
ما هي أغلى صفقة في تاريخ كل نادٍ بالدوري الإنجليزي الممتاز؟
دفع نادي ليفربول مبلغاً قياسياً في تاريخ الكرة البريطانية وصل إلى 116 مليون جنيه إسترليني من أجل التعاقد مع صانع الألعاب الدولي الألماني فلوريان فيرتز من باير ليفركوزن.
شهدت فترة سبعينيات القرن الماضي ارتفاعاً سريعاً في أسعار انتقالات كرة القدم البريطانية، لكن هذه الرسوم لم تكن تُذكر مقارنةً بما يحدث منذ 30 عاماً حتى الآن.
واهتمت صحيفة "ديلي ميل" البريطانية بالتحدث عن أغلى تعاقد أبرمه كل فريق من فرق الدوري الإنجليزي الممتاز على حدى، وكانت البداية من أرسنال في التسلسل الأبجدي على النحو التالي..
أرسنال - ديكلان رايس: 105 ملايين جنيه إسترليني
كان الدولي الإنجليزي ذو الأصل الآيرلندي ديكلان رايس أحد أكثر لاعبي خط الوسط طلباً في عالم كرة القدم عندما انضم إلى أرسنال في صيف 2023.
بعد قيادته وست هام - نادي طفولته - إلى تحقيق لقب دوري المؤتمر الأوروبي على حساب فيورنتينا، ارتبط اسم ديكلان رايس بأندية مثل بايرن ميونيخ وتشيلسي، لكنه اختار الانضمام إلى أرسنال مقابل 105 ملايين جنيه إسترليني، لسد فجوة كبيرة في خط الوسط، وثبت نفسه كلاعب أساسي في ملعب الإمارات.
لم يحرز رايس أي لقب بعد، لكنه يبقى أحد أفضل لاعبي خط الوسط في أوروبا، مسجلًا تسعة أهداف في الموسم الماضي، وبرهن على أنه لاعب خط وسط دفاعي حقيقي.
سيتذكر مشجعو أرسنال ركلتيه الحرتين ضد ريال مدريد، واللتين كانتا ربما أفضل ليلة له على ملعب الإمارات، وفي سن السادسة والعشرين، لا يزال أمامه مجال للتطور.
أستون فيلا - أمادو أونانا: 50 مليون جنيه إسترليني
تألق الدولي البلجيكي أمادو أونانا مع إيفرتون وسرعان ما انتقل إلى أستون فيلا عام 2024، حيث اضطر فريقه السابق لبيعه لأسباب مالية.
لاعب خط الوسط البالغ 23 عاماً، بدأ الموسم بشكل رائع، حيث أثبت نفسه كلاعب أساسي في فريق كان ينافس على عدة جبهات.
لكن الإصابات المتفرقة حالت دون مواصلة تألقه، ولم يستعد مستواه بعد انتكاسة في نوفمبر.
بورنموث – إيفانيلسون: 40 مليون جنيه إسترليني
كان من المتوقع أن تكون مهمة استبدال دومينيك سولانكي في بورنموث صعبة، لكن برينتفورد كان لديه 65 مليون جنيه إسترليني للإنفاق، وكانوا على استعداد لإنفاق مبلغ كبير على مهاجم جديد.
قرر نادي بورنموث دفع مبلغ كبير للبرازيلي إيفاليسون قادماً من بورتو البرتغالي بمبلغ كبير مقارنة بإمكانات النادي.
برينتفورد - إيغور تياغو: 31 مليون جنيه إسترليني
احتاج برينتفورد إلى مهاجم رقم 9 جديد وكان لديه المال الكافي للإنفاق بعد بيع إيفان توني إلى الأهلي السعودي مقابل 40 مليون جنيه إسترليني.
كان السؤال يدور حول من سيكون الشريك الجديد لبرايان مبومو في الهجوم؟ تم اختيار البرازيلي إيغور تياغو لاعب كلوب بروج ليكون بديلاً لتوني.
قبل وصوله تعرض إيغور تياغو لإصابة في أربطة ركبته اليمنى في آخر مباراة له مع فريقه السابق كلوب بروج، ثم أصيب في غضروف الركبة خلال فترة ما قبل الموسم مع برينتفورد.
