
علي شمخاني: من هو مستشار خامنئي الذي أعلنت إسرائيل مقتلة ثم أرسل للمرشد الأعلى "أنا على قيد الحياة"؟
أفادت وسائل إعلام إيرانية بأن علي شمخاني، المستشار السياسي البارز للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، في حالة مستقرة بعد إصابته بجروح بالغة جرّاء ضربة إسرائيلية.
وجاء ذلك بعد أيام من معلومات متضاربة حول مقتله بضربة إسرائيلية. فمن هو شمخاني؟ وماذا نعرف عن تدرجه في سلم الحكم في إيران؟
وقال علي شمخاني، الذي أعلنت إسرائيل مقتله الأسبوع الماضي، في رسالة موجهة إلى المرشد الأعلى بإيران علي خامنئي، نشرتها وسائل الإعلام الإيرانية الرسمية، الجمعة: "أنا على قيد الحياة ومستعد للتضحية بنفسي".
وجاء في رسالته التي نشرتها وكالات الأنباء الإيرانية الرسمية: "النصر قريب، وسيُخلد اسم إيران في أعالي التاريخ كعادته".
كان علي شمخاني (1955) من المؤسسين الأوائل للحرس الثوري الإيراني، ومن كبار قادته خلال الحرب الإيرانية-العراقية.
شمخاني، الذي شغل منصب المستشار السياسي للمرشد الأعلى علي خامنئي، وكان أميناً سابقاً للمجلس الأعلى للأمن القومي، ظل شخصية بارزة في المجالين العسكري والأمني في الجمهورية الإسلامية، وغالباً ما وصف بألقاب من قبيل القائد، والأدميرال، والاستراتيجي، والدبلوماسي. كان يعتبر نفسه "ابن الثورة"، وصرّح ذات مرة: "كل هويتي مستمدة من هذه الثورة، ولا زلت أعتبر نفسي جندياً في صفوفها".
اعتبر من الشخصيات "المعتدلة" في المؤسسة العسكرية، وأحد القلائل الذين بقوا فاعلين في ميادين السياسة والأمن والعسكر منذ بدايات النظام.
لكن في السنوات الأخيرة، طغت ملفات تتعلق بأنشطة أقربائه الاقتصادية على تاريخه العسكري والسياسي. فقد أثارت وسائل الإعلام انتقادات واسعة حول "الثروة الأسطورية لأبنائه وحفل زفاف ابنته الباذخ في فندق إسبيناس بالاس في مايو/أيار 2024". ولم يُسأل علناً قط عن مصادر هذه الثروة أو نمط حياته الفاخر المزعوم، وفق تقرير لبي بي سي فارسي.
من جماعة "منصورون" إلى تأسيس الحرس الثوري
وُلد علي شمخاني عام 1955 في مدينة الأهواز، وهو عربي من محافظة خوزستان، وله أربعة أبناء.
كان ناشطاً سياسياً ضد نظام الشاه قبل الثورة واعتقل عدة مرات. وفي عام 1975، شارك إلى جانب محسن رضائي، وغلام علي رشيد، ومحمد باقر ذو القدر، ومحمد جهان آرا، وإسماعيل دغاغي وآخرين في تأسيس جماعة "منصورون" المسلحة. قتل بعض أعضاء الجماعة قبل الثورة، وبعد انتصارها في 1979، ساهم شمخاني ورفاقه في تأسيس الحرس الثوري الإيراني.
وبحسب كتاب "الحركات والتنظيمات الدينية السياسية في إيران" لرسول جعفريان، نشأت جماعة منصورون في خوزستان حوالى عام 1971، وأعيد تنظيمها عام 1975 لتضم شخصيات مثل شمخاني ورضائي، قبل أن تتوسع لتشمل مدناً أخرى كطهران، وأصفهان، وقم، وكاشان، وأراك.
نفّذت الجماعة عدة عمليات مسلحة في عامي 1977 و1978، وقال بعض أعضائها إنهم كانوا على تواصل مع رجال دين كبار عبر حسين راستي الكاشاني من رابطة مدرسي الحوزة العلمية في قم.
