logo
عدوان ترامب على إيران: بين الاستعراض والهروب إلى الأمام

عدوان ترامب على إيران: بين الاستعراض والهروب إلى الأمام

الميادينمنذ 5 ساعات

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن تنفيذ هجوم وصفه بالناجح استهدف ثلاث منشآت نووية إيرانية رئيسية في "فوردو ونطنز وأصفهان" في وسط البلاد، وادعى ترامب بأن المنشآت النووية في المواقع الثلاثة قد جرى تدميرها بالكامل وبأن الهدف هو وقف قدرة إيران على تخصيب اليورانيوم، وأن العملية حققت "نجاحاً عسكرياً رائعاً"على حد وصفه، وأن هذه الضربات ستجبر إيران على إعادة تقييم موقفها، وأشار إلى أن الولايات المتحدة ستواصل متابعة الوضع عن كثب مع التركيز على تحقيق السلام كأولوية قصوى، واما رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو فقد هنأ حليفه ترامب على العملية مدعياً بأن السلام لا يأتي إلا بالقوة التي يجب أن تسبقه.
غير أن المعلومات المتوفرة حتى الآن عن نتائج تلك الضربات التي استهدفت المنشآت النووية الثلاث على الأرض لا توحي بهذا الحجم الواسع من التدمير و التأثيراللذين يدعيهما ترامب و يحتفل بهما مع إدارته وحليفه نتنياهو، لا بل إن التقارير الأولية والتسريبات المتوفرة التي بدأت تظهر للعلن توحي بأن الهجوم "الذي نفذ بواسطة طائرات B2 وصواريخ توماهوك التي انطلقت من الغواصات" يمكن وصفه بالعملية الإستعراضية التي لا يمكن قياس حجم نتائجها الحقيقية مقارنة بالضجة الإعلامية المثارة حولها من قبل واشنطن أولاً و "تل أبيب" ثانياً..
أكدت جميع التقارير الواردة من الداخل الإيراني وعلى وجه الخصوص من المناطق المحيطة بالمنشآت النووية المستهدفة بأن ما جرى لم يتعدَّ استهدافاً للمنشآت الخارجية للمفاعلات النووية مع التأكيد أن المنشآت الرئيسية الواقعة تحت الأرض لم تتعرض للتدمير ولم يطَلْها الاستهداف، ومن جانب آخر أكدت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أن فرقها وأجهزتها لم تسجل وقوع تلوث إشعاعي في المواقع المستهدفة ومحيطها، بينما أظهر فيديو مصور بثته وكالة فارس الإيرانية بأن محيط منشأة فوردو بحالة طبيعية، وأفاد سكان محليون بسماعهم أصوات انفجارات ضعيفة نسبياً لا ترقى لوصفها بالضربات الكبيرة، وأكدت وسائل إعلام إيرانية بأن حركة المرور بقيت في حالة طبيعية على الطرق بين المدن القريبة من المنشآت المستهدفة.. ولم تمض ساعات قليلة حتى بدأت وسائل الإعلام الأميركية وكذلك العديد من الخبراء في التشكيك بنتائج الهجمات وتاثيرها وفاعليتها على المنشآت النووية المستهدفة.
تشير كل تلك المعطيات الأولية إلى أن الهجوم الاميركي فشل تحقيق في الأهداف المعلن عنها ، وأن تلك الهجمات أقرب ما تكون إلى عملية استعراضية أكثر من كونها ذات قدرة تدميرية وفق ادعاءات الرئيس الأميركي ترامب .
إضافة إلى كل ما ذكر، فلقد بات معلوماً بأن السلطات الإيرانية قامت بنقل مخزون البلاد من اليوارنيوم المخصب بنسب متفاوتة إلى أماكن سرية آمنة وفق ما أعلن عنه مسبقاً عضو مجمع تشخيص النظام محسن رضائي، والأمر ذاته ينطبق على آلاف أجهزة الطرد المركزي الحديثة التي تمتلكها طهران واللازمة لعمليات التخصيب.
لا شك بأن الرئيس الأميركي ترامب الذي اجتمع مع مجلس الأمن القومي لعدة مرات كان قد حصل على تقييم دقيق للنتائج المحتملة لتلك الضربات قبل تنفيذها، وكان واضحاً بأنه ونتيجة لذلك التقييم المسبق قد تردد كثيراًً في اتخاذ قراره بالدخول المباشر في الحرب لمصلحة "إسرائيل"، وهو ما أكدته تصريحاته المتناقضة وخاصة في الأيام والساعات الأخيرة التي سبقت الهجمات، فما الذي دفعه إلى هذا العمل الجنوني الاستعراضي على الرغم من علمه المسبق بنتائجه الفاشلة؟
