
متاهات ترامب وحساباته الإيرانية
عبدالله السناوي
تقاس الحروب بنتائجها السياسية وما يترتب عليها من معادلات جديدة في الصراع المحتدم على مصير الشرق الأوسط.
تكاد الكفة تميل إلى شيء من التعادل الاستراتيجي بين إيران وإسرائيل في الضربات الضارية المتبادلة من حيث حجم الأضرار الاقتصادية والاستراتيجية والعسكرية والقدرة على تحمل الاستنزاف وتعطيل الحياة لفترة قد تطول.
رغم الضربات الإسرائيلية الموجعة للمشروع النووي الإيراني فإنه لم يتقوض تماماً وليس بوسع أحد أن يقول إن أمره انتهى.
السؤال الضاغط الآن ليس أن تتدخل أو لا تتدخل الولايات المتحدة لإتمام المهمة وإنقاذ حليفتها الأولى في الشرق الأوسط من خسارة فادحة محتملة.
الولايات المتحدة متدخلة فعلاً في الحرب تخطيطاً وخداعاً استراتيجياً وإمداداً بكل ما تتطلبه الحرب من معلومات استخباراتية وأسلحة وذخائر من دون أن تتورط مباشرة في عملياتها، لكن سير المواجهات لم يصادف التوقعات والحسابات المسبقة.
تبادل الطرفان المتحاربان المفاجآت. في الضربة الافتتاحية، قصفت إسرائيل عدداً كبيراً من المنشآت النووية، اغتالت مرة واحدة قيادات عسكرية وعلماء من الوزن الثقيل وبدا البلد كله مخترقاً ومنكشفاً.
رغم الهزة العنيفة في مراكز القيادة والسيطرة فاجأت إيران العالم كله بقدرتها على الإحلال القيادي وسرعة ردة الفعل في مساء نفس اليوم. ثم فاجأته بأجيال جديدة ومتنوعة من الصواريخ «فرط صوتية»، القادرة على اجتياز منظومات الدفاع الجوي والوصول إلى أهداف استراتيجية وأمنية وعسكرية واقتصادية حساسة.
استدعى ذلك إلحاحاً إسرائيلياً على الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للدخول المباشر في الحرب.
في البداية أعرب ترامب عن كامل استعداده للتدخل المباشر رغم نفيه أخيراً أن يكون قد وعد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بمثل هذا التدخل.
سحب حاملة الطائرات «يو إس إس نيميتز» من بحر الصين الجنوبي إلى الشرق الأوسط، لكنها أوقفت جهاز التتبع الخاص بها لأسباب غير معلومة.
منع استصدار بيان من قمة السبعة الكبار يدعو لوقف التصعيد. قال نصاً: «لقد نفذ صبرنا» ملوحاً باغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي.
لم يكن هناك معنى لذلك التصريح سوى أن التدخل العسكري وشيك لا محالة.
بعد وقت وجيز أطلق تصريحات عكسية تنفي أي استعداد لديه للانخراط المباشر في الحرب، فهو رجل سلام جاء إلى منصبه لإنهاء كل الحروب.
لم يخف تطلعه للحصول على جائزة نوبل للسلام، أو أن يكون خامس رئيس أمريكي في التاريخ يحصل عليها بعد ثيودور روزفلت ووودرو ويلسون وجيمي كارتر وباراك أوباما.
هو رجل مربك ومرتبك يصعب توقعه.. يقول الشيء وعكسه في خطاب واحد.
في البيت الأبيض فاجأ نتنياهو أمام الكاميرات بإعلان أنه قد فتح حواراً مع إيران للتوصل إلى اتفاق بشأن المشروع النووي. كانت تلك إهانة بالغة لحليف استراتيجي مقرب، لكنه واصل التنسيق معه بأدق التفاصيل «إننا نتهاتف يومياً».
ذهب في مدح نتنياهو إلى حدود غير متخيلة، وهو يتراجع خطوات للخلف.
