logo
هآرتس: هل اغتيال الخامنئي مفيد؟

هآرتس: هل اغتيال الخامنئي مفيد؟

المدنمنذ 5 ساعات

طرح تسفي برئيل في مقال بصحيفة "هآرتس"، تساؤلاً عن الفائدة من اغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي قائلاً، إن "الحرب ضد إيران هي الحرب الأولى التي لا تخوضها إسرائيل من أجل السيطرة على أراضٍ ذات أهمية استراتيجية، أو من أجل توسيع المجال الحيوي لليهود، أو تحقيق أيديولوجيا توراتية. فالمسافة الكبيرة بين إسرائيل وإيران (نحو ألفَي كيلومتر) والتهديد النووي الإيراني – الذي اعتُبر تهديداً وجودياً – يجعلان (الأرض) عنصراً ضئيلاً في المعادلة الدفاعية التي كانت سابقاً تبرر سيطرة إسرائيل على منطقة أمنية كما كانت عليه الحال في غزة، أو الضفة الغربية، أو لبنان، أو سوريا".
حرب بلا القوات البرية
أيضاً هذه المرة الأولى، بحسب برئيل، التي لا تشارك فيها القوات البرية التقليدية – الدبابات والمدفعية والمشاة – في الحرب. وقال: "إنها حرب تُخاض بالطائرات والصواريخ والطائرات المسيّرة، وهو ما يغيّر جذرياً في طبيعة الحسم العسكري المطلوب، وهل تعني الهزيمة تدميراً كاملاً لكل المنشآت النووية ومراكز البحث والدعم اللوجستي والعسكري؟ يبدو كأن تفسير الحسم بات يتمدد مع استمرار الحرب، وكذلك تعريف التهديد الإيراني".
في البداية، اعتبرت إسرائيل أن إيران هي "رأس الأخطبوط" الذي يجب قطعه لشلّ أذرعه المنتشرة على حدودها. وفي الوقت عينه، هي تسعى لإزالة التهديد النووي الإيراني. هذه أيضاً كانت رؤية الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي هدد في آذار/مارس، بأن أيّ هجوم من الحوثيين سيُعتبر هجوماً إيرانياً، وستدفع إيران ثمنه. لكن هذا لم يحدث. فبعد أسابيع، تم التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق نار بين الولايات المتحدة والحوثيين، ومعه تلاشى التهديد، وترك لإسرائيل التعامل مع إيران بمفردها، بحسب المقال.
تزامناً مع ذلك، قررت إسرائيل شنّ هجوم واسع ضد إيران لتدمير برنامجها النووي، الذي شهد تسارعاً ملحوظاً في الأسابيع الأخيرة. وذكرت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أن إيران تمتلك مخزوناً من اليورانيوم المخصّب بنسبة تصل إلى 60%، وهو المستوى ما قبل العسكري، وفي إمكانها خلال فترة قصيرة نسبياً – أقصر مما كان يُعتقد – إنتاج عدة قنابل نووية.
