logo
الدويري: كمين القسام الأخير يؤكد أن شبكة الأنفاق ما زالت فاعلة

الدويري: كمين القسام الأخير يؤكد أن شبكة الأنفاق ما زالت فاعلة

#سواليف
قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء المتقاعد #فايز_الدويري إن #المقاومة_الفلسطينية لا تزال تنفذ عملياتها في عمق انتشار #قوات_الاحتلال داخل قطاع #غزة، مشيرا إلى أن #الكمين الأخير لكتائب #القسام -الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- شرقي خان يونس جنوبي قطاع غزة يؤكد هذه الحقيقة الميدانية بوضوح.
وكانت قناة الجزيرة قد بثت الجمعة مشاهد حصرية لكمين نفذته كتائب القسام السبت الماضي شرق خان يونس ضمن عمليات 'حجارة داود'، أسفر عن #مقتل #ضابط وجندي من لواء كفير وإصابة ضابطين آخرين من وحدة #الاستخبارات، كما أظهرت المشاهد استهداف دبابة من المسافة صفر.
وأوضح الدويري في تحليل للمشهد العسكري بقطاع غزة أن الفيديو الذي بثته قناة الجزيرة يُظهر بجلاء خروج عناصر المقاومة من أحد الأنفاق وتنفيذهم لهجوم مركب استهدف آليات الاحتلال في منطقة الزنة، وهي منطقة يُفترض أنها خاضعة للسيطرة الإسرائيلية الكاملة، مما يكشف أن شبكة الأنفاق ما زالت فاعلة حتى اللحظة.
وأضاف أن هذا النوع من الكمائن يعكس حالة 'العمل في العمق' داخل صفوف العدو، وهو ما يعدّ نجاحا استخباريا وميدانيا مهما، إذ تمكنت المقاومة من جمع معلومات دقيقة من خلال نقاط المراقبة المنتشرة في الميدان، ثم التخطيط والتنفيذ في إطار 3 مراحل: تثبيت، هجوم، ثم تفجير حقل الألغام بعد الانسحاب.
وأشار الدويري إلى أن الفيديو أوضح كيف خرج المقاومون من الأنفاق، وضعوا الحشوات المتفجرة، وتمركزت وحدة الاستهداف بقواذف 'الياسين'، بينما وثّقت كاميرتان تفجير ناقلة جند وإشعال النار في الآليات، مما عزز مصداقية المشاهد التي بثت ودلّل على الجاهزية العالية للمجموعة المنفذة.
مناطق آمنة
وبيّن أن وجود المقاومة بهذا الشكل في مناطق من المفترض أنها 'آمنة' لقوات الاحتلال يضع علامة استفهام كبرى على أداء الجيش الإسرائيلي، ويؤكد في الوقت ذاته أن أبناء المقاومة رغم ظروف الحرب يواصلون رصد التحركات المعادية والتحضير للرد في التوقيت المناسب.
وفي سياق الربط بين التصعيد الأخير بين إسرائيل وإيران، شدد الدويري على أن هذا التوتر الإقليمي لم يسحب تأثيره على سير العمليات في غزة، موضحا أن الاحتلال رغم إعادة توزيع بعض وحداته نحو الشمال والضفة الغربية ما زال يحتفظ بفائض قوة كبير داخل القطاع يسمح له بمواصلة العمليات.
