
ماذا كانت مخاوف ترمب ؟ .. 'CNN' تكشف كواليس العدوان الأميركي على إيران
وكالات- كتابات:
كشفت شبكة (سي. إن. إن) الأميركية أن الرئيس الأميركي؛ 'دونالد ترمب'، بدأ منذ مطلع حزيران/يونيو الجاري؛ مناقشة خيارات التصعيّد العسكري ضد 'إيران'، بالتنسيّق مع فريقه للأمن القومي، وسط تقديرات استخبارية تُشيّر إلى استعداد 'إسرائيل' لبدء عدوان واسع النطاق.
ووفقًا للتقرير؛ فقد جرت المناقشات خلال عطلة نهاية الأسبوع في منتجع 'كامب ديفيد'، حيث أطلع مدير وكالة الاستخبارات المركزية؛ 'جون رتكليف'، الرئيس 'ترمب'، على تقديرات تُفيّد بجاهزية 'إسرائيل' لشن ضربات عسكرية، ما دفع بالأخير إلى تكثيف مشاوراته بشأن الانضمام إلى العملية.
وبحسّب الشبكة؛ فإن القرار النهائي بشّن هجمات على (03) مواقع نووية داخل 'إيران' جرى اتخاذه قبل أيام من تنفيّذ العملية، مع الإبقاء على تفاصيله طي الكتمان حتى داخل أروقة 'البيت الأبيض'، بينما كانت 'إسرائيل' على دراية كاملة بمراحل التخطيط.
'نتانياهو' على دراية بالتفاصيل كاملة..
وفي الأسبوع السابق للهجوم، عقد 'ترمب' اجتماعات يومية مع كبار مستشاريه في غرفة العمليات، ناقش خلالها السيناريوهات المطروحة وتداعيات التصعيد المحتمل في المنطقة.
وقالت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية، إنّ رئيس حكومة الاحتلال؛ 'بنيامين نتانياهو'، ووزير الشؤون الاستراتيجية؛ 'رون درمر'، كانا الوحيدين على علم بقرار 'ترمب' الذي اتُخذ يومَي الأربعاء والخميس.
ولفتت الصحيفة إلى أنّ الوزراء افترضوا أن الأمور تتجه إلى شّن هجوم أميركي؛ كونه لم تُعقد جلسة حول احتمال عدم قيام 'الولايات المتحدة' بضرب منشأة (فوردو) النووية. كما كانت الخطة الأصلية لـ'الولايات المتحدة' هي استهداف (فوردو) فقط، إلا أنّ 'نتانياهو' و'درمر' أقنعا 'ترمب' بالعمل أيضًا ضد منشأتي (نطنز) و(أصفهان).
وقالت الصحيفة الإسرائيلية؛ إنّ: 'إسرائيل كانت تعلم أن هناك منشأة تحت الأرض في أصفهان؛ خُزن فيها (يورانيوم) مخصَّب، لكنها لم تكن قادرة على استهدافها، لذلك أكملت الضربة الأميركية المهمة'.
كذلك أشارت (يديعوت أحرونوت)؛ إلى أنّه قبل العملية، طلبت' واشنطن' من 'إسرائيل تنظيف الطريق' إلى المواقع النووية من بطاريات دفاع جوي ورادارات، حتى لا تتمكن 'طهران' من رؤية بُنية القاذفات الأميركية، التي كانت تضم (120) طائرة تُرافق قاذفات الـ (B-2).
قلق أميركي يسبّق الضربة..
دخل الرئيس الأميركي؛ 'دونالد ترمب'، المفاوضات السرية حول الضربة ضد 'إيران' وهو يحمل هاجسين أساسيين: الأول؛ أن تكون العملية العسكرية فعّالة في تدّمير المنشآت النووية الإيرانية المحصَّنة، وعلى رأسها منشأة (فوردو). والثاني؛ أن لا تقود أي خطوة تصعيّدية إلى انزلاق 'واشنطن' في حرب طويلة ومدمرة، كان قد وعد بتجنبها.
وفيما يخص قدرة الضربة على تحقيق أهدافها؛ أبدى المسؤولون الأميركيون ثقة بأن القنابل الخارقة للتحصيّنات ستكون قادرة على اختراق منشأة (فوردو)، رُغم أن هذا النوع من العمليات لم يُختبر ميدانيًا سابقًا.
وكان رئيس هيئة الأركان المشتركة الأميركية؛ 'دان كين'، قد أعلن أن التقييّم الأولي يُشيّر إلى: 'أضرار ودمار شديدين جدًا' في المواقع الثلاثة التي استهدفتها الضربات في 'إيران'، لكنه أشار إلى أن تحديد التأثير الحقيقي على البرنامج النووي الإيراني يحتاج إلى وقت، في حين قلّل مسؤولون إيرانيون من شأن نتائج الهجمات الأميركية.
أما بشأن هاجس الحرب الطويلة، فقد وجد المسؤولون صعوبة في تقديم تطمينات للرئيس بشأن ردود الفعل الإيرانية، خاصة فيما يتعلق باحتمال استهداف قوات أو مصالح أميركية في المنطقة، بما قد يجرّ 'واشنطن' إلى دوامة جديدة من المواجهة.
