
العبسي في احتفالات زحلة بـ"خميس الجسد الإلهي": دليل على ان القيم الدينية ما زالت لها وزنها واحترامها
احتفلت مدينة زحلة بعيد أعيادها خميس الجسد الإلهي والذكرى المئوية الثانية للأعجوبة الإلهية التي أنقذت المدينة من وباء الطاعون تحت شعار "لنفرح ونبتهج ولنمجد الله، فقد حان عرس الحمل"، بمشاركة بطريرك انطاكيا وسائر المشرق للروم الملكيين الكاثوليك يوسف العبسي، وأعضاء سينودس الكنيسة الرومية الملكية الذين اجتمعوا في زحلة اكراما للعيد.
وانطلقت فاعليات النهار بقداس احتفالي في كاتدرائية سيدة النجاة ، ترأسه العبسي بمشاركة الأساقفة عند الخامسة صباحا، انطلق بعده الموكب باتجاه سرايا زحلة سالكا حارة مار الياس، البلدية، حضانة الطفل، حي مار مخايل ومار جرجس وصولا الى السرايا الحكومية.
وفي كاتدرائية مار مارون في كسارة، احتفل المطران جوزف معوض بالذبيحة الإلهية بمشاركة لفيف الإكليروس، وبعد القداس انطلق الموكب باتجاه كنائس مار جرجس، مار الياس ومار يوسف في حوش الأمراء، ثم باتجاه حي السيدة حيث التقى بالموكب الصاعد من كنيسة السيدة واتجها نحو ساحة المعلقة، حوش الزراعنة وصولا الى حي الميدان.
وأقيم قداس في كاتدرائية القديس نيقولاس للروم الأرثوذكس، كما ترأس المطران بولس سفر قداسا احتفاليا في كنيسة القديس جاورجيوس للسريان الأرثوذكس.
والتقت المواكب في ساحة الميدان وتوحدت في مسيرة واحدة الى امام السرايا حيث التقت كل المسيرات.
وأمام سرايا زحلة على المنصة، تواجد العبسي واساقفة زحلة ابراهيم مخايل ابراهيم، جوزف معوض، انطونيوس الصوري، بولس سفر، واساقفة السينودس المقدس القادمين من داخل وخارج لبنان .
وكان لرئيس اساقفة الفرزل وزحلة والبقاع للروم الملكيين الكاثوليك المطران ابراهيم مخايل ابراهيم كلمة بالمناسبة قال فيها: "أيها اللبنانيون، يا من توارثتم المجد والكرامة والصمود من أجداد طبعوا تاريخ هذه المدينة والكنيسة والشرق بأسره، في هذا اليوم العظيم، يوم يوبيل المئوية الثانية للأعجوبة التي أنقذت زحلة من وباء الطاعون، نرفع رؤوسنا نحو السماء شاكرين وراكعين أمام سرّ الجسد الإلهي الحي، ذاك الجسد الذي سار في شوارع زحلة سنة 1825، فارتعد منه وباء الطاعون وتلاشى، وكتبت المدينة عهد حياة جديد بختم من الله، لا يَبلى ولا يُكسر".
واضاف: "اليوم، بعد مئتي عام، يعود الجسد الإلهي، لا في موكب شعبي فقط، بل في مسيرة كنسية مجيدة، إذ يلتئم آباء السينودس الملكي الكاثوليكي في سيدة النجاة – للمرة الأولى في التاريخ – متّحدين بالصلاة، بالإيمان، وبالرسالة. إنه ليس مجرد احتفال. إنها صرخة تاريخ، نداء هوية، وترسيخ لثوابت ثلاث لن نحيد عنها، ولن نتراجع عنها، ولو سقطت السقوف واهتزّت الأرض".
