
ثروات تحت الرمال.. تعرف إلى أكبر 5 مناجم ذهب في الوطن العربي
في تقرير مثير ومفصل، سلطت منصة 'الطاقة' الضوء على أبرز مناجم الذهب في الوطن العربي، كاشفة عن كنوز مدفونة تقدر بملايين الأوقيات، تشكل ركيزة أساسية لاقتصادات دول المنطقة، وتستقطب أنظار المستثمرين العالميين، وتعد من أهم مصادر الدخل القومي والدعم للعملة الصعبة.
فمن صحراء مصر الشرقية إلى أعماق الصحراء الموريتانية، مرورًا بالسعودية والسودان، يستعرض التقرير أهم 5 مناجم ذهب على مستوى الوطن العربي، والتي تمتاز بإنتاجيتها العالية، وتبنيها لتقنيات حديثة صديقة للبيئة، بالإضافة إلى توسعات واعدة في السنوات القادمة.
منجم السكري – مصر
يقع منجم السكري في صحراء النوبة بمحافظة البحر الأحمر جنوب مرسى علم، ويعد من بين أكبر 10 مناجم ذهب في العالم، حيث يتميز بإنتاج عالي وتكنولوجيا متطورة في الاستخلاص باستخدام تقنية الكربون داخل المحلول (CIL)، بدأ الإنتاج التجاري في عام 2010، ومنذ ذلك الحين أنتج أكثر من 5.8 مليون أوقية حتى عام 2024.
ويبلغ متوسط الإنتاج السنوي نحو 450 ألف أوقية، ما يجعل المنجم ركيزة أساسية في قطاع التعدين المصري، ومنجم السكري ليس فقط مصدرًا للذهب، بل يمثل أيضًا نموذجًا متقدمًا في دمج الطاقة المتجددة، حيث يتم حالياً تركيب محطة طاقة شمسية بقدرة 36 ميغاواط مع نظام تخزين بطاريات لتقليل الانبعاثات الكربونية وتحسين كفاءة التشغيل، كما توجد خطط لتوسعة العمليات لتشمل استغلال الخام تحت الأرض، مما يضمن استمرار الإنتاج لعقود قادمة.
ويمثل المنجم حوالي 2% من الناتج المحلي الإجمالي لقطاع التعدين في مصر، ويوفر آلاف الوظائف المباشرة وغير المباشرة، ويساهم بشكل كبير في دعم العملة الصعبة من خلال تصدير الذهب.
منجم تازيازت – موريتانيا
يقع منجم تازيازت في منطقة إنشيري شمال نواكشوط، ويُشغل من قبل شركة كينروس الكندية التي تمتلك خبرة طويلة في مجال التعدين. يعد هذا المنجم الأكبر في موريتانيا والغرب الأفريقي، حيث تبلغ الاحتياطيات المؤكدة والمحتملة نحو 7.86 مليون أوقية.
ويعمل في المنجم أكثر من 3500 عامل، 90% منهم من العمالة الموريتانية المحلية، ما يعزز التنمية المجتمعية ويقلل من البطالة، يعتمد المنجم على الطاقة المتجددة بشكل كبير، إذ يتوفر فيه محطة طاقة شمسية بقدرة 34 ميغاواط مع نظام بطاريات تخزين حديث بقدرة 17 ميغاواط/ساعة، مما يقلل من الاعتماد على الوقود الأحفوري ويخفض التكاليف التشغيلية ويخفض الانبعاثات البيئية.
والإنتاج السنوي يقترب من 540 ألف أوقية، ما يجعله أحد أهم مصادر العملة الصعبة في موريتانيا، ويساهم بشكل مباشر في دعم ميزانية الدولة وتمويل مشاريع التنمية المحلية. المشروع يشهد توسعات كبيرة، أبرزها مشروع 'تازيازت الجديدة' الذي سيرفع من القدرة الإنتاجية بشكل كبير في السنوات القادمة.
