logo
عراقجي: إيران تحتفظ بكافة الخيارات للرد على الهجمات الأميركية «المشينة»

عراقجي: إيران تحتفظ بكافة الخيارات للرد على الهجمات الأميركية «المشينة»

الرأيمنذ 11 ساعات

- الولايات المتحدة وإسرائيل تجاوزتا «خطا أحمر عريضا»
(رويترز) - قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي على موقع إكس، اليوم الأحد، إن إيران تحتفظ بكافة الخيارات للدفاع عن نفسها بعد هجمات أمريكية على منشآتها النووية.وأضاف أن الهجمات «مشينة وسيكون لها تداعيات دائمة».
قال وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي إن الضربات الأميركية ستكون لها «تداعيات دائمة».
وأضاف أن أميركا ارتكبت انتهاكا خطيرا لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ومعاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية بمهاجمة منشآت نووية إيرانية سلمية.
وفي السياق ذاته، اعتبر عراقجي أن الولايات المتحدة وإسرائيل تجاوزتا «خطا أحمر عريضا» مع الجمهورية الإسلامية عبر استهداف منشآتها النووية.وقال الوزير خلال كلمة على هامش اجتماع منظمة التعاون الإسلامي في مدينة اسطنبول التركية «لم يتبق خط أحمر لم تتجاوزاه. والخط الأخير، والأكثر خطورة، حصل ليلة الأمس» في إشارة الى الضربات الأميركية على ثلاث منشآت نووية رئيسية.
وأضاف «لقد تجاوزتا خطا أحمر عريضا بمهاجمة المنشآت النووية»، مشيرا إلى أن القوات المسلحة في حالة تأهب قصوى.
وأعلن عراقجي أنه سيجري مشاورات جادة مع بوتين غدا الاثنين، مبيناً أن معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية لم تتمكن من حماية إيران.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

وزير الخارجية: لا سبيل لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة إلا من خلال الحلول السياسية والمفاوضات الديبلوماسية
وزير الخارجية: لا سبيل لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة إلا من خلال الحلول السياسية والمفاوضات الديبلوماسية

الأنباء

timeمنذ 3 ساعات

  • الأنباء

وزير الخارجية: لا سبيل لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة إلا من خلال الحلول السياسية والمفاوضات الديبلوماسية

القاهرة ـ خديجة حمودة أكد الدكتور بدر عبدالعاطي وزير الخارجية والهجرة، أنه لا سبيل لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة إلا من خلال الحلول السياسية والمفاوضات الديبلوماسية باعتبارهما الطريق الأمثل نحو تسوية دائمة تنهي حالة التوتر الراهنة وتضمن لشعوب المنطقة مستقبلا أكثر أمنا واستقرارا. جاء ذلك خلال اللقاء الذي عقده وزير الخارجية أمس مع توحيد حسين مستشار الشؤون الخارجية في بنغلاديش على هامش اجتماع مجلس وزراء خارجية الدول الأعضاء بمنظمة التعاون الإسلامي باسطنبول. وأعرب الوزير عبدالعاطي عن تقدير الجانب المصري لمسار العلاقات التاريخية بين مصر وبنغلاديش. وأضاف ان زيارة الدكتور محمد يونس رئيس الحكومة البنغلاديشية إلى مصر واللقاء الثنائي الذي عقده مع السيد رئيس الجمهورية، على هامش أعمال قمة الدول الثماني النامية للتعاون الاقتصادي، مثل انطلاقة لمرحلة جديدة من التعاون والتنسيق بين الدولتين الصديقتين. وأكد وزير الخارجية على أهمية تعزيز العلاقات الاقتصادية والتجارية بين البلدين والعمل على الارتقاء بالتبادل الاستثماري من خلال التعاون في المشروعات الكبرى ودعم الشراكة بين رجال الأعمال بالبلدين، مستعرضا في هذا الصدد جهود مصر لتحقيق التنمية المستدامة من خلال مشروعات البنية التحتية الكبرى، والفرص الاستثمارية الواعدة التي يتمتع بها الاقتصاد المصري. كما أعرب عن التطلع لتعزيز مختلف جوانب التعاون الثنائي والدفع بها إلي آفاق أرحب، لاسيما في مجالات الصحة والسياحة والزراعة، بجانب تعزيز التعاون الثقافي والعلمي بين البلدين. وتطرق اللقاء إلى موقف مصر وبنغلاديش اتصالا بمكافحة الإرهاب، حيث أكد الوزير عبدالعاطي على الدور المحوري الذي تلعبه مصر في مجال مكافحة الإرهاب على الصعيدين الإقليمي والدولي من خلال تبني استراتيجية شاملة لمكافحة الإرهاب، مبرزا الدور المهم الذي يضطلع به الأزهر الشريف في نشر قيم التسامح والوسطية. وفيما يتعلق بالتطورات المتسارعة التي تشهدها منطقة الشرق الأوسط، أعرب وزير الخارجية عن قلق مصر البالغ إزاء تلك المستجدات، مجددا تحذير مصر من مخاطر انزلاق المنطقة نحو مزيد من التصعيد والفوضى.

