
الديار: الارهاب يقرع أبواب مسيحيي سوريا
المنطقة في المجهول بعد قرار ترامب الانخراط بالحرب
ايران تتجه لاغلاق مضيق هرمز… وتداعيات كارثية مُرتقبة على دول العالم
وطنية – كتبت صحيفة 'الديار': سرقت سورية يوم امس الاحد الاضواء في المنطقة، بعدما عاد الارهاب ليقرع ابوابها بقوة، بتسلل انتحاريّ الى كنيسة مار إلياس بمنطقة الدويلعة في دمشق، قام بتفجير نفسه موقعا عشرات القتلى والجرحى في صفوف المصلين.
الحدث السوري الدراماتيكي أتى ليخلط كل الاوراق، ويعيد طرح سؤال اساسي حول قدرة وارادة النظام هناك على حماية الاقليات، خاصة في ظل تغلغل المتطرفين والمتشددين في اجهزة الدولة، ونهوض «داعش» من جديد، كما في ظل المشاريع «الاسرائيلية» المشبوهة للمنطقة والدافعة لتقسيمها.
والخطِر، ان ذلك تزامن مع تحول كبير في مسار المواجهات «الاسرائيلية»- الايرانية، بحيث قررت الولايات المتحدة الاميركية ليل السبت- الاحد الانخراط في الحرب على طهران، مستهدفة ثلاثة مواقع نووية إيرانية، بينها منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض.
وبهذا القرار تكون المنطقة دخلت في منعطف هو الاخطر في تاريخها الحديث، اذ تتجه راهنا كل الانظار الى الرد الايراني، شكله وتوقيته، باعتباره سيُحدد اذا كنا نتجه الى الانفجار الكبير او التسوية الكبرى.
وابرز ما تم اعلانه في هذا المجال توصية مجلس الشورى الإيراني بإغلاق مضيق هرمز، وترك اتخاذ القرار إلى المجلس الأعلى للأمن القومي، كما اعلان الحوثيين استعدادهم لبدء مهاجمة السفن الأميركية في البحر الأحمر.
وفي اول تعليق اميركي على التهديدات باقفال «هرمز»، قال نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس إن «تعطيل إيران لحركة الملاحة في المضيق، سيكون انتحارا بالنسبة لها».
ويُعتبر هذا المضيق شريان الحياة للعالم الصناعي، ويعبر منه ثلثا الإنتاج النفطي الذي يستهلكه العالم، ما يعني ان اغلاقه سيؤدي الى تداعيات اقتصادية هائلة على دول العالم.
الرد الايراني
وتقول مصادر واسعة الاطلاع ان الولايات المتحدة الاميركية، تعتبر «ان اللحظة الحالية هي الامثل لدفع ايران مجددا الى التفاوض»، لافتة الى انها متفاهمة مع «اسرائيل» على ان «الوقت حان بعد توجيه ضربات «قاضية» للبرنامج النووي الايراني لوقف هذه الحرب». وتضيف المصادر لـ «الديار»: «لكن ما يريده الثنائي الاميركي- «الاسرائيلي» شيء، وما تخطط له ايران وما تقبله شيء آخر تماما».
وشددت المصادر على ان ايران «لن تسمح بأن يمر العدوان الاميركي عليها مرور الكرام، وتتجه مكسورة الى طاولة التفاوض». واكدت المصادر ان طهران «تدرس راهنا كل خياراتها… وبحسب المعلومات، هناك توجه جدي لاغلاق مضيق هرمز، باعتبار ان ذلك سيؤدي الى ضرر اقتصادي عالمي كبير يصيب الولايات المتحدة الاميركية بشكل اساسي، من دون استبعاد اغلاق مضيق باب المندب ايضا».
وترجح المصادر «الا تتجه ايران راهنا لضرب القواعد الاميركية في المنطقة، وستلعب هذه الورقة في مراحل لاحقة في حال تطورت الامور دراماتيكيا»، مضيفة:»كما انه من المرجح ان يتزامن اغلاق المضائق، مع تكثيف الضربات على تل ابيب».