منجم مهد الذهب – السعودية
منجم مهد الذهب هو أقدم وأشهر منجم ذهب في المملكة العربية السعودية، ويقع في منطقة المدينة المنورة، حيث يعود اكتشافه إلى آلاف السنين، وبدأ التشغيل الحديث عام 1983 تحت إدارة شركة معادن.
ويمتاز المنجم باحتياطيات كبيرة تقدر بملايين الأوقيات، ويخضع لتطوير مستمر في إطار استراتيجية 'رؤية 2030' السعودية التي تستهدف زيادة إنتاج الذهب الوطني إلى مليون أوقية سنويًا، ويستخدم المنجم تقنيات متقدمة مثل المعالجة الحرارية لفصل الخام، إضافة إلى تقنيات صديقة للبيئة للحد من التأثيرات السلبية على المحيط.
والمنجم يشكل جزءًا مهمًا من الخطة السعودية لتنويع اقتصادها بعيدًا عن النفط، ويشغل آلاف العمالة المحلية مع توفير فرص تدريب وتطوير مهني، كما يسهم في تعزيز مكانة السعودية كمنتج عالمي للذهب.
منجم أرياب – السودان
يقع منجم أرياب في ولاية البحر الأحمر شرق السودان، وتم اكتشافه في ثمانينيات القرن الماضي، ويشتهر بكونه واحدًا من أكبر مناجم الذهب في السودان، ويحتوي على احتياطيات ذهب ونحاس وزنك مهمة.
ويديره تحالف بين شركات محلية وأجنبية، ويعمل بطاقة إنتاجية متنامية رغم التحديات السياسية والاقتصادية التي مرت بها السودان، ويُعد المنجم مصدرًا مهمًا للعملة الصعبة ويساهم في دعم الاقتصاد الوطني عبر توفير فرص العمل للعديد من السكان المحليين.
وتوجد خطط لتوسعة المنجم وتحسين البنية التحتية، بما يشمل تحديث المعدات واعتماد تقنيات استخراج أحدث وأكثر كفاءة، مع مراعاة معايير السلامة والبيئة.
منجم الحجار – السعودية
يقع منجم الحجار جنوب المملكة، على بعد نحو 350 كم جنوب شرق الطائف، ويمتاز بتركيز عالي للذهب في الخام. بدأ التشغيل في أوائل التسعينيات وتديره شركة معادن.
ويعتبر من المناجم النشطة التي تعتمد على تقنيات إنتاج متطورة وصديقة للبيئة. يشكل جزءًا أساسيًا من جهود المملكة لزيادة إنتاج الذهب من نحو 400 ألف أوقية سنويًا إلى مليون أوقية بحلول 2030، ما يعزز الأمن الاقتصادي ويزيد من فرص الاستثمار في قطاع التعدين.
وتعمل الشركة على تطوير عمليات التنقيب والاستخراج، بالإضافة إلى الاستثمار في تقنيات الطاقة النظيفة لتعزيز الاستدامة وتقليل الانبعاثات.
