logo
الهجوم الأميركي على إيران.. لم يكن الأمر أبدًا مسألة ما إذا كان سيحدث ذلك بل متى

الهجوم الأميركي على إيران.. لم يكن الأمر أبدًا مسألة ما إذا كان سيحدث ذلك بل متى

بيروت نيوزمنذ 5 ساعات

ذكرت صحيفة 'La Presse' الكندية أن 'من بين المنشآت الايرانية الثلاث التي تعرضت للهجوم وهي نطنز، وأصفهان، وفوردو، يُعتقد أن الأخيرة هي الأكثر أهمية في تطوير الأسلحة النووية الإيرانية. وذكرت وسائل إعلام أميركية نقلا عن مصادر لم تسمها أن قاذفات من طراز 'B-2' أقلعت ليلا من قاعدة في الولايات المتحدة وشاركت في الهجوم. وهذه الطائرات هي الوحيدة القادرة على حمل قنابل GBU-57 الخارقة للتحصينات والتي يمكنها ضرب المنشآت تحت الأرض مثل فوردو. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في رسالة إلى الأمة مساء السبت: 'لقد تم تدمير منشآت التخصيب النووي الأساسية في إيران بالكامل'. وتابع قائلاً: 'على إيران، طاغية الشرق الأوسط، أن تُحقّق السلام الآن. وإلا، ستكون الهجمات المستقبلية أشدّ وأسهل بكثير'.'
وبحسب الصحيفة، 'في ساعة مبكرة من صباح الأحد، حذّر كبير الدبلوماسيين الإيرانيين من أن الهجمات الأميركية ستكون لها 'عواقب أبدية'. وأُطلقت بعد ذلك موجتان من الصواريخ من إيران. ودوّت صفارات الإنذار في تل أبيب، وسُمع دويّ انفجارات مدوية في القدس. وبهذه الهجمات، تنضم الولايات المتحدة إلى جهود إسرائيل التي تتبادل الضربات مع إيران منذ نحو عشرة أيام على أمل تدمير برنامجها النووي. وأشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بترامب خلال محادثة هاتفية. فبالنسبة له، مع هذا الهجوم على إيران، فإن الولايات المتحدة 'لا مثيل لها'. وقال ترامب بحماس: 'نتنياهو وأنا نعمل كفريق واحد كما لم يعمل أي فريق آخر من قبل، وقد بذلنا جهدا كبيرا للقضاء على هذا التهديد الرهيب لإسرائيل'.'
وتابعت الصحيفة، 'يوم الجمعة، أمهل الرئيس الأميركي إيران أسبوعين لوقف مساعيها للحصول على أسلحة نووية، مهددًا بضربات محتملة، لكنه في النهاية قرر المضي قدمًا قبل ذلك. وقال تشارلز فيليب ديفيد، أستاذ العلوم السياسية في جامعة كيبيك في مونتريال، 'لم يكن الأمر أبدًا مسألة ما إذا كان سيحدث ذلك، بل مسألة متى سيحدث ذلك'. وأضاف: 'كان هناك استثمار ضئيل وثقة ضئيلة في الدبلوماسية ونتائجها المستقبلية. وبشكل عام، نشهد فشلاً ذريعاً للدبلوماسية'. وأضاف: 'لقد انتصر بنيامين نتنياهو وحقق ما أراد منذ لقائه الأخير بدونالد ترامب. أراد تدمير فوردو، لكن دون مساعدة أميركية، لم يكن ذلك ممكنًا. الآن لم يعد وحيدًا في هذه الحرب. قبل 22 حزيران لن يكون كما بعده'.'
وبحسب الصحيفة، 'في إيران، لم تُقدّم إدارة الأزمات في محافظة قم أي تفاصيل حول الأضرار التي لحقت بمواقعها النووية. إلا أن منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أكدت أنها 'لن تُوقف' أنشطتها النووية، واصفةً القصف الأميركي بأنه 'عمل بربري ينتهك القانون الدولي'. وذهب رئيس الجمهورية الإسلامية مسعود بزشكيان إلى أبعد من ذلك الأحد، مهددا إسرائيل برد 'أكثر تدميرا'. وقال سامي عون، أستاذ العلوم السياسية في جامعة شيربروك الكندية: 'إيران تتبنى نبرة تحدٍّ'. وأضاف: 'علينا أن نستعد لنقطة تحول. إما أن يرغب الإيرانيون بالعودة إلى طاولة المفاوضات مع الأميركيين، وهو الخيار الأكثر تفاؤلاً، أو سنواجه تصعيداً سيكون كارثياً'.'
وتابعت الصحيفة، 'لا تزال إيران بحاجة إلى القوة النارية الكافية لإلحاق ضرر حقيقي بالقوات الأميركية، إلا أن العقيد السابق في القوات المسلحة الكندية، ميشيل دبليو درابو، يشكك في ذلك. وقال: 'هل يمتلكون فعلاً الأسلحة اللازمة لذلك؟ يبقى أن نرى. سنعرف ذلك في الساعات والأيام المقبلة. ولكن إذا بقي طريق دبلوماسي، فهو بلا شك الطريق الأمثل للجميع'. وأضاف أن الولايات المتحدة ستنتظر هجومًا إيرانيًا مضادًا، إن وقع، قبل أن تشن هجومًا جديدًا. ووفقاً لديفيد، من المؤكد أن الجيش الأميركي سيكون مستعدًا 'للرد'، فقد تم نقل أعداد كبيرة من القوات إلى قواعد عسكرية قريبة في الكويت والبحرين. ورغم أن النظام الإيراني ضعف 'إلى حد كبير، وفقد احترامه وأُهين'، فإنه من السابق لأوانه الحديث عن سقوطه، كما قال عون'.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

