
هل حسم ترامب قراره بشأن ضرب إيران؟
إيطاليا تلغراف
ماثيو والين
الرئيس التنفيذي لمشروع الأمن الأميركي (American Security Project)
مع تحرّك القوات الأميركية نحو المنطقة، بات مسار الصراع المتسارع بين إسرائيل وإيران مرهونًا بسلسلة من القرارات الإستراتيجية التي ستُتخذ في الأيام أو الأسابيع المقبلة.
وبالنظر إلى أن إسرائيل، على الأرجح، لن تتمكن من تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل بمفردها، فإن إغراء تدخل الولايات المتحدة لاستكمال المهمة سيزداد مع تضاؤل فرص الحلول الدبلوماسية.
وقد عبّر الرئيس دونالد ترامب عن تفضيله 'نهاية حقيقية' لهذا الصراع، مما قد يدفعه إلى اتخاذ خطوة حاسمة بدلًا من ترك الأمور معلّقة بشأن مصير الطموحات النووية الإيرانية. ومن وجهة نظره، فإن 'النهاية الحقيقية' تتطلب تدمير البرنامج الإيراني لتخصيب اليورانيوم، عبر الحرب أو عبر إخضاع قادة البلاد.
البرنامج النووي الإيراني.. مسار حافل بالخيارات
يعكس مسار البرنامج النووي الإيراني خلال العقد الماضي سلسلة من القرارات الحاسمة، بدءًا من توقيع جميع الأطراف على خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، التي هدفت إلى تغليب الدبلوماسية.
فقد فرضت الخطة قيودًا وآليات رقابة، ورغم أنها لم تكن مثالية، فإنها طمأنت المجتمع الدولي إلى أن إيران لن تستطيع تطوير سلاح نووي بسرعة أو من دون اكتشاف.
بيدَ أن الولايات المتحدة، في عام 2018، قررت الانسحاب من الاتفاق بشكل أحادي الجانب، وزادت من وطأة العقوبات ضمن حملة 'الضغط الأقصى' على أمل التوصل إلى اتفاق 'أفضل'؛ وذلك رغم التزام إيران الواضح بكل بنود الاتفاق، وكل المؤشرات التي أكدت أن الاتفاق كان يعمل بنجاح.
ومع تنصل الولايات المتحدة من التزاماتها، تخلت إيران عن القيود التي التزمت بها بموجب الاتفاق، ووسّعت من قدرتها على تخصيب اليورانيوم، واقتربت تدريجيًا من العتبة التي تتيح لها امتلاك قدرة على صنع سلاح نووي.
مع ذلك، وعلى مدى ما يقرب من 7 سنوات منذ انهيار الاتفاق، لم تتخذ إيران قرارًا فعليًا بالسعي نحو امتلاك سلاح نووي، وهو ما أكّدته تقديرات الاستخبارات الأميركية في وقت سابق من هذا العام.
وفي جولة المفاوضات الأخيرة، فرضت إدارة ترامب مهلة زمنية مدتها 60 يومًا انتهت مؤخرًا، لتُعلن إيران بعدها عن قيامها بإجراءات استفزازية تهدف إلى تعزيز قدراتها النووية.
وكان من المقرر عقد جولة جديدة من المحادثات، غير أن إسرائيل رأت أن الفرصة تضيق، فبادرت بالتحرك.
الهجوم الإسرائيلي.. نافذة إستراتيجية لن تتكرر
رأت إسرائيل في اللحظة الراهنة نافذة إستراتيجية آخذة في الانغلاق، فأطلقت حملة عسكرية مخططًا لها مسبقًا ضد البرنامج النووي الإيراني. وكانت قدرة إيران على الرد ضعيفة إلى حد غير مسبوق منذ عقود: فحزب الله مشلول عمليًا، وحركة حماس محاصَرة، وتدخل سوريا لم يعد مطروحًا.
وبعد أن تصدت إسرائيل لهجوم صاروخي إيراني واسع النطاق في أكتوبر/ تشرين الأول 2024 بدعم تحالف دولي، رجّحت أنها قادرة على تحمّل أي رد إيراني جديد.
