logo
حجب واسع النطاق لخدمات الإنترنت في إيران.. إجراءات أمنية أم قمع رقمي؟ (خاص)

حجب واسع النطاق لخدمات الإنترنت في إيران.. إجراءات أمنية أم قمع رقمي؟ (خاص)

الدستورمنذ 2 أيام

في تصعيد جديد يضاف إلى سلسلة التوترات الإقليمية، رصدت مؤسسة NetBlocks الدولية المعنية بمراقبة حرية الإنترنت، أن السلطات الإيرانية قامت خلال الأيام الماضية بحجب واسع النطاق للعديد من خدمات الإنترنت العالمية، من بينها تطبيقات مثل WhatsApp وTelegram، ومتاجر التطبيقات الكبرى مثل Google Play وApp Store، فضلا عن منع استخدام أدوات VPN التي تتيح التحايل على الحجب.
وبحسب خبراء، فإن الحجب لم يكن فقط تقييدا تقنيا، بل جاء في توقيت سياسي حساس تشهده إيران، داخليا وخارجيا، مما طرح تساؤلات واسعة، تدور حول ما إذا كانت إجراءات أمنية أم قمع إلكتروني؟
حجب شامل ومستمر منذ أكثر من أسبوع
أظهرت بيانات NetBlocks أن عمليات الحجب في إيران بدأت منذ أكثر من أسبوع، وشملت قطاعات كبيرة من الإنترنت العالمي، وفي ظل هذا الانقطاع، أعلن الملياردير الأمريكي إيلون ماسك تفعيل خدمة الإنترنت الفضائي Starlink في إيران، لتوفير وسيلة بديلة للاتصال بعيدا عن الرقابة الحكومية.
المهندس وليد حجاج، خبير أمن المعلومات ومستشار الهيئة العليا للأمن السيبراني وتكنولوجيا المعلومات
وليد حجاج: إيران تواجه اختراقات وتسعى للسيطرة على المعلومات
وفي هذا الصدد، أكد المهندس وليد حجاج، خبير أمن المعلومات ومستشار الهيئة العليا للأمن السيبراني وتكنولوجيا المعلومات، في تصريح خاص لـ"الدستور"، أن قرار إيران بحجب الإنترنت لا يمكن فصله عن سياق تصاعد الصراع مع إسرائيل.
وأوضح حجاج، أن الاختراقات الأخيرة التي طالت البنية الإعلامية في إيران، مثل اختراق التلفزيون الرسمي، ساهمت في اتخاذ قرار الحجب بهدف السيطرة على المعلومات ومنع تسرب البيانات أو بث رسائل موجهة من الخارج.
وأضاف أن "إيران بالفعل اكتشفت شبكات تجسس داخلية، وتخشى من أن تستخدم تطبيقات مثل WhatsApp كوسيلة لنقل معلومات أو توجيه حشود، لذلك تسعى السلطة لقطع قنوات التواصل الحساسة، خاصة في ظل الهجمات الإسرائيلية الأخيرة.
الدكتور أيسم صلاح، خبير تكنولوجيا المعلومات
أيسم صلاح: الحجب مرتبط بسياق سياسي وعسكري متصاعد
من جانبه، قال الدكتور أيسم صلاح، خبير تكنولوجيا المعلومات، لـ"الدستور"، إن ما يحدث في إيران لا يمكن فصله عن السياق السياسي والميداني، مشيرا إلى أن الحجب تم على الأغلب للإنترنت الخارجي، وليس للشبكة الوطنية الداخلية التي تملكها إيران، موضحا أن هذا الإجراء قد يكون وقائيا لتقليل احتمالات الاختراق أو لنشر الفوضى الداخلية.
ولفت إلى أن إيران تسعى لتقييد الاتصال بين المواطنين والجهات الخارجية، خاصة أن بعض الهجمات السيبرانية الأخيرة كانت موجهة للتأثير على الرأي العام.
خلفية عسكرية.. وضغوط على العاصمة طهران
وتزامن حجب الإنترنت مع غارات إسرائيلية متواصلة استهدفت منشآت حيوية داخل إيران، ووفقا لـ وليد حجاج لـ"الدستور"، فإن إسرائيل تستهدف القواعد الجوية، والمنشآت النووية، ومنصات الصواريخ، بل وتمتد ضرباتها إلى مناطق سكنية في العاصمة طهران بهدف خلق حالة من الرعب الداخلي.
وأفاد بأن الضربات على مناطق مثل الحي 18 بطهران، الذي يضم عمالا ومصانع، تأتي ضمن محاولة لتحويل العاصمة إلى مدينة أشباح، ودفع السكان للنزوح وتحريضهم على النظام، لكن على عكس المتوقع، الضربات عززت من التكاتف الشعبي حول الدولة، بعدما شعر الإيرانيون أن المستهدف ليس النظام فقط، بل الوطن بأكمله.
الإنترنت كساحة حرب جديدة
ما تشهده إيران من تقييد للإنترنت ليس مجرد خطوة تقنية، بل يعكس تحول الإنترنت إلى جبهة مواجهة بحد ذاتها، ومع ازدياد اعتماد المجتمعات على التواصل الرقمي، تصبح السيطرة على هذا الفضاء أداة استراتيجية في يد الحكومات، سواء للحماية أو للسيطرة.
وفي ظل استمرار التصعيد السياسي والعسكري، يبدو أن الإنترنت في إيران لن يكون مجرد وسيلة للاتصال، بل عنوانا لصراع أكبر يدور على كافة الجبهات، سواء الميدانية، أو السيبرانية، أوالإعلامية.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

