logo
بوشهر.. حين يُطال الخليج بنيران لم يُشعلها

بوشهر.. حين يُطال الخليج بنيران لم يُشعلها

الوطنمنذ 4 ساعات

في لحظة من البجاحة السياسية التي تجيدها بعض الأصوات المتطرفة في إسرائيل، طالب وزير المالية الإسرائيلي بتسلئيل سموتريتش دول الخليج بتمويل حرب بلاده ضد إيران، بحجة أن إسرائيل "تقوم بالعمل القذر نيابة عن العالم".
وكأن على دول الخليج العربي أن يدفع ثمن مغامرات لم يشارك فيها، فقط لأنه ناجح اقتصادياً! نسي أو تناسى أن دول الخليج ليست طرفاً في إشعال هذه الصراعات، بل تسعى دائماً لاحتوائها، وأن نجاحها هو نموذج سياسي واقتصادي يُحتذى به.
هذا المطلب الذي فيه الكثير من الاستخفاف بسيادة الدول، وتجاهل فجٌّ لموقف الخليج الواضح، وبالأخص موقف مملكة البحرين الذي عبّر عنه صراحة معالي وزير الداخلية حين قال: "البحرين ليست طرفاً في الحرب، ولن تكون"، كلمات حاسمة تختصر الموقف البحريني المتوازن، القائم على الحكمة والالتزام بمبادئ السلام التي أرساها حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه، والذي كان ولايزال أحد أبرز الأصوات الداعية للتسامح والتعايش في العالم في زمن مزقته الحروب، ولعل مواقف جلالته في المحافل الإقليمية والدولية، لاسيما في "قمة القاهرة للسلام"، خير شاهد على أن البحرين تملك بوصلة أخلاقية وسياسية لا تحيد عنها، مهما ارتفعت أصوات المدافع.
الأزمة لم تتوقف عند حدود الخطاب السياسي، ولكنها امتدت إلى ما هو أخطر بكثير، إعلان متحدث عسكري إسرائيلي، قبل أن يتراجع لاحقاً، عن قصف مفاعل بوشهر النووي الإيراني الواقع على ضفاف الخليج العربي، ورغم أن إسرائيل نفت لاحقاً أن يكون المفاعل قد استُهدف، فإن مجرد ورود هذه العبارة في خطاب رسمي كافٍ لإشعال عاصفة دبلوماسية وبيئية.
الفرق بين قصف منشآت تخصيب اليورانيوم مثل نطنز أو أراك، وقصف مفاعل نووي فعّال كمنشأة بوشهر، يكمن في الأثر الكارثي المحتمل على حياة الخليج بأكملها، فبينما لا تُصدر منشآت التخصيب إشعاعات مباشرة عند استهدافها، فإن ضرب مفاعل نووي قد يتسبب في تسرب إشعاعي يلوّث مياه الخليج، ويهدد المدن الساحلية، ويعطل محطات تحلية المياه التي تعتمد عليها الدول بشكل شبه كامل، فالبحرين تعتمد كلياً على التحلية، وقطر والكويت كذلك، بينما تصل النسبة في الإمارات إلى أكثر من 80%، وحدوث تلوث إشعاعي في بوشهر قد يخرج هذه المحطات عن الخدمة خلال ساعات قليلة، مما قد يؤدي إلى أزمة صحية وبيئية غير مسبوقة في المنطقة.
الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعربت عن قلقها الشديد، مشددة على ضرورة تقديم معلومات دقيقة بشأن أي استهداف لمواقع نووية، أما روسيا التي يتواجد أكثر من 600 من خبرائها في مفاعل بوشهر، فسارعت بالمطالبة بوقف فوري لأي هجمات بالقرب من المنشأة، نظراً لحساسية الموقع وخطورته، أما إيران وبالرغم من تأكيدها المستمر على سلمية برنامجها النووي، قامت بتفعيل أنظمة الدفاع الجوي في محيط المفاعل تحسباً لأي طارئ، وفي تحذير صريح، قال رئيس الوزراء القطري في مارس الماضي: "استهداف بوشهر يعني أن الخليج سيواجه كارثة.. بلا ماء، بلا سمك، بلا حياة".
الأخطر أن مفاعل بوشهر يقع في منطقة حساسة جيوسياسياً، وهي منطقة نشطة زلزالياً، ما يضاعف من حجم المخاطر المحيطة به، ففي عام 2013، شهدت المنطقة زلزالاً، وفي يناير 2025، سجّل مركز رصد الزلازل الإيراني هزة أرضية أخرى، ومع أن الهزة لم تُخلّف آثاراً مباشرة، فإنها تذكير بهشاشة الموقع، وبالتهديد المضاعف في حال اقترن النشاط الزلزالي بأي مغامرة عسكرية غير محسوبة قد تُحوّل الخليج إلى مسرح لكارثة لا تُحمد عقباها.
بالنظر إلى هذا المشهد المتأزم، تبرز مواقف البحرين كنهج متزن وسط ضجيج التصعيد، رافضة الانجرار وراء منطق السلاح، ومتمسكة بثبات بمبدأ السلام كخيار استراتيجي أساسي، فجلالة الملك المعظم حفظه الله ورعاه، رائد السلام وحكيم الأمة، الذي أطلق مركزاً عالمياً للتعايش السلمي، يُجسّد برؤيته السامية وفكره المتبصر نموذجاً قيادياً نادراً في عالم مليء بالأزمات.
إن جلالته، المُدرك بعُمق لحقيقة أن الحروب لا تجلب وراءها أمناً ولا استقراراً، ولكنها تُخلّف وراءها الكثير من الكراهية والفرقة والدمار، كما يؤمن جلالته إيماناً راسخاً بأن السلام لا يُصنع بالقوة ولا يُفرض من فوهة البندقية، بل يُبنى على أسس الحوار، والتفاهم، والمفاوضات الحكيمة.
لقد جعل حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة ملك البلاد المعظم حفظه الله ورعاه من التعايش السلمي رسالة راسخة، ومن الدبلوماسية الحكيمة نهجاً ثابتاً، مكّنه من ترسيخ مكانته بين أبرز القادة العالميين الداعين للسلام والتفاهم بين الشعوب.
إن الخليج العربي ليس "صرافاً آلياً" لحروب الآخرين، ولا ساحة لتصفية الحسابات بين القوى الطامحة للهيمنة، فهذه الأرض التي كانت دوماً شرياناً نابضاً بالحياة، ترفض أن تُجر إلى صراعات لم تخترها.
وعلى المجتمع الدولي أن يدرك أن أي تهديد لمنشأة بوشهر لا يطال إيران وحدها، ولكنه يعرّض حياة الملايين في الجهة المقابلة للخطر، وأن أي صاروخ طائش قد يحوّل الخليج من مركز للتبادل الحضاري إلى بحر من الرماد.
لقد آن أوان الإنصات لصوت العقل، واحترام خصوصية هذه المنطقة كواحة استقرار، لا كوقود لحروب لا تخصّها.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