ترامب يُعلن «محو» منشآت إيران النووية ويمد «يد الدبلوماسية» لبرنامج سلمي
ترامب يُعلن «محو» منشآت إيران النووية ويمد «يد الدبلوماسية» لبرنامج سلمي

الرأي

timeمنذ 3 ساعات

  • الرأي

ترامب يُعلن «محو» منشآت إيران النووية ويمد «يد الدبلوماسية» لبرنامج سلمي

- الرئيس الأميركي: أمام إيران المتنمرة «السلام أو المأساة» - بزشكيان يشارك في تظاهرة مناهضة للضربات: يجب أن يتلقى الأميركيون رداً - لون جبل فوردو تغيّر عما كان عليه في 19 يونيو - فانس: ليس لدينا أي مصلحة في إرسال قوات برّية - القواعد الأميركية في المنطقة ترفع حال التأهب القصوى بعد أيام من الغموض بشأن إمكان التدخل إلى جانب إسرائيل في الحرب التي بدأتها في 13 يونيو، شنّت الولايات المتحدة ضربات غير مسبوقة، فجر أمس، على المنشآت الرئيسية لتخصيب اليورانيوم في ناتانز وفوردو وأصفهان، مستخدمة للمرة الأولى، أقوى قنبلة غير نووية في العالم، وأكدت أنها «ليست في حالة حرب مع إيران وإنما مع برنامجها النووي». وأعلن الرئيس دونالد ترامب أنه «محا» المواقع النووية الرئيسية في ضربات جوية بقنابل ضخمة خارقة للتحصينات، اعتبرتها طهران تجاوزاً لـ«الخط الأحمر»، في حين أكد مصدر إيراني رفيع المستوى لـ «رويترز»، أن معظم اليورانيوم عالي التخصيب في فوردو، نُقل إلى مكان آخر قبل الهجوم، وأن عدد العاملين هناك انخفض إلى الحد الأدنى. وتباينت ردود فعل قادة العالم، بين إشادة إسرائيلية وإدانة عربية ودعوة الأمم المتحدة إلى التهدئة، فضلاً عن تنديد إيران وبعض الدول الأخرى بالهجمات، بينما رفعت القواعد الأميركية في منطقة الشرق الأوسط حال التأهب القصوى، تحسباً لرد فعل انتقامي من قبل إيران. «صنع السلام» وفي خطاب مقتضب، استمر ثلاث دقائق ونصف الدقيقة، من القاعة الشرقية في البيت الأبيض، أعلن الرئيس الأميركي، إثر أكبر مغامرة في السياسة الخارجية خلال فترتي رئاسته، أن الضربات «الناجحة جداً»، دمرت منشآت التخصيب النووي الرئيسية «بشكل تام وكامل»، قائلاً إن «على إيران المتنمرة في الشرق الأوسط، أن تصنع السلام الآن»، وإلا «ستكون الهجمات المستقبلية أكبر وأسهل بكثير». وأضاف أن مستقبل إيران يحمل «إما السلام وإما المأساة»، وإن هناك عدداً من الأهداف الأخرى التي يمكن أن يستهدفها الجيش الأميركي. من جانبه، اعتبر نائب الرئيس جاي دي فانس، أن الضربات أخّرت «إلى حد كبير» قدرة إيران على تطوير سلاح نووي. وصرح لشبكة «إن.بي.سي»، «لسنا في حالة حرب مع إيران، بل في حالة حرب مع برنامجها النووي». وتابع أنه «ليس لدى الولايات المتحدة أي مصلحة في إرسال قوات برية». وأعلن وزير الدفاع بيت هيغسيث، من جهته، أنّ الضربات غير المسبوقة، «دمّرت» البرنامج النووي، مؤكداً في الوقت ذاته أنّ هذا الهجوم لا يهدف إلى تغيير النظام. وأبدى وزير الخارجية ماركو روبيو استعداد واشنطن «لإجراء محادثات» مع طهران تتناول برنامجها النووي المدني. واعتبر أن الضربات جعلت العالم أكثر أمناً، مقللاً من المخاوف من أن الهجوم قد يشعل نزاعاً أوسع نطاقاً. إلى ذلك، كشفت مصادر دبلوماسية مطلعة، لمحطة «سي بي إس»، أن الإدارة الأميركية تواصلت بشكل مباشر مع طهران، لإبلاغها بأن الضربة العسكرية، «هي كل ما خططت له»، أي أنها لا تنوي توجيه ضربات جديدة، و«لا تسعى إلى