
القصة الكاملة للهجمات الأمريكية على المفاعلات النووية الإيرانية
أمريكا وإسرائيل ضد إيران
تقرير - محمد صالح
لازالت تتكشف أسرارًا جديدة حول الهجوم الأمريكي على المفاعلات النووية الإيرانية فجر اليوم، حيث كشف وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيجسيث، أن الهجوم تم باستخدام 125 طائرة و75 نوع من الأسلحة، قائًلا: إن عمليات الخداع قامت بها الجيوش الأمريكية في المنطقة لتضليل الدفاعات الإيرانية، حيث نجحت في تنفيذ الضربة دون خسائر أو حتى إطلاق صواريخ ضد الطائرات الأمريكية.
وفي أول تعليق من الرئيس الأمريكي على الهجوم الذي طال المنشآت النووية، قال على منصة تروث سوشيال: «موقع فورد انتهى»، مضيفًا في منشور آخر: «أكملنا هجومنا الناجح جدًا على المواقع النووية الثلاثة في إيران، بما في ذلك فوردو ونطنز وأصفهان»، مردفًا: «جميع الطائرات الآن خارج المجال الجوي الإيراني».
وتابع قائلًا: «تم إلقاء حمولة كاملة من القنابل على الموقع الرئيس فوردو.. جميع الطائرات في طريقها بأمان إلى الوطن».
تفاصيل الضربة الجوية الأمريكية
وبدأت القوات الأمريكية تنفيذ العملية العسكرية فجر اليوم، إذ انطلقت 125 طائرة جوية من تشكيلات مختلفة تضمنت: طائرات مقاتلة، طائرات خداع، طائرات مرافقة، طائرات تزويد بالوقود الجوي، حيث أقلعت 6 طائرات من طراز B2 «الشبحية» من قاعدة جوية في ولاية ميزوري، لتنفيذ ضرباتها على المواقع النووية الإيرانية، حيث ألقت نحو 12 قنبلة من طراز«GBU-57» خارقة للتحصينات، تزن الواحدة منها قرابة الـ 14 طن على منشأة فوردو، إلى جانب إسقاط اثنين آخرين على منشأة نطنز، حيث خطط «البنتاجون»، لاختراق متسلسل، تسقط فيه القنبلة الأولى لتخترق 200 قدم من الصخور قبل أن تنفجر، تليها القنبلة الثانية في نفس نقطة الاصطدام.
ولم يقتصر الهجوم الأمريكي على ذلك فقط، حيث أطلقت الغواصات الأمريكية أيضًا أثناء العملية العسكرية الجوية 30 صاروخا من نوع «توماهوك» بعيد المدى على منشأتي نطنز وأصفهان، وترجع أسباب ضرب الأهداف بدقة وعدم إفشالها بسبب الضربات الإسرائيلية فجر الجمعة 13 يونيو الجاري، التي بدورها أنهكت الدفاعات الجوية الإيرانية، مما سهل اختراق الطائرات الأمريكية للمجال الجوي الإيراني دون اعتراض، إلى جانب قدرات الطائرات على التخفي وصعوبة رصدها من الدفاعات الجوية.
الرد الإيراني
وفي أول رد إيراني على الهجمات الأمريكية أعلن الحرس الثوري، إطلاق 40 صاروخ تجاه مواقع استراتيجية وعسكرية إسرائيلية، مع استخدام لأول مرة في هذه العملية، صاروخ «خيبر» الباليستي، الذي يحمل رأسًا حربيًا تزن 1500 كيلو جرام، ويبلغ مدى 2000 كيلو متر، ما يجعله قادرًا على استهداف مناطق واسعة في الشرق الأوسط وأجزاء من أوروبا وآسيا، كما يتميز بسرعته الهائلة التي تصل إلى 16 ماخ خارج الغلاف الجوي أي 16 ضعف سرعة الصوت.
من جانبه وصف وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الهجوم الأمريكي بأنه «انتهاك جسيم»، لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي، مؤكدًا على حق بلاده في الدفاع عن سيادتها.
فيما قالت الوكالة الإيرانية للطاقة الذرية، إن المواقع النووية تعرضت لهجوم من الأعداء، مشيرة إلى أن الهجوم الأمريكي انتهك القانون الدولي.
