
ماذا لو هاجم ترامب إيران أو استهدف مرشدها الأعلى؟.. خبراء يحذرون من مخاطر اندلاع حرب أوسع نطاقًا وتصعيد نووى وفوضى إقليمية حادة
إذا اختار الرئيس ترامب إرسال قاذفات أمريكية لمساعدة إسرائيل في تدمير منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم الإيرانية المدفونة عميقًا - أو تحرك لاغتيال المرشد الأعلى الإيراني، آية الله علي خامنئي - فمن المرجح أن يدخل الصراع في الشرق الأوسط مرحلة أكثر تقلبًا وصعوبة في التنبؤ. يتفق المحللون على أن مثل هذه الإجراءات لن تضمن تدمير البرنامج النووي الإيراني أو وصول نظام أكثر ودًا في طهران. بدلًا من ذلك، ستزداد مخاطر اندلاع حرب أوسع نطاقًا، وتصعيد نووي، وفوضى إقليمية بشكل حاد.
لقد صمد النظام الديني الاستبدادي في إيران لأربعة عقود من المعارضة الداخلية والضغوط الدولية. ويحذر الخبراء من أن قتل خامنئي لن يؤدي بالضرورة إلى إنهاء النظام الديني.. قد يتولى الحرس الثوري الإسلامي زمام الأمور بسرعة، مما قد يؤدي إلى تنصيب خليفة أكثر عدائية للغرب. يقول فالي نصر، الأستاذ في كلية جونز هوبكنز للدراسات الدولية المتقدمة: "قد يُعيّنون حكومة أكثر تعارضاً مع الغرب، أو على الأرجح، يستبدلون خامنئي بشخصية أكثر تطرفًا تُجهّز لمعركة طويلة". قد يفتح الانتقال الفوضوي الباب أيضًا أمام صراع داخلي أو حتى حرب أهلية، لكن قليلين يتوقعون انتصار المعارضة الليبرالية الإيرانية، بالنظر إلى سنوات القمع الوحشي.
المخاطر النووية
سيُوجّه تدمير فوردو ضربةً قويةً للبرنامج النووي الإيراني، لكنه قد لا يُنهيه. فموقع المنشأة، الواقع في أعماق جبل، يُصعّب تدميره بالكامل. علاوةً على ذلك، قد تمتلك إيران مواقع نووية سرية غير معروفة للمخابرات الغربية. ومع تضرر منشآتها المعروفة واستهداف علمائها الرئيسيين، قد تُسرّع إيران جهودها النووية، وقد تنسحب من معاهدة حظر الانتشار النووي وتُكثّف التخصيب في مواقع أقل وضوحًا. أوضحت سنام فاكيل من تشاتام هاوس: "ستبدأ برؤية تصعيد أوسع نطاقًا أحجموا عنه"، محذرة من أن خيارات الردع المتاحة لإيران ستكون محدودة. قبل التصعيد الأخير، استكشفت إيران والولايات المتحدة حدودًا محتملة لتخصيب اليورانيوم الإيراني مقابل تخفيف العقوبات. انهارت هذه المناقشات في أعقاب الهجمات الإسرائيلية المفاجئة، لكن إيران أشارت إلى إمكانية استئناف المحادثات إذا قُدِّم لها عرض مغرٍ. وحذر نصر قائلاً: "إذا كان مجرد عصا، فسيقاتلون"، مشيرًا إلى أن الإنذار الأمريكي الذي يطالب "بالاستسلام غير المشروط" من غير المرجح أن ينجح.
حرب أوسع
حتى الآن، تجنبت إيران مهاجمة القوات أو القواعد الأمريكية في المنطقة، ممتنعةً عن استهداف حلفاء رئيسيين للولايات المتحدة، ولم تُعطّل حركة النفط في مضيق هرمز. إلا أن التدخل الأمريكي قد يُحطم هذا القيد. وقد تنضم الميليشيات المدعومة من إيران في اليمن ولبنان والعراق - على الرغم من ضعفها - إلى القتال. ويلوح في الأفق احتمال حدوث صدمات في أسعار النفط العالمية وخطر جرّ المزيد من الدول إلى صراع مفتوح.