يضاف إلى ذلك أن التطورات الحديثة في تكنولوجيا الطائرات المسيّرة المحمولة وتكتيكات استخدامها، مكّنت إسرائيل من تنفيذ خطة لتعطيل الدفاعات الجوية الإيرانية، وهو أمر قد لا يتكرر لاحقًا مع تطور أنظمة التصدي للطائرات المسيّرة.
وفي ظل إدارة أميركية ودودة للغاية (وربما متساهلة)، اقتنصت إسرائيل الفرصة لتوجيه الضربة.
أهداف غامضة ومحدودية القدرات
مع ذلك، لا تزال أهداف إسرائيل من هذه العملية غير واضحة المعالم. فبينما تُفضل تل أبيب حدوث تغيير في النظام الإيراني، فإن تاريخ التدخل الأميركي في الشرق الأوسط أثبت صعوبة تحقيق مثل هذا الهدف، لذا، وكما أشار محللون من أمثال تريتا بارسي، فإن الأرجح أن إسرائيل تأمل في 'انهيار النظام' بدلًا من إسقاطه بشكل مباشر.
وإذا كان الهدف هو إطالة المدة التي تحتاجها إيران لامتلاك سلاح نووي (breakout time)، فقد يكون هذا ممكنًا، لكنه في نهاية المطاف قد يكون عديم الجدوى إذا دفع إيران في النهاية إلى اتخاذ قرار بإنتاج قنبلة نووية.
أما إذا كان الهدف هو تدمير البرنامج النووي الإيراني بالكامل، فإن معظم المحللين يجمعون على أن إسرائيل غير قادرة على ذلك من الناحية العسكرية، إذ لا تملك القوة أو المعدات الكافية. أما الولايات المتحدة، من الناحية النظرية، فتمتلك تلك الإمكانية.
منشأة فوردو.. العقدة الأصعب
تكمن كبرى العقبات في منشأة تخصيب اليورانيوم الإيرانية في فوردو، والتي تقع داخل جبل عميق. لا تمتلك قوات الدفاع الإسرائيلية ذخائر خارقة للتحصينات قادرة على النفاذ عميقًا لتدمير هذه المنشأة.
في المقابل، تملك القوات الجوية الأميركية قنبلة 'GBU-57A/B' (السلاح الضخم لاختراق التحصينات)، وهي قنبلة تزن 30 ألف رطل ويقال إنها قادرة على اختراق ما يصل إلى 200 قدم من الخرسانة المسلحة.
وقد صُممت هذه القنبلة خصيصا لضرب المنشآت المحصّنة تحت الأرض، وتمنح فرصة قوية لتدمير منشأة فوردو، وإن كان ذلك سيتطلب غالبًا عدة ضربات متتالية. وتبقى الطائرة الوحيدة القادرة على حمل هذا السلاح هي القاذفة الشبح 'B-2 Spirit'، مما يعني أن الولايات المتحدة وحدها تستطيع تنفيذ هذه المهمة.
أما إسرائيل، فعلى الرغم من عجزها عن تدمير المنشأة مباشرة، فقد تسعى إلى استهداف مداخل ومخارج المنشأة، أو الأنفاق والتهوية والبنية الكهربائية الداعمة، بما يقلل من فاعلية المنشأة، أو يدمّر أجهزة الطرد المركزي في الداخل.
غير أن مثل هذه الهجمات ستتطلب تكرارًا دوريًا للحيلولة دون إعادة البناء واستعادة الدفاعات الجوية، وهو سيناريو قد يذكّر بـ'منطقة الحظر الجوي' الدائمة التي فُرضت على العراق بعد حرب الخليج، وهو وضع لا يمكن تحمّله على المدى البعيد.
القرار عند ترامب
وبالتالي، فإن قرار تدمير منشأة فوردو يعود للرئيس ترامب. وتشير استطلاعات الرأي إلى انخفاض التأييد الشعبي لأي هجوم، ولا سيما أن ترامب يمتلك تاريخًا متناقضًا فيما يخص الحروب في الشرق الأوسط، إذ سبق أن أعرب مرارًا عن رغبته في تجنبها. وإذا أرادت الولايات المتحدة تجنّب تعريض قواتها ومصالحها في المنطقة للخطر، فإن البقاء خارج الصراع يبقى الخيار الأفضل.