لم يظهر لأول مرة حتى نوفمبر، ثم أصيب بعدوى، ساعد صعود يوان ويسا في تخفيف الضغط عليه لاستعادة لياقته، لكنه لعب ثماني مباريات فقط حتى الآن ولم يسجل أي هدف مع فريق برينتفورد.
برايتون - جورجينيو روتر: 40 مليون جنيه إسترليني
دفع النوارس مبلغاً قياسياً لنادي ليدز عام 2024 للتعاقد مع جورجينيو روتر ولاعب خط وسط مهاجم وتم اعتبار ذلك مخاطرة كبيرة لبرايتون خاصة وأن أحد أفضل لاعبيهم - جواو بيدرو - كان يلعب في هذا المركز.
لكن هذا القرار كان مُجدياً، فرغم غيابه عن نهاية الموسم بعد تعرضه لإصابة في الكاحل في مارس، إلا أنه ساهم بثمانية أهداف قبل ذلك، وأصبح لاعباً محبوباً لدى جماهير النادي.
مع ارتباط اسم بيدرو بالرحيل، قد يُقدم روتر أداءً أفضل في الموسم المقبل، وربما يُثبت نفسه كصفقة رابحة.
بيرنلي - زكي أمدوني: 15.9 مليون جنيه إسترليني
قبل عامين صعد بيرنلي إلى الدوري الإنجليزي الممتاز، وقدم أداءً مميزاً بقيادة فينسنت كومباني.
أنفق الفريق حينها مبالغ طائلة لتدعيم صفوفه، ووصل زكي أمدوني من بازل السويسري عام 2023 على أمل أن يقود هجومه الفريق لكن الأمور لم تسر كما خطط لها - سواءً لبيرنلي أو أمدوني - حيث هبط الفريق مباشرةً بعد موسم مخيب للآمال في الدوري.
في ذلك الوقت سجل السويسري - المغربي خمسة أهداف في 34 مباراة بالدوري، ووجد نفسه أكثر مشاركةً مع الفريق مع تقدم الموسم.
بعد هبوط بيرنلي انضم إلى بنفيكا على سبيل الإعارة، وسجل سبعة أهداف في 24 مباراة، معظمها كبديل، بعد انتهاء تلك الإعارة فإنه سيعود إلى الفريق الإنجليزي.
تشيلسي - مويسيس كايسيدو: 115 مليون جنيه إسترليني
قبل قدوم فيرتز إلى ليفربول، كان كايسيدو صاحب أغلى صفقة انتقال في تاريخ كرة القدم البريطانية، ولكن ليس لفترة طويلة.
شعر الجميع بالدهشة عندما دفع تشيلسي عام 2023 مبلغاً ضخماً قدره 115 مليون جنيه إسترليني لضم مويسيس كايسيدو قبل عامين من برايتون.
في البداية، عانى كايسيدو وبدت الصفقة كارثية، لكن سرعان ما استقر مستواه، وأصبح الإكوادوري أحد أبرز لاعبي الدوري الإنجليزي الممتاز الموسم الماضي.
كريستال بالاس - كريستيان بنتيكي: 32 مليون جنيه إسترليني
في صيف 2016 انتقل بنتيكي إلى كريستال بالاس قادماً من ليفربول حيث عانى من فترة عصيبة في أنفيلد بعد تألقه مع أستون فيلا.
كان بنتيكي يأمل في استعادة بريقه حيث سجل 37 هدفاً في 177 مباراة مع كريستال بالاس.
رحل بعدها في عام 2022 لينضم إلى دي سي يونايتد في الدوري الأمريكي لكرة القدم.
إيفرتون - جيلفي سيغوردسون: 45 مليون جنيه إسترليني
انتقل جيلفي سيغوردسون إلى إيفرتون في أغسطس 2017 قادماً من سوانزي سيتي.
لم ينجح اللاعب البالغ حالياً من العمر 35 عاماً في إثبات جدارته مع إيفرتون رغم أنه أكثر من 150 مباراة مع النادي قبل أن يرحل عام 2023.