واعلن عن ثوابت ثلاث هي: "أولا: ثوابت الوحدة المسيحية: زحلة، المدينة التي جمعت الكنائس ولم تفرقها، ها هي تعيدنا إلى جوهر دعوتنا المسيحية: أن نكون واحدا كما أن الآب والابن واحد. كنيستنا الملكية الكاثوليكية، كنيسة الجسر لا الجدار، كنيسة الحوار لا الانغلاق، تعلن من على هذا المذبح أن الوحدة بين المسيحيين ليست خيارًا سياسيًا، بل نداءً إنجيليًا ملزِمًا، وجرحًا في قلب المسيح لا يندمل حتى يعود جسده الواحد حيًّا فاعلًا في التاريخ. نحن، أبناء الكنيسة الواحدة، لسنا قبائل ولا طوائف. نحن أغصان في كرم الرب، مدعوون إلى المصالحة، إلى التلاقي، إلى أن نقف معا في وجه كل من يريد لنا التشظي، والانقسام، والزوال. ثانيا: ثوابت العهد الوطني الجديد بقيادة رئيس الجمهورية جوزاف عون: إننا نؤمن، ونعلن من هنا، من سيدة النجاة، ومن أمام سرايا زحلة، أن لبنان بحاجة إلى عهد جديد، عهد مؤسسات لا محسوبيات، عهد مسؤولية لا مزايدات، عهد استقامة لا مساومات".
ولفت إلى أنّه "قد جاء هذا العهد، ممثلا بشخص فخامة الرئيس العماد جوزاف عون، رجل دولة ورؤية، قائد مسيرة إنقاذ، يضع يده على نبض الوطن الجريح، ويقود سفينة الوطن بروح المسؤولية والتجرد. ونعلن دعمنا الكامل لهذا العهد، لا من باب الاصطفاف، بل من باب الالتزام بلبنان الرسالة، لبنان الميثاق، لبنان الذي وُلد من رحم الكنيسة ومن قلب الأرز".
وأضاف "ثالثا: ثوابت الشراكة بين المواطن والدولة في وجه الطاعون الجديد: في 1825، كان الطاعون وباء بيولوجيا، أما اليوم فطاعوننا متحوّر، بأقنعة متعددة: طاعون الفساد الإداري، طاعون الانهيار الاقتصادي، طاعون اليأس والهجرة، طاعون تهميش الإنسان واحتقار كرامته، طاعون الانقسام السياسي والأمني، طاعون البيئة المدمرة والهواء المسموم. ولن يُرفع هذا الطاعون ما لم نشترك – دولة ومواطنين، كنيسة ومجتمعا، رؤساء ومواطنين – في تحمل المسؤولية".
وقال: "لم يعبر الرب في زحلة ليجعل منا شهودا على الأعجوبة فحسب، بل ليجعل منا صانعي أعاجيب، صانعي سلام وعدالة ونهوض. من هنا، من زحلة التي لم نًخٌنِ الرب يوما، ومن أمام سر الجسد الذي خلّصنا، نطلق نداءنا للعالم: لا تخافوا، فالجسد الإلهي معنا. لا تيأسوا، فالمسيح القائم يمر مجددا في أزقتنا. لا تصمتوا بل اهتفوا معا: لبنان لن يسقط، لأن الرب مرّ فيه. الكنيسة لن تضعف، لأنها جسد الرب الحي، الوطن لن يموت، لأن فيه من يؤمن ويقاوم ويصلّي".
وختم: "أيها الأحباء، اليوبيل ليس ذكرى فقط، بل انطلاقة جديدة. فلنخرج من هذا اللقاء حاملين في قلوبنا حضور الرب، وفي أذهاننا وضوح الرؤية، وفي أيدينا مشروع خلاص حقيقي لوطننا وكنيستنا وشعبنا. عاش الرب في وسطنا، عاشت زحلة، عاشت كنائسنا الزحلية والبقاعية العامرة، عاش لبنان الجديد".
بدوره، هنأ العبسي الزحليين باليوبيل وقال: "ايها الإخوة والأبناء والبنات المحبوبون، من على هذه المنصة التي يتحلق من حولها أهل زحلة، نحييكم بإسم جميع مطارنة المدينة من كل الكنائس، وبإسم مطارنة الروم الكاثوليك الذين وفدوا من كل انحاء العالم، واتوا الى زحلة حيث قرروا بطريقة استثنائية وتاريخية ان يعقدوا مجمعهم السنوي المقدس، ليشاركوكم في الإحتفال بعيد الجسد وفي التطواف الذي تقيمونه هذه السنة في الذكرى المئوية الثانية لإنشائه منذ مئتي عام على اثر خلاص مدينة زحلة من وباء الطاعون الذي نزل بها. وها هم امامكم وقد ساروا معكم وسوف يكملون المسيرة".