وصفه بعبارات يصعب أن يصدقها أحد في العالم، وداخل إسرائيل نفسها: «إنه رجل طيب وخير لا يجد الإنصاف من بلده».
بالتوصيف القانوني والسياسي فإنه يتحدث عن رجل متهم من المحاكم الدولية بارتكاب جرائم حرب وإبادة جماعية. في الدعوة إلى إنصافه تبن لسياساته وجرائمه. إنه انتهاك كامل لأية قيمة إنسانية، وانتهاك آخر للصفات والمعاني.
بنفس اليوم وصف نتنياهو إصابة مستشفى في بئر السبع مخصص لعلاج الضباط والجنود المصابين في معارك غزة بأنها «جريمة حرب».
لا اهتز له جفن ولا خطر بباله القصف المنهجي المتعمد لمستشفيات غزة وقتل من فيها.
بدا التناقض فادحاً في تصريحات ترامب بين النوازع والروادع. بنوازعه المؤيدة على طول الخط لإسرائيل فهو أقرب للتدخل، غير أن الروادع منعته حتى الآن من إصدار هذا القرار.
الانخراط المباشر في الحرب يناقض تعهداته، التي انتخب على أساسها.. بالوقت نفسه فإنها تناقض رغبة أغلبية ناخبيه في التفاوض مع إيران.
وفق استطلاعات الرأي العام الحديثة، التي أجرتها شركة «يو جوف»، فإن (16%) فقط يؤيدون التدخل، فيما يعارضه (60%).. وداخل حزبه الجمهوري تبلغ نسبة المعارضة (51%) مقابل (23%).
النسب رادعة، والتقارير الاستخباراتية تحذر من الكلفة الاقتصادية الباهظة لأي تدخل، وهذه مسألة حاسمة مع رجل الصفقات وأولوية الاقتصاد.
وفق تقارير أخرى فإن المهمة الرئيسية للتدخل وهي تقويض منشأة فوردو النووية الحصينة ليست سهلة ولا من المؤكد نجاحها بضربة واحدة، فضلاً عن أن القنابل الخارقة الضخمة، التي سوف تستخدم في القصف لم يسبق مطلقاً استخدامها في ساحة معركة.
احتمال الفشل وارد تماماً، والحل السياسي قد يكون ناجعاً عن العمل العسكري.
بقوة الروادع أبلغ ترامب كبار معاونيه بموافقته على خطة التدخل، لكنه أرجأ القرار الأخير لأسبوعين حتى يمكنه التعرف إلى فرص تخلي طهران عن برنامجها النووي.
أفضت الروادع إلى فتح المجال واسعاً لاتصالات ورسائل دبلوماسية إلى إيران عبر قنوات شبه علنية: «أن الحل السياسي ما زال ممكناً». إيران متأهبة لذلك الخيار بشرط وحيد هو وقف الهجوم الإسرائيلي.
أشباح الفوضى تخيم على الشرق الأوسط، الذي يريد نتنياهو أن يرسم خرائطه من جديد من دون قدرة على حسم أية حرب، أو أن يمتلك أي تصور سياسي لليوم التالي في غزة، أو إيران.
كل سيناريو وارد وكل خطر ماثل في متاهات ترامب وتقلباته الحادة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صحيفة الخليج
منذ 20 دقائق
- صحيفة الخليج
رئيس المجلس الأوروبي يحث على ضبط النفس بالشرق الأوسط
عبر رئيس المجلس الأوروبي أنطونيو كوستا، الأحد، عن قلقه البالغ إزاء الوضع في الشرق الأوسط، وحث على ضبط النفس والدبلوماسية. وكتب كوستا في منشور على منصة التواصل الاجتماعي «إكس»: «أدعو جميع الأطراف إلى ضبط النفس واحترام القانون الدولي والسلامة النووية». وأضاف: «لا تزال الدبلوماسية هي السبيل الوحيد لإحلال السلام والأمن في منطقة الشرق الأوسط. سيسقط عدد كبير جداً من المدنيين مرة أخرى ضحايا لمزيد من التصعيد». وأشار إلى أن الاتحاد الأوروبي سيستمر في التواصل مع الأطراف والشركاء.


