logo
البرنامج النووي الإيراني.. من البداية إلى الضربات الأميركية

البرنامج النووي الإيراني.. من البداية إلى الضربات الأميركية

الوسطمنذ 4 ساعات

هل تسعى إيران إلى امتلاك السلاح النووي؟.. يؤرق هذا السؤال الذي شكّل السبب المعلن للضربات الإسرائيلية والأميركية على الجمهورية الإسلامية الأوساط السياسية الغربية منذ عقود، بينما تشدد طهران على الطابع السلمي لأنشطتها.
فيما يلي أبرز المحطات التي مر بها البرنامج النووي الإيراني حتى قصف الولايات المتحدة اليوم الأحد منشآت نطنز وأصفهان وفوردو، بعد أيام من بدء إسرائيل هجومًا على الجمهورية الإسلامية استهدف على وجه الخصوص مواقع عسكرية ونووية، وفقًا لوكالة «فرانس برس».
إيران تثير القلق
تعود أسس البرنامج النووي الإيراني الى أواخر الخمسينيات من القرن الماضي، عندما وقعت الولايات المتحدة اتفاقية تعاون مع الشاه محمد رضا بهلوي الذي كان حليفًا للغرب.
وفي العام 1970، صادقت إيران على معاهدة الحد من انتشار الأسلحة النووية التي تُلزم الدول الموقّعة عليها بكشف موادها النووية ووضعها تحت رقابة «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» التابعة للأمم المتحدة.
لكن الكشف مطلع القرن الحالي عن مواقع سرية في إيران أثار القلق. وتحدثت الوكالة في تقرير صدر في العام 2011 عن «معلومات موثوقة» بأن إيران قامت بأنشطة مرتبطة بتطوير جهاز تفجير نووي في إطار «برنامج منظم» للاستخدام العسكري قبل 2003.
بعد أزمة استمرت 12 عامًا ومفاوضات شاقة على مدى 21 شهرًا، جرى في 14 يوليو 2015 التوصل إلى اتفاق تاريخي في فيينا بين إيران والدول الخمس الدائمة العضوية في مجلس الأمن (الصين والولايات المتحدة وفرنسا والمملكة المتحدة وروسيا) وألمانيا.
ودخل الاتفاق المعروف رسميًا بـ«خطة العمل الشاملة المشتركة»، حيز التنفيذ في مطلع 2016، وأثار آمال الإيرانيين بخروج بلادهم من عزلتها الدولية.
وقدّم الاتفاق لطهران تخفيفًا للعقوبات الدولية المفروضة عليها، مقابل قيود صارمة على برنامجها النووي.
أميركا تنقض الاتفاق التاريخي
لكن ذلك لم يدم طويلًا؛ إذ أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب في العام 2018 انسحاب بلاده بشكل أحادي من الاتفاق، وإعادة فرض عقوبات صارمة على طهران.
يقول الباحث في المعهد الدولي للدراسات الإيرانية (رصانة) ومقره في السعودية، كليمان تيرم، إن الانسحاب الأميركي أدى إلى فك تدريجي لالتزام إيران ببنود الاتفاق النووي.
أضاف «شرعت البلاد ردًا على ذلك، في استراتيجية تصعيدية» بهدف الضغط على الدول الأطراف الأخرى لمساعدتها على الالتفاف على العقوبات. لكن كان ذلك دون جدوى وبتكلفة «اقتصادية باهظة».
وفي منشأتي نظنز وفوردو اللتين استهدفتهما ضربات أميركية الأحد، قامت إيران بتخصيب اليورانيوم حتى 60%، وهي نسبة أعلى بكثير من السقف الذي حدده اتفاق 2015 والبالغ 3.67%، علمًا بأن النسبة ما زالت أقل من 90% المطلوبة لتطوير رأس حربية نووية.
يشار إلى أن إيران رفعت نسبة التخصيب بداية إلى 5%، ولاحقًا إلى 20% و60% في العام 2021.
ونصّ اتفاق 2015 على أن يكون الحد الأقصى لمخزون إيران الإجمالي من اليورانيوم المخصّب 202.8 كلغ، غير أن المخزون الحالي يُقدر بـ45 مرة أكثر.
وفي صيف 2022، فشلت مفاوضات في فيينا بين طهران والأوروبيين في إحياء الاتفاق، وقلصت إيران من تعاونها مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية.
وبعد عودة ترامب إلى البيت الأبيض في مطلع 2025، استؤنفت المفاوضات النووية في أبريل الماضي بين واشنطن وطهران بوساطة سلطنة عمان.
لكن في حين أكّد الرئيس الأميركي «قرب» التوصل الى اتفاق «جيد»، وجرى تحديد موعد جولة سادسة من المفاوضات، شنت إسرائيل هجومًا واسعًا على عدوتها اللدود اعتبارًا من 13 يونيو الجاري، شمل خصوصًا مواقع عسكرية ونووية.
إيران ترد على الاتهامات
وفي مواجهة تنامي البرنامج النووي الإيراني، أعربت «الوكالة الدولية للطاقة الذرية» عن «قلقها الشديد» في تقرير أصدرته في نهاية مايو.
وقالت إن إيران هي الدولة الوحيدة غير النووية التي تُخصّب اليورانيوم بنسبة 60%، وتمتلك مخزونًا يسمح لها نظريًا بتصنيع أكثر من تسع قنابل.
ويستحيل حاليًا معرفة ما إذا كانت الضربات الإسرائيلية والأميركية قد قضت على هذا المخزون.
وأكد المدير العام للوكالة الدولية رافايل غروسي في مقابلة مع محطة «سي إن إن» الأميركية هذا الأسبوع أن منظمته لم تورد في تقريرها الأخير «أي دليل» يشير إلى أن إيران تعمل حاليًا على تطوير سلاح نووي، علمًا أنها عملية تتطلب خطوات معقدة عديدة.
في المقابل، تؤكد طهران دائمًا سلمية برنامجها وطابعه المدني. وتستند كذلك إلى فتوى من المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية آية الله علي خامنئي، يحرّم فيها استخدام أسلحة الدمار الشامل.
مع ذلك، طرح مسؤولون إيرانيون بشكل علني في السنوات الماضية أسئلة عن صوابية امتلاك مثل هذه الأسلحة في سياق التوترات المتزايدة في الشرق الأوسط.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