بعد الثورة، ساهم شمخاني في تأسيس "منظمة مجاهدي الثورة الإسلامية" عبر دمج عدة مجموعات (أمة واحدة، توحيدي بدر، توحيدي صف، فلاح، فلق، منصورون، موحدين) لمواجهة منظمة مجاهدي خلق. لكن بعد أمر الخميني بمنع العسكريين من الانخراط السياسي، انسحب شمخاني ومجموعته من المنظمة، التي تفككت لاحقاً بسبب الانقسامات الداخلية، قبل أن يُعاد إحياؤها عام 1991.
الحرس الثوري والقيادات العسكرية
كان شمخاني من مؤسسي الحرس الثوري وقادته الأبرز خلال الحرب الإيرانية-العراقية. تولى قيادة فرع خوزستان، ثم أصبح نائب القائد العام للحرس الثوري بين عامي 1981 و1989، مع تولّيه في الوقت نفسه قيادة القوات البرية للحرس، ومنصب نائب رئيس هيئة الأركان العامة لشؤون الاستخبارات والعمليات. شغل لفترة قصيرة منصب "وزير الحرس الثوري" في حكومة مير حسين موسوي، قبل أن تدمج الوزارة بوزارة الدفاع.
نقل لاحقاً إلى الجيش النظامي، حيث تولى قيادة البحرية بين 1989 و1997، إضافة إلى قيادته البحرية التابعة للحرس الثوري منذ عام 1990.
"أبو الحسن بني صدر لم يكن خائناً"
برز اسم شمخاني خلال الحرب بخطابه الشهير "أنقذونا!" الذي وجّهه للمسؤولين في بدايات الحرب، وجاء فيه: "أنقذونا! ما هذه المؤسسة الرسمية التي لا تملك حتى سلاحاً فردياً؟ لم تُدرّبوا الحرس الشهداء... من بين 150 من حراس المحمرة، لم يبقَ سوى 30. يمكننا أن نصمد بثلاثين قذيفة هاون لثلاثة أشهر... شهداؤنا الذين سقطوا قبل 25 يوماً ما زالوا دون دفن. أنقذونا. نحتاج سلاحاً وإمدادات".
في كتابه المقتضب "أنقذونا!"، اعترف بأنه كان يفتقر للمعرفة العسكرية في تلك المرحلة، وأنه لم يكن يعرف حتى معنى الأسهم على خرائط العمليات، وكان يظن أن رجلاً قوي البنية يحمل رشاشاً على السطح قادر على إسقاط طائرات عراقية.
أثار جدلاً بتصريحه أن "أبو الحسن بني صدر لم يكن خائناً، بل كانت له رؤية مختلفة"، ما أزعج دوائر في النظام. وأوضح في الكتاب أنه كان على تواصل شخصي مع بني صدر، الذي كان ودوداً لكنه "لم يرسل سلاحاً أبداً".
وأبو الحسن بني صدر هو أول رئيس للجمهورية الإسلامية في إيران بعد الثورة عام 1979، وأقيل من منصبه عام 1981 بسبب خلافات حادة مع رجال الدين، ثم عاش في المنفى بفرنسا حتى وفاته عام 2021.
الترشح للرئاسة والمناصب التنفيذية
بحسب مذكرات هاشمي رفسنجاني، ترشح شمخاني للانتخابات الرئاسية عام 2001 "بتشجيع من قادة الحرس". نال رتبة الأدميرال عام 1999، ووسام "الفتح" ثلاث مرات من المرشد الأعلى. تولى وزارة الدفاع في عهد الرئيس محمد خاتمي، وحصل عام 2000 على وسام الملك عبد العزيز من السعودية، وهو أعلى وسام سعودي.
ترشح عام 2001 في مواجهة خاتمي، لكنه نال أقل من مليون صوت (نحو 2.5٪) وخسر بفارق كبير. ورغم خيبة أمل الإصلاحيين، بقي في منصبه وزيراً للدفاع.
أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي والعودة إلى الواجهة
في 10 أيلول/سبتمبر 2013، عُيّن شمخاني أميناً للمجلس الأعلى للأمن القومي خلفاً لسعيد جليلي. كتب حسن روحاني لاحقاً أن خياريه الأول والثاني، علي أكبر ناطق نوري ومحمد فروزنده، رفضا المنصب، فاقترح شمخاني رغم تردد خامنئي، وأكد أنه ندم لاحقاً على التعيين لكنه لم يتمكن من التراجع.