وكان جيش الاحتلال قد أعاد انتشار بعض وحداته العسكرية بعد تصاعد التهديدات على الجبهة الشمالية تحسبا لتحرك من حزب الله، كما عزز إجراءاته الأمنية في الضفة الغربية، إلا أن الدويري أوضح أن غزة كانت ولا تزال تكفيها فرقة واحدة على أقصى تقدير، وهو ما لم يتغير جوهريا حتى الآن.
وأكد أن حجم الدمار الهائل وتهجير السكان لم يمنعا المقاومة من العمل، وهو ما تعكسه المعارك اليومية والكمائن المتكررة في مختلف مناطق القطاع، في ظل استمرار الاعتماد على سلاحَي الجو والمدفعية من جانب الاحتلال لتحقيق أهدافه من خلال فرض واقع ميداني في المناطق الحمراء.
وفي ما يخص الهدف الإستراتيجي من استمرار العمليات البرية، رأى الدويري أن الجيش الإسرائيلي يهدف إلى فرض تهجير قسري للسكان باتجاه مناطق تم تحديدها سلفا كمراكز لتوزيع المساعدات، تشمل 3 مناطق في الجنوب وأخرى وسط القطاع، مما يؤدي إلى تكدّس سكان غزة في نطاقات ضيقة يسهل التحكم فيها لاحقا.
الأهداف السياسية
وأشار إلى أن هذه التحركات تأتي أيضا في إطار السعي لتدمير شبكة الأنفاق وإزالة البنية السكنية التي تحتضن المقاومة، وذلك كمحاولة لتحقيق أهداف سياسية واضحة تتعلق بإعادة تشكيل الخارطة السكانية والجغرافية لقطاع غزة بشكل يخدم الخطط الإسرائيلية الطويلة الأمد.
وكانت كتائب القسام قد أعلنت في وقت سابق من الأسبوع الحالي تدمير 3 دبابات من طراز ميركافا بعبوات شديدة الانفجار شرق مخيم جباليا شمالي القطاع، كما استهدفت تجمعات للجنود والآليات في قيزان النجار بقذائف هاون وصواريخ قصيرة المدى من طراز 'رجوم 114 ملم'، في دلالة على تنوع الوسائط القتالية المستخدمة.
ومنذ بدء العملية البرية في 27 أكتوبر/تشرين الأول 2023، واصلت المقاومة الفلسطينية تنفيذ كمائن محكمة وعمليات استنزاف واسعة النطاق ضد القوات الإسرائيلية، مع توثيق عشرات الهجمات الناجحة التي أوقعت خسائر بشرية كبيرة في صفوف الاحتلال وأعطبت أو دمرت مئات الآليات العسكرية.
وشدد الدويري على أن المعادلة في الميدان تشير إلى استمرار فاعلية المقاومة، رغم كل الضغوط العسكرية، وهو ما يعني -بحسب تعبيره- أن هدف القضاء الكامل على فصائل المقاومة لا يزال بعيد المنال، وأن ما يحدث يؤكد فشل إسرائيل في تحقيق حسم عسكري واضح حتى الآن.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إسرائيل تغتال قائدًا في 'فيلق القدس' بقصف في قم الإيرانية
إسرائيل تغتال قائدًا في 'فيلق القدس' بقصف في قم الإيرانية