وعلى الرغم من أن مدير الوكالة رافائيل غروسي، أكد أنه لا يملك دليلاً قاطعاً على نية إيران إنتاج أسلحة نووية، فإن تقاريره كانت كافية لدق ناقوس الخطر. ووسط هذا التصعيد، خشيَ الإسرائيليون من أن يمنح ترامب طهران مزيداً من الوقت للتوصل إلى اتفاق نووي جديد. فنجحوا في إقناعه بأن لا مجال للمماطلة.
وأضاف برئيل أن "ترامب الذي أوضح قبل أيام قليلة من بدء الحرب أنه لن يقف مكتوف الأيدي، وأنه ينتظر انتهاء المفاوضات التي كان من المفترض أن تُستأنف يوم الأحد الماضي في سلطنة عُمان، منح إسرائيل الضوء الأخضر لبدء الهجوم، من دون مشاركة أميركية مباشرة". ورأى أن هذا التفريق بين الدعم "من وراء الكواليس" والمشاركة المباشرة "يتيح لأميركا نفيَ مشاركتها، وربما يترك باباً مفتوحاً للتفاوض. لكن إيران لا ترى فرقاً. فقد صرّح وزير الخارجية الإيرانية عباس عراقجي، بأن بلده يملك أدلة على أن أميركا شريكة كاملة في الحرب، وعلى الرغم من ذلك، فإن إيران لم تستهدف القوات الأميركية حتى الآن - الأمر الذي يشير إلى رغبتها في إبقاء النزاع محصوراً بينها وبين إسرائيل".
جهود دبلوماسية
في موازاة المعركة، لم تتوقف الجهود الدبلوماسية الإيرانية. ومن المتوقع أن يلتقي عراقجي، وزراء خارجية فرنسا وبريطانيا وألمانيا - الدول التي وقّعت الاتفاق النووي - في محاولة لإنهاء الحرب.
قد تثمر هذه الخطوة نتائج عملية إذا تمكنت هذه الدول من إقناع ترامب بوجود مخرج يقبله، ويسرّع في الدفع قدماً بالاتفاق النووي. وقال برئيل: "صحيح أن ترامب قال إن وقت المفاوضات انتهى، وكان على إيران استغلال الفرصة، لكنه أدلى بتصريحات كثيرة نفاها بعد أيام".
وبرأي برئيل، ففي نهاية المطاف، "حتى لو أمر ترامب القوات الأميركية بقصف منشآت نووية إيرانية، فإن هذا لا يُعتبر نهاية الطريق، بل بدايتها نحو اتفاق جديد قد يشمل: برنامج الصواريخ الباليستية الإيراني، وتفكيك الميليشيات، ووقف دعم "الإرهاب." وهي قضايا استثناها ترامب من مفاوضاته السابقة مع إيران، لكنه قد يطالب بإدراجها، إذا نجحت الحملة العسكرية".
هل اغتيال الخامنئي مفيد؟
أضافت إسرائيل هدفاً جديداً للحرب، عبّر عنه وزير الأمن يسرائيل كاتس، الذي قال إن "ديكتاتوراً كالخامنئي لا يمكن أن يستمر في الوجود". واعتبره "هتلر العصر". وكاتس، مثله مثل عدد من الخبراء في الشأن الإيراني، الذين يفرّقون ما بين "الشعب" الإيراني وبين قيادته، وبين الجمهور وبين الجمهورية الإسلامية، بحسب ما جاء في المقال.
