logo
الدويري: هذه هي سيناريوهات الرد الإيراني المحتمل على واشنطن

الدويري: هذه هي سيناريوهات الرد الإيراني المحتمل على واشنطن

الجزيرةمنذ يوم واحد

طرح الخبير العسكري والإستراتيجي، اللواء فايز الدويري مجموعة من السيناريوهات حول طبيعة الرد الإيراني المحتمل على الهجوم الأميركي الذي استهدف 3 منشآت نووية في كل من فوردو ونطنز وأصفهان.
وتوعد الحرس الثوري الإيراني الولايات المتحدة "برد موجع" على الهجوم الذي شنته فجر اليوم الأحد على المنشآت النووية الإيرانية، وأكد أن الهجوم يمثل انتهاكا للقوانين والأعراف الدولية.
وأكد الحرس الثوري، في بيانه، أن "اعتداء أميركا سيدفعنا لاستخدام خيارات خارج فهم وحسابات المعتدين دفاعا عن النفس".
وأوضح اللواء الدويري أن الرد الإيراني الأول يتمثل في إغلاق مضيق هرمز والثاني هو إغلاق باب المندب ، والثالث هو قصف القواعد الأميركية في المنطقة، ويقدر عددها بـ63 قاعدة، لكنه تساءل عما إذا كانت إيران قادرة على إدامة الحرب وإزعاج الأميركيين الذين يعتقدون أن القوة تفضي إلى السلام.
وأضاف أن الحرب بين إسرائيل وإيران تبقى مفتوحة على أكثر من اتجاه، ولا يعرف ما إذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو -المطلوب لدى المحكمة الجنائية الدولية – سيقنع صديقه الرئيس الأميركي دونالد ترامب على توجيه ضربة ثانية للمفاعلات النووية الإيرانية.
وخلال أسبوع كامل من الحرب، ظلت إسرائيل تتوسل للولايات المتحدة بالتدخل في الحرب، لأنها عجزت عن الاستمرار وحسم المعركة، وخاصة ما يتعلق بالتعامل مع منشأة فوردو ، وهي منشأة نووية إيرانية لتخصيب اليورانيوم، والتي تقع في عمق جبال منطقة فوردو.
تساؤلات
وحسب اللواء الدويري، فإن الهجوم الأميركي على المنشأة لا يزال غامضا، حيث لم يتضح بعد حجم الأضرار التي لحقت بها، وهل تم تدمير المنشأة بصورة مباشرة أم تدمير مداخلها فقط؟ وهل هناك مداخل جانبية يمكن لإيران توظيفها من أجل متابعة أحوال العاملين هناك؟
وقال الرئيس الأميركي ترامب إنه تم إسقاط حمولة كاملة من القنابل على الموقع النووي الأساسي في فوردو، مؤكدا أن الموقع انتهى.
وبشأن التقارير التي تحدثت عن نقل إيران لمعظم اليورانيوم إلى مكان آمن، قال الخبير العسكري والإستراتيجي إن هذه التقارير تثير الكثير من التساؤلات، هل تم نقل جميع مواد التخصيب؟ وهل تتبعت الأقمار الصناعية هذه المواد، بحيث يمكنها تحديد مكانها الجديد؟ وما مصير العاملين الذي بقوا داخل المنشأة؟
وكانت وكالة رويترز نقلت عن مصدر إيراني كبير قوله إن معظم اليورانيوم عالي التخصيب بمنشأة فوردو النووية الإيرانية نقل إلى مكان غير معلن قبل الهجوم الأميركي، وقالت نقلا عن المصدر الإيراني الذي لم تذكر اسمه، إنه تم تقليص عدد العاملين في موقع فوردو إلى الحد الأدنى قبل الضربات الأميركية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

قطر تدين بشدة الهجوم الإيراني الذي استهدف قاعدة العديد
قطر تدين بشدة الهجوم الإيراني الذي استهدف قاعدة العديد

