
انفلات أمني خطير في مناطق الحوثيين: اقتحام ونهب وحرق منزل أسرة في إب وسط صمت وتواطؤ أمني
انفلات أمني خطير في مناطق الحوثيين: اقتحام ونهب وحرق منزل أسرة في إب وسط صمت وتواطؤ أمني
تشهد مناطق سيطرة مليشيا الحوثي الانقلابية حالة من الفوضى الأمنية والانفلات المتصاعد، تغذيها المليشيا بسياساتها العبثية وتوظيفها للأجهزة الأمنية كأذرع قمعية لا لحماية المواطنين، بل لترويعهم وتسهيل الاعتداء عليهم. وفي محافظة إب، إحدى أبرز المحافظات الخاضعة للحوثيين، تجسد المشهد الأمني الكارثي في جريمة بشعة نفذها مسلحون بحق أسرة مدنية، وسط غياب كامل للردع أو التحقيق الجاد.
ففي قرية بيت الحنش، عزلة دلال، مديرية بعدان شرقي إب، اقتحم مسلحون مجهولون منزل المواطن صالح العماري، ونهبوا محتوياته بالكامل، ثم أضرموا فيه النيران، ما أدى إلى تدمير كل ما فيه من أثاث وممتلكات بشكل كامل، تاركين الأسرة في العراء، مكلومة ومنكوبة، دون أي تدخل من الجهات الأمنية الحوثية، التي اكتفت بالمراقبة، بل وتواطأت في الجريمة وفق إفادات السكان.
مسلسل اعتداءات متكرر
مصادر محلية أفادت أن هذه الجريمة لم تكن الأولى من نوعها بحق منزل العماري، بل جاءت ضمن سلسلة من الاعتداءات المتكررة التي تعرض لها المنزل خلال الأشهر الماضية. فقد سبق للمسلحين أن أطلقوا النار على المنزل، واعتدوا عليه بتحطيم النوافذ وتهديد أفراد الأسرة، ما دفع ربة المنزل إلى تقديم شكوى رسمية إلى إدارة أمن المديرية تطالب فيها بحمايتها وأسرتها من الاعتداءات المتصاعدة.
لكن الرد لم يكن كما تأمله الأسرة، إذ قوبلت شكواها بالإهمال والتجاهل، ولم يُتخذ أي إجراء لحمايتهم، بل تم استدعاء ربة المنزل وابنتها إلى مقر إدارة الأمن الحوثية، بحجة التحقيق. وفي أثناء غيابهما عن المنزل، نفذ الجناة جريمتهم الكبرى، مستغلين انعدام الحماية، وقاموا باقتحام المنزل مرة أخرى، ونهبه ثم إحراقه بالكامل.
تواطؤ أمني ومؤشرات خطيرة
الحادثة، التي أثارت موجة غضب واسعة في أوساط سكان المنطقة، كشفت عن مؤشرات مقلقة لتواطؤ محتمل بين المسلحين والجهات الأمنية الحوثية، التي يُفترض بها أن توفر الحماية للمواطنين، لكنها باتت وفقاً للعديد من الشهادات، غطاءً للانتهاكات ووسيلة لشرعنة الاعتداءات المسلحة التي تنفذها أطراف نافذة داخل الجماعة أو مقربة منها.
ويؤكد شهود عيان من أبناء المنطقة أن الجهات الأمنية في مديرية بعدان لم تحرّك ساكناً بعد الجريمة، ولم تفتح تحقيقاً جدياً أو تعتقل أي مشتبه به، رغم وضوح دوافع الاعتداء وهوية الفاعلين بحسب إفادات الأهالي، الأمر الذي يعكس حالة من الإفلات التام من العقاب والتراخي في التعامل مع أمن الناس وسلامتهم.
محافظة إب.. ساحة مفتوحة للفوضى والنهب
تُعد محافظة إب من أكثر المحافظات اليمنية التي تعاني من تصاعد الانفلات الأمني وغياب سيادة القانون في ظل سيطرة مليشيا الحوثي، حيث تسجل بشكل شبه يومي جرائم قتل، واعتداءات، ونهب، وسطو مسلح، وابتزاز للمواطنين، دون أن تجد تلك الجرائم من يوقفها أو يلاحق مرتكبيها. فقد تحولت المدينة إلى ساحة مفتوحة للعصابات المسلحة المدعومة حوثياً، وسط معاناة مستمرة للأسر، وغياب تام لأي سلطة قضائية نزيهة أو أجهزة أمنية مستقلة.