صحيفة الخليج
منذ 20 دقائق
- صحيفة الخليج
قبل الضربة الأمريكية على إيران.. صور فضائية تكشف نقل اليورانيوم من «فوردو»
أظهرت صور الأقمار الصناعية الملتقطة قبل الضربات الأمريكية على منشأة فوردو النووية الإيرانية وجود تحركات لعدد كبير من المركبات الثقيلة، وما بدا يُعد محاولات لتحصين مداخل المجمع الجبلي. في حين أخبر مصدر إيراني لوكالة رويترز للأخبار، أنه تم نقل معظم اليورانيوم عالي التخصيب من منشأة فوردو لموقع غير مُعلن، قبل الهجوم الأمريكي. ونفذت الولايات المتحدة فجر السبت، ضربة عسكرية خاطفة ودقيقة ضد منشآت نووية ومواقع استراتيجية داخل إيران، من بينها منشأة فوردو النووية. ففي الأيام التي سبقت الضربات الأمريكية على منشأة فوردو لتخصيب الوقود، أظهرت صور الأقمار الصناعية تراكم الأوساخ أمام مدخلين على الأقل من مداخل المنشأة تحت الأرض، وتُظهر صورة التُقطت في 19 يونيو/ حزيران صفاً من 16 شاحنة قرب المداخل، إلى جانب معدات حفر. في صورة التُقطت في اليوم التالي (20 يونيو)، تبدو أجزاء من الطريق المؤدي إلى الأنفاق مغطاة بالأوساخ بينما تواصل الشاحنات المحملة تقدمها نحو مداخل الأنفاق، ويمكن رؤية معدات حفر قريبة وهي تجرف التربة. وفي سياق متصل، ذكرت صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية أن إيران كانت أفرغت منشأة فوردو، قبل أن تستهدفها صواريخ أمريكية. وقالت الصحيفة: إن صوراً لأقمار صناعية أظهرت نشاطاً غير عادي للشاحنات والمركبات في منشأة فوردو قبل يومين من الهجوم الأمريكي. وأظهرت الصور، حسب الصحيفة، أنه في 19 من الشهر الجاري «كانت هناك 16 شاحنة على طول الطريق المؤدي لمجمع عسكري تحت الأرض». وأضافت الصحيفة أن «صور اليوم التالي أظهرت تحرك معظم الشاحنات شمال غربي منشأة فوردو وتمركزت شاحنات قرب مدخل الموقع». ويذكر أن مجمع فوردو السري والمُحاط بحراسة مشددة يقع في عمق جبل، ما يجعله مُحصّناً ضد أي هجوم، ويُقدر عمق قاعاته الرئيسية بما يتراوح بين 80 و90 متراً (نحو 262 و295 قدماً) تحت الأرض، وقد صرّح محللون ومسؤولون إسرائيليون بأن الولايات المتحدة وحدها هي التي تمتلك قنابل ضخمة بما يكفي لاختراق المجمع.