الجزيرة

timeمنذ 42 دقائق

  • الجزيرة

قطر تدين بشدة الهجوم الإيراني الذي استهدف قاعدة العديد

أدانت وزارة الخارجية القطرية بشدة الهجوم الذي استهدف مساء اليوم الاثنين قاعدة العديد الجوية من قبل الحرس الثوري الإيراني، وقالت إن الهجوم انتهاك صارخ لسيادة قطر ومجالها الجوي وللقانون الدولي. وأضافت قطر أنها تحتفظ بحق الرد المباشر بما يتناسب مع شكل وحجم الاعتداء السافر وما يتوافق والقانون الدولي. كما قالت إن دفاعات قطر الجوية أحبطت الهجوم وتصدت للصواريخ الإيرانية بنجاح، مشيرة إلى أنه سيصدر بيان حول ملابسات الهجوم، مؤكدة أن استمرار مثل هذه الأعمال العسكرية التصعيدية من شأنه أن يقوّض الأمن والاستقرار بالمنطقة. ودعت قطر إلى وقف فوري لكافة الأعمال العسكرية والعودة الجادة إلى طاولة المفاوضات والحوار. وقالت وزارة الخارجية القطرية إن قاعدة العديد كانت قد أخليت في وقت سابق وفقا للإجراءات الأمنية والاحترازية، وإنها اتخذت كل الإجراءات لضمان سلامة العاملين بالقاعدة من منتسبي القوات القطرية والصديقة. وأعلنت القوات المسلحة الإيرانية أن عملية الرد على الولايات المتحدة بدأت بعملية مشتركة للحرس الثوري والجيش، فيما قالت وكالة الأنباء الإيرانية إن هجوما بدأ على قواعد أميركية في قطر والعراق ضمن ما أسمته "عملية بشائر الفتح". وقالت وزارة الدفاع القطرية إن الدفاعات الجوية اعترضت هجمة صاروخية استهدفت قاعدة العديد الجوية، مضيفة "بفضل الله ويقظة القوات المسلحة والإجراءات الاحترازية لم ينتج عن الحادث أي وفيات أو إصابات".

المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإيرانية والحداثة المناهضة للاستعمار
المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإيرانية والحداثة المناهضة للاستعمار

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

المفكر الإيراني حميد دباشي.. التصورات الغربية عن الهوية الإيرانية والحداثة المناهضة للاستعمار