تسريب ضخم يكشف بيانات دخول تشمل حسابات أبل
تسريب ضخم يكشف بيانات دخول تشمل حسابات أبل

موجز نيوز

timeمنذ 2 ساعات

  • موجز نيوز

تسريب ضخم يكشف بيانات دخول تشمل حسابات أبل

كشفت تحقيقات حديثة عن تعرض 16 مليار اسم مستخدم وكلمة مرور للتسريب، في واحدة من أضخم حوادث تسريب البيانات في التاريخ الرقمي، شملت حسابات بالغة الحساسية مثل حسابات آبل، مما يثير مخاوف كبيرة بشأن أمن المعلومات حول العالم. وأفاد تقرير أصدره فريق الأبحاث في موقع "سايبرنيوز" Cybernews بأنهم رصدوا مجموعة هائلة من قواعد البيانات المسربة، تحتوي على مليارات من بيانات تسجيل الدخول لمجموعة واسعة من الخدمات، بدءًا من حسابات التواصل الاجتماعي والمنصات المؤسسية، وصولًا إلى أدوات المطورين وخدمات الـ VPN. بحسب التقرير، تمكن الباحثون من تتبع نحو 30 مجموعة من قواعد البيانات المسربة منذ بداية عام 2025، تضمنت كل منها ما بين عشرات الملايين إلى أكثر من 3.5 مليار سجل، وبإجمالي يصل إلى 16 مليار مدخل، يعتبر هذا التسريب من أضخم ما تم تسجيله على الإطلاق. وأشار الباحثون إلى أن أغلب هذه البيانات المسربة مصدرها برمجيات تجسس خبيثة تعرف باسم "infostealers"، إضافة إلى هجمات تعبئة بيانات الدخول credential stuffing وإعادة تجميع وتسريب قواعد بيانات قديمة. ذكر التقرير أن بعض مجموعات البيانات حملت تسميات توحي بأنها تحتوي على بيانات متعلقة بخدمات سحابية أو مؤسسات تجارية، وأخرى تضم ملفات مشفرة، كما تضمنت بعض الأسماء إشارات إلى نوع البرمجيات الضارة المستخدمة في سرقة هذه البيانات. ولم يتمكن الفريق من تحديد الجهة المالكة لهذه البيانات بشكل قاطع، مشيرين إلى أن بعضها قد يكون جمع من قبل باحثين أمنيين لأغراض التحليل، فيما تشير الأدلة إلى أن الجزء الأكبر تم تسريبه من قبل مجرمي إنترنت. دعا الخبراء المستخدمين إلى تغيير كلمات المرور الخاصة بهم فورًا، مع ضرورة استخدام كلمات مرور قوية وفريدة لكل حساب على حدة، وتفعيل ميزة المصادقة الثنائية (2FA) لحماية الحسابات من الوصول غير المصرح به. تسعى شركات الأمن السيبراني إلى تتبع مصدر التسريب وتحديد الثغرات التي أدت إلى هذا الاختراق الهائل، بهدف الحد من تأثيراته ومنع تكراره في المستقبل. وتُعد هذه الحادثة تذكيرًا صارخًا بالحاجة إلى تعزيز تدابير الحماية الرقمية، لا سيما في ظل التطور المستمر لتقنيات الهجوم الإلكتروني وأساليب الاختراق التي يستخدمها مجرمو الإنترنت.