ماذا حصل ليلا؟
وكان الرئيس الاميركي اعلن ليل السبت- الأحد أن الجيش الأميركي نفذ «هجومًا ناجحًا جدًا» على ثلاثة مواقع نووية إيرانية، بينها منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم تحت الأرض.
وقال ترامب في منشور على منصته «تروث سوشال»: «استكملنا هجومنا الناجح جدًا على المواقع النووية الثلاثة في إيران، بما في ذلك فوردو ونطنز وأصفهان». وأضاف: «أُسقطت حمولة كاملة من القنابل على موقع فوردو الرئيسي»، لافتًا إلى «أن الطائرات التي نفذت الهجوم غادرت المجال الجوي الإيراني بسلام ، وهي في طريق عودتها إلى الوطن». وأكد أن منشآت التخصيب النووي في طهران «دُمّرت بالكامل».
وقال وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث إن الضربات على المنشآت النووية الإيرانية كانت «نجاحا باهرا»، مؤكداً«دمرنا البرنامج النووي الإيراني». فيما رأى نائب الرئيس الأميركي جي دي فانس أن «الضربات أخّرت إلى حد كبير قدرة إيران على تطوير سلاح نووي».
ووفق تقرير القيادة الاميركية عن الغارة ضد المنشات النووية، فان القاذفات القت 14 قنبلة زنة كل منها 12 طنًا على فوردو، فيما القت الطائرات عشرات صواريخ توماهوك ضد عدة أهداف ومنشآت اخرى.
بالمقابل، أكد مصدر إيراني كبير لوكالة «رويترز» إنه تم نقل معظم اليورانيوم عالي التخصيب في فوردو إلى مكان غير معلن، قبل الهجوم الأميركي. وأفاد المصدر أنه تم تقليص عدد الأفراد في موقع فوردو إلى الحد الأدنى.
وأكد الهلال الأحمر الإيراني انه «لم تسجل أي إشعاعات في الهجوم على المواقع النووية»، متحدثا عن اصابة 11 شخصاً غادر معظمهم المستشفى.
وشدد الحرس الثوري الايراني على أن التكنولوجيا النووية الإيرانية لا يمكن تدميرها بأي هجوم، معتبرا ان «أميركا وضعت نفسها في الخط الأمامي للعدوان».
وكان وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، وفي اول تعليق له على الضربات الاميركية، وصف هذه الضربات بال «شنيعة»، محذراً من أنه «ستكون لها تداعيات دائمة»، وأن طهران «تحتفظ بجميع الخيارات للرد».
ووصف عراقجي الهجوم الأميركي بأنه «خيانة» من الرئيس الأميركي دونالد ترمب، قائلاً إن ترامب «خان إيران رضوخُا لطموحات رئيس الوزراء «الإسرائيلي» بنيامين نتنياهو»، الذي وصفه بـ«المجرم»، الذي اعتاد استغلال أراض وثروات الشعوب لتحقيق أهداف «إسرائيل».
استنفار لبناني
وفيما استنفرت دول المنطقة لمواكبة هذه التطورات الكبرى واحتمال انعكاسها عليها، سارع رئيس الجمهورية اللبنانية العماد جوزيف عون للدعوة لضبط النفس. واعتبر في بيان ان قصف المنشآت النووية الإيرانية «يرفع منسوب الخوف من اتساع رقعة التوتر، على نحو يهدد الأمن والاستقرار في أكثر من منطقة ودولة». ودعا إلى «ضبط النفس وإطلاق مفاوضات بناءة وجدية، لإعادة الاستقرار إلى دول المنطقة، وتفادي مزيد من القتل والدمار».
وقال مصدر امني رفيع ان كل الاجهزة الامنية عادت واستنفرت من جديد بعد الضربات الاميركية، خشية اي تحركات انتقامية تحصل من داخل الاراضي اللبنانية، لافتا في حديثه ل»الديار» ان ذلك يتزامن مع جهود سياسية استثنائية لتحصين «النأي بالنفس».