د. سمر الأبيوكي هل تفعلها الولايات المتحدة الأميركية؟ الأحد 22 يونيو 2025
د. سمر الأبيوكي هل تفعلها الولايات المتحدة الأميركية؟ الأحد 22 يونيو 2025

البلاد البحرينية

timeمنذ ساعة واحدة

  • البلاد البحرينية

د. سمر الأبيوكي هل تفعلها الولايات المتحدة الأميركية؟ الأحد 22 يونيو 2025

بعد حالة من التخبط والتصريحات غير المدروسة حول مدى إمكان ضرب أميركا لإيران، أصبحت المفاوضات الورقة الأخيرة التي يلوح بها ترامب بعد تهديداته المباشرة بضرب إيران. ورغم حديثه عن المفاوضات والوصول إلى حل دبلوماسي، فإن التكدس العسكري الرهيب للقوات الأميركية حول مناطق النزاع يعطي مؤشرات بتأهب شديد والميل إلى توجيه ضربة أميركية لطهران حتى إن صرح الرئيس الأميركي بغير ذلك. ومازلنا نتابع هذه الأحداث التي ترمي بظلالها على المنطقة والعالم بأسره بترقب شديد وقلق من أية انبعاثات أو تسريبات بسبب ضربات قد تؤثر على المياه والجو وجودة الحياة لا قدر الله. ماذا يعني ضرب أميركا لإيران؟ يعني أن المعركة تتسع وأن جنونًا في الرد قد يصيب طهران، فتقوم كما صرحت سابقًا بضرب كل المصالح الأميركية في المنطقة. وقلتها سابقًا إن الضربة والرد عليها لا يكلف المنطقة ويلات حرب، كما سيحدث إن قررت الولايات المتحدة الأميركية توجيه الضربة إلى طهران! وهو ما يعني أن الرد قد يأتي مجنونًا بصيغة 'عليَّ وعلى أعدائي'! نتمنى من الله أن تهدأ المنطقة التي تعيش على صفيح ساخن وأن تنعم كل الدول بالأمن والأمان والاستقرار، ولا يسعنا غير أن نكون متابعين واعين لأهمية السلم في المنطقة بأسرها، ويبدأ ذلك كله من السلم النفسي الداخلي لنا ولأسرنا، وأهمية التلاحم الحقيقي بيننا وعدم الميل دون وعي لأخبار من شأنها أن تستهدف هذا الوعي أو تحيده عن طريقه الصحيح.

