logo
القاضي قطران من قلب صنعاء يتحدث عن زيارته لعدن ويكشف الفرق بين المدينتين(حكاية صادمة)

القاضي قطران من قلب صنعاء يتحدث عن زيارته لعدن ويكشف الفرق بين المدينتين(حكاية صادمة)

اليمن الآنمنذ 4 ساعات

كريتر سكاي: خاص
تحدث القاضي عبدالوهاب قطران عن زيارته لمدينة عدن
وقال قطران في منشور عبر حائط صفحته الرسمية بموقع فيسبوك:
بين عدن وصنعاء: شهادة على مدينتين:
بعد أن قضيت إجازة عيد الأضحى أحد عشر يومًا في ثغر اليمن الباسم عدن، تنفست رائحة البحر المالحة، وشاهدت زرقة مياهه تتراقص بلطف، وتتأملت تفاصيل حياة الناس هناك... عدن كانت نسمة في زمن الاختناق، استراحة محارب أنهكته الجبهات الخفية في صنعاء.
هناك، بدا كل شيء جميلًا، هادئًا، وإن لم يكن مثاليًا، لكنه بالمقارنة بدا جنة أرضية.
الكهرباء حكومية، تصل يوميًا أربع ساعات، وسعر الكيلو سبعة ريالات قعيطي، أي مجانًا تقريبًا، ومع ذلك الناس لا يسددون الفواتير.
الغاز أرخص بكثير من صنعاء، وسعر الأسطوانة لا يتجاوز 1500 ريال قديم.
الوقود أرخص، دبة البترول بسعر 7000 قديم فقط.
الاتصالات والإنترنت سريعة ورخيصة: كرت شبكة بــ1000 ريال قعيطي (200 ريال قديم فقط) يدوم عشرة أيام بسعة سبعة جيجا!
وتابع بالقول:
أما في صنعاء، فكرت الإنترنت بـ200 يتبخر في عشر دقائق!
كل السلع والخدمات بعدن أرخص، إلا القات، فهو أغلى هناك بكثير.
لكنّ المشهد الأبلغ دلالة، كان في الشوارع:
التسول نادر، ومقتصر على المهمشين فقط، وحتى هؤلاء، إذا أعطيت أحدهم مئة ريال قعيطي (عشرة ريال قديم)، تجمّل وفرح، كأنك منحته كنزًا.
رغم انهيار العملة، ما زالت السيولة موجودة في عدن، والناس يعملون، المال يجري في أيديهم. ثمة حياة تدبّ هناك.
واضاف بالقول:
أما في صنعاء...
فماذا أحدثكم عنها؟
يكفيها بيتُ البردوني:
"مليحة عاشقها السلّ والجربُ."
في صنعاء، صارت الشوارع أسواقًا مفتوحة للتسول:
نساء، فتيات جميلات، أطفال، رجال، شيوخ، يجوبون المدينة في كل مربع، يستجدون الناس.
تتوقف خمس دقائق في أي شارع، فيمر عليك عشرات المتسولين... مشهد مرعب، مؤلم، يجعلنا نكره الخروج من بيوتنا إلا للضرورة القصوى.
كل شيء هنا غالٍ، باهظ، متوحّش في كلفته:
الكهرباء، الماء، الغاز، الوقود، التعليم، الصحة، الاتصالات، الإنترنت.
والناس بلا دخل، بلا رواتب، بلا وظائف.
لا أمطار، لا خصب، لا محاصيل.
حتى الأرض شحت، والمواسم جفت، والزراعة ماتت من العطش.
الأسواق راكدة، الاقتصاد مشلول، الناس يتضورون جوعًا بصمتٍ وكرامةٍ مكسورة.
في صنعاء، لا نعيش كما يعيش البشر، بل نحيا كما تُحيا الحروب...
نركض فوق جراحنا، نحترق في صمت، ونبتلع مرارات الحياة اليومية كأنها وجبة مقررة.
كل شيء هنا ثقيل: الهواء، الصمت، الظلال، حتى الأمل إن وُجد، يأتي منكس الرأس، كأنه يعتذر عن تأخره.
نحنُ أبناء مدينة اختطفت من التاريخ والجغرافيا، ووُضعت في برزخ رمادي لا يشبه الحياة ولا الموت. مدينة عالقة بين أنفاس الموتى وصراخ الأحياء.
ينطبق علينا قول نيكوس كزنتزاكيس:
"حيث الإله القاسي للشعب يملي الوصايا الشديدة الصرامة: الحياة حرب، والعالم ساحة قتال. وواجبك الوحيد هو الانتصار. لا تنم. لا تضحك. لا تتزين. لا تتكلم. هدفك الوحيد في الحياة هو القتال. ولهذا... قاتل."
واردف بالقول:
وهكذا قاتلنا...
لا لأجل قضية، ولا حبًا في البطولة، بل لنُبقي أرواحنا واقفة، كي لا تسقط كما سقطت جدراننا وأسقفنا وذكرياتنا.
تحولنا إلى كائنات مشوهة، نلهث خلف لقمة باردة، وكهرباء وغاز ووقود مسلع باهض الثمن، ودواء مفقود، وسلام داخلي يبدو في حكم المستحيل.
أصبحنا وحوشًا حضارية، نعيش بأطرافنا لا بقلوبنا،
نخجل من الضحك، ونتوجس من السكينة، كأن الفرح في صنعاء تهمة سياسية، والطمأنينة خيانة وطنية.
واختتم منشوره قائلاً:
لقد صرنا نعيش كما تُعاش النكبات...
نكفّن أرواحنا صباحًا، ونحييها ليلًا، كي نكمل هذه الدوامة الأبدية.
صنعاء لم تعد مدينة، بل ساحة حرب مفتوحة على النفس، على الذاكرة، على الحلم، وعلى الحياة نفسها.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