فولهام - إميل سميث رو: 35 مليون جنيه إسترليني
باعه أرسنال على إلى فولهام 2024، وبدأ مسيرته بشكل مذهل بعد أن وصفه ماركو سيلفا بأنه "صفقة تاريخية"، لكن مستواه تراجع، حيث سجل ستة أهداف في موسمه الأول.
ليدز - جورجينيو روتر: 35.5 مليون جنيه إسترليني
انتقل الفرنسي جورجينيو روتر إلى ليدز عام 2023 بمبلغ كبير وصل إلى35.5 مليون باوند، لكن الصفقة لم تكن في المكان والوقت المناسبين للاعب.
كان روتر لاعب وسط هجومي غير معروف، ووقع عقداً لمدة خمس سنوات ونصف في يناير 2023 مع ليدز، لكنه لم يُفلح في مساعدة الفريق الأبيض على البقاء، وهبط الفريق إلى الدرجة الثانية، بينما عانى روتر من نقص عدد دقائق اللعب.
مع ذلك لم يرحل فوراً، بل تحسّن مستواه في دوري الدرجة الأولى، وأثبت جدارته كلاعب يُعتمد عليه، وكان واحداً من أفضل اللاعبين قبل انتقاله إلى برايتون الصيف الماضي.
ليفربول – فلوريان فيرتز: 116 مليون جنيه إسترليني
قبل صفقة فيرتز القياسية كان نادي ليفربول قد دفع مبلغاً كبيراً للتعاقد مع داروين نونيز من بنفكيا عام 2022 مقابل 80 مليون باوند
كان جمهور ليفربول متحمسًا، وقارنوا المهاجم الأوروغوياني نونيز بإيرلينغ هالاند الذي انضم في نفس الفترة لمانشستر سيتي، بدأ نونيز بقوة، مسجلاً هدفاً في فوز ليفربول بدرع المجتمع على مانشستر سيتي، قبل أن تسوء الأمور قليلاً.
سجل نونيز 40 هدفاً في ثلاث سنوات مع نادي ليفربول.
مانشستر سيتي - جاك غريليش: 100 مليون جنيه إسترليني
يبدو أن مسيرة جاك غريليش مع مانشستر سيتي تقترب من نهايتها، تم استبعاد المهاجم من تشكيلة بيب غوارديولا لكأس العالم للأندية 2025 بعد أن طلب منه مدربه البحث عن نادٍ آخر.
كان غريليش اللاعب الأبرز في الدوري الإنجليزي الممتاز عندما انتقل من أستون فيلا إلى مانشستر سيتي في عام 2021، ليصبح أغلى لاعب إنجليزي على الإطلاق وهو رقم قياسي حطمه رايس الآن.
فاز غريليش بخمسة ألقاب رئيسية، بما في ذلك الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري أبطال أوروبا، لكن مستواه تراجع بشكل كبير في آخر موسمين، حيث لم يشارك أساسياً سوى سبع مرات العام الماضي.
مانشستر يونايتد - بول بوغبا: 100 مليون جنيه إسترليني
دفع فريق الشياطين الحمر مبلغاً قياسياً عالمياً حينها لاستعادة بول بوغبا من يوفنتوس عام 2016، وقضى 6 سنوات في يونايتد دون أن يُقدم ما كان منتظراً منه بالنظر إلى القيمة التي دُفعت لضمه.
قرر بوغبا العودة من جديد إلى يوفنتوس عام 2022، ولكن وقع في فخ المنشطات ليتعرض للإيقاف حتى الآن.
نيوكاسل - ألكسندر إيزاك: 63 مليون جنيه إسترليني
دفع نيوكاسل مبلغاً كبيراً لضم السويدي ألكسندر إيزاك في عام 2022 من ريال سوسيداد وربما تكون هذه الصفقة من أفضل الصفقات التي أبرمها النادي على الإطلاق.
سجل 21 و23 هدفاً في الدوري الإنجليزي الممتاز في الموسمين الماضيين على التوالي، ويستعد نيوكاسل لتمديد عقده خاصة أن الأندية الكبيرة الأخرى مازالت تراقبه على غرار نادي ليفربول.