وقال وزير الدفاع الأميركي؛ 'بيت هغسيث'، في هذا السيّاق: 'كما أمر الرئيس وأوضح، هذا بالتأكيد ليس النهاية'، مضيفًا: 'لكن ذلك لا يُقيّد قدرتنا على الرد، وسنرد عند الحاجة'.
الأصابع الأميركية بالعدوان الإسرائيلي..
الصحيفة الإسرائيلية ذكرت أنّه بعد مرور (61) يومًا على إنذار الرئيس الأميركي؛ 'دونالد ترمب'، لـ'طهران'، بدأت 'إسرائيل' تنفيذ ضربات عسكرية غير مسبّوقة ضد 'إيران'، وفي تصريح لشبكة (سي. إن. إن)؛ قال 'ترمب': 'كان على إيران أن تستمع إليّ عندما أعطيتهم تحذيرًا لمدة (60) يومًا، واليوم هو اليوم (61)'.
ورُغم هذه التصريحات؛ سارع كبار المسؤولين في الإدارة الأميركية إلى نفي أي دور مباشر لـ'واشنطن' في الهجمات، مؤكدين في بيانات رسمية أن 'إسرائيل' تصرفت بشكلٍ أحادي، وأن 'الولايات المتحدة' ليست طرفًا في العملية.
وفيما واصلت 'إسرائيل' عملياتها العسكرية في 'طهران'، شارك 'ترمب' في قمة 'مجموعة السبع'؛ في 'ألبرتا' الكندية، لكنه قطع زيارته وعاد إلى 'واشنطن': 'بسبب الأحداث في الشرق الأوسط'، بحسّب بيان لـ'البيت الأبيض'.
وقد أمضى الرئيس الأميركي الجزء الأكبر من الأسبوع الماضي؛ في اجتماعات داخل غرفة العمليات مع فريقه للأمن القومي، لمراجعة خطط الضربات المحتملة وتقييّم تداعيات التصعيد العسكري.
ولفتت (يديعوت أحرونوت)؛ إلى أنّه في يوم الخميس، أصدرت المتحدثة باسم البيت الأبيض؛ 'كارولين ليفيت'، بيانًا أعده 'ترمب' جاء فيه: 'استنادًا إلى احتمال وجود مفاوضات قد تحدث أو لا تحدث مع إيران في المستقبل القريب، سأتخذ قراري بشأن التحرك خلال الأسبوعين المقبلين'.
مع ذلك؛ كانت هناك إشارات إلى أن الجهود الدبلوماسية لم تثَّمر. حاول 'ستيف ويتكوف'، المبعوث الخاص لـ'ترمب' للشرق الأوسط، لقاء وزير الخارجية الإيراني؛ 'عباس عراقجي'، لكنه لم ينجح.
بعد أن اجتمع وزراء خارجية 'أوروبا' مع 'عراقجي'؛ في 'جنيف'، يوم الجمعة، شعر المسؤولون الأميركيون الرسميون بأن الإيرانيين لن يجلسوا مع 'الولايات المتحدة' ما لم يطلب 'ترمب' من 'نتانياهو' وقف الضربات، وهو ما لم يكن الرئيس الأميركي مستّعدًا للقيام به، بحسّب ما قالت المصادر للصحيفة الإسرائيلية.
وبعد ظهر الجمعة؛ أثناء توجهه إلى ناديه في 'نيوجيرسي'، قال 'ترمب' للصحافيين إن الإطار الزمني للأسبوعين هو الحد الأقصى، وإنه قد يقرر الهجوم قبل ذلك.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


وكالة أنباء براثا
منذ 19 دقائق
- وكالة أنباء براثا
ترامب يتابع احتمال رد إيراني على قواعد أمريكية في البحرين والعراق
صرّح مسؤولون في البيت الأبيض، اليوم الاثنين، بان الرئيس دونالد ترامب يتابع احتمال رد إيراني على قواعد أمريكية في البحرين والعراق، إذ نقلت شبكة إن بي سي عن مسؤولين بالبيت الأبيض قولهم ان "الرئيس ترامب يتابع احتمال رد إيراني على قواعد أمريكية في البحرين والعراق".