حريق هائل يلتهم القاعة الذهبية في صبر بلحج دون تسجيل إصابات
حريق هائل يلتهم القاعة الذهبية في صبر بلحج دون تسجيل إصابات

اليمن الآن

timeمنذ 2 ساعات

  • اليمن الآن

حريق هائل يلتهم القاعة الذهبية في صبر بلحج دون تسجيل إصابات

اندلع حريق ضخم مساء السبت في القاعة الذهبية بمنطقة صبر، إحدى أبرز صالات المناسبات في محافظة لحج، ما أدى إلى تدمير أجزاء واسعة من المبنى، دون أن يُسجل وقوع إصابات بشرية، وفق ما أفادت به مصادر محلية وشهود عيان. الحريق اندلع بشكل مفاجئ، وتصاعدت ألسنة اللهب والدخان الكثيف من داخل القاعة، مما أثار حالة من الذعر في أوساط السكان المجاورين. وأظهرت مشاهد متداولة اشتعال النيران في أجزاء كبيرة من سقف القاعة ومحتوياتها الداخلية، وسط محاولات حثيثة من فرق الدفاع المدني لإخماد الحريق. وذكرت المصادر أن الحريق اندلع قبيل إقامة إحدى المناسبات، ما ساهم في عدم وجود عدد كبير من الأشخاص داخل المبنى، الأمر الذي حال دون وقوع إصابات أو ضحايا. كما تدخل الأهالي بمساعدة فرق الإطفاء في محاولة لاحتواء النيران، إلا أن الخسائر المادية كانت كبيرة. ولم تُعرف بعد الأسباب الحقيقية لاندلاع الحريق، في حين أشارت بعض المصادر إلى احتمال وجود تماس كهربائي كان السبب الرئيس، في انتظار ما ستكشف عنه التحقيقات الجارية من الجهات المختصة. وأثارت الحادثة حالة من التعاطف الواسع من قبل سكان المحافظة، نظرًا لما تمثله القاعة الذهبية من مكانة اجتماعية وتجارية، حيث تُعد من أكبر وأشهر صالات المناسبات في لحج وتستضيف حفلات الأعراس والمناسبات الرسمية منذ سنوات. وطالب مواطنون بفتح تحقيق شفاف وسريع لكشف أسباب الحريق ومحاسبة الجهات المسؤولة في حال ثبوت وجود إهمال، إضافة إلى الدعوة لتوفير اشتراطات السلامة في جميع قاعات المناسبات بالمحافظة، في ظل غياب واضح للرقابة والتفتيش الدوري على مثل هذه المنشآت. لمتابعة آخر الأخبار والمستجدات زُوروا قناتنا على التلجرام عبر الرابط: شارك هذا الموضوع: فيس بوك X