تغيير النظام»، في محاولة واضحة لاحتواء التصعيد وعدم الانزلاق إلى حرب شاملة في المنطقة. لون الجبل... تغيّر إلى ذلك، وبحسب تحليل أجرته «فرانس برس» لصور الأقمار الاصطناعية باستخدام بيانات من شركة «بلانيت لابس بي بي سي»الأميركية، يبدو أنّ الأرض في المكان تأثّرت بالضربات، بينما تغيّر لون جبل فوردو عما كان عليه في 19 يونيو الجاري. وفي طهران، شارك الرئيس مسعود بزشكيان في تظاهرة للتنديد بالضربات. وهتف المتظاهرون «الثأر، الثأر» رافعين قبضاتهم، فيما حاول الرئيس الإيراني شق طريقه عبر الحشد المتجمع في ساحة الثورة في وسط طهران. ونقلت وكالات أنباء إيرانية عن بزشكيان قوله لنظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في اتصال هاتفي «يجب أن يتلقى الأميركيون رداً على عدوانهم». وصرح وزير الخارجية عباس عراقجي الموجود حالياً في إسطنبول، بأن طهران تدرس خياراتها للرد، ولن تفكر في اللجوء إلى الدبلوماسية إلا بعد تنفيذ ردها، مشيراً الى أنه سيلتقي الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو، اليوم لإجراء «مشاورات جدية». ولم يستبعد عراقجي، انسحاب طهران من معاهدة حظر الانتشار النووي. وأكد علي شمخاني، مستشار المرشد الأعلى السيد علي خامنئي، أن بلاده لا تزال تحتفظ بمخزونها من اليورانيوم المخصب وكتب على منصة «إكس»، «حتى لو دمرت المواقع النووية فإن اللعبة لم تنته. إن المواد المخصبة والمعرفة المحلية والإرادة السياسية باقية». وأضاف أن «المبادرة السياسية والعملانية هي الآن لدى الطرف الذي يمارس اللعبة بذكاء ويتجنب الضربات العمياء. المفاجآت مستمرة». «منعطف تاريخي» وفي القدس، شكر رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ترامب على الهجوم«الجريء»، قائلاً إنه يُمثل «منعطفاً تاريخياً» قد يقود الشرق الأوسط إلى السلام. وأشاد بـ «السلام من خلال القوة»، قائلاً «أولاً تأتي القوة، ثم يأتي السلام». كما اعتبر رئيس الوزراء، أنه وفى بوعده بتدمير البرنامج النووي الإيراني. وفي ظل استمرار الحرب، تعرّضت ثلاث مناطق إسرائيلية بينها تل أبيب لقصف صاروخي. وأعلنت القوات الإيرانية أنها استهدفت مطار بن غوريون الدولي بالقرب من تل أبيب، واستخدمت «للمرة الأولى» صواريخ بالستية متعددة الرؤوس لشن ضربات «أكثر دقة وتدميراً». وأفادت «وكالة إرنا للأنباء»، باطلاق 40 صاروخاً على إسرائيل، ما تسبب في أضرار جسيمة وجرح 23 شخصاً على الأقل. جاء ذلك فيما توعد الحرس الثوري بجعل الولايات المتحدة «تندم» رداً على الهجمات التدميرية. في المقابل، أفاد الجيش الإسرائيلي بأن «نحو 30 طائرة حربية ضربت عشرات الأهداف العسكرية في أنحاء إيران»، بينها «مركز قيادة صواريخ الإمام الحسين الإستراتيجي في مدينة يَزد (وسط) حيث تم تخزين صواريخ خرمشهر بعيدة المدى». مواقع نووية إيرانية منشأة تخصيب اليورانيوم في ناتانز تقع المنشأة النووية، على بعد نحو 220 كيلومتراً جنوب شرقي طهران، وهي موقع التخصيب الرئيسي، وسبق أن استهدفتها الغارات الجوية الإسرائيلية. وخصبت هذه المنشأة، اليورانيوم بدرجة نقاء تصل إلى 60 في المئة، وهو مستوى معتدل، لكنه على بعد خطوة قصيرة من درجة التخصيب اللازمة لصنع الأسلحة، وذلك قبل أن تدمر إسرائيل مباني فوق الأرض تتبع المنشأة النووية، وفقاً