
روايات متضاربة حول 'فوردو': هل بالغ ترامب في إعلان تدمير المنشأة النووية الإيرانية؟
في وقت أعلن فيه الرئيس الأميركي دونالد ترامب أن 'المنشآت النووية الإيرانية الرئيسية قد دُمّرت بالكامل'، ظهرت تصريحات متباينة من مسؤولين أميركيين وعسكريين، أثارت تساؤلات حول مدى دقة الهجوم وتأثيره الحقيقي على برنامج إيران النووي.
ففي حديث لصحيفة نيويورك تايمز، صرّح مسؤول أميركي رفيع أن القصف الذي طال منشأة فوردو النووية ألحق 'أضرارًا ملموسة'، لكنه لم يُدمّر الموقع بالكامل، ما يعاكس رواية ترامب التي وصفت العملية بـ'الناجحة والحاسمة'.
من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي بأن تقييم الأضرار لا يزال جارياً، مؤكدًا في بيان رسمي أن 'إيران لا تزال تملك أهدافًا عسكرية نشطة، والعمليات مستمرة وفقاً لخطط الحرب المعتمدة'.
في المقابل، نقلت وكالة رويترز عن مصدر إيراني مطّلع أن 'معظم اليورانيوم المخصب في فوردو تم نقله إلى موقع سري قبيل الضربة'، وأن عدد العاملين في المنشأة خُفّض إلى الحد الأدنى في الأيام السابقة، ما قد يكون خفف من وقع الضربة. لكن المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إيفي دوفرين، وصف هذه الرواية بأنها 'سابق لأوانه تأكيدها'.
وخلال مؤتمر صحافي في البنتاغون، أكد رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية، الجنرال دان كين، أن الهجوم ألحق 'أضرارًا جسيمة'، إلا أنه شدّد على أن 'الحكم النهائي على مدى تأثير الضربة في قدرات إيران النووية لا يزال مبكرًا'.
تفاصيل العملية العسكرية
الجنرال كين كشف عن تفاصيل دقيقة حول الضربة، موضحاً أنها شملت:
سبع قاذفات شبح من طراز B-2 أقلعت من الولايات المتحدة في رحلة استغرقت 18 ساعة دون توقف.
عمليات تزويد بالوقود في الجو شاركت فيها أكثر من 15 طائرة أميركية، شملت مقاتلات وطائرات استطلاع وطائرات تزويد بالوقود.
إطلاق 24 صاروخ 'توماهوك' من غواصة أميركية استهدفت منشآت في أصفهان.
وفيما يتعلق بالصور التي تداولتها وسائل الإعلام، نشرت شركة 'بلانيت لابز' صورًا بالأقمار الصناعية أظهرت دمارًا ملحوظًا عند مداخل فوردو، بينما أظهرت صور أخرى من 'ماكسمار تكنولوجيز' تغيرات في التضاريس الجبلية المحيطة، يُحتمل أن تكون ناجمة عن ضربات مباشرة تسببت بانهيارات وشقوق صخرية.
الوكالة الدولية للطاقة الذرية: لا إشعاع غير طبيعي
وفي تطوّر لافت، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية أنها لم ترصد أي مستويات إشعاع غير طبيعية في المواقع المستهدفة، بما فيها فوردو، مؤكدة أن المواد المخزّنة كانت عبارة عن يورانيوم منخفض التخصيب أو طبيعي، ولا تشمل مواد مشعة عالية الخطورة.
ترامب يحذّر: الرد سيقابل بـ'قوة أعظم'
وفي ختام خطابه، وجّه الرئيس الأميركي تحذيراً شديد اللهجة لإيران قائلاً:
'أي رد على هجومنا سيقابل بقوة أعظم مما شهدناه الليلة.'