(أميرة والمحتالون الثلاثة).. تفاصيل مثيرة من الحكاية الضحايا والمبالغ الضخمة إلى قبضة أمن عدن
(أميرة والمحتالون الثلاثة).. تفاصيل مثيرة من الحكاية الضحايا والمبالغ الضخمة إلى قبضة أمن عدن

اليمن الآن

timeمنذ 2 ساعات

  • اليمن الآن

(أميرة والمحتالون الثلاثة).. تفاصيل مثيرة من الحكاية الضحايا والمبالغ الضخمة إلى قبضة أمن عدن

أخبار وتقارير (الأول) غرفة الأخبار: شهدت مدينة عدن خلال الأسابيع الماضية نقاشًا واسعًا حول مخاطر الابتزاز الإلكتروني، بعد أن أعلنت الشرطة نجاحها في تفكيك شبكة احتيال عبر الإنترنت استغلت ثقة المستخدمين على منصة "فيسبوك". وأفادت مصادر أمنية أن الشبكة، التي يقودها شاب انتحل صفة فتاة تدعى "أميرة محمد"، تمكنت بمساعدة ثلاثة آخرين من الإيقاع بعشرات الضحايا، معظمهم من المغتربين، وجمع ملايين الريالات اليمنية على مدى سنوات. وقالت شرطة عدن، في بيان رسمي، إن العصابة مارست أساليب متنوعة للإيقاع بالضحايا، من بينها الادعاء بجمع تبرعات لحالات مرضية، أو تهديد الضحايا بنشر صور ومحادثات شخصية تم الحصول عليها بطرق غير مشروعة. وأشارت الشرطة إلى أن الشكوى التي قدمها أحد الضحايا قادت إلى تتبع أفراد الشبكة وضبطهم، بعد أن أُجبر على إرسال أكثر من 20 ألف ريال سعودي لواحدة من أفراد العصابة. وكشفت التحقيقات أن الفتاة المضبوطة كانت تتولى استلام الحوالات المالية وإرسال رسائل صوتية لإقناع الضحايا، بينما استغل المتهم الرئيسي حساب "أميرة محمد" في كسب ثقة المئات، قبل أن يتبيّن أن جميع الصور والمعلومات كانت وهمية. وأوضحت إدارة التحريات في شرطة عدن أن وحدة مكافحة الجرائم الإلكترونية جمعت الأدلة الرقمية الكافية لإدانة المتهمين، وأحالتهم إلى النيابة العامة لاستكمال التحقيقات والإجراءات القانونية. ودعت الشرطة، في ختام بيانها، المواطنين إلى توخي الحذر وعدم التفاعل مع الحسابات المشبوهة أو إرسال الأموال لأي جهات غير موثوقة عبر الإنترنت، مشددة على أنها ستواصل جهودها في مكافحة الجرائم الإلكترونية وحماية مستخدمي الفضاء الرقمي. ويرى مراقبون أن هذه القضية سلطت الضوء على تزايد ظاهرة الاحتيال الإلكتروني في اليمن، خاصة في ظل الظروف المعيشية الصعبة وانتشار وسائل التواصل الاجتماعي، وهو ما يوجب تعزيز الوعي المجتمعي وحث الجميع على الإبلاغ عن أي أنشطة مشبوهة فورًا لتفادي الوقوع ضحية لمثل هذه الشبكات الإجرامية.

في تعز.. مواقد الحطب تشتعل بدلاً من الغاز والجوع يُحاصر البيوت (تقرير خاص)
في تعز.. مواقد الحطب تشتعل بدلاً من الغاز والجوع يُحاصر البيوت (تقرير خاص)

يمن مونيتور

timeمنذ 4 ساعات

  • يمن مونيتور

في تعز.. مواقد الحطب تشتعل بدلاً من الغاز والجوع يُحاصر البيوت (تقرير خاص)