وقال برئيل: "من هنا، يأتي الاستنتاج أن اغتيال الخامنئي لا يقضي فقط على (الفكر الشيطاني)، بل يقضي أيضاً على جميع آليات السيطرة والتحكم في النظام (الديكتاتوري) في إيران، وسيمنح الشعب فرصة لانتخاب قيادة جديدة يؤمل أن تكون ليبرالية وديمقراطية وتحترم حقوق الإنسان، والأهم من ذلك أن تكون قيادة لا تسعى للحرب، ولا لتطوير أسلحة دمار شامل".
لكن التاريخ القريب يثبت أن إسقاط الحكام "الديكتاتوريين" لا يعني بالضرورة نهاية الأيديولوجيا التي حكموا وفقها، بحسب ما اعتبر برئيل الذي أضاف أن "سقوط صدام حسين، والملا عمر، أو القذافي، وعلي عبد الله صالح، لم يجلب الديمقراطية، بل الفوضى والدمار، وأحياناً تهديدات جديدة. حتى إن اغتيال أبو بكر البغدادي، أو حسن نصر الله، أو يحيى السنوار، لم ينهِ تنظيماتهم بالكامل. إن الاعتقاد أن اغتيال (الرأس) يزيل الخطر هو وهم تبسيطي. فلو اغتيل الخامنئي قبل عشر سنوات، هل كانت إسرائيل ستتخلى عن جهود الردع وبناء الجيش؟ هل كانت ستنجو من تهديد إيران النووي؟".
كما أن التمييز بين "الشعب الإيراني" و"النظام" ليس دقيقاً دائماً. ورأى برئيل أن "الشعب الإيراني، مثل كل الشعوب، ليس موحداً. وتوجد داخل النظام نفسه تيارات مختلفة. إن إيران دولة تخضع لنظام ثيوقراطي قاسٍ لا يمكن تغييره ديمقراطياً. ومع أن كثيرين من الإيرانيين يرفضون ولاية الفقيه، ويعانون جرّاء الفقر والبطالة والقمع، إلّا إن هذا الشعب نفسه هو مَن أسقط الشاه في سنة 1979، وأتى بنظام أكثر قسوةً". وتابع أن "استطلاعات الرأي في إيران غير دقيقة، واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي محدود، ويخضع للمراقبة. لكن الخطاب العام في إيران يشير إلى أن كثيرين من الجمهور الإيراني يكرهون النظام الذي يسيطر عليه رجال الدين، ويتوقون إلى تغييره".
وذكّر بأنه في سنة 2009، "خرج الملايين إلى الشوارع، بعد التزوير الفاضح للانتخابات، لكن اليوم، لا نرى احتجاجات مشابهة على الرغم من الحرب. هذا ليس دليلاً على دعم النظام، بل هو دليل على الخوف، أو الترقب. ينتظر البعض ما ستؤول إليه الحرب، والبعض الآخر يحاول النجاة. إن اغتيال الخامنئي لن يكون نهاية النظام، أو أيديولوجيته".
الأهم من ذلك، بحسب برئيل، هو مَن سيحكم إيران بعده؟ هل سيحافظ الحرس الثوري على تحالفه مع المؤسسة الدينية؟ هل سيجرؤ الشعب على الخروج إلى الشوارع لتغيير النظام؟ أم سيتذكر التاريخ الذي شكّل ذاكرته الجماعية؛ الانقلاب على محمد مصدق بتخطيط أميركي وبريطاني، ودعم الغرب للشاه الديكتاتور، والنتائج التي دفعها الشعب الإيراني لاحقاً.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

