
شبح الحرب التجارية يخيّم على مجتمع الأعمال الدولي في الصين
توماس هيل
في حفل الذكرى السنوية الـ110 لغرفة التجارة الأمريكية في شنغهاي خلال وقت مبكر من هذا الشهر، لم تكن هناك مؤشرات واضحة في البداية إلى أن الحرب التجارية بين الصين والولايات المتحدة تلقي بظلالها على مجريات الحدث. غير أن الأجواء تغيّرت فجأة عندما صعد القنصل الأمريكي العام، سكوت ووكر، إلى المنصة.
وبعد كلمة ألقاها نجم كرة السلة المعتزل، ياو مينغ، استعرض ووكر قائمة طويلة من الشكاوى المتعلقة ببيئة الأعمال في الصين، شملت انتهاك حقوق الملكية الفكرية، وتقديم الدعم الحكومي غير العادل، والفائض التجاري الصيني مع العالم الذي يقترب من تريليون دولار، إضافة إلى «التطبيق التعسفي للقوانين»، والقيود المفروضة على الاستثمارات الأجنبية، أو حظرها بالكامل في بعض الحالات.
وقال ووكر إن الصين لا تزال واحداً من أكثر الاقتصادات الكبرى انغلاقاً في العالم، سواء من حيث التجارة أو الاستثمار، مضيفاً إن الولايات المتحدة تطالب بكين بالانفتاح «بطريقة عادلة»، لكن المتحدث التالي، تشين جينغ، رئيس جمعية شنغهاي الشعبية للصداقة مع الدول الأجنبية، وهي هيئة تابعة للحكومة، لم يتمالك نفسه.
وقال: «من المهم الرد على التصريحات الخاطئة التي أدلى بها القنصل العام بشأن التجارة الصينية الأمريكية». وقبل أن يتمكن المترجم من نقل ما قاله إلى اللغة الإنجليزية، كان التصفيق قد عم القاعة، التي ضمت العديد من المتحدثين الأصليين بالصينية العاملين في شركات أمريكية.
وأوضح تشين أنه تلقى إشادة كبيرة بمشروع ديزني لاند في شنغهاي خلال زيارته لمقر شركة ديزني في لوس أنجلوس قبل عامين. وأضاف: «عندما ذهبت إلى سان فرانسيسكو حيث مصنع تسلا العملاق، قالوا لي إن أفضل مصنع لتسلا في العالم موجود في شنغهاي. لذا، أود أن أسأل القنصل العام.. هل هذا يعني حقاً أن التجارة غير متكافئة، أو أن بيئة الأعمال في الصين غير مناسبة، وأن شنغهاي لا توفر شروطاً متساوية لتطور الشركات الأمريكية؟».
ومقارنة بالصدامات الخطابية في أمريكا عام 2025، قد يبدو هذا الجدل هادئ النبرة لكن في الصين، حيث يتم إعداد الخطاب العام بعناية شديدة، مثّل ذلك النقاش جدالاً غير مألوف في صراحته. وهو يعكس التحديات المتزايدة التي تواجهها المجموعات الممثلة للشركات الدولية العاملة في الصين. وعلى مدى عقود، كانت غرف التجارة الأجنبية في طليعة حركة العولمة منذ انفتاح البلاد، حيث دافعت عن الإصلاح وسعت إلى تعزيز التجارة عبر الحوار والتشاور.
وكان من المعتاد أن تُصدر هذه الغرف تقارير سنوية معمقة نيابةً عن أعضائها، تتضمن مطالب محددة للإصلاح، متماشية مع آمال التقدم نحو مزيد من الانفتاح الدولي، لكن هذه الغرف باتت تواجه اليوم بيئة مختلفة تماماً، تتسم بانغلاق أكبر وحرب تجارية تُهدد بترك الشركات الأجنبية في منطقة رمادية. وعلى الرغم من استمرار تقديم المطالب للإصلاح، إلا أن مؤشرات التقارب العام بين الصين والغرب باتت ضئيلة جداً.
كما أصبحت عملية «التواصل» بحد ذاتها أكثر تعقيداً. صحيح أن تأثير هذه القنوات كان دائماً محدوداً، لكن العقبات أصبحت أكثر وضوحاً اليوم. مع ذلك، يقول كارلو داندريا، رئيس غرفة التجارة التابعة للاتحاد الأوروبي في شنغهاي، إن الحوار لا يزال يُجدي نفعاً في بعض الحالات. وأشار إلى مثال على ذلك يتمثل في القواعد «الملتبسة» المتعلقة بنقل البيانات عبر الحدود، والتي ساعدت اللقاءات بين غرفة التجارة الأوروبية والحكومات المعنية على معالجتها جزئياً.
التقى وفد الغرفة التجارية للاتحاد الأوروبي مع عمدة شنغهاي وعدد من مسؤولي أهم ثلاثة أحياء في المدينة. ومع ذلك، لم تحظ أي من الغرفتين الأوروبية أو الأمريكية بلقاء مباشر مع تشين جينينغ، أمين الحزب القوي في شنغهاي وعضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي الصيني المكون من 24 عضواً والمتمركز في بكين.
وفي بيان لها، قالت غرفة التجارة الأمريكية إن هذا الغياب لا يُعد مؤشراً إلى ضعف التواصل، موضحةً أنها عادةً ما تعقد اجتماعات مع مسؤولين حكوميين آخرين. وكان مسؤولو غرفة التجارة الدنماركية التقوا تشين في أغسطس الماضي. وصرح رئيسها، سايمون ليشتنبرغ، بأن الغرفة لا «تُعلن» عن مطالبها بشكل علني، بل تسعى لعقد اجتماعات مع المسؤولين الذين تقع ضمن اختصاصهم القضايا التي ترغب في معالجتها.
من جانبه، فإنه عندما سُئل جيفري ليهمان، رئيس غرفة التجارة الأمريكية في شنغهاي، عن مدى فعالية لقاءات الغرفة مع المسؤولين، أجاب قائلاً: «نحن لا نستطيع الجزم بما إذا كان الأشخاص الذين نتحاور معهم يملكون السلطة والنفوذ، لكن من الممكن أن يكونوا كذلك، وهذه الاحتمالية وحدها كافية لنواصل ما نقوم به».
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