واضاف: "أراد المطارنة ان يعبّروا لأهل زحلة عن محبتهم واهتمامهم وان يعيشوا في ما بينهم ولو وقتا قصيرا، يتعرفون فيه بعضهم على بعض ويشعرون فيه بالقرب بعضهم مع بعض، ويسمعون بعضهم الى ما عند البعض، حاملين بعضهم اليكم تحيات ابنائنا الذين في بلاد الإنتشار لا سيما اهل زحلة".
وتابع: "في بلدات كثيرة من العالم يقام التطواف بالقربان المقدس في مثل هذا اليوم. انما التطواف الذي يحصل هنا في زحلة له نكهة خاصة وطابع مميز وجمال غير عادي، عدا انه لم تنقطع اقامته منذ مئتي سنة، بحيث انه ارتبط بزحلة ارتباطا وثيقا وصار من مكونات زحلة الدينية، الوطنية والإجتماعية، وما عاد يخص فئة دون أخرى بل يخص جميع الفئات، لذلك نرى اليوم الآن وهنا من حولنا زحلة كلها ومن هم حول زحلة. الجميع يعدّ هذا اليوم يومهم وهو اليوم الكبير وعيد الأعياد".
وقال: "ما يجري الآن في زحلة دليل على ان القيم الدينية ما زالت لها وزنها واحترامها، بل دليل على حاجة الإنسان الى الإيمان، ليست حاجة من صنع الخوف والوهم والضعف، بل حاجة كيانية، لذلك ليس احتفالنا اليوم، تطوافنا هو فولكلور، استعراض او حدث اجتماعي، بل هو تعبير عن ايماننا بالله المحب الرحيم، عن ايماننا بالله الذي من شدة محبته لنا، اتى الينا وسكن في ما بيننا متجسدا من العذراء مريم في شخص يسوع المسيح، وهو الذي يطوف اليوم في زحلة، زارها للحب والسلام والفرح داعيا الجميع الى الوفاق والتعاون والتعاضد والى ان تكون زحلة واحدة بتنوعها، يسعى الجميع الى مصلحتها، الى خيرها، الى جمالها، الى قوتها، يلتفت ابناؤها بعضهم الى بعض كما يلتفتون الآن ويلتفون حول الرب يسوع الحاضر في القربان المقدس".
واضاف: "لا نستقبل اليوم زعيما او قائدا او بطلا نراه من وقت الى آخر، بعيدا عنا، نعجب به، بل نستقبل في هذا اليوم إلها نحن في قلبه على الدوام وهو حاضر معنا وسائر معنا على الدوام".
وتابع: "في زحلة احلام يجب ان تتحقق. في زحلة وعود يجب ان تتم. في زحلة قوى يجب ان تتحرر. في زحلة انوار يجب ان تضاء كنهر البردوني الذي لا يمكن منع نبعه من ان ينفجر ولا مسيله من ان يتدفق، كالتطواف الذي نقوم به ويعبّر عن وحدتنا ومحبتنا لمدينتنا وبلدنا. هذا ممكن فقط اذا كنا منفتحين بعضنا على بعض، متقبلين بعضنا لبعض، كما تَقَبَلنا المسيح، اذا قدّرنا واحترمنا بعضنا قيم البعض الآخر. في هذه الحال فقط يجد كل منا مكانه".
وختم: "في زحلة متّسع للجميع لأنها دار السلام. فلنطلب الى ملك السلام، الى الرب يسوع، وفي هذا اليوم بنوع خاص، في هذا اليوبيل بنوع خاص، الذي ارادت كنيستنا الملكية ان تحتفل به في زحلة، والذي طلب سيادة المطران ابراهيم ابراهيم في العام الماضي، ان يكون يوم عطلة، ورجاؤنا اليوم ايضا ان يكون هذا اليوم يوم عطلة على الأقل في زحلة. فلنطلب اذا الى ملك السلام ان يحلّ السلام، وان تبقى زحلة ابدا دارا للسلام".