ما وراء نقل اليورانيوم من فوردو؟ قراءة في الضربة الأميركية
ما وراء نقل اليورانيوم من فوردو؟ قراءة في الضربة الأميركية

الديار

timeمنذ 35 دقائق

  • الديار

ما وراء نقل اليورانيوم من فوردو؟ قراءة في الضربة الأميركية

اشترك مجانا بقناة الديار على يوتيوب - فريق الديار- في تطوّر بالغ الدلالة، كشفت وكالة "رويترز" أمس أن إيران قامت بنقل معظم مخزونها من اليورانيوم عالي التخصيب من منشأة فوردو، قبل ساعات من تعرّضها لهجوم أميركي – إسرائيلي مشترك. هذه الخطوة، وإن بدت تقنية، تعكس قراءة استخباراتية دقيقة من طهران لاحتمال وقوع العدوان، وتفتح الباب أمام جملة من الأسئلة الاستراتيجية. إيران تتوقّع الضربة وتتصرف: نقل اليورانيوم، وتخفيض عدد الموظفين إلى الحد الأدنى، يكشفان عن استباق إيراني محسوب لأي تصعيد، وعن قدرة طهران على تفكيك مركز الثقل النووي ونقله إلى مواقع غير معلنة. الصورة الفضائية التي نشرتها "واشنطن بوست"، والتي أظهرت قافلة من 16 شاحنة تغادر المنشأة باتجاه مجمّع عسكري تحت الأرض، تعزّز هذا التقييم، وتدلّ على أن القرار الإيراني لم يكن انفعاليًا بل ضمن خطة طوارئ معدّة مسبقًا. فوردو: موقع رمزي وتكتيكي اختيار فوردو كهدف للهجوم يحمل أبعادًا رمزية واضحة. فالمنشأة الواقعة تحت الأرض تمثل أحد أبرز رموز التحدي الإيراني في ملف التخصيب، وقد حافظت طهران على تشغيلها رغم الاتفاق النووي سابقًا. لكن عمليًا، ووفق مؤشرات، فإن "إفراغ" المنشأة من اليورانيوم يُفرغ الضربة من جدواها النووية، ويحوّلها إلى رسالة سياسية لا أكثر. الإعلان الأميركي: تحوّل خطير للمرة الأولى، تُعلن الولايات المتحدة مشاركتها العلنية في استهداف منشآت نووية إيرانية، مما يرفع مستوى الاشتباك من الدعم غير المباشر إلى الانخراط المباشر في الحرب. هذا الإعلان يُربك قواعد الاشتباك السابقة، ويضع واشنطن في مواجهة مباشرة مع إيران، ويعقّد فرص العودة إلى أي مفاوضات نووية قريبة. الرد الإيراني: ضبط النفس لا يعني الضعف اللافت أن إيران لم تصدر حتى الآن ردًا عسكريًا مباشرًا، بل اكتفت بتأكيد "مركز نظام السلامة النووية" أن الهجوم لم يؤدِّ إلى أي تلوّث إشعاعي، ما يشير إلى رغبة في احتواء التصعيد وعدم منح خصومها ذريعة لحرب شاملة. لكن في المقابل، لا يمكن إغفال أن طهران تُراكم أوراق الرد، وقد تختار توقيتًا ومكانًا مختلفين لإعادة رسم توازن الردع. ما جرى فجر الأحد هو فصل جديد من المواجهة الطويلة بين إيران والمعسكر الأميركي – الإسرائيلي، لكنّه فصل لا يخلو من مفاجآت. إيران أثبتت قدرتها على امتصاص الضربات دون خسارة مادية كبرى، وأظهرت مجددًا أن بنيتها النووية لم تعد محصورة في منشأة أو موقع، بل في شبكة موزعة يصعب استهدافها دفعة واحدة.