صراحة نيوز

timeمنذ 11 دقائق

  • صراحة نيوز

إسرائيل تغتال قائدًا في 'فيلق القدس' بقصف في قم الإيرانية

صراحة نيوز-أعلن وزير الحرب الإسرائيلي يسرائيل كاتس اليوم (السبت) أن الجيش الإسرائيلي اغتال محمد سعيد إيزادي بقصف استهدف شقة في مدينة قم الإيرانية، واصفاً إياه بـ«القائد المخضرم» في «فيلق القدس»، الذراع الخارجية لـ«الحرس الثوري». ووثقت عدة مقاطع فيديو استهداف شقة في أحد الأبنية بالمدينة. فمن هو محمد سعيد إيزادي؟ يعدُّ محمد سعيد إيزادي قيادياً كبيراً في «فيلق القدس» التابع لـ«الحرس الثوري»؛ إذ ترأس «فرع فلسطين» المعني بالتواصل مع الفصائل الفلسطينية. وقاد «الوحدة الفلسطينية» التي كان مقرها سابقاً في لبنان، وكانت تعمل تحت قيادة «حزب الله». وشكَّل «فيلق القدس» شبكة من الحلفاء العرب تعرف باسم «محور المقاومة»؛ إذ أسس «حزب الله» في لبنان عام 1982، وقدم الدعم لحركة «حماس» في قطاع غزة، وفق «رويترز». تمويل «حماس» و«الجهاد» ومنذ أشهر صعَّدت إسرائيل من جهودها لاستهداف إيزادي بعد ضبط وثائق في غزة ولبنان، كشفت عن «الفرع الفلسطيني لـ(فيلق القدس)»، وفق صحيفة «معاريف». وأشارت الصحيفة في فبراير (شباط) الماضي، إلى أن إيزادي كان متورطاً في التخطيط لهجوم السابع من أكتوبر (تشرين الأول) وتهريب الأسلحة، وتعزيز العلاقات بين التنظيمات المسلحة في منطقة الشرق الأوسط. وكان إيزادي مسؤولاً عن الاتصال مع التنظيمات والفصائل الفلسطينية؛ خصوصاً «حماس» و«الجهاد». علاقة وثيقة بالسنوار إلى ذلك، ورد اسم إيزادي في وثائق نشرتها إسرائيل سابقاً عن علاقة وثيقة تجمعه برئيس المكتب السياسي السابق لـ«حماس» يحيى السنوار، الذي اغتالته إسرائيل العام الماضي. وشكَّل اسمه أحد أكثر الأهداف متابعة من قبل المخابرات الإسرائيلية، وفق ما أفادت صحيفة «يديعوت أحرونوت». وقالت «معاريف» إن السنوار طلب في رسالة سرية إلى «الحرس الثوري» الإيراني في يونيو (حزيران) 2021، تحويل مبلغ 500 مليون دولار لـ«تدمير دولة إسرائيل»، تُدفع على دفعات شهرية بعشرين مليون دولار على مدى عامين. ووفق «معاريف»، فإن إيزادي الذي كان يرأس «القسم الفلسطيني» في «الحرس الثوري» الإيراني، قبِل الطلب، وردّ على السنوار بأن «إيران رغم وضعها الاقتصادي الصعب ومعاناة الشعب الإيراني، ستواصل ضخّ الأموال إلى (حماس)». عقوبات أميركية كما فرضت على إيزادي كل من الولايات المتحدة وبريطانيا عقوبات في ديسمبر (كانون الأول) 2023، بصفته قائد فرع فلسطين في «فيلق القدس»، ورئيس وحدة العمليات الخارجية، وفق «رويترز». ومنذ 13 يونيو، اغتالت إسرائيل نحو 30 قائداً عسكرياً كبيراً، وفق ما أكد مسؤول إسرائيلي قبل يومين، على رأسهم رئيس الأركان اللواء محمد باقري، وحسين سلامي قائد «الحرس الثوري» الإيراني منذ 2019، فضلاً عن غلام علي رشيد، قائد مقر «خاتم الأنبياء» العسكري. كما قتلت أمير علي حاجي زاده، قائد القوات الجوفضائية التابعة لـ«الحرس الثوري»، بالإضافة إلى العميد طاهر بور، قائد وحدة الطائرات المُسيَّرة في سلاح الجو التابع لـ«الحرس الثوري»، والعميد داود شيخيان، قائد القيادة الجوية لسلاح الجو التابع لـ«الحرس الثوري»، واللواء مهدي رباني، نائب رئيس هيئة الأركان العامة للعمليات في الجيش الإيراني الذي قُتل مع زوجته وأولاده.

إيران وإسرائيل صراع على الحافة ..
إيران وإسرائيل صراع على الحافة ..

عمون

timeمنذ 23 دقائق

  • عمون

إيران وإسرائيل صراع على الحافة ..

