
كيف تتوقع واشنطن الرد الإيراني والعوامل المؤثرة فيه؟
بعد العملية العسكرية الأميركية التي شنت، صباح أمس الأحد، لقصف ثلاثة مواقع نووية إيرانية والتي وصفها الرئيس الأميركي دونالد ترمب بأنها نجحت بصورة باهرة، وطرح على القادة في طهران أن يختاروا لإيران السلام أو الكارثة، ثم لوح بتغيير النظام في منشور له على "تروث سوشيال"، تتباين الرؤى في العاصمة الأميركية حول طبيعة الرد الإيراني المحتمل والخيارات التي قد يسلكها النظام هناك وما إذا كانت حكيمة أم متهورة، كما تتباين الرؤى حول ما ينبغي أن يكون عليه تعامل الولايات المتحدة مع الرد الإيراني. فما هي هذه الرؤى وما أوجه التباين بينها؟
ترمب وتغيير النظام
فيما ترتفع أخطار التصعيد وتبدو النتائج النهائية غير مؤكدة، يحاول الرئيس الأميركي الضغط على الإيرانيين عبر التلويح بتغيير النظام في طهران عقب الضربات الأميركية التي استهدفت أهم ثلاث منشآت نووية إيرانية نطنز وفوردو وأصفهان، فبعدما أرسل الأميركيون رسائل عدة عبر وسطاء إلى طهران بأن الولايات المتحدة لا تستهدف تغيير النظام، جاء منشور ترمب على منصته "تروث سوشيال"، الداعي إلى تغيير النظام إذا لم يكن قادراً على "جعل إيران عظيمة مرة أخرى"، ليثير علامات استفهام عن أهداف ترمب الحقيقية، وإن كان التفسير الأوضح هو أنه يهدد النظام بالتغيير إذا كان ينوي تصعيد الصراع ضد الولايات المتحدة.
صورة عبر الأقمار الاصطناعية تظهر مداخل الأنفاق المؤدية إلى مجمع فوردو النووي تحت الأرض قبل ضربها (ماكسار تكنولوجيز/ رويترز)
ولأن طبيعة الأخطار واحتمالات نتائجها الآن تعتمد على القرارات التي ستتخذ في طهران خلال الساعات والأيام المقبلة، يجد الرئيس ترمب أنه من المهم تصعيد التهديد والوعيد الذي بدأه في خطابه للشعب الأميركي عقب تنفيذ الضربات الجوية بطائرات "بي-2" الشبحية مباشرة حين توعد النظام الإيراني برد كاسح إذا ردت طهران ولم تلجأ للسلام.
في منطقة مجهولة
وبينما تتباين توقعات الباحثين والاستراتيجيين الأميركيين حول الرد الإيراني المحتمل، يعترف الجميع أن المنطقة والعالم في منطقة مجهولة تسيطر عليها حال من عدم اليقين، بينما يتعرض أفراد الخدمة العسكرية الأميركية والدبلوماسيين الأميركيين وعائلاتهم المتمركزين والمنتشرين في المنطقة لخطر أكبر هذه الأيام من أي وقت مضى منذ السابع من أكتوبر (تشرين الأول) 2023 في ظل عدم وضوح القرار الذي يمكن أن تتخذه القيادة الإيرانية.
وبحسب كارولين زيير نائبة رئيس موظفي وزير الدفاع الأميركي السابق لويد أوستن، فإن إيران سترد في المدى القريب، وربما تعمل بصورة مباشرة أو غير مباشرة على حث الميليشيات المدعومة منها على شن هجمات على القوات الأميركية في العراق أو سوريا أو الأردن من دون سابق إنذار، بينما يحتفلون بهدوء في موسكو وبكين، باحتمالية تزايد تورط الولايات المتحدة في الشرق الأوسط، وانتقال واشنطن من دورها في منع الصراعات الإقليمية والدفاع عن إسرائيل إلى دور مشارك في حرب ذات مسارات غير واضحة.
وعلى رغم تراجع إيران عسكرياً، وتدهور برنامجها النووي بصورة كبيرة، وربما تتراجع قواتها التقليدية أيضاً، فإن طهران لا تزال تحتفظ بمجموعة واسعة من الأدوات غير المتكافئة، ومن المرجح أن تحاول إعادة بناء برنامجها النووي وقدراتها التقليدية بمرور الوقت.