واستبعدت مصادر سياسية واسعة الاطلاع ان يتغير موقف حزب الله بعد الذي حصل، فيتجه الى القيام بردة فعل من الداخل اللبناني، معتبرة ان رفع السقف كلاميا الذي حصل في اليومين كان هدفه الردع، للضغط على واشنطن لعدم الانخراط في المعركة… لكن بعدما اصبح ذلك امرا واقعا، فهو يعي ان مصلحته والمصلحة اللبنانية العليا تقتضي مواصلة ضبط النفس».
واتى البيان الذي صدر عن حزب الله مساء امس ليؤكد ان الحزب سيبقى على موقفه وموقعه الحالي في المواجهة الحالية، اذ شدد على تضامنه الكامل مع إيران قائلا:»كلنا ثقة في قدرتها على مواجهة العدوان، وإذاقة العدو الأميركي والصهيوني مرّ الهزيمة».
وأجرى رئيس مجلس الوزراء نواف سلام اتصالًا بالرئيس عون، تم خلاله البحث في التطورات الخطرة التي تمر بها المنطقة، وانعكاساتها المحتملة على لبنان. وتم الاتفاق بين عون وسلام على إبقاء قنوات الاتصال مفتوحة والعمل المشترك، لتجنيب لبنان تداعيات هذه الأوضاع، وتغليب المصلحة الوطنية العليا، والحفاظ على وحدة الصف والتضامن الوطني.
كذلك افيد عن اجراء سلام سلسلة اتصالات شملت كلًا من وزير الدفاع الوطني ميشال منسى، ووزير الداخلية والبلديات أحمد الحجار، وقائد الجيش العماد رودولف هيكل، « في إطار تنسيق الجهود واتخاذ كال التدابير الأمنية اللازمة للحفاظ على الاستقرار الداخلي، وصون الأمن الوطني في هذه المرحلة الدقيقة».

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

مصرس
منذ 25 دقائق
- مصرس
البيت الأبيض: ترامب منفتح على الحوار لكن الإيرانيون قد يسقطون النظام
قال البيت الأبيض إن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب منفتح على الحوار، لكن إذا لم تختر حكومة طهران هذا الطريق، فقد يتمكن الشعب الإيراني من "انتزاع السلطة من النظام". جاء ذلك في تصريحات صحفية للمتحدثة باسم البيت الأبيض، كارولين ليفيت، بشأن الهجمات الجوية الأمريكية على المنشآت النووية الإيرانية.وقالت ليفيت: "نحن على يقين تام من تدمير منشآت إيران النووية بالكامل. ولدينا درجة عالية من الثقة بأن المواقع التي تم استهدافها هي الأماكن التي تُخزن فيها إيران اليورانيوم المخصب".وأشارت إلى أن الولايات المتحدة تتابع عن كثب التطورات في مضيق هرمز، وحذرت إيران من ارتكاب خطا بإغلاق المضيق.وفيما يتعلق بالتقارير الإعلامية التي تفيد بأن الولايات المتحدة وإسرائيل تسعيان إلى إسقاط النظام في إيران، قالت ليفيت: "إذا لم يختر النظام الإيراني طريق الحل السلمي والدبلوماسي، فلماذا لا ينتزع الشعب الإيراني السلطة من هذا النظام العنيف للغاية؟ الرئيس (ترامب) لا يزال منفتحا على الحوار".ويقع مضيق هرمز بين إيران من الشمال والإمارات وسلطنة عمان من الجنوب، ويربط بين الخليج العربي شمالا وخليج عمان وبحر العرب جنوبا، ويعبر منه نحو 40% من النفط المنقول بحرا في العالم، و20% من الغاز المسال، و22% من السلع الأساسية.وفجر الأحد، لم تكتف الولايات المتحدة بتقديم الدعم العسكري والاستخباري واللوجستي للعدوان الإسرائيلي على إيران، وشنت غارات جوية على منشآت فوردو ونطنز وأصفهان النووية.ومنذ 13 يونيو الجاري تستهدف إسرائيل منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين بإيران، التي ترد بضرب مقرات عسكرية واستخباراتية إسرائيلية بصواريخ باليستية وطائرات مسيّرة، ما خلف قتلى وجرحى لدى الجانبين.