للوكالة الدولية للطاقة الذرية. ويوجد جزء آخر من المنشأة الواقعة في الهضبة المركزية الإيرانية تحت الأرض، للحماية من الضربات الجوية المحتملة. وهي تشغّل سلاسل أو مجموعات عدة من أجهزة الطرد المركزي التي تعمل معاً لتخصيب اليورانيوم بسرعة أكبر. وتعتقد الوكالة الذرية أن معظم أجهزة الطرد المركزي، إن لم يكن كلها، قد دُمر بسبب ضربة إسرائيلية قطعت الكهرباء عن الموقع. وأضافت أن تلك الضربات تسببت في تلوث الموقع نفسه فقط، وليس المنطقة المحيطة به. وسبق أن استُهدفت منشأة ناتانز، بفيروس «ستاكسنت» الذي يُعتقد أنه من صنع إسرائيلي وأميركي، وتسبب في دمار أجهزة الطرد المركزي، كما تعرضت المنشأة لهجومين منفصلين، نُسبا إلى إسرائيل. منشأة فوردو للتخصيب تقع المنشأة النووية على بعد نحو 100 كيلومتر جنوب غربي طهران. وتستضيف أيضاً سلاسل الطرد المركزي، لكنها ليست بحجم منشأة ناتانز. بدأ بناء المنشأة عام 2007، وفقاً للوكالة الذرية، رغم أن إيران لم تبلغ الوكالة عنها إلا في 2009، بعد أن علمت الولايات المتحدة ووكالات الاستخبارات الغربية، بوجودها. مركز أصفهان يعمل في مركز أصفهان للتكنولوجيا النووية، على بعد نحو 350 كيلومتراً جنوب شرقي طهران، آلاف العلماء النوويين. ويضم 3 مفاعلات بحثية صينية ومختبرات مرتبطة بالبرنامج الذري. وضربت إسرائيل مباني في موقع أصفهان النووي، من بينها منشأة لتحويل اليورانيوم. مواقع نووية أخرى لدى إيران مواقع أخرى في برنامجها النووي لم يُعلَن عنها بوصفها أهدافاً في الضربات الأميركية. تقع محطة الطاقة النووية التجارية الوحيدة بإيران في بوشهر على الخليج العربي. كما تبني إيران مفاعلين آخرين في الموقع. ويتم تزويد بوشهر بالوقود من اليورانيوم المنتج في روسيا، وليس في إيران، وتخضع لمراقبة الوكالة الذرية. ويقع مفاعل آراك للماء الثقيل على بعد 250 كيلومتراً جنوب غربي طهران. ويساعد الماء الثقيل في تبريد المفاعلات النووية، لكنه ينتج البلوتونيوم كمنتج ثانوي يمكن استخدامه في الأسلحة النووية. وكانت إيران قد وافقت بموجب الاتفاق النووي الذي أبرمته مع القوى العالمية عام 2015 على إعادة تصميم المنشأة لتخفيف مخاوف الانتشار النووي. دول إسلامية تشكل مجموعة اتصال أعلنت منظمة التعاون الإسلامي، أنها ستشكل فريق اتصال على مستوى الوزراء لإجراء اتصالات منتظمة مع الأطراف الدولية والإقليمية لدعم جهود خفض التصعيد و«وقف العدوان على إيران». وفي إعلان مشترك عقب اجتماع وزراء خارجية منظمة المؤتمر الإسلامي في إسطنبول، دانت المنظمة المكونة من 57 عضواً «عدوان إسرائيل» على إيران، مشددة على «الحاجة الملحة لوقف الهجمات الإسرائيلية وقلقها الكبير إزاء هذا التصعيد الخطير». وحضت المنظمة المجتمع الدولي على اتخاذ «إجراءات رادعة لوقف هذا العدوان ومحاسبة إسرائيل على الجرائم التي ارتكبتها». ولم يتطرق الإعلان إلى الغارات الأميركية. تعزيز دوريات «الباسيج» عززت قوات التعبئة (الباسيج) المرتبطة بالحرس الثوري، دورياتها في المدن الإيرانية بهدف ضبط الأمن. وقالت الناطقة باسم الحكومة فاطمة مهاجراني عبر التلفزيون الرسمي «في ظل الحاجة إلى تعزيز الأمن، خصوصاً في الليل، تمت زيادة عدد الدوريات في المدن»، معربة عن «الامتنان لقوات الباسيج وكل القوات الشعبية».