لكن ترامب معروف أيضًا بتقلب آرائه وتبدّل مواقفه فجأة، وقد أطلق مؤخرًا عبر وسائل التواصل الاجتماعي تصريحات نارية، متهمًا إيران بالتعنّت في المفاوضات، ومطالبًا بـ'الاستسلام غير المشروط!'.
وإذا كانت سياسته المعلنة هي منع إيران من امتلاك سلاح نووي، فإن الخيار العسكري قد يبدو السبيل الوحيد لتحقيق ذلك، خاصة بعد أن يدفع الهجوم الإسرائيلي إيران إلى تسريع جهودها نحو التسلح النووي.
فرصة أخيرة أم فخ إستراتيجي؟
قد يشعر ترامب أيضًا بأن الفرصة سانحة لتدمير البرنامج النووي الإيراني بعد سنوات من إخفاق الدبلوماسية، فقد أدى الهجوم الإسرائيلي إلى شل قدرة إيران على الدفاع الجوي، مما يقلل من خطر استخدام القوات الجوية الأميركية في الهجوم.
كما أن الحشد العسكري الأميركي في المنطقة يجري حاليًا، ظاهريًا لتوفير 'خيارات' للرئيس، لكن مع توافر هذه الخيارات، قد يصعب مقاومة إغراء استخدامها لحل المشكلة النووية بشكل نهائي، خاصة إذا استمرت إيران في التمسك ببرنامجها للتخصيب.
خيارات إيران.. التصعيد محفوف بالمخاطر
أما إيران، فمصلحتها الأولى هي إبقاء الولايات المتحدة خارج هذا الصراع، فالتصعيد إذا خرج عن السيطرة قد يجر هجومًا أميركيًا لا قِبَل لها به. وإذا ردّت إيران على الهجمات الإسرائيلية بضرب القوات الأميركية أو مصالحها -كاستهداف قواعدها في المنطقة أو إغلاق مضيق هرمز- فمن المرجح أن ترد واشنطن عسكريًا.
غير أن ضرب المنشآت النووية الإيرانية سيُسقط أيّ تحفظ كانت طهران تبديه في استهداف المصالح الأميركية، وسيوسّع حتمًا رقعة النزاع ليصبح إقليميًا.
وقد ترتكب إيران خطأ إستراتيجيًا إذا أغلقت مضيق هرمز، إذ قد يحرّك ذلك تحالفًا عربيًا ضدها، تحالفًا لا يهتم كثيرًا برأي الشارع تجاه إسرائيل، بقدر ما يركّز على مصالحه الاقتصادية المباشرة.
فخلافًا لحرب الخليج الأولى التي حرصت فيها الولايات المتحدة على إبقاء إسرائيل خارج المعركة؛ حفاظًا على وحدة التحالف، فإن تهديد إيران لمصالح جيرانها قد يجعل الغضب من إسرائيل أمرًا ثانويًا.
المشهد غير محسوم حتى اللحظة الأخيرة
اليقين الوحيد في هذه اللحظة هو 'اللايقين'، فحتى الرئيس ترامب نفسه قال إنه لا يعلم إن كان سيوجه ضربة إلى إيران أم لا. ومع أن نيته المُعلنة هي إيجاد حل دبلوماسي للأزمة، فإن الهجوم الإسرائيلي قد غيّر جذريًا من طبيعة البيئة السياسية والعسكرية، وأعاد حسابات كل الأطراف المعنية.
لقد أجبرت التهديدات العسكرية، مصحوبة بالضغوط الاقتصادية، إيران على التفاوض في عامي 2015 و2025. لكن، وبما أن العمل العسكري قد بدأ فعليًا، فقد تغيّرت معادلة الحلول المقبولة لجميع الأطراف.
وقد يختار ترامب التريّث لتقييم نتائج الحملة الإسرائيلية، أو الانضمام لضمان تدمير منشأة فوردو، أو استخدام التهديد العسكري كأداة لفرض شروطه.