أخبار التكنولوجيا : تسريب ضخم يكشف بيانات دخول تشمل حسابات أبل
أخبار التكنولوجيا : تسريب ضخم يكشف بيانات دخول تشمل حسابات أبل

نافذة على العالم

timeمنذ 2 ساعات

  • نافذة على العالم

أخبار التكنولوجيا : تسريب ضخم يكشف بيانات دخول تشمل حسابات أبل

السبت 21 يونيو 2025 02:50 مساءً نافذة على العالم - كشفت تحقيقات حديثة عن تعرض 16 مليار اسم مستخدم وكلمة مرور للتسريب، في واحدة من أضخم حوادث تسريب البيانات في التاريخ الرقمي، شملت حسابات بالغة الحساسية مثل حسابات آبل، مما يثير مخاوف كبيرة بشأن أمن المعلومات حول العالم. وأفاد تقرير أصدره فريق الأبحاث في موقع "سايبرنيوز" Cybernews بأنهم رصدوا مجموعة هائلة من قواعد البيانات المسربة، تحتوي على مليارات من بيانات تسجيل الدخول لمجموعة واسعة من الخدمات، بدءًا من حسابات التواصل الاجتماعي والمنصات المؤسسية، وصولًا إلى أدوات المطورين وخدمات الـ VPN. بحسب التقرير، تمكن الباحثون من تتبع نحو 30 مجموعة من قواعد البيانات المسربة منذ بداية عام 2025، تضمنت كل منها ما بين عشرات الملايين إلى أكثر من 3.5 مليار سجل، وبإجمالي يصل إلى 16 مليار مدخل، يعتبر هذا التسريب من أضخم ما تم تسجيله على الإطلاق. وأشار الباحثون إلى أن أغلب هذه البيانات المسربة مصدرها برمجيات تجسس خبيثة تعرف باسم "infostealers"، إضافة إلى هجمات تعبئة بيانات الدخول credential stuffing وإعادة تجميع وتسريب قواعد بيانات قديمة. ذكر التقرير أن بعض مجموعات البيانات حملت تسميات توحي بأنها تحتوي على بيانات متعلقة بخدمات سحابية أو مؤسسات تجارية، وأخرى تضم ملفات مشفرة، كما تضمنت بعض الأسماء إشارات إلى نوع البرمجيات الضارة المستخدمة في سرقة هذه البيانات. ولم يتمكن الفريق من تحديد الجهة المالكة لهذه البيانات بشكل قاطع، مشيرين إلى أن بعضها قد يكون جمع من قبل باحثين أمنيين لأغراض التحليل، فيما تشير الأدلة إلى أن الجزء الأكبر تم تسريبه من قبل مجرمي إنترنت. دعا الخبراء المستخدمين إلى تغيير كلمات المرور الخاصة بهم فورًا، مع ضرورة استخدام كلمات مرور قوية وفريدة لكل حساب على حدة، وتفعيل ميزة المصادقة الثنائية (2FA) لحماية الحسابات من الوصول غير المصرح به. تسعى شركات الأمن السيبراني إلى تتبع مصدر التسريب وتحديد الثغرات التي أدت إلى هذا الاختراق الهائل، بهدف الحد من تأثيراته ومنع تكراره في المستقبل. وتُعد هذه الحادثة تذكيرًا صارخًا بالحاجة إلى تعزيز تدابير الحماية الرقمية، لا سيما في ظل التطور المستمر لتقنيات الهجوم الإلكتروني وأساليب الاختراق التي يستخدمها مجرمو الإنترنت.