كأس السم
غير أن نائب مساعد وزير الدفاع الأميركي السابق ويليام ويشلر، يرى أن النظام الإيراني في وضع ضعيف للغاية، وعليه أن ينتهز هذه الفرصة الأخيرة لإنقاذ نفسه، إذ إن الخيارات الاستراتيجية للمرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي واضحة، وعلى رأسها أن "يتجرع كأساً مسمومة"، كما فعل سلفه الخميني لإنهاء الحرب الإيرانية - العراقية، وأن يتفاوض مباشرة وبسرعة مع ترمب لإنهاء الصراع.
ومع ذلك فإن هذا الأمر سيتطلب موافقة إيرانية على الامتناع نهائياً عن أي تخصيب على الأراضي الإيرانية، ناهيك بالسعي لامتلاك أسلحة نووية، ومن المحتمل أن يتضمن هذا الاتفاق أيضاً التزامات بتقييد سلوك إيران مع وكلائها في المنطقة، وفي المقابل ستطلب إيران من ترمب إعطاء إسرائيل ضوءاً أحمر حازماً وعلنياً ضد أي ضربات أخرى عليها.
سيكون هذا انتكاسة استراتيجية فادحة لإيران، ولكنه نتيجة مناسبة لسلسلة من القرارات غير الحكيمة والخطرة التي اتخذتها خلال العام ونصف العام الماضيين، ومن وجهة نظر ويشلر سيكون هذا قراراً ذكياً يتخذه المرشد الأعلى، حتى لو اضطر لمواجهة المتشددين داخل حكومته، وبخاصة أولئك الذين يحملون السلاح، إذ يوفر هذا الخيار أفضل فرصة للحفاظ على قبضة النظام الديني على الشعب الإيراني، الذي سيزداد بلا شك قلقاً وتوتراً بصورة مبررة في الأسابيع المقبلة.
رد رمزي
لكن آخرين يرون أن النظام في طهران لا يزال يعتقد أن أفضل خيار له هو رفض الاستسلام لإصراره على امتلاك برنامج نووي، واتهام الولايات المتحدة بالعدوان غير المبرر، والمراهنة على قدرة إيران على الصمود في وجه مزيد من الهجمات، ولهذا ربما تسعى إيران للرد على الولايات المتحدة بصورة رمزية، نظراً إلى احتمالية رد أميركي واسع النطاق.
ويعود هذا الرد الرمزي إلى أن النظام الإيراني راهن بجزء كبير من هويته على الحفاظ على مشروعه النووي وتطويره، وربما يشعر بأنه سيفقد هيبته أمام شعبه إذا وافق على شروط واشنطن لامتلاك برنامج نووي مدني، كما أنه من المرجح أن طهران تعتقد أن ضغط دول الخليج والأوروبيين والمجتمع الدولي الأوسع، الذين أعربوا جميعاً عن مخاوفهم من احتمال نشوب حرب إقليمية، سيتراكم سريعاً على واشنطن لوضع حد للهجمات الأميركية والإسرائيلية.
ويتفق المسؤول السابق في الاستخبارات الوطنية لشؤون الشرق الأدنى، جوناثان بانيكوف في أن إيران قد تشن ضربة تهاجم فيها قواعد أميركية في المنطقة، ولكن بقصد إحداث تأثير محدود، مما سيمكن النظام الإيراني من الادعاء بأنه رد، ودافع عن بلاده، ووقف في وجه الولايات المتحدة، مما قد يدفع بدوره إلى استئناف الحوار الدبلوماسي.
كما يعد كلارك كوبر مساعد وزير الخارجية الأميركي السابق للشؤون السياسية والعسكرية أن النظام الإيراني لا يملك بعد هذه الضربة الحاسمة على المنشآت النووية الإيرانية، سوى خيارات رد فعالة قليلة، بعدما تراجعت قدرات وكلائه مثل "حماس" و"حزب الله" والحوثيين. حتى رد النظام الإيراني نفسه أصبح محدوداً، إذ يقتصر إعلانه أن كل أميركي في الشرق الأوسط هدف على المنطقة.