المبعوث الأميركي يدين الهجوم «الجبان» على كنيسة في دمشق
المبعوث الأميركي يدين الهجوم «الجبان» على كنيسة في دمشق

الوسط

timeمنذ 22 دقائق

  • الوسط

المبعوث الأميركي يدين الهجوم «الجبان» على كنيسة في دمشق

ندد المبعوث الأميركي الخاص إلى سوريا توم براك الأحد بالهجوم «الجبان» الذي استهدف كنيسة في دمشق وأسفر عن عشرين قتيلا على الأقل، مؤكدا أن الولايات المتحدة تواصل دعم الحكومة السورية. وكتب براك، وهو أيضا سفير الولايات المتحدة في تركيا، أن «هذه الأعمال الجبانة الرهيبة لا مكان لها في مجتمع التسامح والتعدد الجديد الذي ينسجه السوريون»، مضيفا عبر منصة «إكس»: «سنواصل دعم الحكومة السورية في نضالها ضد من يسعون إلى زرع عدم الاستقرار والخوف في بلدانهم والمنطقة برمتها»، وفق وكالة «فرانس برس». ماذا نعرف عن الهجوم الإرهابي في سورية؟ وفي وقت سابق، وأعلنت وزارة الداخلية السورية إن انتحاريًا ينتمي إلى تنظيم «داعش» أطلق النار داخل كنيسة «مار إلياس» في حي الدويلعة في العاصمة دمشق، ثم فجر نفسه بواسطة سترة ناسفة. وأسفر الهجوم الإرهابي عن وقوع 20 قتيلًا و52 جريحًا، وفق أحدث إحصائية صادرة عن وزارة الصحة السورية. وكانت حصيلة سابقة أوردها الدفاع المدني السوري أفادت بوقوع 15 قتيلًا. بدورن، أعلن وزير الداخلية السوري أنس خطاب مباشرة الفرق المختصة التحقيقات للوقوف على ملابسات الجريمة، مؤكدًا أن هذه الأعمال الإرهابية «لن توقف جهود الدولة السورية في تحقيق السلم الأهلي، ولن تثني السوريين عن خيار وحدة الصف في مواجهة كل من يسعى للعبث باستقرارهم وأمنهم».

بعد الضربات الأميركية على إيران.. غوتيريس يحذر من «دوامة لامتناهية» من الردود الانتقامية
بعد الضربات الأميركية على إيران.. غوتيريس يحذر من «دوامة لامتناهية» من الردود الانتقامية

الوسط

timeمنذ 38 دقائق

  • الوسط

بعد الضربات الأميركية على إيران.. غوتيريس يحذر من «دوامة لامتناهية» من الردود الانتقامية

حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس، الأحد، من «دوامة لامتناهية من الردود الانتقامية» في أعقاب الضربات الأميركية على إيران والتي اعتبرها «منعطفا خطيرا» في المنطقة. وقال غوتيريس خلال جلسة طارئة لمجلس الأمن الدولي: «لقد أدنت مرارا أي تصعيد عسكري في الشرق الأوسط. لا يمكن لشعوب المنطقة أن تتحمل دورة أخرى من الدمار. ومع ذلك، فإننا نخاطر بالوقوع في دوامة لامتناهية من الردود الانتقامية»، وفق ما نقلت عنه وكالة «فرانس برس». الولايات المتحدة تشن ضربات على المنشآت الرئيسية لتخصيب اليورانيوم وبعد أيام من الغموض بشأن إمكان التدخل إلى جانب «إسرائيل» في الحرب التي بدأتها في 13 يونيو، شنَّت الولايات المتحدة ضربات على المنشآت الرئيسية لتخصيب اليورانيوم في إيران، وهي نطنز وفوردو وأصفهان. وزعم الرئيس الأميركي دونالد ترامب في تصريح من البيت الأبيض أن الضربات الأميركية دمرت منشآت التخصيب النووي الرئيسية في إيران «بشكل تام وكامل»، وأضاف أن «على إيران المتنمرة في الشرق الأوسط، أن تصنع السلام الآن»، وإلا «ستكون الهجمات المستقبلية أكبر وأسهل بكثير». ولم يتضح بعد حجم الضرر الذي لحق بهذه المنشآت، وما إذا كانت الضربات قد أسفرت عن وقوع إصابات، فيما توعد الحرس الثوري الإيراني بجعل الولايات المتحدة «تندم» ردًا على الهجمات. وحذّر الحرس الثوري الإيراني الولايات المتحدة من أن «عدوان اليوم من النظام الإرهابي الأميركي دفع الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وفي إطار حقها المشروع في الدفاع عن النفس، إلى استخدام خيارات خارجة عن فهم وحسابات الجبهة المعتدية»، مؤكدًا أنه «يجب على المعتدين على هذه الأرض أن يتوقعوا ردودًا تجعلهم يندمون». وأفادت وكالة الأنباء الإيرانية «إرنا» بإطلاق 40 صاروخًا على «إسرائيل»، ما تسبب في أضرار جسيمة وإصابة 16 شخصًا بحسب خدمات الطوارئ الإسرائيلية.

إيران: 200 موقع في طهران تعرضت للقصف الإسرائيلي منذ بدء الحرب
إيران: 200 موقع في طهران تعرضت للقصف الإسرائيلي منذ بدء الحرب

الوسط

timeمنذ 3 ساعات

  • الوسط

إيران: 200 موقع في طهران تعرضت للقصف الإسرائيلي منذ بدء الحرب

أعلن محافظ طهران، اليوم الأحد، أن أكثر من 200 موقع في العاصمة الإيرانية تعرضت لضربات إسرائيلية منذ بدء الحرب قبل عشرة أيام. وقال محمد صادق معتمديان للتلفزيون الرسمي إن «أكثر من 200 موقع تعرضت لهجمات من قبل النظام الصهيوني الغاصب»، وأضاف المسؤول أن أكثر من 120 وحدة سكنية «دُمرت بالكامل»، فيما لحقت «أضرار» بـ500 وحدة أخرى. في المقابل أعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي، اليوم الأحد أن طائراته الحربية استهدفت «عشرات» المواقع في أنحاء إيران، من بينها للمرة الأولى موقع صواريخ بعيدة المدى في محافظة يَزد وسط البلاد. وزعم الجيش في بيان إن «نحو 30 طائرة حربية ضربت عشرات الأهداف العسكرية في أنحاء إيران»، بينها «مركز قيادة صواريخ الإمام الحسين الاستراتيجي في مدينة يَزد حيث جرى تخزين صواريخ خرمشهر البعيدة المدى». انفجار بمحافظة بوشهر في جنوب إيران سُمع دوي انفجار «ضخم»، في وقت سابق الأحد في محافظة بوشهر في جنوب إيران حيث تقع محطة لإنتاج الطاقة النووية، بحسب ما أفادت جريدة «شرق»، في اليوم العاشر من الحرب بين الجمهورية الإسلامية وإسرائيل. وأضافت «شرق» أن موقعين حول مدينة بوشهر «تعرضا لهجوم من النظام الصهيوني». كما أفادت بوقوع انفجار آخر في محافظة يزد (وسط). وكانت الوكالة الدولية للطاقة الذرية حذّرت الجمعة من أن أي هجوم مباشر على محطة بوشهر ستكون له عواقب «خطيرة»، إذ قد يؤدي إلى تسربات إشعاعية كبيرة. تعرضت منشآت التخصيب النووي في طهران لهجمات أميركية بعد سلسلة ضربات غير مسبوقة، ليل الأحد، اعتبرتها طهران تجاوزًا لـ«الخط الأحمر» من قبل واشنطن وحليفتها إسرائيل التي تواصل استهداف أراضي الجمهورية الإسلامية من اندلاع الحرب بينهما قبل عشرة أيام. الولايات المتحدة تشن ضربات على منشآت اليورانيوم وبعد أيام من الغموض بشأن إمكان التدخل إلى جانب «إسرائيل» في الحرب التي بدأتها في 13 يونيو، شنّت الولايات المتحدة ضربات على المنشآت الرئيسية لتخصيب اليورانيوم في إيران، وهي نطنز وفوردو وأصفهان. ولم يتضح بعد حجم الضرر الذي لحق بهذه المنشآت، وما إذا كانت الضربات قد أسفرت عن وقوع إصابات. وتوعد الحرس الثوري الإيراني بجعل الولايات المتحدة «تندم» ردًا على الهجمات.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store