قالت إيلي جيرانمايه من المجلس الأوروبي للعلاقات الخارجية: "إذا حاولت الولايات المتحدة إجبار إيران على الاستسلام، فستواصل إيران الضرب حتى تنتهي قدراتها الصاروخية". حثّ رئيس الوزراء نتنياهو الإيرانيين على الانتفاضة ضد "نظامهم القمعي"، مستشهدًا بتاريخ الاحتجاجات الجماهيرية في البلاد، وآخرها حركة "المرأة، الحياة، الحرية" عام ٢٠٢٢. وبينما يحتقر بعض الإيرانيين النظام ويرحبون في البداية بالغارات الإسرائيلية كدليل على عجز الحكومة، فإن تزايد الخسائر المدنية والهجمات على البنية التحتية يؤجج المشاعر القومية ويزيد من تصلب المواقف ضد التدخل الأجنبي. وتعكس المنشورات الأخيرة على وسائل التواصل الاجتماعي وحدة متنامية ضد التهديدات الخارجية، حتى بين منتقدي النظام.
نهاية صعبة
إن العواقب المحتملة لهجوم أمريكي على المنشآت النووية الإيرانية أو اغتيال مرشدها الأعلى عميقة وخطيرة. فبدلاً من إنهاء الصراع بسرعة أو إحداث تغيير إيجابي، يتوقع معظم الخبراء تصعيدًا، وتكثيفًا للقمع، وعدم استقرار إقليمي، وتصاعدًا في المشاعر المعادية للغرب في إيران. إن الطريق إلى الأمام محفوف بالمخاطر، مع عدم وجود ضمانات بأن العمل العسكري سيحقق الأمن أو تغيير النظام.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة

سكاي نيوز عربية
منذ 44 دقائق
- سكاي نيوز عربية
"الوقت وحده سيخبرنا".. ترامب يعلق مجددا على "ضرب إيران"
ونشر ترامب مقطع فيديو على منصة "تروث سوشيال" يتحدث عن تهديده بضرب إيران خلال الأسبوعين المقبلين، مع تعليق قال فيه: "الوقت وحده كفيل بأن يخبرنا". والمقطع الذي نشره ترامب مأخوذ من شبكة "فوكس نيوز" الإخبارية الأميركية، ويتحدث به الكاتب السياسي مارك ثيسن عن نية ترامب وقف البرنامج النووي الإيراني، سواء كان ذلك عسكريا أو بالمفاوضات. وتحدث ثيسن عن "الفرصة الأخيرة" لإيران، في إشارة إلى مهلة أسبوعين حددها ترامب لتقرير ما إذا كان سيوجه ضربة عسكرية لبرنامج طهران النووي. ويأتي المنشور قبيل عقد ترامب اجتماعا لمجلس الأمن القومي في البيت الأبيض ، حيث يواصل دراسة إمكانية الانضمام إلى الضربات الإسرائيلية على البرنامج النووي الإيراني. وحدد ترامب الخميس مهلة "أسبوعين" لاتخاذ قرار بشأن إمكان توجيه الولايات المتحدة ضربة لإيران، وأكد الجمعة أنه قد يتخذ قراره بهذا الشأن قبل انقضاء المهلة. والولايات المتحدة هي الدولة الوحيدة التي لديها قنابل خارقة للتحصينات قوية بما يكفي للوصول إلى منشأة "فوردو" ، أهم موقع نووي إيراني. والسبت ذكرت "رويترز" أن الولايات المتحدة بدأت تنقل قاذفات "بي 2" إلى جزيرة جوام في المحيط الهادي، مما يعزز احتمال مشاركتها في أي هجوم بشكل مباشر. ويمكن تجهيز القاذفة "بي 2" لحمل القنابل الأميركية "جي بي يو 57" زنة 30 ألف رطل، المصممة لتدمير أهداف في أعماق الأرض، مثل موقع "فوردو".