سندرلاند – إنزو لو في: 19.3 مليون جنيه إسترليني
تعاقد سندرلاند نهائياً مع لاعب خط الوسط الفرنسي إنزو لو في قادماً من روما الإيطالي، مقابل صفقة قياسية للنادي، بعدما أسهم الموسم الماضي في صعوده مجدداً إلى الدوري الإنجليزي الممتاز لكرة القدم.
وكان ابن الـ 25 عاماً قد وصل في يناير 2025 إلى سندرلاند معاراً لمدة 6 أشهر، ولعب دوراً أساسياً في فوز سندرلاند بنهائي ملحق الصعود أمام شيفيلد يونايتد 2-1، ليُنهي هذا الفوز غياب دام 8 سنوات عن دوري أندية النخبة.
توتنهام - دومينيك سولانكي: 65 مليون جنيه إسترليني
بعد توقيعه مع توتنهام في 2024 قادماً من بورنموث سجّل دومينيك سولانكي 16 هدفاً في 45 مباراة مع النادي اللندني في موسمه الأول 9 منها في الدوري الإنجليزي الممتاز.
وجاءت خمسة أهداف في الدوري الأوروبي، مما ساعد فريق المدرب السابق أنجي بوستيكوغلو على إنهاء صيامه عن الألقاب الذي دام 17 عاماً.
كان سولانكي - وتوتنهام أيضاً - يأملان في تحقيق أداء تهديفي أفضل لكن موسمه تأثر بشدة بالإصابات.
وست هام - لوكاس باكيتا: 51 مليون جنيه إسترليني
يُعد لوكاس باكيتا أفضل لاعب في وست هام، وقد أثبت ذلك في أكثر من مناسبة منذ وصوله من ليون عام 2022.
سُجِّل اسمه في التاريخ بعد أن صنع هدف الفوز لجارود بوين في نهائي دوري المؤتمرات عام 2023، وكان بإمكانه الانتقال إلى مانشستر سيتي في ذلك الصيف. لكن المفاوضات انهارت عندما بدأ تحقيق في مزاعم انتهاكات قواعد المراهنات.
وُجِّهت إليه اتهامات من الاتحاد الإنجليزي لكرة القدم، لكنه ينفيها ويواصل النضال لتبرئة ساحته.
ولفرهامبتون - ماتيوس كونيا: 44 مليون جنيه إسترليني
انتقل البرازيلي ماتيوس كونيا هذا إلى مانشستر يونايتد هذا الصيف ليبدأ رحلة جديدة.
انضم كونيا إلى ولفرهامبتون أولاً على سبيل الإعارة عام 2023 ثم بعقد دائم من 2023 حتى 2025 بعدما دفع ولفرهامبتون أعلى مبلغ في تاريخه.
سجل البرازيلي 29 هدفاً في 83 مباراة بالدوري الإنجليزي الممتاز قبل رحيله، وكسب قلوب الجماهير.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربية
منذ 41 دقائق
- العربية
الهلال يبقي على آمال التأهل بالتعادل مع سالزبورغ
أبقى الهلال السعودي على آماله في التأهل إلى دور الستة عشر بكأس العالم للأندية بعد تعادله سلبياً مع رد بول سالزبورغ النمساوي، يوم الاثنين، في المباراة التي جمعتهما ضمن الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثامنة ببطولة المقامة في أميركا. وتساوى سالزبورغ مع ريال مدريد متصدر المجموعة بأربع نقاط، فيما رفع الهلال رصيده إلى نقطتين من تعادلين ليحتل المركز الثالث، بينما يتذيل باتشوكا المكسيكي الترتيب دون نقاط. وبات الهلال بحاجة إلى الفوز على باتشوكا فجر الجمعة، مقابل تحقيق اي من ريال مدريد وسالزبورغ الفوز في مواجهتهما، حتى يتأهل إلى دور الـ16، مع الإشارة إلى أن التعادل في المباراة الثانية وفوزه بفارق هدفين يؤهله أيضاً.