يمن مونيتور/ وحدة التقارير/ محمد عبدالقادر اليوسفي تتسع رقعة الأزمات في مدينة تعز، وهذه المرة، لم يكن صوت الرصاص أو هدير المدافع هو ما أيقظ وجع السكان، بل نار أخرى أشعلت المطابخ وأحرقت الجيوب، أزمة غاز الطهو التي عادت بقوة لتكشف هشاشة الخدمات وغياب الرقابة، وتعيد المشهد إلى زمن الطهي بالحطب والكرتون. وفي ظل غياب رقابة حقيقية وعجز السلطة المحلية عن توفير الحد الأدنى من الخدمات، ارتفعت أسعار أسطوانة الغاز المنزلي إلى أكثر من 10,500 ريال، وسط شح في الكميات وتلاعب بالتوزيع، لتشتعل مشاعر الغضب في أوساط السكان. وبين طوابير الانتظار الطويلة وأسواق سوداء لا ترحم، يقف المواطن عاجزًا أمام خيارين كلاهما مُر: إما الجوع أو الحطب. وفيما تسوق الجهات الرسمية روايات مكررة عن 'تحديات النقل والتوزيع'، يتصاعد في الشارع صوتٌ آخر، أكثر حدةً ووجعًا، يتحدث عن فسادٍ مستشرٍ ومحسوبيةٍ تطال حتى 'أسطوانة الغاز'، ونافذين يجنون الأرباح من أزمة اختنق بها الناس. يروي المواطنون قصصًا مؤلمة عن أسَرٍ تُضطر للطهو بالحطب أو الكراتين، ومطاعم تغلق أبوابها، وأفران تتوقف عن العمل، في مشهد يُشبه الحرب لكن بأسلحة خدمية. معاناة يومية بلا حلول وفي حي وادي القاضي، كانت السيدة نعمة حمود، أم لخمسة أطفال، تحاول إشعال النار بكرتون ممزق جمعته من الشارع. تقول وهي تمسح جبينها المتسخ بالسُخام: 'لم يعد لدينا غاز.. لا أستطيع دفع 10,500 ريال للأسطوانة، لجأت إلى الطرق البدائية فقط لأطعم أولادي'. ليست وحدها. في حي المسبح، يؤكد المواطن قاسم الجرنتي أن الحطب بات عملة متداولة بين الجيران، يتقاسمونه كما يتقاسمون رغيف الخبز. وفي مطاعم وأسواق المدينة، اضطرت بعض المنشآت للإغلاق مؤقتًا أو رفع أسعار الوجبات، ما ضاعف العبء على المواطنين وسط أزمة اقتصادية خانقة. الفساد في المشهد ورغم أن الجهات الرسمية تكرر تبريراتها المعتادة بشأن 'صعوبات التوزيع والنقل'، يتهم السكان مسؤولين نافذين بالتلاعب بالكميات وبيعها في السوق السوداء بأسعار تصل إلى 13,000 ريال، وفق روايات عديدة. وتقول نجوى أحمد، موظفة في قطاع خاص: 'أخذت إجازة يومين من عملي لأقف في طابور الغاز.. وعدت دون أي نتيجة، فقط لأجد الجرة تُباع سراً لمن يدفع أكثر'. أين تذهب حصص الغاز؟ وسط تفاقم أزمة الغاز المنزلي في مدينة تعز، تتصاعد تساؤلات المواطنين حول مصير الحصص المقررة للمدينة، والتي يُفترض أن تغطي احتياجات السكان، لكنها لا تصل إلى مستحقيها، وفق شهادات ميدانية تنقل صورة قاتمة عن الفساد والعبث المستشري في عمليات التوزيع. شريحة واسعة من السكان تحدثوا لـ'يمن مونيتور' عن تلاعب ممنهج في آليات صرف الحصص، واختلالات فادحة تغذي السوق السوداء، وتحوّل مادة الغاز إلى سلعة محكومة بـ'مافيات محلية' تعبث باحتياجات الناس اليومية. أبو نزار، من سكان حي الجحملية، قال بنبرة يائسة: 'عندما تصل شاحنة الغاز إلى الحارة، لا نحصل منها شيئًا. العُقّال والتجار يتقاسمون الكمية في الخفاء، يبيعونها كما يشاؤون. نسمع أن الشحنة وصلت، وفجأة تختفي نصفها'. شهادات أخرى تؤكد أن عُقّال الأحياء، في بعض المناطق، يتصرفون بالحصة المخصصة بناءً على المحسوبية والعلاقات الشخصية، بل ويبيعونها بسعر مضاعف إلى مطاعم ومحلات 'البوفية'، في ظل غياب أي