في لحظة مفصلية من تاريخ الشرق الأوسط، أعلنت الولايات المتحدة أنها بصدد دراسة الانضمام إلى الحملة العسكرية الإسرائيلية ضد إيران، في تطور يعيد إلى الواجهة مناخ التوتر والحروب الوقائية، ويثير تساؤلات خطيرة حول الأهداف، والمآلات، وموازين القوة التي تتحرك في عمق هذا الصراع المعقّد. في الظاهر، تبدو الضربة موجهة إلى منشأة "فوردو" الإيرانية لتخصيب اليورانيوم، تلك المنشأة المحصّنة في عمق الأرض، والتي يُعتقد أن إسرائيل وحدها لا تملك القدرة على تدميرها من الجو. ولكن تحت السطح، تتداخل أهداف غير معلنة، وتشتبك الحسابات الإقليمية مع رغبات محلية لدى بعض القادة، وفي طليعتهم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي يرى في هذه الحرب المحتملة وسيلة لتصدير أزمته السياسية الداخلية، وتمديد بقائه في السلطة، في ظل احتقان شعبي وتصدّع مؤسساتي. وقد جاء هذا التصعيد الإسرائيلي في توقيت حساس يطرح أكثر من علامة استفهام: فقبل أيام ، قام الرئيس الأميركي دونالد ترامب بأول زيارة رئاسية له إلى الخليج العربي، شملت السعودية والإمارات وقطر، بينما تم استثناء إسرائيل بشكل لافت من الجولة، رغم أهميتها كحليف تقليدي لواشنطن. زيارةٌ أرادتها الإدارة الأميركية رسالة شراكة موجهة نحو الاستقرار وإعادة هندسة العلاقات الإقليمية، بعيدًا عن المغامرات العسكرية. كذلك، كانت المفاوضات الأميركية الإيرانية السرية، التي تحتضنها العاصمة العُمانية مسقط، قد بدأت تُحرز تقدمًا ملموسًا في مسارها الفني والدبلوماسي، خصوصًا في ما يتعلق بملف التخصيب النووي والرقابة، وهو ما أقلق تل أبيب بشدة. وجاءت الضربة الإسرائيلية في لحظة بدت فيها واشنطن تميل أكثر نحو مسار التهدئة، لا التصعيد، بل إن إسرائيل خرقت اتفاق هدنة رعته واشنطن نفسها بين حماس وإسرائيل، مما اعتُبر تمردًا غير مباشر على الإشراف الأميركي. وهكذا، لم تعد إسرائيل فقط شريكًا منفّذًا في سياسات المنطقة، بل صارت في موقع القادر على إرباك المسارات الأميركية نفسها، سواء في الملف الفلسطيني، أو الإيراني، أو في علاقاتها مع حلفاء واشنطن الخليجيين. هذا التمرّد الإسرائيلي، في جوهره، هو ما أجبر الإدارة الأميركية على التفكير في العودة إلى الميدان، رغم إدراكها الكامل أن تكلفة أي تدخل مباشر ستكون باهظة. في موازاة ذلك، تواجه إيران ثلاث جبهات داخلية وخارجية مترابطة: الصراع الساخن مع إسرائيل، الذي انتقل من مرحلة الحرب السيبرانية والاغتيالات النوعية إلى التصعيد الجوي المباشر؛ وحرب خفية ضد خلايا التجسس والعملاء داخل البلاد، إذ تشنّ طهران حملات واسعة لتعقّب عملاء الموساد الإسرائيلي، وتحبط عمليات اختراق أمنية حساسة؛ وانكشاف الجبهة الإقليمية لإيران، بعد أن أصبحت أدواتها التقليدية في المنطقة، مثل حزب الله والنظام السوري والحوثيين، إما مشغولة بأزماتها أو منهكة عسكريًا، ما قلّص من قدرة طهران على استخدام وكلائها كخط دفاع متقدم. في هذا السياق، قد تجد طهران أن الحل الوحيد لتعديل ميزان الردع هو تسريع إنتاج القنبلة النووية، ووضعها على الطاولة كورقة تفاوض، لا للاستخدام المباشر بل كأداة سياسية. وإذا ما أُدير هذا التصعيد النووي