المواجهة ستأخذ مساراً تصعيدياً آخر. الأسبوع الماضي، تعهّد المرشد الأعلى الإيراني، آية الله على خامنئي، بالرد على أمريكا إذا دخلت الحرب: "على الأمريكيين أن يعلموا أن أي تدخل عسكري أمريكي سيرافقه حتماً أضرار لا يمكن إصلاحها". وحتى يوم السبت، هدّدت جماعة الحوثيين في اليمن، الحليف القوي لإيران، بمهاجمة السفن الأمريكية العابرة للبحر الأحمر إذا دخلت أمريكا الحرب. أصبح العسكريون والشركات والمواطنون الأمريكيون في المنطقة الآن أهدافاً محتملة. فيمكن لإيران أن ترد بطرق متعددة إذا اختارت ذلك: مهاجمة السفن الحربية الأمريكية، أو القواعد في الخليج، وتعطيل تدفق النفط من الخليج، ما قد يتسبب بارتفاع أسعار البنزين. أشارت الولايات المتحدة إلى أن عملها العسكري "انتهى" حالياً، وليس لديها مصلحة في إسقاط النظام في طهران. قد يشجع ذلك إيران على "تقييد" ردها، ربما بمهاجمة أهداف أمريكية دون إحداث خسائر بشرية كبيرة، أو استخدام وكلائها في المنطقة لتنفيذ ذلك. اتخذت إيران هذا المسار بعد أن أمر ترامب باغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني عام 2020. وليلة السبت - الليلة التاسعة من المواجهة، كرر الرئيس الأمريكي تهديده لإيران باستخدام القوة الساحقة لمواجهة أي انتقام. والآن، يحبس الشرق الأوسط كله أنفاسه، منتظراً ما إذا كان هذا يمثل بداية نهاية المواجهة، أم بداية مرحلة أكثر دموية فيها.

إسرائيل تعلن استعادة جثامين رهينتين وجندي من غزة
إسرائيل تعلن استعادة جثامين رهينتين وجندي من غزة

BBC عربية

timeمنذ 4 ساعات

  • BBC عربية

إسرائيل تعلن استعادة جثامين رهينتين وجندي من غزة

أعلن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أنه تم استعادة جثامين رهينتين وجندي إسرائيلي من قطاع غزة. وأكد نتنياهو أن رفات يوناتان سامرانو، وعوفرا كيدار، والرقيب شاي ليفنسون، تمّت استعادتها يوم السبت ضمن عملية عسكرية. وقال نتنياهو في بيان له: "أشكر قادتنا ومقاتلينا على نجاح هذه العملية، وعلى عزمهم وشجاعتهم". وذكر الجيش الإسرائيلي أنه تمكن من استعادة جثامين ثمانية رهائن من غزة منذ بداية هذا الشهر. وأضاف نتنياهو: "حملة إعادة المختطفين مستمرة دون توقف، وتسير بالتوازي مع الحملة ضد إيران". وأكد: "لن نهدأ حتى نعيد جميع مختطفينا إلى الوطن، سواء الأحياء منهم أو الأموات". وأعلن الجيش الإسرائيلي أن الجثامين استُعيدت يوم السبت، دون الكشف عن الموقع الذي عُثر عليها فيه داخل قطاع غزة. وكانت كيدار، البالغة من العمر 71 عامًا، قد قُتلت داخل أحد الكيبوتسات قبل أن تُنقل جثتها إلى غزة. وأشار الجيش الإسرائيلي إلى أن الرقيب ليفنسون "اشتبك مع الإرهابيين وقاتلهم صباح 7 أكتوبر، وسقط أثناء القتال"، وكان عمره 19 عامًا عند مصرعه. وفي وقت سابق من يوم الأحد، أعلن والد يوناتان سامرانو أن جثة نجله جرى استعادتها على يد الجيش الإسرائيلي. وكتب كوبي سامرانو، في حسابه على موقع التواصل الاجتماعي إنستغرام: "بالأمس كان عيد ميلاد يوناتي بحسب التقويم العبري، وفي يوم ميلاده الثالث والعشرين، وهو اليوم نفسه الذي وُلد فيه، أُنقذ يوناتي في عملية بطولية نفّذها جنود الجيش الإسرائيلي وجهاز الشاباك". وفي بيان أعقب الإعلان، قال منتدى عائلات الأسرى والمفقودين الإسرائيليين، الذي يمثل بعض ذوي الرهائن: "قلوبنا اليوم مع عائلات كيدار، وسامرانو، وليفنسون. وإلى جانب الحزن والألم، فإن عودتهم توفر بعض العزاء للعائلات التي انتظرت 625 يومًا من العذاب وعدم اليقين والقلق". وأضاف البيان: "وخاصةً على خلفية التطورات العسكرية الأخيرة، والإنجازات الكبيرة التي تحققت ضد إيران، نود التأكيد على أن إعادة المختطفين الخمسين المتبقين هي المفتاح لتحقيق نصر إسرائيلي كامل. لن يكون هناك نصر قبل عودة آخر مختطف إلى الوطن". وقد شنت إسرائيل حملة عسكرية على غزة ردًا على الهجوم الذي شنّته حركة حماس عبر الحدود، يوم 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، والذي أدى إلى مقتل نحو 1200 شخص، واختطاف 251 آخرين. ومنذ اندلاع الحرب، قُتل ما لا يقل عن 54,677 شخصًا في غزة، وفقًا لوزارة الصحة في القطاع. ولا يزال نحو 54 شخصًا ممن اختطفتهم حماس خلال الهجوم قيد الاحتجاز، من بينهم 31 تؤكد إسرائيل أنهم لقوا حتفهم.