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
إيران ترفض تصفير «النووي».. وتتوعد إسرائيل برد مدمر
توعّد الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان، أمس السبت بأنّ رد بلاده على الهجمات الإسرائيلية المتواصلة سيكون «أكثر تدميراً»، وذلك في اليوم التاسع للحرب، فيما قال مسؤول إيراني كبير، إن المناقشات والمقترحات التي قدمتها قوى أوروبية لإيران بشأن برنامجها النووي في جنيف كانت غير واقعية، في حين واصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المراوحة بين قرار دعم توجيه ضربة عسكرية لبرنامج إيران النووي، أو تفضيل المضي في مسار التفاوض، قائلاً إنه ربما يدعم وقف إطلاق النار. وقال بزشكيان في اتصال هاتفي مع نظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون، إنّ «ردّنا على العدوان المتواصل لإسرائيل سيكون أكثر تدميراً». وأكد بزشكيان أنّ حقوق بلاده في مواصلة برنامجها النووي المدني «لا يمكن انتزاعها بالتهديد أو الحرب». وقال بزشكيان إنّ «إيران لطالما أعلنت استعدادها لتقديم ضمانات وبناء الثقة في أنشطتها النووية السلمية في إطار القانون الدولي»، وأضاف أنّ «الحقوق التي يمنحها القانون الدولي للدول والأمم لا يمكن انتزاعها منها بالتهديد أو الحرب». من جانبه، أكد ماكرون أن الأوروبيين «سيسرّعون وتيرة المفاوضات» مع إيران. وأوضح، في منشور على منصة «إكس»، أن تسريع وتيرة التفاوض يهدف إلى «الخروج من الحرب وتفادي مخاطر أكبر». في السياق، قال مسؤول إيراني كبير إن المناقشات والمقترحات التي قدمتها قوى أوروبية لإيران بشأن برنامجها النووي في جنيف كانت غير واقعية، مضيفاً أن الإصرار عليها لن يقرب الطرفين من التوصل إلى اتفاق. وأضاف المسؤول الكبير لرويترز، شريطة عدم نشر اسمه، «على أي حال، ستراجع إيران المقترحات الأوروبية في طهران، وتقدم ردودها في الاجتماع المقبل». واستبعد إمكان التفاوض على قدرات طهران الدفاعية، بما في ذلك برنامجها الصاروخي، وأكد مجدداً أن فكرة وقف تخصيب اليورانيوم بمثابة طريق مسدود. وأضاف «ترحب إيران بالدبلوماسية، ولكن ليس تحت وطأة الحرب». الى ذلك، واصل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب المراوحة بين قرار دعم توجيه ضربة عسكرية لبرنامج إيران النووي، أو تفضيل المضي في مسار التفاوض، قائلاً إنه ربما يدعم وقف إطلاق النار. وأعرب ترامب للصحفيين الجمعة، بعد اجتماع لمجلس الأمن القومي، عن اعتقاده بأن أداء إسرائيل جيد، وأداء إيران أقل جودة. وردًا على سؤال بشأن تقدير تولسي جابارد، مديرة الاستخبارات الوطنية الأمريكية، للبرنامج النووي الإيراني بشأن عدم وجود دليل على قيام إيران بصنع سلاح نووي، قال ترامب: «جابارد مخطئة». وشدد على أنه يعتقد أن «إيران كانت على بعد أسابيع أو أشهر من امتلاك سلاح نووي». وعلّق ترامب على اجتماع إيران بالترويكا الأوروبية قائلاً إنه غير متفائل بقدرة الأوروبيين على المساعدة في إنهاء النزاع. وأضاف: «تحدثنا مع إيران، وهي لا تريد التحدث مع أوروبا». (وكالات)


صحيفة الخليج
منذ ساعة واحدة
- صحيفة الخليج
احتجاجات غاضبة بلوس أنجلوس ضد «آيس» وانتشار عسكري واسع
