
مآلات العدوان الإسرائيلي على إيران والخيار النووي!بكر السباتين
مآلات العدوان الإسرائيلي على إيران والخيار النووي..!
بقلم بكر السباتين..
فهل ينجح نتنياهو بتوريط أمريكا في الحرب.. وأسئلة حول مصير مفاعل فوردو النووي ما بين الممكن والمستحيل!التوترات بين إيران و'إسرائيل' ليست وليدة الساعة، وتعتبر على نطاق أوسع جزءاً من صراع إقليمي تخللته لعقود عمليات سرية وصراعات بالوكالة من خلال محور المقاومة، حيث وصلت ذروته بعد طوفان الأقصى إلى تشكيل 'وحدة الساحات' المساندة للمقاومة في حرب الإبادة التي يشنها جيش الاحتلال على غزة، ويضم هذا التحالف كلاً من حزب الله اللبناني، والجماعة الإسلامية في العراق، وجماعة أنصار الله الحوثي في اليمن إلى جانب الجمهورية الإسلامية الإيرانية، حيث وصفتها 'إسرائيل' جميعاً بأذرع إيران الإقليمية.. فيما أطلقت على إيران نفسها_من باب الشيطنة- وصف 'رأس الأفعى أو الشيطان الأكبر'.وقبل استلامه مقاليد السلطة التنفيذية في 'إسرائيل' عام 2009، كان شغل نتنياهو الشاغل هو ضرب المشروع النووي الإيراني في بداياته وفق ما تضمنه كتابه المتطرف 'مكان تحت الشمس' الذي نُشِرَ عام 2007، لأنه يشكل الخطر الوجودي الفعلي لكيان الاحتلال الإسرائيلي، لا بل وسَيَحُوْلُ دون تحقيق مشروع 'إسرائيل الكبرى من النيل إلى الفرات' التوراتي، أو قد يشكل العقبة الكأداء إزاء تحقيق مشروعه الاستراتيجي البديل المتمثل ب'الشرق الأوسط الجديد' الذي يعمل نتنياهو في الوقت الراهن على تحقيقه من خلال حرب الإبادة على غزة والضفة الغربية، وإشعال الحروب الإقليمية على نحو ضرب حزب الله اللبناني وتعطيل حركته، ثم احتلال جنوب سوريا بعد إخراج نظام بشار الأسد من المشهد، وظهور نظام جديد مهيأ ليكون نظاماً وظيفياً ضمن الاتفاقيات الإبراهيمية، وبالتالي تفكيك وحدة الساحات في سياق جبهات مستقلة، والتركيز على مواجهة خطر جماعة أنصار الله الحوثي في اليمن بتوجيه الضربات العسكرية القاسية إلى معاقلها، والسعي لحسم الأمر استراتيجياً -وفق تقارير تناقلتها مواقع عالمية- من خلال إجراء مفاوضات سرية مع 'صومالي لاند' لبناء قاعدة إسرائيلية عسكرية على البحر الأحمر قبالة باب المندب؛ لمواجهة الخطر الحوثي مباشرة.ويدرك نتنياهو بأن تحقيق أهدافه بسقوفها العالية ستبدو مستحيلة بدون الدعم الأمريكي، وقد انتظر طويلاً إلى أن التقت أحلامه مع طموحات المقامر الأشقر، الرئيس الأمريكي دوناند ترامب، الذي أغراه نتنياهو بتبني مشروع 'رافيرا غزة' مُطَهَّراً من الوجود الفلسطيني، في إطار 'شرق أوسطي جديد' بدون إيران النووية.وعليه.. فهل ينجح نتنياهو بتوريط أمريكا في الحرب على إيران بغية تحقيق الأهداف الإسرائيلية المتمثلة بتدمير المشروع النووي الإيراني .. وتقويض نظام طهران، من خلال تفكيك البنية الفسيفسائية الإيرانية الداخلية وإعادة تشكيلها تهيئة لتوفير البديل الذي من شأنه الانضواء في ظل الاتفاقيات الإبراهيمية.حيث وجدت 'إسرائيل' ضالتها في أحد أهم حلفائها من الإيرانيين والمدعوم من الموساد الإسرائيلي، إنّه رضا بهلوي، ولي عهد إيران السابق والنجل الأكبر لشاه إيران، حيث دعا الثلاثاء الماضي، الشعب الإيراني إلى القيام بـانتفاضة شاملة ضد النظام.. قائلاً في مقطع فيديو نشره عبر منصة 'إكس': بأن الجمهورية الإسلامية انتهت وهي في طريقها إلى السقوط.