logo
‏أم نادر.. ومشفى القلبية

‏أم نادر.. ومشفى القلبية

عكاظمنذ 7 ساعات

‏في قلب دمشق، وبين أروقة مستشفى جراحة القلب، التقينا بها لأول مرة ضمن حملة مركز الملك سلمان للإغاثة لإجراء عمليات القلب المفتوح، وهي الحملة التي يسعى من خلالها المركز لإغاثة الشعب السوري. هناك وجدنا تلك المرأة التي كانت تتنقل بروح الفرح وابتسامة الضعفاء بين غرف العمليات والعناية الجراحية، تكنس وتُنظف وتُهيّئ المكان للمرضى والأطباء.
‏أم نادر، امرأة في عقدها الخامس أو ربما السادس، ترتدي ابتسامة لا تكاد تفارق وجهها، وكأنها لا تبتسم، بل تتشقق فرحًا رغم الضعف. ‏وفي إحدى الليالي، رأيناها وقد غفت على كنبة صغيرة في غرفة الاستراحة، مغطاة بشالٍ قديم بدا وكأن قسوة الحياة والسنين تأكل من هذا الشال ومن جسدها النحيل. دفعنا الفضول، أنا وصديقي الدكتور خالد العتيبي؛ لنسألها من تكون وما حكايتها؟ فتحدثت بصوتٍ ضاحك، وقالت لنا ببساطة: «أنا أم نادر».
‏وراء تلك الضحكة النقية مأساة ثقيلة، حيث إن نادر هو ابنها الوحيد، استشهد في قصفٍ طال سوق الخضرة بدمشق عام 2012، وبعد أسبوع فقط، مات زوجها قهرًا وكمداً عليه، ولم تكد تلتقط أنفاسها من وقع الصدمة حتى جاء قصف آخر بعد شهرين دمّر منزلها بالكامل.
‏لم يبقَ لها شيء، لا بيت، لا مأوى، ولا دفء عائلة لتجد في مشفى القلبية -كما تسميه- ملاذًا ومأوى. بدأت تعمل في تنظيف غرف العمليات حتى الساعة العاشرة ليلاً، ثم تأكل مما يتيسر من طعام المستشفى، وتنام في زاوية المكان.. هكذا عاشت لأكثر من عشر سنوات.
‏سألناها عن حزنها، الذي بدا وكأنها طوّعته ليصبح ضحكة، فقالت: "الله أنعم عليَّ بمحبة الناس، وهذا يكفيني. ربّي أخذ ثمرة عيني ولدي؛ لأنه أراد له الجنة ومكانًا أفضل من هذه الحياة، زغردت حين مات، فقد حُرمتُ من الزغاريد يوم زفافه...". ‏
ضحكتها لم تكن سذاجة، ولا هروبًا من الواقع، بل كانت إيمانًا عميقًا بأن ما يأتي من الله خير، وأن القلب الراضي قادر على تجاوز المحن، مهما عظمت.
‏في أم نادر رأينا ما لم تقله الكتب ولا دروس الحياة، ورأينا نموذجًا حيًّا للرضا، وتذكرت بيت شعر يقول: ولربما ابتسمَ الكريمُ من الأذى، وفؤادُهُ من حرّه يتألمُ.
أخبار ذات صلة

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المقالالبنك الحيوي
المقالالبنك الحيوي