24 القاهرة
منذ 26 دقائق
- 24 القاهرة
هل خبأت إيران اليورانيوم قبل الضربة الأمريكية؟ تقارير غربية تكشف الحقيقة
أفادت العديد من التصريحات التي تناقلتها وسائل الإعلام الدولية، أنباء تشير إلى أن طهران نقلت اليورانيوم من أماكنه قبل بدء الهجوم الأمريكي على منشآتها النووية. وقال مسؤولان إسرائيليان مطلعان على المعلومات الاستخباراتية لصحيفة نيويورك تايمز إن إيران نقلت معدات ويورانيوم خارج فوردو في الأيام الأخيرة. وأفادت تقارير التليجراف البريطانية بأن مفتشي الأمم المتحدة شاهدوا الوقود آخر مرة قبل أسبوع من بدء إسرائيل هجماتها على إيران في 13 يونيو ووفقا لصور الأقمار الصناعية، يبدو أن الشاحنات والجرافات والقوافل الأمنية احتشدت في منشأة فوردو قبل يومين من الضربات الأمريكية. وأشار محللون في شركة TS2 Space، وهي شركة دفاع بولندية، إلى أنها كشفت عن 'جهد محموم' لنقل أجهزة الطرد المركزي أو مواد التدريع. إيران وتخصيب اليورانيوم تشير التقييمات الأولية إلى أن الموقع المحصن في فوردو قد تعرض لأضرار جسيمة من جراء قنابل Massive Ordnance Penetrator (Mop)، ولكن لم يتم تدميره بالكامل. وتشير صور الأقمار الصناعية إلى أن القنابل كان لها تأثير شديد. وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن المنشأة المتضررة بالفعل في أصفهان تعرضت لعشرات الصواريخ، لكنها كانت تحتوي على القليل من اليورانيوم المخصب أو لا تحتوي عليه على الإطلاق عندما تعرضت للقصف، وأن نقل مخزونها إلى مكان سري يعني أن إيران لا تزال قادرة على امتلاك المواد اللازمة لتطوير سلاح نووي، اعتمادًا على قدرة طهران على إعادة بناء المعدات الحيوية، بما في ذلك أجهزة الطرد المركزي، الأمر الذي قد يستغرق سنوات، وفقًا لتحليل صحيفة التليجراف البريطانية. رسميًا.. إيران تبدأ إجراءاتها لتعليق تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية


الاقباط اليوم
منذ 31 دقائق
- الاقباط اليوم
نيفين مسعد تسخر من أداء السلطات السورية بعد تفجير كنيسة مار إلياس: "لجنة جديدة؟ ولا كله All Inclusive؟"
أعربت الدكتورة نيفين مسعد، أستاذة العلوم السياسية بكلية الاقتصاد والعلوم السياسية في جامعة القاهرة، عن استنكارها وسخريتها من تعاطي السلطات السورية مع التفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس للروم الأرثوذكس في العاصمة السورية دمشق. وكتبت مسعد، عبر حسابها الشخصي على موقع "فيس بوك"، تعليقًا لاذعًا جاء فيه: "هو حايتم تشكيل لجنة تحقيق منفصلة في تفجير كنيسة دمشق بالإضافة إلى لجنة التحقيق القدييييمة في مجازر الساحل، والا حاتضاف جريمة الكنيسة لمهام لجنة الساحل ويبقي كله all inclusive؟" ويحمل تعليقها دلالة قوية على التشكيك في جدية لجان التحقيق الرسمية، التي غالبًا ما تُشكل عقب كل جريمة أو مجزرة، من دون نتائج ملموسة، وهو ما عبّرت عنه باستخدامها لعبارة "all inclusive" في إشارة تهكمية إلى طابع الشمولية غير المجدية لهذه اللجان. ويأتي هذا التصريح في أعقاب الهجوم الدموي الذي وقع أمس الأحد 22 يونيو، على كنيسة مار إلياس في دمشق أثناء القداس، والذي أسفر عن سقوط عدد من الضحايا والمصابين، وسط إدانات محلية ودولية واسعة، وأسئلة متزايدة حول آليات المحاسبة والتحقيق في مثل هذه الجرائم.