الشرق الأوسط... على شفا حرب أوسع
الشرق الأوسط... على شفا حرب أوسع

الرأي

timeمنذ 3 ساعات

  • الرأي

الشرق الأوسط... على شفا حرب أوسع

- يبدو أن الهدف الإستراتيجي لإسرائيل هو تفتيت... إيران - دولتان في المنطقة أبلغتا طهران بأن واشنطن تستهدف «النووي» فقط... ولا تسعى لتمدّد الحرب رفع الحرس الثوري الإيراني مستوى التهديد، محذّراً من أن مفاعل ديمونا الإسرائيلي قد يصبح هدفاً مشروعاً. كما أعلن أن الأصول البحرية الأميركية في المنطقة ستتعرّض للهجوم، مما يدل على أن الدبلوماسية لم تعد المسار الأكثر رجحاناً في المنطقة. وجاءت هذه التصريحات بعدما أعلنت الولايات المتحدة على لسان رئيسها دونالد ترامب قصف المفاعلات النووية في فوردو (تحت الجبال)، وناتانز وأصفهان، حيث تصنع الكعكة الصفراء. الرد الفوري لإيران جاء عبر صواريخ مدمرة خرجت من صوامع تحت الارض من مسافة ألفي كيلومتر، وهي صواريخ تحتوي على الوقود السائل الذي يحتاج لساعات للتحضير - دحضاً لنظرية السيطرة الاسرائيلية الكاملة على المنصات والأجواء الإيرانية - لتضرب تل أبيب وحيفا ومناطق اخرى من دون ان تستطيع إسرائيل إسقاطها، فأحدثت 10 منها دماراً هائلاً. وتبقى الأسئلة: هل ستهاجم إيران المواقع الأميركية؟ هل سيتدخل حلفاؤها؟ هل ستغلق الباب في وجه المفتشين الدوليين داخل منشآتها التي - بحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية - لم يتغير فيها منسوب الإشعاع مما يدل على عدم تسرب غاز اليورانيوم من المواقع المستهدفة، ويعني عدم إمكان التكهن بالنتائج التي أحدثتها الصواريخ الأميركية. وقالت مصادر إيرانية مسؤولة، أن دولتين شرق أوسطيتين ابلغتا إيران بنيات الولايات المتحدة القيام بالهجوم الجوي ضد المنشأة النووية فقط، وبان الرئيس الأميركي لا يريد للحرب أن تتمدد ولا يريد التوسع بالقصف. إلا أن ادارة ترامب فقدت صدقيتها عندما حددت يوم المفاوضات في مسقط، بعد 3 أيام من بدء الحرب الاسرائيلية على إيران، ومن ثم أعطت أسبوعين لطهران للاستسلام ليقوم بقصف المنشآت النووية بعد ثلاثة أيام فقط. بالاضافة إلى ذلك، رفض ترامب تقرير استخباراته عن أن إيران بعيدة عن صنع القنبلة النووية وكذلك تصريح المدير العام للوكالة الذرية رافاييل غروسي، بالتقدير المماثل. «مفتاح توسيع الحرب» وأكدت المصادر الإيرانية، أن طهران تمتلك مفتاح توسيع الحرب المستمرة والتي لا تستطيع إيقافها من دون قرار واضح من الأمم المتحدة توافق عليها بشروط إيران التي لم تبدأ الحرب. إذ كشفت المفاوضات التي أجراها وزير الخارجية عباس عراقجي في فيينا يوم الجمعة عن خلافات حادة. فقد أفادت التقارير بأن الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي طالبا طهران بوقف كل أنشطة تخصيب اليورانيوم، وتفكيك برنامجها الصاروخي، وقطع علاقاتها مع حلفائها الإقليميين، وهي شروط رفضتها رفضاً قاطعاً. كان رد إيران قاطعاً، على