القوة والسلام في صراع وجودي: معركة المصير بين إسرائيل وإيران
القوة والسلام في صراع وجودي: معركة المصير بين إسرائيل وإيران

النهار

timeمنذ ساعة واحدة

  • النهار

القوة والسلام في صراع وجودي: معركة المصير بين إسرائيل وإيران

الخوري ريمون أبي تامر * حين صرّح رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قائلاً: "القوة أولاً، ثم يأتي السلام"، لم يكن يُلقي مجرّد خطاب تعبوي، بل كان يعبّر عن منطق سياسي راسخ يشكّل الإطار العام للصراع المباشر بين إسرائيل وإيران. التدخل الأميركي الأخير، تحت عنوان "منع التصعيد"، جاء ليثبّت هذا المنطق أكثر: أن السلام لا يُمنح، بل يُفرض؛ وأن التوازن لا يُبنى على الحوار، بل على الردع. في هذا السياق، لا تعود الحرب حدثًا استثنائيًا، بل تصبح أفقًا دائمًا. لكن، هل يُمكن فعلاً بناء سلامٍ قابل للاستمرار على مبدأ "القوة أولاً"؟ أم أن منطق الردع يُعيد إنتاج العنف ويُعمّق الجراح؟ في هذا المقال، نسعى إلى مساءلة منطق القوة من منظور فلسفي-سياسي، نقدي وتاريخي، وأنثروبولوجي، لفهم أعمق لبنية هذا الصراع، بعيدًا عن ثنائية الضحية والجلاد، والانحيازات الجيوسياسية الضيقة. - من خطاب القوة إلى فكر الردع يرتكز خطاب نتنياهو على إرث فلسفي يعود إلى توماس هوبز (Leviathan، 1651) الذي صاغ مفهوم "الحرب الطبيعية بين الجميع ضد الجميع"، حيث لا حل إلا بسلطة مركزية قوية تفرض السلام عبر القوة. تقتبس إسرائيل هذا المنطق في استراتيجيتها الأمنية، معتبرة الردع العسكري أساسًا لبقائها في محيطها الإقليمي الذي تراه عدائيًا بطبيعته. في المقابل، إيران، رغم إعلائها مفاهيم المقاومة والتدين السياسي، توظف منطقًا يختلف ظاهريًا لكنه يتشارك في جوهره مع منطق الردع. فإيران تستخدم القوة كأداة للتوسع الإقليمي عبر أذرعها، مؤمنة بأن الهيمنة بالسياسة الدينية والثورية تضمن لها مكانة محورية. في هذا السياق، القوة ليست فقط عسكرية بل رمزية، إذ تعزز مشروعية النظام من خلال خطاب الجهاد والثورة. يمكن ربط هذا المنطق أيضًا بنظرية مورغنثاو في "السياسة بين الأمم" (Politics Among Nations, 1948) التي ترى أن السياسة تُبنى على المصالح والقوة لا على المبادئ الأخلاقية. ولكن مع ذلك، هناك فروق جوهرية: إسرائيل تميل إلى المنطق الهوبزي الأمني القائم على البقاء، بينما إيران تُوظف القوة كأداة تغيير جذري للمشهد الإقليمي عبر الثورات والتصدّي. ميشال فوكو (La Volonté de savoir, 1976) يفسر كيف أن القوة التي تُفرض لا تولد طاعة حقيقية، بل مقاومة دائمة. وهذا ما نراه في التصادم بين الطرفين حيث لا تنقطع الدورات العنيفة، ويُستبدل الحوار بالمواجهة. - التاريخ كفخ – سرديات الذاكرة والصراع تستخدم كل من إسرائيل وإيران التاريخ كسلاح سياسي لتأسيس هوية مقاومة تبرر أعمال القوة. في إسرائيل، يبرز تاريخ المحرقة (الهولوكوست) والشتات كجزء