سكاي نيوز عربية
منذ 38 دقائق
- سكاي نيوز عربية
أول تصريحات إيرانية بعد ضربة ترامب: إيران تحتفظ بحق الرد
وفي تغريدة على منصة "إكس"، اقل وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن الولايات المتحدة ارتكبت انتهاكا خطيرا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ومعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية، بمهاجمة منشآت نووية إيرانية سلمية. وأضاف: "أحداث هذا الصباح فظيعة وستكون لها عواقب وخيمة. يجب على جميع أعضاء الأمم المتحدة أن يشعروا بالقلق إزاء هذا السلوك الإجرامي والخروج على القانون والخطير للغاية". وشدد: "وفقا لميثاق الأمم المتحدة وأحكامه التي تسمح بالرد المشروع دفاعا عن النفس، وإيران "تحتفظ بكل الخيارات" للدفاع عن سيادتها بعد الضربات الأميركية". وأكد عراقجي أن الضربات الأميركية ستكون لها "تداعيات دائمة".


سكاي نيوز عربية
منذ ساعة واحدة
- سكاي نيوز عربية
واشنطن تبلغ طهران: الضربة انتهت ولا نية لتغيير النظام
ووفقا لمحطة "سي بي إس"، تواصلت الحكومة الأميركية بشكل مباشر مع طهران يوم الأحد، لإبلاغها بأن الضربة العسكرية التي نفذتها ضد أهداف إيرانية "هي كل ما خططت له"، أي أنها لا تنوي توجيه ضربات جديدة، وأن الولايات المتحدة "لا تسعى إلى تغيير النظام" الإيراني، في محاولة واضحة لاحتواء التصعيد وعدم الانزلاق إلى حرب شاملة في المنطقة. ومن جهتها، قالت صحيفة "وول ستريت جورنال"، إنه تم تفويض المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف للتحدث مع الإيرانيين، حيث حاول الرئيس الأميركي دونالد ترامب الحفاظ على إمكانية ضئيلة لتوصل إلى نوع من التفاهم الدبلوماسي يمكن أن يهدئ المنطقة. وقال مسؤول أميركي للصحيفة، إن إدارة ترامب تواصلت مع إيران لتوضيح أن الهجوم كان عملية منفردة، وليس بداية حرب لتغيير النظام. يأتي هذا التواصل في أعقاب سلسلة ضربات جوية أميركية استهدفت منشآت نووية، فجر الأحد، بعد تصاعد التوترات على خلفية الهجمات المتبادلة بين إسرائيل وإيران. ونقلت مصادر أميركية عن مسؤولين في إدارة الرئيس ترامب تأكيدهم أن الهدف من الضربة الأميركية هو "ردع المزيد من الهجمات"، وليس الدفع باتجاه مواجهة مفتوحة أو إسقاط النظام في طهران. وكان الأسبوع الماضي قد شهد تصعيدا خطيرا في وتيرة المواجهة بين إسرائيل وإيران، حيث شنت إسرائيل ما وصفته بـ"الضربة الأكبر" داخل الأراضي الإيرانية منذ بداية الحرب، استهدفت فيها مواقع عسكرية ومراكز بحث نووي، مما أسفر عن مقتل عدد من القادة العسكريين الإيرانيين. وفي الوقت نفسه، كشفت تقارير إعلامية أميركية أن إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب كانت قد رفضت خطة إسرائيلية لاغتيال المرشد الإيراني علي خامنئي في وقت سابق، في مؤشر على مدى خطورة السيناريوهات المطروحة في دوائر صنع القرار الإسرائيلية والأميركية. وعلى الرغم من الضغوط المتزايدة من قبل الحلفاء في المنطقة، شدد البيت الأبيض على أن الولايات المتحدة "لا تريد حربا شاملة"، لكنها "لن تتردد في حماية قواتها ومصالحها في الشرق الأوسط".


البيان
منذ ساعة واحدة
- البيان
إيران تطلق دفعة من الصواريخ نحو إسرائيل
أطلقت إيران دفعة جديدة من الصواريخ نحو إسرائيل، بحسب ما أفاد التلفزيون الرسمي قرابة الساعة 8,15 صباحا (04,45 ت غ)، بعد ساعات من قصف الولايات المتحدة ثلاث منشآت نووية رئيسية في إيران. وأفاد التلفزيون في وقت لاحق أن الدفعة تضمنت 30 صاروخا. ونشر التلفزيون صورا قال مراسله إنها من إسرائيل "مباشرة على الهواء" و"لدفعة جديدة من الصواريخ الإيرانية التي أطلقت نحو الأراضي المحتلة".