logo
محمد عبد الجبار الزبن : الأمن والاستقرار بين الواجب الديني والوطني

محمد عبد الجبار الزبن : الأمن والاستقرار بين الواجب الديني والوطني

أخبارنامنذ 9 ساعات

أخبارنا :
ليس من نافلة القول: إننا نعيش في مركب واحد. فنحن على مستوى عالم الإنسانية نعيش في مركب واحد وعلى مستوى الأمة في مركبٍ خاصٍّ به، كما أننا على مستوى الوطن نعيش في مركب واحد، ونواجه معاً مصيرًا واحدا، مما يعني: ضرورة الالتفاف حول الراية والعلَم والقيادة، في واحدة من مسلّمات الحياة الآمنة المطمئنة.
وفي يوم الجمعة المبارك، حيث تجتمع القلوب والأبدان في بيوت الرحمن، صدحت المنابر بأصوات الخطباء، وهم يذكرون الناس بالواجب الدينيّ الذي لا يُعذر أحد بالجهل به، فهو واجب نعيشه بالقرآن العظيم، حيث يقول الله تعالى ممتنًّا على عباده أن هداهم إلى الاعتصام بالجماعة ونبذ الفرقة والخلافات بينهم، بقوله تعالى: ((وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَتَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ (آل عمران: 103))).
ويأتي الاعتصام بحبل الله تعالى، في صورة الاعتصام بالقرآن الكريم والسنة المطهرة، حيث يأمرنا النبي صلى الله عليه وسلم، بقوله: (عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة). وهذه الجماعة هي جماعة المسلمين التي تنضوي تحت راية وليّ الأمر، تلك الراية التي فيها عصمة الأمة وتمنع الفرقة بينهم.
ومما ننبه إليه ضرورة: أنّ الامتثال للأمر والانضواء تحت الكلمة الواحدة في المجتمع الواحد، ونبذ الفرقة ومنع دخول الفتنة كلّ ذلك وغيره ينبغي أن يكون على نية التعبّد لله تعالى، ليكون الأجرُ أعظم عند الله تعالى.
وفي زمن صافرات الإنذار التي تأتينا من خلال الإقليم الملتهب، الذي نحن جزء من هذا الإقليم من ناحية وهذا الانتماء هو الذي يدفع الأردنّ قيادة وحكومة وشعبا لأخذ الأمانة على عواتقنا لمنع الانهيار الأمني في هذا الإقليم الحيويّ من العالم، في هذا الوقت نستيقظ على واجب الوقت، والمتمثل برفع الثقة بالله تعالى أولا، ثمّ الثقة بقيادتنا الحكيمة ثانيا، ثمّ القيام بالواجب الديني والوطني بالحفاظ على أمن واستقرار الأردنّ، الذي أصبح الركيزة الأساسية في حفظ واستقرار المنطقة، مما يجعل الواحد منا يحسب لكل كلمة في أيّ مدًى ستصل وإلى أيّ أفق ستستقرّ.
إننا في الأردنّ نعيش بركة المكان والإنسان في أكناف بيت المقدس الذي هو جزء منا ومن تاريخنا واهتمامنا، والأردنّ بلد مبارك فهو بوابة الفتوحات الإسلامية إلى العالم ومن هنا مرّ الصحابة الكرام ورحلتين من رحلات سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم ومهد الأنبياء من قبل، في بلد هذا صفاته وهذه سماته، وهؤلاء الذين يعيشون على تراب الأردنّ ممن يحملون همّ الأمة بالقلوب وهمّ الوطن وهموم فلسطين بالعيون، هم أناس يستحقون العيش دوما بشموخ وعزة وكرامة وأمن واستقرار.
سيبقى الأردنّ منيعا بفضل الله تعالى، ثمّ بفضل هذه الجهود التي نراها من قائد مسيرتنا الملك عبدالله الثاني ابن الحسين وأبناء شعبنا وهم يعتصمون في الصفّ الواحد في تعاون على الخير، ونبذ كلّ معاني الفتنة والشرّ.
وختم الخطباء خطبة الدعوة للاعتصام بحبل الله المتين، وخلف قيادتنا الحكيمة، بالدعوات المباركات لأهلنا في فلسطين وغزة، بأن يرفع الله عنهم البلاء واللأواء، وأن يحفظ بلادنا وبلاد المسلمين والإنسانية بأمن واستقرار، وأن يأخذ بأيدي الأشرار بعيدا عن ديننا ودنيانا.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الشرع: استهداف كنيسة مار إلياس جريمة بشعة
الشرع: استهداف كنيسة مار إلياس جريمة بشعة