ما تداعيات الضربة الأمريكية على إيران؟
ما تداعيات الضربة الأمريكية على إيران؟

BBC عربية

timeمنذ 6 ساعات

  • BBC عربية

ما تداعيات الضربة الأمريكية على إيران؟

أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فجر الأحد 22 من يونيو/حزيران، استهداف ثلاث منشآت نووية إيرانية، مؤكدًا نجاح الضربة الأمريكية. وأشار ترامب إلى استهداف مواقع "فوردو" و"نطنز" و"أصفهان" النووية، داعيا إيران إلى "صنع السلام وإنهاء الحرب"، ومهددا بالمزيد من الضربات حال ردت إيران على الضربة الأمريكية. ومن جانبه، أكد وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، أن الضربات "حققت نجاحًا باهرًا وساحقًا"، مشيرا إلى أن "تنفيذها استغرق شهورًا وأسابيع من التخطيط". وشدد هيغسيث على أن الضربة الأمريكية "قضت على طموحات إيران النووية". وفي السياق ذاته، أشار رئيس هيئة الأركان المشتركة الأمريكية، دان كين، إلى أن أكثر من 125 طائرة عسكرية أمريكية شاركت في "أكبر ضربة عملياتية لطائرة بي ـ 2 في تاريخ الولايات المتحدة". ومن جانبه، أشادَ رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، بما سماه قرار الرئيس الأمريكي "الجريء" بقصف مواقع نووية إيرانية، مضيفا أن هذا القرار "سيغير التاريخ". وشدد نتنياهو على أهمية ما سماه "السلام من خلال القوة، مشيرا إلى أن "القوة تأتي أولا، ثم يأتي السلام". وفيما قد يشير إلى عدم انتهاء الصراع بالضربات الأمريكية، قال الجيش الإسرائيلي إن لدى إسرائيل "أهداف أخرى" في إيران، وأن إسرائيل "ستواصل ضرباتها". في المقابل، أكد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، أن بلاده ستستمر في الدفاع عن نفسها. ونقلت وكالة الأنباء الإيرانية الرسمية "إرنا" عن بزشكيان قوله إن "أمريكا لاحظت عجز النظام الصهيوني فاضطرت للتدخل". وأضاف بزشكيان أن "العدوان يُظهر أن أمريكا هي سبب الأعمال العدائية التي يقوم بها النظام الصهيوني ضدنا". وفي ذات السياق، شدَدً الحرس الثوري الإيراني، في بيان 22 من يونيو/حزيران، على حق إيران المشروع في الدفاع عن نفسها، مؤكدًا أنه "يجب على المعتدين على هذه الأرض أن يتوقعوا ردودًا تجعلهم يندمون". كذلك، ندد وزير خارجية إيران، عباس عراقجي، بالضربة الأمريكية، قائلا: "لقد ارتكبت الولايات المتحدة، العضو الدائم في مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة، انتهاكًا خطيرًا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ومعاهدة حظر الانتشار النووي بمهاجمتها المنشآت النووية السلمية الإيرانية". وأضاف عراقجي، في منشور على موقع (أكس): "في الأسبوع الماضي، كنا في مفاوضات مع الولايات المتحدة، عندما قررت إسرائيل نسف تلك