مسار التصعيد
المسار المحتمل الآخر هو أن يحدد النظام الإيراني أن الضربات الأميركية، والتهديدات المستمرة التي أطلقها ترمب لإيران خلال خطابه والتلويح بقدرته على تغيير النظام، ستجبره على شن هجوم كبير ضد أفراد ومصالح أميركية، وهذا من شأن ذلك أن يؤدي إلى دوامة تصعيدية من الهجمات والهجمات المضادة، مما قد يؤدي إلى حرب إقليمية.
وعلى رغم أن القدرات العسكرية الإيرانية متداعية، لكنها لم تنقرض بعد بحسب بانيكوف، وإذا كانت إيران قلقة من أن نظامها معرض للخطر، سواء من الولايات المتحدة أو إسرائيل، أو من أنه إذا لم يقدم رداً قوياً بصورة كافية، فسيخسر دعم مؤيديه عموماً، فيمكن توقع أن تسلك طهران مسار التصعيد، وإن فعلت ذلك، فقد تسعى إلى فقط إلى استغلال وكلائها في الشرق الأوسط لمهاجمة مصالح وأفراد أميركيين، بل قد تنفذ أيضاً هجمات غير متكافئة وهجمات إرهابية ضد أهداف إسرائيلية أو يهودية أو أميركية حول العالم.
ويعترف ويليام ويشلر بأن سجل طهران الحافل بالممارسات الاستراتيجية الخطأ، ينذر بتصعيد الصراع أكثر، وقد يشمل ذلك بصورة مباشرة أو من خلال وكلائها المتبقين، استهداف القوات الأميركية في المنطقة، أو الشحن في مضيق هرمز، أو ممارسة عمليات إرهابية ضد الأميركيين حول العالم، وهو سيناريو مريع للغاية، إذ لا تزال إيران تمتلك آلاف الصواريخ قصيرة المدى التي لا تصل إلى إسرائيل، لكنها قد تهدد القوات الأميركية في الخليج.
تداعيات التصعيد
إذا لجأت إيران لتصعيد كبير على نطاق واسع اعتقاداً منها بأنها ستردع تكرار الهجمات الأميركية والإسرائيلية عليها، فإن النتيجة المتوقعة لهذا الخيار هي توسيع الولايات المتحدة وإسرائيل حملتهما الجوية لتستهدف القدرات العسكرية الإيرانية الأوسع، وقيادتها السياسية، وشبكتها الكهربائية، ورموز قوة النظام.
وإذا استمر الصراع لفترة أطول، فمن المحتمل بدرجة كبيرة توسيع الهجمات إلى أهداف إيرانية في قطاعي الطاقة والاقتصاد، وسيكون من السهل، تخيل الدمار المريع الذي سيصيب إيران في هذا السيناريو، ومن شبه المستحيل أن ينجو النظام مثلما يهدد الرئيس ترمب، وما سيخلفه أمر لا يمكن التنبؤ به إلى حد كبير في هذه المرحلة.
لا حرب إقليمية
لكن بينما يخشى كثر من حرب إقليمية أوسع، بل وحتى حرب عالمية ثالثة، يستبعد مدير مركز "سكوكروفت" للاستراتيجية والأمن التابع للمجلس الأطلسي في واشنطن ماثيو كرونيغ ذلك مؤكداً أن هذا لن يحدث لأن خيارات إيران الانتقامية محدودة، وهي تخشى حرباً كبرى مع الولايات المتحدة، وحتى لو أطلقت إيران ضربات صاروخية رمزية، فمن المتوقع أن تهدأ الأزمة سريعاً، كما حدث مع غارات ترمب على الجنرال الإيراني قاسم سليماني عام 2020.
كما أن ما يتوقعه البعض من أن تغضب إيران وتضاعف جهودها لإعادة بناء قنبلة نووية، يبدو أمراً غير منطقي بعدما أصبحت منشآتها النووية كومة من الأنقاض، وعلى الأرجح لن تعيد بناءها بعدما أنفقت مليارات الدولارات وعقوداً من الزمن فقط لتجلب على نفسها عقوبات اقتصادية وحرباً مدمرة مع أقوى دولة في العالم، وحتى لو كررت إيران هذا الخطأ، وأعادت بناء نفسها، يمكن ضربها مرة أخرى، إذ ظل البرنامج النووي الإيراني يمثل أحد أخطر التهديدات للسياسة الخارجية الأميركية لأكثر من عقدين، والآن بعد تدميره، قد يكون هذا أكبر إنجاز للسياسة الخارجية الأميركية منذ نهاية الحرب الباردة بحسب كرونيغ.