جلسة لمجلس الأمن بشأن إيران وإسرائيل... تحذيرات من التصعيد وتأكيد على الحوار
جلسة لمجلس الأمن بشأن إيران وإسرائيل... تحذيرات من التصعيد وتأكيد على الحوار

النهار

timeمنذ 27 دقائق

  • النهار

جلسة لمجلس الأمن بشأن إيران وإسرائيل... تحذيرات من التصعيد وتأكيد على الحوار

في جلسة طارئة عقدها مجلس الأمن الدولي لمناقشة التصعيد المتسارع بين إيران وإسرائيل، أعربت الأمم المتحدة عن "قلقها البالغ" من تطورات النزاع، محذّرة من تبعات إنسانية واقتصادية قد تترتّب على استمرار المواجهات. وأكّدت المنظّمة على لسان أمينها العام أنطونيو غوتيريش أنّ "المواجهة بين إيران وإسرائيل تشهد تصعيداً سريعاً"، محذّراً من أن "توسّع رقعة الصراع قد يضرم ناراً لا يمكن لأحد مواجهتها". وأشار إلى أن "تبعات استمرار هذا النزاع لا يمكن التنبؤ بها"، داعياً مجلس الأمن والعالم إلى "اتباع نهج الحوار والدبلوماسية لإنهائه". وشدّد غوتيريش على ضرورة التزام إيران بـ"معاهدة عدم الانتشار النووي"، واصفاً إيّاها بأنها "حجر الزاوية للاستقرار العالمي"، أكّدت الأمم المتحدة أن هناك "شواغل حقيقية" بشأن البرنامج النووي الإيراني، لافتة إلى أن "الحوار هو السبيل الوحيد لمعالجتها". ونبّهت الأمم المتحدة إلى وجود "تقارير عن حركة نزوح كبيرة داخل إيران"، في ظل استمرار القصف المتبادل، محذّرة من تزايد الخطر على المدنيين مع كل يوم يمر من القتال، ومجدّدة دعوتها إلى "احترام القانون الإنساني الدولي خلال النزاعات". إلى ذلك، رحّبت الأمم المتحدة بالمحادثات الأوروبية الجارية مع كبير المفاوضين الإيرانيين عباس عراقجي، مشجّعة "كل الجهود الهادفة إلى خفض التصعيد". الوكالة الذرية بدوره، أعلن المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي أن الهجمات الإسرائيلية الأخيرة على مواقع نووية في إيران تسبّبت بـ"تدهور كبير في الأمن والسلامة النووية"، مشيراً إلى وقوع أضرار ملموسة في منشآت عدّة. وأوضح غروسي أن "أربعة مبانٍ في موقع أصفهان النووي تضررت نتيجة القصف"، مضيفاً أن "مبنى يحتوي على أجهزة طرد مركزي تعرّض لأضرار كذلك". وكشف عن أن البنية التحتية الكهربائية لمنشأة نطنز، وهي من أبرز منشآت تخصيب اليورانيوم في إيران، قد استُهدفت أيضاً. وحذّر غروسي من أن "الهجوم على منشأة بوشهر قد يؤدي إلى أضرار بيئية وله تبعات وخيمة لأنه يحتوى على مواد نووية"، مؤكداً في الوقت نفسه أنه "لا توجد حالياً مؤشرات على نشاط إشعاعي يهدد المدنيين، لكن الوضع قابل للتغيّر ونحن نتابعه بدقّة". وأردف: "أي هجوم على المفاعل النووي في بوشهر ستكون له تبعات كارثية على سكان طهران لاحتوائه على مواد نووية"، معتبراً أن "بيان إسرائيل الخاطئ عن موقع بوشهر للطاقة النووية يؤكد الحاجة إلى معلومات واضحة ودقيقة". وأكّد مدير الوكالة أن "المنظّمة تتابع تطوّرات الوضع في المنشآت النووية الإيرانية عن كثب منذ بدء الهجمات"، مشدداً على أن تكرار استهداف البنى النووية في سياق النزاع العسكري يمثّل تهديداً مباشراً