الدبلوماسية. هذا الأسبوع، أجرينا محادثات مع مجموعة الدول الأوروبية الثلاث والاتحاد الأوروبي، عندما قررت الولايات المتحدة نسف تلك الدبلوماسية". ويرى محللون أن الرد الإيراني ربما سيرتبط بمدى الضرر الذي أصاب المنشآت النووية الثلاث. وحتى الآن لم يتضح بعدُ حجم الضرر الذي أصاب مواقع "فوردو" و"نطنز" و"أصفهان" النووية. لكن وكالة "مهر" الإيرانية للأنباء نقلت عن محمد منام رئيسي، نائب في مجلس الشورى الإيراني، قوله: "بناءً على معلومات دقيقة، أستطيع أن أؤكد أنه خلافًا لادعاءات الرئيس الأمريكي الكاذب، لم تتضرر منشأة فوردو النووية بشكل خطير، وأن معظم الأضرار التي لحقت بها كانت على الأرض فقط، ويمكن إصلاحها". وأضاف رئيسي: "أؤكد بثقة أن ما كان يمكن أن يُشكل خطرًا على الناس قد أُخلي مسبقًا، ولله الحمد، لم تُسجل أي إشعاعات نووية". ونددت العديد من دول المنطقة بالضربة الأمريكية، محرين من اتساع رقعة الصراع وانجرار المنطقة إلى حرب لا يمكن التنبؤ بنتائجها. ونددت روسيا بالهجوم الأمريكي، وقالت الخارجية الروسية، في بيان، إن "هذا القرار غير المسؤول بتعريض أراضي دولة ذات سيادة لهجمات صاروخية وقنابل، مهما كانت المبررات التي قد تُساق، ينتهك بشكل صارخ القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن الدولي". كذلك استنكرت الصين الضربات الأمريكية، وقالت وزارة الخارجية الصينية، في بيان، أن "هذه الخطوة تنتهك بشكل خطير ميثاق الأمم المتحدة وتزيد من حدة التوتر في الشرق الأوسط". ويُنظر إلى كل من موسكو وبكين على أنهما من أهم حلفاء طهران. ودعت إيران إلى اجتماع عاجل لمجلس الأمن على خلفية الضربات الأمريكية التي تعرضت لها. وذكر دبلوماسيون أن مجلس الأمن قد ينعقد مساء الأحد 22 من يونيو/حزيران. وتتبادل إسرائيل وإيران الهجمات منذ فجر الجمعة 13 من يونيو/حزيران، عندما أقدمت إسرائيل على استهداف مواقع نووية ومنشآت عسكرية إيرانية في هجوم مباغت دون سابق إنذار. برأيكم، نناقش معكم هذه المحاور وغيرها في حلقة الإثنين 23 يونيو/حزيران. خطوط الاتصال تُفتح قبل نصف ساعة من موعد البرنامج على الرقم 00442038752989. إن كنتم تريدون المشاركة بالصوت والصورة عبر تقنية زووم، أو برسالة نصية، يرجى التواصل عبر رقم البرنامج على وتساب: 00447590001533 يمكنكم أيضا إرسال أرقام الهواتف إلى صفحتنا على الفيسبوك من خلال رسالة خاصة Message كما يمكنكم المشاركة بالرأي في الحوارات المنشورة على نفس الصفحة، وعنوانها: أو عبر منصة إكس على الوسم @Nuqtat_Hewar يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج من خلال هذا الرابط على موقع يوتيوب هنا.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store