إشراف رسمي أو توثيق. أحد العاملين السابقين في نقطة توزيع للغاز – فضّل عدم الكشف عن هويته – قال لـ'يمن مونيتور': 'هناك توجيهات غير مكتوبة من بعض المسؤولين بتحويل جزء من الحصة إلى تجار معروفين، يقومون ببيعها لاحقاً في السوق السوداء، لأشخاص محددين'. وأضاف: 'المواطن العادي لا يملك أي وسيلة للحصول على أسطوانة بسعر رسمي، ما لم يكن مرتبطًا بشخص نافذ أو يمتلك وساطة داخل الدوائر الموزعة للغاز'. ولم تتوقف الشكاوى عند هذا الحد، إذ تشير معلومات إلى أن بعض المحطات والنقاط التابعة لشخصيات متنفذة تُستثنى تمامًا من الرقابة، ويتم تخصيص حصص ثابتة لها، تُدار بطرق خاصة، وتُباع بأسعار تفوق السعر الرسمي بأكثر من الضعف. وبينما يواجه المواطنون طوابير مذلة، أو يعودون خالي الوفاض من نقاط التوزيع، تنشط سوق موازية لا تخضع للقانون، فيما تقف الجهات المختصة موقف المتفرج، أو تتورط – كما يقول البعض – في إدارة الأزمة بدلاً من حلها. السلطة في قفص الاتهام.. واحتجاجات تعمّق الغضب في خضم أزمة الغاز المنزلي المتصاعدة، تبدو السلطة المحلية في محافظة تعز عاجزة أو متقاعسة عن التعاطي الجاد مع معاناة المواطنين، مكتفية بإطلاق وعود متكررة باتت عاجزة عن إقناع الشارع، الذي يواجه طوابير الانتظار ولهيب الأسعار بلا حلول حقيقية. وفي تصريح خاص لـ'يمن مونيتور'، قال مدير فرع شركة الغاز بتعز، بلال القميري، إن 'سبب الأزمة يعود إلى تأخر الكميات نتيجة احتجازها في محافظة مأرب، بالإضافة إلى التحديات الأمنية التي تعرقل عمليات النقل'. وأشار إلى أن 'بعض المقطورات بدأت بالوصول إلى المدينة، ما يمهد لانفراج تدريجي في الأزمة'، على حد قوله. وأضاف القميري في تصريحات أخرى لوسائل إعلام محلية، أن هناك تحركات يقودها المحافظ نبيل شمسان بالتنسيق مع محافظ لحج، للإفراج عن المقطورات المحتجزة في منطقة خور عميرة بمحافظة لحج. غير أن هذه التصريحات قوبلت بامتعاض شعبي واسع، في ظل غياب أي مؤشرات ميدانية على تحسّن فعلي. المواطنون الذين أنهكتهم الوعود المكررة، يرون أن الواقع يكذّب الروايات الرسمية، فالأزمة تتوسع يومًا بعد آخر، وسط غياب الرقابة، وتغوّل الفساد، واستمرار السوق السوداء. وفي تطور لافت صباح اليوم الأحد، 22 يونيو، خرجت مسيرة احتجاجية مكونة من شاحنات نقل الغاز المنزلي التابعة لوكلاء تعز، احتجاجًا على استمرار احتجاز مقطوراتهم في لحج. ولا تزال المسيرة معتصمة أمام مبنى السلطة المحلية حتى لحظة إعداد هذا التقرير، في مشهد غير مألوف يعكس حجم الاحتقان. ويصف الناشط المجتمعي عمر الحكيمي ما يحدث بأنه تواطؤ غير معلن من قبل السلطات، ويقول لـ'يمن مونيتور': 'السلطة المحلية تتعامل مع الأزمة كأمر اعتيادي، وتغض الطرف عن التجاوزات الصارخة. لا توجد رقابة حقيقية على نقاط التوزيع، ولا محاسبة للعقال أو التجار الذين يحتكرون الغاز. نحن أمام سلطة صامتة أو متواطئة'. وبين الروايات الرسمية التي تتحدث عن حلول مرتقبة، وواقع مأساوي تزداد فيه معاناة الناس، يبدو أن أزمة الغاز في تعز تحولت إلى نموذج مصغر لفشل الإدارة وغياب المساءلة، في مدينة أنهكتها الحرب وتطاردها الأزمات الخدمية من كل اتجاه آخرها أزمة وقبلها أزمة انعدام مياه الشرب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store