وفي خضم كل ذلك، لا أحد يمكنه الجزم بما سيحدث. وكما يقول ترامب دائمًا: 'سنرى ما سيحدث'.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


خبر للأنباء
منذ 2 ساعات
- خبر للأنباء
تفاصيل الضربات الأمريكية على إيران
تدخلت الولايات المتحدة بشكل حاسم في حرب إيران وإسرائيل، الأحد، بعد أن أمر الرئيس دونالد ترامب، بقصف 3 مواقع نووية إيرانية، بقنابل خارقة للتحصينات وصواريخ، ما أقحم واشنطن بشكل مباشر في الصراع المتصاعد، رغم تمسك الرئيس الأميركي بالأمل في تسوية دبلوماسية. وأكدت إيران، عدم وجود "أي علامات تلوث" في مواقعها النووية في "أصفهان" و"فوردو" و"نطنز" بعد أن استهدفت الضربات الجوية الأميركية المنشآت. وليس من الواضح ما إذا كانت الولايات المتحدة ستواصل مهاجمة إيران إلى جانب حليفتها إسرائيل التي تخوض حرباً منذ 9 أيام مع إيران. وأشارت وكالة "أسوشيتد برس" الأميركية، إلى أن ترمب تصرف دون تفويض من الكونجرس، محذراً من أنه ستكون هناك ضربات إضافية إذا ردت طهران بعمليات انتقامية ضد القوات الأميركية. وفي خطاب ألقاه في وقت متأخر من الليل من البيت الأبيض، وعبر منشورات على منصته للتواصل "تروث سوشيال" (Truth Social)، وصف ترمب القصف بأنه "ناجح تماماً". أول هجوم منذ 46 عاماً وقال ترمب في خطابه من البيت الأبيض الذي استغرق 4 دقائق: "كان هدفنا تدمير قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم، ووقف التهديد النووي الذي تشكله الدولة الأولى الراعية للإرهاب في العالم"، بحسب تعبيره. وأضاف: "حققت الضربات نجاحاً عسكرياً مذهلاً"، وأضاف: "مُحيت المنشآت النووية الإيرانية الرئيسية لتخصيب اليورانيوم بشكل كامل وكلي"، محذراً طهران من أنها "ستواجه مزيداً من الهجمات إن لم توافق على السلام". وقال ترمب، محاطاً بنائبه ووزير خارجيته ووزير دفاعه: "ينبغي على إيران، متنمر الشرق الأوسط، أن تصنع السلام الآن. إذا لم يفعلوا ذلك، فإن الهجمات المستقبلية ستكون أكبر بكثير وأسهل بكثير". وبعد أن شنّ الرئيس ترمب، أول ضربة عسكرية أميركية كبيرة على الأراضي الإيرانية منذ الإطاحة بشاه إيران المدعوم من الولايات المتحدة في عام 1979، نشر البيت الأبيض صوراً للرئيس وكبار مستشاريه وهم يتشاورون في غرفة العمليات، وكان من اللافت غياب مديرة الاستخبارات الوطنية تولسي جابارد، التي كانت على خلاف مع ترمب في الآونة الأخيرة بشأن استهداف إيران. وقال المركز الوطني الإيراني للسلامة النووية، إنه لا توجد "أي علامات تلوث" بعد أن أجرى عمليات تفتيش في المناطق المحيطة بالمنشآت النووية التي تعرضت للضربات الأميركية، بحسب وكالة "مهر" الإيرانية شبه الرسمية للأنباء. وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية عبر منصة "إكس"، إنه لم يتم الإبلاغ عن أي "زيادة في مستويات الإشعاع خارج الموقع" من المواقع الثلاثة التي تعرضت للقصف الأميركي. تفاصيل الهجمات وقال الرئيس الأميركي ترمب، إن الولايات المتحدة استخدمت 6 قنابل خارقة للتحصينات في الهجوم على منشأة "فوردو" النووية الإيرانية، فيما استخدمت 30 صاروخاً من طراز "توماهوك" في الهجوم على مواقع نووية أخرى. وذكر