لماذا طالبت إيران مواطنيها بحذف «واتساب» من هواتفهم الذكية؟
لماذا طالبت إيران مواطنيها بحذف «واتساب» من هواتفهم الذكية؟

النهار المصرية

timeمنذ 7 ساعات

  • النهار المصرية

لماذا طالبت إيران مواطنيها بحذف «واتساب» من هواتفهم الذكية؟

تصدرت الحرب الإيرانية الإسرائيلية خلال الأيام القليلة الماضية المواقع الإخبارية ومنصات التواصل الاجتماعي وخلال ايام تسارعت أحداثها بشكل كبير شملت سلسلة من الاغتيالات لقادة وشخصيات هامة إيرانيين بعد استهدافهم من قبل إسرائيل. ارجعت إيران استهداف قادتها الي تحديد أماكنهم وتسريب بيانتهم من خلال تطبيقات وهواتف على رأسها تطبيق المراسلة الفورية «واتساب» واتهمت الحكومة الإيرانية التطبيق بجمع معلومات والتجسس لصالح جهاز الموساد الإسرائيلي وطالبت المواطنين بحذفه من هواتفهم الذكية حرصاً على حياتهم، كما حظرت استخدام الأجهزة المتصلة بشبكات الاتصالات بما في ذلك الهواتف الذكية والساعات الذكية وأجهزة الكمبيوتر المحمولة على الموظفين المدنيين، ودعت المدنيين باستخدام هذه الأجهزة بشكل محدود. من جانبها نفت «واتساب» هذه الادعاءات من قبل إيران في بيان لها وتخوفت من أن تكون هذه الادعاءات الكاذبة ذريعة لحظر التطبيق. وقالت إن «واتساب» يستخدم التشفير من طرف إلى طرف، مما يعني أن مزود الخدمة الوسيط لا يمكنه قراءة الرسائل، وفقاً لوكالة «أسوشييتد برس». و التشفير من طرف إلى طرف أن يعني الرسائل لا يتمكن من رؤيتها إلا المرسل والمستقبل. وإذا اعترض أي شخص آخر الرسالة، لا يمكنه فك شفرتها من دون المفتاح. الا أنه في الوقت ذاته التشفير لا يعني الأمان الكامل فغالبًا ما تستهدف شركات إسرائيلية مثل NSO - المعروفة ببرنامج التجسس Pegasus - تطبيقات مثل WhatsApp لاختراق هواتف الأشخاص، بما في ذلك أجهزة iPhone، وهو ما حدث في الواقعة الشهيرة لقضية تجسس NSO الإسرائيلية علي واتساب التي اتُهمت فيها مجموعة "NSO" في أكتوبر 2019، باستغلال ثغرة أمنية في خاصية المكالمات الصوتية للتجسس على أكثر من 1400 مستخدم حول العالم، عبر ما يُعرف بـ "هجوم النقرة الصفرية"، الذي لا يتطلب أي تفاعل من الضحية.وهوما دعي واتساب برفع دعاوي قضائية ضدها وتغريمها 167 مليون دولار تعويضات لصالح التطبيق.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store