هذا وتمثل هذه المناجم الخمسة نموذجاً لتوازن بين الحداثة والتاريخ، والاقتصاد والبيئة، حيث تجمع بين استخدام أحدث تقنيات الاستخراج والطاقة النظيفة، وبين المساهمة في دعم التنمية المستدامة محليًا. كما تُعد مفتاحًا لتغيير ملامح المشهد الاقتصادي العربي في ظل سعي الدول لتنويع مصادر دخلها بعيدًا عن النفط.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فبراير
منذ 12 ساعات
- فبراير
مركز لتعزيز قدرات المنظمات المحلية
افتُتِح قبل أيام في مدينة سبها مركز موارد المجتمع المدني، كخطوة جديدة لدعم وتمكين منظمات المجتمع المدني في المنطقة الجنوبية، عبر تقديم خدمات متنوعة تشمل التدريب، والاستشارات القانونية، ومساحات العمل المشتركة. المركز يُعد إحدى مبادرات مشروع «مبادرات المجتمع المدني في ليبيا» «CIL» المنفّذ من قبل منظمة ACTED بدعم من الاتحاد الأوروبي، ويهدف إلى توفير بيئة مناسبة لتطوير العمل المدني، وبناء قدرات المنظمات المحلية وتمكينها من أداء أدوارها المجتمعية بكفاءة. ويقدم المركز خدمات مهنية متكاملة، من بينها: مساحات تدريب مجهزة لتنفيذ الورش والبرامج التوعوية، استشارات قانونية مجانية لتنظيم الوضع الإداري والقانوني للمنظمات، مكتبة موارد شاملة تحتوي على أدلة عمل، ونماذج تنظيمية، ومراجع أكاديمية، بالإضافة إلى مساحات عمل مشتركة تدعم التعاون وتبادل الخبرات بين العاملين في الشأن المدني. وقد شهد الافتتاح حضور عدد من ممثلي منظمات المجتمع المدني، وناشطين محليين، إضافة إلى شركاء من مؤسسات دولية. وأشاد الحضور بأهمية المركز في تعزيز دور المجتمع المدني، خاصة في ظل التحديات التي تواجهها المنظمات في الجنوب. ويأمل القائمون على المركز أن يسهم في خلق بيئة داعمة للمبادرات المدنية، وتمكين الفاعلين المحليين، لاسيما النساء والشباب، من لعب دور مؤثر في النهوض بالمجتمع وتحقيق التنمية المستدامة.


الوسط
منذ يوم واحد
- الوسط
«عملاق الألماس الروسي».. أول شركة عالمية تحصل على «الحياد الكربوني»
بات عملاق الألماس الروسي «ALROSA» «ألروسا» أول شركة تعدين عالمية تحصل على اعتراف رسمي بتحقيق «الحياد الكربوني» في منتجاتها؛ حيث تنتج 30% من ألماس العالم بأدنى أثر كربوني ممكن. وتؤكد الشهادة التي حصلت عليها «ألروسا» من شركة التدقيق والمعايير «TÜV AUSTRIA» أن الأثر الكربوني لمنتجات الشركة بلغ قيمة سالبة قدرها 0.71 كيلوغرام من غاز ثاني أكسيد الكربون CO2 المكافئ لكل قيراط عام 2024. وتوصل باحثو مركز الابتكار والتكنولوجيا التابع لـ«ALROSA»، بحسب ما رصدت وكالة «نوفوسيتي» الروسية، بالتعاون مع علماء من جامعة موسكو الحكومية ومراكز بحثية أخرى، إلى أن خامات الألماس المستخرجة من حقول الشركة في جمهورية ياقوتيا شرقي روسيا، ومقاطعة أرخانغيلسك شمال غربي روسيا قادرة على امتصاص ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي أثناء العمليات الصناعية، حيث يجرى تخزين الكربون بشكل دائم في صيغة مستقرة تمنع عودته إلى الغلاف الجوي. شراء شهادات الكربون وأكد بافل مارينيتشيف المدير العام للشركة أنها لم تعتمد على آليات التعويض الكربوني مثل شراء شهادات الكربون، لتحقيق الحياد الكربوني على عكس بعض الشركات الأخرى التي تعلن عن حيادها الكربوني باستخدام هذه الوسائل. ويُعد الدور الرئيسي في عملية امتصاص الكربون ناتجا عن الدورة التكنولوجية لاستخراج الخام ومعالجته وتخزينه في روسيا، حيث تساهم هذه العمليات في تسريع عملية «الكربنة»، أي تحويل ثاني أكسيد الكربون الممتص إلى كربونات طبيعية مستقرة ضمن تركيبة الكمبرليت. من جانبه، قال إيغور كوروتسكي الخبير في استراتيجيات «ESG» وقضايا المناخ إن هذا الإنجاز سيؤثر على سياسات الشركات العالمية في تحقيق الحياد الكربوني. وأشار إلى أن شركات كبرى مثل «دي بيرز» و«ريو تينتو» حددت هدفا لتحقيق الحياد الكربوني بحلول عام 2050، في حين أن «ALROSA» قد حققت ذلك اليوم، وصاغت معايير جديدة للسوق.