وهذا يفسر محاولات الموساد الدؤوبة في زرع الخلايا التجسسية في العمق الإيراني، حيث تبين أنها جاءت لتحريك الشارع الإيراني تزامناً مع تحركات بهلوي بعد تغييب هرم السلطة على إثر القصف الإسرائيلي الأخير.لكن الفشل كان حصاد المتآمرين كما تبين -فيما بعد- من نتائج عملية 'الأسد الصاعد' حيث التفّت الجماهيرُ الإيرانية (موالون ومعارضون) حول قيادتهم التي ما زالت تتصدى للمؤامرة الإسرائيلية باقتدار، وقد جمعت في ذلك ما بين إرادة الأقوياء والتكنلوجيا المتقدمة.. إذْ فوجئ نتياهو بالرد الإيراني الماحق الذي تجاوز كل التوقعات، فما كان عليه إلا أن يستنجد بأمريكا التي كانت على اطلاع مسبق بموعد الهجوم وحجمه.وكانت 'إسرائيل' قد نفّذت ضربتها الاستباقية على إيران يوم الجمعة الموافق 13 يونيو 2025 تحت اسم'الأسد الصاعد'.. ونجم عن ذلك اغتيال قادة من الصف الأول ونخبة متميزة من العلماء المشرفين على المشروع النووي الإيراني، فيما استهدفت الضربة المباغتة بعض المنشآت النووية والعسكرية والمدنية، لكنها فشلت في اغتيال المرشد الأعلى للثورة الإسلامية علي الخامنئي، ما اضطرّه إلى نقل أهم صلاحياتيه لقيادة الحرس الثوري الإيراني درءاً للمفاجآت الكارثية، في سياق المواجهات الدائرة مع 'إسرائيل'، وذلك بعد التهديدات الإسرائيلية باغتياله والتي كررها الرئيس الأمريكي ترامب في أكثر من مناسبة.في المقابل، وبعد استيعابها للضربة الإسرائيلية المباغتة، ردّت إيران بعملية أطلقت عليها 'الوعد الصادق 3″، حيث أدت إلى تكبد 'إسرائيل' خسائر اقتصادية وعسكرية وتكنلوجية طائلة، ناهيك عن تدمير منشآت مدنية وعسكرية وصحية وبنى تحتية.. منها تدمير 150 موقعًا عسكريًا واستخباريًا وسقوط 14 قتيلاً وإصابة أكثر من 450 شخصًا بجروح متفاوتة.ويمكن تقدير حجم الدمار من خلال عدد طلبات التعويض التي تقدم بها متضررون إسرائيليون من الهجوم الإيراني -وفق الإعلام العبري- وقد وصلت إلى.18.766 ألف طلب يتضمن بيوتاً ومصالح تجارية وأملاك أخرى مدمرة.ورغم الفشل النسبي لمنظومة الدفاع الإسرائيلي بكل مستوياتها في التصدي للصواريخ الفرط صوتية الإيرانية، إلا أن ذخائرها المكلفة شارفت على النفاد بسبب استراتيجية إيران الاستنزافية في إطلاق الصواريخ، بتكثيف إطلاق القديم منها، فيما اقتصدت بالنوعي المتطور، مثل صواريخ: الفاتح وسجيل.ويمكن تقدير مآلات هذه الحرب الكارثية فيما لو نجح نتنياهو في توريط أمريكا بها، من خلال تصريحات ترامب المتكررة في أنه يسعى لاستغلال التصعيد الإسرائيلي لإركاع إيران، وكأن الحسم الإسرائيلي بات وشيكاً خلافاً للموقف الميداني وتصريحات قادة إيران.إن الموقف الأمريكي من الصراع بات عرضة للنقد على صعيد إقليمي، فحظيت إيران بدعم صيني وباكستاني، حتى أن ترامب اضطر يوم الأربعاء الماضي إلى دعوة قائد الجيش الباكستاني عاصم منير لاحتواء الموقف الباكستاني الداعم لإيران بعد تصريحاته المدينة للعدوان الإسرائيلي، حيث دعا إلى تضافر الجهود الإسلامية لدعم الموقف الإيراني حتى لا يأتي الدور تباعاً على الدول الإسلامية.. وقد دافعت باكستان في اجتماع مجلس الأمن الدولي عن إيران، مؤكدة أن الاحتلال الإسرائيلي، بدعم من الولايات المتحدة والدول الغربية، ينتهك جميع القوانين الدولية.