في خضم تصاعد التوتر العسكري غير المسبوق بين إسرائيل وإيران، شارك الأكاديمي والمفكر الإيراني حميد دباشي في بيان مفتوح وقعه مع عدد من المفكرين الإيرانيين المعارضين، أكدوا فيه أن الاختلاف مع السلطة لا يبرر الصمت في وجه "عدوان خارجي دموي". ودعوا إلى التكاتف والتعقل، وحذروا من تحول الأزمة إلى كارثة تمزق وحدة البلاد وتضاعف الانهيار الداخلي. حميد دباشي أستاذ الدراسات الإيرانية والأدب المقارن في جامعة كولومبيا في نيويورك، والذي ولد في 15 يونيو/حزيران 1951 لعائلة من الطبقة العاملة في مدينة الأحواز جنوب غرب إيران، في محافظة خوزستان، تلقى تعليمه المبكر في مسقط رأسه وتعليمه الجامعي في طهران، قبل أن ينتقل إلى الولايات المتحدة، حيث حصل على درجة الدكتوراه المزدوجة في علم اجتماع الثقافة والدراسات الإسلامية من جامعة بنسلفانيا عام 1984، تلاها زمالة ما بعد الدكتوراه في جامعة هارفارد. يعد دباشي ناقدا ثقافيا عالميا ومؤلفا حائزا على جوائز، وقد ترجمت كتبه ومقالاته إلى العديد من اللغات؛ حيث ألف 20 كتابا حول مواضيع تتراوح بين الدراسات الإيرانية والإسلام في العصور الوسطى والحديثة والأدب المقارن والسينما العالمية وفلسفة الفن، هذا الزخم في العطاء الأكاديمي يدعنا نتساءل عن تصوره وفلسفته حول إيران، لذا سنقدم من خلال هذا العرض أهم 4 كتب قدمها حميد دباشي والتي تكثف رؤيته متعددة المركبة لإيران، والتي يتحدى فيها التصورات السائدة، ويركز على هويتها المركبة والمستقلة عن السرديات الغربية والاستعمارية. "إيران: شعب مقاطع" يعد كتاب "إيران: شعب مقاطع " (Iran: A People Interrupted) الصادر عام 2007، لمؤلفه حميد دباشي عملا تحليليا وعاطفيا وجدليا في آن واحد؛ ويقدم دباشي في هذا الكتاب سردا موجزا للتاريخ الإيراني منذ أوائل القرن الـ19 إلى إيران اليوم؛ استثمر دباشي مهاراته التحليلية الثاقبة لوضع حجة قوية ضد وجهات النظر السائدة عن إيران في الغرب. وفي جوهر حجته، يرى دباشي أن المقاربات الغربية لإيران لطالما تلونت بافتراضات محاصرة بين "تقليد" رجعي و"حداثة" تقدمية، لكنه يجادل بأن الواقع الإيراني مغاير لذلك تماما؛ وإيران حسب دباشي في كتابه "إيران: شعب مقاطع " لديها أيديولوجيتها المميزة للحداثة، والتي تتعارض مع العديد من المثل الغربية. ولإثبات وجهة نظره، يعتمد دباشي على خبرته الطويلة في النقد الأدبي لتحليل العلاقة بين النخب الفكرية والسياسية في إيران على مدى قرنين من الزمان. وعليه قدم دباشي الأدلة الأساسية الداعمة لمنطقه، ووجد دباشي مرارا آثارا لمفهوم إيراني فريد للحداثة يتناقض تماما مع نظيره الغربي. ويصنف كتاب "إيران: شعب مقاطع" ضمن مجالين أكاديميين واسعين؛ مجال الدراسات ما بعد الكولونيالية والدراسات الإيرانية، ويهدف دباشي من خلال هذا العمل إلى تحدي التصنيف النمطي لإيران كدولة عالقة بين "تقليد محارب