22 حزيران 09:25
22 حزيران 08:43
يمكن الحديث عن العديد من العوامل والأسباب التي دفعت ترامب للجوء إلى هذا الخيار على الرغم من المخاطر المحتملة المترتبة عليه :
أولاً ؛ فشل الضربة الأولى للعدوان الإسرائيلي المدعوم أميركياً على إيران في حسم الحرب من الساعات الأولى بعد أن تمكنت إيران من استيعاب الصدمة و الانتقال إلى حالة الهجوم .
ثانياً ؛ رفض إيران لدعوات ترامب للاستسلام والتخلي عن برنامجها النووي مهما بلغ حجم الأثمان التي ستدفعها في هذه المواجهة .
ثالثاً ؛ التطور النوعي و التدريجي للهجمات الإيرانية على "إسرائيل" بالصواريخ والمسيرات والتي حققت إصابات مباشرة ودقيقة لأهم المواقع العسكرية و الإستخبارية والأمنية والتكنولوجية الإسرائيلية، واستنزفت مخزون "إسرائيل" من الصواريخ الاعتراضية، إلى جانب العجز التكنولوجي لمنظومات الدفاع الجوي الإسرائيلية قي اعتراضها، وهو ما جعل "إسرائيل" مكشوفة بالكامل وتحت التهديد المباشر والحقيقي .
رابعاً ؛ التطور التدريجي في منظومات الدفاع الجوي الإيرانية في مواجهة الطائرات الإسرائيلية المتطورة وخاصة من الجيل الخامس F35 حيث أسقطت إيران عدة طائرات من هذا النوع وغيره.
خامساً ؛ فشل المخطط الأميركي الإسرائيلي لإسقاط النظام بعد أن تمكنت الأجهزة الإيرانية من كشف العديد من شبكات العملاء و التجسس في الداخل الإيراني، وبعد الالتفاف المذهل للشعب الإيراني بأطيافه كافة حول القيادة الإيرانية.
سادساً ؛ الخشية الأميركية الإسرائيلية من انتصار إيراني يغير ملامح الشرق الأوسط ويعيد رسم خرائطه الجيوسياسية و معادلات الاشتباك فيه.
سابعاً ؛ الضغط الكبير الذي يمارسه نتنياهو واللوبي اليهودي في الولايات المتحدة على ترامب من أجل التدخل العسكري المباشر لمصلحة "إسرائيل".
إن تلك العوامل مجتمعة أسهمت في خلق حالة من الاستعصاء العسكري و السياسي في وجه ترامب وحليفه نتنياهو، وإذا ما أضيفت إليها الخشية من رد إيراني مفاجئ يطال مصالح الولايات المتحدة في الإقليم ويهدد وجود "إسرائيل"، ولا يستثني حلفاء واشنطن الإقليميين ، لعل ذلك كله دفع بترامب للخروج من هذا الاستعصاء عبر اللجوء إلى الهجوم المباشر ولو بصيغة استعراضية على الرغم من عدم اليقين بنتائجه سواء العسكرية أم السياسية.
الأمر متروك الآن لإيران لتفسد الاحتفال بالنصر الوهمي الذي يدّعيه ترامب وحليفه نتنياهو، وبلا شك فإن الرد الإيراني سيكون حتمياً، لكن حجمه هو ما سيحدد إن كانت الحرب ستستمر بالوتيرة ذاتها أم تتصاعد، أم أنها ستتوقف قريباً، كما أن حجم الرد الإيراني سيشكل المؤشر الرئيسي على حجم الضرر الذي أصاب المنشآت النووية الإيرانية، فلطالما اعتمد الإيرانيون سياسة الرد المتوازن بالمثل.
أمام القيادة الإيرانية مروحة واسعة من الخيارات العسكرية و غير العسكرية والتي بدأتها بموجات صاروخية ثقيلة على "إسرائيل"، وبعض تلك الخيارات قد يحمل طابعاً إجرائيا وقانونياً يتعلق بعلاقة إيران بالوكالة الدولية للطاقة الذرية.
الآن ؛ وعلى الرغم من تحذيرات ترامب لإيران بأنه سيلجأ إلى التصعيد في حال ردت على تلك الاعتداءات، فإن الولايات المتحدة ستوعز إلى العديد من شركائها بضرورة التحرك سياسياً للتوصل إلى حل تفاوضي قبل أن تعود الأمور إلى الاستعصاء مجدداً نتيجة الرد الإيراني الحتمي، ربما أراد ترامب أن يفتح نافذة في جدار الاستعصاء، لكنه بكل تأكيد سيكتشف قريباً بأن الأمور تزداد سوءاً بوجهه في الميدان والسياسة، وفي الداخل الأميركي أيضاً.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