الرياض

timeمنذ ساعة واحدة

  • الرياض

المقالالبنك الحيوي

الخدمات المتمثلة في المستشفيات والمراكز الصحية هي ما نلمسه في تقاطعنا كأفراد مع المنظومة الصحية، لكن خلف ذلك هناك بنية متكاملة من البيانات، والمختبرات، والتحليل، والتخطيط طويل المدى، يُبنى عليها كل ما نراه من قرارات صحية وبرامج. ومن المشاريع التي تُجسّد هذا المستوى هو البنك الحيوي الوطني، أحد المعالم التي تعزز كفاءة البنية التحتية لأنظمة الصحة العامة، وتدعم قدرتها على التوسع، والابتكار، وصناعة الأثر على المدى البعيد. فكرة البنك تقوم على تجميع العينات الحيوية، مثل الدم والأنسجة، وربطها ببيانات صحية وسكانية دقيقة، لتكوين قاعدة معرفية تُستخدم في الأبحاث، وبرامج الوقاية، والتخطيط للخدمات الصحية. هذه العينات تتحول إلى مورد علمي يستفاد منه في مواجهة التحديات الصحية، بدءاً من الأمراض المزمنة، مروراً بالوراثية، ووصولاً إلى الأمراض المعدية وغير المعدية. هذا المشروع نقطة التقاء بين الصحة والبحث والذكاء الاصطناعي، ويفتح المجال لتطبيقات عدة في مجال التشخيص المبكر، وتحديد الأولويات السكانية، وتوجيه الموارد إلى حيث توجد الحاجة الفعلية. كما يُسهم بشكل مباشر في دعم برامج الأمن الصحي الوطني، من خلال تمكين الجهة الصحية من تطوير اللقاحات والأدوية، وبناء قدرات سريعة للاستجابة للأوبئة، والكشف عن الأمراض النادرة، وتوفير بيانات تساعد في حالات الطوارئ، إلى جانب دوره في تحسين جودة الرعاية، يدعم البنك الحيوي توطين التقنيات الحيوية، ويعزز من فرص الاستثمارات في البحوث الطبية والدوائية، ويمنح الباحث منصة جاهزة للانطلاق نحو إنتاج علمي يستند إلى معطيات محلية موثوقة، كما يُسهم في خفض تكاليف التجارب السريرية، وتسريع الوصول إلى الحلول، وتحقيق أثر فعلي على مستوى السياسة الصحية في المملكة. ما يُبنى اليوم داخل هذا البنك، يرتبط بمستهدفات الرؤية، التي تضع الصحة العامة أولوية، بوصفها أحد ركائز جودة الحياة، والنمو المستدام، والاستعداد للمستقبل. ووجود بنك حيوي وطني بهذه الإمكانات يضع المملكة في موقع متقدم إقليمياً، ويعطيها قدرة على التنبؤ، وتخطيط البرامج الصحية، ودعم القرارات التنظيمية، من خلال أدوات علمية موثوقة. كذلك الربط بين هذا المشروع وغيره من المبادرات الصحية والرقمية يُشكل منظومة مترابطة تدعم بعضها البعض، وتُنتج بيئة جاهزة للاستخدام الذكي للبيانات. فعندما يُستخدم ما يتم جمعه من البنك الحيوي في تطوير لوحات معلومات صحية، أو في دعم أنظمة الإنذار المبكر، أو في تحسين فعالية برامج المسح والكشف المبكر، فإننا نكون قد استثمرنا في سلسلة متكاملة تبدأ من العينة وتنتهي عند خدمة المجتمع.

«عيونك أمانة» فعالية توعوية لمنتسبي «الشؤون الإسلامية»
«عيونك أمانة» فعالية توعوية لمنتسبي «الشؤون الإسلامية»

الرياض

timeمنذ 2 ساعات

  • الرياض

«عيونك أمانة» فعالية توعوية لمنتسبي «الشؤون الإسلامية»

نظمت وزارة الشؤون الإسلامية والدعوة والإرشاد، ممثلةً بالإدارة العامة للموارد البشرية، فعالية توعوية بعنوان 'عيونك أمانة'، الخميس الماضي، في مقر الوزارة بمدينة الرياض، بهدف رفع مستوى الوعي لدى منسوبيها بأهمية العناية بصحة العين وسلامة النظر. وشهدت الفعالية تقديم فحوصات بصرية باستخدام أجهزة متقدمة للحضور، وتوزيع مواد توعوية حول أهمية الكشف المبكر والوقاية من أمراض العيون، إلى جانب تعزيز مفاهيم الرعاية الذاتية والحرص على صحة النظر في بيئة العمل. وقدّمت أخصائية العيون د. سلوى آدم محاضرة تثقيفية تناولت فيها أبرز التحديات الصحية المرتبطة بالعين، وسبل الوقاية منها، مؤكدةً أهمية الفحص الدوري واتباع الإرشادات الطبية للحفاظ على سلامة النظر. كما تخلل الفعالية عرض مرئي توعوي حول صحة العين وأحدث المستجدات في مجال طب وجراحة العيون، مع فتح المجال أمام الحضور لطرح الاستفسارات والتفاعل مع الفريق الطبي. يُذكر أن فعالية «عيونك أمانة» تأتي ضمن سلسلة من البرامج التي تنفذها وزارة الشؤون الإسلامية، في إطار جهودها المستمرة لتعزيز الوعي الصحي، وتهيئة بيئة عمل آمنة ومحفزة لجميع منتسبيها.