ومن أبرز الأحداث التي شهدها عهده:
- إسقاط الطائرة الأوكرانية على يد الحرس الثوري
- احتجاجات ديسمبر 2017، نوفمبر 2019، صيف 2021، واحتجاجات مهسا أميني في 2022
- موجات احتجاجات نقابية وطلابية
في أزمة الطائرة الأوكرانية، حاول شمخاني تبرئة قادة الحرس، قائلاً إن الأمر يعود إلى "وحدة خارجة عن السيطرة"، واصفاً الحدث بأنه "ألم غير مسبوق لقيادة الحرس".
قلل من أهمية احتجاجات 2017، واعتبرها "محدودة جداً"، متهماً السعودية ودولاً أخرى بالتحريض الإلكتروني. أما في 2019، فاتهم المعارضة بتزوير أعداد الضحايا.
وفي آذار/مارس 2023، لعب دوراً محورياً في استئناف العلاقات بين إيران والسعودية. ومع تولي إبراهيم رئيسي الرئاسة عام 2021، راجت شائعات متكررة عن استقالته، حتى أُعلن في مايو 2023 عن تعيين علي أكبر أحمديان بديلاً له، لتنتهي بذلك فترة استمرت عقداً من الزمن.
وفي الوقت نفسه، عيّنه خامنئي عضواً في مجمع تشخيص مصلحة النظام ومستشاراً سياسياً، ليبقى داخل دائرة النظام.
"ثروة أسطورية" لعائلته
وسط مسيرته الطويلة في الأمن والسياسة والعسكر، ظل الجدل قائماً حول "الثروة الأسطورية" لعائلة شمخاني، مع تداول واسع لصور منازل فاخرة منسوبة إليه وإلى صهره.
رد شمخاني وحلفاؤه بأن هذه الاتهامات مدفوعة سياسياً. ولم يعلّق علناً على أي من هذه المزاعم.
ابنه، حسين شمخاني، يقال إنه يدير شركة "أدميرال شيبّينغ". وفي فبراير 2022، أثار احتجاز سفينة تدعى "كابل" تابعة للشركة ضجة إعلامية، إذ أفادت وكالة إيلنا أن "إخوة شمخاني" يمتلكون الشركة، فيما أعلنت وكالة فارس لاحقاً أن العائلة رفعت دعوى قضائية ضد إيلنا.
وفي مايو/ أيار 2024، نشرت صحيفة "جمهوري إسلامي" افتتاحية طالبت فيها شمخاني بأن "يختار بين ممارسة التجارة أو البقاء في هرم السلطة"، مشيرة إلى أنه يعتبر الأنشطة الاقتصادية لنفسه ولـ"أبناء الجبهة والحرب" مباحة بل ومحمودة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


BBC عربية
منذ 3 ساعات
- BBC عربية
بين الغضب واللامبالاة: كيف تنظر الشعوب العربية إلى إيران في مواجهتها مع إسرائيل؟
بعد مرور أسبوع على المواجهات بين إسرائيل وإيران، يسود الترقب لما يمكن أن تؤول إليه هذه المواجهة، خاصة إذا انضمت واشنطن لمساندة إسرائيل. بالتأكيد هذه ليست حرب إسرائيل الأولى في الشرق الأوسط، فلطالما هاجم الجيش الإسرائيلي أذرعاً إيرانية في الدول العربية، لكنها المرة الأولى التي يكون فيها الهدف المعلن للهجوم: الدولة الإيرانية. هذه الحقيقة بحد ذاتها كانت مادة للفكاهة والتندر بين بعض المواطنين العرب. فالعديد من رواد شبكات التواصل الاجتماعي من سوريين ولبنانيين وفلسطينيين أبدوا ارتياحهم حيال وجودهم في موقع "المتفرِّج" هذه المرة، بدلاً من أن يكونوا تحت القصف، كما هو الحال في غزة اليوم، وكما كان في لبنان وسوريا حتى وقت قريب جداً. يتحدث يحيى برزق من غزة عما يسميه "نوعاً من الفرحة بصراحة، أن نشاهد بعض