الأردن… موقف سيادي ثابت في عاصفة الإقليم
في خضمّ المشهد الإقليمي المشتعل، وتزايد التوترات العسكرية والأمنية بين قوى كبرى في الشرق الأوسط، تبرز المملكة الأردنية الهاشمية بموقف سيادي ثابت، يستند إلى العقلانية، ومرجعية سياسية حصيفة، ورؤية وطنية لا تُزاحمها الشعارات ولا تستفزها أبواق التهويل.
لقد جاءت تصريحات جلالة الملك عبدالله الثاني الأخيرة لتضع النقاط فوق الحروف، مؤكدة أن الأردن لن يسمح لأي طرف، أو جهة، أو صوت مشبوه، باستغلال التطورات الراهنة للتشكيك في مواقفه الوطنية أو السيادية.
وفي الوقت الذي تساق فيه الاتهامات الرعناء والتخوين الرخيص عبر أبواق الذباب الإلكتروني وبعض المنصات المأجورة، كان الأردن كعادته في طليعة الدول التي تبني قراراتها على الحكمة والهدوء الاستراتيجي، لا على ردود الأفعال الانفعالية.
لأن الأردن اليوم، كما كان دومًا، دولة مركزية في ميزان الإقليم. حدوده متاخمة لساحات النار: سوريا من الشمال، العراق من الشرق، فلسطين المحتلة من الغرب . ورغم اشتعال كل هذه الجبهات من حوله، حافظ الأردن على بوصلته، واستقراره، وموقفه القومي العروبي والإنساني.
ولأن الأردن أغلق أجواءه أمام الاستخدام العسكري لأي طرف في الصراع القائم بين إسرائيل وإيران، ورفض الزج به في لعبة المحاور، أصبح هدفًا لحملات تشويه ممنهجة تهدف لتأليب الرأي العام أو شق الصف الوطني.
ثانيًا: الثبات الأردني في عاصفة الحرب
في الوقت الذي كانت فيه سماء المنطقة تعجّ بالصواريخ والطائرات المسيرة ، قرّر الأردن إغلاق مجاله الجوي لحماية مواطنيه وسيادته، ورفضه الصريح لاستغلال أراضيه أو سمائه لتوجيه ضربات لأي طرف.
هذا الموقف ليس حيادًا سلبيًا، بل حكمة استراتيجية، لأن الانحياز الأعمى يعني جرّ البلاد إلى ما لا تُحمد عقباه.
وليس جديدًا على الأردن أن يقف مع الشعوب المظلومة ومع حقها في الحرية والكرامة، لكنه في الوقت ذاته لا يساوم على أمنه القومي ولا يُفرط في قراره السيادي.
ثالثًا: الرد على الحملات المضللة
لمن يزايدون على الأردن، نقول:
•لم تُبنَ مواقفنا على انفعالات تويتر أو غرف الذباب الإلكتروني.
•لم نكن يومًا طلاب شو إعلامي أو مطاردة للعدسات.
•بل كنّا دومًا من يدفع الفاتورة الكبرى عن الأمة، دون صخب أو مزايدة.
ألم تكن عمان على مدى العقود ملاذًا لكل مظلوم، وممرًا للدبلوماسية الهادئة، وخندقًا متقدمًا للحق العربي؟
وهل نسي هؤلاء أن الأردن استقبل ملايين اللاجئين، وقدم لهم خدمات تفوق قدرته، دون أن يرفع شعارًا رنانًا أو يطلب جزاءً أو شكورًا؟
رابعًا: ملك بحجم أمة
في خضم هذه الحملات، يقف جلالة الملك عبدالله الثاني زعيمًا يتحدث بلغة الحكمة إلى العالم، يخاطب القادة من موقع الفهم والوعي، ويقود سفينة الوطن وسط أمواج متلاطمة، دون أن يفقد الاتجاه أو يسمح لأي أحد أن يُملي عليه شروطه.
أخيرًا: الأردن أولًا.. وسيبقى
مصلحة الأردن، وأمن الأردن، واستقرار الأردن، فوق كل اعتبار، ولا يحق لأحد مهما علا صوته أن يزايد على ذلك.
ولن تنال من عزيمتنا تلك الأصوات النشاز التي تحاول أن تخلط الأوراق وتشكك في الولاء والانتماء.