وحداثة غريبة"، ويدعو إلى تبني قراءة أكثر تاريخية، متعددة الأوجه ثقافيا، ومترسخة ماديا لإيران. ويرى أن هذا التصوير النمطي يخدم مصالح غربية ويسيء لتاريخ وثقافة المنطقة وليس فقط إيران. ويظهر الكتاب كيف تطورت "الحداثة المناهضة للاستعمار" بشكل طبيعي عبر الأجيال من خلال ما أنتجه المفكرين الإيرانيين، كما يبحث في كيفية استيعاب هذه الأفكار للمثل التي نشأت عن عصر التنوير، مثل "العصيان المدني"، لمواجهة القمع من الداخل والخارج، ويعتبر دباشي أن "الهدف الرئيسي من الحداثة الإيرانية على مدى الـ200 عام الماضية يتمثل في الكفاح المستمر ضد الهيمنة الاستعمارية والإمبريالية لمصيرنا". وتبرز أهمية كتاب "إيران: شعب مقاطع " في كونه من الأعمال الأولى التي أرخت لتطور الأفكار وفق مقاربة نقدية مناهضة للاستعمار ويوثق للتطور الفكري لإيران باللغة الإنجليزية، وقد نشر عام 2007، في وقت كانت فيه إيران تتصدر العناوين الدولية بسبب برنامجها النووي في حقبة محمود أحمدي نجاد. ويقدم هذا الكتاب دليلا قيما للعلماء والسياسيين، والدبلوماسيين الساعين لفهم أعمق للعقلية الإيرانية؛ حيث يكشف عن تاريخ فكري غني يرتكز على مقاومة القمع الداخلي والخارجي، ويؤكد على الإحساس العميق بالفخر الوطني لدى الإيرانيين، لذا يظل "إيران: شعب مقاطع" مساهمة أصيلة وقيمة في دراسة إيران، ويساعد في تفسير العديد من تصرفات إيران اليوم من خلال كشف تاريخها الفكري الغني المقاوم للقمع الداخلي والخارجي. "إيران: إعادة ميلاد أمة" يقدم كتاب حميد دباشي "إيران: إعادة ميلاد أمة" (Iran: The Rebirth of a Nation) الصادر عام 2016 تحليلا معمقا لإيران ليس كدولة قومية فحسب، بل كـ"أمة" ذات هوية متجذرة تتجاوز حدود الدول وأيديولوجياتها المتعاقبة؛ ويرى دباشي أن مفهوم "الأمة" الإيرانية متمايز عن "الدولة" الحاكمة، وأن هذا التباين التاريخي لا يضعف أيا منهما، بل يمنحهما قوة متبادلة بطريقة متناغمة. ويجادل دباشي بأن إيران كأمة لديها "حداثتها الخاصة المناهضة للاستعمار"، والتي تطورت بشكل طبيعي عبر قرنين من التفاعل بين مثقفي إيران؛ وهذه الحداثة بحسب دباشي ليست مجرد استنساخ للمفاهيم الغربية، بل هي رؤية أصيلة للحياة الحديثة تتشكل وفقا لشروط إيران الخاصة. والكتاب يستند إلى فكرة أن الوعي الوطني الإيراني قد توسع وتجاوز الحدود الوهمية التي فرضتها الدولة القومية ما بعد الاستعمار. ويسلط دباشي الضوء على حقيقة أن "الفضاء العام" الإيراني عبر تاريخه كان مسرحا للتعبير عن الإرادة الوطنية ومقاومة الأنظمة الحاكمة، سواء كانت ملكية أو دينية، ويؤكد أن هذه المساحة تتجاوز حدود الدولة الجغرافية وتتأثر بالحوارات الثقافية العالمية، مما يمنح الأمة الإيرانية قوة ومرونة في مواجهة التحديات الداخلية والخارجية. ويطرح دباشي مفهوم "الحدس الجمالي للتجاوز" كقوة دافعة تمكن الأمة من إعادة