البحرين تسطّر ملحمة تنظيمية في خدمة حجاجها
البحرين تسطّر ملحمة تنظيمية في خدمة حجاجها

الوطن

timeمنذ ساعة واحدة

  • الوطن

البحرين تسطّر ملحمة تنظيمية في خدمة حجاجها

في لوحة روحانية عنوانها الانضباط والدقة، رسمت مملكة البحرين هذا العام واحدة من أنجح مشاركاتها في مواسم الحج، حيث بدا وفد الحجاج كأنموذج يُحتذى به في جودة التنظيم وسلاسة الأداء، ما يعكس جهداً مؤسسياً متكاملاً. هذا التميّز لم يكن ليتحقق لولا التوجيهات السامية والمباشرة من حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، عاهل البلاد المعظم، حفظه الله، ومتابعة صاحب السمو الملكي الأمير سلمان بن حمد آل خليفة، ولي العهد رئيس مجلس الوزراء حفظه الله، حيث كانت العناية الملكية بموسم الحج حاضرة في كل تفاصيل التخطيط والتنفيذ. فقد شكّلت توجيهات القيادة الرشيدة مظلة دعم أساسية، ضمنت توفير أفضل الخدمات للحجاج، وأكّدت حرص الدولة على أن يعيش الحاج تجربة إيمانية مفعمة بالأمان والطمأنينة. فوفقاً للتوجيهات لم يقتصر دور وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف على مجرد إشرافٍ إداري، بل كانت روح الفريق النابض في كل تفاصيل العملية التنظيمية. فلم تدّخر، جهداً في تقديم كل ما يضمن راحة الحجاج وسلامتهم وأداء مناسكهم بطمأنينة فخطط التنظيم وضعت بعناية فائقة، مستندة إلى خبرات متراكمة واستراتيجيات مدروسة تم تحديثها بما يتوافق مع المتغيرات والمستجدات، حيث لعبت وزارة العدل والشؤون الإسلامية والأوقاف دور القائد الذي يوجه السفينة نحو بر الأمان، بمزيج من الحكمة والحرص والمتابعة الدقيقة. عبر تشكيل لجان متخصصة لمتابعة مختلف جوانب الرحلة، بدءاً من الترتيبات اللوجستية، مروراً بالإرشاد الديني، وانتهاءً بخدمات الرعاية الصحية والتواصل مع الجهات السعودية المختصة. هذه المنظومة المتكاملة انعكست إيجاباً على شعور الحجاج الذين وصفوا رحلتهم بـ«الاستثنائية»، لما حظوا به من عناية فائقة وتنظيم منضبط. وأشاروا إلى أن ما ميّز تنظيم هذا الموسم هو الدقة والاهتمام بأبسط التفاصيل، سواء في التوزيع الزمني للأنشطة، أو الاهتمام بمواقع السكن، ووسائل النقل الحديثة، وتوفير طواقم طبية ووعظية متخصصة، كلها عوامل رفعت من مستوى الرضا العام لدى الحجاج. بل إن الاهتمام تجاوز الجانب المادي إلى الروحي، من خلال توفير برامج إرشادية دينية تُبث عبر تطبيقات ذكية، ما ساعد في التخفيف من الاستفسارات الطارئة، وساهم في تعزيز الوعي الشرعي بأحكام المناسك. كنت هذا العام من بين الحجاج مع حملة «الفجر»، واستشعرت عن قرب حجم التنظيم والاهتمام بسلامة الحجاج والتواصل على كافة المستويات مع الحملات لتأمين الحجاج وتيسير حجهم وعودتهم في أمان. وقد شاهدت ذلك جلياً في الإشادة المجتمعية والشهادات الميدانية هذا العام عبر التفاعل الكبير من قِبل أهالي الحجاج والمجتمع حول مستوى التنظيم، حيث امتلأت المنصات الإعلامية وشبكات التواصل الاجتماعي بعبارات الشكر والثناء للجهود المبذولة. كما أشار عدد من الحجاج إلى شعورهم بالأمان والفخر بالانتماء لهذا الوطن الذي يضع خدمة المواطن على رأس أولوياته، وظهر ذلك جليا في أقدس البقاع وأشرف المناسك. كما استمرّ الاهتمام الملكي بالحجاج حتى بعد أداء المناسك حيث أجرى حضرة صاحب الجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البلاد المعظم حفظه، الله ورعاه، اتصالاً هاتفياً مع فضيلة الشيخ عدنان بن عبد الله القطان، رئيس بعثة مملكة البحرين للحج، اطمأنّ جلالته خلاله على أحوال الحجاج البحرينيين بعد أداء مناسك حجهم، سائلاً المولى أن يتقبل من الحجاج طاعتهم. لقد سجلت البحرين نقطة مضيئة جديدة في سجل مشاركاتها في مواسم الحج. ويبدو أن هذا النجاح، الذي أتى بتخطيط حكيم وتنفيذ متقن، ليس إلا تمهيداً لمزيد من النجاحات القادمة. إنه موسم حج لهذا العام سطر بحروفٍ من نور. * أستاذ الإعلام الرقمي المساعد