وبعد انتهاء الكلمات امام سرايا زحلة، انطلق موكب الجسد الموحد على بولفار زحلة، شارك فيه طلاب المدارس والجمعيات الكشفية وحركات الشبيبة والفرق الموسيقية وحملة الأعلام، وسط عبق البخور ونثر الورود والأرز واطلاق الحمام، وصولا الى مدخل وادي زحلة، فدير مار الياس الطوق، الكلية الشرقية وحارة الراسية وصولا الى كاتدرائية سيدة النجاة، حيث عزفت موسيقى الكشاف وادت الفرقة الكشفية التحية، وأعطى ابراهيم البركة للمؤمنين.
وأقيم قداس ختامي للتطواف في كاتدرائية سيدة النجاة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


صدى البلد
منذ 31 دقائق
- صدى البلد
في ذكرى وفاته.. لماذا رفض الشيخ محمد صديق المنشاوي الانضمام للإذاعة؟
تحل علينا اليوم الجمعة 20 يونيو، ذكرى وفاة الشيخ محمد صديق المنشاوي، الذي أصيب بمرض دوالي المريء ورغم مرضه ظل يقرأ القرآن حتى توفى - رحمة الله عليه- في الجمعة 5 ربيع الثاني 1389 ه، الموافق 20 يونيو 1969. الشيخ محمد صديق المنشاوي نشأ الشيخ محمد صديق المنشاوي في أسرة قرآنية عريقة، بقرية المنشاة التابعة لمحافظة سوهاج وأتم حفظ القرآن الكريم وهو في الثامنة من عمره، فأبوه الشيخ صديق المنشاوي هو الذي علمه فن قراءة القرآن الكريم، ووضع أبوه الشيخ الجليل صديق المنشاوي هذه المدرسة العتيقة الجميلة والمنفردة بذاتها، وبإمكاننا أن نطلق عليها 'المدرسة المنشاوية'، فأخذ منها الشيخ محمد أسلوبه وطوره بما يناسبه فصار علمًا من أعلام خدام القرآن. واستمد الشيخ محمد من تلك المدرسة الكثير الذي كان سببًا في نجاحه بعد صوته الخاشع، ولُقِّب الشيخ محمد صديق المنشاوي بـ"الصوت الباكي". ذاع صيت الشيخ محمد صديق المنشاوي، ولقي قبولًا حسنًا لعذوبة صوته وجماله وانفراده بذلك، إضافة إلى إتقانه لمقامات القراءة، وانفعاله العميق بالمعاني والألفاظ القرآنية. وللشيخ المنشاوي تسجيل كامل للقرآن الكريم مرتلا، وله أيضًا العديد من التسجيلات في المسجد الأقصى والكويت وسوريا وليبيا، كما سجل ختمة قرآنية مجودة بالإذاعة المصرية، وله كذلك قراءة مشتركة برواية الدوري مع القارئين كامل البهتيمي وفؤاد العروسي. رفض الانضمام للإذاعة وقال علاء المنشاوي، حفيد الشيخ محمد صديق المنشاوي، إن العائلة تحرص على عمل ختمة قرآنية في ذكرى وفاته، موضحا أنها اقل ما يقدم لجده، وحسانته الجارية في العالم كله. وتابع علاء المنشاوي، عبر مداخلة هاتفية لبرنامج " صباح الخير يا مصر"، المذاع على فضائية " القناة الأولى"، أن إذاعة القرآن الكريم في مناسبة ذكرى وفاته، تبث قراءات منوعة للشيخ المنشاوي على مدار اليوم. وتابع، أن أغلب التلاوات النادرة منتشرة عبر الانترنت، موضحا أن جد "المنشاوي" كان ملك القراءات، وهو من علم الشيخ محمد التلاوة. وواصل: جدي لم يكن يرغب في المشاركة في اذاعة القران الكريم، لانه لم يكن يحب الأضواء، والشهرة، وتلاوة القرآن كانت كل حياته.


