حرب إيران وإسرائيل ومعضلة واشنطن
الولايات المتحدة تواجه معضلة وحيرة وانقسامًا بشأن مسألة التدخل لمساعدة إسرائيل وتدمير البرنامج النووي الإيراني. بالنسبة لإدارة ترامب، فهي لا تحبذ الحرب، وإنما تفضل الدبلوماسية.
وهذا الرئيس، الذي طالما انتقد التدخلات والحروب الأمريكية الخارجية، ويعتبر نفسه محبًا للسلام، بل يطمح إلى أن يحصل على جائزة نوبل للسلام. وفي الوقت نفسه، حسمت واشنطن موقفها وأمرها بأن إيران لا يمكن أن تصبح نووية، وبقدرة على إنتاج أسلحة نووية.
ولكن، سؤال المليون هنا يبرز: كيف يمكن تحقيق ذلك؟ منذ البداية، انتهجت واشنطن منهجية جوهرها الدبلوماسية، مصحوبةً بضغوط قصوى (السلام من خلال القوة)، ودبلوماسية إكراهية يتخللها التهديد والوعيد وتواريخ محددة، وعملت جاهدة على كبح جماح تل أبيب. لكن، بعد خمس جولات، لم يفلح هذا المسار! إسرائيل، التي تبنّت الخيار العسكري منذ البداية، تواجه وضعًا ليس سهلاً، بغض النظر عما تقوم به من عمليات وضربات عسكرية باتجاه إيران.
فالمواجهة الحالية، حتى الآن، أثبتت أن تل أبيب لوحدها لا تستطيع إنهاء البرنامج النووي الإيراني، ولا حسم الحرب لصالحها دون مساعدة وتدخل واشنطن، التي ما زالت حتى الآن مترددة في فعل ذلك. وبغض النظر عن منهجية عدم الوضوح والرسائل المتناقضة جدًا التي تأتي من ترامب، فإن الواضح هو أن واشنطن تواجه خيارات صعبة. هناك معارضة للتدخل من كثيرٍ ممّن هم حول ترامب، وأنّ أغلبية الرأي العام الأمريكي لا تؤيد مثل هذه الخطوة، بعد عدة حروب وتدخلات في الشرق الأوسط منذ الحادي عشر من سبتمبر.
واشنطن والرأي العام الأمريكي حاليًا لا يملكان شهية للتدخلات العسكرية المكلفة. لكن، بالمقابل، لا تستطيع واشنطن أن تدير ظهرها لإسرائيل، ولا أن تترك تل أبيب وحيدة لتُستنزف أمام إصرار واستماتة إيرانية. باعتقادي، إن واشنطن لن تترك إسرائيل في وضع انكشاف استراتيجي، يضع وجودية تل أبيب على المحك، بفقدانها قدرتها على الردع، وإنهاء عقيدة ومبدأ جابوتنسكي (الجدار الحديدي)، الذي تبنّته تل أبيب منذ النشأة. لذلك، وإذا لم تنجح المساعي الدبلوماسية الحالية، فإن واشنطن لا تملك خيارًا سوى الدخول في هذه الحرب، على اعتبار أن تطورات الأمور وصلت إلى نقطة اللاعودة، وأن الحرب أصبحت حرب ضرورة، لا حرب اختيار. قطعًا، ستكون لها تكلفة على واشنطن وحلفائها، لكن: "وجع يوم، ولا وجع كل يوم مزمن".