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وزارة الإعلام
منذ 25 دقائق
- وزارة الإعلام
نداء الوطن: بعد ضربة ترامب… الدولة لـ «حزب الله»: إياكم
كتبت صحيفة 'نداء الوطن': سيُدرَج يوم الثاني والعشرون من حزيران 2025، كتاريخ لواحدة من أهم الحروب التي خاضتها الولايات المتحدة الأميركية في منطقة الشرق الأوسط. بأسلوبٍ طغى عليه طابع الخداع، شغل الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران والعالم حول ما يريد أن يفعله حيال إيران، فهو من جهة حاول إيهام الجميع بأنه أعطى فرصة جديدة ، لأسبوعين، وما إنْ جفَّ حبر كلامه، عن المهلة، حتى عاجلت الطائرات أهدافها. أكثر من 125 طائرة عسكرية أميركية شاركت في العملية التي أطلق عليها اسم «مطرقة منتصف الليل»، واستُخدم خلالها ما يقارب 75 سلاحًا موجهًا بدقة. إعطاء الأمر وبدء العملية الرئيس ترامب، بعد ظهر أول من أمس السبت، وبينما كان في ناديه للغولف في نيو جيرسي، أعطى الموافقة النهائية على تنفيذ الضربة. وفجر أمس الأحد، اخترقت طائرات الشبح المجال الجوي الإيراني وألقت ما لا يقل عن ستّ من القنابل الخارقة على منشأة «فوردو» الأكثر تحصينًا. وبالتوازي أطلقت الغواصات الهجومية صواريخ «توماهوك» على مواقع في أصفهان ونطنز. قائد الجيش الأميركي كشف أنه جرى إسقاط ما مجموعه 14 صاروخاً خارقاً على أهداف إيرانية نحو الساعة الثانية فجرًا بالتوقيت المحلي في إيران، مشيرًا إلى أن هذه أكبر ضربة في تاريخ أميركا. لبنان والنأي بالنفس والحياد عن الصراعات كان لافتًا أن لبنان الرسمي تلقف المبادرة وقطع الطريق على المزايدين، وكان أول المبادرين رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون الذي أعلن أن لبنان، قيادة وأحزابًا وشعبًا، مدرك اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أنه دفع غاليًا ثمن الحروب التي نشبت على أرضه وفي المنطقة وهو غير راغب في دفع المزيد ولا مصلحة وطنية في ذلك، لا سيما وان كلفة هذه الحروب كانت وستكون أكبر من قدرته على الاحتمال. وعلمت «نداء الوطن» أن البيان الذي أصدره الرئيس عون صباح أمس، بعد الضربة الأميركية، تتابع بسلسلة اتصالات داخلية وخارجية، وتركزت الاتصالات مع الأميركيين، بشكل خاص، على تحييد لبنان عن الحرب والالتزام بالحياد، كما تتابعت الاتصالات مع الفرنسيين والأمم المتحدة. وبحسب المعلومات، فقد تجند لبنان الرسمي أمس لمنع الانزلاق إلى الحرب، وحصل تواصل مع «حزب الله» لإبعاد شبح التدخل وحصلت الدولة على ضمانات بعدم المشاركة. ورغم التطمينات الداخلية والخارجية إلا أن هناك تخوفًا لبنانيًا من تصاعد التطور والحرب والذي قد تصيب شظاياه لبنان رغم كل الاحتياطات والوعود. في هذا السياق، أفيد بأنّ لبنان الرسمي تبلّغ رسالة من السفيرة الأميركية ليزا جونسون طلبت نقلها إلى «حزب الله»، ومفادها أنّ أيّ تحرّك باتجاه أيّ قاعدة أميركيّة أو ما يخصّ بلادها في لبنان سيلقى ردًّا مؤذيًا جدًّا. سلام وتجنيب توريط لبنان بدوره، أكد رئيس مجلس الوزراء نواف سلام أنه «بمواجهة التصعيد الخطير في العمليات العسكرية، ومخاطر تداعياتها على المنطقة بأسرها، تزداد أهمية تمسكنا الصارم بالمصلحة الوطنية العليا التي تقضي بتجنيب