لا يتجزأ من الوعي الجماعي، مما يخلق سردية وجودية تحمي الدولة من أي تهديد وتبرر استخدام القوة كضرورة وجودية. يُعيد هذا التاريخ إنتاج هوية قومية قائمة على الألم والنجاة. أما إيران، فتستمد ذاكرتها من معاناة الاستعمار، الاحتلال، وثورات 1979. كما تستثمر سردياتها الدينية عن الغيبة والانتظار المخلص في بناء هوية ثورية تسعى إلى قلب نظام الهيمنة الغربية والإسرائيلية. بحسب بنديكت أندرسون ("الجماعات المتخيلة"، 1983)، هاتان الهويتان تُصاغان عبر سرديات تتعارض مع بعضها البعض، إذ يحدد كل طرف "من نحن" على أساس "من هم الآخرون". هذا الصراع في سرديات الذاكرة يحول النزاع من صراع سياسي إلى صراع وجودي. - الدين والسياسة – زواج القوة بالقداسة في إسرائيل، يتداخل الدين مع الدولة عبر تيارات دينية قومية تضفي على السياسات طابعًا مقدسًا، متعلّلة بحقوق دينية على أرض فلسطين التاريخية، خاصة القدس. خطابات مثل "أرض الميعاد" تُستخدم لتبرير الهيمنة والقوة العسكرية. إيران، كدولة ثيوقراطية، تستخدم الدين كنظام حكم سياسي، حيث تصبح المرجعية الدينية (ولاية الفقيه) مصدر سلطة مطلقة. تصاغ السياسة في إطار مقدس، وتُعبأ الجماهير بفكرة الصراع ضد "الشيطان الأكبر" (أميركا وإسرائيل). وفقًا لأنثروبولوجي مثل رينيه جيرار، يعيش الطرفان في منطق التضحية القربانية: الآخر يُختار ككبش فداء لتجديد وحدة الجماعة وصيانتها، مما يخلق دورة دائمة من العنف المقدس. - الشعوب والهويات – من التمثيل إلى التشييء في هذا النزاع، تتحوّل الشعوب في إسرائيل وإيران إلى أدوات في يد النخب الحاكمة، التي تستخدم الهويات المسلّحة لتعزيز سلطتها. كما بيّن بيير بورديو في مفهوم العنف الرمزي، يُفرض الانتماء والهوية كأدوات استنفار واحتكار للسلطة، مع تحييد الإرادة الفردية. الإسرائيلي العادي، الإيراني العادي، وحتى اللبناني والفلسطيني، يعيشون بين مطرقة الصراعات الكبرى وسندان المصالح الجيوسياسية، بلا صوت حقيقي في مصيرهم. لا يمكن للسلام الحقيقي أن يُبنى على الخوف أو القوة. الردع قد يُفرِض هدوءًا هشًا، لكنه لا يصنع مصالحة حقيقية. كما أشار بول ريكور ("الذاكرة، التاريخ، النسيان"، 2000)، المصالحة تبدأ عندما يُقرّ كل طرف بحق الآخر في سرد وجوده. الخروج من دائرة العنف يتطلب تحولًا فكريًا وسياسيًا جذريًا: الانتقال من منطق القوة إلى منطق العدالة، ومن الهيمنة إلى التفاهم، ومن سردية الاستعلاء إلى الاعتراف المتبادل. يبقى السؤال: هل يمكن لإسرائيل وإيران أن تتجاوزا خصامهما، وتُعيدا بناء سلام يقوم على المعنى لا على القوة؟

"حزب الله ملتزم"... وهذا ما تعتمد عليه إيران في حربها مع إسرائيل!
"حزب الله ملتزم"... وهذا ما تعتمد عليه إيران في حربها مع إسرائيل!

ليبانون ديبايت

timeمنذ ساعة واحدة

  • ليبانون ديبايت

"حزب الله ملتزم"... وهذا ما تعتمد عليه إيران في حربها مع إسرائيل!