اختراع نفسها وتجاوز قيود "العقل ما بعد الكولونيالي" و"الحداثة الاستعمارية"؛ هذا الحدس يتجلى في الفنون والآداب الإيرانية التي تمثل في نظر دباشي تعبيرا عن الروح الحقيقية للأمة، بمعزل عن الأيديولوجيات السياسية. ويرى دباشي بأن الشعر والسينما الإيرانية أدوات أساسية لفهم تطور الفكر الإيراني ومقاومته للقمع والتعبير عن الهوية الوطنية في مواجهة محاولات الهيمنة، سواء كانت داخلية أو خارجية، كما يرى أن هذه العلاقة المعقدة بين الأمة والدولة تجسد مفتاحا مهما لفهم إيران اليوم، وقوتها في المشهد الإقليمي والعالمي. "إيران بلا حدود" يركز كتاب حميد دباشي "إيران بلا حدود: نحو نقد الأمة ما بعد الاستعمارية" (Iran Without Borders: Towards a Critique of the Postcolonial Nation) الصادر عام 2016، على فكرة أن "إيران" كأمة محصورة بشكل مصطنع داخل حدودها ما بعد الاستعمارية المصطنعة، وهدف الكتاب إلى تفكيك الثنائيات الخاطئة، مثل "إسلامي/أصولي" مقابل "علماني"، و"التراث" مقابل "الحداثة"، أو "إيران" مقابل "الغرب"، والتي شوهت المجتمع الإيراني تاريخيا وقيدت خياله الأخلاقي. وبدلا من ذلك، يقترح الكتاب أن "الكونية العالمية"، التي يراها دباشي السمة الحقيقية للثقافة الإيرانية، والمتجذرة في ماضيها الإمبراطوري وتفاعلاتها العابرة للحدود الوطنية. وتتمثل الفكرة الرئيسية الأخرى في أن "الهوية الوطنية" الإيرانية كانت دائما عملية عابرة للحدود الوطنية وما بعد وطنية، وقد تشكلت من خلال التفاعل والتأثير الواسعين مع أجزاء مختلفة من العالم، بما في ذلك الهند وآسيا الوسطى والعالمين العربي والعثماني وأوروبا. وتجلى ذلك في تبادل الأفكار والمنشورات، وسفر المثقفين والفنانين والساسة الإيرانية الذين غالبا ما عملوا خارج الحدود المادية لإيران. ويؤكد دباشي من خلاله كتابه أن الثقافة الإيرانية تتميز بـ"الكونية العالمية" المتأصلة ودينامية داخلية تتجاوز باستمرار القوميات الضيقة. ويتضح ذلك من خلال أمثلة مثل تأثير الشعراء العالميين (نيرودا، ماياكوفسكي، محمود درويش، هيوز) على الشعر الإيراني، والنجاح العالمي للسينما والفن الإيراني، والترابط التاريخي للحركات السياسية الإيرانية مع النضالات العالمية ضد الاستعمار. كما سلط الكتاب الضوء على أهمية هجرة العمال في تشكيل الطابع الكوني للمدن الإيرانية مثل الأحواز، متجاوزا مفاهيم السكان "الأصليين" ومؤكدا أن الهويات العرقية المصطنعة تتجاهل مركزية العمل في التكوين الحضري. ويؤكد أيضا كيف أظهرت الحركات العمالية التي تظهر تضامنا عابرا للحدود الوطنية بين العمال من مختلف الخلفيات، والتي تكون غالبا ضد الاستغلال الاستعماري والطغيان. ويقدم الكتاب نقدا لدراسات "الشتات" التقليدية، والتي يرى أنها غالبا ما تبالغ في تمجيد مفهوم "الوطن" و"المنفى"، ويجادل بأن مثل هذه المقاربات تميل إلى إضفاء طابع محلي وعزل الإبداع في الحدود الوطنية المصطنعة. الثورة في عالم ما بعد ديمقراطي يدرس كتاب حميد دباشي "إيران في ثورة: تطلعات ثورية في عالم ما بعد ديمقراطي" (Iran in Revolt: Revolutionary Aspirations in a Post-Democratic World) الصادر عام 2025، الانتفاضات الأخيرة في إيران، لا سيما "انتفاضة جينا" (أو انتفاضة مهسا أميني) عام 2022، متسائلا عن طبيعة الثورات في عالم اليوم الذي يصفه بـ"ما بعد الديمقراطي" ؛ يرى دباشي أن مفهوم "الديمقراطية" قد أصبح وهما كولونياليا، ومجرد حيلة للرأسمالية العالمية. ويجادل دباشي بأن هذه الانتفاضات، التي تقودها النساء الإيرانيات من جميع الطبقات والخلفيات الاجتماعية والاقتصادية، ليست مجرد احتجاجات دورية، بل هي مظاهر لثورة أعمق تحدث تدريجيا في عقلية الناس، وفي أسلوب حياتهم، وعلاقاتهم الاجتماعية. هذه الثورة التي يطلق عليها دباشي اسم "خيزش" (انتفاضة باللغة الفارسية)، لا تهدف بالضرورة إلى إسقاط نظام حكم واستبداله بآخر، بل إلى تفكيك مفهوم الدولة ذاته، وتعزيز حكم ذاتي على المستويات المحلية والشعبية. وينتقد دباشي التصورات السائدة في الغرب والتي تبناها بعض الأوساط الإيرانية المعارضة في الخارج، التي تحاول ربط هذه الانتفاضات بأجندات خارجية أو تصويرها كحنين لعودة النظام الملكي؛ حيث يؤكد أن مثل هذه المحاولات لا تفهم الطبيعة الحقيقية للحركة، التي هي أوسع وأكثر تعقيدا من مجرد تغيير نظام حكم. كما يجادل دباشي في الكتاب بأن الدولة القومية ما بعد الاستعمارية فقدت شرعيتها وأصبحت مجرد أداة للقمع بدلا من أن تكون آلية للرفاه الاجتماعي. هذا الفشل يفسر "الغضب الخام" الذي يدفع الانتفاضات المعاصرة. كما أظهرت "انتفاضة جينا" حسب دباشي الدور المحوري للمرأة الإيرانية التي تقود الاحتجاجات ضد اجبارية الحجاب وتطالب بالفرص الاقتصادية والحرية الاجتماعية والمشاركة السياسية. ويرى دباشي أن نضال المرأة هو ضد ذكورية وأبوية الدولة الحديثة. كما أكد دباشي في الدراسة على التعددية العرقية والثقافية واللغوية في إيران، وأعلن عن رفضه للقوميات العرقية الضيقة التي تسعى إلى تقسيم البلاد وانتقد بشدة "النشطاء المشاهير" في الفضاء السيبراني، حيث يرى أنهم يساهمون في تزييف الواقع وتحويل النضال الحقيقي إلى سلعة. كما يحذر من "المراقبة الرأسمالية" التي تستغل البيانات لتوجيه الاحتجاجات. كما يقترح الكتاب ظهور ما سماه بـ"اللاهوت الجديد" المتجاوز لثنائيات التقليدية بين "الإسلام" و "العلمانية" أو "الشرق" و "الغرب" والمتأصل في الوعي الجمعي للإيرانيين، ويعكس رفضا للإسلام السياسي في صيغته المتطرفة ويسعى إلى إيمان أكثر عالمية وإنسانية، ويختم برفضه الحازم لأي عودة لحكم سلالة الشاه بهلوي، ويرى أن هذه الحركة، المدعومة من قبل بعض الشتات الإيراني في الخارج، هي "فاشية صريحة" ونسخة أخرى للأنظمة القمعية.