الوسط
منذ 7 أيام
- الوسط
عرض من «أدنوك» بـ18.7 مليار دولار للاستحواذ على «سانتوس» الأسترالية
قدّمت شركة بترول أبوظبي الوطنية «أدنوك» المملوكة للدولة عرضا للاستحواذ على مجموعة سانتوس الأسترالية للطاقة بقيمة 18.7 مليار دولار، على ما أكدت الشركتان، اليوم الإثنين. ولشركة «سانتوس»، التي تتخذ في أديلايد الاسترالية مقرا لها، نشاطات في مجال الطاقة في أستراليا وبابوا غينيا الجديدة وتيمور الشرقية والولايات المتحدة، كما أنها أحد الموردين الرئيسيين للغاز الطبيعي المسال في أستراليا وآسيا، بحسب «فرانس برس». وبلغ عرض الاستحواذ النقدي الذي قدّمته «أدنوك» 5.76 دولار لكل سهم من أسهم «سانتوس»، أي ما يعادل 18.7 مليار دولار للشركة بكاملها. ويزيد السعر المعروض للسهم بنحو 28% عن مستوى إغلاق سهم «سانتوس» الجمعة. العرض «النهائي غير الملزم» وأوضحت «سانتوس» أن هذا هو العرض «النهائي غير الملزم» من «أدنوك» التي قدمت عرضين سرّيين عند سعر أدنى في مارس. وارتفع سهم «سانتوس» بأكثر من 11% في معاملات ما بعد الظهر في بورصة الأوراق المالية الأسترالية. وقدّمت شركة «أدنوك»، ومقرّها في أبوظبي، عرضها عبر تحالف تقوده شركة «إكس آر جي» التابعة لها، ويضم التحالف أيضا شركة «أبوظبي التنموية القابضة» وشركة الاستثمار العالمية «كارلايل». وقالت «إكس آر جي»، في بيان لها، إن الصفقة المقترحة تتماشى مع استراتيجيتها وطموحها لتطوير مشاريع رائدة ومتكاملة في مجالي الغاز والغاز الطبيعي المسال عالميا. وكشف مجلس إدارة «سانتوس» أنه ينوي رفع توصية بالإجماع إلى المساهمين ليصوتوا تأييدا لعرض شركة بترول أبوظبي الوطنية في حال جرى الاتفاق على شروط الاستحواذ. وأشارت «سانتوس» إلى أن المقترح الذي قدّمته «أدنوك» خضع للتدقيق المطلوب، والاتفاق على الشروط، وموافقة الجهات التنظيمية في أستراليا وبابوا غينيا الجديدة والولايات المتحدة. «تدقيق عميق» وتوقّع سول كافونيك، كبير محللي الطاقة في «إم إس تي ماركي»، أن تخضع الصفقة إلى «تدقيق عميق» نظرا لامتلاك «سانتوس» بنية تحتية نفطية حيوية على الساحلين الشرقي والغربي لأستراليا، ولكون «أدنوك» شركة مملوكة لحكومة أجنبية. وأضاف كافونيك أن هذا سيكون أول قرار مهم يتخذه وزير الخزانة الأسترالي جيم تشالمرز بشأن عرض حكومي أجنبي للاستحواذ على بنية تحتية حيوية رئيسية، موضحا أن الحكومة قد تُصر على فصل بعض أصول الغاز المحلية التابعة لـ«سانتوس» كشرط للاستحواذ. وقال التحالف الذي تقوده «إكس آر جي» إنه يخطط للاستثمار في نشاطات «سانتوس» في مجال الغاز والغاز الطبيعي المسال لتوفير «حلول موثوقة وبأسعار معقولة ومنخفضة الكربون للعملاء في أستراليا ومنطقة آسيا والمحيط الهادئ وخارجها».