توريط لبنان أو زجّه بأي شكل من الأشكال في المواجهة الإقليمية الدائرة. وعيُنا لمصلحتنا الوطنية الـعليا هو سلاحنا الأمضى في هذه الظروف الدقيقة». المشاورات الرئاسية وتنسيق المواقف بالإضافة إلى المواقف الحازمة، تلاحقت المشاورات، وفي هذا السياق، أجرى رئيس مجلس الوزراء، اتصالًا برئيس الجمهورية، العماد جوزاف عون، تم خلاله البحث في التطورات الخطيرة التي تمر بها المنطقة، وانعكاساتها المحتملة على لبنان. وقد جرى الاتفاق على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة بين الجانبين، والعمل المشترك لتجنيب لبنان تداعيات هذه الأوضاع، وتغليب المصلحة الوطنية العليا، والحفاظ على وحدة الصف والتضامن الوطني. وفي السياق نفسه، أجرى الرئيس سلام سلسلة اتصالات شملت كلًّا من وزير الدفاع الوطني ميشال منسى، ووزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، وقائد الجيش العماد رودولف هيكل، وذلك في إطار تنسيق الجهود واتخاذ كافة التدابير الأمنية اللازمة للحفاظ على الاستقرار الداخلي وصون الأمن الوطني في هذه المرحلة الدقيقة. «حزب الله» يدين ولا يتدخّل كان لافتًا البيان الذي أصدره «حزب الله» أمس تعليقًا على الضربة الأميركية لإيران. البيان مسهب وعالي النبرة، لكنه لم يورِد أي موقف تُشتَمّ منه النية في التدخل، على غرار ما سبق أن أعلنه أمينه العام الشيخ نعيم قاسم. الخارجية الأميركية للموظفين وأفراد العائلات في لبنان: غادروا أظهر إشعار صادر عن وزارة الخارجية الأميركية وأرسل عبر البريد الإلكتروني للمواطنين الأميركيين في لبنان أمس الأحد أن الوزارة أصدرت أمرًا بمغادرة أفراد عائلات وموظفي الحكومة الأميركية غير الضروريين من لبنان، مشيرة إلى الوضع الأمني المضطرب في المنطقة. يُذكَر أن الولايات المتحدة كانت أمرت العام الماضي بمغادرة أفراد عائلات وموظفيها غير الضروريين خلال حرب إسرائيل على لبنان، ولكن هذا الأمر ألغي لاحقًا. تفجير انتحاري في كنيسة في دمشق تطور أمني بارز في سوريا هو الأول منذ سقوط نظام الأسد، انتحاري يفجِّر نفسه داخل كنيسة مار الياس في حي الدويلعة في العاصمة دمشق. الخارجية السورية قالت إن الانفجار ناجم عن انتحاري يتبع لتنظيم داعش الإرهابي حيث أطلق النار، ثم فجّر نفسه بواسطة سترة ناسفة. الرئيس عون دان الجريمة داعياً السلطات السورية إلى اتخاذ الاجراءات اللازمة لمنع تكرارها ووأد الفتنة في مهدها.


وزارة الإعلام
منذ 25 دقائق
- وزارة الإعلام
اللواء: حذر لبناني من مرحلة ما بعد «الضربة الأميركية».. والحزب منضبط تحت السقف الرسمي.. دعوة أميركية لمغادرة الرعايا.. والطيران الحربي الإسرائيلي فوق سماء لبنان على مدار الساعة
كتبت صحيفة 'اللواء': مع الضربات الأميركية «القاتلة» بـ «B2» على ثلاث منشآت نووية ايرانية من بينها «فوردو»، الذي حظي بكتابات وتحليلات بدأت ولم تنتهِ حتى بعد الضربات «الناجحة للغاية» حسب الرئيس الأميركي دونالد ترامب، الذي باغت طهران وقيادتها في الوقت الذي كان يتحدث بين الساعة والساعة عن الجهود الدبلوماسية. الموقف يتجه الى خيارات معقدة على مستوى المنطقة، في ضوء وجهة الرد الايراني وما اذا كان سيقتصر على اسرائيل، ام بإقفال مضيق هرمز وتسديد ضربات