أحمد نوار.. وستون عامًا من الإبداع

الفن التشكيلى مجموعة متنوعة من الإبداعات البصرية التى تعكس ثقافات وحضارات الشعوب، ولكل مبدع تجربة تحمل بصمته الخاصة التى تترجمها أعماله..
فى أحلك الفترات التى مرت على مصر وعقب هزيمة 1967، تم تجنيده لأداء الخدمة العسكرية، خاض حرب الاستنزاف بشراسة، مواطن مصرى مجروح لا هدف له سوى الثأر، نجح فى اصطياد 15 جنديًا إسرائيليًا.. لكن عنفوان الأصابع وهى تضغط على زناد البندقية فى تحرير الأرض تتحول إلى أنامل رقيقة وهى تحتوى ريشته ليجسد العالم كما انعكس فى دواخله عبر لوحات تنم عن رؤى عميقة للوجود.
اقرأ أيضًَا |
هذا هو الجندى الشرس والفنان الرقيق أحمد نوار الذى أتمَّ هذا الشهر عامه الثمانين، فهو من مواليد 3 يونيه 1945 بمحافظة الغربية.
شغل الكثير من المناصب المهمة، فقد نجح فى تأسيس أول كلية للفنون الجميلة بصعيد مصر عام 1983 حتى أصبح اسمها يقترن باسمه بوصفه أول عميد لها، كما عُيِّن المشرف العام على صندوق إنقاذ آثار النوبة، ورئيسًا لقطاع المتاحف بالمجلس الأعلى للآثار، ثم رئيسًا لقطاع الفنون التشكيلية، ومستشارًا فنيًا بمجلس الشعب ثم رئيسًا لمجلس إدارة الهيئة العامة لقصور الثقافة، والآن أستاذ متفرغ بكلية الفنون الجميلة بالقاهرة ورئيس لجمعية محبى الفنون الجميلة.
أقام معارض كثيرة محلية ودولية وحصل على العديد من الجوائز، أهمها: جائزة النيل عام 2018، ووسام الدولة للفنون والعلوم 1979، وجائزة الدولة التقديرية 2013، وميدالية نوبل الذهبية بمناسبة اشتراكه فى تخليد ذكرى نوبل 1983.
أحمد نوار فنان لديه إحساس ووعى عميق برسالة الفن تجاه وطنه، وقد برهن على ذلك من خلال سلسلة معارض تعكس شغفه وإيمانه بهذا الدور، فهو يستطيع أن يجسد أحلامه ويُحوِّلها إلى واقع مستعينًا بموهبته وفكره.
منذ بداياته وتجاربه الأولى، يلاحظ اهتمامه بالشكل الهندسى، ويستطيع الفنان أو المتلقى تمييز أعماله بسهولة، معظم لوحاته يستمدها من الحضارة المصرية القديمة، والشكل الهرمى عامل مشترك فى كثير منها، الخطوط والفراغات والحركة والظل والنور أطراف مهمة يتكئ عليها فى مرحلة البناء والانطلاق، إيقاعات متنوعة ومساحات لونية صريحة وواضحة فى تدرجها وتعبيراتها المباشرة، يسعى إلى ابتكار أنماط وأشكال مُعقدة دقيقة جدًا تستنزف الوقت والجهد فى مراحل تنفيذها، ورغم ذلك تجد صياغاته للأشكال الهندسية يغلب عليها التنغيم والنسق الجمالى والطاقة، لكنها فى حاجة إلى الرؤية والتأمل معًا، فضلًا عن الغوص فى معانيها غير المباشرة.
بعثته الدراسية التى قضاها بإسبانيا طيلة أربع سنوات فى بداياته عقب حرب الاستنزاف كان لها تأثير واضح خلال تلك المرحلة، وانعكست فى لوحاته كأنها صرخات وبصمات غائرة ومساحات لونية قاتمة مُغلفة بالمعاناة، فضلًا عن الأضواء والظلال المكبوتة، لكنها كانت دائمًا تحمل الأمل والثقة فى الغد.
منذ مشروع تخرجه الذى اختار له فكرة «يوم الحساب» الذى نفذه بأقلام الرصاص فى مساحة 10مx3م، وظهر تأثره بالفنان الإيطالى مايكل أنجلو، أدرك الجميع أنهم أمام موهبة تحمل الكثير من الجُرأة والعطاء، وبالفعل حصل على أعلى درجة فى التقييم النهائى من العملاقين الكبيرين، الحسين فوزى، وعبد الله جوهر.
قَدَّم نوار معارض عديدة عن العبور، وفلسطين، وعن الشهيد، وعن الحضارة، وعن ويلات الحروب، وعن جماليات الآلة والتكنولوجيا والطاقة وتأثيرها فى حياتنا.
دائمًا يرصد لنا الجماليات فى موضوعاته المختارة، فهو يُطوِّع الآلة من خلال خطوط هندسية صارمة فى شكل هرمى تعكس شخصيته فى الإدارة والذى لمسها كل مَن تعامل معه فى هذا الشأن، فضلًا عن تعانق الإطارات والخطوط داخل العمل الواحد مع تطويع بعض العناصر الخارجية المهملة ليصنع منها رمزًا للقوة والبناء.
وكم كنت أتمنى أن يبادر قطاع الفنون التشكيلية الممثل لوزارة الثقافة فى الاحتفاء بنوار فى عامه الثمانين علمًا من أعلام الفنون التشكيلية المصرية.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعلم مع الذكاء الاصطناعيالتحقق من الحقائقتحويل النص إلى كلامملخص الذكاء الاصطناعي