صدى البلد
منذ 31 دقائق
- صدى البلد
ذكرى وفاة الشيخ معوض إبراهيم أكبر معمر أزهري.. أهم المعلومات عنه
تحل علينا اليوم ذكرى وفاة الشيخ معوض عوض إبراهيم، أكبر معمر أزهري وأحد علماء الأزهر الشريف، الذي وافته المنية الأربعاء 20 يونيو 2018 عن 108 أعوام. وفي تصريح سابق لموقع صدى البلد، قال الشيخ معوض إبراهيم عن نفسه: ولدت في 20 أغسطس عام 1912 في قرية كفر الترعة بمركز شربين بمحافظة الدقهلية، التحقت بالأزهر عام 1926 بعدما أتممت حفظ القرآن بكتاب القرية وحصلت على الابتدائية عام 1930، والكفاءة عام 1933، والثانوية 1935، ثم التحقت بكلية أصول الدين بالقاهرة وحصلت على التخصص في الدعوة عام 1941، وحصلت على إجازة الماجستير في التربية وعلم النفس، وأحمد الله أن جعلني محبا لعلوم الدين. وتابع: اشتغلت مبعوثا للأزهر الشريف في عدة دول، وعملت محاضرا للدراسات العليا بقسم الحديث بكلية أصول الدين عام 1973، ومدرسا بكلية الشريعة بالرياض وباحث علم في رئاسة البحوث والإفتاء إلى عام 1976، ثم مدرسا بكليتي أصول الدين والحديث النبوي في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وعملت رئيسا لقسم الدعوة بوزارة الأوقاف الكويتية حتى عام 1985. وتابع: أشعر بأن الله لا يقبل صلاتي إلا وأنا أختمها بالدعاء لأبي وأمي في جنح الليل، حيث يقول النبي "ركعتان في جوف الليل خير من الدنيا وما فيها"، وعندما تتاح الفرصة لي أزور قبرهما، ولما توفيت أمي كنت مبعوثا للأزهر في دولة اليمن الشقيقة ولما رجعت علمت أنها أفضت إلى رحمة الله تعالى. وقال: لدى من الأبناء ثلاث بنات و6 من الذكور وهم: طارق، صلاح، محمود، يحيى، عدنان، أحمد، ربيتهم على الأساس الذى تربيت عليه في بيت والدى، وحرصت على أن يكون أولادي على غرار تربيتي، وعاملتهم بكل لطف وحب، وأحمد الله على أنهم أعطوا كل عنايتهم بالتعليم، فمنهم من كان أول دفعة في الدفاع الجوي بالإسكندرية ومنهم من تخرج في الطب والهندسة، أما البنات فاكتفين بعد التعليم بالمكوث في البيت ليرعين أولادهن بعد الزواج. وسافرت إلى كثير من دول العالم منها الكويت والسعودية واليمن ومدن إسلام أباد ولاهور وبيشاور، وأحمد الله عز وجل أننى أشعر أننى أديت وما زلت أؤدى في هذا النطاق الضيق الذى يأتينى الناس فيه من أندونيسيا ومن الصين ومن شتى بلاد الله ليتلقوا العلم ويقرأوا عليّ ما يريدون قراءته من العلم الذى يقول الله فيه: "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات". ورافقت الشيخ عبد الحليم محمود في زيارة للإسماعيلية وكان معنا أحد مسئولى التوجيه المعنوى بالقوات المسلحة ووقفنا على ضفة القناة وكنا واثقين يقينا من أن الله ناصرنا على عدونا. نعم الشيخ عبد الحليم محمود كان رجلا من رجال الله وكان لا يدع فرصة من الفرص إلا ذكر بالله عزوجل، وأرى منه القدوة الطيبة، وكان مسمعا ويتمنى أن يكون للأزهر مكان في كل قرية من قرى مصر، وبالفعل أعانه الله على إنشاء الكثير من المعاهد والكليات. وحكى الشيخ معوض إبراهيم، عن الشيوخ الذين تأثر بهم فقال: أبرزهم الشيخ محمد الأودن والشيخ الزنكلونى والشيخ محمد أبو زهرة، ولكن مرة قدموا لأحد الناس أنواعا من الحلوى وقالوا أيهم أحسن، فرد عليهم أنه لا يستطيع أن يحكم لأنه كلما أراد أن يحكم على واحد بأنه الأحسن، تبين أن هناك أحسن منه، فشيوخنا في الواقع جميعهم أثروا فينا، ونسال الله أن يبارك في أعمارهم إن كانوا أحياء ويسكنهم جنته إن كانوا أمواتا.