*مدير مركز الدراسات الاستراتيجية في الجامعة الاردنية
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الشاهين
منذ 2 ساعات
- الشاهين
ماكرون يؤكد أن الأوروبيين 'سيسرّعون وتيرة المفاوضات' مع إيران
الشاهين الإخباري أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون خلال اتصال مع نظيره الإيراني مسعود بزشكيان السبت، أن فرنسا وشركاءها الأوروبيين 'سيسرّعون وتيرة المفاوضات' مع طهران في ظل الحرب القائمة بين إسرائيل والجمهورية الإسلامية. والجمعة، أجرى وزراء خارجية بريطانيا وفرنسا وألمانيا والاتحاد الأوروبي، محادثات في جنيف مع نظيرهم الإيراني عباس عراقجي بعد أسبوع من بدء الحرب. وحثوا إيران على إحياء الجهود الدبلوماسية مع الولايات المتحدة للتوصل إلى حل للملف النووي الإيراني، غير أنّ عراقجي أكد أنّ طهران لن تستأنف المحادثات مع واشنطن حتى توقف إسرائيل ضرب بلاده. والسبت، أوضح ماكرون في منشور على منصة إكس أن تسريع وتيرة التفاوض يهدف الى 'الخروج من الحرب وتفادي مخاطر أكبر'. وقال إنّه أبلغ بزشكيان بـ'قلقه العميق من البرنامج النووي الايراني'، مجددا التأكيد أن طهران 'لا يمكنها الحصول على السلاح النووي'، ويتوجب عليها 'تقديم كل الضمانات (لتأكيد) أن غاياتها (من البرنامج النووي) هي سلمية'. وبدأت إسرائيل هجومها على إيران في وقت كانت الأخيرة تجري مباحثات مع الولايات المتحدة بشأن ابرام اتفاق جديد بخصوص ملفها النووي. وشددت طهران على أنها لن تقبل بالعودة الى طاولة التفاوض طالما استمرت الحرب. وبعد ساعات من اللقاء بين الأوروبيين والايرانيين في جنيف الجمعة، اعتبر الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن الدول الاوروبية لن تكون قادرة على المساعدة في إنهاء النزاع. وصرح ترامب للصحافيين لدى وصوله الى موريستاون في ولاية نيوجرزي 'إيران لا تريد التحدث مع أوروبا. (الايرانيون) يريدون التحدث معنا. أوروبا لن تكون قادرة على المساعدة في هذا الصدد'. وأكد ترامب أن مهلة 'أسبوعين' التي حددها الخميس ليقرر ما إذا كان سيوجه ضربة لإيران هي 'حد أقصى'، وأنه قد يتخذ قراره قبل انتهائها. وقال ترامب للصحافيين عندما سئل عن احتمال اتخاذه قرارا بضرب إيران قبل مرور أسبوعين 'أمنحهم فترة من الوقت، واقول إن اسبوعين هما الحد الأقصى'. إلى ذلك، جدد ماكرون خلال اتصاله ببزشكيان دعوة إيران لإطلاق سراح الفرنسيَين سيسيل كولر وجاك باريس، المحتجزَين منذ أيار 2022 بتهمة التجسس، الأمر الذي ترفضه أسرتاهما. وقال الرئيس الفرنسي إنّ 'احتجازهما غير الإنساني غير عادل'. أ ف ب


رؤيا نيوز
منذ 2 ساعات
- رؤيا نيوز
تمركز قاذفات بي-52 في قاعدة دييغو غارسيا
تظهر صور أقمار صناعية لقاعدة دييغو غارسيا في المحيط الهندي تمركز قاذفات بي-52 الأميركية منذ 19 يونيو/ حزيران الجاري، وتزامن ذلك مع تحرك سربين من قاذفات بي-2 باتجاه جزيرة غوام في المحيط الهادئ. وأظهرت الصور تمركز أنواع أخرى من الطائرات المقاتلة الأميركية في قاعدة دييغو غارسيا. وأدّت قاعدة دييغو غارسيا التي وسِّعت بعد الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، دورا حيويا في الحروب التي شنّتها الولايات المتحدة في العراق (حرب الخليج الأولى مطلع التسعينات وغزو 2003)، وأفغانستان (2001). وخلص تحليل سابق نشرته وكالة الصحافة الفرنسية إلى وجود طائرة نقل عسكرية من طراز 'سي-17' في قاعدة دييغو غارسيا. وبحسب القوات الجوية الأميركية، في وسع هذا النموذج نقل الجنود 