المآسي التي تسببت بها إسرائيل لنا تحدث الآن لديهم"، لكنه قلق في ذات الوقت، "هذه الحرب تحرف الأنظار عن الوضع في القطاع، وللأسف أصبحنا حدثاً ثانوياً". يتفق معه معاذ العمور، نازح في خان يونس، قائلا إن "التغطية الإعلامية في كل العالم وفي كل القنوات تركت غزة وتحولت لتغطية إسرائيل وإيران وهذا يشكل خطراً كبيراً علينا في القطاع"، متمنياً أن "تنتهي حرب إيران سريعاً وتكون نهايتها في اتفاق يشمل قضية غزة." ولم تتوقف الضربات العسكرية الإسرائيلية على قطاع غزة بالرغم من التطورات الأخيرة، ووفق إحصائية غير نهائية لوزارة الصحة في غزة، ارتفعت حصيلة القتلى في القطاع إلى 55,637 والإصابات إلى 129,880، منذ بدء الحرب في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول 2023. وتدعم إيران حركات مسلحة فلسطينية في وجه إسرائيل من بينها حماس. جيران إسرائيل باستثناء مصر والأردن، اللذَين تربطهما علاقات دبلوماسية مع إسرائيل، لا تتمتع الدولة العبرية بعلاقات طيبة مع جوارها. فبينما تتصدى تل أبيب للصواريخ الإيرانية تتوغل معداتها العسكرية في الجنوب السوري، والذي أعلنت أجزاء منه منطقة عسكرية بمجرد انهيار النظام السوري السابق في نهاية العام الماضي، وما تلاه من تدمير إسرائيلي للمنظومة العسكرية الدفاعية للبلاد. لم أجد بين أي من السوريين الذي تحدثت إليهم تعاطفاً مع إسرائيل، وبالنسبة للبعض، ولا حتى مع إيران. فيعتقد كثيرون أن نظام الرئيس السابق بشار الأسد لم يكن ليصمد في وجه الحراك المتمرد السوري لولا مساعدة إيران، إلى جانب روسيا، التي أرسلت الحرس الثوري الإيراني والميليشيات المتحالفة معه لدعم القوات الحكومية في حرب طاحنة أودت بحياة أكثر من نصف مليون شخص. وتعلق ليلى الجابري من سوريا ، "لست متعاطفة مع أي من الجانبين، فأنا كسورية، لي موقف سلبي تجاه النظام الإيراني والذي عاث فسادا في بلدي ، لكنني بالتأكيد أتعاطف مع الشعب الإيراني البريء الذي سيدفع الثمن عن نظامه الراديكالي الذي لم يقدم له طوال عقود، الحد الأدنى من العيش الكريم وممارسة الحريات المدنية والسياسية، التي ينشدها كل شعب حر، وأخص هنا حقوق المرأة الإيرانية". أما بالنسبة لإسرائيل، تتابع، "لست متعاطفة. فهي أيضاً تحتل أراضينا العربية في سوريا وفلسطين وتقوم بحرب إبادة، لكنني أتمنى السلامة لكل الأبرياء في الأراضي المحتلة". بدوره يقول أحمد، إنه "ضد إسرائيل التي "لم تترك بقعة إلا ونشرت سمّها فيها،" مضيفاً أنهم سيضربون سوريا " بأي فرصة تتاح لهم." لكنه بذات الوقت يعتقد أن إيران "تسعى لتحقيق مصلحتها بأي وسيلة كانت". وفي حين لم تصدر الحكومة السورية موقفاً رسمياً من الحرب، تحدثت تقارير دولية عن استخدام أجوائها لمرور طائرات مسيّرة وصواريخ من الجانبين. "لأول مرة أجلس في موقع المتفرجة" أما في لبنان، حيث تنتشر مقاطع الفيديو من الأعراس والنوادي الليلية التي تظهر في خلفيتها الصواريخ الإيرانية المتجهة نحو إسرائيل، فلا يخفي