صحيفة الخليج
منذ 20 دقائق
- صحيفة الخليج
قصف إيران.. «المقامرة الأكبر» في سياسة ترامب الخارجية
بقراره غير المسبوق بقصف المواقع النووية في إيران، والانضمام مباشرة إلى هجوم إسرائيل الجوي على «عدوها اللدود في المنطقة»، اتخذ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب خطوة طالما تعهد بتجنبها وهي التدخل عسكرياً في حرب خارجية كبرى. وشملت الهجمات الأمريكية استهداف المنشآت النووية الإيرانية الأكثر تحصيناً على عمق كبير تحت سطح الأرض، لتشكل المقامرة الأكبر والأكثر خطورة وضبابية في السياسة الخارجية لترامب خلال الولايتين الرئاسيتين حتى الآن. وقال محللون إن أفعال ترامب، الذي أصر السبت، على أن إيران يجب أن تتوصل إلى حل يؤدي للسلام الآن أو تواجه المزيد من الهجمات، يمكن أن تدفع طهران إلى الرد بإغلاق مضيق هرمز، أهم شريان للنفط في العالم، ومهاجمة القواعد العسكرية للولايات المتحدة وتكثيف القصف الصاروخي على إسرائيل والاستعانة بالجماعات الحليفة لاستهداف المصالح الأمريكية والإسرائيلية في أنحاء العالم. ومن الممكن أن تتصاعد هذه التحركات إلى صراع أوسع نطاقاً وأطول أمداً مما يتصوره ترامب، مما يعيد إلى الأذهان «الحروب الأبدية» التي خاضتها الولايات المتحدة في العراق وأفغانستان، والتي سخر منها ترامب ووصفها بأنها «غبية» ووعد بعدم الانجرار إلى مثلها. وقال آرون ديفيد ميلر، وهو مفاوض سابق في شؤون الشرق الأوسط بإدارات من الحزبين الديمقراطي والجمهوري في الولايات المتحدة: «الإيرانيون أصبحوا ضعفاء للغاية وتدهورت قدراتهم العسكرية.. لكن لديهم كل أنواع السبل غير المتكافئة التي يمكنهم الرد بها.. لن ينتهي هذا الأمر سريعاً». وفي الفترة التي سبقت القصف الذي أُعلن عنه في وقت متأخر من السبت، تأرجح ترامب بين التهديد بعمل عسكري ومناشدة استئناف المفاوضات لإقناع إيران بالتوصل إلى اتفاق لتفكيك برنامجها النووي. وقال مسؤول كبير في البيت الأبيض إنه بمجرد أن اقتنع ترامب بأن طهران ليست مهتمة بالتوصل إلى اتفاق نووي، قرر أن الضربات هي «الشيء الصحيح الذي يجب القيام به». وقال المسؤول إن ترامب أعطى الأمر بمجرد أن تأكد من «احتمالية نجاح عالية»، وهو قرار تم التوصل إليه بعد هجمات جوية إسرائيلية على مدار أكثر من أسبوع على المنشآت النووية والعسكرية الإيرانية والتي مهدت الطريق أمام الولايات المتحدة لتوجيه الضربة التي قد تتوج الأمر. استمرار التهديد النووي أشاد ترامب «بالنجاح الكبير» للضربات التي قال إنها تضمنت استخدام قنابل ضخمة «خارقة للتحصينات» في محطة فوردو الرئيسية. لكن بعض الخبراء يرون أن التهديد لم ينته بعد على الرغم من أن البرنامج النووي الإيراني ربما انتكس لسنوات عديدة. وتنفي إيران سعيها لامتلاك سلاح نووي، وتؤكد أن برنامجها لأغراض سلمية بحتة. وقالت (رابطة الحد من الأسلحة)، وهي منظمة غير حزبية مقرها الولايات المتحدة وتدعو إلى تشريعات للحد من الأسلحة، في بيان: «على المدى البعيد، من المرجح أن يدفع العمل العسكري إيران إلى قرار يخلص إلى أن الأسلحة النووية ضرورية للردع، وأن واشنطن لا ترغب في الدبلوماسية». وأضافت الرابطة: «الضربات العسكرية وحدها لا يمكن أن تدمر المعرفة النووية الواسعة لإيران. ستؤدي الضربات إلى تراجع برنامج إيران، لكن في المقابل ستقوي من عزيمة طهران لإعادة بناء أنشطتها النووية