صمت رسمي وعجز مجتمعي
رغم فداحة الجريمة، لم يصدر أي تعليق رسمي من سلطات المليشيا في إب، التي تواصل سياسة الصمت أمام الانتهاكات، وربما تعتبر مثل هذه الجرائم جزءاً من أدوات السيطرة وبث الرعب في نفوس المواطنين، خصوصاً أولئك الذين يرفضون الانصياع لممارساتها أو يطالبون بحقوقهم.
أما المجتمع المحلي، فرغم سخطه العارم، يعاني من حالة شلل شبه تامة في مواجهة بطش المليشيا، بعد أن تم تفكيك كل أدوات الحماية المجتمعية، بما في ذلك دور مشايخ العزل والأعيان، الذين أصبح كثير منهم إما خاضعين لسلطة الحوثيين أو مستهدفين من قبلهم.
دعوات لفتح تحقيق دولي
الناشطون الحقوقيون والإعلاميون دعوا إلى تدخل عاجل من المنظمات الدولية والحقوقية لفتح تحقيق مستقل في مثل هذه الجرائم، وتوثيق الانتهاكات اليومية التي ترتكبها المليشيا بحق المدنيين، محذرين من تصاعد موجات العنف إذا لم يكن هناك تحرك حازم للضغط على الحوثيين للكف عن ممارساتهم القمعية.
خاتمة:
تمثل هذه الجريمة نموذجاً واضحاً لحالة الانهيار الأمني الكامل في مناطق سيطرة الحوثيين، وهي ليست سوى واحدة من بين مئات الجرائم والانتهاكات التي تُرتكب يومياً بحق اليمنيين. وبينما يئن المواطن تحت نيران المسلحين والتجاهل الأمني، تواصل المليشيا تعزيز نفوذها بقوة القمع، في ظل صمت دولي يثير الكثير من التساؤلات.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


اليمن الآن
منذ 7 دقائق
- اليمن الآن
قائد المنطقة العسكرية الثانية يلتقي خريجي الكلية الحربية بالعاصمة عدن
أشاد اللواء الركن طالب بارجاش، قائد المنطقة العسكرية الثانية، في لقائه عدد من خريجي الكلية الحربية بالعاصمة عدن، والمنتسبين إلى وحدات المنطقة، والحاصلين على مراكز متقدمة في دراستهم الأكاديمية والعسكرية، بجهود الطلاب خلال دراستهم. وشدد خلال اللقاء على أهمية ترجمة ما تلقوه من علوم ومعارف عسكرية إلى أداء ميداني متميز في وحداتهم، والحرص على تعزيز مبادئ الانضباط والضبط والربط العسكري، باعتبارها الركيزة الأساسية لأي عمل عسكري ناجح. واطلع من الخريجين على سير العملية التعليمية في الكلية، والمعوقات التي واجهتهم أثناء فترة الدراسة، مؤكدًا حرص قيادة المنطقة العسكرية الثانية على معالجة جميع الإشكاليات التي تواجه منتسبيها من طلاب الكلية، لمواصلة تحصيلهم العلمي.


اليمن الآن
منذ 11 دقائق
- اليمن الآن
الزُبيدي يبحث مع السفيرة البريطانية والبنك الدولي حلولا عاجلة ومستدامة لأزمة الكهرباء في عدن
أكد عضو مجلس القيادة الرئاسي اللواء عيدروس قاسم الزُبيدي، خلال لقاء عقده اليوم الأحد، مع سفيرة المملكة المتحدة لدى اليمن عبده شريف، على ضرورة تكثيف الجهود الدولية لدعم الحكومة في مواجهة التحديات الخدمية والاقتصادية المتفاقمة، وفي مقدمتها أزمة الكهرباء التي تلقي بظلالها الثقيلة على حياة المواطنين في العاصمة المؤقتة عدن والمحافظات المحررة. اللقاء الذي حضره رئيس هيئة التشاور والمصالحة محمد الغيثي، وعضو الهيئة الدكتور ناصر الخبجي، ناقش مستجدات المشهد السياسي والاقتصادي في اليمن، إلى جانب تأثيرات التوترات الإقليمية المتسارعة على الأوضاع المحلية، والجهود الدولية الرامية إلى وقف الحرب وتحقيق سلام شامل. وتركّز اللقاء بشكل خاص على ملف الخدمات الأساسية، حيث تم استعراض أزمة الكهرباء الخانقة التي تعيشها عدن مع ارتفاع درجات الحرارة، مما ضاعف من معاناة السكان، وأبرز الحاجة إلى