بعض الناس ابتهاجهم برؤيتها، إذ أن بلدهم خرج للتو من حرب قاسية استمرت ثلاثة أشهر، ألحقت فيها إسرائيل أضراراً كبيرة بحزب الله، الذراع الإيرانية في لبنان، والذي يعتبر نفسه خط الدفاع الأول في مواجهة إسرائيل. وكانت إسرائيل قد اغتالت أمينه العام حسن نصر الله وعدداً من قياداته البارزة. وبعد أسبوع من المواجهات، قال الأمين العام لحزب الله، نعيم قاسم، إن الحزب "ليس على الحياد" في ما يجري من تصعيد إقليمي بين إسرائيل وإيران، مؤكداً أنهم "سيتصرفون في الوقت وبالطريقة التي يرونها مناسبة". أما السلطات اللبنانية فأدانت الهجوم. بالنسبة للمواطن اللبناني شربل برباري ما يهم في هذه الحرب "هو تحييد المدنيين"، لكنه يعتقد أنه من "الأفضل ألا يكون أي من الطرفيين قوياً، فكلاهما لديه الرغبة بالسيطرة على الشرق الأوسط وعلى لبنان"، ويضيف "إذا انتصر أحد الطرفين سيحكم المنطقة على طريقته، وكلبنانيين سنشهد موجة هجرة جديدة لأوروبا". أما الشاب اللبناني آلان، فيعتبر أن منطق الحرب "مرفوض بالمطلق، لكن إيران تحصد ما زرعت،" فبرأيه إيران صدرت إلى دول الجوار "السلاح، والايديولوجيا والإرهاب. ودمرت بلدنا، لذلك لا آسف على النظام الإيراني، وسقوطُه سيريح دول المنطقة وعلى راسها لبنان الذي دفع الفاتورة الأغلى". من جهتها تعرب دانيا عن عدم اكتراثها بمن "سيفوز" وتتابع "لأول مرة كمواطنة لبنانية عانت من حروب إسرائيل على أرضنا. أجلس في موقع المتفرجة وأشاهد الحرب على التلفاز ولكن بدون الشعور بالخوف والتوتر والقلق على عائلتي ووطني". لكن بالنسبة لـ بلال (اسم مستعار) فإن سقوط إيران "لا يعني فقط سقوط محور المقاومة، وإنما سقوط خط الدفاع الأول عن المستضعفين والمناهضين للسياسيات الأميركية وإسرائيل ودول الغرب". تتمتع إيران بنفوذ كبير في سوريا ولبنان والعراق واليمن، من خلال دعم وتسليح حزب الله في لبنان، والحوثيين في اليمن، والفصائل الأخرى في العراق. وهذا ما أثار بعض الجدل والانقسامات حول مواقف شعوب هذه الدول من الحرب الحالية. انقسام في العراق في العراق، يقول علي من محافظة البصرة إنه مع هذه الحرب، "ليس لأنني أحب الدم، بل لأننا تعودنا أن نرى الظلم ونسكت. إسرائيل لا تحتل فقط الأراضي الفلسطينية بل هي سبب خراب المنطقة." ويضيف أن إيران هي الدولة الوحيدة "التي وقفت معنا يوم لم ينفعنا أحد، وأرسلت سلاحاً للحشد الشعبي حتى يقف بوجه داعش." ويتابع "أنا مع الحشد، ومع المقاومة، ومع كل من يرد كرامة شعوبنا". لكن بالنسبة لعمر، من محافظة الأنبار فإن إيران "تقول إنها تدعم المقاومة، لكن نحن بالعراق رأينا كيف استغلت الوضع بعد الغزو الأميركي للعراق عام 2003، ودعمت جماعات فرّقتنا، وخربت بيوتنا بحجة محاربة الإرهاب". يرى الصحفي العراقي، مصطفى ناصر، أن هذه الحرب كانت متوقعة و"مؤجلة منذ أكثر من سبع سنوات"، ويضيف أنه "مع تنامي حالة الكره إزاء السياسات الإيرانية في العديد من البلدان العربية ولا سيما في سوريا ولبنان