صدى البلد
منذ 32 دقائق
- صدى البلد
ما الحدود الشرعية بين الزوجين بعد العقد وقبل الزفاف؟.. الإفتاء توضح
تلقت دار الإفتاء المصرية سؤالا يستفسر فيه صاحبه عن الحدود الشرعية التي يجب مراعاتها بين المعقود بينهما عقد الزواج لكن لم يتم زفافهما بعد. وأجابت دار الإفتاء عبر موقعها الرسمى عن السؤال قائلة: إذا تمَّ العقد صحيحًا فإنه يجوز للعاقد والمعقود عليها ما يجوز للرجل مع امرأته، إلَّا أنه إن أراد أن يخلو بها أو يدخل بها فإنَّه ينبغي عليه أن يعلن ذلك على الملأ كما جرى بذلك العرف؛ حفظًا لحقوقها، حيث جرى اعتبار العرف في التشريع الإسلامي بما لا يخالف الشرع؛ لقوله تعالى: ﴿خُذِ الْعَفْوَ وَأْمُرْ بِالْعُرْفِ﴾ [الأعراف: 199]. وبينت انه ورد في الأثر عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه: "ما رَأَى الْمُسْلِمُونَ حَسَنًا فَهُوَ عِنْدَ اللهِ حَسَنٌ، وَمَا رَأَوْا سَيِّئًا فَهُوَ عِنْدَ اللهِ سَيِّئٌ" رواه الإمام أحمد. ونوهت ان النبي صلى الله عليه وآله وسلم يقول: «أَعْلِنُوا هَذَا النِّكَاحَ وَاجْعَلُوهُ فِي الْمَسَاجِدِ وَاضْرِبُوا عَلَيْهِ بِالدُّفُوفِ» رواه ابن ماجه والترمذي واللفظ له من حديث أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها. والشرع الشريف فرَّق بين الطلاق قبل الدخول والطلاق بعده، وجعل لكل منهما أحكامه المترتبة عليه؛ فإذا خلا العاقد بالمعقود عليها وجب لها المهر كاملًا سواء حصل جماع أو لا، وإن حصل طلاق قبل الخلوة أو الدخول فإنَّ لها نصفَ المهر. حقوق المرأة المطلقة قبل الدخول بها كشف مركز الأزهر العالمى للفتوى الإلكترونية، عن حقوق المرأة المطلقة قبل الدخول، وذلك عبر صفحته الرسمية على فيس بوك. وقال الأزهر للفتوى إن المطلقة قبل الدخول لا تخلو من حالتين: 1- أن يُسَمَّى لها صَدَاق، وعندئذٍ يكون لها نصفه، إلا إذا تنازلت عن حقها، وعفَت عنه؛ ودليل ذلك قوله تعالى: {وَإِنْ طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِنْ قَبْلِ أَنْ تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلَّا أَن يَعْفُونَ }. [البقرة: 237]. 2- أن لا يُسَمَّى لها صدَاق، وفى هذه الحالة ليس لها إلا المتعة بحسب حال الزوج من اليسار والإعسار؛ لقوله تعالى: {لَا جُنَاحَ عَلَيْكُمْ إِنْ طَلَّقْتُمُ النِّسَاءَ مَا لَمْ تَمَسُّوهُنَّ أَوْ تَفْرِضُوا لَهُنَّ فَرِيضَةً وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى الْمُوسِعِ قَدَرُهُ وَعَلَى الْمُقْتِرِ قَدَرُهُ مَتَاعًا بِالْمَعْرُوفِ حَقًّا عَلَى الْمُحْسِنِينَ}. [البقرة: 