بحنكة، فإن إيران – رغم كل الخسائر – قد تخرج من المعركة منتصرة استراتيجيًا، أو على الأقل بموطئ قدم أقوى في أي تسوية دولية مقبلة. الاعتداء الإسرائيلي لم يأتِ من فراغ. فإلى جانب ما سبق، كانت فرنسا تنسّق اجتماعًا أمميًا مهمًا لبحث الاعتراف الرسمي بقيام دولة فلسطينية، وهو ما اعتبره نتنياهو تهديدًا مباشرًا للسردية الصهيونية. إسرائيل، التي تجد نفسها محاطة بتحديات داخلية (احتجاجات، أزمة في القضاء، استقطاب سياسي حاد)، لم تجد مخرجًا سوى تصدير الأزمة نحو الخارج، عبر خلق صدام عسكري مع إيران، يكون كافيًا لتأجيل الاستحقاقات الدولية، وتوحيد الجبهة الداخلية خلف قيادة محاصرة سياسيًا. الرهان على أن الضربات الجوية وحدها كفيلة بإنهاء المشروع النووي الإيراني هو وهم متكرر. حتى لو تم تدمير فوردو، فإن المعرفة والخبرة لا تُقصف، والمواد النووية موزعة، وإيران قادرة على إعادة بناء ما تهدّم. كما أن محاولة إسقاط النظام الإيراني عبر ضربة مركزة – أو استهداف خامنئي – هي مغامرة خطيرة، لن تؤدي بالضرورة إلى انهيار الدولة، بل ربما إلى إنتاج سلطة أشد تطرفًا. وفي الوقت نفسه، فإن أي عمل عسكري سيؤدي – على الأرجح – إلى انسحاب إيران من معاهدة حظر الانتشار النووي، وإطلاق برنامج سري بلا قيود تفتيش دولية. عندها لن يكون أمام واشنطن وتل أبيب إلا خيار الحرب المتواصلة، أو القبول بإيران نووية، وهو السيناريو الذي لطالما خشيتاه. غير أن المفارقة تكمن في أن إيران، وبعيدًا عن موقع الضحية، قد تكون الطرف الأكثر قدرة على توظيف هذه الأزمة لصالحها إذا أحسنت إدارتها بعقلية براغماتية صارمة. فالحرب – وإن بدت في ظاهرها ضربة موجهة ضد العمق الإيراني – قد منحت طهران فرصة نادرة لإعادة ترتيب أوراقها الأمنية والسياسية والنووية. فالهجوم الإسرائيلي كشف لإيران شبكات تجسس كانت خامدة لسنوات، مما أتاح للأجهزة الأمنية تفكيك خلايا الموساد المزروعة في مفاصل حساسة داخل البلاد، وهو اختراق أمني كبير أعاد ترميم الثقة الداخلية في المنظومة الأمنية بعد سلسلة من الاختراقات السابقة. في الوقت ذاته، شكّلت لحظة التصعيد ذريعة مثالية لتسريع المشروع النووي تحت غطاء "الضرورة الدفاعية"، حيث أعادت إيران ترتيب أولوياتها العلمية والتقنية، وباتت أقرب من أي وقت مضى إلى لحظة إعلان نفسها "دولة عند العتبة النووية". كما أن ساحة المواجهة المفتوحة باتت فرصة لاستنزاف إسرائيل سياسيًا واقتصاديًا وأمنيًا، خصوصًا مع طول أمد الحرب وتعدد جبهاتها، مما يُرهق الآلة العسكرية الإسرائيلية ويقوّض صورة "الجيش الذي لا يُقهر". بهذه الطريقة، تكون إيران قد استعادت عبر الأزمة بعضًا من توازنها الإقليمي المفقود، ونجحت في ترميم هيكلها الاستراتيجي داخليًا وخارجيًا، بل وتحولت من موقع المُستهدَف إلى لاعب يعيد صياغة شروط اللعبة الإقليمية والدولية. الصراع الإيراني الإسرائيلي خرج من مرحلة الظل، ودخل طور المواجهة المكشوفة. ولكن الرابح لن يكون من يُطلق القنبلة الأولى، بل من يُحسن إدارة اللحظة السياسية بكل ما فيها من تعقيد وألغام. وأمام هذه الحقيقة، على الجميع أن يدركوا أن الشرق الأوسط لا يتحمّل مقامرات جديدة من نوع الحرب الكبرى.