للأهداف الاميركية المنظورة او الممكنة. ولبنان، الحذر مما يجري، وعلى الرغم من انضباط حزب الله، ضمن السقف الرسمي والرئاسي في لبنان، فإن الاتصالات تركز على عدم تسجيل ما يدفع باتجاه التصعيد، مع العلم ان اسرائيل ما انفكت عن الانتهاك اليومي للاتفاق ذي الصلة بوقف النار، والقرار 1701. وحسب المخاوف الدبلوماسية، فإن لبنان ليس خارج استهداف المصالح الاميركية، نظراً لاحتضانه بعثات دبلوماسية اميركية ومقر للسفارة في عوكر. وعليه، اصدرت الخارجية الاميركية امراً بمغادرة افراد عائلات وموظفي السفارة الاميركية غير الضروريين في لبنان. وكانت الضربات الاميركية ضد ايران، وانعكاساتها المحتملة موضع تشاور بين الرئيسين جوزف عون ونواف سلام، بهدف تجنيب لبنان تداعيات هذه الاوضاع، واعتبار المصلحة الوطنية السلاح الامضى في هذه الظروف الدقيقة، على حد تعبير رئيس الحكومة. مؤكدا ان «وعينا لمصلحتنا الوطنية العليا هو سلاحها الامضى في هذه الظروف الدقيقة». ورأى الرئيس جوزف عون ان قصف المنشآت النووية الايرانية يرفع منسوب الخوف من اتساع رقعة التوتر على نحو يهدد الامن والاستقرار، مشيرا الى ان لبنان الذي دفع غالياً ثمن الحروب غير راغب في دفع المزيد، ولا مصلحة وطنية في ذلك. وفي السياق، جدَّد زوار عين التينة نقل تقييم الرئيس بري للموقف بعد الضربات الاميركية فجر امس، بالتأكيد على ان حزب الله لن يتدخل بالحرب 200٪. ولم يحدث اي تطور ميداني من قبل حزب الله او غيره من الفصائل المسلحة، واكتفى الحزب باعلان التضامن الكامل مع ايران معربا عن ثقته بقدرتها على مواجهة العدوان، واذاقة العدو الاميركي الصهيوني مُرّ الهزيمة، ودعا حزب الله الدول العربية والاسلامية للوقوف الى جانبها. وينظم حزب الله، بعد غد الاربعاء، مهرجانا تضامنا مع ايران امام السفارة في بئر حسن. الوضع الميداني ميدانياً، ومنذ صباح امس، لم تغادر المسيّرات الاستطلاعية والحربية سماء بيروت والضاحية الجنوبية، ومن الجنوب الى البقاع. وشن طيران العدو الاسرائيلي فجر امس غارة جوية على مرتفعات تومات نيحا المشرفة على منطقتي البقاع الغربي واقليم التفاح ، مستهدفا مبنى الارسال، الذي يستخدمه العديد من محطات التلفزة والخليوي كنقطة بث وتغطية. وادت الغارة الى تدمير المبنى بالكامل، وتحطيم كافة اعمدة واجهزة ومنشآت البث والارسال، وهو كان تعرَّض منذ يومين لغارة جوية مماثلة دمرت جزءًا منه. كما حلَّق الطيران المـسيّر الاستخباراتي الاسرائيلي، فوق اجواء النبطية، عربصاليم، سجد، اللويزة، جرجوع، مليتا، حـومين الفوقا، القطراني، بـرغز، يحمر الشقيف ارنون، كفرتبنيت السكسكية، الصرفند والجوار وبيروت والضاحية. ونفذت مسيّرة اسرائيلية مساء السبت عدوانا جويا حيث استهدفت بصاروخين موجهين دراجة نارية على مدخل برعشيت قرب الحاجز للجيش اللبناني. وليلاً، حلق الطيران الحربي الاسرائيلي فوق الزهراني وصولاً الى العاقبية والبيسارية. ومنع اهالي في بلدة السلطانية في بنت حبيل دورية تابعة لقوات اليونيفيل من اكمال تحركها في وادي السلطانية، وذلك لعدم مواكبة دورية من الجيش اللبناني معها. واعلن لاحقاً الجيش الاسرائيلي اغتيال قائد مدفعية «حزب الله» محمد عدنان منصور في بلدة الطيبة بغارة جوية.