للسلامة النووية في المنطقة. محادثات إيرانية - أوروبية في جنيف... عراقجي: ضربات إسرائيل خيانة للدبلوماسية أعلن مسؤول إيراني كبير أن طهران مستعدّة لمناقشة وضع قيود على تخصيب اليورانيوم. وأعلن أن الوكالة ستستأنف عملها حين تسمح الظروف الأمنية بذلك، وقال: "مستعد للسفر للتأكد من سلامة المنشآت النووية إذا تطلّب الوضع ذلك". ودعا المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى "العمل من أجل حلول دبلوماسية تضمن عدم حصول إيران على سلاح نووي". وأكّد غروسي أن "مخزون اليورانيوم الإيراني ما يزال تحت الضمانات". وأضاف أن "استئناف عمليات التفتيش يمثل أولوية بالنسبة للوكالة"، موضحاً أن الفرق التابعة للوكالة "ستواصل عملها فور تحسّن الوضع الأمني". وختم: "الحل الدبلوماسي في متناول أيدينا إذا توفّرت إرادة سياسية". باكستان والصين ندّدت باكستان بشدّة بالهجمات الإسرائيلية الأخيرة على الأراضي الإيرانية، واعتبرتها "انتهاكاً فاضحاً للقانون الدولي ومبادئ ميثاق الأمم المتحدة". وقال مندوب باكستان الدائم لدى الأمم المتحدة إن "الضربات العسكرية الإسرائيلية انتهكت سيادة إيران"، محذّراً من أن "الاعتداءات غير القانونية يجب ألا تقوّض الحوار الجاري بشأن برنامج إيران النووي". ودعا مجلس الأمن إلى "وقف الهجمات الغاشمة ومساءلة مرتكبيها"، مشدّداً على "ضرورة تحرّك جماعي لحماية السلم والأمن الدوليين. وطالب الوكالة الدولية للطاقة الذرية بـ"تحديد موقفها القانوني من هذه الهجمات"، في إشارة إلى استهداف منشآت نووية إيرانية. وأكد المندوب الباكستاني "تضامن بلاده الكامل مع الشعب الإيراني"، داعيًا إلى ضبط النفس والحوار لتجنّب مزيد من التصعيد. في السياق ذاته، شدّدت الصين على لسان مندوبها في المجلس على "أهمية أن تعمل القوى الكبرى ذات النفوذ على تهدئة الوضع"، مؤكّدة ضرورة "توحيد الجهود الدولية لتعزيز السلام في الشرق الأوسط"، ومنددة بما وصفته بـ"الأفعال الإسرائيلية ضد إيران". وقالت: "على إسرائيل التوقّف عن أفعالها لمنع حدوث كارثة". روسيا واتّهم مندوب روسيا الدائم لدى الأمم المتحدة إسرائيل بشنّ "اعتداءات ممنهجة على إيران"، مؤكداً أن هذه الهجمات "تهدّد السلم في العالم". وقال المندوب الروسي إن "منشآت إيران النووية السلمية تتعرض لاعتداء"، مشيراً إلى أن "إسرائيل هي من بدأت بالهجوم وعيّنت نفسها قاضياً بغير وجه حق، وجرّت المنطقة إلى حافة الحرب". ولفت إلى أن إسرائيل تحاول "جر دول ثالثة إلى حربها"، مشيراً إلى أن "الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا تحاول إقناع العالم بمزاعم خاطئة بشأن إيران"، في إشارة إلى الروايات الغربية حول البرنامج النووي الإيراني. وكشف عن أن "إسرائيل حصلت على الضوء الأخضر من قوى غربية لمهاجمة إيران"، معتبراً أن ذلك أدى إلى "تقويض المفاوضات الجارية بين طهران وواشنطن". وختم المندوب الروسي بتجديد الدعوة إلى "وقف فوري للهجمات الإسرائيلية"، محذراً من تداعياتها الخطيرة على الأمن الإقليمي والدولي.