وكالة الصحافة المستقلة
منذ 29 دقائق
- وكالة الصحافة المستقلة
منشأة فوردو : حيث سقطت هيبة القاذفة الأميركية
ريم حسن خليل في حلقة جديدة من مسلسل العربدة الأميركية والإجرام الصهيوني المنسّق، نفذت الولايات المتحدة عدواناً جوياً سافراً استهدف منشأة فوردو النووية الإيرانية، مستخدمةً قنابل 'GBU-57' الخارقة للتحصينات، والتي تعدّ من أضخم القنابل التقليدية في ترسانة الشر العالمية. هذا الاعتداء الجبان، الذي يحمل بصمات واشنطن وتل أبيب معاً، لا يُخفي جوهره الحقيقي: حرب استباقية ضد كل ما هو سيادي، مستقل، ومقاوم لمنظومة الهيمنة الغربية. فالعدو الأميركي، الذي اعتاد اللعب بالنار في أرض غير أرضه، لا يحتمل أن تُراكم دولة إسلامية قدراتها العلمية والتكنولوجية والتصنيعية خارج بيت الطاعة. من هنا، جاءت هذه الضربة محاولة لإعادة عقارب الساعة إلى الوراء، بقنابل تُسقط على العقول والمواقع، لا على الجيوش. لكنّ هذا الهجوم لن يمرّ. فالرسالة وصلت، وردّها قادم. والعيون اليوم تتجه إلى الخليج، حيث يتحول مضيق هرمز من مجرّد ممر بحري إلى ساحة اختبار حقيقي لقدرة المحور على قلب الموازين. فأي عبث بالأمن الإيراني والسيادة الإيرانية، سيقابَل بخنق استراتيجي لوريد الطاقة العالمي. إنّ إغلاق مضيق هرمز لم يعد ورقة تهديد، بل خياراً قيد التفعيل في حال استمر مسلسل العدوان. وعلى العدو أن يقدّر جيّدا تبعات إشعال النار قرب منابع النفط… فاللهيب لا يعترف بالحدود عندما يشتعل. وبالعودة للاعتداء الأميركي على المنشآت النووية الإيرانية، فإن ما يسمى بـ 'GBU-57' التي تم استخدامها في الهجوم، هي قنبلة تزن أكثر من 13 طنًا، مُعدّةٌ خصيصاً لاختراق الجبال والمخابئ المحصنة وتصل إلى ما يقارب الـ 100 متر تحت الأرض وقد أسقطتها الطائرات الشبحية 'B-2' على منشأة فوردو المحصّنة تحت الجبل، في محاولة يائسة لكسر إرادة الجمهورية الإسلامية الإيرانية. لكن الضربة -رغم ضخامتها- لم تؤتِ مفعولها السياسي. فلم يتم تسجيل أي أضرار إشعاعية بحسب بيان الوكالة الدولية للطاقة الذرية التي أكدت: 'لم يتم رصد أي زيادة في مستويات الإشعاع في محيط المواقع النووية الإيرانية التي تعرضت للقصف الأميركي'. وهذا بحد ذاته ينسف كلّ مزاعم أميركا بـ 'منع الخطر النووي' ويكشف أن الهدف الحقيقي سياسي – نفسي – إعلامي، وليس تقني أو أمني. وهذا الاعتداء ليس إلا تعبيراً عن فشل الإدارة الأميركية وحلفائها في انتزاع أي تنازل سياسي أو استراتيجي من طهران، لذلك لجأوا إلى منطق القوة. لكنه منطق لا يصنع انتصاراً، بل يستولد مقاومات جديدة، ويعزز نهج الردّ الحتمي الآتي والذي سيستهدف المصالح الأميركية في الشرق الأوسط والتي بدورها بدأت بتعزيز تأهبها في كل قواعدها داخل العراق والخليج وآسيا بشكل عام بانتظار الرد الإيراني الذي أعلن أنه 'سوف ينهي ما بدأ'. فقد رأينا حالة التخبط داخل الكونغرس الأميركي، حيث اعتبر العديد من الديمقراطيين أن استهداف المنشآت النووية الإيرانية هو 'خرق للدستور الأميركي' و'إمكانية للدخول في حرب مدمرة دون تفويض من الكونغرس'، كما وصفت النائبة الأميركية ألكسندريا أوكاسيو كورتيز الضربة بأنها 'انتهاك للدستور وأرضية لعزل ترامب'، بينما أشاد أغلبية قيادة الحزب الجمهوري بالعملية واعتبروها 'قراراً صحيحاً' ومبرراً لمنع إيران من امتلاك السلاح النووي. فالمشهد السياسي الأميركي يعكس بوضوح الانقسام الأيديولوجي بين من يراها خطوة ردع قوية ومن ينتقدها كونها خرق واضح للدستور ومفتاح لصراع قد يجر إلى مستنقع جديد. لذلك ترامب المهووس بجائزة أوسكار للسلام بدأ بخطِّ نهايته بيديه منذ اللحظة التي هددّ فيها باستهداف السيد علي الخامنئي ليس لكونه المرشد الأعلى في الجمهورية الإسلامية الإيرانية فقط، بل أيضاً لمكانته الكبيرة في أوساط الشيعة على امتداد العالم الإسلامي، فتهديده لا يقل أهمية عن تهديد استهداف مواقع