logo
شريان الطاقة على حافة الخطر

شريان الطاقة على حافة الخطر

شبكة عيونمنذ 4 ساعات

في خطوة تصعيدية غير مسبوقة، صوّت البرلمان الإيراني على قرار يقضي بإغلاق مضيق هرمز، الممر البحري الإستراتيجي الذي تمرّ عبره قرابة 20 % من إمدادات النفط العالمية اليومية، وسط تصاعد التوترات الإقليمية إثر الضربات الأمريكية المباشرة على منشآت نووية إيرانية.
والقرار لا يزال في انتظار المصادقة النهائية من المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، والذي يُتوقع أن يصدر موقفه الرسمي خلال الساعات القادمة، بحسب ما نقلته قناة «برس تي في» الرسمية.
الضربات الأمريكية
وقال اللواء إيميل كوساري، القيادي في الحرس الثوري الإيراني، إن «الرد الإيراني الكبير سيأتي في اللحظة التي تراها طهران مناسبة»، مشيرًا إلى أن طهران لا تعتبر نفسها ملزمة بضبط النفس بعد الضربات الجوية الأمريكية التي استهدفت منشأة فوردو النووية وموقعين آخرين، باستخدام قنابل خارقة للتحصينات من طراز GBU-57.
تهديد مباشر
ويمثّل مضيق هرمز نقطة اختناق بحرية بالغة الحساسية، إذ لا يتجاوز عرضه 20 ميلا في أضيق مناطقه، بينما تقلص الممرات الملاحية الفعلية فيه إلى أقل من ميلين في كل اتجاه، ما يجعله شديد الهشاشة أمام أي عمليات استهداف، سواء بالصواريخ الساحلية أو الألغام أو القوارب السريعة.
وفي حال تنفيذ قرار الإغلاق فعليًا، فإن تأثيره المباشر سيُترجم في تعطيل شحنات نفطية تقدر بمليار دولار يوميًا، ما ينذر بارتفاع حاد في أسعار النفط على مستوى العالم، ويهدد الأمن الاقتصادي لعدد من الدول.
خلفية التصعيد
والتصعيد في مضيق هرمز يأتي بعد ساعات من غارات أمريكية كثيفة استهدفت منشآت نووية محصنة تحت الأرض في إيران، في عملية وُصفت بأنها الأكبر منذ بدء النزاع النووي، وأعقبت هجمات إسرائيلية واسعة على البنية التحتية العسكرية الإيرانية.
وتُظهر صور الأقمار الاصطناعية تدميرًا شبه كامل للجبال التي كانت تحمي منشأة فوردو، ما يمثل تحولًا كبيرًا في سياسة الردع الأمريكية. وتُعد هذه أول مرة تُستخدم فيها قنابل خارقة للتحصينات في هجوم مباشر، وسط تحذيرات أممية من «خطورة النهج الأمريكي»، وفق ما صرّح به وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي.
سوابق التهديد الملاحي
ولا تعد هذه المرة الأولى التي تستخدم فيها إيران ورقة الملاحة كورقة ضغط؛ ففي أبريل 2024، احتجزت طهران سفينة حاويات مرتبطة بإسرائيل، متهمة إياها بخرق القوانين البحرية، وفي العام 2023 احتجزت ناقلة نفط كانت متجهة للولايات المتحدة، في حين سبق لها احتجاز ناقلتين يونانيتين في مايو 2022 ردًا على مصادرة شحنات نفط إيرانية.
تبعات القرار
ومن المرجح أن يتحمل الاقتصاد الآسيوي العبء الأكبر من أي إغلاق محتمل للمضيق، في ظل اعتماد الصين والهند بشكل مباشر على نفط الخليج. ومن المفارقات أن خطوة الإغلاق، رغم تهديدها للخصوم، قد ترتد سلبًا على الاقتصاد الإيراني نفسه، خصوصًا في ظل العقوبات وتراجع صادرات النفط الرسمية.
وتخشى الأسواق العالمية من أن يقود إغلاق المضيق إلى صدام عسكري واسع، يعيد رسم خريطة النفوذ في المنطقة، ويغلق فعليًا واحدًا من أهم شرايين الطاقة العالمية. وبينما تواصل الولايات المتحدة حشد موقف دولي داعم لعملياتها، تجد طهران نفسها في مواجهة خيارين أحلاهما مُر: التصعيد بمخاطر اقتصادية باهظة، أو التراجع في معادلة بدأت تتغير عسكريًا.
Page 2
الجمعة 13 يونيو 2025 04:53 صباحاً
Page 3