أخبار ذات صلة

نافذة على العالم

منذ 36 دقائق

• نافذة على العالم

ثقافة : مانشستر سيتي في كأس العالم للأندية.. جون جلزورثى حصد نوبل ولم يتسلمها

الاثنين 23 يونيو 2025 02:30 مساءً نافذة على العالم - حقق فريق مانشستر سيتي الإنجليزى، فوزًا كبيرًا وهامة على نظيره العين الإماراتي، وذلك ضمن مباريات الجولة الثانية لدور المجموعات في بطولة كأس العالم للأندية 2025، والتي انتهت بالفوز بـ 6 أهداف مقابل لا شيء، وكما حقق الفريق الإنجليزي نجاحًا كبيرًا في الساحة الأدبية، حقق الكثير من الأدباء والروائيون الإنجليز نجاحًا غير مسبوق في الساحة الأدبية، ومن بينهم الكاتب الحاصل على جائزة نوبل في الأدب جون جلزورثي. ينحدر جون جلزورثي من عائلة إنجليزية ثرية تمتلك أعمالًا في العديد من البلدان، درس القانون، لكنه تخلى عن خططه ليصبح محاميًا، وسافر كثيرًا لرعاية أعمال العائلة، خلال أسفاره، تعرف على الكاتب جوزيف كونراد، الذي أصبح صديقًا مقربًا له، بعد عودته من أسفاره، نشر مجموعتين قصصيتين تحت اسم مستعار هو جون سينجون، قبل أن يحقق انطلاقته مع رواية " فريسيي الجزيرة"، التي نُشرت باسمه الحقيقي. يُذكر جلزورثي اليوم بشكل رئيسي بسلسلة "ملحمة فورسايت"، وقد أشاد به معاصروه ككاتب مسرحي، تناولت مسرحياته غالبًا قضايا اجتماعية تتعلق بالطبقية والعدالة، وجاءت انطلاقته كروائي مع نشر رواية "فريسيي الجزيرة"، التي انتقدت أنانية النخبة الإنجليزية النافذة، ومع "ملحمة فورسايت"، المؤلفة من ثلاث روايات وقصتين قصيرتين، انتقل من كونه ناقدًا راديكاليًا للثقافة المعاصرة، متخذًا السخرية سلاحًا أساسيًا، إلى رسم صور شخصية متزايدة التعقيد بحرارة أكبر. وقد منحت جائزة نوبل في الأدب عام 1932 لجون جلزورثي "لفنه المتميز في السرد والذي يتجلى في أسمى صوره في ملحمة فورسايت" وكان مريضا جدا، فلم يتمكن من حضور حفل تسليم الجائزة، وتوفي بعد ستة أسابيع بالسكتة الدماغية، وقد أحرقت جثته وفق وصيته، وأقامت الحكومة البريطانية نصبا تذكريا له. مِن أبرز أعماله الأدبية: الإخوة (1909)، ثوب المهرج (1910)، زهرة الظلام (1913)، شجرة التفاح (1916)، الهروب (1926) ، ومن بين أعماله مسرحية «الصندوق الفضي» التي عُرضت في لندن عام 1906، ومسرحية «عدالة» التي عُرضت عام 1910، في إطار حملة لتحسين ظروف المعيشة داخل السجون البريطانية. أشهر أعماله «ملحمة أسرة فورسايت»، وهو عمل ضخم مكوَّن من ست عشرة رواية، وتم تحويل رواية «صاحب الملك» إلى مسلسل تلفزيوني شهير عام 1967، أعاد الاهتمام مرة أخرى إلى «جالزورثي» وأعماله.