المنشآت النووية. فرغم الهجوم، لم تُعلن إيران وقف برنامجها النووي، فالبرنامج مازال مستمر، والمواقع ستُعاد بناؤها، والردّ آتٍ. فالضربة الأميركية لم ينتج عنها أضرار جسيمة وإنما تضرر جزئي فقط، فكما جاء في تصريح من مصدر إيراني رفيع المستوى لوكالة 'رويترز': 'معظم اليورانيوم المخصب في منشأة فوردو تم نقله إلى مكان آمن سري قبل الهجوم الأميركي'. العدوان الأميركي – الصهيوني المشترك على فوردو هو دليل آخر على أن الغرب لا يريد دولة حرّة في هذه المنطقة، بل يطمح لإخضاع كل من يملك قراره وسيادته. لكن كما أفشلت المقاومة مشاريع التقسيم والاحتلال والهزيمة، ستفشل هذه الحرب الجديدة، ولو ارتدت قناع التكنولوجيا المتطورة. وفيما يخُص مضيق هرم، فإنّ أيّ حماقة أميركية إضافية لن تمرّ من دون ارتدادات استراتيجية. فالجمهورية الإسلامية، التي صمدت في وجه الحصار والحرب والتآمر، تملك اليوم أوراق قوة لا تقلّ عن قدراتها العسكرية والعلمية، وأبرزها ورقة مضيق هرمز، الذي يُعدّ الشريان الحيوي لنقل نحو 20% من النفط العالمي. ففي حال قررت طهران تهديد الملاحة في المضيق أو إغلاقه جزئيًا، فإنّ أسعار النفط ستقفز إلى مستويات جنونية تتجاوز 150 دولاراً للبرميل، وربما أكثر، ما سيُحدث هزة اقتصادية تضرب الأسواق الأميركية والأوروبية قبل الخليجية نفسها. أما بالنسبة للخليج الذي يعتمد وجوده الاقتصادي والسياسي على استقرار تصدير النفط، سيجد نفسه في قلب الزلزال. والولايات المتحدة، التي ظنّت أن بإمكانها قصف منشأة نووية في طهران دون أن تدفع الثمن، فستكتشف أن الاقتصاد لا ينفصل عن الجغرافيا، وأن ألسنة اللهب في المضيق ستمتد إلى وول ستريت نفسها. فردُّ إيران على العدوان قد لا يأتي بصواريخ فقط، بل بصمّام إقفال جغرافي – اقتصادي يشلّ الأسواق العالمية، ويذكّر الجميع أن زمن التحكم الأميركي بخطوط الطاقة قد انتهى، وأن اليد التي تمتد إلى فوردو قد تُحرق في هرمز. الضربة الأميركية كشفت هشاشة هيبة الردع الجوي، وانكشاف الجبهة الداخلية لواشنطن أمام ردّ إيراني يُطبخ بهدوء ودقّة. الداخل الأميركي منقسم، والاقتصاد العالمي على شفير أزمة نفطية خانقة في حال هُدّد مضيق هرمز أو أُغلق. الخليج في مهبّ الارتدادات، و'وول ستريت' لم تعد آمنة من لهيب الجغرافيا. أما إيران، فهي لم تُهزم، بل خرجت من تحت الردم أكثر صلابة، محتفظةً ببرنامجها، ومستعدّة لردّها. مشروع الهيمنة يتآكل، ومشروع المقاومة يتمدد، فما لم تقدر عليه القاذفات، ستحسمه الشعوب. من فوردو إلى غزة، ومن صنعاء إلى الضاحية، المعادلة واحدة: مهما قصفوا… الشعوب تنتصر!


شفق نيوز
منذ 2 ساعات
- شفق نيوز
القواعد الأمريكية في الخليج: ماذا نعرف عنها؟
أعلن الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، فجر الأحد، استهداف ثلاث منشآت نووية إيرانية بضربات جوية نفذتها قاذفات أمريكية. وأنهى ذلك الإعلان أياماً من التكهّنات بشأن مشاركة محتملة لواشنطن في المواجهة الإسرائيلية الإيرانية، التي بدأت حين شنت إسرائيل ضربات في 13 يونيو/حزيران استهدفت منشآت نووية إيرانية، وعلماء، وقيادات عسكرية. وعقب الغارات الأمريكية، أطلق علي أكبر ولايتي، مستشار المرشد الأعلى الإيراني، علي خامنئي، تهديدات مفادها أن إيران ستعتبر القواعد التي استخدمتها الولايات المتحدة لضرب المنشآت النووية "أهدافاً مشروعة"، مشيراً إلى أنه "لا مكان بعد اليوم للولايات المتحدة في الشرق الأوسط"، على حدّ تعبيره. وحتى قبل بدء المواجهة، كانت هناك تصريحات إيرانية تصبّ باتجاه التهديد باستهداف القواعد الأمريكية في المنطقة في حال تدخلت واشنطن عسكرياً على إثر تعثّر محتمل للمحادثات النووية بين الطرفين، إذ قال وزير الدفاع الإيراني عزيز ناصر زاده، إن لدى طهران القدرة على "الوصول إلى كل القواعد الأمريكية في البلدان المضيّفة لها"، وإنه في حال استهداف هذه القواعد، "ستضطر