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
مخرج دبلوماسي لإيران
من المرجح أن ينظر النظام الإيراني إلى خطاب الرئيس ترمب على أنه تهديد آخر، وليس فرصة للدبلوماسية، ومن غير المرجح أن تعتقد إيران أنها تستطيع ببساطة الاستسلام للولايات المتحدة، نظراً إلى أن المتشددين في النظام الإيراني قد يعدون مثل هذا القرار غير مناسب، لذا ربما تعمل واشنطن أيضاً عبر قنوات خلفية لتوفير مخرج دبلوماسي لإيران يحفظ ماء وجهها، لأنه في غياب مبرر يجعل رد فعل إيران أقل وطأة، قد ينتصر المتشددون في النظام الإيراني في نهاية المطاف، مما قد يؤدي إلى نتيجة أشد خطورة.
ويرى سفير الولايات المتحدة السابق لدى إسرائيل، ونائب مساعد وزير الدفاع السابق لسياسة الشرق الأوسط دانيال شابيرو أن الضربات الأميركية من شأنها أن تتيح مخرجاً لإنهاء الحرب بين إسرائيل وإيران المستمرة منذ 10 أيام، حيث ستكون هناك حاجة إلى دبلوماسية فعالة وفورية، بدعم من شركاء إقليميين مثل عمان وقطر، لجعل كلا الجانبين يدرك أن هذه الحرب قد وصلت إلى نهايتها.
وبمجرد توقف الأعمال الحربية، ينبغي على الولايات المتحدة البدء بجهد دبلوماسي متجدد لضمان تخفيف العقوبات عن إيران إذا التزمت بعدم إحياء برنامجها النووي، ووقف دعمها للميليشيات التابعة لها، ووضع قيود على برنامجها الصاروخي الباليستي.
ومع ضعف القيادة الإيرانية، قد تكون هذه التنازلات سبيلها الوحيد لإنقاذ النظام من الانهيار، وسيتعين على الشعب الإيراني أن يقرر ما إذا كان النظام، الذي لم يجلب لإيران سوى الخراب، قد وصل إلى لحظة الحقيقة.
حرب استنزاف من دون أميركا
غير أن كبير الباحثين في برامج الشرق الأوسط بـ"المجلس الأطلسي" داني سيترينوفيتش حذر من أن الضربة الأميركية التي تهدف إلى إنهاء الحملة العسكرية ضد إيران قد توسع نطاقها، وعلى رغم أن الهجوم الأميركي غير المسبوق على فوردو ونطنز وأصفهان يهدف إلى إعادة إيران إلى طاولة المفاوضات بشروط ترضي الولايات المتحدة، فإنه من المشكوك فيه جداً أن تخضع إيران لشروط الولايات المتحدة، التي تشدد على حظر تخصيب اليورانيوم على الأراضي الإيرانية.
وبينما يأمل ترمب أن ينهي هذا الهجوم الحملة العسكرية ضد إيران، فإنه يثير احتمال اتساع نطاق الحملة، تبعاً للرد الإيراني، وإذا كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يأمل في أن يؤدي الهجوم الأخير إلى تدخل أميركي كبير في تحقيق هدف إطاحة النظام الإيراني، وألا يقتصر التدخل الأميركي على فوردو ونطنز وأصفهان، تكمن مشكلة نتنياهو في أنه إذا لم يوسع ترمب نطاق العملية، ولم توافق إيران على الامتثال لإملاءات الإدارة، فقد تنزلق إسرائيل إلى حرب استنزاف مع إيران، مع وقوف الولايات المتحدة مكتوفة الأيدي ورفضها الانضمام إلى طموحات نتنياهو لتوسيع نطاق الحملة.