المملكة ترسم دروب الأمل بمختلف أنحاء العالم
المملكة ترسم دروب الأمل بمختلف أنحاء العالم

الرياض

timeمنذ 2 ساعات

  • الرياض

المملكة ترسم دروب الأمل بمختلف أنحاء العالم

تواصل المملكة ترسيخ موقفها الإنساني تجاه قضايا اللاجئين حول العالم، من خلال ذراعها الإنساني مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، الذي نفذ حتى اليوم (3.438) مشروعًا في (107) دول بتكلفة إجمالية تجاوزت (7.939) مليارات دولار أمريكي، منها (357) مشروعًا مخصصًا لدعم اللاجئين بتكلفة تقارب (497) مليون دولار، توزعت على اليمن، والصومال، وسوريا، وميانمار، وفلسطين، وباكستان، وأفغانستان، وأوكرانيا، والسودان، والكونغو الديموقراطية، شملت قطاعات الأمن الغذائي، والصحي، والإيواء، والتعليم، والحماية. كوبونات مالية وتصدرت سوريا قائمة الدول المستفيدة من مشاريع اللاجئين، حيث بلغ عدد المشاريع المنفذة فيها (241) مشروعًا بتكلفة (283) مليون دولار، تضمنت تأمين (500) عربة للسكن (كرفان) في مخيم الزعتري، وتوزيع الملايين من ربطات الخبز عبر مشروع مخبز الأمل الخيري لصالح اللاجئين السوريين في لبنان، وتقديم كوبونات مالية للاجئين في مخيم الزعتري بتكلفة إجمالية بلغت (12.8) مليون دولار، ودعم مالي بشكل شهري يتم الاستفادة منه عن طريق بصمة العين في المحال التجارية بقيمة إجمالية تبلغ (6.8) ملايين دولار، وتغطية تكاليف علاج مرضى السرطان من اللاجئين السوريين المتواجدين في الأردن ضمن خطة علاجية شاملة ومتكاملة مع تقديم الرعاية النفسية، إلى جانب تأمين آلاف السلال الغذائية للاجئين السوريين في لبنان. وفي اليمن نفذ مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية (45) مشروعًا إنسانيًا بقيمة إجمالية تجاوزت (140) مليون دولار، من بينها مشروع لتوفير خدمات الإيواء والحماية بتكلفة (31) مليون دولار، ومشروع إنشاء (300) وحدة سكنية متكاملة تشمل مدرسة ومسجدًا بتكلفة (3.66) ملايين دولار، وتوفير المتطلبات الطبية للأطفال والأمهات وتوفير التطعيمات واللقاحات اللازمة ضد الأمراض الوبائية، وتشغيل وصيانة جميع مرافق القرية السعودية للاجئين اليمنيين في محافظة أبخ بجمهورية جيبوتي. معونات غذائية وشملت جهود مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية أيضًا تنفيذ (33) مشروعًا في فلسطين بقيمة تفوق (12.3) مليون دولار، تركزت على توفير المساعدات الشتوية والخدمات الصحية، إضافة إلى منحة بقيمة اثنين مليون دولار لدعم المعونات الغذائية للاجئين الفلسطينيين في سوريا، وتأمين كسوة العيد للأسر الأشد احتياجًا من اللاجئين الفلسطينيين في الأردن، وتوزيع أدوية ومستلزمات طبية على المراكز الطبية التي تقدم خدماتها لمخيمات اللاجئين الفلسطينيين في لبنان. وفي الصومال تم تنفيذ (4) مشاريع إنسانية بتكلفة (13.3) مليون دولار، من بينها مشروع حفر (22) بئرًا في عدة أقاليم بجمهورية جيبوتي متضررة لتوفير مياه الشرب للاجئين الصوماليين واليمنيين، بتكلفة بلغت (4.950) ملايين دولار، وتوزيع آلاف السلال الغذائية للاجئين الصوماليين في مقاطعة قاريسا بكينيا. تعليم وعلاج وتأتي هذه الجهود في ظل ارتفاع غير مسبوق في أعداد اللاجئين عالميًا، حيث تفيد التقارير بأن 52% من اللاجئين حول العالم يأتون من ثلاث دول فقط وهي سوريا ويقدر عددهم (6.5) ملايين لاجئ، وأفغانستان يقدر عددهم (5.7) ملايين لاجئ، وأوكرانيا بعدد (5.7) ملايين لاجئ، فيما يعيش 76% من المهجّرين في دول ذات دخل منخفض أو متوسط، ما يجعل الأعباء الإنسانية أكثر تعقيدًا، وتحتضن المملكة عددًا من اللاجئين من سوريا واليمن وميانمار، يُشكلون نحو 5.5% من سكانها، وتوفّر لهم خدمات التعليم والعلاج مجانًا، إلى جانب تمكينهم من العمل والاندماج في المجتمع، ضمن سياسة شاملة تراعي حقوق الإنسان وتُعلي من قيم العطاء. وتأتي هذه الجهود في سياق الدور الإنساني الرائد للمملكة، وتزامنًا مع اليوم العالمي للاجئين الذي يصادف 20 يونيو من كل عام، والذي أقرته الأمم المتحدة عام 2000م للفت الانتباه إلى معاناة الملايين حول العالم ممن أُجبروا على ترك أوطانهم قسرًا. وتؤكد هذه المساعدات أن المملكة ماضية في تعزيز دورها الإنساني الإقليمي والدولي، من خلال شراكات فاعلة ومبادرات مستدامة، تضع الإنسان وكرامته في صميم أولوياتها. عيادات متنقلة وقدّمت العيادات الطبية المتنقلة التابعة لمركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، في مديرية الغرزة بمحافظة حجة خدماتها العلاجية، حيث راجع العيادات (1.457) مستفيدًا خلال شهر مايو 2025م، منهم (841) مستفيدًا في عيادة مكافحة الأمراض الوبائية، و(245) فردًا في عيادة الحالات الطارئة، و(356) مريضًا في عيادة الباطنية، فيما راجع قسم التوعية والتثقيف (8) مستفيدين، وعيادة الصحة الإنجابية (7) أفراد، وفي الخدمات المرافقة راجع (741) مريضًا عيادة الخدمات التمريضية، وجرى تنفيذ (8) أنشطة للتخلص من النفايات، وصُرفت الأدوية لـ(1.415) مريضًا، وراجع عيادة الجراحة والتضميد (56) مريضًا. تخفيف معاناة ووزّع مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية (3.489) كرتونًا من التمور في محافظة دير الزور بالجمهورية العربية السورية، استفادت منها (3.489) أسرة، ضمن مشروع توزيع المساعدات السعودية للشعب السوري الشقيق، ويأتي ذلك في إطار المشاريع الإغاثية والإنسانية التي تقدمها المملكة عبر ذراعها الإنساني مركز الملك سلمان للإغاثة؛ لتخفيف معاناة الفئات المحتاجة والمتضررة أينما كانوا. وسلّم مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية لبرنامج الأغذية العالمي (WFP) في جمهورية طاجيكستان 161 طنًا من التمور لتوزيعها على طلاب وطالبات مدارس التعليم العام، ووقعّ برنامج الأغذية العالمي على مذكرة تسلّم الشحنة من سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية طاجيكستان وليد بن عبدالرحمن الرشيدان، بحضور نائب وزير العلم والمعارف في جمهورية طاجيكستان بدر الدين مظفر زاده، وفريق من المركز، في العاصمة دوشنبه. وقدّم نائب وزير العلم والمعارف شكره وتقديره للمملكة على هذه المبادرة الإنسانية التي ستُسهم في تعزيز الأمن الغذائي في المؤسسات التعليمية والتربوية في بلاده، مؤكدًا أن هذه الهدية الكريمة تجسد عمق العلاقات الأخوية بين البلدين. من جانبه عبّر مدير مكتب برنامج الغذاء العالمي للأمم المتحدة في آسيا والباسيفيك أدهم مسالم عن امتنان البرنامج لهذا الدعم السخي، مشيرًا إلى أن هذه الشحنة من التمور ستُسهم بشكل مباشر في دعم العمل الإنساني وخدمة المحتاجين في طاجيكستان. ويأتي ذلك ضمن البرامج التي تقدمها حكومة المملكة لعدد من الدول الشقيقة والصديقة لتوزيعها على الأسر الأكثر احتياجًا في مناطق مختلفة من العالم.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store