
بين مطرقة النار وسندان الردع: بعد قصف المفاعلات النووية الإيرانية.. إلى أين تتجه المنطقة؟ #عاجل
جو 24 :
عوني الرجوب
عندما تنكسر القواعد وتُخرق الخطوط الحمراء، لا يعود السؤال: "من بدأ؟' بل يصبح: "من سيتحمّل ارتدادات الكسر؟'.
لقد دخلنا في مشهد تتكلم فيه القوة بصوت مرتفع، وتتراجع فيه الدبلوماسية إلى المقاعد الخلفية، مراقبةً كيف يُعاد ترتيب الإقليم برمته بلغة الحديد والنار.
قصف المفاعلات النووية الإيرانية –أياً كانت مساحته ونطاقه– لم يكن مجرد ضربة عسكرية؛ بل خطوة متهورة تحمل في طياتها تحوّلًا جذريًا في قواعد الاشتباك الاستراتيجي، يُعيدنا إلى منطق "الحرب الاستباقية' لكن هذه المرة في محيط مهيّأ للاشتعال أكثر من أي وقت مضى.
توقيت الضربة: قراءة ما بين السطور
قد يُقال إن التوقيت جاء كرد على تصعيد إيراني، أو تحرك استباقي لمنع تحول طهران إلى قوة نووية مكتملة.
لكن في عمق المشهد، يظهر عامل مركزي آخر: الحاجة الأميركية إلى إعادة إنتاج الردع في منطقة تفلّتت من قبضتها تدريجيًا، حيث لم تعد لغة التحذير تكفي، وكان لا بدّ –وفق حسابات واشنطن– من إشهار السلاح لإعادة ضبط الإيقاع.
لكن السؤال الذي يفرض نفسه بقوة:
هل يعيد هذا القصف ضبط المنطقة؟ أم يفتح الباب لمرحلة من الردود غير المتوقعة؟
استهداف المنشآت النووية: اللعب على حافة الكارثة
ما حصل لا يمكن اعتباره مجرد رسالة تكتيكية.
ضرب منشأة نووية، في أي مكان من العالم، يعني كسر واحدة من المحرّمات الكبرى في القانون الدولي. فهو تهديد للبيئة، وللسيادة، وللأمن الجماعي.
إنها ليست مجرد "ضربة احترافية دقيقة' كما يُروّج البعض، بل إعلان بأن السياسة لم تعد تجد مساحتها في المشهد، وأن ساحة الصراع عادت إلى منطق الغلبة لا التفاهم.
إيران: بين حسابات الهيبة وحسابات الكلفة
إيران –التي لطالما مارست سياسة "الصبر المراوغ'– تواجه اليوم لحظة حرجة. الصمت سيكون قاتلًا لهيبتها أمام جمهورها وأذرعها، والردّ غير المحسوب سيكون قاتلًا لتموضعها الجيوسياسي.
لكن المؤكد: أنها لن تصمت. فإيران لا ترد على التهديد برد مباشر فوري، بل عبر تكتيك التمديد والتشتيت والإنهاك.
وربما نرى سيناريوهات تشمل:
•تفعيل أذرعها في أكثر من جبهة دفعة واحدة.
•ضرب مصالح حيوية في الخليج أو البحر الأحمر.
•هجمات إلكترونية تعطل أنظمة حساسة.
•أو حتى عمليات مباغتة لا تحمل توقيعًا مباشرًا، لكنها تشير بإصبعها إلى طهران.
الشرق الأوسط ما بعد الضربة ليس كما قبله:
•إسرائيل في دائرة الرد المحتمل، سواء بمفردها أو باعتبارها أحد مُشجعي القرار الأميركي.
•الخليج العربي يتوجّس من تداعيات الضربة، وإن اختلفت المواقف السياسية علنًا.
•واشنطن تعرف أنها فتحت بابًا قد لا يُغلق بسهولة، لكنها تراهن على أن إيران ستحسب كل خطوة ثلاث مرات.
•القوى الدولية الكبرى (روسيا، الصين) ستدخل المشهد بلهجة أعلى دعمًا لإيران، ليس حبًا بها، بل كخصم استراتيجي للنفوذ الأميركي.
في العمق الاستراتيجي: هل نحن أمام حرب مباشرة؟
ليس بالضرورة. الحرب الشاملة ليست في مصلحة أحد.
لكننا أمام مشهد شبيه بـ'البركان الخامل'؛ كل ما حوله يوحي بالهدوء، لكنه قابل للانفجار في أي لحظة، وبأي زاوية غير محسوبة.
الرد الإيراني لن يكون تقليديًا… ولا مباشرًا بالضرورة… لكنه –حتماً– سيكون مؤلمًا.
من يربح معركة التوقيت؟
ما يجري اليوم ليس صراعًا بين دولتين، بل بين مفهومين للهيمنة:
أحدهما يرى أن القوة هي آخر اللغة، والآخر يرى أن طول النفس قادر على تغيير قواعد اللعبة.