وتابعت: «لن نسمح بوقف تطوير هذه الصناعة الوطنية.. وضعنا على جدول أعمالنا الإجراءات اللازمة بما فيها القانونية للدفاع عن حقوقنا».
وبدورها طمأنت السلطات الإيرانية مواطنيها القاطنين بـ مدينة «قم» بأن منشأة فوردو محصنة داخل الجبال ولا تشكل خطرًا مباشرًا، فيما أكدت وسائل إعلام إيرانية، أن إيران قد نجحت في نقل جميع كميات اليورانيوم المخصب إلى مناطق أكثر أمانًا، بعيدًا عن مفاعل فوردو قبل أيام من استهدافه.
ردود الفعل العربية والدولية
وأعربت مصر عن قلقها البالغ إزاء التطورات الأخيرة في إيران، وأدانت التصعيد المتسارع الذي ينذر بعواقب خطيرة على الأمن والسلم الإقليمي والدولي، مؤكدة رفضها لأي انتهاك لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي.
وشددت في بيان صادر اليوم الأحد عن وزارة الخارجية، على ضرورة احترام سيادة الدول، كما جددت تحذيرها من مخاطر انزلاق المنطقة نحو مزيد من الفوضى والتوتر، مؤكدة على أن الحلول السياسية والمفاوضات الدبلوماسية هي السبيل الوحيد نحو الخروج من الأزمة وتحقيق التسوية الدائمة وليس الحل العسكري.
كما تجدد دعوتها إلى ضرورة وقف التصعيد وضبط النفس وتغليب لغة الحوار، حفاظًا على أرواح المدنيين وصونًا لأمن واستقرار المنطقة.
من جانبها، أشارت المملكة العربية السعودية، إلى أنها تتابع بقلق بالغ تطورات الأحداث في الجمهورية الإسلامية الإيرانية الشقيقة المتمثلة في استهداف المنشآت النووية الإيرانية من قبل الولايات المتحدة الأمريكية.
وأكدت المملكة على المضامين الواردة في بيانها الصادر بتاريخ 13- 6- 2025م التي أكدت فيه إدانتها واستنكارها لانتهاك سيادة إيران، معربة عن ضرورة بذل كافة الجهود لضبط النفس والتهدئة وتجنب التصعيد.
كما دعت المجتمع الدولي إلى مضاعفة الجهود في هذه الظروف بالغة الحساسية للوصول إلى حلٍ سياسي يكفل إنهاء الأزمة بما يؤدي إلى فتح صفحة جديدة لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة
من جانبه أعرب الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش عن قلقه جراء الضربات التي نفذتها الولايات المتحدة، وصافًا إياها بأنها: «تصعيد خطير في منطقة على حافة الهاوية».
وقال في بيان: «في هذه اللحظة الحرجة، من الضروري تجنب دوامة الفوضى»، متابعًا: «لا يوجد حل عسكري.. السبيل الوحيد للمضي قدما هو الدبولماسية.. الأمل الوحيد هو السلام».
ختاما
ويبقى أنه لا توجد دلائل أو مؤشرات قريبة على إنهاء هذا الصراع الذي أشعلته إسرائيل في الثالث عشر من يونيو الجاري، مما يزيد من احتمالات توسع الصراع وانتشاره، ويوجد خيارات كثيرة أمام إيران للرد على الولايات المتحدة الأمريكية من ناحية وإسرائيل من ناحية أخرى.
فمن ناحية أمريكا، فتوجد عدة خيارات أولهم، أن إيران تستطيع توجيه ضربات قاتلة للقواعد الأمريكية في المنطقة خاصة وأن هناك 63 قاعدة أمريكية في الدول العربية بداخلها 40 ألف جندي أمريكي وإذا ما قامت بهذه الخطوة فإن ردود أمريكية قاسية ومرعبة يمكن أن تواجهها بأكثر من ضربات اليوم، أما الخيار الثاني فهو إغلاق مضيق هرمز الذي تمر منه ناقلات النفط والغاز، فإن استهدافه يجر إيران بدوره إلى صدام مع أمريكا وكل دول أوروبا، وهناك خيار ثالث وهو انسحاب إيران من الاتفاقية الدولية بعدم انتشار الأسلحة النووية مما يسمح لها بتصنيع أسلحة نووية ومنع المفتشين من دخول مفاعلاتها، وهو أيضًا يبقى الصراع مفتوحًا بين إيران وأمريكا وإسرائيل طوال الوقت.