أشعلت عمليات توقيف المهاجرين غير النظاميين في لوس أنجلوس موجة احتجاجات غاضبة ضد شرطة الهجرة الأمريكية، دفعت إدارة الرئيس دونالد ترامب إلى نشر آلاف العسكريين بدعوى حفظ الأمن، رغم الاتهامات المتزايدة بافتعال الأزمة وتصعيدها. وبينما تتسع رقعة الغضب الشعبي في كاليفورنيا، سعى ترامب إلى تسليط الضوء على دوره الخارجي، من خلال نسب الفضل لنفسه في التوصل إلى اتفاق سلام بين الكونغو الديمقراطية ورواندا، مبدياً امتعاضه من تجاهل لجنة نوبل، في وقت أعلنت فيه باكستان ترشيحه رسمياً للجائزة لعام 2026 تقديراً لتدخله الدبلوماسي الأخير. وأثار نشر عمليات توقيف واسعة للمهاجرين غير النظاميين في لوس أنجلوس ومناطق أخرى احتجاجات غاضبة ضد شرطة الهجرة الأمريكية المعروفة ب«آيس»، التي أصبحت ذراعاً مسلّحة في سياسة إدارة الرئيس دونالد ترامب المعادية للهجرة. وتجمع نحو خمسين متظاهراً ليلاً أمام فندق ينزل فيه عناصر من الشرطة الفدرالية، رافعين شعارات مثل «لا نوم لآيس»، معبرين عن رفضهم لعمليات التوقيف العنيفة التي طالت المهاجرين في أماكن عامة كالمحاكم والمزارع ومحطات غسل السيارات، وسط حضور لعناصر ملثّمين يحملون بنادق هجومية أثارت موجة من الخوف والغضب في المجتمع، خصوصاً في ولاية كاليفورنيا التي تسعى لمواجهة هذه الممارسات عبر تشريع يمنع ظهور قوات الأمن بوجوه مغطاة. وصرّح ناثانايل لاندافيردي، وهو شاب حاصل على إجازة في علم النفس، بأن عناصر «آيس» يرهبون المجتمع نهاراً بينما يستمتعون بالنوم ليلاً، معبراً عن أمله بأن يجعل الحرمان من النوم عملهم أقل فاعلية ويقلل من عدد التوقيفات. ويشارك العشرات في الاحتجاجات بالرقص والصخب أمام الفندق، فيما يرفع المتظاهرون لافتات مكتوب عليها «لا راحة لآيس» و«آيس خارج لوس أنجلوس»، ويحظى المتظاهرون بدعم من سائقين يعبرون عن تأييدهم عبر أبواق سياراتهم. وفي هذا السياق، تساءل الباحث والتر أولسون من معهد «كيتو» البحثي الليبرالي اليميني: «متى سيصبح لدولتنا شرطة سرّية؟»، محذراً من أن جعل المداهمات التي ينفذها عناصر ملثمون ممارسة رائجة يشكل محاولة للإفلات من المسؤولية القانونية والدستورية. وقدم البرلمان في كاليفورنيا مشروع قانون بعنوان «لا شرطة سرّية» يحظر ارتداء اللثام على قوى الأمن، بما في ذلك العناصر الفيدرالية، لكن إدارة ترامب رفضت المشروع مبررة أن اللثام ضروري لحماية عناصر «آيس» من الانتقام. وأشاد الرئيس الجمهوري بقوة عناصر «آيس» وعزمهم وبسالتهم، فيما تعهّد سكان لوس أنجلوس بعدم الاستسلام لهذه السياسات، واصفين الشرطة بأنها «نسخة حديثة من الغستابو»، في إشارة إلى الشرطة السرية النازية. بدوره، أكد نائب الرئيس الأمريكي جاي دي فانس أن آلاف العسكريين الذين نشروا في لوس أنجلوس هذا الشهر ما زالوا ضروريين رغم الهدوء النسبي، مشيراً إلى أن نشر نحو أربعة آلاف عنصر من الحرس الوطني و700 من البحرية جاء لحماية المباني والموظفين الفيدراليين بعد احتجاجات نشبت بسبب اعتقالات المهاجرين. وفي شأن منفصل، نسب ترامب لنفسه الفضل في التوصل إلى اتفاق سلام بين جمهورية الكونغو الديمقراطية ورواندا، معبراً عن استيائه من تجاهل لجنة نوبل له، ومطالباً بنسب الفضل إليه في جهود دبلوماسية عدة منها التوسط بين الهند وباكستان واتفاقات أبراهام لتطبيع العلاقات بين إسرائيل والدول العربية. إلى ذلك، أعلنت باكستان رسمياً ترشيح ترامب لجائزة نوبل للسلام لعام 2026 تقديراً لتدخله الدبلوماسي خلال النزاع الأخير بينها وبين جارتها الهند، ونفى المسؤولون الهنود أي دور له في وقف إطلاق النار مع باكستان. ويأتي هذا الاتفاق في ظل استمرار أعمال العنف في منطقة شرق الكونغو منذ عقود، وتجددها مع هجوم جديد شنته جماعة «إم 23» المسلحة نهاية 2021، فيما يواصل ترامب إظهار انزعاجه لعدم حصوله على جائزة نوبل، واصفاً سلفه باراك أوباما الذي حصل عليها عام 2009 بأنها لم يكن جديراً بها. (وكالات)