236]وأمّا إذا وقع الطلاق قبل الدخول، ولكن بعد خلوة صحيحة؛ فللمرأة كامل الصَّداق، وعليها العِدّة، وإذا كانت هناك هدايا قدمها كل طرف للآخر فيستقر ملكها لحائزها بالعقد؛ لأنها قُدِّمت من أجل العقد، وقد تمّ، سواء أكانت ذهبًا، أو غير ذلك. حقوق المرأة المطلقة بعد الدخول بها وأجابت دار الإفتاء المصرية عن سؤال ورد إليها عن حقوق المرأة المطلقة بعد الدخول بها. وقالت الإفتاء عبر موقعها الرسمى: إن المَهر يجب كله للزوجة إذا طُلِّقَت بعد الدخول، بما فيه مُؤَخَّر صَدَاقها، ولها كذلك قائمة المنقولات والشَّبْكة إذا كانتا من المَهر، ولها كذلك نفقة عِدَّتها، وتُسْتَحَقُّ فيها كافةُ أنواعِ النفقةِ التي تَجب للزوجة، ولها كذلك مُتعتُها بشرط أن لا يكون الطلاق برضاها ولا بسببٍ مِن قِبَلها. ولفتت إلى أن تقدير المُتعةِ مرده إلى العُرف ومرهون بحال المطلِّق يُسْرًا وعُسْرًا. والحقوقُ المُتَرتِّبةُ على الطلاق للضرر بحُكمِ القاضي هي ذاتُ الحقوقِ المُتَرتِّبة على تَطليق الزوج برضاه لا يُنتَقَصُ منها شيءٌ. فإن طَلَبَت الزوجة الطلاقَ أَوْ سَعَت إليه مِن غيرِ ضررٍ عليها مِن زوجها: فإما أن تُطَلَّقَ منه خُلعًا، فتُرجِع إليه المَهرَ كُلَّه (بما فيه قائمة المنقولات أو العَفْش إذا ثَبَتَ أنه كان مَهرًا لها وكذلك الشبكة)، وإما أن يوافقها زوجُها على الطلاق ولا يرى الطرفان مع ذلك اللُّجُوءَ إلى القضاء، فإنَّ الحقوقَ حِينئذٍ تَكون بالتراضي بينهما حسبما يَتفقان عليه في ذلك. وأوضحت إنه مِن المُقرَّر شرعًا أن المَهر يجب كله للزوجة إذا طُلِّقَت بعد الدخول، بما فيه مُؤَخَّر صَدَاقها الذي هو جزءٌ مِن المَهرِ الثابتِ بنفْسِ العقدِ، ويَحِلُّ المُؤَخَّرُ منه بأقرب الأجَلَين: الطلاق أو الوفاة. وأضافت أن للمرأة المطلق بعد الدخول بها ايضا قائمة المنقولات، سواء دُوِّنَتْ أو لم تُدوَّن، ولها أيضًا الشَّبْكة، شريطة أن يكون قد تُعُورف أو اتُّفِقَ بين الطرفين على أنهما المَهرُ أو جزءٌ منه، ولها كذلك نفقة عِدَّتها التي تَثبُت بالاحتِباس الحُكمِي، ونفقة العِدَّة تُسْتَحَقُّ فيها كافةُ أنواعِ النفقةِ التي تَجب للزوجة، ويَرجعُ القاضي فيها إلى قول المرأة في بيان مُدَّةِ عِدَّتِها مِن زوجها، بشرط أن لا تزيد هذه المُدَّةُ على سَنةٍ مِن تاريخ الطلاق، كما أخذ به القانونُ المصري؛ بِناءً على ما تَرَجَّحَ مِن أقوال الفقهاء، ويُرْجَعُ في تقديرها أيضًا إلى رأي القاضي حسب ما يراه مناسبًا في الحالة المعروضة أمامه. وتابعت: لها كذلك مُتعتُها، بشرط أن لا يكون الطلاق برضاها ولا بسببٍ مِن قِبَلها؛ كأن يكون