السوسنة

timeمنذ ساعة واحدة

  • السوسنة

الشرع: استهداف كنيسة مار إلياس جريمة بشعة

السوسنة - أدان الرئيس السوري أحمد الشرع التفجير الإرهابي الذي استهدف مدنيين في كنيسة مار إلياس بحي الدويلعة في دمشق، مقدماً أحرّ التعازي لأسر الضحايا ومتمنياً الشفاء العاجل للمصابين، ومؤكداً أن الشعب السوري بأكمله أصيب بهذا المصاب الجلل. وفي بيان رسمي صادر عن رئاسة الجمهورية، شدّد الشرع على أن "هذه الجريمة البشعة" التي طالت الأبرياء تذكّر بأهمية التكاتف الوطني ووحدة الصف، حكومة وشعباً، في مواجهة كل ما يهدد أمن واستقرار البلاد. وأكد أن السلطات السورية لن تدّخر جهداً في ملاحقة الجناة، مضيفاً: "نعاهد المكلومين بأننا سنواصل الليل بالنهار، مستنفرين كامل أجهزتنا الأمنية المختصة لضبط كل من شارك وخطط لهذه الجريمة، وتقديمهم للعدالة لينالوا جزاءهم العادل." واختتم البيان بالدعاء لأهالي الضحايا بالصبر والسلوان، راجياً الشفاء العاجل للجرحى، وسائلاً الله أن يحفظ سوريا من كل سوء. أقرأ أيضًا:

‏بهاء الدين المعايطة يكتب: ‏حبّ الوطن في عيون الصغار .. ومسؤوليتنا في الدفاع عنه.
‏بهاء الدين المعايطة يكتب: ‏حبّ الوطن في عيون الصغار .. ومسؤوليتنا في الدفاع عنه.

سرايا الإخبارية

timeمنذ ساعة واحدة

  • سرايا الإخبارية

‏بهاء الدين المعايطة يكتب: ‏حبّ الوطن في عيون الصغار .. ومسؤوليتنا في الدفاع عنه.