ما حدود الرد الإيراني بعد الضربة الأميركية؟ الخبراء يجيبون
ما حدود الرد الإيراني بعد الضربة الأميركية؟ الخبراء يجيبون

الجزيرة

timeمنذ ساعة واحدة

  • الجزيرة

ما حدود الرد الإيراني بعد الضربة الأميركية؟ الخبراء يجيبون

يشهد الإقليم توترا متصاعدا بعد الضربة الأميركية المفاجئة التي استهدفت منشآت نووية داخل إيران، مما أثار تساؤلات عديدة حول طبيعة الرد الإيراني، وحدود التصعيد المقبل، وإمكانية انزلاق المنطقة نحو مواجهة شاملة وطويلة الأمد. وفي الوقت الذي تؤكد فيه إسرائيل أنها حققت الهدف المركزي من الحرب، تلتزم طهران الصمت وتدرك حساسية الموقف وتسعى إلى ردع موجه دون الانزلاق إلى مواجهة مفتوحة مع الولايات المتحدة. ويعتقد محللون أن طهران تواجه مأزقا إستراتيجيا في تحديد شكل الرد المناسب، بينما تستمر إسرائيل في تصعيد الضغط العسكري، وتسابق الوقت لتقويض القدرات الصاروخية الإيرانية قبل أن تتحول المواجهة إلى معركة استنزاف. تنسيق إسرائيلي أميركي محكم يقول الخبير العسكري والإستراتيجي العميد إلياس حنا -في تصريح للجزيرة نت- إن الضربة الأميركية لم تكن قرارا مفاجئا، بل تم الإعداد لها مسبقا، وجرت محاكاة سيناريوهاتها خلال إدارة الرئيس السابق جو بايدن ، في إطار تنسيق وثيق بين القيادة المركزية الأميركية وإسرائيل. ويشير العميد حنا إلى أن واشنطن دخلت المعركة لاستكمال أهداف إسرائيلية عالقة، ومنح رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو مخرجا من أزمته السياسية. لكنه يؤكد أن هذا التدخل فتح بابا جديدا، حيث تواجه إيران -التي اعتمدت لعقود على مبدأ "الدفاع المتقدم" عبر وكلائها الإقليميين- واقعا جديدا بعد انتقال المواجهة إلى داخل أراضيها، مما يضعف دور وكلائها في حال استمرت الحرب على شكل استنزاف طويل الأمد. حذر محسوب ورد محدود ويرى الكاتب والباحث أسامة أبو أرشيد -من واشنطن- أن طهران حتى الآن حددت ردها العسكري باتجاه إسرائيل، متجنبة الصدام المباشر مع الولايات المتحدة، رغم التصريحات المتكررة لقادتها العسكريين التي تؤكد أن الرد على واشنطن قادم. ويضيف أبو أرشيد -في تصريحات للجزيرة نت- أن أحد الاحتمالات المطروحة هو شن هجمات سيبرانية، وهو ما حذرت منه وزارة الأمن القومي الأميركية. لكنه يشير إلى أن أي رد مباشر على قواعد أميركية في العراق أو الخليج سيضع إيران أمام معادلة صعبة "بين ردع العدو وعدم الانجرار إلى حرب مفتوحة". ويستذكر تجربة عام 2020، حين ردت طهران على اغتيال قائد فيلق القدس قاسم سليماني بضرب قاعدة عين الأسد، بعد إنذار غير مباشر لتجنب سقوط قتلى، لكن الوضع اليوم أكثر تعقيدا في ظل ضغوط انتخابية على واشنطن. تصريحات نتنياهو دعت صحيفة "يديعوت أحرونوت" الإسرائيلية نتنياهو إلى اتخاذ القرار الصعب، واغتنام الفرصة التي أتاحتها الضربة الأميركية الأخيرة عبر الانخراط في تسوية سياسية تقود إلى وقف إطلاق النار. ومن جانبه، يرى الخبير في الشأن الإسرائيلي مهند مصطفى -في مقابلة مع الجزيرة نت- أن إسرائيل تعتبر الضربة الأميركية فرصة إستراتيجية دفعتها لاستثمار اللحظة بكل قوة. ويشير مصطفى إلى إعلان نتنياهو أن الهدف المركزي للحرب، وهو تدمير المشروع النووي الإيراني، قد تحقق. لكنه يعترف بوجود فسحة زمنية محدودة لاستكمال ضرب القدرات الصاروخية الإيرانية. ويضيف أن إسرائيل تسعى لإنهاء الحرب بقرار إسرائيلي، مع محاولة إقناع واشنطن بتوجيه ضربة ثانية لضمان تدمير المنشآت النووية بالكامل، وتتبنى إسرائيل سياسة "الهدوء مقابل الهدوء والتصعيد مقابل التصعيد" مع الحفاظ على مسار جوي آمن لضرب أهداف إيرانية، إلى أن تفرض تسوية دبلوماسية أو تضعف قدرة إيران على الرد. حسابات مفتوحة يشير أبو أرشيد إلى أن الحسابات العسكرية والسياسية التي سبقت الضربة الأميركية تتسم بتعقيدات كبيرة، إذ كشفت تقارير أميركية عن قيام إسرائيل بقصف منصات دفاع جوي إيرانية لتأمين أجواء العمليات لطائرات "بي-2" الأميركية التي نفذت الهجمات. ويؤكد أن طهران تدرك أن الضربة الأميركية لم تكن ممكنة لولا التحريض الإسرائيلي، مشيرا إلى تبني واشنطن رواية استخباراتية إسرائيلية تتعارض مع تقييمات وكالاتها بأن إيران لم تسع لتطوير سلاح نووي منذ 2003. ويحذر أبو أرشيد من احتمال لجوء طهران إلى تأزيم الملاحة في مضيق باب المندب بدلا من إغلاق مضيق هرمز ، لما لذلك من كلفة عالية على إيران. ويتفق المحللون على أن الأزمة تتجاوز المنشآت النووية التي استهدفتها الضربات، وتمتد إلى ما يقارب 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب الذي يبدو أن إيران نقلته قبل الهجمات، إضافة إلى المعرفة النووية المتقدمة، والصواريخ الباليستية، والدور الإقليمي لطهران. وتشن إسرائيل حربا مفتوحة على إيران منذ 13 يونيو/حزيران الجاري، تستهدف منشآت نووية ومواقع عسكرية ومدنية، كما اغتالت خلال أيام قيادات بارزة في الحرس الثوري، بينهم رئيس هيئة الأركان، إلى جانب عدد من العلماء النوويين. ومع دخول الولايات المتحدة على خط المواجهة الإسرائيلية الإيرانية -عبر ضربات مباشرة على منشآت تخصيب اليورانيوم في فوردو ونطنز وأصفهان- ارتقى التصعيد إلى مستوى غير مسبوق.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store