محادثات إيرانية - أوروبية في جنيف... عراقجي: ضربات إسرائيل خيانة للدبلوماسية
محادثات إيرانية - أوروبية في جنيف... عراقجي: ضربات إسرائيل خيانة للدبلوماسية

النهار

timeمنذ 27 دقائق

  • النهار

محادثات إيرانية - أوروبية في جنيف... عراقجي: ضربات إسرائيل خيانة للدبلوماسية

بدأت المباحثات بين الأوروبيين وإيران بشأن البرنامج النووي مع وصل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إلى المقر المحادثات في جنيف اليوم الجمعة. مجلس حقوق الإنسان وقبل المحادثات، وصف عراقجي هجمات إسرائيل على المنشآت النووية في بلاده بأنّها جرائم حرب خطيرة، في كلمة ألقاها بمقر الأمم المتحدة في جنيف. وندّد أيضاً بالهجمات الإسرائيلية على بلاده معتبراً أنها "خيانة" للجهود الدبلوماسية التي كانت تبذل مع الولايات المتحدة، ومؤكّداً أن طهران وواشنطن كانتا ستتوصّلان الى "اتفاق واعد" في شأن البرنامج النووي الإيراني. وقال عباس عراقجي أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف: "هوجمنا في وسط عملية دبلوماسية. كان مقرّراً أن نلتقي الأميركيين في 15 حزيران/يونيو لصوغ اتفاق واعد جدّاً". وأدان عراقجي خلال أول انتقال له إلى الخارج منذ بدء الضربات، الهجوم الإسرائيلي ووصفه بأنه "عمل عدواني شنيع". ووصف الهجمات التي تشنها إسرائيل بأنها "حرب ظالمة فرضت على شعبي" وأدت إلى مقتل "المئات". وفي إشارة إلى خطر الإشعاع بعد توجيه ضربات إلى المنشآت النووية، قال إن "الهجمات على المنشآت النووية تشكل جرائم حرب خطيرة". وأضاف أن "إيران تتوقّع بحق من كل واحد منكم أن يقف إلى جانب العدالة وسيادة القانون". "مستعدّون" في وقت سابق، أعلن مسؤول إيراني كبير أن طهران مستعدّة لمناقشة وضع قيود على تخصيب اليورانيوم. وأضاف، لوكالة "رويترز": "دور القوى الأوروبية أكثر أهمية الآن لأن طهران غير راغبة في التواصل مع أميركا وسط هجمات إسرائيل"، معتبراً "أنّنا نحتاج إلى سماع مبادرة الترويكا الأوروبية بشأن القضية النووية". وشدّد على أن "وقف التخصيب تماماً سيكون مرفوضاً بلا شك خاصة الآن، في ظل القصف الإسرائيلي". إلى ذلك، ذكر دبلوماسي إيراني في برلين أن بلاده مستعدّة لاتّباع نهج متوازن "وبرغماتي" مع أوروبا والتواصل بشكل منطقي مع الشرق والغرب. وأضاف الدبلوماسي الذي طلب عدم ذكر اسمه "رغم الاستياء الأميركي، أبدت إيران استعدادها لاتّباع سياسة حكيمة ومتوازنة وبرغماتية في تعاملها مع أوروبا". "موقف حازم" بدوره، رأى السفير الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة في جنيف أن وزراء الخارجية الأوروبيين يجب أن يتّخذوا "موقفاً حازماً" في المحادثات التي سيجرونها الجمعة مع إيران. وصرّح دانيال ميرون للصحافيين خارج قاعة مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف "نتوقّع من وزراء الخارجية الأوروبيين أن يتّخذوا موقفاً حازماً تجاه إيران ويطالبوها بالتراجع الكامل عن البرنامج النووي، وتفكيك ترسانة الصواريخ البالستية وبرنامجها، ووضع حد للأنشطة الإرهابية الإقليمية التي تمارسها إيران ودعمها النشط لوكلائها الإرهابيين". ويعتزم الأوروبيون تقديم "عرض تفاوضي شامل" للإيرانيين، يشمل القضايا النووية وأنشطة الصواريخ البالستية وتمويل الفصائل المسلّحة في المنطقة، وفق ما أكد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الجمعة. وأطلقت إسرائيل في 13 حزيران/يونيو حملة ضربات جوية غير مسبوقة على إيران، مؤكدة امتلاك معلومات استخباراتية تفيد بأن البرنامج النووي الإيراني شارف "نقطة اللاعودة"، فيما ترد إيران بإطلاق دفعات صواريخ ومسيّرات على الدولة العبرية. وتنفي طهران أنها تسعى لتطوير أسلحة نووية وتدافع عن حقها في برنامج نووي مدني.

تصريحات أميركية متضاربة بشأن "السلاح النووي الإيراني"
تصريحات أميركية متضاربة بشأن "السلاح النووي الإيراني"

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 44 دقائق

  • القناة الثالثة والعشرون

تصريحات أميركية متضاربة بشأن "السلاح النووي الإيراني"