سؤال بلا إجابة
لكن يتبقى سؤال لا يزال من دون إجابة وهو هل تم تدمير البرنامج النووي الإيراني حقاً؟ إذا كان الأمر كذلك، فلن تكون هناك حاجة إلى شن ضربات أخرى على المواقع المرتبطة بهذا البرنامج، كما يأمل ترمب، ولكن إذا اتضح أن الضربات لم تكن فعالة تماماً، أو أن إيران نقلت أجزاء من برنامجها النووي، أو أن لديها مواقع نووية سرية، فمن غير المرجح أن تكون هذه هي نهاية هذه الضربات كما كان يعتقد ترمب.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


مباشر
منذ 20 دقائق
- مباشر
القصف الأمريكي على إيران يثير مخاوف باضطرابات في مضيق هرمز
مباشر- أجج الهجوم الأمريكي على مواقع نووية رئيسية في إيران مطلع الأسبوع المخاوف من احتمال تعطل حركة الملاحة في مضيق هرمز. تعهدت إيران بالدفاع عن نفسها بعد يوم واحد من إلقاء الولايات المتحدة قنابل خارقة للتحصينات زنة 30 ألف رطل فوق الجبل الذي يضم منشأة فوردو النووية الإيرانية. ولم تنفذ طهران حتى الآن تهديداتها بالرد على الولايات المتحدة سواء باستهداف القواعد الأمريكية في المنطقة أو بمحاولة تقويض إمدادات النفط العالمية. لكن بنك جولدمان ساكس قال في مذكرة، الأحد، إن التوقعات تشير إلى احتمال بنسبة 52% أن تغلق إيران مضيق هرمز خلال 2025، مستندا إلى بيانات من بولي ماركت. وقال جولدمان ساكس "رغم أن الأحداث في الشرق الأوسط لا تزال غير مستقرة، نتوقع محفزات اقتصادية قوية لدول من بينها الولايات المتحدة والصين للحيلولة دون تعطيل طويل الأمد وضخم لمضيق هرمز". يمر ما يقرب من ربع شحنات النفط العالمية عبر المضيق الذي تشترك فيه إيران مع سلطنة عمان والإمارات. وقال تلفزيون برس تي.في الإيراني أمس إن القرار النهائي بشأن إغلاق مضيق هرمز بعد القصف الأمريكي متروك للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني، وذلك بعد أن أفادت تقارير بأن البرلمان أيد هذا الإجراء. وقال نيل روبرتس رئيس قسم الملاحة البحرية والجوية لدى لويدز ماركت أسوسييسن إن التصرف الأمريكي زاد من احتمالات أن ترد إيران أو الحوثيون ضد أهداف ذات صلة. وبالنظر إلى "الانخفاض الملحوظ" في عدد السفن الغربية في البحر الأحمر، قال روبرتس إن ضرب أهداف في مضيق هرمز قد يكون أكثر رجحانا. وأضاف "غير أن هناك اعتقاد لدى الغالبية أن هناك حدود على ما ستفعله إيران أو يمكنها فعله في مضيق هرمز بسبب مصالحها الشخصية في ظل اعتماد الكثير من الدول على المضيق". وقالت ثلاثة مصادر رفيعة في القطاع البحري إن علاوات مخاطر الحرب في منطقة الخليج بلغت نحو 0.2 بحلول 18 يونيو حزيران.


رواتب السعودية
منذ 20 دقائق
- رواتب السعودية
بعد الضربة الأمريكية.. هل سقط المشروع النووي الإيراني؟
نشر في: 23 يونيو، 2025 - بواسطة: خالد العلي جاء القصف الأمريكي لـ3 منشآت نووية إيرانية، فجر أمس، ليثير موجة من التساؤلات بشأن مصير المشروع النووي الإيراني، وكيف تؤثر تلك الضربات على البرنامج النووي لطهران، بين تأكيد أمريكي أن البرنامج قضي عليه بالكامل، جاء رد الفعل في طهران ليؤكد أن الأضرار ليست كبيرة. البرنامج النووي لطهران استهدفت الضربات الأمرميكية ثلاث منشآت نووية رئيسية في إيران، هي فوردو معمل التخصيب العميق شديد التحصين، ونطنز المركز الصناعي الرئيسي لتخصيب اليورانيوم، وأصفهان موقع تحويل اليورانيوم وإنتاج الوقود النووي. وأكد عوزي أراد، مستشار الأمن القومي الإسرائيلي الأسبق، رسميًا أن منشأة ..