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أمريكا تدعو الصين للتدخل لمنع إيران من إغلاق مضيق هرمز
أمريكا تدعو الصين للتدخل لمنع إيران من إغلاق مضيق هرمز

شبكة عيون

timeمنذ 39 دقائق

  • شبكة عيون

أمريكا تدعو الصين للتدخل لمنع إيران من إغلاق مضيق هرمز

مباشر: دعا وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، اليوم الأحد، الحكومة الصينية إلى التواصل مع إيران لحثها على عدم المضي قدمًا في خطوة إغلاق مضيق هرمز، وذلك عقب الضربات الأمريكية التي استهدفت مواقع نووية داخل الأراضي الإيرانية. وجاءت تصريحات روبيو في مقابلة مع قناة "فوكس نيوز"، بعد إعلان قناة "برس تي.في" الإيرانية أن البرلمان الإيراني وافق على إجراء يمهّد لإغلاق المضيق، الذي يمر عبره نحو 20% من إمدادات النفط والغاز العالمية. وقال روبيو: "أحث الحكومة الصينية في بكين على التواصل مع الإيرانيين بشأن هذا الأمر، لأنهم يعتمدون بشكل كبير على مضيق هرمز في الحصول على إمداداتهم النفطية"، مضيفًا: "إذا أقدمت إيران على هذه الخطوة، فسيكون ذلك خطأ فادحًا وانتحارًا اقتصاديًا". وأوضح الوزير الأمريكي أن بلاده ما زالت تمتلك خيارات للتعامل مع هذا التهديد، لكنه شدد على أن "على الدول الأخرى أن تدرك تداعيات الأمر، لأن الأضرار التي ستلحق باقتصاداتها ستكون أكبر مما قد يلحق بنا". وأكد أن أي تحرك إيراني لإغلاق المضيق سيُعد تصعيدًا كبيرًا سيستوجب ردًا حازمًا من الولايات المتحدة وحلفائها. كما لم يصدر أي تعليق من السفارة الصينية في واشنطن حتى لحظة نشر التصريحات. في سياق متصل، نقلت مصادر أمريكية أن الضربات الجوية الأخيرة استُخدم فيها 14 قنبلة خارقة للتحصينات، وأكثر من 24 صاروخ توماهوك، وأكثر من 125 طائرة حربية، استهدفت المواقع النووية الإيرانية الرئيسية، وأدت إلى "محوها بالكامل"، بحسب وصف المسؤولين. وقد تصاعدت حدة التوتر في المنطقة بعد هذه العمليات، فيما تعهدت إيران بالرد والدفاع عن سيادتها. من جانبه، حذّر روبيو من أي تصرف إيراني انتقامي، واصفًا إياه بأنه "قد يكون أسوأ خطأ ترتكبه إيران على الإطلاق"، مؤكدًا في الوقت ذاته استعداد واشنطن للحوار مع طهران. حمل تطبيق معلومات مباشر الآن ليصلك كل جديد من خلال آبل ستور أو جوجل بلاي للتداول والاستثمار في البورصة المصرية اضغط هنا تابعوا آخر أخبار البورصة والاقتصاد عبر قناتنا على تليجرام لمتابعة قناتنا الرسمية على يوتيوب اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك السعودية.. تابع مباشر بنوك السعودية.. اضغط هنا لمتابعة آخر أخبار البنوك المصرية.. تابع مباشر بنوك مصر.. اضغط هنا Page 2 الجمعة 13 يونيو 2025 04:53 صباحاً Page 3