ومن ناحية إسرائيل، فيمكن لـ إيران ضرب المواقع العسكرية والصناعية والاستراتيجية الاسرائيلية بالصواريخ وإدخال الدولة العبرية في حرب استنزاف طويلة وهو أمر قد لا تحتمله أمريكا ودول الغرب مما يجعل احتمالات تدخلهم لحماية إسرائيل كبيرة جدًا.
إذًا جميع الخيارات المتاحة أمام إيران لا تؤدي لأنهاء الصراع ولكنها يمكنها أن توسع الصراع وتشعله أكثر وهو ما يعكس الجريمة التي قامت بها إسرائيل لجر المنطقة لهذا الجحيم.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


خبر صح
منذ 38 دقائق
- خبر صح
مدير الوكالة الذرية يحذر من أن قصف إيران يهدد نظام الردع النووي
أكد المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية في كلمته أمام مجلس الأمن الدولي يوم 22 يونيو 2025 أن نظام منع الانتشار النووي الذي شكّل ركيزة الأمن الدولي لأكثر من نصف قرن يواجه تهديدًا غير مسبوق بعد الضربات الأميركية التي استهدفت مواقع نووية داخل إيران ليل السبت، وحذّر من أن الأحداث المأساوية التي تشهدها إيران باتت تنذر باتساع رقعة الصراع، مشددًا على أن العالم أمام فرصة لا تزال سانحة للعودة إلى الحوار والدبلوماسية، مؤكدًا أن إغلاق هذه النافذة قد يؤدي إلى تصاعد العنف لمستويات غير مسبوقة وانهيار نظام منع الانتشار العالمي كما نعرفه. مدير الوكالة الذرية يحذر من أن قصف إيران يهدد نظام الردع النووي مواضيع مشابهة: جيش الاحتلال يكمل غاراته الجوية على أهداف في إيران رافائيل ماريانو غروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية. فرصة للدبلوماسية قبل الانهيار المدير العام دعا الأطراف كافة إلى العودة لطاولة المفاوضات والسماح لمفتشي الوكالة الدولية للطاقة الذرية باستئناف عملهم داخل المواقع النووية الإيرانية، مشيرًا إلى ضرورة التحقق من حصر المواد النووية بما في ذلك نحو 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بنسبة 60%، وأوضح أن أي ترتيب مستقبلي يجب أن يكون مبنيًا على إثبات الوقائع على الأرض وهو ما لا يمكن تحقيقه إلا من خلال عمليات تفتيش الوكالة، كما شدد على أن مفتشي الوكالة لا يزالون داخل إيران ويجب السماح لهم بأداء مهامهم في ظل ظروف من الأمان والسلامة، داعيًا إلى وقف الأعمال العدائية لضمان إمكانية دخول الفرق إلى المواقع المتضررة، وأكد أنه يمكن لإيران اتخاذ أي تدابير لحماية موادها النووية شريطة أن تكون متوافقة مع التزاماتها تجاه الوكالة والضمانات الدولية. رافائيل ماريانو غروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية. تفاصيل القصف على المواقع النووية وفي استعراضه للتطورات الميدانية، قال المدير العام إن موقع فوردو المخصص لتخصيب اليورانيوم بنسبة 60% أظهرت صور الأقمار الاصطناعية وجود حفر على سطحه ما يرجح استخدام الولايات المتحدة ذخائر لاختراق الأرض، غير أن مدى الأضرار الجوفية لا يزال غير قابل للتقييم حتى الآن، وفي موقع أصفهان أُكد تعرض عدد من المباني المرتبطة بعملية تحويل اليورانيوم للقصف بصواريخ كروز، إضافة إلى استهداف مداخل أنفاق تخزين المواد المخصبة، كما تم قصف مصنع تخصيب الوقود في نطنز مجددًا باستخدام الذخائر نفسها، وأشار إلى أن إيران أبلغت الوكالة بعدم تسجيل أي ارتفاع في مستويات الإشعاع خارج المواقع الثلاثة المستهدفة وأن باقي المنشآت لا