فوردو.. الإيرانية الحساسة قد أصبحت خارج الخدمة بعد الضربات الأمريكية. من جانبه، أكد وزير الدفاع الأمريكي، بيت هيغسيث، أن الضربات ..حققت نجاحًا باهرًا وساحقًا..، مشيرًا إلى أن ..تنفيذها استغرق شهورًا وأسابيع من التخطيط..، موضحا أن الضربة الأمريكية ..قضت على طموحات إيران النووية… فيما قالت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، وفقًا لوسائل إعلام إيرانية، إن المواقع النووية التي تعرضت للهجمات الأخيرة سيعاد بناؤها بسرعة، مؤكدة أن الأنشطة النووية الإيرانية لن تتوقف، بل ستُستأنف بقوة أكبر. وأضافت هيئة الطاقة الذرية الإيرانية، وفقًا لوسائل إعلام إيرانية، إن المواقع النووية التي تعرضت للهجمات الأخيرة سيعاد بناؤها بسرعة، مؤكدة أن الأنشطة النووية الإيرانية لن تتوقف، بل ستُستأنف بقوة أكبر. فيما نقلت وكالة ..مهر.. الإيرانية للأنباء، عن محمد منام رئيسي، نائب في مجلس الشورى الإيراني، تأكيده أنه: ..بناءً على معلومات دقيقة، أستطيع أن أؤكد أنه خلافًا لادعاءات الرئيس الأمريكي الكاذب، لم تتضرر منشأة فوردو النووية بشكل خطير، وأن معظم الأضرار التي لحقت بها كانت على الأرض فقط، ويمكن إصلاحها… وأضاف: ..أؤكد بثقة أن ما كان يمكن أن يُشكل خطرًا على الناس قد أُخلي مسبقًا، ولله الحمد، لم تُسجل أي إشعاعات نووية… قصف جديد على فوردو أعلن المتحدث باسم لجنة إدارة الأزمات في محافظة (قم) الإيرانية مرتضى حيدري،تعرّض منشأة فوردو النووية لهجوم جديد شنّته إسرائيل، وذلك في استمرار لهجماتها على المنشآت الحيوية الإيرانية. وفي تصريح وفقا لوكالة (تسنيم) الإيرانية للأنباء، اليوم الاثنين، أكد أن إسرائيل نفّذت قبل لحظات هجومًا جديدًا استهدف موقع فوردو النووي، مؤكدًا أن الجهات المختصة تتابع الوضع عن كثب. وأعلن جيش الاحتلال الإسرائيلي عن تنفيذ ضربات جوية، اليوم لقطع طرق الوصول إلى موقع فوردو الإيراني، على حد قوله. الوكالة الدولية تكشف التأثير ومن جانبه، قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل جروسي، اليوم الاثنين، إن موقع فوردو، تعرض لأضرار مرئية تشمل حفرًا ناجمة عن استخدام ذخائر خارقة للتحصينات، موضحا أنه لم تتمكن الوكالة من تقييم الضرر تحت الأرض حتى الآن، لكن يرجح وقوع أضرار كبيرة في أجهزة الطرد المركزي الحساسة. وأضاف أنه في أصفهان، أُصيبت مبانٍ إضافية، من بينها منشآت مرتبطة بعملية تحويل اليورانيوم، كما تم استهداف مداخل أنفاق تُستخدم لتخزين المواد المخصبة، باستخدام صواريخ كروز، حسبما أكدت الولايات المتحدة. أما في نطنز، أكد أن منشأة تخصيب الوقود تعرضت لهجوم بذخائر خارقة للتحصينات أيضًا، بناءً على تأكيدات أمريكية. وأشار إلى أن إيران أبلغت الوكالة بعدم تسجيل أي زيادة في مستويات الإشعاع خارج هذه المواقع، وأن الوضع في المنشآت الأخرى لم يتغير منذ آخر تقارير الوكالة، كما لم ترد أي تقارير عن هجمات إضافية منذ صباح الأحد. ردود الفعل الإيرانية دعا مستشار بارز للمرشد الإيراني إلى توجيه ضربات صاروخية مباشرة على السفن الحربية الأميركية، وإغلاق مضيق هرمز، في واحدة من أكثر الدعوات الإيرانية حدة منذ بدء التصعيد. المصدر: عاجل


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
إيران تتمسك بورقة إنهاء الحرب وتوسيع نطاق أهدافها