الضربات الأميركية على إيران تضع آمال الدبلوماسية النووية في مهب الريح
الضربات الأميركية على إيران تضع آمال الدبلوماسية النووية في مهب الريح

Independent عربية

timeمنذ 2 ساعات

  • Independent عربية

الضربات الأميركية على إيران تضع آمال الدبلوماسية النووية في مهب الريح

في محاولة لنزع فتيل الصراع بشأن البرنامج النووي الإيراني، سارع وزراء خارجية القوى الثلاث الكبرى في أوروبا إلى لقاء نظيرهم الإيراني يوم الجمعة في جنيف. وتبددت هذه الآمال فجر يوم الأحد عندما أمر الرئيس الأميركي دونالد ترمب بشن غارات جوية على المواقع النووية الثلاثة الرئيسية في إيران، دعماً للحملة العسكرية الإسرائيلية. قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، الذي بدا غاضباً بشكل واضح، للصحافيين في إسطنبول الأحد "من غير المجدى مطالبة إيران بالعودة إلى الدبلوماسية"، وتوعد بالرد على الضربات الأميركية. وأضاف "الآن ليس وقت الدبلوماسية". وحذر ترمب، الذي قال إن الضربات الجوية الأميركية "محت" المواقع، في خطاب بثه التلفزيون من أن الولايات المتحدة قد تهاجم أهدافاً أخرى في إيران إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام وحث طهران على العودة إلى طاولة المفاوضات. وتحدثت "رويترز" إلى سبعة دبلوماسيين ومحللين غربيين قالوا إن احتمالات العودة للمفاوضات ضئيلة في الوقت الحالي مع وجود فجوة لا يمكن جسرها بين مطالبة واشنطن لإيران بالتوقف عن تخصيب اليورانيوم تماماً ورفض طهران التخلي عن برنامجها النووي. وقال جيمس أكتون، المدير المشارك لبرنامج السياسات النووية في مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي، وهي مؤسسة بحثية مقرها واشنطن "أعتقد أن احتمالات الدبلوماسية الفعالة في هذه المرحلة ضئيلة جداً". وتابع "يقلقني أكثر التصعيد، سواء في الأمدين القريب أو البعيد". ووفقاً لدبلوماسيين أوروبيين، لم يتم إبلاغ الدول الأوروبية الحليفة الثلاثة - بريطانيا وفرنسا وألمانيا - مسبقاً بقرار ترمب ضرب إيران. وكان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون قد وعد السبت عقب اتصال هاتفي مع نظيره الإيراني وقبيل الضربات الأميركية بتسريع وتيرة المحادثات النووية. وأقر دبلوماسي أوروبي، طلب عدم الكشف عن هويته، بأنه لم يعد هناك سبيل لعقد اجتماع ثان مزمع مع إيران هذا الأسبوع. وفي أعقاب العمل العسكري الأميركي، يبدو أن أي دور دبلوماسي أوروبي سيكون ثانوياً على الأرجح. وقلل ترمب يوم الجمعة من أهمية الجهود الأوروبية لحل الأزمة قائلاً إن إيران تريد فقط التحدث إلى الولايات المتحدة. وذكر ثلاثة دبلوماسيين ومحللين أن أي محادثات مستقبلية بين إيران وواشنطن ستجري على الأرجح من خلال وسيطين إقليميين هما سلطنة عمان وقطر، بمجرد أن تقرر طهران كيفية الرد على الضربات الجوية الأميركية على مواقعها النووية في فوردو ونطنز وأصفهان. ولا تترك الهجمات لإيران سوى خيارات قليلة قابلة للتطبيق. فمنذ أن بدأت إسرائيل حملتها العسكرية على إيران في 13 يونيو (حزيران)، أثار البعض في طهران احتمال الانسحاب من معاهدة حظر الانتشار النووي للإشارة إلى عزم طهران على تسريع التخصيب، لكن خبراء يقولون إن ذلك سيمثل تصعيداً كبيراً، ومن المرجح أن يثير رداً قوياً من واشنطن. وقال أكتون، من مؤسسة كارنيجي، إن أبرز وسائل الرد الإيرانية هي الصواريخ الباليستية قصيرة المدى، التي يمكن استخدامها لاستهداف القوات والأصول الأميركية في المنطقة. وأضاف أن أي رد عسكري من إيران ينطوي على مخاطر سوء التقدير. وأضاف "من ناحية، يريدون رداً قوياً بما يكفي ليشعروا بأن الولايات المتحدة دفعت ثمناً باهظاً. ومن ناحية أخرى، لا يريدون تشجيع المزيد من التصعيد". اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) فشل الجهود الأوروبية حتى قبل الضربات الأميركية، لم تظهر محادثات يوم الجمعة في جنيف أي بوادر تذكر على تحقيق تقدم وسط فجوة في المواقف بين الجانبين، وفي النهاية لم تشهد أي مقترحات مفصلة، وفقاً لثلاثة دبلوماسيين. وأشار الدبلوماسيون إلى أن الرسائل المتضاربة ربما قوضت جهودهم. وأصبحت المواقف الأوروبية بشأن قضايا رئيسية مثل برنامج تخصيب اليورانيوم أكثر تشدداً خلال الأيام العشرة الماضية في ظل الضربات الإسرائيلية والتهديد الوشيك بقصف أميركي. وكانت القوى الأوروبية الثلاث، المعروفة باسم الترويكا الأوروبية، أطرافاً في الاتفاق النووي المبرم عام 2015 الذي انسحب منه ترمب بعد ثلاث سنوات خلال ولايته الأولى. واعتقد الأوروبيون وطهران أن التفاهم بينهما أفضل في ما يتعلق بكيفية التوصل إلى اتفاق واقعي، نظراً لأن الترويكا تتعامل مع البرنامج النووي الإيراني منذ عام 2003. لكن علاقة الأوروبيين مع إيران شابها التوتر في الأشهر الماضية، إذ سعوا للضغط عليها بشأن برنامجها للصواريخ الباليستية ودعمها لروسيا واحتجازها مواطنين أوروبيين. وقال دبلوماسيان أوروبيان إن فرنسا، التي كانت الأكثر حرصاً على مواصلة المفاوضات، اقترحت في الأيام القليلة الماضية أن تتحرك إيران نحو وقف التخصيب تماماً، وهو ما لم يكن من قبل من بين مطالب الدول الأوروبية الثلاث نظراً للخط الأحمر الذي وضعته طهران في هذه القضية. وذكر الدبلوماسيان أن بريطانيا تبنت أيضاً موقفاً أكثر صرامة، يتماشى مع موقف واشنطن، وقد عبرت عن ذلك في جنيف. ويبدو أن الحكومة الألمانية الجديدة تسير في الاتجاه نفسه. وقال أحد المسؤولين في الاتحاد الأوروبي "يتعين على إيران في نهاية المطاف أن تقبل بوقف تخصيب اليورانيوم". وأبدى مسؤول إيراني كبير يوم السبت، خيبة أمله إزاء الموقف الأوروبي الجديد، قائلاً إن مطالبهم "غير واقعية"، من دون تقديم مزيد من التفاصيل. وفي بيان مشترك مقتضب صدر الأحد، علقت فيه الدول الأوروبية الثلاث على الضربات الأميركية، قالت إنها ستواصل جهودها الدبلوماسية. وقال البيان "ندعو إيران إلى الدخول في مفاوضات تسفر عن اتفاق يعالج كل المخاوف المرتبطة