الدويري: 4 مرتكزات جديدة للرد الإيراني خلال الساعات الـ48 الأخيرة
الدويري: 4 مرتكزات جديدة للرد الإيراني خلال الساعات الـ48 الأخيرة

جو 24

timeمنذ ساعة واحدة

  • جو 24

الدويري: 4 مرتكزات جديدة للرد الإيراني خلال الساعات الـ48 الأخيرة

جو 24 : قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن إيران تعتمد مقاربة جديدة في إدارتها لهجماتها بالطائرات المسيّرة خلال الساعات الـ48 الأخيرة، ترتكز على 4 مفاهيم أساسية هي: التزامن، التنوع، التباعد، وعدم الانتظام. وأوضح الدويري في مداخلة على قناة الجزيرة أن إيران لا تزال تلتزم بمبدأ التزامن عبر المزج بين المسيّرات والصواريخ الباليستية والمجنحة والفرط صوتية، لكنها أضافت إليه مفردات جديدة تعكس مرونة تكتيكية في توجيه الضربات، وهو ما يربك الدفاعات الجوية الإسرائيلية. ومؤخرا، اعتمدت إيران التنوع الذي ظهر في استخدام عدة وسائط قتالية، وكذلك التباعد المتمثل في توسيع رقعة الجغرافيا المستهدفة، من الجولان مرورا ببيسان ووصولا إلى وادي عربة، بما يغطي معظم مساحة فلسطين المحتلة. وفيما يتعلق بعنصر "عدم الانتظام"، اعتبر الدويري أنه بات الأكثر حضورا في الإستراتيجية الإيرانية، حيث لا تتبع الهجمات نسقا ثابتا، بل تتبدل أنماطها بين استهداف بالصواريخ فقط أو بالمسيّرات فقط أو بالمزج بينهما. وقد شهدت إسرائيل خلال الساعات الأخيرة اعتراض 5 مسيّرات على الأقل، بحسب ما أعلنته إذاعة الجيش الإسرائيلي، في حين أفادت مصادر أخرى بإطلاق نحو 10 مسيّرات من إيران منذ صباح اليوم، ما أدى إلى إطلاق صفارات الإنذار في النقب وإيلات ووادي عربة. نمط غير منتظم ويخلق هذا النمط غير المنتظم إرباكا لدى القيادة الإسرائيلية في إدارة دفاعاتها الجوية، حسب الخبير العسكري، رغم أن فعالية هذه الهجمات تبقى أقل من تأثير الضربات الإسرائيلية العميقة داخل الأراضي الإيرانية بطائرات "إف-35" (F-35) و"إف-15″ (F-15) أو عبر مسيّرات صغيرة يستخدمها عملاء على الأرض. ورغم محدودية فعالية الطائرات المسيّرة بسبب طول المسافة التي تقطعها من إيران، يرى الدويري أنها ستبقى سلاحا مهما، لكنه مكمل للسلاح الرئيسي وهو الصواريخ، خاصة عندما تُستخدم لإشغال منظومات الدفاع الجوي وتسهيل مرور الصواريخ إلى أهدافها. وبيّن اللواء الدويري أن طول المدى الجغرافي للمسافة التي تقطعها المسيّرات الإيرانية يجعلها عرضة للمراقبة والاستهداف، مما يفقدها بعض ميزاتها، لكنه لا يلغي فعاليتها بالكامل، إذ إن عددا منها ينجح في الوصول إلى أهدافه، كما حدث في بيسان ووادي عربة. وأظهرت المشاهد التي بثتها وسائل الإعلام الإسرائيلية سقوط مسيّرة في بيسان، وأخرى على الطريق رقم 90 في وادي عربة، وسط تزايد حديث المراسلين العسكريين عن حالة استنفار غير مسبوقة لسلاح الجو في ملاحقة الأهداف الجوية. وتبذل الدفاعات الجوية الإسرائيلية، جهدا كبيرا لإسقاط هذه المسيّرات، سواء عبر التشويش الإلكتروني أو استخدام الطائرات أو المضادات الأرضية، وهو ما يستهلك طاقة منظوماتها الدفاعية ويتيح فرصا أفضل لمرور صواريخ إيرانية. إشغال مربك وأوضح الخبير العسكري أن هذا "الإشغال" يشكل أحد الأهداف غير المباشرة لاستخدام المسيّرات، إذ إن إسقاطها ليس أمرا مجانيا، بل يتطلب تشغيل بطاريات، وتنسيقا مع سلاح الجو، ونشرا للمضادات الأرضية، مما يفرض عبئا إضافيا على القيادة العسكرية الإسرائيلية. ورأى أن المزج بين الطائرات المسيّرة والصواريخ يحقق نوعا من الإرباك الشامل أو ما وصفه بـ"الإغراق الجزئي"، إذ يصعب على الدفاعات التعامل مع هجمات متزامنة وغير منتظمة ومن مناطق جغرافية متعددة. وكانت الجبهة الداخلية الإسرائيلية قد أعلنت أن صفارات الإنذار دوّت في مناطق مختلفة من جنوب الجولان وفي منطقة صناعية بالنقب وإيلات، ما يعكس اتساع رقعة التهديد الذي تمثله المسيّرات الإيرانية في هذا التوقيت. وتلاحق وحدات من سلاح الجو الإسرائيلي حاليا، بحسب الإذاعة الإسرائيلية، مسيّرة تسللت إلى منطقة وادي عربة جنوب البحر الميت، في حين لا تزال التحقيقات جارية بشأن مصادر ومسارات الطائرات الأخرى. ويرى الدويري أن إيران، رغم أنها لا تملك التفوق الجوي أو التكنولوجي الكامل، فإنها نجحت في توظيف الإمكانيات المتاحة بمرونة تكتيكية تشكل ضغطا معنويا وعسكريا على إسرائيل، ضمن إطار معركة عضّ الأصابع المستمرة بين الطرفين. المصدر: الجزيرة تابعو الأردن 24 على

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store