حفظ الله الأردن، وقيادته، وشعبه، من كل سوء.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


رؤيا
منذ 31 دقائق
- رؤيا
إدانات واسعة لهجوم كنيسة دمشق.. وواشنطن تؤكد دعمها لجهود الحكومة السورية بمكافحة الإرهاب
توالت ردود الفعل المنددة بالتفجير الإرهابي الذي استهدف كنيسة مار إلياس في حي الدويلعة بدمشق، مساء اليوم الأحد، حيث عبرت شخصيات رسمية سورية وأمريكية عن إدانتها الشديدة للهجوم، مؤكدة على ضرورة التكاتف في مواجهة الإرهاب ودعم الضحايا. مواقف رسمية سورية تشدد على الوحدة الوطنية من جانبه، وصف وزير الاتصالات وتقانة المعلومات السوري، عبد السلام هيكل، الهجوم بأنه "جريمة نكراء استهدفت بيتًا من بيوت الله اجتمع فيه أخوة سوريون للصلاة والمحبة". وفي منشور له عبر منصة "X"، تقدم هيكل بالتعازي لذوي الضحايا، مؤكدًا: "خرجنا تواً من مأساة تاريخية وسنبقى صفًا واحداً في وجه من يريد إيذاءنا وقطع طريق تعافينا. عزاؤنا لشعبنا جميعاً في هذه الفاجعة". اقرأ أيضاً: دمشق تدعو السفراء والبعثات الدبلوماسية لعدم زيارة "كنيسة الدويلعة" دون إذن مسبق ومن موقع التفجير، أكد محافظ دمشق، السيد ماهر مروان، أن "الفلول لها أيادٍ تخريبية في المنطقة"، معبرًا عن تضامنه الكامل مع أهالي الضحايا والمصابين. وقال: "نؤكد أننا سنكون يدًا واحدة ضد هذه الأعمال الإجرامية التي لم تستهدف اليوم مكونًا واحدًا، بل جميع السوريين". وتعهد المحافظ بمحاسبة جميع المتورطين، قائلًا: "ستتم محاسبة جميع المتورطين في هذا العمل الإجرامي، وسنعمل على ترميم الكنيسة وإعادتها إلى ما كانت عليه، وسنقف إلى جانب الضحايا في مصابهم الأليم". المبعوث الأمريكي: ندعم الحكومة السورية في كفاحها ضد الإرهاب في موقف لافت، أصدر المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، توماس باراك، بيان تعزية وإدانة باسم الولايات المتحدة. وقال باراك عبر منصة "X": "نيابةً عن رئيس الولايات المتحدة والشعب الأمريكي، نود أن نعرب عن خالص تعازينا لضحايا الهجوم الإرهابي اليوم في كنيسة مار إلياس ولأسرهم وجميع المتضررين". وأضاف أن "هذه الأعمال الجبانة ليس لها مكان في نسيج التسامح والاندماج الذي ينسجه السوريون"، مؤكدًا دعم واشنطن لدمشق في هذا السياق.

عمون
منذ 44 دقائق
- عمون
تماسك داخلي وتعزيز وطني
في مقاربة متوازنة بين البناء الداخلي والتفاعل الإقليمي، تأتي الرؤية الملكية من قصر الحسينية ويأتي التشديد الملكي وتكرار التأكيد على المؤكد بأن أهم الثوابت الوطنية هو ثابتي التماسك الداخلي والتعزيز الوطني، في ظرف استثنائي وفي ظل الأردن القوي والمترابط، كدولة مؤسساتية رائدة في المنطقة. يأتي لقاء ملكي في إطار تجديد دعوات جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين المعظم حفظه الله بأن يبقى الأردن قوي البنيان مرصوص الصفوف . وفي ظل إقليم ملتهب بالاحداث الجسام يجدد جلالة الملك دعوته لكافة الأطراف بالجلوس على طاولة الحوار بأنضباط كامل من كلا الأطراف لئلا يعصف بالمنطقة نفس السيناريو الذي لطالما حذر منه جلالته مراراً . وقد أكد جلالته بأن الاردن أمن في ظل وجود مؤسسات وطنية كالجيش والأمن ، وبتسليط الضوء الكامل على رؤية ملكية ثاقبة استشرفت التاريخ منذ ما قبل السابع من أكتوبر في رؤية شمولية لامن المنطقة