بقلم : ‏بهاء الدين المعايطة ‏ ‏ما أجمل أن يترسخ حبّ الوطن في قلوب الأطفال، وما أبهى أن تُنسَج البراءة بروح الوفاء لرايته التي ما انفكّت خفّاقة في الأعالي. ففي عيونهم الصغيرة تنعكس ملامح الوطن، وفي أناشيدهم البريئة تنبض كلماته الخالدة. يكبرون على حبّه، ويشبّون على خدمته، وكأنّ الأرض قد غرست فيهم بذور الانتماء، لتنبت وفاءً لا يذبل، وعزيمة لا تلين. ‏ ‏في موقف أعاد إليّ وجدان الطفولة وجدّد في قلبي حبّ الوطن، تيقنت أن هذا الوطن استطاع أن يغرس محبته في قلوب الأطفال كما فعل في قلوبنا. فقد كان ذلك المشهد البسيط، الذي جمعني بابنة أخي ذات الأربع سنوات، كفيلًا بأن يعلّمني درسًا جديدًا في الولاء. كانت تلك الطفلة الصغيرة ترافقني، تحمل في قلبها الصغير بذور الانتماء لوطن نشأنا جميعًا على حبه، وتحمل في عينيها الفخر بعلمٍ رأته ملقى على أحد الأرصفة، فسارعت بخطواتها البريئة لتحمله وتضعه داخل السيارة، خشية أن يبقى على الأرض. ‏ ‏جعلني ذلك الموقف أفكّر بعمق: لماذا لا نحمل جميعًا ذلك القلب النقي الصادق تجاه الوطن؟ لماذا بات بعضنا يتعامل مع الوطن كخصم لا كأمٍ حانية؟ من المؤسف أن نرى الخير يُجحد، وأن يتحوّل الوطن إلى ساحة مفتوحة للنيل منه عبر بعض وسائل الإعلام العربية، التي تتغافل عن جهوده، وتتنكّر لقيادته التي، رغم شح الموارد وضيق الإمكانات، استطاعت أن تبني دولة وتُعلي كيانًا يُشار إليه بالفخر. ‏ ‏واجبنا اليوم أن نُحكم نسيجنا الإعلامي، وأن نقف صفًا واحدًا إلى جانب الوطن وقيادته، وألّا نسمح لتلك الأصوات المتربصة أن تزرع فينا الشك أو تزعزع إيماننا بوطننا وقيادتنا. ففي زمن كثُرت فيه حملات التشويه والتأويل، أصبحنا في أمسّ الحاجة لأن نكون جنودًا في خندقه، ولو بالكلمة، ولأن نرفع صوت الحق دفاعًا عنه. ‏ ‏لم يُغلق الأردن أجواءه يومًا إلا دفاعًا عن الحق، ولم يكن موقفه، كما زعم البعض، عداءً لأحد، بل كان نداءً صادقًا من أجل سلام المنطقة وأمن شعوبها. كان ولا يزال الدرع الذي يذود عن أرضه وأبنائه، والحضن الدافئ الذي احتضن إخوةً لجؤوا إليه، ففتح لهم قلبه قبل أرضه. ‏ ‏وفي هذا السياق، جاءت كلمة جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين، حفظه الله ورعاه، التي ألقاها أول أمس، واستمع إليها العالم بأسره، لتكون البوصلة التي أعادت توجيه أنظار المجتمع الدولي نحو حقيقة ما يجري على الأرض الفلسطينية. لم تكن مجرد كلمة عابرة، بل كانت موقفًا راسخًا لقائد آمن بعدالة القضية، وعبّر عنها بجرأة القادة ووضوح أصحاب المبادئ. لقد جسّدت الكلمة رؤية الأردن الثابتة تجاه فلسطين، ورفضه الصريح لكل أشكال الظلم والتهجير، وتمسكه بحق الشعب الفلسطيني في إقامة دولته المستقلة على ترابه الوطني وعاصمتها القدس الشرقية. لقد كانت صوت الحق ونداء العدل، دعَت إلى وقف الانتهاكات وفرض السلام العادل، وأكدت أن لا استقرار يُبنى على أنقاض المعاناة، وأن الأردن، كما كان دومًا، سيبقى الحارس الأمين للقدس، والمدافع الصلب عن الحقوق، والوفيّ لرسالته العربية والإنسانية. ‏ ‏اليوم، أصبح لزامًا علينا أن نُنمّي حبنا لهذا الوطن وولاءنا لقيادته، وأن نُحصّن وعينا من الأصوات المعادية التي تحاول عبثًا تشويش صورة الدور الدفاعي المشروع الذي تقوم به المملكة، خاصة ما يتعلق بسيادتها وأجوائها. تلك الأصوات التي تسعى لتقزيم الموقف الأردني وتقديمه وكأنه مجرد بوابة دفاع عن دولٍ أخرى، متجاهلة أن الأردن لا يدافع إلا عن مبادئه، ولا يتحرك إلا من منطلقات أمنه الوطني وواجبه القومي والإنساني. ‏ ‏فالأردن لم يكن يومًا تابعًا في قراراته، بل كان دائمًا صاحب قرارٍ مستقل، ينبع من إيمانه العميق بالسلام العادل وحق الشعوب في الأمن والاستقرار. ومواقفه الثابتة تجاه القضايا المصيرية، وعلى رأسها القضية الفلسطينية، خير دليل على أن هذا الوطن لا يساوم على مبادئه، ولا يسمح بأن تُستخدم سيادته ورموزه كورقة في حسابات الآخرين. ‏ ‏ومن هنا، فإن مسؤوليتنا اليوم هي الوقوف خلف قيادتنا، وتحصين وعينا، والدفاع عن وطننا بكل ما نملك من كلمة ووعي وموقف، فالأردن ليس مجرد موقع على الخريطة، بل رسالة وقضية، وتاريخ من الثبات والعزة لا يُمحى. ‏ ‏حمى الله وطننا العزيز، وأدام عليه الأمن والسلام، وبارك في قيادته الرشيدة.