الهجوم الأميركي على إيران.. "لم يكن الأمر أبدًا مسألة ما إذا كان سيحدث ذلك بل متى"
الهجوم الأميركي على إيران.. "لم يكن الأمر أبدًا مسألة ما إذا كان سيحدث ذلك بل متى"

ليبانون 24

timeمنذ 21 دقائق

  • ليبانون 24

الهجوم الأميركي على إيران.. "لم يكن الأمر أبدًا مسألة ما إذا كان سيحدث ذلك بل متى"

ذكرت صحيفة "La Presse" الكندية أن "من بين المنشآت الايرانية الثلاث التي تعرضت للهجوم وهي نطنز، وأصفهان، وفوردو، يُعتقد أن الأخيرة هي الأكثر أهمية في تطوير الأسلحة النووية الإيرانية. وذكرت وسائل إعلام أميركية نقلا عن مصادر لم تسمها أن قاذفات من طراز "B-2" أقلعت ليلا من قاعدة في الولايات المتحدة وشاركت في الهجوم. وهذه الطائرات هي الوحيدة القادرة على حمل قنابل GBU-57 الخارقة للتحصينات والتي يمكنها ضرب المنشآت تحت الأرض مثل فوردو. وقال الرئيس الأميركي دونالد ترامب في رسالة إلى الأمة مساء السبت: "لقد تم تدمير منشآت التخصيب النووي الأساسية في إيران بالكامل". وتابع قائلاً: "على إيران، طاغية الشرق الأوسط ، أن تُحقّق السلام الآن. وإلا، ستكون الهجمات المستقبلية أشدّ وأسهل بكثير"." وبحسب الصحيفة، "في ساعة مبكرة من صباح الأحد، حذّر كبير الدبلوماسيين الإيرانيين من أن الهجمات الأميركية ستكون لها "عواقب أبدية". وأُطلقت بعد ذلك موجتان من الصواريخ من إيران. ودوّت صفارات الإنذار في تل أبيب، وسُمع دويّ انفجارات مدوية في القدس. وبهذه الهجمات، تنضم الولايات المتحدة إلى جهود إسرائيل التي تتبادل الضربات مع إيران منذ نحو عشرة أيام على أمل تدمير برنامجها النووي. وأشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بترامب خلال محادثة هاتفية. فبالنسبة له، مع هذا الهجوم على إيران، فإن الولايات المتحدة "لا مثيل لها". وقال ترامب بحماس: "نتنياهو وأنا نعمل كفريق واحد كما لم يعمل أي فريق آخر من قبل، وقد بذلنا جهدا كبيرا للقضاء على هذا التهديد الرهيب لإسرائيل"." وتابعت الصحيفة، "يوم الجمعة، أمهل الرئيس الأميركي إيران أسبوعين لوقف مساعيها للحصول على أسلحة نووية، مهددًا بضربات محتملة، لكنه في النهاية قرر المضي قدمًا قبل ذلك. وقال تشارلز فيليب ديفيد، أستاذ العلوم السياسية في جامعة كيبيك في مونتريال، "لم يكن الأمر أبدًا مسألة ما إذا كان سيحدث ذلك، بل مسألة متى سيحدث ذلك". وأضاف: "كان هناك استثمار ضئيل وثقة ضئيلة في الدبلوماسية ونتائجها المستقبلية. وبشكل عام، نشهد فشلاً ذريعاً للدبلوماسية". وأضاف: "لقد انتصر بنيامين نتنياهو وحقق ما أراد منذ لقائه الأخير بدونالد ترامب. أراد تدمير فوردو، لكن دون مساعدة أميركية، لم يكن ذلك ممكنًا. الآن لم يعد وحيدًا في هذه الحرب. قبل 22 حزيران لن يكون كما بعده"." وبحسب الصحيفة، "في إيران، لم تُقدّم إدارة الأزمات في محافظة قم أي تفاصيل حول الأضرار التي لحقت بمواقعها النووية. إلا أن منظمة الطاقة الذرية الإيرانية أكدت أنها "لن تُوقف" أنشطتها النووية، واصفةً القصف الأميركي بأنه "عمل بربري ينتهك القانون الدولي". وذهب رئيس الجمهورية الإسلامية مسعود بزشكيان إلى أبعد من ذلك الأحد، مهددا إسرائيل برد "أكثر تدميرا". وقال سامي عون، أستاذ العلوم السياسية في جامعة شيربروك الكندية: "إيران تتبنى نبرة تحدٍّ". وأضاف: "علينا أن نستعد لنقطة تحول. إما أن يرغب الإيرانيون بالعودة إلى طاولة المفاوضات مع الأميركيين ، وهو الخيار الأكثر تفاؤلاً، أو سنواجه تصعيداً سيكون كارثياً"." وتابعت الصحيفة، "لا تزال إيران بحاجة إلى القوة النارية الكافية لإلحاق ضرر حقيقي بالقوات الأميركية، إلا أن العقيد السابق في القوات المسلحة الكندية، ميشيل دبليو درابو، يشكك في ذلك. وقال: "هل يمتلكون فعلاً الأسلحة اللازمة لذلك؟ يبقى أن نرى. سنعرف ذلك في الساعات والأيام المقبلة. ولكن إذا بقي طريق دبلوماسي، فهو بلا شك الطريق الأمثل للجميع". وأضاف أن الولايات المتحدة ستنتظر هجومًا إيرانيًا مضادًا، إن وقع، قبل أن تشن هجومًا جديدًا. ووفقاً لديفيد، من المؤكد أن الجيش الأميركي سيكون مستعدًا "للرد"، فقد تم نقل أعداد كبيرة من القوات إلى قواعد عسكرية قريبة في الكويت والبحرين. ورغم أن النظام الإيراني ضعف "إلى حد كبير، وفقد احترامه وأُهين"، فإنه من السابق لأوانه الحديث عن سقوطه، كما قال عون".