الولايات المتحدة إلى مغادرة المنطقة". وقبيل التدخّل الأمريكي، تعهّد المرشد الأعلى الإيراني، آية الله على خامنئي، بالرد على الولايات المتحدة إذا دخلت الحرب، قائلاً: "على الأمريكيين أن يعلموا أن أي تدخل عسكري أمريكي سترافقه حتماً أضرار لا يمكن إصلاحها". وفي ضوء هذه التصريحات، وترقّب العالم لردّ إيراني محتمل على استهداف الولايات المتحدة منشآتها النووية، وتصاعد التكهنات بشأن كيفية ذلك الردّ، تبرز القواعد الأمريكية في الخليج خياراً محتملاً ضمن سيناريوهات عدة يطرحها المحللون لشكل الرد الإيراني. فما الذي نعرفه عن القواعد الأمريكية في الخليج، وعن تاريخها، وموقف إيران منها؟ منطقة الخليج.. "كَمَن يمسك الذئب من أذنيه" تخيل للحظة أنك دولة عربية في الخليج، تشكل مياه الخليج حولك شرياناً حيوياً لاقتصادك، تمر ناقلات النفط والغاز من وإلى موانئك، تتدفق البضائع إلى محاورك التجارية عبره، لديك شراكة استراتيجية مع الولايات المتحدة، واتفاقيات دفاعية واقتصادية وتجارية معها، وهناك وجود عسكري أمريكي على أراضيك وفي بحارك، وفي الجهة الأخرى من الخليج هناك إيران، وعلاقتك المعقّدة معها التي تتراوح بين الانفراج تارة والضيق تارة أخرى. تخيل الآن أنك إيران، هناك عقوبات تحاصرك من كل مكان، وعلاقتك مع واشنطن وصلت إلى حد مأزوم بعد انهيار الاتفاق النووي سنة 2018 خلال الولاية الأولى لدونالد ترامب. دخلتَ في متاهة الفعل ورد الفعل فتبادلتَ النيران مع إسرائيل، انتهى بتوجيه الأخيرة ضربة على أراضيك استهدفت منشآتك النووية وكبار قادتك العسكريين، ولديك توجس من نوايا واشنطن وخطواتها المقبلة بعد سلسلة من التوترات، وبعد عودة ترامب مجدداً إلى البيت الأبيض، والضغوطات عليك للتفاوض بشأن برنامجك النووي، في الوقت نفسه، هناك قواعد وتجهيزات عسكرية أمريكية على بعد عشرات الأميال من سواحلك، واعتمادك على الخليج كبير لتصدير نفطك الذي يروي ظمأ اقتصادك بعض الشيء. تخيل أنك الولايات المتحدة والقوى الاقتصادية الكبرى في العالم، ترى أمامك مضيق هرمز في الطرف الجنوبي للخليج الذي يمر عبره 30 في المئة من حجم تجارة النفط البحرية في العالم، وأي اختلال في حركة التجارة هذه قد يؤدي إلى عواقب اقتصادية كبيرة، لديك في المقابل نزاع قديم حديث مع إيران، ولديك مخاوفك من توسع نفوذها في المنطقة، ومن برنامجها النووي الذي تشكك بأهدافه، وإيران لديها من القدرات الصاروخية وغيرها ما يكفي لتهديد مصالحك ووجودك في المنطقة. يبدو كل طرف هنا غير معني بالتصعيد المباشر في الخليج، فالخليج يعني الحياة للجميع. والخسارة فيه غير قابلة للقسمة، فإما أن يفوز الكل أو يخسرون معاً. في الوقت نفسه، لا يمكن لأي طرف الاستكانة والإشاحة بوجهه، وكل تصعيد في المنطقة يمثل تذكيراً بما يمكن أن تؤول إليه الأمور، ولا أحد يملك رفاهية التوقف عن اليقظة والترقب. هناك قول مأثور على لسان أحد الشخصيات في المسرحية اللاتينية "فورميو": "أمسكت الذئب من أذنيه، لا أعرف كيف أفلته، ولا أعرف كيف أبقيه". ربما ليس دقيقاً تشبيه مياه الخليج بالذئب هنا، فهي أكثر شبهاً بهدية جميلة، جميلة لكنها كبيرة تثقل كاهل كلّ من تلقّاها، فلا يسعه إفلات الهدية، ولا يسعه التمكن منها تماماً. Reuters يعود الوجود الأمريكي في بعض دول الخليج إلى عقود بعيدة، لكن هذا الوجود صار أكثر وضوحاً مع اندلاع الحرب العراقية الإيرانية بين الأعوام 1980 و 1988 التي شهدت ما عُرف "بحرب الناقلات"، حين استهدف العراق وإيران ناقلات النفط والسفن التجارية في الخليج في سبيل استنزاف الطرف الآخر اقتصادياً. خلال الحرب العراقية الإيرانية، موّلت السعودية والكويت ودول مجاورة أخرى العراق في مجهوده الحربي ضد إيران، ودعمته الولايات المتحدة كذلك تكتيكياً، وفق الموسوعة البريطانية. في عام 1987 تدخلت الولايات المتحدة لحماية ناقلات النفط التي كانت تتعرض لهجمات إيرانية