الرياض
منذ 41 دقائق
- الرياض
الهلال يتعادل سلبيا مع سالزبورغ بكأس العالم للأندية
تألق ياسين بونو حارس الهلال في الدفاع عن مرماه وأهدر زملاؤه عددا من الفرص في التعادل السلبي مع رد بول سالزبورغ النمساوي في الجولة الثانية من منافسات المجموعة الثامنة بكأس العالم للأندية لكرة القدم اليوم الأحد. وبهذا يرتفع رصيد سالزبورغ إلى أربع نقاط متساويا مع ريال مدريد في صدارة المجموعة بينما يصل الهلال إلى النقطة الثانية في المركز الثالث، فيما يتذيل باتشوكا المكسيكي الترتيب دون نقاط.


الشرق الأوسط
منذ 2 ساعات
- الشرق الأوسط
الأربعيني رونالدو المتوج بدوري الأمم: «من أجل البرتغال» لو اضطررتُ لكسر ساقي لفعلت!
في النهاية، لم يكن الطفل صاحب الميدالية الفضية هو مَن بكى... بل كان الرجل الأربعيني، غارقاً في دموع الفرح. وفقاً لشبكة «The Athletic»، سقط كريستيانو رونالدو على ركبتيه من شدة التأثر بعدما حسم روبن نيفيز اللقب لصالح البرتغال بركلة ترجيح حاسمة، مانحاً بلاده لقب دوري الأمم الأوروبية للمرة الثانية خلال 6 أعوام. سواء أحببته أم لا، فإن رونالدو يملك قدرة مغناطيسية على جذب البطولات، ولا شيء يمنحه سعادة أكبر من الاحتفال بالانتصار مع وطنه. هذا التتويج هو الثالث له بقميص البرتغال، وجاء في ليلة حملت مشهداً جانبياً لا يمكن تجاهله: المواجهة الرمزية بينه وبين النجم الإسباني الصاعد لامين يامال. المقارنات بين اللاعبين من أجيال مختلفة لطالما كانت محفوفةً بالصعوبات، لكن ماذا لو تقابَل نجمان من جيلين متباعدين على أرض الملعب نفسه؟ قال رونالدو عشية النهائي الذي أُقيم في ميونيخ: «واحد يدخل المشهد، والآخر يغادره. إذا أردتم رؤيتي جزءاً من جيل سابق، فلا بأس». الواقع يفرض هذه الرؤية حين ترى يامال على الملعب معه. فالصبي لا يتجاوز الـ17 عاماً، بينما يبلغ رونالدو الـ40 عاماً. والد يامال أصغر من رونالدو، ونجله كريستيانو جونيور - لاعب منتخب البرتغال تحت 15 عاماً - لا يبعد عن يامال سوى بـ3 سنوات فقط. فارق 23 عاماً بين لاعبَين في مباراة واحدة أمر غير مسبوق في هذا المستوى، حيث غالباً ما يكون مَن في عمر رونالدو قد اعتزل اللعب واتجه للتدريب، بينما لا يظهر مَن هم في عمر يامال سوى نادراً. ومع ذلك، لا شيء في مسيرة أي من اللاعبين يُمكن وصفه بـ«الاعتيادي». أحدهما يُعدُّ من أعظم مَن لامس الكرة («أنا الأفضل في التاريخ»، قال رونالدو لمراسل إسباني في فبراير/ شباط)، والآخر موهبة مراهقة يُرشَّح بالفعل للكرة الذهبية، في سن لا يُسمح له فيها قانوناً بقيادة سيارة في إسبانيا. صحيفة «ماركا» الإسبانية وصفت هذه المواجهة بعنوان لافت: «اصطدام مجرتين». لكن المفاجأة أن نجم الليلة لم يكن لا رونالدو ولا يامال، بل الظهير الأيسر نونو مينديز. لاعب باريس سان جيرمان والبرتغال قدَّم أداءً استثنائياً، سجَّل هدف التعادل الأول بتسديدة قوية، وصنع الثاني الذي حوَّله رونالدو إلى شباك إسبانيا، رافعاً رصيده إلى 138 هدفاً دولياً في 221 مباراة. وخلال المباراة، نجح مينديز في السيطرة الكاملة على يامال، لدرجة