«لسنا طرفاً في الحرب».. ولكن!
«لسنا طرفاً في الحرب».. ولكن!

الوطن

timeمنذ ساعة واحدة

  • الوطن

«لسنا طرفاً في الحرب».. ولكن!

اللقاء الأخير الذي جمع معالي وزير الداخلية، الفريق أول الشيخ راشد بن عبدالله آل خليفة، مع أعضاء من مجلسي الشورى والنواب، حمل في مضمونه أكثر من كونه اجتماعاً تنسيقياً؛ بقدر ما هو تعبير عن موقف واضح يجسّد استعداد البحرين لمواجهة أي مستجدات إقليمية دون أن تنجرّ إلى صراعات لا تعنيها. الرسالة كانت واضحة: البحرين تقف على الحياد، لكنها في الوقت ذاته متأهبة لحماية أمنها الداخلي بكل ما أوتيت من إمكانيات. في حديثه، شدّد الوزير على أن بلادنا ليست طرفاً في النزاعات الدائرة في الإقليم، ولن تقبل أن يُفرض عليها دور لم تختره. بالتالي هذا التصريح لا يمكن قراءته إلا ضمن سياق استراتيجي يُعبّر عن سياسة البحرين الثابتة في تجنّب التصعيد، والتمسّك بالحلول السلمية. وفي هذا الإطار، تُظهر وزارة الداخلية جهوزية ميدانية وإدارية عالية، عبر تنفيذ خطة الطوارئ الوطنية وتفعيل قدرات المركز الوطني للطوارئ المدنية. وهذه الجهود تعكس نهجاً عقلانياً يهدف إلى الاستباق بدلاً من رد الفعل، وإلى صيانة الاستقرار المجتمعي دون تعطيل للخدمات الأساسية. على صعيد موازٍ ومهم، لا تقلّ معركة الوعي أهميةً عن الإجراءات الأمنية. وفي ظل موجة الشائعات والمعلومات المغلوطة التي تنتشر عبر وسائل التواصل، يأتي التأكيد على ضرورة التصدي لها باعتبارها تهديداً مباشراً للأمن المجتمعي. الوزير أوضح أن نشر الشائعات مخالفة قانونية، داعياً المواطنين إلى التحقق من صحة المعلومات والمساهمة في ترسيخ الثقة العامة. وهنا نؤكد بأن الشعب البحريني أثبت دوماً وعيه في التعامل مع الأزمات، فكان شريكاً فعلياً في الحفاظ على الأمن، لا مجرد متلقٍّ للتوجيهات. هذا الوعي المجتمعي يشكّل أحد أعمدة الاستقرار في المملكة، وهو ما تراهن عليه الدولة في مواجهة أي مرحلة حرجة. فحماية الاستقرار ليست مسؤولية الدولة فحسب، بل هي مهمة جماعية تستوجب وعي المواطن والمقيم، وتضافر الجهود بين كل مكونات المجتمع. أيضاً علينا إدراك أن التجربة البحرينية في إدارة الأمن ليست وليدة لحظة، بل ثمرة سنوات من العمل المؤسسي والتخطيط الاستراتيجي، ضمن رؤية وطنية تقودها قيادة حكيمة تؤمن بأن الأمن لا يُبنى بالقوة وحدها، بل بالتفاهم، والاحترام المتبادل، وسيادة القانون. تمسّك البحرين بالحلول الدبلوماسية والحوار السياسي كأدوات لمعالجة التوترات، يعكس ما يمكن وصفه بـ«الدبلوماسية الهادئة»، التي رسخت مكانة بلادنا كدولة مسؤولة تحترم السيادة، وتدرك أن التعاون الإقليمي هو السبيل الوحيد لتحقيق أمن جماعي دائم. وفي ظل كل ما يحيط بنا، يبقى الرهان على الله أولاً، ثم على حكمة القيادة، وصدق الانتماء، والجهود الوطنية الصادقة التي صنعت من البحرين بلداً قادراً على عبور الأزمات بثقة وثبات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store