خاص- دماءٌ على جدران القداسة… والتكفير يطرق باب الشرع
خاص- دماءٌ على جدران القداسة… والتكفير يطرق باب الشرع

جهينة نيوز

timeمنذ 2 ساعات

  • جهينة نيوز

خاص- دماءٌ على جدران القداسة… والتكفير يطرق باب الشرع

تاريخ النشر : 2025-06-23 - 12:30 pm ليست كنيسة مار إلياس أول بيتٍ من بيوت الله يطالُه الإرهاب التكفيري في سوريا، لكنّها اليوم شاهدٌ دامٍ على أن نار الكراهية ما زالت تتغذى من فكرٍ متوحّش، لا يعرف من الدين سوى اسمه، ولا من الإيمان سوى زيف الشعارات. في وضح النهار، فجّروا الكنيسة، وانهارت حجارة الصلاة، وتلطّخت جدران القداسة بدماء الأبرياء. فعلوا ذلك بلا خجل، بلا خوف، بلا رجفة في الجفن. لا لأنهم أقوياء، بل لأنهم تحوّلوا إلى أدوات عمياء، تحرّكها جهات معلومة ومموّلة، لا ترى في الإنسان سوى "مرتد' أو "عدو' أو "هدف مشروع'. أيُّ عقل مريض هذا الذي يرى في تفجير كنيسة عملًا "جهاديًا'؟ أيّ يدٍ مجرمة تلك التي تُشهر سلاحها في وجه مصلّين، لا مقاتلين؟ من الذي يضيق بالصلاة سوى الشياطين؟ من الذي يخاف نور الإيمان سوى الظلاميين؟ سوريا لا تحتمل المزيد من الدم… والرئيس الشرع أمام امتحان الكرامة اليوم، يقف الرئيس السوري أحمد الشرع أمام امتحان وطني وأخلاقي لا يُشبه سواه. التفجير التكفيري الذي ضرب كنيسة مار إلياس ليس حدثًا عابرًا، بل إنذار حقيقي بأن سرطان التطرف ما زال حيًّا، ويضرب في العمق، ويتسلّل إلى حياة السوريين وهم يحاولون النهوض من سنوات الحرب والدمار. الرئيس الشرع مطالبٌ اليوم بموقف واضح، صارم، لا رمادي فيه، موقف يُعلن فيه بكل صراحة أن زمن التهاون مع الفكر التكفيري قد انتهى، وأن سوريا الجديدة لا يمكن أن تُبنى ما لم تُجتثّ جذور هذا الفكر من العمق. عليه أن يبدأ بتفكيك البنية الفكرية للتكفير من أساسها، لا من مظاهرها فقط، وأن يلاحق المنابر التي تزرع الكراهية باسم الدين أينما وُجدت، سواء كانت على المنصات أو في المساجد أو في الإعلام أو في التعليم. المطلوب أيضًا محاسبة كل من يحرّض أو يبرّر أو يغضّ الطرف عن هذا الفكر، سواء حمل السلاح أو اكتفى بالكلمة، لأن الكلمة المسمومة قد تقتل كما تفعل القنبلة. كما أن عليه أن يعيد الاعتبار لوحدة سوريا الوطنية، من خلال تجريم الطائفية قولًا وفعلًا، وعدم السماح بتحويل الانتماء الديني أو المذهبي إلى وسيلة للتمييز أو التحريض أو الإقصاء. لا مصالحة مع القتلة… ولا تسامح مع من يكفّر شركاء الوطن ما حدث في مار الياس ليس مجرّد اعتداء على كنيسة، بل ضربة جبانة لمجتمع يريد أن يتعافى، وأن ينهض على قاعدة التنوّع والعيش المشترك. من يعتقد أن سوريا ستعود إلى حضنها الطبيعي بالتغاضي عن جرائم التكفيريين، فهو يُسهم في تمزيقها من جديد. على الرئيس أحمد الشرع أن يختار إما أن يكون قائدًا لكل السوريين، وحاميًا لوطنٍ تعدديّ لا مكان فيه للتكفير، أو أن يضيّع الفرصة التاريخية، ويترك الشياطين تعبث تحت عباءة "الاستقرار الموهوم'. اسعد نمور تابعو جهينة نيوز على

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store