وللتذكير فإن ترامب قال للصحفيين في الطائرة الرئاسية التي أقلته من قمة مجموعة السبع في كندا إلى واشنطن، بعد استفحال الرد الإيراني على العدوان الإسرائيلي المباغت في سياق عملية الأسد الصاعد: إن ما يريده هو 'رضوخ كامل' من إيران. متوعداً في مناسبة أخرى 'سنرد بقوة شديدة، لن يكون هناك أي رادع'.لكنه فاجأ المراقبين صباح الثلاثاء الماضي بخروجه من غرفة الأزمات بالبيت الأبيض دون إصدار بيان يحدد طبيعة المشاركة الأمريكية مع الإسرائيليين فيما لو تجاوزت مبدأ المفاوضات باتجاه الحل العسكري بالتنسيق مع مجلس الأمن القومي.. وكرر ذلك بعد اجتماع يوم أمس الخميس مانحاً إيران فرصة إسبوعين للقبول بالشروط الأمريكية الإسرائيلية بالتخلي تماماً عن مشروعها النووي.. وقد رفض الإيرانيون الجلوس إلى طاولة المفاوضات دون أن يتوقف القصف الإسرائيلي لإيران.فالضربات الإسرائيلية خلقت حالة من الجدل بين المشرّعين من الحزبين الجمهوري والديمقراطي، الذين عبّر بعضهم عن دعمهم المباشر لما وصفوه بـ'الحق المشروع لإسرائيل في الدفاع عن نفسها'، في حين أبدى آخرون قلقا من أن يؤدي المسار العسكري إلى توريط الولايات المتحدة في صراع لا يخدم مصالحها الإستراتيجية.وهذا يعني أن الحشودات الأمريكية البحرية في المحيط الهندي تدرج في سياق الحرب النفسية للضغط على إيران؛ وإلا فإنها ستفهم في سياق التحضير لضربة قد توجهها أمريكا لأهم المفاعلات الإيرانية التي عجزت 'إسرائيل' عن ضربها.فقد أرسلت أمريكا حاملة الطائرات 'نيميتز' التي غادرت بحر جنوب الصين صباح الاثنين الماضي متجهة غربا باتجاه الشرق الأوسط حيث الصراع الإيراني الإسرائيلي إلى جانب حاملة الطائرات الموجودة في المنطقة 'كارل فينسن'.إلى جانب تكرار التهديدات التي دأب ترامب على إطلاقها منذ يوم الجمعة الماضي ضد القيادة الإيرانية إلى درجة التهديد بتصفية المرشد الأعلى وهذا خطير جداً.إضافة لما نشر في مجلة ناشونال إتريست الأمريكية، حول نقل 6 أو 7 طائرات B-2 محملة ب'أم القنابل' MOAB إلى قاعدة دييجو جارسيا التي تبعد 3000 كم عن إيران (خارج مديات الصواريخ الإيرانية). وذلك استعداداً لأي قرار عسكري طارئ، بتدمير أحد أكبر أسرار البرنامج الإيراني النووي المتمثل بمنشأة فوردو للتخصيب النووي الموجود داخل أنفاق معقدة في قلب الجبال الإيرانية، وتحت طبقات صخرية وخرسانية لا تحصى، وتكنلوجيا متقدمة، على بعد 95 كيلو متراً من جنوب غرب طهران.ويطرح السؤالُ المُلِحُّ نفسَهُ فيما لو عجزت (أم القنابل) عن تدمير المواقع النووية الإيرانية المشتبه بها، فهل تلجأ الولايات المتحدة إلى استخدام قنابل نووية منخفضة القوة لإتمام المهمة، بحسب المجلة الأمريكية، التي نوهت إلى أن هذا الاحتمال لا يزال مستبعداً للغاية، ولكن بمجرد بدء إطلاق النار واستئناف القصف المتبادل بين الطرفين فإن كلّ مستحيل ممكن.وفي المحصلة فمهما كانت الرهانات إلا أن النتيجة ستكون وخيمة.. وستكون كارثية لو نجح نتنياهو في تحقيق أحلامه الرعناء.. أما فوز إيران فقد يساعد على فك الحصار عن غزة التي يباد أهلها بالقتل في ظل مجاعة ممنهجة لا مخرج منها.20 يونيو 2025