أفاد البيت الأبيض، الخميس، بأن طهران قادرة على صنع قنبلة نووية خلال أسبوعين إذا ما أعطى المرشد علي خامنئي أمرا بذلك، في وقت قدر فيه مسؤولون أميركيون في وقت سابق أن طهران تحتاج لعدة أشهر للوصول إلى هذا الهدف. وقالت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، في تصريح صحفي، الخميس، إن إيران "لديها كل ما تحتاج إليه للتوصل إلى سلاح نووي. كل ما يحتاجون إليه (الإيرانيون) هو قرار من المرشد للقيام بذلك، وسيستغرق إنجاز صنع ذاك السلاح أسبوعين". وكان مدير وكالة المخابرات المركزية الأميركية، جون راتكليف، قد صرح في وقت سابق بأن إيران على وشك امتلاك قنبلة ذرية. ووفقا لصحيفة "نيويورك تايمز"، يعتقد الموساد الإسرائيلي أن إيران قادرة على تجميع سلاح نووي في غضون 15 يوما، بينما كانت الولايات المتحدة تبدي تحفظا أكبر، إذ قدرت في وقت سابق أن طهران ستستغرق عدة أشهر أو ما يصل إلى عام لصنع قنبلة نووية، وأنها لا تسعى حاليا جاهدة لامتلاكها. ونقل التقرير عن مسؤولين استخباراتيين ومسؤولين أميركيين آخرين قولهم إن التقييم الأميركي الحالي لم يتغير منذ آخر تقييم للقضية في مارس، على الرغم من أن إسرائيل شنت منذ ذلك الحين حملة قصف مكثفة ضد المنشآت النووية الإيرانية ومراكز الأبحاث والعلماء، إلى جانب برنامجها للصواريخ الباليستية وبنيتها التحتية العسكرية الأخرى. ومع ذلك، أشار مسؤولون استخباراتيون أميركيون كبار إلى أن طهران قد تُقرر المضي قدما في صنع القنبلة إذا اغتالت إسرائيل المرشد الإيراني، علي خامنئي، إذا شاركت الولايات المتحدة في الهجوم على موقع فوردو النووي. ولم تستبعد إسرائيل اغتيال خامنئي، حيث صرّح وزير الدفاع إسرائيل كاتس، الخميس، في موقع غارة إيرانية، بأن الزعيم الإيراني "لا يستطيع البقاء". وتقع فوردو شمال مدينة قم، في أعماق الأرض تحت جبل، مما دفع الخبراء إلى تقييم أن القنابل الخارقة للتحصينات، التي تمتلكها الولايات المتحدة حصريا، هي وحدها القادرة على تدمير المنشأة، ومع ذلك، صرّح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في مقابلة، الخميس، بأن إسرائيل قادرة على تدمير فوردو دون مساعدة أميركية. وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، قد أعلن، الخميس، أنه سيتخذ قرارا بشأن ضرب إيران خلال أسبوعين، مع استمرار الحرب بين إيران وإسرائيل. وتلت المتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولاين ليفيت، بيانا لترامب أشار فيه إلى "تكهنات كثيرة" عما إذا كانت الولايات المتحدة ستشارك مباشرة في الضربات التي توجه الى إيران. وأضاف ترامب "بالنظر إلى وجود فرصة حيوية لإجراء مفاوضات قد تحصل وقد لا تحصل مع إيران في المستقبل القريب، سأتخذ قراري في شأن المضي قدما أو لا خلال الأسبوعين المقبلين". ولم تدل المتحدثة بتفاصيل توضح الأسباب التي دفعت الرئيس الأميركي إلى الاعتقاد بإمكان إجراء مفاوضات مع طهران. ولدى سؤالها عن تقارير أفادت بأن موفد ترامب الخاص، ستيف ويتكوف، تواصل مع وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، قالت ليفيت إن "التواصل مستمر" بين الولايات المتحدة وايران. لكنها تداركت أنها "لا تتوقع" أن يتوجه ويتكوف إلى جنيف لمحادثات مع إيران. وعقد ترامب الخميس، اجتماعا هو الثالث في ثلاثة أيام مع فريقه للأمن القومي في البيت الأبيض، لبحث احتمال انضمام الولايات المتحدة إلى إسرائيل في حملتها العسكرية ضد إيران. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store