برمتها وقد حذر جلالته من مغبة آثارها قبل وقوعها، وهنا لا بد من الإشارة أن كل ما يجري الآن هو نتاج عدم الإنصات لتحذيرات جلالته . جلالته أكد على قوة الأردن وقدرته على تجاوز التحديات، مع تأكيده الدائم على أن مصلحة الوطن فوق كلّ اعتبار، ضمن رسائل شفوية واضحة أمام حضور هذه اللقاءات وبأن تعزيز التماسك الداخلي هو الضامن الأول لثبات واستقرار المملكة في ظروفٍ إقليمية مضطربة . كما يراهن جلالته دوماً على دور المواطن ووعيه وعلاقته وثقته بالمؤسسات الوطنية، فإنها كالسد الحصين في مواجهة التوترات، فهو يدعونا جميعاً للتصدّي للسلبية وعدم السماح بالتأثير أو اللعب بثقة المواطن بإنجازات الدولة وقوتها المستمدة أصلاً من ثقة المواطن نفسه بالقيادة والمؤسسات الوطنية . جلالة الملك يوجهنا إلى أهمية ترسيخ منظومة الثقة المرتبطة بالأمن الوطني بتكامل الجهود الميدانية مع الوعي المجتمعي، والتأكيد على التصدي للشائعات ومحاولات تزييف الحقائق بوعي شعبي مسؤول، إذ يشكّل وعي المواطن خط الدفاع الأول في الحفاظ على الاستقرار وتعزيز الثقة بالمؤسسات، و التماسك الداخلي والتعزيز الوطني، وهي إشارة واضحة للمسؤولية علينا جميعاً بالتكاتف نحو مصلحة الوطن العليا ونقل الصورة الحقيقية للوطن كله في مواجهة أي محاولات تشكيكية لجهود الأردن والقيادة . ختاماً اللقاءات الملكية هي سلسلة منتظمة يحرص جلالته على عقدها مع مختلف شرائح المجتمع من نخب سياسية ، وإعلامية، ونواباً وأعيان ، وعسكريين واقتصاديين وكتاب ونقاد وأساتذة جامعات بعقليته الوازنة وقراءته الواضحة للمشهد الإقليمي بطرح أفكار جديدة تخدم الأردن لتكون هذه التوجيهات الملكية تدفع الجميع نحو تعزيز الثقة بين المواطن والدولة ولتعزز تماسكنا أكثر واقوى .

الدستور
منذ 44 دقائق
- الدستور
التعايش الديني يشجب الجريمة النكراء في كنيسة مار الياس
عمان اصدر مركز التعايش الديني بيانا عبر فيه عن مشاعر السخط والغضب والاستنكار للجريمة الارهابية التي وقعت مساء في كنيسة مار الياس في دمشق اثناء صلاة الاحد. وجاء في البيان الذي وقعه رئيس المركز الاب نبيل حداد ان مركز التعايش الديني يدين الاعتداء الإرهابي الإجرامي الخسيس الذي وقع مساء الاحد في كنيسة مار الياس في دمشق اثناء صلاة الاحد عندما أطلّ توحش الارهاب برأسه ليسجّل اعتداءً حاقداً على مكان عبادة مقدس له حرمته فامتدّت يده الشريرة الجبانة لتطال العابدين المسالمين الخاشعين فيه. لقد اختار هذا الفعل الجبان الشرير أن يسلّم للموت دماء زكيّة عند عتبات الخشوع وما عرف الأشرار الإرهابيون المملوءة قلوبهم سواداً وحقداً وكراهيّة الحاملون ايديولوجيا النقمة ومن فصيلة المتلبسين الدين ، أنّهم تطاولوا على حرمة الايمان والانسان والمكان حيث مقصد الساعين في طاعة الله لنيل مرضاته سجودا وتسبيحا. ومن بلادنا الاردنية ديرة الايمان والامان والاعتدال وإذ نَصدُر في قولنا وموقفنا عن شرعيّة طاعتنا للسماء التي حرّمت كلّ تدنيس وتلويث لِلمقدّس، نصرخ في وجه هذا السلوك الاجرامي الارهابي المتطرف ونشجب كل سلوكات التوحش المريضة، ونترحم على ارواح اخوتنا الابرياء الذين ارتقوا الى العلاء، فيما كانوا يقدّمون قرابينهم، وندعوه تعالى أن يُسكنهم في مَظال الصدّيقين ويسبغ على ذويهم وأسرهم بلسم العزاء والسلوان الاب نبيل حداد