تدخل عاجل من قبل المجتمع الدولي، وخاصة من قبل البنك الدولي والدول المانحة، لتقديم دعم فعّال ومستدام. وشاركت في اللقاء عبر تقنية الاتصال المرئي مديرة مكتب البنك الدولي المعني باليمن، دينا أبو غيدا، إلى جانب مسؤول قطاع الطاقة للبنك الدولي في الخليج واليمن، ووزير الكهرباء والطاقة اليمني مانع بن يُمين. وناقش المجتمعون وضع استراتيجية متكاملة لإصلاح قطاع الكهرباء، ترتكز على تنفيذ مشاريع بنية تحتية ذات طابع استراتيجي، وإيجاد حلول فنية ومالية قابلة للتطبيق. كما تناولت النقاشات أهمية الإسراع في دعم مشاريع الطاقة البديلة، وإعادة تأهيل الشبكات الكهربائية، إلى جانب مراجعة خطة 'الماستر بلان' الخاصة بإعادة هيكلة قطاع الكهرباء في عدن، بما يتماشى مع الأهداف طويلة المدى لتحقيق استقرار الخدمات الأساسية. من جانبها، أعربت السفيرة البريطانية عن دعم لندن لجهود الحكومة اليمنية في تحسين الأوضاع الخدمية، مشددة على أن استقرار الخدمات وعلى رأسها الكهرباء يمثل حجر الزاوية لأي عملية سلام ناجحة في البلاد. أما ممثلة البنك الدولي، دينا أبو غيدا، فقد أكدت استعداد البنك للتعاون مع الحكومة والجهات المحلية لتنفيذ مشاريع إنقاذ عاجلة، إلى جانب العمل على خطط تنموية طويلة الأمد تضمن استقرار البنية التحتية لقطاع الطاقة، مشددة على ضرورة تهيئة بيئة ملائمة وجاذبة للاستثمار. وفي ختام اللقاء، أعرب اللواء الزُبيدي عن تقديره للدور الذي تضطلع به المملكة المتحدة والبنك الدولي في دعم جهود الإعمار والتعافي في اليمن، داعياً إلى تعزيز الدعم الفني والمالي للبنية التحتية، باعتبارها أولوية لتحسين معيشة المواطنين وترسيخ دعائم الاستقرار.


اليمن الآن
منذ 11 دقائق
- اليمن الآن
الحكومة اليمنية تحمل إيران مسؤولية زعزعة استقرار البلاد وتحذر من التصعيد الحوثي
الحكومة اليمنية تحمل إيران مسؤولية زعزعة استقرار البلاد وتحذر من التصعيد الحوثي المجهر - متابعة خاصة الأحد 22/يونيو/2025 - الساعة: 4:40 م حمّل وزير الخارجية اليمني، شائع الزنداني، النظام الإيراني مسؤولية مباشرة عن استمرار معاناة اليمنيين، متهمًا طهران بدعم ما وصفها بـ"الميليشيات الحوثية الإرهابية" والانقلاب على مؤسسات الدولة، في خطوة قال إنها تزعزع أمن اليمن والمنطقة. جاء ذلك خلال كلمته في الاجتماع الطارئ لوزراء الخارجية العرب المنعقد في إسطنبول، حيث شدد الزنداني على أن الدور الإيراني في اليمن يمثل تهديداً مباشرًا للأمن والسلم الإقليمي والدولي، داعياً المجتمع الدولي إلى عدم تجاهل ما وصفه بالسلوك الإيراني التوسعي والمزعزع للاستقرار. وحذّر الوزير اليمني من تداعيات أي تصعيد جديد قد تقدم عليه جماعة الحوثي، مشيرًا إلى أن ذلك سيؤدي إلى تفاقم التوترات الإقليمية ويضر بمصالح الشعب اليمني وأمنه القومي، بالإضافة إلى ما قد يسببه من أزمة إنسانية متفاقمة. ودعا الزنداني الدول العربية إلى الوقوف بحزم في وجه محاولات توسيع دائرة التصعيد، والعمل على دعم الجهود الرامية إلى التوصل إلى تسوية سياسية شاملة تُنهي الحرب المستمرة منذ سنوات في البلاد. وتتهم الحكومة اليمنية المعترف بها دوليًا، إيران بلعب دور محوري في تأجيج النزاع من خلال تقديم الدعم العسكري والسياسي واللوجستي لجماعة الحوثي، ما يقوّض فرص السلام ويطيل أمد الأزمة اليمنية. تابع المجهر نت على X #الحكونة اليمنية #جماعة الحوثي #التصعيد الإقليمي #إيران #إسرائيل #الولايات المتحدة