الرد الروسي على ضرب إيران.. دبلوماسية على صفيح ساخن
الرد الروسي على ضرب إيران.. دبلوماسية على صفيح ساخن

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 23 دقائق

  • القناة الثالثة والعشرون

الرد الروسي على ضرب إيران.. دبلوماسية على صفيح ساخن

استنكرت روسيا بشدة الضربات الأميركية التي استهدفت منشآت نووية داخل إيران، معتبرة أنها "تصعيد خطير يعرض الاستقرار الإقليمي للخطر"، ودعت وزارة الخارجية الروسية إلى إنهاء الأعمال العدائية، والعودة إلى المسار السياسي والدبلوماسي. وفي مقابلة مع "سكاي نيوز عربية"، قال الكاتب والباحث السياسي يفغيني سيدروف من موسكو إن "روسيا لن تتدخل عسكرياً إلى جانب إيران، لكنها ستواصل تقديم الدعم السياسي والدبلوماسي، وستكثف تنسيقها مع دول حليفة في الملف النووي". وحذر سيدروف من تداعيات الضربة الأميركية على العلاقات الروسية الأميركية، قائلا: "بدأت تظهر مؤشرات على تطبيع محتمل بين موسكو وواشنطن، لكن هذه الضربة نسفت أي تقدم كان يمكن أن يتحقق"، لافتًا إلى أن التحرك الأميركي "قد يضر أيضًا بالملف الأوكراني، من خلال تحويل الدعم العسكري الغربي من كييف إلى إسرائيل". هجمات إيرانية بـ"صواريخ خيبر" واستنفار في إسرائيل أعلنت إيران تنفيذ الموجة العشرين من عملية "الوعد الصادق 3"، مستخدمة للمرة الأولى صواريخ "خيبر" بعيدة المدى. واستهدفت الضربات، بحسب طهران، مواقع حساسة في إسرائيل، بينها مراكز أبحاث بيولوجية ومواقع لوجستية وعسكرية. وقال مراسل "سكاي نيوز عربية"، فراس لطفي، إن الهجوم الإيراني الأخير كان "الأعنف منذ بداية التصعيد، وأدى إلى دمار واسع في مناطق جنوب تل أبيب"، مشيرًا إلى أن "الصواريخ أصابت نحو 10 مواقع حساسة، بعضها في محيط حيفا وتل أبيب، وأسفرت عن إصابة 15 شخصاً على الأقل، بينهم حالات خطرة". وأكد لطفي أن "الجيش الإسرائيلي لا يزال ينسق بشكل مكثف مع الجانب الأميركي، وأن حالة الطوارئ مستمرة، مع تعليمات صارمة للمواطنين بالبقاء في المنازل، وسط مخاوف من موجات قصف إضافية". إسرائيل ترد بغارات واسعة واستهداف للبنية التحتية في المقابل، شن الجيش الإسرائيلي سلسلة غارات على أهداف عسكرية في إيران، استهدفت مطارات ومنصات صواريخ ومقاتلات في غرب البلاد. وقال الجيش إنه دمر 8 منصات صاروخية، بينها 6 كانت جاهزة للإطلاق، كما استهدف طائرتين مقاتلتين في مطار دزفول، ومواقع في مطار أصفهان. وفي مداخلة من القدس، قال نضال كناعنة، محرر