'بسرعة'، فضلا عن 'الحمولات على أنواعها إلى قواعد العمليات الرئيسية أو مباشرة إلى القواعد المتقدّمة في مناطق النشر'. كما أظهر التحليل تواجد طائرات تزويد بالوقود تسمح بإعادة تزويد طائرات حربية أخرى بالوقود أثناء مهمات طويلة. من جانب آخر، ذكر موقع ذا أفيشنست العسكري الأميركي أن سربين من قاذفات بي-2 غادرا قاعدة وايتمان بولاية ميزوري الأميركية متوجهين لجزيرة غوام بالمحيط الهادئ. وقال مراسل الجزيرة إن 6 قاذفات تحركت غربا وانضمت إليها طائرات تزود بالوقود من أوكلاهوما وواصلت طريقها باتجاه الغرب، وأوضح أن مواقع رصد الملاحة الجوية أكدت أن القاذفات غادرت البر الأميركي وأصبحت فوق المحيط الهادي باتجاه جزيرة غوام التي تضم قاعدة عسكرية أميركية. وتأتي هذه التطورات في خضم تكهنات عن احتمال انخراط الولايات المتحدة في المواجهة غير المسبوقة المستمرة منذ أكثر من أسبوع بين حليفتها إسرائيل وإيران. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب إنه سيقرر في غضون أسبوعين ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنضم إلى إسرائيل في حربها على إيران. وأفادت وزارة الدفاع الأميركية في وقت سابق أن حاملة الطائرات نيميتز التي كانت تبحر في بحر جنوب الصين بدّلت وجهتها للانتقال إلى الشرق الأوسط. كما أعادت واشنطن توجيه حوالى 30 طائرة تزود بالوقود من الولايات المتحدة إلى قواعد عسكرية في أوروبا.


خبرني
منذ 2 ساعات
- خبرني
6 طائرات شبح تقلع من الولايات المتحدة!
خبرني - أفادت شبكة "فوكس نيوز" الأمريكية بأن ست قاذفات "بي-2" انطلقت من الولايات المتحدة متجهة إلى جزيرة غوام في المحيط الهادئ، وفقا لبيانات تتبع الرحلات الجوية. وهذه القاذفات هي الوحيدة القادرة على حمل القنبلة العملاقة "جي بي يو-57" المعروفة باسم "أم كل القنابل الخارقة للتحصينات" والتي تعتبر الوحدة القادرة على تدمير المنشأة النووية الإيرانية المحصنة في فوردو. وتُعرف هذه القنبلة الموجهة بدقة باسم (GBU-57 E/B Massive Ordnance Penetrator)، أو اختصارا (MOP). وقد صرّحت القوات الجوية الأمريكية عام 2015 أن القنبلة "صممت لتنفيذ مهمة صعبة ومعقدة تتمثل في الوصول إلى أسلحة دمار شامل موجودة في منشآت محصنة جيدًا وتدميرها"، ولهذا تعرف أيضا باسم "قنبلة اختراق التحصينات" (bunker-buster). ويُعدّ هذا النوع من الضربات الهدف الرئيس لإسرائيل، خاصة تجاه منشأة "فوردو" النووية الإيرانية، التي بنيت داخل جبل وعلى عمق مئات الأقدام تحت الأرض، وهي من النوع الذي صُممت هذه القنبلة لاختراقه. وإذا بقيت المنشأة سليمة وقابلة للتشغيل، فقد يؤدي ذلك إلى تسريع البرنامج النووي الإيراني، الذي تسعى إسرائيل إلى وقفه. وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن يوم الخميس، أنه سيتخذ قرارا خلال الأسبوعين المقبلين بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستنخرط في الحرب بين إسرائيل وإيران. وقد أبقى ترامب العالم في تخمين حول خططه، متأرجحا بين اقتراح حل دبلوماسي سريع والإشارة إلى أن واشنطن قد تنضم إلى القتال إلى جانب إسرائيل. وبدأت الحرب الجوية في 13 يونيو عندما هاجمت إسرائيل إيران، مما أثار ذعرا في المنطقة التي كانت على حافة الهاوية منذ بداية الحرب الإسرائيلية على غزة في أكتوبر 2023. وتعتبر إسرائيل الدولة الوحيدة في الشرق الأوسط التي يعتقد على نطاق واسع أنها تمتلك أسلحة نووية، وقالت إنها ضربت إيران لمنع طهران من تطوير أسلحتها النووية الخاصة.