The post مآلات العدوان الإسرائيلي على إيران والخيار النووي!بكر السباتين first appeared on ساحة التحرير.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الزمان
منذ 5 ساعات
- الزمان
رئيس الوزراء البريطاني يدعو إيران للعودة الى طاولة المفاوضات
لندن (أ ف ب) – دعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إيران الأحد 'للعودة إلى طاولة المفاوضات' بشأن برنامجها النووي، وذلك بعدما شنّت الولايات المتحدة ضربات على مواقع نووية إيرانية. وقال ستارمر على إكس 'لا يمكن السماح لإيران بتطوير سلاح نووي، وقد اتخذت الولايات المتحدة إجراءات لخفض هذا التهديد'، مشددا على أن 'استقرار المنطقة أولوية'. وتابع 'ندعو إيران للعودة إلى طاولة المفاوضات والتوصل إلى حل دبلوماسي لإنهاء هذه الأزمة'. أكد وزير التجارة البريطاني جوناثان رينولدز، من جانبه، على قناة سكاي نيوز أن بلاده 'لم تنخرط في هذه الهجمات' مشيرا إلى أن واشنطن 'لم تطلب' المساعدة في هذه العملية. وردا على سؤال حول ما اذا كانت الحكومة البريطانية قد أُبلغت مسبقا بالضربة الأميركية، أجاب 'نعم، كنا على علم… لقد أُبلغنا، كما نتوقع من حليف رئيسي، بهذا الإجراء'. وأضاف 'لقد نشرنا (…) موارد عسكرية بريطانية في المنطقة، وسنتخذ جميع التدابير اللازمة للدفاع عن مصالحنا وشعبنا، وبالطبع عن حلفائنا الرئيسيين، في حال تعرضهم للتهديد'. وأعلنت المملكة المتحدة الاثنين نشر طائرات حربية ومعدات أخرى في الشرق الأوسط لتعزيز الوجود البريطاني في المنطقة، في خضم الحرب التي بدأتها إسرائيل على إيران في 13 حزيران/يونيو.


وكالة أنباء براثا
منذ 6 ساعات
- وكالة أنباء براثا
نيويورك تايمز: الجيش الأمريكي قصف فوردو بقنابل وزنها 30000 رطل!
نقلت صحيفة "نيويورك تايمز" عن مسؤول مطلع أن الجيش الأمريكي أسقط في هجومه على موقع فوردو النووي في إيران عدة قنابل خارقة للتحصينات وزنها 30000 رطل، حيث المسؤول للصحيفة الأمريكية: "تم إسقاط عدة قنابل خارقة للتحصينات وزنها 30000 رطل على منشأة فوردو النووية فجر اليوم". وتعتبر "فوردو" واحدة من بين ثلاث منشآت إيرانية تعرضت لقصف أمريكي بالقنابل والصواريخ فجر اليوم في أول تدخل أمريكي مباشر ومعلن في النزاع بين إسرائيل وإيران المستمر منذ 13 يونيو الجاري. وفي وقت سابق أفادت "فوكس نيوز" بأن الولايات المتحدة استخدمت حوالي 30 صاروخ "توماهوك" في ضرب المواقع النووية الإيرانية الليلة الماضية، تم إطلاقها من الغواصات. بالمقابل، أعلن الحرس الثوري الإيراني عبر منصة "إكس" بعد الضربة الأمريكية أن الحرب بالنسبة له "قد بدأت الآن". بينما أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي أن الأحداث هذا الصباح "شنيعة وستكون لها عواقب وخيمة". فيما أكد "مركز السلامة النووية" الإيراني عدم تسجل أي علامات تلوث إشعاعي، وأنه لا خطر على سكان المناطق القريبة من المواقع النووية الإيرانية التي تعرضت لقصف أمريكي الليلة الماضية.