الحساسة». وقال إريك لوب الأستاذ المساعد في قسم السياسة والعلاقات الدولية بجامعة فلوريدا الدولية إن خيارات الخطوة التالية لإيران لم تتضح بعد، وذكر أن صور الرد قد تتضمن ضرب «أهداف سهلة» للولايات المتحدة وإسرائيل داخل المنطقة وخارجها. لكنه أشار أيضاً إلى احتمال عودة إيران إلى طاولة المفاوضات -«مع أنها ستفعل ذلك من موقف أضعف»- أو السعي إلى مخرج دبلوماسي. وفي أعقاب الضربات الأمريكية مباشرة، لم تبدِ إيران رغبة تذكر في تقديم تنازلات. وقالت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إنها لن تسمح بوقف تطوير «صناعتها الوطنية»، وقال معلق في التلفزيون الإيراني الرسمي: إن كل مواطن أو عسكري أمريكي في المنطقة أصبح الآن هدفاً مشروعاً. وكتب كريم سجادبور المحلل في مؤسسة «كارنيجي» للسلام الدولي على منصة «إكس»: «يشير ترامب إلى أن الوقت قد حان للسلام. من المرجح ألا ينظر الإيرانيون إلى الأمر بنفس الطريقة. من المرجح أن يفتح هذا فصلاً جديداً من النزاع الأمريكي الإيراني المستمر منذ 46 عاماً، لا أن ينهيه». أشار بعض المحللين إلى أن ترامب، الذي أنكرت إدارته في السابق أي سعي للإطاحة بالقيادة الإيرانية، قد ينجر للسعي إلى «تغيير النظام» إذا ردت طهران بقوة كبيرة أو تحركت لصنع سلاح نووي. ومن شأن هذا أن يجلب بدوره مخاطر إضافية. وقالت لورا بلومنفيلد محللة شؤون الشرق الأوسط في كلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة في واشنطن: «احذروا من اتساع المهمة لما هو أكبر من أهدافها الأساسية، إلى السعي لتغيير النظام وحملات لدعم الديمقراطية.. ستجدون بقايا العديد من المهام الأخلاقية الأمريكية الفاشلة مدفونة في رمال الشرق الأوسط». وقال جوناثان بانيكوف النائب السابق لمسؤول المخابرات الأمريكية المعني بشؤون الشرق الأوسط: إن القيادة الإيرانية ستسارع إلى شن «هجمات غير متكافئة» إذا شعرت أن بقاءها مهدد. لكنه قال إن على طهران أيضاً أن تضع في اعتبارها العواقب. ففي حين أن اتخاذ إجراءات مثل إغلاق مضيق هرمز سيؤدي إلى مشاكل لترامب مع ما سينتج عنه من ارتفاع أسعار النفط والتأثير التضخمي المحتمل على الولايات المتحدة، إلا أنه سيضر أيضاً بالصين، أحد حلفاء إيران الأقوياء القلائل. في الوقت نفسه، يواجه ترامب بالفعل معارضة قوية من الديمقراطيين في الكونجرس للهجوم على إيران، وسيتعين عليه أيضاً مواجهة معارضة الجناح المناهض للتدخلات في قاعدته من الجمهوريين المؤيدين لشعار «لنجعل أمريكا عظيمة مجدداً». ولم يواجه ترامب أي أزمة دولية كبيرة خلال ولايته الرئاسية الأولى، لكنه يخوض واحدة الآن بعد ستة أشهر فقط من عودته للبيت الأبيض. وحتى لو كان يأمل في أن يكون التدخل العسكري الأمريكي محدوداً من حيث الوقت والنطاق، فإن تاريخ مثل هذه الصراعات غالباً ما يحمل عواقب غير مقصودة بالنسبة للرؤساء الأمريكيين. ومن المؤكد أن شعار ترامب «السلام من خلال القوة» سيخضع لاختبار لم يسبق له مثيل، خاصة مع فتحه جبهة عسكرية جديدة دون الوفاء بوعود حملته الانتخابية بإنهاء حربي أوكرانيا وغزة بسرعة. وقال ريتشارد جاون مدير شؤون الأمم المتحدة في مجموعة الأزمات الدولية «عاد ترامب إلى نشاط الحرب.. لست متأكداً من أن أي شخص في موسكو أو طهران أو بكين صدق كلامه المعسول عن أنه صانع سلام. لطالما بدت وكأنها عبارة انتخابية أكثر من كونها استراتيجية».