ببرنامجها النووي"، مضيفاً أن الأوروبيين على استعداد للمساهمة "بالتنسيق مع جميع الأطراف". وقال ديفيد خالفا، المؤسس المشارك للمنتدى الأطلسي للشرق الأوسط، وهو مركز أبحاث مقره باريس، إن حكومة المرشد الأعلى علي خامنئي استغلت الأوروبيين لسنوات لكسب الوقت في تطوير برنامجها النووي وقدراتها الصاروخية الباليستية. وأضاف "باءت المحاولات الأوروبية بالفشل". ومع ذلك، لا يزال لدى الأوروبيين ورقة مهمة. فهم الوحيدون، بصفتهم طرفاً في الاتفاق النووي، القادرون على تفعيل ما يسمى "آلية إعادة فرض العقوبات"، التي تعيد فرض جميع عقوبات الأمم المتحدة السابقة على إيران إذا ثبت انتهاكها لبنود الاتفاق. وقال دبلوماسيون إن الدول الثلاث ناقشت قبل الضربات الأميركية تحديد موعد نهائي بنهاية أغسطس (آب) لتفعيل الآلية في إطار حملة "أقصى الضغوط" على طهران. "قنوات متعددة" للمحادثات الأميركية أفاد مسؤولون أميركيون بأن واشنطن أطلقت 75 قذيفة دقيقة التوجيه، بما في ذلك أكثر من 20 صاروخ توماهوك، واستعانت بما يزيد على 125 طائرة عسكرية في العملية ضد المواقع النووية الثلاثة. وحذر وزير الدفاع الأميركي بيت هيغسيث الأحد إيران من الرد، وقال إن رسائل علنية وخاصة أرسلت إلى طهران "عبر قنوات متعددة، مما يمنحها كل الفرص للجلوس إلى طاولة المفاوضات". وانهارت خمس جولات سابقة من المفاوضات غير المباشرة بين الولايات المتحدة وإيران بعد اقتراح أميركي في نهاية مايو (أيار) يدعو طهران إلى التخلي عن تخصيب اليورانيوم. رفضت طهران هذا الاقتراح، وشنت إسرائيل هجومها على إيران بعد انقضاء مهلة الـ60 يوماً التي حددها ترمب للمحادثات. وأكدت إيران مراراً منذ ذلك الحين أنها لن تتفاوض وهي في حالة الحرب. وقال دبلوماسيون أوروبيون ومسؤول إيراني إنه حتى بعد الضربة الإسرائيلية، تواصلت واشنطن مع إيران لاستئناف المفاوضات، بما في ذلك عرض لترتيب لقاء بين ترمب والرئيس الإيراني مسعود بزشكيان في إسطنبول. ورفضت إيران ذلك، لكن عراقجي واصل اتصالاته المباشرة مع المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، حسبما قال ثلاثة دبلوماسيين. يقول خبراء إن أحد تحديات التعامل مع إيران هو استحالة التأكد من مدى الضرر الذي لحق ببرنامجها النووي. فمع القيود الصارمة المفروضة على وصول الوكالة الدولية للطاقة الذرية إلى المواقع الإيرانية، من غير الواضح ما إذا كانت طهران قد أخفت منشآت تخصيب. وأبلغ مصدر إيراني كبير "رويترز" الأحد بأن معظم اليورانيوم عالي التخصيب في فوردو، الموقع الذي ينتج الجزء الأكبر من اليورانيوم الإيراني المخصب بنسبة نقاء تصل إلى 60 في المئة، تم نقله إلى مكان غير معلن قبل الهجوم الأميركي هناك. وقال أكتون، من مؤسسة كارنيجي، إنه بغض النظر عن الأضرار التي لحقت بمنشآتها، فإن إيران لديها آلاف العلماء والفنيين المشاركين في برنامج التخصيب، ومعظمهم نجوا من الهجمات الأميركية والإسرائيلية. وأضاف "لا يمكنك قصف المعرفة".