ساحة التحرير
منذ 6 ساعات
- ساحة التحرير
وفي اليوم التاسع بدأ الذبح بالصاروخ الفرط صوتي.!ميخائيل عوض
*وفي اليوم التاسع بدأ الذبح بالصاروخ الفرط صوتي.*! ميخائيل عوض 1 بما أنَّ نتنياهو المقامر أعلنَّ بنفسه أن زمن حربه ١٤ يوماً وتوهم إنهاء المهمة وتحقيق أهدافه غير القابلة للتحقيق. فتعداد الأيام وضبط الأحداث والتحولات يصبح أمراً لازماً للمتابع والباحث. الزمن كالسيف إن لم تقطعه يقطعك بعُرف الفرسان، والاستثمار الوحيد الذي ينضب بمنطق الاقتصاديين وفي واقع عمر الانسان كالماء في الغربال. الحرب والثورة والقوة والنفوذ يتحقق أولاً بالاستثمار في الزمن. زمن الحروب في بيئات وحقب غير المسبوقات، والحاجات الملحة لتوليد العالم الجديد، قاطع وحاسم ويعطي المحارب فرصه الذهبية. 2 في اليوم التاسع كل المؤشرات والمعطيات والتحولات وأيام الحرب كل واحد بألف من الأيام العادية، تتقاطر المواقف والأحداث والتحولات لتصب في اتجاه واحد، أنَّ إسرائيل هُزِمت ولن تكون لها قائمة بعد. فقد أرهقها وعبث بها وبقدراتها وبحلفائها وقدراتهم نتنياهو، وورطها بحرب لعشرين شهراً مع غزة ولم يحقق أي من أهداف الحرب. ولا تلوح في الأفق احتمالات لتحولات تجعله قادر على تحقيق ما أعلنه وأفاض من أوهام متخيلاً نفسه حاكماً للشرق الأوسط، ملكاً يأمر فيطاع. لا يرى أحداً إلا نفسه، ولا يقيم وزناً للآخرين وقدراتهم ومصالحهم، ولا يحترم مصالح الدول الكبرى والفاعلة والتي تتقدم على كل الأصعدة، على حساب سيطرة لنظام الانجلو ساكسوني الذي زرع ورعى كيانه لخدمته، لا ليتحول العالم الساكسوني وأمريكا بقيادة ترمب إلى خادم عند نتنياهو! 3 لنتنياهو أو أي أحد أن يحلم وأن يتخيل وأن يصرح ما يشاء، أما التاريخ فمساراته حكمية، وهو المقرر وليس العنتريات والتصريحات والأوهام. قالها ماركس لو أنَّ كلَّ جماعة تضمن تحقيق غايتها، لصنع كل إنسان التاريخ على مزاجه. الواقع ليس طوع نتنياهو ولا يستجيب لطائراته، ولا يتغير بقتل الأطفال والنساء، وقصفهم بطائرات الـ F35 وبالقنابل زنة ٢٠٠٠ رطل. الواقع يفرض نفسه واتجاهاته الحكمية. فحشرة بحجم برغشة تقتل جملاً. هكذا هو منطق الواقع وتحولاته وحاجاته، وكذا رميات الله عز وجل. 4 ماذا يقول الواقع والتطورات بعد تسعة أيام: 1. تأمين إسرائيل بعشرة مستويات وطبقات من الدفاع الجوي هي أعلى وكل ما أنتجه العقل الانجلو ساكسوني الإجرامي من تقانة سلاح، سقطت واخترقت وتنفذ ذخائرها وليس من يعوض. وصواريخ إيران ومسيراتها باتت تتبختر وتستعرض قدراتها وتضرب وتصيب ما تشاء وتحقق الأهداف التي أرسلت من أجلها. 