مراسل شبكة FOX NEWS في البيت الأبيض، شون هانيتي، أنه تحدث مع ترمب، الذي أبلغه بأن واشنطن المتحدة استخدمت 6 قنابل خارقة للتحصينات لاستهداف منشأة "فوردو" النووية الإيرانية تحت الأرض. وأشارت الشبكة، إلى أنه كان يُعتقد في السابق، أن قنبلتين خارقتين للتحصينات ستكونان كافيتين لتدمير الموقع. وأضاف هانيتي، أن موقعي "نطنز"، و"أصفهان" تعرضا لـ30 صاروخاً من طراز "توماهوك"، أطلقتها غواصات أميركية على بعد نحو 400 ميل (نحو أكثر من 600 كيلومتر). وكتب ترمب على منصته للتواصل "تروث سوشيال" (Truth Social): "تم إسقاط حمولة كاملة من القنابل على الموقع الرئيسي، فوردو، لا يوجد جيش آخر في العالم يمكنه القيام بذلك. الآن هو وقت السلام!". وأضاف الرئيس الأميركي منشوراً من حساب استخباراتي مفتوح المصدر، يزعم أن "فوردو انتهى". ولم يعلن البيت الأبيض ووزارة الدفاع الأميركية (البنتاجون) أي تفاصيل فورية حول العملية العسكرية. ومن المقرر أن يقدم قادة عسكريون أميركيون جلسة إحاطة إعلامية في الساعة الثامنة صباحاً بتوقيت شرق الولايات المتحدة (12:00 بتوقيت جرينتش). 37 ساعة من الطيران وقال مسؤول أميركي طلب عدم كشف هويته، في تصريحات لصحيفة "نيويورك تايمز"، إن طائرات B-2 التي ضربت المواقع النووية الإيرانية في وقت مبكر، الأحد، حلقت دون توقف لمدة 37 ساعة تقريباً من قاعدتها في ميزوري، حيث قامت بالتزود بالوقود عدة مرات في الجو. وقال مسؤول آخر، إن 6 قاذفات من طراز B-2 أسقطت عشرات القنابل الخارقة للتحصينات زنة 30 ألف رطل على موقع فوردو النووي، الذي يقع في أعماق الأرض، وأطلقت غواصات تابعة للبحرية الأميركية، 30 صاروخ طراز TLAM على موقعي "نطنز" و"أصفهان". كما أسقطت إحدى قاذفات B-2 قنبلتين خارقتين للتحصينات على "نطنز"، بحسب المسؤول الذي طلب عدم كشف هويته. ونقلت صحيفة "واشنطن بوست" عن مسؤول أميركي مطلع على العملية العسكرية، أن الهجمات شملت قاذفات من طراز B-2 Spirit، كما كان متوقعاً على نطاق واسع، بالإضافة إلى طائرات مقاتلة أخرى. وأضاف المسؤول، الذي طلب عدم كشف هويته، أن الطائرات أسقطت العديد من القنابل الخارقة للتحصينات التي تزن 30 ألف رطل، والمعروفة في سلاح الجو باسم "العتاد الخارق الضخم" (MOP). وفي وقت سابق، قال مسؤول أميركي مطلع، إن عدة قاذفات طراز B-2 Spirit، كانت تشق طريقها غرباً فوق المحيط الهادئ السبت. وذكرت الصحيفة، أنه ما بين الساعة 10:09 مساء الجمعة بتوقيت المنطقة الزمنية الوسطى في الولايات المتحدة (03:09 صباح السبت بتوقيت جرينتش) والساعة 10:30 مساءً، تم رصد 8 طائرات من طراز KC-135 Stratototankers، وهي طائرات تستخدم للتزود بالوقود أثناء الطيران ورفع المعدات الثقيلة، على مواقع تتبع الرحلات الجوية وهي تقلع من قاعدة ألتوس الجوية في أوكلاهوما. كانت الطائرات جميعها متجهة في مسار متطابق لتزويد طائرات بالوقود بعد إقلاعها من قاعدة وايتمان الجوية في ميزوري، التي تبعد نحوالي 420 ميلاً (675.92 كيلومتر) إلى الشمال الشرقي. أول استخدام لقنبلة GBU-57A/B ونقلت شبكة CNN عن مسؤول أميركي قوله، إن الولايات المتحدة استخدمت 6 قاذفات من طراز B-2 لإسقاط