الشؤون الإسرائيلية في "سكاي نيوز عربية"، إن "الضربة الأميركية نُفذت بتنسيق مباشر مع إسرائيل، والجيش الإسرائيلي كان على اطلاع لحظة بلحظة داخل غرفة عمليات مشتركة مع الأميركيين". وأكد كناعنة أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو "لا يعتبر الضربة نهاية المواجهة، بل بداية لتورط أميركي أوسع في الصراع مع إيران"، مشيرًا إلى أن نتنياهو "سيسعى إلى البناء على هذه الضربة، لإقناع إدارة ترامب بمزيد من الضغط العسكري والسياسي على طهران". وأضاف: "بالنسبة لنتنياهو، كل تصعيد إضافي هو ذريعة لزيادة الضغط، سواء لإجبار إيران على التفاوض بشروط مشددة أو لاستمرار الهجوم بهدف إضعافها بالكامل". موسكو تلوح بأفكار سياسية لكنها تستبعد وساطة مباشرة ورداً على سؤال حول إمكانية أن تلعب موسكو دوراً وسيطًا في التهدئة، قال سيدروف إن "الرئيس فلاديمير بوتين لا يطرح وساطة رسمية، بل يقدّم أفكارًا لتخفيف التصعيد"، لكنه أقرّ بأن "فرص قبول هذه المقترحات من قبل طهران أو تل أبيب تبقى محدودة". وشدد سيدروف على أن روسيا "تتحرك بدافع من مصالحها الاستراتيجية، وليس بدافع الدفاع عن طرف ضد آخر"، مضيفًا: "أي تصعيد إضافي في الشرق الأوسط سيضر بمساعي روسيا لتحسين علاقاتها مع واشنطن، وسينعكس سلباً على التوازنات الدولية". نتنياهو يستثمر سياسيا.. وإسرائيل تراقب الرد الإيراني بحذر قال نضال كناعنة إن نتنياهو "يعتبر الضربة الأميركية ورقة سياسية مهمة"، وأضاف: "ليس هدفه فقط وقف البرنامج النووي الإيراني، بل جلب إدارة ترامب إلى معركة شاملة، أو على الأقل إلى مرحلة ضغط أقسى تُجبر طهران على التراجع". وأشار إلى أن "نتنياهو يرى في أي هجوم إيراني ذريعة لتعميق التدخل الأميركي"، محذّرًا من أن "إسرائيل قد تدفع ثمن هذا التورط إذا خرجت الأمور عن السيطرة". تشير التطورات إلى أن المنطقة أمام مرحلة شديدة الحساسية، حيث التصعيد بين إسرائيل وإيران بلغ مستويات غير مسبوقة، وسط مشاركة مباشرة من واشنطن، وتورّط إقليمي محتمل. وفي وقت لا تزال فيه أبواب التهدئة مفتوحة نظريًا، إلا أن الواقع الميداني وسقوط عشرات الصواريخ ينذر بأن "بوابة الحل" قد تتحول سريعًا إلى "بوابة الحرب"، إذا لم تتدخل القوى الكبرى بجدية لوقف الانحدار نحو مواجهة مفتوحة. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

كيف أقنع نتنياهو ترامب بضرب منشآت إيران النووية؟
كيف أقنع نتنياهو ترامب بضرب منشآت إيران النووية؟