2. المناخات الإعلامية العالمية واتجاهات الرأي العام الإسرائيلي والأمريكي والأوروبي يتغير بسرعة، في غير صالح إسرائيل وينهي سرديتها التي اعتاشت عليها لقرن. 3. أوروبا تغيرت وتتغير وبكل حال منشغلة في أوكرانيا وفي أزماتها واستنزفت قدراتها على القتال مع نتنياهو وتموين وتمويل وحماية إسرائيل، وأصبحت مجتمعاتها والاتحاد الأوربي مهدد بالأزمات والانهيار وانهيار وحداته الوطنية. 4. العرب، عرب النظم منهكون وخاضوا الحروب عن إسرائيل ولخدمتها وخدمة أصحابها واستنفِذت قدراتهم وأدواتهم. وشفط ترمب أموالهم ويتحسبون أن نتنياهو ووزرائه سيطلبون المزيد من خزائنهم واحتياطاتهم المتسارعة النفاذ ايضاً، وقد أخبرهم سموتريتش وبن غفير أنَّ عليهم أن يمولوا الحرب. وبكل حال لم يعد لديهم ما يقدمون بل يرتهبون من احتمال خسارة إيران للحرب، ويدعون لها في سرهم. وأما الشعوب فقلوبها ترقص على أنغام الصواريخ، والأردنيون خير شاهد حي ناطق. 5 ترمب هو الأمل الباقي لنتنياهو يرجوه صبح ومساء، ويهاتفه ويحرك أدواته في أمريكا ولوبياتها ودولتها العميقة. ترمب ورطه بالموافقة على الحرب، إلا أنه لم يلتزم هو بخوضها، زوده بكل ما طلب وبدل الـ١٤ يوماً أعطاه ٢١ يوماً، وصرح وهوَّل لكنه لم يلتزم بدخول الحرب 'كرمال عيون' ومصالح نتنياهو الشخصية. وقد لا يدخل الحرب ويتصرف مع نتنياهو كما تعامل مع زيلينسكي ومستشار الأمن القومي في إعلانه الحرب على اليمن ثم أقال المستشار، وصرف ضباطه ومؤيديه من الأامن القومي والبنتاغون ووزارة الخارجية. بافتراض أن ترمب أحمق أو أنه خضع للوبي العولمة واستجاب لضغوط نتنياهو ورجاله في الدولة الأمريكية العميقة فماذا يفعل؟ ماذا لديه لتغيير ميزان القوى والواقع؟ الجواب العملي لا شيء يذكر، فأساطيله وطائراته عجزت مع اليمن فكيف مع إيران وأذرعها؟ واليمن جاهز ومؤهل وصواريخ إيران التي أسقطت قبة من عشر طبقات يسهل عليها تدمير الحاملات والقواعد، والتسبب برفع أسعار النفط ما يسقط ترمب في أمريكا، ويحول دون قدرة الخليج على الوفاء بالتزام تقديم ٤ تريليون لتمويل أمريكا الترمبية! 6 تقررت مسارات الحرب واتجاهاتها فإيران احتوت الصدمة وتماسكت وبدأت تفعيل عناصر قوتها والاستثمار بميزان القوى والبيئة الاستراتيجية المختلة لصالحها وبالزمن. الزمن للإيرانيين والقدرة والقرار بمسارات الحرب بيدهم. إسرائيل هزمت في حربها الوجودية، وزوالها مسألة وقت، والجاري يستعجلها الرحيل. هو نتنياهو تنبأ بزوالها عندما قال وخاض الحرب ووصفها بالوجودية، وقال إذا هُزمنا فلا مكان لنا في المنطقة. ٢١/٦/٢٠٢٥ The post وفي اليوم التاسع بدأ الذبح بالصاروخ الفرط صوتي.!ميخائيل عوض first appeared on ساحة التحرير.