عشرات القنابل "الخارقة للتحصينات" على موقع "فوردو" النووي. وقال مصدران مطلعان على العملية، إن القنابل المستخدمة في الضربات كانت من طراز GBU-57A/B ، المعروفة باسم "القنابل الخارقة للتحصينات". سلط خبراء الضوء على هذا الطراز من القنابل، باعتباره النوع الوحيد القادر على تدمير منشأة "فوردو" النووية الإيرانية تحت الأرض. صُممت هذه القنبلة التي تزن 30 ألف رطل مع 6 آلاف رطل من المتفجرات لـ"الوصول إلى أسلحة الدمار الشامل لدى خصومنا الموجودة في منشآت محمية بشكل جيد وتدميرها"، وفق بيانات القوات الجوية الأميركية. وبحسب CNN، فإن هذا الهجوم يعد أول مثال معروف لاستخدام القنبلة في العمليات العسكرية الأميركية. تنسيق أميركي إسرائيلي وأشارت CNN إلى أن الضربات الأميركية على المواقع النووية الإيرانية، التي حددها ترمب في وقت سابق بأنها "فوردو" ونطنز" وأصفهان"، سترفع حدة التوترات في البلاد إلى حد كبير، وترقى إلى أحد أكثر الخيارات أهمية في بداية فترة رئاسة ترمب الثانية. ولفتت CNN إلى أن خطوة استهداف منشأة "فوردو" على وجه الخصوص، التي فكر فيها رؤساء أميركيون متعاقبون، ولكنهم قرروا في النهاية عدم القيام بها، ستدخل ترمب الآن بشكل مباشر في أزمة متزايدة كان يأمل في السابق نزع فتيلها من خلال الدبلوماسية. وجاء قرار الاستهداف المباشر لإيرانk بعد أيام من إعلان البيت الأبيض، أن ترمب حدد أسبوعين لتقرير ما إذا كانت الدبلوماسية ممكنة لتسوية النزاع. وهذه هي المرة الأولى منذ عدة عقود، منذ الثورة الإيرانية في عام 1979، التي يقوم فيها رئيس أميركي بنشر عتاد تابع لسلاح الجو لاستهداف منشآت رئيسية في البلاد. وفي تصريحاته صباح الأحد، وصف ترمب نفسه في تصريحاته بأنه معارض منذ فترة طويلة للسماح لإيران بامتلاك سلاح نووي. وقال: "قررت منذ وقت طويل أنني لن أسمح بحدوث ذلك". وقال مسؤولان مطلعان لشبكة CNN، إن الولايات المتحدة أبلغت إسرائيل بالضربات قبل تنفيذها. وقال مسؤولان في البيت الأبيض، إن ترمب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو تحدثا بعد الضربات. وقال ترمب خلال كلمته إنه عمل بشكل وثيق لتنسيق الهجمات في إيران مع نتنياهو، والذي أشاد بقرار ترمب قائلاً إنه "سيغير التاريخ". في المقابل، حذّر وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي في منشور على منصة "إكس" من أن الهجمات الأميركية "ستكون لها عواقب أبدية"، وأن طهران "تحتفظ بجميع الخيارات" للرد. ودعا السفير الإيراني لدى الأمم المتحدة، إلى عقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن لمناقشة ما وصفه بـ"الهجمات الأميركية الشائنة والاستخدام غير القانوني للقوة" ضد إيران. وفي الوقت الذي كان ترمب يدرس فيه قراره، كانت إيران قد تعهدت بالرد على أي "عدوان أميركي"، وبدأت واشنطن حشد أصول عسكرية أميركية في المنطقة استعداداً لأي عمل انتقامي من طهران. آمال العودة إلى المفاوضات ويبدو أن ترمب يأمل في أن تدفع الضربات طهران إلى العودة إلى المفاوضات، ولا توجد خطط لاتخاذ إجراءات أميركية إضافية داخل إيران، بينما يضغط على القادة الإيرانيين لـ"الموافقة على إنهاء هذه