القناة الثالثة والعشرون

timeمنذ 23 دقائق

  • القناة الثالثة والعشرون

كيف أقنع نتنياهو ترامب بضرب منشآت إيران النووية؟

انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... انضم الى اخبار القناة الثالثة والعشرون عبر خدمة واتساب... نقلت صحيفة جيروزاليم بوست نقلا عن مسؤول إسرائيلي كواليس محاولات رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر لإقناع الرئيس الأميركي دونالد ترامب بضرب المنشآت النووية الإيرانية. فمنذ بدأت إسرائيل مهاجمة المواقع النووية وأهداف أخرى داخل إيران قبل نحو أسبوع ونصف، يتبادل نتنياهو وترامب الحديث يوميًا تقريبًا. ووفقًا لمصادر إسرائيلية وأميركية، أُعجب ترامب، إلى جانب كبار المسؤولين الأميركيين، بنجاح إسرائيل. وقالت المصادر إنه "لولا إنجازات إسرائيل ونتائج عمليتها، لما فكر الرئيس الأميركي حتى بالانضمام إلى الضربة". وذكر المسؤول الإسرائيلي: "قبل 4 أيام، كانت هناك مكالمة هاتفية بين نتنياهو والرئيس الأميركي، وخلالها قال ترامب: لقد قررت شن ضربة". وأضاف: "في البداية، خطط ترامب فقط لقصف منشأة التخصيب في فوردو"، ثم لاحقا نجح نتنياهو وديرمر في إقناع ترامب باستهداف منشأة أصفهان أيضًا "لإنهاء المهمة". وكانت إسرائيل قد هاجمت بالفعل كلا الموقعين في الأسبوع الماضي. وقال المصدر الإسرائيلي: "ضرب الأميركيون مواقع داخل هذه المواقع كان من الصعب على إسرائيل الوصول إليها. ضربت الولايات المتحدة منطقة في أصفهان مخفية في سفح الجبل، حيث خزّن الإيرانيون اليورانيوم المخصب وبنى تحتية أخرى ذات صلة بالمجال النووي". مكالمة الخميس وبالإضافة إلى المكالمة الهاتفية بين نتنياهو وترامب، عُقدت الخميس الماضي مكالمة منفصلة بين نائب الرئيس الأميركي جيه دي فانس، ووزير الدفاع بيت هيغسيث، ومسؤولين أميركيين كبار آخرين مع نتنياهو وديرمر ووزير الدفاع يسرائيل كاتس ورئيس أركان الجيش الإسرائيلي الفريق إيال زامير. وأوضح المسؤول الإسرائيلي: "المكالمة التي عقدت بعد القرار الأميركي بشن ضربة، قدم الأميركيون خلالها عدة طلبات عملياتية من إسرائيل. وأضاف: "كان هناك تعاون كامل بين إسرائيل والولايات المتحدة بشأن الضربة الأميركية"، لافتا إلى أن "أميركا نفذت الضربة لكن إسرائيل زودتها بالمعلومات الاستخبارية وساهمت في نجاحها". وليل السبت، عقد نتنياهو مشاورات أمنية مع عدد من الوزراء، وأبلغهم بأن من المتوقع أن يضرب الرئيس الأميركي المواقع النووية الإيرانية، واستمر الاجتماع عدة ساعات حتى بدأت العملية الأميركية. وفي الأيام التي سبقت العملية، لجأت كل من إسرائيل والولايات المتحدة إلى تكتيكات الخداع لترك انطباع بوجود خلاف عميق بين البلدين بشأن ما إذا كانت الولايات المتحدة ستشارك في الضربة أم لا. وقال مصدر إسرائيلي لصحيفة واشنطن بوست إنه "حتى لو كان الإيرانيون على علم بقدوم الضربة، فلم يكن بوسعهم فعل أي شيء لمنعها". وبحسب مسؤولين إسرائيليين فإن الجزء الأكبر من البرنامج النووي الإيراني إما تم تدميره أو تعرضه لأضرار بالغة. انضم إلى قناتنا الإخبارية على واتساب تابع آخر الأخبار والمستجدات العاجلة مباشرة عبر قناتنا الإخبارية على واتساب. كن أول من يعرف الأحداث المهمة. انضم الآن شاركنا رأيك في التعليقات تابعونا على وسائل التواصل Twitter Youtube WhatsApp Google News

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store