لسان الرئيس مسعود بزشكيان «لن تُقدم أي تنازلات في شأن هذه العناصر الجوهرية لعقيدة أمننا القومي». ومع ذلك، ترك المفاوضون الإيرانيون الباب مفتوحاً لمواصلة الحوار، شرط أن يقدموا للغرب ضمانات موثوقة بأن إيران لن تسعى لامتلاك سلاح نووي. في ضوء ذلك، تبقى الدبلوماسية خياراً قائماً، وإن كان مشروطاً بالاعتراف المتبادل بالخطوط الحمر غير القابلة للتفاوض. وأخفت هذه المفاوضات حسابات جيو- سياسية أوسع نطاقاً. فطهران ترى أن هذه المطالب المتطرفة لا تتعلق بمنع الانتشار النووي بقدر ما تتعلق بتعزيز واشنطن وبروكسل لأجندة تل أبيب الإستراتيجية. من وجهة نظر إيران، تُوظَّف الدبلوماسية الغربية كسلاح لتحقيق أهداف أقرّت القيادة العسكرية الإسرائيلية باستحالة تحقيقها من دون تدخل أميركي شامل لمصلحة رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو. حتى مع إعلان إيران انفتاحها المشروط على استمرار المحادثات، انحرف المسار الإقليمي في شكل حاد نحو المواجهة. فتصلب المطالب الغربية - الذي يعكس إصرار إسرائيل على تجريد إيران من قوتها الرادعة - لم يترك مجالاً كبيراً للمناورة الدبلوماسية. وبدلاً من خفض التصعيد، ساهم اجتماع فيينا في تسليط الضوء على ما تعتبره طهران عبثية المفاوضات التي تُجرى تحت الضغط. وقد تُرجم الفشل في إيجاد أرضية مشتركة الآن لحشد عسكري تبعته الضربة الأميركية من دون ان تشكل إيران خطراً على الولايات المتحدة. لذا فإن الشرق الأوسط يتأرجح الآن على شفا مواجهة طويلة ودموية - مواجهة تهدد بإعادة رسم الخريطة الاستراتيجية للمنطقة، وتكبد خسائر بشرية واقتصادية فادحة، وتختبر قدرة القيادات السياسية والتحالفات العسكرية على حد سواء على التحمل. فما كان في السابق مواجهة سرية تحول إلى استعداد علني لصراع بين الدول. إذ ان إجلاء المواطنين الأميركيين من إسرائيل، مقترناً بالزيادة السريعة في الأصول العسكرية الأميركية إلى المنطقة - وقيام قاذفات «بي - 52 ستراتوفورتريس»، وقاذفات الشبح «بي-2»، وثلاث مجموعات حاملات طائرات بالتدخل وضرب ثلاث منشآت نووية في إيران يُشير بوضوح إلى أن الوقت الدبلوماسي نفد، وبان الولايات المتحدة تستطيع تطوير قصفها ومعاودة الهجوم على إيران من جديد. بالنسبة إلى طهران، لم يعد الرد ورقة مساومة، بل ضرورة وجودية. إذ ان مبدأ ولاية الفقيه لا يُصوّر الاستسلام على أنه مجرد هزيمة، بل انهيار. انطلاقاً من عقيدة الوصاية والاستقلال السياسي، يُضفي مبدأ ولاية الفقيه على السياسة الخارجية الإيرانية إطاراً لا تُعتبر فيه المقاومة أمراً دينياً فحسب، بل لا غنى عنها إستراتيجياً. يعكس هذا الموقف المتطور اقتناعاً متنامياً داخل القيادة الإيرانية بأن البقاء يتطلب المقاومة - ليس فقط لأسباب أيديولوجية، ولكن كإجراء عملي لسيادة الدولة. وتشير الحسابات الاستراتيجية للجمهورية الإسلامية إلى أن الاستسلام من شأنه أن يُعجّل من زعزعة