والعراق، اعتبرت إسرائيل هذه الحالة فرصة معززة للهجوم على إيران". وأدان العراق الهجوم الإسرائيلي على إيران واعتبره تصعيداً متعمداً يهدد بتوسيع رقعة المواجهة في المنطقة، وأغلق قسماً كبيراً من مجاله الجوي مؤقتاً، مع نشر منظومات دفاع جوي روسية من طراز "بانتسير" حول منشآت حساسة. "لا نريد أن نجر إلى حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل" في موقف موحّد، أدانت بدورها دول الخليج العربية الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران، معتبرةً إياه "انتهاكاً صارخاً للقانون الدولي وعدواناً غاشماً يهدّد أمن المنطقة واستقرارها". وتقول مروة، من السعودية، إنها تشعر "بالخوف من هذه الحرب، لأنها قد تمتد لدول الخليج، ونحن هنا لدينا استثمارات واستقرار نسبي، ولا نريد أن ننجر إلى حرب لا ناقة لنا فيها ولا جمل"، وتضيف أنها "من ناحية المبدأ ضد إسرائيل بسبب عدوانها المتكرر على غزة، لكنها ليست العدو الوحيد في المنطقة. إيران لا تقل خطرا عنها، فقد رأينا كيف تدخلت في العراق وسوريا ولبنان واليمن ونشرت الطائفية". ولطالما كانت العلاقات الإيرانية الخليجية، متذبذبة منذ اندلاع الثورة الإسلامية في إيران عام 1979، بين العوامل الطائفية، والطموحات الإقليمية، والبرنامج النووي الإيراني، وأزمة الجزر الثلاث التي ضمتها إيران في عام 1971، وتطالب بها الإمارات. ثم أدت ثورات ما عٌرف بالربيع العربي إلى تفاقم الانقسامات الطائفية في المنطقة، حيث دعمت إيران الحركات الشيعية في البحرين واليمن، بينما دعمت السعودية والإمارات الحكومات السنية، وقد أثارت التدخلات الإيرانية في اليمن، لا سيما دعم جماعة أنصار الله الحوثي، قلق السعودية والإمارات. قلق تحول إلى تدخل عسكري في اليمن عام 2015. في ذات الوقت، حاولت إيران إحداث تغيير في دول شمال افريقيا، لما بدا أنه سعي لإرساء بديل "للإسلام السياسي" وإنشاء وكلاء جدد لما يسمّى "محور المقاومة" في القارة السمراء. وبالرغم من الجدل الذي أثاره ذلك حينها، يقول من تحدثنا إليهم، أن موقفهم سيبقى "تاريخياً" ضد إسرائيل، بغض النظر عن الطرف الآخر. يُذكر أن العلاقات بين المغرب وإيران على سبيل المثال كانت متوترة تاريخياً، وشهدت قطيعة دبلوماسية أكثر من مرة بسبب اتهامات بدعم جماعات تهدد الأمن المغربي. بالنسبة لسمير من الجزائر فإن "إسرائيل كيان غاصب، وهي المسؤولة عن نكبة شعبنا الفلسطيني. ولذلك، من الطبيعي أن ترى معظم الجزائريين يقفون مع كل من يعادي هذا الكيان، بما في ذلك إيران". ويضيف أنه يتعاطف مع إيران في هذه الحرب "لأنها تتعرض لضربات متكررة، وتُحاصر اقتصادياً بسبب مواقفها. الصراع ليس سياسياً فقط، بل مبدئي أيضاً. من يقف ضد إسرائيل، يقف إلى جانب العدالة، حتى لو اختلفنا معه في ملفات أخرى". أما حسن من مصر يعتبر أن الحرب برمتها "ظلم" ويضيف: "أنا لا أتعاطف مع الجيوش ولا الحكومات، أتعاطف مع الشعوب التي ليس لديها مخرج ولا صوت يسمع".