الطلاقُ خُلعًا أو على الإبراء، ويَحرُم على الزوج تَعَمُّدُ إساءةِ مُعامَلَتِها لِيَدفَعَها إلى طلب الطلاق أو التنازل عن حقوقها؛ لقول الله تعالى: ﴿وَلَا تَعۡضُلُوهُنَّ لِتَذۡهَبُوا بِبَعۡضِ مَآ ءَاتَيۡتُمُوهُنَّ﴾ [النساء: 19]. وبينت ان الشرع الشريف أناط تقدير المُتعةِ بالعُرف، وجعل ذلك مَرهونًا بحال المطلِّق يُسْرًا وعُسْرًا، وذلك في مثل قول الله تعالى: ﴿وَمَتِّعُوهُنَّ عَلَى ٱلۡمُوسِعِ قَدَرُهُۥ وَعَلَى ٱلۡمُقۡتِرِ قَدَرُهُۥ مَتَٰعَۢا بِٱلۡمَعۡرُوفِۖ حَقًّا عَلَى ٱلۡمُحۡسِنِينَ﴾ [البقرة: 236]، وقوله تعالى: ﴿وَلِلۡمُطَلَّقَٰتِ مَتَٰعُۢ بِٱلۡمَعۡرُوفِۖ حَقًّا عَلَى ٱلۡمُتَّقِينَ﴾ [البقرة: 241]، وهذا هو المعمول به قضاءً في الديار المصرية. فقـد نَصَّت المـادةُ 18 (مكرر) من المرسوم بقانون رقم 25 لسنة 1929م المضافة بالقانون رقم 100 لسنة 1985م على أنَّ: "الزوجة المدخول بها في زواجٍ صحيحٍ إذا طَلَّقَها زوجُها دُونَ رضاها ولا بسببٍ مِن قِبَلِها، تَستَحِقُّ فوق نفقةِ عِدَّتِها مُتعةً تُقَدَّرُ بنفقةِ سنتين على الأقل، وبمراعاةِ حالِ المُطَلِّقِ يُسْرًا أو عُسْرًا، وظروفِ الطلاق، ومُدَّةِ الزوجية، ويجوز أن يُرخَّص لِلمُطَلِّقِ في سَدَادِ هذه المُتعةِ على أقساط" اهـ. فتُقَدَّرُ المُتعةُ مِن قِبَل القاضي على أساسِ ما يَجبُ لها مِن نفقةِ زوجيةٍ أو نفقةِ عِدَّةٍ؛ حسب حالِ المُطَلِّقِ عُسْرًا أو يُسْرًا، وذلك لِسَنَتَين كَحَدٍّ أدنى بِناءً على فترةِ الزوجيةِ وظروفِ الطلاقِ، حسبما يراه قاضي الموضوع مُناسِبًا للحالة المعروضة أمامه. ولفتت الى أن الحقوقُ المُتَرتِّبةُ على الطلاق للضرر بحُكمِ القاضي هي ذاتُ الحقوقِ المُتَرتِّبةُ على تَطليق الزوج برضاه لا يُنتَقَصُ منها شيءٌ؛ لأنَّ لُجُوءَ الزوجةِ إلى القاضي لِتَطليقِها على زوجها راجِعٌ إلى مُضَارَّتِه لها، وثُبُوتُ هذه المُضَارَّةِ دليلٌ على أنها مُكرَهةٌ على طلبِ التطليقِ لِتَدفعَ الضررَ عن نفْسِها، وهذا يَقتضي عَدَمَ الرضا بالطلاق، فتثبت لها مُتعة الطلاق. وأشارت الى أن هذا كُلُّه إذا لم يَكن الطلاقُ برضا المرأةِ ولا بسببٍ مِن قِبَلها، فإن طَلَبَت هي الطلاقَ أَوْ سَعَت إليه مِن غيرِ ضررٍ عليها مِن زوجها، فإما أن تُطَلَّقَ منه خُلعًا، فتُرجِع إليه المَهرَ كُلَّه: مُقدَّمَه ومُؤَخَّرَه (بما فيه قائمة المنقولات أو العَفْش إذا ثَبَتَ أنه كان مَهرًا لها)، وإما أن يوافقها زوجُها على الطلاق ولا يرى الطرفان مع ذلك اللُّجُوءَ إلى القضاء، فإنَّ الحقوقَ حِينئذٍ تَكون بالتراضي بينهما حسبما يَتفقان عليه في ذلك.