بوابة ماسبيرو

منذ 2 ساعات

• بوابة ماسبيرو

وثيقة تاريخية تكشف كواليس فوز الكاتب الكبير نجيب محفوظ بجائزة نوبل

استضاف برنامج "يحكى أن" الكاتب الصحفي وائل السمري في حوار خاص كشف خلاله عن تفاصيل غير معروفة حول ترشيح الأديب العالمي نجيب محفوظ لجائزة نوبل للأدب. كشف السمري عن وثائق تاريخية نادرة تعود إلى عام 1981، قائلاً: هذه الوثائق تثبت أن الدكتور عطية عامر، الأستاذ المصري ب جامعة ستوكهولم ، هو من رشح نجيب محفوظ للجائزة مرتين، وأن الترشيح جاء بناءً على القيمة الأدبية البحتة لأعماله. وأضاف السمري: اكتشاف هذه الوثائق يمثل علامة فارقة في فهمنا لتاريخ الأدب العربي، فهي تثبت أن الترشيح بدأ من شخصية مصرية وطنية، وليس كما أشيع من قبل عن دوافع أخرى، مشيراً إلى أن الدكتور عطية عامر ظل يروج لأعمال محفوظ في السويد لسنوات قبل فوزه بالجائزة عام 1988. وتابع السمري حديثه عن محتويات الوثيقة قائلاً: تضمّن الخطاب الموجه لرئيس أكاديمية الفنون طلباً رسمياً لدعم الترشيح عبر إقامة أسبوع ثقافي مصري في السويد وترجمة أعمال محفوظ، مما يؤكد الجهد الكبير الذي بذل خلف الكواليس. وعن أهمية هذا الكشف، أوضح السمري أن هذه الوثيقة تعيد كتابة فصل مهم من تاريخنا الثقافي، وتقطع الشك باليقين حول ظروف فوز محفوظ، كما أنها تبرز دور المصريين في الخارج في دعم المبدعين المحليين. وفي سياق حديثه عن ردود الأفعال تجاه هذا الكشف أشار السمري إلى أنه قام بإهداء هذه الوثيقة التاريخية لوزارة الثقافة المصرية بهدف حفظها في المتحف الوطني، نظراً لأهميتها البالغة كجزء أصيل من الذاكرة الثقافية المصرية التي يجب توثيقها وحمايتها للأجيال المقبلة. وأضاف متأسفاً: على الرغم من الأهمية القصوى لهذه الوثيقة، إلا أنها لم تجد طريقها بعد إلى المتحف الوطني حيث ينبغي أن تكون، مؤكداً ضرورة الاهتمام بهذا التراث الوثائقي الذي يكشف جانباً مهماً من تاريخنا الأدبي. يذكر أن هذا اللقاء جاء بعد أيام من تكريم الهيئة الوطنية للإعلام للكاتب وائل السمري، تقديراً لجهوده في الكشف عن هذا الجانب المجهول من تاريخ الأدب العربي الحديث. يُذاع برنامج "يحكى أن" على قناة مصر الأولى، وتقدمه الإعلامية رانيا السيد. لمتابعة البث المباشر للقناة الاولي .. اضغط هنا

نافذة على العالم

منذ 15 ساعات

• نافذة على العالم

ثقافة : أطفال قرية أجهور الكبرى فى ضيافة متحف نجيب محفوظ

الأحد 22 يونيو 2025 11:50 مساءً نافذة على العالم - استضاف متحف ومركز إبداع نجيب محفوظ بتكية محمد أبو الذهب، التابع لصندوق التنمية الثقافية برئاسة المعمارى حمدى السطوحى، مجموعة من أطفال قرية أجهور الكبرى، التابعة لمركز طوخ بمحافظة القليوبية. وقد تفقد الأطفال قاعات متحف نجيب محفوظ، استمعوا لشرح من الكاتب الصحفى طارق الطاهر المشرف على متحف نجيب محفوظ، شارحا أهم مقتنيات المتحف من شهادات و أوسمة، لاسيما قلادة النيل، وبراءة حصوله على جائزة نوبل، وشهادات منحة جوائز الدولة، كما توقف عند مسيرة نجيب محفوظ، وما تحمله من قيم، تحض على الإبداع والابتكار وتنمية الذات. كما نظم المتحف، ثلاث ورش، الأولى للفنانة والأدبية نيرفانا حسيب، حيث روت مسيرة نجيب محفوظ، عن طريق مجسم لصاحب نوبل، واستمتع الأطفال بطريقة الحكى المبسطة التى جسدت ملامح نجيب محفوظ، فى حين روت الأديبة القديرة نجلاء علام رئيس تحرير مجلة قطر الندى، فى ورشتها للأطفال، حكايات من مجلة قطر الندى وقصص أخرى من تأليفها، كما وعدتهم بنشر رسوماتهم فى مجلة قطر الندى، وهى الرسومات التى أبدعتها أنامل هؤلاء الأطفال، كنتاج للورشة الثالثة، التى أشرفت عليها الفنانة التشكيلية رحاب جمال الدين سكرتير تحرير مجلة قطر الندى، وقد تم إهداء الأطفال مجموعة من مجلات قطر الندى، التى تصدر عن هيئة قصور الثقافة. ومن جانبها أشادت النائبة شيماء حلاوة، بما لاقوه الأطفال من مهارات ومعلومات اكتسبوها من زيارتهم للمتحف، لما يحمله من رمز ثقافى وإبداعى كبير، فضلا عن الورش الإبداعية والفنية التى شاركوا فيها. أطفال جانب من الفعالية جولة في المتحف