BBC عربية
منذ 4 ساعات
- BBC عربية
حسّون في بلا قيود:إسرائيل من أقوى الدول النووية لكنها دولة مسؤولة
قال الدكتور أكرم حسّون عضو حزب أمل جديد الإسرائيلي إنّ إسرائيل تحصلت على معلومات سرية تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني كانت خافية عن دول العالم بل وحتى عن الهيئة الدولية للطاقة الذرية، مضيفا بأنّ " الموساد أقام عدة قواعد في إيران وكما قلت هنالك أشخاص قاموا بعمل كبير وأحضروا معلومات مهمة جدا من كبار القادة في داخل إيران" حسب تعبيره. وفيما يتعلق بتعاون إيران مع الهيئة الدولية للطاقة الذرية وسماحها لطاقم الوكالة بزيارة منشآتها مراراً وتكراراً، شكك عضو حزب أمل جديد الإسرائيلي في مصداقية إيران مشيرا إلى أنّ" شفافية إيران عديمة الفائدة لأنّ إيران تكذب" حسب وصفه. وفي رده على تكتم إسرائيل على ترسانتها النووية وعدم إفصاحها عنه، أكد أكرم حسون امتلاك إسرائيل للسلاح النووي بل يرى أنّ بلاده من أقوى الدول النووية في العالم، مشدداً في نفس الوقت على كونها دولة مسؤولة لا تتلاعب بمقدرات الناس أو بمقدرات الدول، حسب رأيه. وفي تعليقه على سياسة الصبر الإستراتيجي التي أظهرتها إيران في حروبها السابقة وإن كانت إسرائيل تملك إستراتيجية للخروج من الحرب الحالية مع إيران، قال أكرم حسون إنّ إسرائيل قررت دخول الحرب والقضاء على المنشآت النووية والصواريخ الإيرانية التي تشكل خطرا على إسرائيل مؤكدا أنّ "إسرائيل لن تخرج من هذه الحرب حتى تقضي على هذه الأمور" حسب قوله. ويرى عضو حزب أمل جديد قدرة بلاده على القضاء على منشأة فوردو الإيرانية لتخصيب اليورانيوم دون مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية. فكيف ينظر الدكتور أكرم حسون لدور الدين في السياسة في إيران؟ وما تبريره لاستهداف إسرائيل لمبنى الإذاعة والتلفزيون الإيراني؟ وما تقييمه لمقدرات الردع الإسرائيلية؟ هذه التساؤلات وغيرها تجدون الأجوبة عليها في برنامج بلا قيود هذا الأسبوع. تبث الحلقة يوم السبت في الساعة الخامسة والنصف مساء بتوقيت غرينتش يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج على الرابط التالي


BBC عربية
منذ 4 ساعات
- BBC عربية
حسّون في بلا قيود: إسرائيل من أقوى الدول النووية لكنها دولة مسؤولة
قال الدكتور أكرم حسّون عضو حزب أمل جديد الإسرائيلي إنّ إسرائيل تحصلت على معلومات سرية تتعلق بالبرنامج النووي الإيراني كانت خافية عن دول العالم بل وحتى عن الهيئة الدولية للطاقة الذرية، مضيفا بأنّ " الموساد أقام عدة قواعد في إيران وكما قلت هنالك أشخاص قاموا بعمل كبير وأحضروا معلومات مهمة جدا من كبار القادة في داخل إيران" حسب تعبيره. وفيما يتعلق بتعاون إيران مع الهيئة الدولية للطاقة الذرية وسماحها لطاقم الوكالة بزيارة منشآتها مراراً وتكراراً، شكك عضو حزب أمل جديد الإسرائيلي في مصداقية إيران مشيرا إلى أنّ" شفافية إيران عديمة الفائدة لأنّ إيران تكذب" حسب وصفه. وفي رده على تكتم إسرائيل على ترسانتها النووية وعدم إفصاحها عنه، أكد أكرم حسون امتلاك إسرائيل للسلاح النووي بل يرى أنّ بلاده من أقوى الدول النووية في العالم، مشدداً في نفس الوقت على كونها دولة مسؤولة لا تتلاعب بمقدرات الناس أو بمقدرات الدول، حسب رأيه. وفي تعليقه على سياسة الصبر الإستراتيجي التي أظهرتها إيران في حروبها السابقة وإن كانت إسرائيل تملك إستراتيجية للخروج من الحرب الحالية مع إيران، قال أكرم حسون إنّ إسرائيل قررت دخول الحرب والقضاء على المنشآت النووية والصواريخ الإيرانية التي تشكل خطرا على إسرائيل مؤكدا أنّ "إسرائيل لن تخرج من هذه الحرب حتى تقضي على هذه الأمور" حسب قوله. ويرى عضو حزب أمل جديد قدرة بلاده على القضاء على منشأة فوردو الإيرانية لتخصيب اليورانيوم دون مشاركة الولايات المتحدة الأمريكية. فكيف ينظر الدكتور أكرم حسون لدور الدين في السياسة في إيران؟ وما تبريره لاستهداف إسرائيل لمبنى الإذاعة والتلفزيون الإيراني؟ وما تقييمه لمقدرات الردع الإسرائيلية؟ هذه التساؤلات وغيرها تجدون الأجوبة عليها في برنامج بلا قيود هذا الأسبوع. تبث الحلقة يوم السبت في الساعة الخامسة والنصف مساء بتوقيت غرينتش يمكنكم مشاهدة حلقات البرنامج على الرابط التالي