أن الأخير خرج مستبدَلاً بين شوطَي الوقت الإضافي، بعد أن أمضى وقتاً أطول في ملاحقة مينديز من العكس. منذ الدقيقة الرابعة، حين افتك رونالدو الكرة منه وأطلق هجمة برتغالية، بدا أن هذه الليلة لن تكون ليامال. لا حاجة إلى تشريح إخفاقه. فهو ما زال طفلاً. وربما بالغنا في توقعنا منه أن يُبهرنا في كل مباراة، كما فعل أمام فرنسا في نصف النهائي. لكن كرة القدم على هذا المستوى لا ترحم. وحذَّر رونالدو قبل المباراة: «دعوه ينمو... لا تضعوا عليه الضغط، حتى نتمكَّن من الاستمتاع بموهبته لسنوات طويلة». لكن السؤال الآن: إلى متى سنظل نستمتع برونالدو؟ منذ انتقاله إلى النصر السعودي في ديسمبر (كانون الأول) 2022، اختفى نسبياً عن رادارات كرة القدم الأوروبية. ومع ذلك، لا يزال عنصراً أساسياً في تشكيلة البرتغال، ويبدو أن مكانه سيبقى مضموناً حتى يقرِّر بنفسه المغادرة. أمام إسبانيا، لمس رونالدو الكرة 22 مرة فقط، وسدَّد مرة واحدة. بدا غائباً في أغلب فترات اللقاء. بل وحتى لحظة شعور المتابعين بأن الوقت قد حان لاستبداله، انطلقت هجمة من مينديز على الجانب الأيسر، أرسل عرضية لُعبت برأسية مقوسة، تابعها رونالدو بلمسة حاسمة في الشباك. لم يعد يملك سرعته السابقة، لكنه لا يزال يملك غريزة القاتل أمام المرمى. كان ذلك الهدف رقم 938 في مسيرته، رقم يكاد يكون خارج المنطق، ومدَّد به رقمه القياسي بوصفه أفضل هداف في تاريخ المنتخبات الوطنية. وقال رونالدو في مقابلة سابقة: «لم أرَ أحداً مثلي... الأرقام لا تكذب». لكن الحقيقة أن يامال هو الآخر لا يُشبه أحداً في سنه. هذه كانت مباراته الدولية رقم 21، ولديه 15 مساهمة مباشرة في الأهداف. أما مع برشلونة، فقد لعب 106 مباريات، سجَّل فيها 25 هدفاً وصنع 34. وللمقارنة، حين كان رونالدو بسنِّ يامال، لم يكن قد خاض بعد أي مباراة مع منتخب البرتغال، ولم يتجاوز عدد مشاركاته مع سبورتنغ لشبونة 16 مباراة. (وللمعلومة، ميسي لم يكن قد لعب مع الأرجنتين بعد في هذه السن). أرقام يامال خارجة عن المألوف، وإذا واصل على هذا المسار، فبحلول الأربعين... لا، لن نُسقط ربع قرن من التوقعات على مراهق تألق في موسمين. لكن مَن يدري؟ ربما يظل رونالدو وقتها يلعب مع البرتغال، ويُبعد غونزالو راموس عن التشكيلة، وهو في الـ63 من عمره. راموس دخل بدلاً من رونالدو في الدقيقة 88. القرار جاء من القائد نفسه، الذي سقط على الأرض في وسط الملعب، متألماً بعد أن استسلم جسده أخيراً. وقال رونالدو بعد المباراة: «كنت أشعر بالألم منذ فترة، وظهر الأمر في أثناء الإحماء... لكن من أجل المنتخب، لو اضطررت لكسر ساقي لفعلت. إنه لقب، كان عليّ أن أقاتل من أجله، وقد فعلت، وساعدت بهدف». ورغم كل ما يُقال عنه، فإن شغف رونالدو بالتسجيل والفوز لا يزال مشتعلاً. الفرح على وجهه في لحظة التتويج كان صادقاً... أشبه بفرح طفل. أما عن يامال، فقال عنه رونالدو لاحقاً: «إنه ظاهرة. سيفوز بكثير من الألقاب، وسيحظى بمسيرة طويلة». من الصعب الاختلاف مع هذا الرأي... لكن يبقى السؤال: هل سيفوز بها أيضاً وهو في سن الأربعين؟.