ويؤكد ريفي، في حديث لـ"ليبانون ديبايت"، "أنه على بعض التيارات السياسية الداخلية أن تتوقف عن التمني بدخول لبنان في هذه الحرب عبر حزب الله، لأنه للأسف هناك جهات تتمنى ضمنيًا أن ينخرط لبنان في المواجهة بهدف معاودة الحرب على المقاومة، وبعضها يمارس بروباغندا إعلامية هدفها تخويف اللبنانيين من إمكانية تدخل حزب الله". ويوضح أنه "عندما تحدّث أمين عام حزب الله الشيخ نعيم قاسم، قال بوضوح إننا لسنا على الحياد بين حقّ إيران وباطل إسرائيل، لكن بعض التيارات السياسية تلقّت هذا الكلام وكأنّه اقتصر على "لسنا على الحياد"، متجاهلة تمامًا الجزء المتعلّق بالحق والباطل، وبدأت في البناء عليه للتحريض على المقاومة وعلى حزب الله". أما بالنسبة إلى التحذيرات الأميركية من دخول حزب الله، فيراها أنها "طبيعية في سياق الصراع القائم، لكن البعض يعمد إلى تضخيمها في محاولة لتوظيفها سياسيًا فيما بعد، سواء عبر الضغط لسحب سلاح المقاومة، أو لمزيد من الحصار على حزب الله وبيئته". في المقابل، يشير إلى أن "حزب الله ما يزال ملتزمًا بالتفاهم القائم مع الحكومة اللبنانية، ويحترم اتفاق وقف إطلاق النار، رغم كل ما يتعرض له لبنان من اعتداءات إسرائيلية متكررة، كان آخرها الاعتداء الغادر ليلة عيد الأضحى المبارك في الضاحية الجنوبية، ورغم هذه الاعتداءات لا يزال حزب الله يترك للدولة اللبنانية هامشًا للتحرك السياسي والدبلوماسي، بهدف تثبيت وقف إطلاق النار، ووقف الخروقات والاغتيالات، وإطلاق الأسرى، وبعد ذلك يمكن مناقشة مسألة سلاح المقاومة ضمن استراتيجية دفاعية تعزز الأمن الوطني، كما سبق وطرح رئيس الجمهورية لكن هناك بعض المسؤولين اللبنانيين والتيارات السياسية الذين يتحركون وفق أجندات خارجية، ويتعاملون مع هذه المرحلة بعقلية نقيضة لمفهوم السيادة الوطنية". أما في البعد العسكري، فلا يعتقد ريفي أن "دخول حزب الله في الحرب سيكون حاسمًا لمعادلة قائمة، لأن خريطة فلسطين المحتلة التي أصدرتها وزارة الدفاع الإسرائيلية ظهرت بالكامل باللون الأحمر، ما يعني أن كل أراضيها باتت تحت مرمى الصواريخ الإيرانية، وبالتالي إيران تضرب اليوم في كل الاتجاهات في إسرائيل، في الجنوب، وفي الوسط، في الشمال، في الشرق، وفي الغرب، ولا يبدو أنها بحاجة لأي جهة تُساندها ميدانيًا في هذه المرحلة من المواجهة، لا سيما بعد أن نجحت في امتصاص الضربة الأولى الإسرائيلية، والضربة الثانية الأميركية، التي فشلت في تحقيق أهدافها، ومنها ضرب البرنامج النووي واليورانيوم المخصّب". ويقول: "الإيرانيون، على ما يبدو، كانوا يدركون خطورة هذا السيناريو، فقاموا بتخزين اليورانيوم المخصّب في مواقع عميقة لا يمكن حتى للقنبلة الأميركية GBU-57 أن تصل إليها، ما وفر حماية إضافية للبرنامج النووي". ويضيف: "نحن اليوم أمام حرب تقليدية طويلة الأمد، ليست في مصلحة الإسرائيليين ولا الأميركيين، فهؤلاء يفضلون حربًا خاطفة تُضعف إيران وتُجبرها على التفاوض من موقع الضعف، وهذا ما عبّر عنه سابقًا الرئيس الأميركي دونالد ترامب، لكن إيران كسرت هذه المعادلة، لقد أدخلت المجتمع الإسرائيلي في قلب المعركة، وهو الآن تحت الاستهداف المتواصل، وهذا أمر لا يستطيع الإسرائيلي تحمّله، وهو ما يدفع أعدادًا متزايدة للمطالبة بالهجرة من فلسطين المحتلة". ويشدّد ريفي على أن "إيران تعتمد على صبرها الاستراتيجي، وتمضي في حرب ردّ وردّ مضاد، وهي تدرك أن استمرار هذه المواجهة لا يخدم مصلحة تل أبيب أو واشنطن، في وقت لم تعد فيه إسرائيل قادرة على خوض حرب في الشرق الأوسط من دون دعم أميركي مباشر، سواء بالصواريخ، أو التكنولوجيا، أو المشاركة الفعلية".

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store