الاستقرار الداخلي ويشجع على المزيد من العدوان الخارجي. وأمام هذه المعادلة، لا تعود المواجهة عملاً متهوراً، بل تعبيراً مدروساً عن الحفاظ على الذات الوطنية. مع تزايد العتاد العسكري وتكثيف خطاب الحرب وتدخل اميركا، تجد المنطقة نفسها عالقة بين منطقين متعارضين: أحدهما مدفوع بدبلوماسية متطرفة ذات دلالات قسرية، والآخر بعقيدة تساوي بين الردع والتحمل. ما لم تظهر مسارات دبلوماسية جديدة، فقد يتجه الشرق الأوسط نحو حرب أوسع نطاقاً لم يسعَ إليها أي من الجانبين في الأصل - ولكن قد يجداها الآن حتمية. ركز نتنياهو على التصعيد قصير المدى من دون صياغة خطة نهائية قابلة للتطبيق على المدى الطويل. وقد حث هو وحكومته علناً على تدخل عسكري أميركي شامل في حرب بدأتها إسرائيل لكنها لا تستطيع حسمها بمفردها. في حين أن واشنطن التي أقدمت فعلياً على المشاركة كانت قدمت دعماً عسكرياً حاسماً على الرغم من المساعدات العسكرية - من الذخائر والصواريخ الاعتراضية إلى الدعم اللوجيستي والطواقم الجوية الأميركية النشطة - وإلا أن حجم ووتيرة الحشد يشيران إلى استعدادات ليس للردع بل لتوسع الحرب. ولتعزيز التفوق الجوي، نشرت الولايات المتحدة طائرات إضافية من طراز «غف-16 وإف-22 وإف-35» في قواعد رئيسية في جميع أنحاء المنطقة. وتُكلَّف هذه الطائرات باعتراض الطائرات من دون طيار وصواريخ كروز والطائرات المأهولة التي تستهدف مواقع الحلفاء أو المدنيين. ويضمن وجودها تغطية سريعة الاستجابة على جبهات عدة، ويعكس الحشد الأميركي استعداد واشنطن للانخراط في صراع متعدد المسارح وشديد الكثافة. في البحر، تعمل الآن ثلاث مجموعات ضاربة لحاملات الطائرات في شرق البحر المتوسط وبحر العرب. كل منها مصحوب بمدمرات مجهزة بنظام إيجيس مثل يو إس إس سوليفان ويو إس إس أرلي بيرك، المسلحة بأنظمة اعتراضية إس إم-3 وإس إم-6. معاً، تشكل هذه المدمرات درعاً متحركاً متعدد الطبقة ضد التهديدات الباليستية الإيرانية، وتوسع نطاق الدفاع الأميركي إلى ما هو أبعد من المجال الجوي الإسرائيلي. في خضم هذا التوتر، تشير الدلائل إلى أن ترامب ينسجم في نهاية المطاف مع أهداف نتنياهو والخطة التي اعدت منذ وقت ليس بقصير، داعماً جهداً حربياً أوسع. تفتيت إيران! يبدو أن الهدف الاستراتيجي لإسرائيل هو تفتيت إيران - أي تفكيك منافس إقليمي محتمل. لطالما اعتبرت تل أبيب أي دولة شرق أوسطية متماسكة وقوية تهديداً لسيادتها الاستراتيجية. إن منطقة مقسمة إلى كيانات ضعيفة ومتعارضة في ما بينها أسهل بكثير في التعامل معها. لا ترغب واشنطن في صعود أي قوة أو تحالف قد يهدد هيمنتها الراسخة في المنطقة. في هذا السياق، يشير تقارب المصالح الاستراتيجية الأميركية والإسرائيلية إلى أفق بالغ الخطورة، حيث يُحتمل أن يتحوّل الردع إلى مواجهة شاملة، وقد تكون الدبلوماسية قد فات أوانها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store