وزارة الإعلام
منذ 25 دقائق
- وزارة الإعلام
الديار: الارهاب يقرع أبواب مسيحيي سوريا.. المنطقة في المجهول بعد قرار ترامب الانخراط بالحرب.. ايران تتجه لاغلاق مضيق هرمز… وتداعيات كارثية مُرتقبة على دول العالم
كتبت صحيفة 'الديار': سرقت سورية يوم امس الاحد الاضواء في المنطقة، بعدما عاد الارهاب ليقرع ابوابها بقوة، بتسلل انتحاريّ الى كنيسة مار إلياس بمنطقة الدويلعة في دمشق، قام بتفجير نفسه موقعا عشرات القتلى والجرحى في صفوف المصلين. الحدث السوري الدراماتيكي أتى ليخلط كل الاوراق، ويعيد طرح سؤال اساسي حول قدرة وارادة النظام هناك على حماية الاقليات، خاصة في ظل تغلغل المتطرفين والمتشددين في اجهزة الدولة، ونهوض «داعش» من جديد، كما في ظل المشاريع «الاسرائيلية» المشبوهة للمنطقة والدافعة لتقسيمها. والخطِر، ان ذلك تزامن مع تحول كبير في مسار المواجهات «الاسرائيلية»- الايرانية، بحيث قررت الولايات المتحدة الاميركية ليل السبت- الاحد الانخراط في الحرب على طهران، مستهدفة ثلاثة مواقع نووية إيرانية، بينها منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض. وبهذا القرار تكون المنطقة دخلت في منعطف هو الاخطر في تاريخها الحديث، اذ تتجه راهنا كل الانظار الى الرد الايراني، شكله وتوقيته، باعتباره سيُحدد اذا كنا نتجه الى الانفجار الكبير او التسوية الكبرى. وابرز ما تم اعلانه في هذا المجال توصية مجلس الشورى الإيراني بإغلاق مضيق هرمز، وترك اتخاذ القرار إلى المجلس الأعلى للأمن القومي، كما اعلان الحوثيين استعدادهم لبدء مهاجمة السفن الأميركية في البحر الأحمر. وفي اول تعليق اميركي على التهديدات باقفال «هرمز»، قال نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس إن «تعطيل إيران لحركة الملاحة في المضيق، سيكون انتحارا بالنسبة لها». ويُعتبر هذا المضيق شريان الحياة للعالم الصناعي، ويعبر منه ثلثا الإنتاج النفطي الذي يستهلكه العالم، ما يعني ان اغلاقه سيؤدي الى تداعيات اقتصادية هائلة على دول العالم. الرد الايراني وتقول مصادر واسعة الاطلاع ان الولايات المتحدة الاميركية، تعتبر «ان اللحظة الحالية هي الامثل لدفع ايران مجددا الى التفاوض»، لافتة الى انها متفاهمة مع «اسرائيل» على ان «الوقت حان بعد توجيه ضربات «قاضية» للبرنامج النووي الايراني لوقف هذه الحرب». وتضيف المصادر لـ «الديار»: «لكن ما يريده الثنائي الاميركي- «الاسرائيلي» شيء، وما تخطط له ايران وما تقبله شيء آخر تماما». وشددت المصادر على ان ايران «لن تسمح بأن يمر العدوان الاميركي عليها مرور الكرام، وتتجه مكسورة الى طاولة التفاوض». واكدت المصادر ان طهران «تدرس راهنا كل خياراتها… وبحسب المعلومات، هناك توجه جدي لاغلاق مضيق هرمز، باعتبار ان ذلك سيؤدي الى ضرر اقتصادي عالمي كبير يصيب الولايات المتحدة الاميركية بشكل اساسي، من دون استبعاد اغلاق مضيق باب المندب ايضا». وترجح المصادر «الا تتجه ايران راهنا لضرب القواعد الاميركية في المنطقة، وستلعب هذه الورقة في مراحل لاحقة في حال تطورت الامور دراماتيكيا»، مضيفة:»كما انه من المرجح ان يتزامن اغلاق المضائق، مع تكثيف الضربات على تل ابيب». ماذا حصل ليلا؟ وكان الرئيس الاميركي اعلن ليل السبت- الأحد أن الجيش الأميركي نفذ «هجومًا ناجحًا جدًا» على ثلاثة مواقع نووية إيرانية، بينها منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض. وقال ترامب في منشور على منصته «تروث سوشال»: «استكملنا هجومنا الناجح جدًا على المواقع النووية الثلاثة في إيران، بما في ذلك فوردو ونطنز وأصفهان». وأضاف: «أُسقطت حمولة كاملة من القنابل على موقع فوردو الرئيسي»، لافتًا إلى «أن الطائرات التي نفذت الهجوم غادرت المجال الجوي الإيراني بسلام ، وهي في طريق عودتها إلى الوطن». وأكد أن منشآت التخصيب النووي في طهران «دُمّرت بالكامل». وقال وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث إن الضربات على المنشآت النووية الإيرانية كانت «نجاحا باهرا»، مؤكداً«دمرنا البرنامج النووي الإيراني». فيما رأى نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس أن «الضربات أخّرت إلى حد كبير قدرة إيران على تطوير سلاح نووي». ووفق تقرير القيادة الاميركية عن الغارة ضد المنشات النووية، فان القاذفات القت 14 قنبلة زنة كل منها 12 طنًا على فوردو، فيما القت الطائرات عشرات صواريخ توماهوك ضد عدة أهداف ومنشآت اخرى. بالمقابل، أكد مصدر إيراني كبير لوكالة «رويترز» إنه تم نقل معظم اليورانيوم عالي التخصيب في فوردو إلى مكان غير معلن، قبل الهجوم الأميركي. وأفاد المصدر أنه تم تقليص عدد الأفراد في موقع فوردو إلى الحد الأدنى. وأكد الهلال الأحمر الإيراني انه «لم تسجل أي إشعاعات في الهجوم على المواقع النووية»، متحدثا عن اصابة 11 شخصاً غادر معظمهم المستشفى. وشدد الحرس الثوري الايراني على أن التكنولوجيا النووية الإيرانية لا يمكن تدميرها بأي هجوم، معتبرا ان «أميركا وضعت نفسها في الخط الأمامي للعدوان». وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، وفي اول تعليق له على الضربات الاميركية، وصف هذه الضربات بال «شنيعة»، محذراً من أنه «ستكون لها تداعيات دائمة»، وأن طهران «تحتفظ بجميع الخيارات للرد». ووصف عراقجي الهجوم الأميركي بأنه «خيانة» من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قائلاً إن ترامب «خان إيران رضوخُا لطموحات رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو»، الذي وصفه بـ«المجرم»، الذي اعتاد استغلال أراض وثروات الشعوب لتحقيق أهداف «إسرائيل». استنفار لبناني وفيما استنفرت دول المنطقة لمواكبة هذه التطورات الكبرى واحتمال انعكاسها عليها، سارع رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزيف عون للدعوة لضبط النفس. واعتبر في بيان ان قصف المنشآت النووية الإيرانية «يرفع منسوب الخوف من اتساع رقعة التوتر، على نحو يهدد الأمن والاستقرار في أكثر من منطقة ودولة». ودعا إلى «ضبط النفس وإطلاق مفاوضات بناءة وجدية، لإعادة الاستقرار إلى دول المنطقة، وتفادي مزيد من القتل والدمار». وقال مصدر امني رفيع ان كل الاجهزة الامنية عادت واستنفرت من جديد بعد الضربات الاميركية، خشية اي تحركات انتقامية تحصل من داخل الاراضي اللبنانية، لافتا في حديثه ل»الديار» ان ذلك يتزامن مع جهود سياسية استثنائية لتحصين «النأي بالنفس». واستبعدت مصادر سياسية واسعة الاطلاع ان يتغير موقف حزب الله بعد الذي حصل، فيتجه الى القيام بردة فعل من الداخل اللبناني، معتبرة ان رفع السقف كلاميا الذي حصل في اليومين كان هدفه الردع، للضغط على واشنطن لعدم الانخراط في المعركة… لكن بعدما اصبح ذلك امرا واقعا، فهو يعي ان مصلحته والمصلحة اللبنانية العليا تقتضي مواصلة ضبط النفس». واتى البيان الذي صدر عن حزب الله مساء امس ليؤكد ان الحزب سيبقى على موقفه وموقعه الحالي في المواجهة الحالية، اذ شدد على تضامنه الكامل مع إيران قائلا:»كلنا ثقة في قدرتها على مواجهة العدوان، وإذاقة العدو الأميركي والصهيوني مرّ الهزيمة». وأجرى رئيس مجلس الوزراء نواف سلام اتصالًا بالرئيس عون، تم خلاله البحث في التطورات الخطرة التي تمر بها المنطقة، وانعكاساتها المحتملة على لبنان. وتم الاتفاق بين عون وسلام على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة والعمل المشترك، لتجنيب لبنان تداعيات هذه الأوضاع، وتغليب المصلحة الوطنية العليا، والحفاظ على وحدة الصف والتضامن الوطني. كذلك افيد عن اجراء سلام سلسلة اتصالات شملت كلًا من وزير الدفاع الوطني ميشال منسى، ووزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، وقائد الجيش العماد رودولف هيكل، « في إطار تنسيق الجهود واتخاذ كال التدابير الأمنية اللازمة للحفاظ على الاستقرار الداخلي، وصون الأمن الوطني في هذه المرحلة الدقيقة».