تزال تحت المراقبة كما ورد في تقريره السابق قبل يومين، مؤكدًا أن الهيئة التنظيمية الإيرانية تواصل تواصلها مع مركز الحوادث والطوارئ التابع للوكالة. رافائيل ماريانو غروسي المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية. مقال مقترح: أسعد الشيباني: انفجار كنيسة مار إلياس جريمة لن تؤثر على وحدة سوريا تحذير من التصعيد ودعوة لتحكيم العقل وجدد المدير العام تأكيده على موقف الوكالة الثابت الذي ينص على أن الهجمات المسلحة على المنشآت النووية لا يجب أن تُسمح بأي حال لما تحمله من مخاطر بيئية وصحية هائلة على مستوى الدول المستهدفة وجيرانها، ودعا إلى أقصى درجات ضبط النفس محذرًا من أن التصعيد العسكري لن يؤدي سوى إلى تأخير الحلول السياسية كما يهدد النظام العالمي لمنع انتشار الأسلحة النووية، وأعرب عن استعداده الكامل للتواصل المباشر مع جميع الأطراف والمساهمة في ضمان سلامة المنشآت النووية واستمرار استخدامها للأغراض السلمية، واختتم كلمته بالتشديد على أهمية الحفاظ على الهدف الأساسي من التعاون النووي الدولي وهو تسخير الطاقة الذرية لخدمة البشرية لا لتحويلها إلى أداة للدمار، وأكد أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية على استعداد كامل للقيام بدورها في إنهاء هذه المواجهة العسكرية، مشيرًا إلى أن زيادة عدد الدول التي تمتلك السلاح النووي لن تجعل العالم أكثر أمانًا.


الأسبوع
منذ ساعة واحدة
- الأسبوع
ترامب يعلن عودة قاذفات بي-2 إلى قواعدها بعد تنفيذ هجمات على منشآت إيرانية
الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الأحد، عبر منشور على منصته "تروث سوشال"، عن عودة قاذفات الشبح الاستراتيجية "بي-2" إلى قواعدها في الولايات المتحدة، عقب مشاركتها في الهجمات العسكرية الأخيرة التي استهدفت منشآت نووية إيرانية. وأوضح ترامب أن القاذفات هبطت بأمان في قاعدة عسكرية بولاية ميزوري، مشيدًا بكفاءة أطقم الطيران والفرق المشاركة في العملية، وموجّهًا لهم الشكر على تنفيذ ما وصفها بـ"المهمة المعقدة بنجاح". وتأتي هذه التصريحات بعد أقل من 24 ساعة من إعلان ترامب أن القوات الأمريكية نفذت "هجومًا ناجحًا للغاية" استهدف ثلاثًا من أبرز المنشآت النووية الإيرانية، وهي: فوردو، ونطنز، وأصفهان. وذكر أن "حمولة كاملة من القنابل" أُسقطت على منشأة فوردو، واصفًا الموقع بأنه "المركز الأساسي لبرنامج إيران النووي". وأكد ترامب أن العملية "نُفذت بدقة عالية"، مشيرًا إلى أن جميع الطائرات المشاركة غادرت الأجواء الإيرانية دون أن تتعرض لأي أذى، مضيفًا: "الجيش الأمريكي أنجز مهمة لا يستطيع أي جيش آخر في العالم تنفيذها بهذه الدرجة من الاحترافية".


المشهد العربي
منذ ساعة واحدة
- المشهد العربي
مندوب إسرائيل: ترامب أنقذ العالم من كارثة نووية
قال المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة داني دانون، الأحد، إن الولايات المتحدة الأمريكية أنقذت العالم من كارثة نووية. وخلال جلسة لمجلس الأمن الدولي، أضاف دانون أن إيران استخدمت المفاوضات للتمويه لكسب وقت لبناء صواريخ وتخصيب اليورانيوم. وتابع: "تكلفة عدم التحرك كانت لتصبح كارثية. هذا هو ما يبدو عليه آخر خط دفاع عندما تفشل كل الخطوط الأخرى"، مشددًا على أنه "إذا أصبحت إيران دولة نووية كان ذلك سيصبح حكمًا بالإعدام".