المنطقة على مفترق حساس. وفي لحظات كهذه، لا ينجو الأقوى دائمًا، بل الأذكى… والأكثر قدرة على تحويل الضربة إلى فرصة، والنار إلى وقود لحراك سياسي محسوب.
فهل نعيش بداية تحوّل في توازن القوى؟
أم أننا نكتب –ببطء– فصول حرب طويلة باردة… ساخنة في آن؟
مابين هذا وذاك الايام كفيله بان ترينا ماهو آت
* الكاتب باحث وكاتب سياسي
تابعو الأردن 24 على
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا نيوز
منذ 32 دقائق
- رؤيا نيوز
الحنيطي وألغرين يبحثان التطورات الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية
استقبل رئيس هيئة الأركان المشتركة اللواء الركن يوسف أحمد الحنيطي، الاثنين، في مكتبه بالقيادة العامة للقوات المسلحة الأردنية – الجيش العربي، المستشار الخاص للشؤون العسكرية البريطانية للشرق الأوسط الفريق إدوارد ألغرين والوفد المرافق. وبحث اللواء الركن الحنيطي مع الضيف، التطورات الراهنة على الساحتين الإقليمية والدولية، إضافة إلى أوجه التعاون والتنسيق المشترك في مختلف المجالات العسكرية، وسبل تعزيز الشراكة الاستراتيجية بما يخدم مصلحة القوات المسلحة في البلدين الصديقين. من جانبه، أشاد الفريق ألغرين بالأدوار الكبيرة التي تبذلها المملكة الأردنية الهاشمية بقيادة جلالة الملك عبدالله الثاني في إرساء الأمن والاستقرار في المنطقة والإقليم، مؤكدا أهمية العلاقات بين البلدين الصديقين التي تمتد لعقود طويلة في مختلف المجالات. حضر اللقاء عدد من كبار ضباط القوات المسلحة الأردنية والملحق الدفاعي البريطاني في عمّان.


رؤيا نيوز
منذ 32 دقائق
- رؤيا نيوز
مدعي عام محكمة أمن الدولة يستدعي العضايلة في قضية 'أموال الجماعة'
استدعى مدعي عام محكمة أمن الدولة، مراد العضايلة، باعتباره كان المسؤول الأول في جماعة الإخوان المسلمين المحظورة والتي كانت تمارس عملها بشكل غير مشروع. وأفضت تحقيقات أجرتها الأجهزة المختصة بقضية 'أموال الجماعة' إلى الحصول على أدلة واعترافات تتعلق بإدارة شبكة مالية لها امتدادات خارجية،. كما تحرزت الجهات المختصة على وثائق ومضبوطات عُثر عليها داخل مقرات كانت تقيم فيها الجماعة المحظورة، وتفيد بجمع واستخدام الأموال بشكل غير قانوني ولأغراض غير مشروعة. وزير الداخلية مازن الفراية أعلن في شهر نيسان الماضي أن الجماعة المنحلة حاولت تهريب وإتلاف كميات كبيرة من الوثائق من مقارها لإخفاء نشاطاتها وارتباطاتها المشبوهة.

سرايا الإخبارية
منذ 35 دقائق
- سرايا الإخبارية
استدعاء "العضايلة" من قبل مدعي عام "أمن الدولة" في إطار قضية "أموال جماعة الإخوان"
سرايا - استدعى مدعي عام محكمة أمن الدولة، اليوم الاثنين، المهندس مراد العضايلة، وذلك على خلفية التحقيقات الجارية في ما يُعرف بقضية "أموال جماعة الإخوان المسلمين المحظورة". ويأتي الاستدعاء بعد أن أظهرت التحقيقات التي أجرتها الجهات المختصة تورط عدد من الأفراد في إدارة شبكة مالية واسعة ذات امتدادات خارجية، مرتبطة بجماعة الإخوان، التي كانت تمارس أنشطتها بشكل غير مشروع بعد صدور قرار بحلّها. وبحسب المعلومات، فقد تمكنت الأجهزة المعنية من التحفّظ على وثائق ومضبوطات داخل مقرات تابعة للجماعة المحظورة، تشير إلى جمع الأموال والتبرعات بطرق غير قانونية، واستخدامها في أنشطة يُشتبه بأنها خارجة عن الأطر المشروعة. وكان وزير الداخلية مازن الفراية قد كشف، في تصريح سابق خلال شهر نيسان الماضي، أن الجماعة المنحلة سعت إلى تهريب وإتلاف كميات كبيرة من الوثائق والمحتويات من داخل مقارها في محاولة لإخفاء طبيعة نشاطها وارتباطاتها. وتواصل الجهات القضائية المختصة استكمال التحقيقات في القضية، التي تثير اهتمامًا واسعًا في الأوساط السياسية والقانونية، في ظل الحديث عن تورط شبكات داخلية وخارجية، وتورّط قيادات بارزة في عمليات إدارة وتمويل غير مشروعة.