الحرب"، وفق مصادر مطلعة. كان ترمب توصل إلى قناعة خلال الأيام القليلة الماضية، بأن تدخل القوات الأميركية، ضروري للقضاء على منشآت إيران النووية شديدة التحصين، واتخذ القرار عندما بدا واضحاً أن الجهود الدبلوماسية وصلت إلى طريق مسدود. وقال مصدران مطلعان لـCNN، إن المسؤولين الأميركيين توصلوا إلى الاعتقاد بأن إيران ليست مستعدة للتوصل إلى اتفاق نووي مرضٍ بعد اجتماع القادة الأوروبيين مع نظرائهم الإيرانيين في جنيف، قبل يومين. وأضافت المصادر، أن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، قال بعد اجتماع جنيف، إن إيران لن تجلس مع الولايات المتحدة دون أن يطلب ترمب من نتنياهو وقف الهجمات الإسرائيلية، وهو أمر لم يكن الرئيس مستعداً للقيام به. وفي تصريحاته صباح الأحد، وصف ترمب نفسه في تصريحاته بأنه معارض منذ فترة طويلة للسماح لإيران بامتلاك سلاح نووي. وقال: "قررت منذ وقت طويل أنني لن أسمح بحدوث ذلك". وأكدت إيران أن برنامجها النووي مخصص للأغراض السلمية فقط، وأظهرت تقييمات وكالات الاستخبارات الأميركية أن طهران لا تسعى بنشاط لامتلاك قنبلة نووية. مع ذلك، قال ترمب وقادة إسرائيليون، إن إيران قادرة على تجميع سلاح نووي بسرعة، مما يجعلها تهديداً وشيكاً.


الخبر
منذ 4 ساعات
- الخبر
أول رد فعل إيراني بعد القصف الأمريكي
أعلنت إيران، اليوم الأحد، أن الهجوم الذي شنته الولايات المتحدة الأمريكية على منشآتها النووية في فوردو ونطنز وأصفهان يُعدّ "عملا وحشيا ومخالفا للقانون الدولي"، وطالبت بعقد اجتماع طارئ لمجلس الأمن لبحث الهجوم واتخاذ إجراءات لإدانته. وقال وزير الخارجية عباس عراقجي إن واشنطن ارتكبت انتهاكا جسيما لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي بمهاجمتها منشآتنا النووية السلمية. وأضاف أن "أحداث هذا الصباح لها عواقب وخيمة وعلى أعضاء الأمم المتحدة الشعور بالقلق إزاء هذا السلوك الإجرامي". وأكد أن إيران تحتفظ بكل الخيارات للدفاع عن سيادتها ومصالحها وفقا لميثاق الأمم المتحدة الذي يسمح بالرد دفاعا عن النفس. ومن جانبه، نشر الحرس الثوري الإيراني منشورا على منصة إكس جاء فيه، "الآن بدأت الحرب بالنسبة لنا". وأفادت وسائل إعلام إيرانية الأحد بأن جزءا من منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم وموقعي أصفهان ونطنز النوويين تعرضا لهجوم، بعد أن أعلن الرئيس دونالد ترامب أن الجيش الأميركي قصفها. وصرح المتحدث الرسمي باسم إدارة الأزمات في محافظة قم الإيرانية، مرتضى حيدري، لوكالة تسنيم الإيرانية: "قبل ساعات وبعد تفعيل منظومة الدفاع الجوي في مدينة قم، تم تحديد أهداف معادية، وكانت غارات جوية، وتبين ان تلك الغارات استهدفت عدة أجزاء من منشأة فوردو النووية. وفي الأثناء، قالت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية في بيان عقب الهجمات الأميركية التي استهدفت المنشآت النووية الثلاث في البلاد، إن ذلك تم بـ"تغاضٍ بل وتواطؤ من الوكالة الدولية للطاقة الذرية". ووصف البيان الهجمات بأنها انتهاك لمعاهدة عدم انتشار الأسلحة النووية والقوانين الدولية الأخرى. وانتقد البيان الوكالة الدولية للطاقة