حرب إسرائيل وإيران.. مأزق الحسابات الخاطئة
حرب إسرائيل وإيران.. مأزق الحسابات الخاطئة

سعورس

timeمنذ 4 ساعات

  • سعورس

حرب إسرائيل وإيران.. مأزق الحسابات الخاطئة

إذ يبدو أنه على الرغم من تفوّق إسرائيل العسكري، المدعوم بمساعدات أميركية سنوية تصل إلى 3.8 مليارات دولار، إلا أن تل أبيب تواجه استنزافًا ربما لم يكن في حساباتها. وفي هذا السياق يشير تقرير لمعهد ستوكهولم الدولي لأبحاث السلام (SIPRI)، إلى أن منظومة "القبة الحديدية" أطلقت أكثر من 12 ألف صاروخ اعتراضي منذ بدء التصعيد، بتكلفة تقدّر بحوالي 50 ألف دولار للصاروخ الواحد، أي ما يزيد على 600 مليون دولار إجمالًا. وفي المقابل، تعتمد إيران على صواريخ من صناعتها المحلية، وعلى طائرات مسيّرة منخفضة التكلفة، مثل "شاهد-136"، التي لا تتجاوز كلفتها 40 ألف دولار، مما يشكّل ضغطًا واضحًا على الدفاعات الإسرائيلية. ومع ذلك تبيّن تقديرات المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية (IISS) أن إيران استهلكت حوالي 40 % من ترسانتها الباليستية في الأسبوع الأول. وهذا الاستنزاف المتبادل سيجعل الحرب الطويلة منهكة ومكلفة بشكل لا يُحتمل لكلا الطرفين. على المستوى السياسي والعسكري، تعتمد إسرائيل بشكل كبير على الدعم الغربي، لكن هذا الدعم يواجه تحديّات تحت وطأة الضغط الأخلاقي للرأي العام العالمي الناجم عن آثار حرب إسرائيل الوحشيّة على غزّة. ويُظهر استطلاع أجرته Economist/YouGov في يونيو 2025، أن 62% من الأوروبيين و49% من الأميركيين يرون إسرائيل منتهكة لحقوق الإنسان. أمّا في إيران ، فالوضع مُستفحل من جرّاء آثار العقوبات الاقتصادية والحرب، حيث بلغ التضخم 43.3% في يونيو 2025 وفقًا لصندوق النقد الدولي، مع تراجع صادرات النفط إلى أقل من 900 ألف برميل يوميًا، حسب رويترز، وهذا سيولّد مزيدًا من الضغط الشعبي. كما أن طهران تواجه عقبات لوجستية بسبب تدمير منشآت تصنيعها، مما سيُضعف قدرتها على مواصلة الحرب. إقليميًا، تثير هذه الحرب المخاوف من امتداد الصراع إلى الممرات البحرية وتأثيراته المحتملة، وقد تسبّب التصعيد بوضعه الحالي في ارتفاع أسعار النفط بنسبة 11%، ليستقر عند 78 دولارًا للبرميل في النصف الثاني من يونيو 2025، مع تحذيرات من ارتفاعه إلى أكثر من 100 دولار إذا ما أُغلق مضيق هرمز، زد على ذلك تكاليف الشحن والتأمين التي ارتفعت بنسبة 15%. من جهة أخرى يأتي العناد والمكابرة سدًّا أمام الحلول والتسويات، فإسرائيل، بقيادة نتنياهو، ترى في الحرب فرصة لإعادة تشكيل قواعد الاشتباك والتموضع الاستراتيجي في المنطقة، لكن مؤشرات الثقة بالحكومة انخفضت بنسبة 60%، وفقًا لاستطلاعات إسرائيلية. وفي إيران ، تأتي الكرامة الوطنية حائلًا دون التسوية على الرغم من الضغط الشعبي والاقتصادي والضربات الإسرائيلية المتواصلة. وهكذا تتراءى هذه الحرب منذ بدايتها محكومة بمأزق الحسابات الخاطئة لكلا الطرفين. فإسرائيل، التي راهنت على ضربة استباقية لشلّ إيران ، تجد نفسها في استنزاف عسكري واقتصادي، وإيران ، التي لا مناص لها من ردع إسرائيل، تواجه أزمات غياب الحلفاء مع أزمات داخلية متعدّدة ونقصًا في الإمدادات. أما أرض فلسطين التي شهدت أكثر من 100 حرب كبرى عبر تاريخها، فلن تكون هذه الحرب سوى رقم آخر في سجلّ من لا يعتبرون من التاريخ. * قال ومضى: لا عجب فكلُّ حرب تلتهب.. وقودها ثياب جلّاب الحطب.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store