في مياه الخليج. وأصبح الوجود الأمريكي أكثر تأسيساً وضمن شراكات استراتيجية في أعقاب حرب الخليج المعروفة بـ "عاصفة الصحراء" سنة 1991، حين قادت الولايات المتحدة الأمريكية تحالفاً دولياً لإخراج القوات العراقية التي غزت الكويت، فوقّعت عدة دول خليجية اتفاقيات دفاعية مع واشنطن في الأشهر التي أعقبت الحرب. المعارضة الإيرانية الحازمة للوجود الأمريكي في الخليج، حاضرة في تصريحات لا حصر لها عن المسؤولين السياسيين والعسكريين الإيرانيين، ومع كل حادثة أو تصعيد أو أزمة تمر بالمنطقة، تخرج تصريحات إيرانية تشير صراحةً أو تلميحاً إلى الوجود الأمريكي باعتباره "عامل زعزعة لاستقرار الخليج ودوله" وأن "دول الخليج قادرة على حفظ أمنه بنفسها" وأن إيران سترد على أي "تهديد يمثله هذا الوجود". وفي أعقاب الضربة الصاروخية الإيرانية ضد إسرائيل بداية شهر أكتوبر/ تشرين أول 2024، ومع ترقب العالم لرد إسرائيلي عليها، نقلت وكالة رويترز عن مسؤول إيراني قوله إن طهران أبلغت دول الخليج العربية أنه سيكون من غير المقبول سماحها باستخدام مجالها الجوي أو قواعدها العسكرية ضد إيران، وأن أي خطوة من هذا القبيل ستُتبع برد إيراني. ونقلت الوكالة كذلك في وقت لاحق أن دول الخليج ضغطت على واشنطن لمنع إسرائيل من مهاجمة منشآت نفطية إيرانية في ردها على الهجوم الإيراني، خشية أن يؤدي ذلك إلى مهاجمة منشآت دول الخليج النفطية من قبل "وكلاء إيران" إذا ما تصاعد الصراع، كما نقلت دول الخليج إلى واشنطن رفضها استخدام إسرائيل مجالها الجوي في أي هجوم ضد إيران. وفي منتصف عام 2021، نقلت قناة "برس تي في" الإيرانية عن قائد البحرية في الحرس الثوري الإيراني تصريحات علّق فيها على ما وصفه بـ "تزايد عدم الاستقرار في خليج عدن وباب المندب" قائلاً "إنه ولهذا السبب لا نتفهم الغاية من وجود قوات التحالف في الخليج"، و"إننا نعتقد أن سبب وجودها الأساسي هو تقويض الحوار والتواصل بين قوات البحرية التابعة لبلدان المنطقة". وفي عام 2020، نشر حساب المرشد الأعلى للثورة الإيرانية، علي خامنئي، في منصة إكس تغريدة تقول إن منطقة الخليج يمكن إدارتها عبر "سياسة تعاونية عقلانية وحكيمة تعود بالنفع على كل دول المنطقة، وإن ما يهدد مثل هذه الخطوة وجود القوات الأجنبية في المنطقة". في العام ذاته نقلت وكالة فارس عن قيادي في الحرس الثوري الإيراني قوله إن "الوجود الأجنبي في المنطقة لا معنى له، وإن عليهم مغادرتها". كما نقل تلفزيون "برس تي في" تصريحات لمسؤول في الحرس الثوري، قال فيها إنه إذا غادر الأمريكيون فإن "دول المنطقة ستكون قادرة على إقامة أمن مستدام". تصريحات المسؤولين والمواقف الإيرانية بشأن الوجود الأمريكي في الخليج لم تقتصر على حقبة زمنية أو تصعيد محدد، ويمكن تتبعها إلى سنوات سابقة. ففي عام 2003 على سبيل المثال، صرّحت وزارة الخارجية الإيرانية في أعقاب إعلان واشنطن وصول أكثر من 3 آلاف بحار وعنصر إضافي من مشاة البحرية إلى الشرق الأوسط، صرحّت بأن "الوجود الأمريكي في المنطقة يزعزع أمنها واستقرارها". ورفعت وكالة الاستخبارات المركزية الأمريكية السرية عن وثيقة تعود للعام 1987، تحتوي على ملخص للأوضاع في ضوء الحرب العراقية الإيرانية، والحماية الأمريكية لناقلات النفط الكويتية. يقول التقرير إن إيران تعتقد أن "إقناع الدول العربية في الخليج بالنأي بنفسها عن مسألة الحماية الأمريكية لسفن الشحن الكويتية هو عنصر أساسي في جهودها لإجبار الولايات المتحدة والكويت على التراجع عن هذه الخطوة". أين يتركز الوجود الأمريكي في الخليج، وما هو حجمه؟ GIUSEPPE CACACE ليس من السهل تتبع الوجود الأمريكي في الخليج بدقة، فهذا الوجود لا يقتصر فقط على القواعد العسكرية الثابتة، لكنه يشمل أيضاً السفن الحربية وحاملات الطائرات وغيرها، كما أن أعداد القوات ومهامها تتغير بشكل مستمر. اعتمدنا في هذا التقرير على مصادر عدة، مثل بيانات الخارجية الأمريكية والبنتاغون، وخدمة أبحاث الكونغرس، ومؤسسات بحثية ومواقع إخبارية أمريكية، وبعض هذه البيانات محدّث حتى بداية العام 2025، وبعضها يعود لسنوات سابقة، كما تواصلنا في نهاية 2024 مع القيادة الوسطى الأمريكية التي تقع دول الخليج ضمن نطاق مسؤوليتها للحصول على معلومات أكثر. وأكدت القيادة الوسطى الأمريكية خلال ردّها على استفسارات لبي بي سي، على أن أعداد الجنود الأمريكيين في المنطقة تتغيرصعوداً ونزولاً "وفقاً لمتطلبات المهمة ووفقاً للاحتياجات في المنطقة". السعودية بحسب معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، فإن التعاون العسكري بين الولايات المتحدة والسعودية يعود إلى عام 1945 ببناء مطار الظهران. وعلى الرغم من أن القوات الأمريكية لم تتمركز بشكل رسمي أو دائم في السعودية، إلا أنها "حافظت على وجود لها في المملكة لعقود من الزمن". خلال سبعينيات وثمانينيات القرن الماضي، استقر جنود أمريكيون في السعودية لدعم مبيعات الأسلحة ومهام التدريب. وخلال حرب الخليج عام 1991، تم نشر ما يصل إلى 550 ألف جندي في المملكة للمساعدة في إخراج القوات العراقية من الكويت. وفي الفترة ما بين عامي 1991 و2003، "تم نشر ما يقرب من 5000 جندي أمريكي - معظمهم من سلاح الجو - في المملكة لفرض منطقة حظر الطيران الجنوبية فوق العراق" بحسب المعهد. وسحبت واشنطن قواتها من قاعدة الأمير سلطان الجوية الواقعة إلى الجنوب من العاصمة الرياض في عام 2003، بناء على طلب من السعودية، ونقل الجيش الأمريكي معظم مقدراته إلى قاعدة العُديد الجوية في قطر، وهو ما يعني سحب كامل القوات الأمريكية من السعودية آنذاك، باستثناء تلك المختصة بالمبيعات العسكرية الخارجية والتدريب. وأعلنت السعودية في منتصف عام 2019، موافقتها على "تضييّف قوات أمريكية لتعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة" وفقاً لوكالة الأنباء السعودية (واس)، تبعه إعادة نشر قوات أمريكية، خاصة في قاعدة الأمير سلطان الجوية. ووفقاً لخارطة محدثة حتى نهاية 2021 نشرتها منظمة "مشروع الأمن الأمريكي"، فقد تم نشر 1800 فرد من جناح الاستطلاع الجوي رقم 378 في القاعدة نهاية 2019، كما تحتوي القاعدة على بطاريات باتريوت وعلى نظام "ثاد" المضاد للصواريخ البالستية. وبلغ عدد الجنود الأمريكيين المتمركزين في السعودية وفق بيانات محدثة حتى 2023 نشرها موقع أكسيوس نحو 2700 جندي. وتقوم القوات الأمريكية في السعودية "بتوفير قدرات الدفاع الجوي والصاروخي، وإسناد تشغيل الطائرات العسكرية الأمريكية، وتعمل بالتنسيق مع الحكومة السعودية" وفقاً للبيت الأبيض. ليس من الواضح حجم وأماكن الوجود الأمريكي في الوقت الحالي في السعودية، ومعظم البيانات حول ذلك محدثة حتى نهاية 2022 فقط. توجهنا بالسؤال إلى القيادة الوسطى الأمريكية بشأن عديد القوات الأمريكية في السعودية، فامتنعت عن الإجابة لأسباب تتعلق "بحماية الأمن العملياتي"، لكن القيادة الوسطى قالت لبي بي سي، إن المهمة التدريبية الأمريكية في السعودية تقوم بتدريب القوات المسلحة السعودية وتقديم المشورة لها ومساندتها في "الدفاع عن مصالح البلدين المشتركة وضمان السلم والاستقرار في الشرق الأوسط". BBC قطر يرتبط الوجود الأمريكي في قطر في تقارير وسائل الإعلام بقاعدة العُديد الجوية، وعادة ما توصف عبر هذه الوسائل بأنها القاعدة الأمريكية الأكبر في الشرق الأوسط. تقع قاعدة العُديد الجوية إلى الجنوب الغربي من العاصمة الدوحة، وتُسمى أيضاً مطار أبو نخلة، أنشئت عام 1996 وتُعد وفقاً للخارجية الأمريكية أضخم منشأة لسلاح الجو الأمريكي خارج الولايات المتحدة. وفي منتصف أكتوبر / تشرين الأول 2024، قال رئيس الوزراء القطري إن "قطر لا تقبل أن تُشن من قاعدة العديد هجمات أو حروب على دول في المنطقة أو خارجها"، وأضاف أن العلاقة مع الولايات المتحدة هي "شراكة استراتيجية، مع التأكيد على أن كل طرف يتمتع بالسيادة الكاملة، ولا يتدخل أي منهما في شؤون الآخر". التصريحات التي بثها التلفزيون الرسمي القطري جاءت خلال ترقب العالم لرد إسرائيلي على الهجوم الصاروخي الإيراني بداية أكتوبر 2024. وفي بداية العام 2024، نقلت وكالة رويترز عن مصدر لم تسمه، بأن الولايات المتحدة توصلت إلى اتفاق مع قطر لتمديد وجود القوات الأمريكية في قاعدة العُديد الجوية لعشر سنوات إضافية. ووفقاً لبيانات وزارة الدفاع الأمريكية التي اطلعت عليها بي بي سي، فإن عدد المباني والمنشآت التي تملكها القوات الأمريكية في القاعدة تراوح صعوداً ونزولاً بين 500 و600 منشأة ومبنى بين الأعوام 2022، و2024. وبحسب خدمة أبحاث الكونغرس، فإن القوات الأمريكية الموجودة في قطر شاركت في العمليات ضد تنظيم الدولة الإسلامية في العراق وسوريا. ووفقاً لبيانات محدثة حتى العام 2022 نشرها موقع أكسيوس، فإن عديد القوات الأمريكية في قاعدة العُديد يصل إلى 8 آلاف. وتضم القاعدة كذلك مقرات أمامية للقيادة الوسطى الأمريكية والقيادة الوسطى في سلاح الجو الأمريكي. Reuters قالت القيادة الوسطى الأمريكية لبي بي سي نهاية 2024، إن لديها نحو 15 ألف جندي في كل من البحرين والكويت والإمارات. مع إعادة التأكيد على أن هذه الأرقام تتغير. في البحرين، وعلى مقربة من ميناء سلمان في منطقة الجفير، شرق العاصمة المنامة، تقع قاعدة بحرية أمريكية تضم قيادة الأسطول الخامس الأمريكي والقيادة البحرية الوسطى. يُعد ميناء خليفة بن سلمان، شرق العاصمة المنامة "أحد المنشآت البحرية القليلة في الخليج التي تتسع لحاملات الطائرات والسفن البرمائية الأمريكية" بحسب موقع أكسيوس. ووفقاً لورقة بحثية نشرتها خدمة أبحاث الكونغرس الأمريكي، فإن الوجود العسكري للبحرية الأمريكية في البحرين يعود إلى العام 1948. وقّعت البحرين والولايات المتحدة اتفاقية تعاون دفاعي في عام 1991 تم تجديدها لـ 15 عاماً في 2017، وتوفّر البحرين بموجب هذه الاتفاقية إمكانية الوصول والتمركز والتحليق، لتسهيل العمليات العسكرية الأمريكية في المنطقة. أما الكويت، ووفقاً لنشرة معلومات أصدرتها الخارجية الأمريكية محدثة حتى بداية 2025، تُضيّف أكثر من 13 ألف جندي أمريكي، معظمهم في معسكر عريفجان إلى الجنوب من العاصمة الكويت وفي قاعدة علي السالم الجوية إلى الشرق منها، وتضع هذه الأرقام الكويت في المرتبة الرابعة من حيث عدد الجنود الأمريكيين الذين تُضيّفهم دولة أجنبية، بعد كلّ من ألمانيا واليابان وكوريا الجنوبية. وتتمركز قوات أمريكية كذلك في قاعدة أحمد الجابر الجوية وقاعدة المبارك الجوية المحاذية لمطار الكويت الدولي وفقاً لبيانات وزارة الدفاع الأمريكية. لدى الجيش الأمريكي أيضاً نحو 700 منشأة ومبنى في "معسكر بيوري" الواقع في منطقة نائية نسبياً إلى الشمال الغربي من مدينة الكويت، ويضم المعسكر مدرج طيران. وبحسب خدمة أبحاث الكونغرس، فإن الوجود العسكري الأمريكي للكويت يتيح للولايات المتحدة القدرة على نشر قواتها البرية بشكل سريع في المنطقة. في الإمارات، تتمركز القوات الأمريكية في قاعدة الظفرة الجوية قرب أبو ظبي، إضافة إلى منشأة بحرية في الفجيرة شرقي البلاد، كما أن ميناء جبل علي غرب دبي قادر على التعامل مع حاملات الطائرات الأمريكية، وفقاً لخدمة أبحاث الكونغرس. بحسب نشرة معلومات أصدرتها الخارجية الأمريكية محدّثة حتى بداية 2025، فإن قاعدة الظفرة الجوية تُضيّف 3500 عسكري أمريكي، كما توفر الموانئ الإماراتية دعماً لوجستياً "ضرورياً" للبحرية الأمريكية و"تُضيّف مجتمعةً سفناً بحرية أمريكية أكثر من أي ميناء خارج الولايات المتحدة". بحسب منظمة "المشروع الأمني الأمريكي" فإن القاعدة البحرية في الفجيرة تقع على ساحل خارج مياه الخليج، أي قبل عبور مضيق هرمز، وتوفر ممراً برياً لوجستياً لميناء جبل علي في حال إغلاق مضيق هرمز.