الذرية بسبب "عدم إدانتها" للهجمات التي نفذها الكيان الصهيوني والولايات المتحدة. وأضاف البيان "للأسف، تم تنفيذ هذا العمل المخالف للقانون الدولي بتغاضٍ، بل وبمستوى من التعاون من جانب الوكالة الدولية للطاقة الذرية". وقالت الهيئة الإيرانية: "نحن ننتظر من المجتمع الدولي إدانة هذه الفوضى القائمة على شريعة الغاب، ودعم إيران في نيل حقوقها المشروعة. ونؤكد لأمتنا العظيمة أن هذا الهجوم لن يُثنينا عن تطوير صناعتنا النووية الوطنية". وفجر الأحد، دخلت الولايات المتحدة كطرف في الحرب الصهيونية ضد إيران، بإعلان الرئيس دونالد ترامب، تنفيذ هجوم وصفه بأنه "ناجح للغاية" استهدف المواقع النووية الثلاثة الأبرز في إيران، وهي منشآت فوردو ونطنز وأصفهان. وقال ترامب في منشور على منصة "تروث سوشيال"، الطائرات الأميركية أسقطت حمولة كاملة من القنابل على موقع فوردو ونطنز وأصفهان قبل مغادرتها المجال الجوي الإيراني بسلام. وأضاف: جميع الطائرات المشاركة في العملية عادت بسلام، واصفا الجنود الأميركيين المشاركين بـ"المحاربين العظماء". وأشار إلى أنه لا توجد قوة عسكرية أخرى في العالم قادرة على تنفيذ مثل هذا الهجوم. وقال ترامب: "الآن هو وقت السلام، شكرًا لاهتمامكم بهذا الأمر". وفي منشور لاحق تحدث ترامب أن "فوردو انتهت" في إشارة إلى تدمير المنشأة النووية الإيرانية. وردت طهران بإطلاق صواريخ باليستية وطائرات مسيرة باتجاه العمق الصهيوني، في أكبر مواجهة مباشرة بين الجانبين.


خبر للأنباء
منذ 4 ساعات
- خبر للأنباء
الخارجية التركية: التطورات الحالية قد تدفع بالصراع الإقليمي لمستوى عالمي ويجب عدم السماح بحدوث ذلك
الخارجية التركية: التطورات الحالية قد تدفع بالصراع الإقليمي لمستوى عالمي ويجب عدم السماح بحدوث ذلك مسؤول إيراني لرويترز: أي محاولة لاغتيال خامنئي ستغلق الباب أمام أي اتفاق أو مفاوضات مجلس الأمن القومي الروسي: #واشنطن تدفع باتجاه صراع جديد مع احتمال شن عملية برية مجلس الأمن القومي الروسي: #ترامب الذي جاء صانعا للسلام بدأ حربا أمريكية جديدة مصدر إيراني لوكالة رويترز: تم نقل معظم اليورانيوم عالي التخصيب من منشأة فوردو لموقع غير مُعلن قبل الهجوم الأميركي مسؤول أمريكي: قاذفات بي 2 الأمريكية استخدمت في الهجمات على مواقع إيران النووية رويترز عن مسؤول إيراني: تقليص عدد الأفراد في موقع فوردو إلى الحد الأدنى وول ستريت جورنال عن مسؤولين عرب: نقلنا رسائل من واشنطن إلى طهران مفادها أن الهجمات الأميركية قد انتهت والوقت قد حان للعودة إلى طاولة المفاوضات رئيس الوزراء البريطاني: البرنامج النووي الإيراني يشكل تهديدا خطيرا للأمن الدولي جيش الاحتلال: نحو 20 شخصا عالقون تحت الأنقاض في موقع الإصابة المباشرة جنوب تل أبيب الحرس الثوري الإيراني: قصفنا مطار بن جوريون في #تل_أبيب ومركز الأبحاث البيولوجية إعلام إسرائيلي: إيران أطلقت أكثر من 25 صاروخا بعد القصف الأمريكي لمنشآتها النووية التلفزيون الإيراني: كل مواطن أو عسكري أمريكي في المنطقة أصبح الآن هدفا مشروعا إعلام أمريكي: #الولايات_المتحدة استخدمت 30 صاروخا من طراز توماهوك في الهجوم على مواقع نووية أخرى