قالت إيران اليوم الإثنين، إن الهجوم الأميركي على مواقعها النووية وسع نطاق الأهداف المشروعة لقواتها المسلحة، ووصفت الرئيس الأميركي دونالد ترمب "بالمقامر" لأنه انضم إلى الحملة العسكرية التي تشنها إسرائيل على الجمهورية الإسلامية. وتعهدت طهران الدفاع عن نفسها أمس الأحد، بعد يوم واحد من انضمام الولايات المتحدة إلى إسرائيل في أكبر عمل عسكري غربي ضد إيران. وفي حين واصلت إيران إطلاق الصواريخ على إسرائيل، غير أنها لم تتخذ بعد أي إجراء ضد الولايات المتحدة نفسها، سواء عبر استهداف القواعد الأميركية أو عرقلة 20 في المئة من شحنات النفط العالمية التي تمر قرب سواحلها عبر مضيق هرمز. وذكر المتحدث باسم مقر خاتم الأنبياء العسكري المركزي في إيران إبراهيم ذو الفقاري، أن على الولايات المتحدة أن تتوقع عواقب وخيمة على أفعالها. وأضاف ذو الفقاري باللغة الإنجليزية في نهاية بيان مصور مسجل "سيد ترمب، المقامر، قد تبدأ هذه الحرب، لكننا من سينهيها". تبادلت إيران وإسرائيل الضربات الجوية والصاروخية في وقت يترقب فيه العالم اليوم الإثنين رد طهران على الهجوم الأميركي على مواقعها النووية. أكدت إدارة ترمب مراراً أن هدفها هو تدمير البرنامج النووي الإيراني فحسب، وليس شن حرب أوسع، لكن في منشور على وسائل التواصل الاجتماعي، أمس الأحد، تحدث ترمب صراحة عن إطاحة الحكام الدينيين المتشددين الذين كانوا أعداء واشنطن الرئيسين في الشرق الأوسط منذ الثورة الإيرانية عام 1979، وقال "ليس من الصواب سياسياً استخدام مصطلح 'تغيير النظام'، لكن إن لم يكن النظام الإيراني الحالي قادراً على جعل إيران عظيمة مرة أخرى فلم لا يكون هناك تغيير للنظام؟". وقال خبراء، إن صور أقمار اصطناعية تجارية تشير إلى أن الهجوم الأميركي على محطة فوردو النووية الإيرانية ألحق أضراراً بالغة وربما دمر الموقع وأجهزة الطرد المركزي لتخصيب اليورانيوم التي كان يضمها، لكن لا يوجد تأكيدات. وقال ترمب، "لحقت أضرار جسيمة بجميع المواقع النووية في إيران"، وكتب على منصته "تروث سوشيال"، "وقعت أكبر الأضرار على عمق كبير تحت مستوى سطح الأرض". مزيد من الهجمات الإسرائيلية لم تواجه الغارات الجوية الإسرائيلية على إيران مقاومة تذكر من الدفاعات الإيرانية منذ أن شنت إسرائيل هجومها المفاجئ في الـ13 من يونيو (حزيران) الجاري، الذي تسبب في مقتل كثير من كبار القادة الإيرانيين. أعلن الجيش الإسرائيلي اليوم الإثنين، أن نحو 20 طائرة نفذت موجة من الضربات الجوية على أهداف عسكرية في غرب إيران وطهران خلال الليل، وفي كرمنشاه غرب إيران استهدفت البنية التحتية للصواريخ والرادار، وأصيبت منصة إطلاق صواريخ أرض-جو في طهران. وذكرت وكالات أنباء إيرانية أنه تم تفعيل الدفاعات الجوية في مناطق وسط طهران وأن الضربات الجوية الإسرائيلية أصابت بارشين وهو موقع مجمع عسكري جنوب شرقي العاصمة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وتقول إيران إن أكثر من 400 شخص قتلوا في الهجمات الإسرائيلية، معظمهم من المدنيين، لكنها لم تنشر سوى صور قليلة للأضرار منذ أيام القصف الأولى، وأخليت طهران، المدينة التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة، إلى حد بعيد، بعدما نزح السكان إلى الريف هرباً من الهجمات. وأدت الضربات الصاروخية الإيرانية على إسرائيل إلى مقتل 24 شخصاً، جميعهم من المدنيين، وإصابة المئات، وهي المرة الأولى التي يخترق فيها عدد كبير من الصواريخ الإيرانية الدفاعات الإسرائيلية. وقال الجيش الإسرائيلي، إن الدفاعات اعترضت صاروخاً أطلق من إيران في الساعات الأولى من صباح اليوم الإثنين، ودوت صفارات الإنذار من الغارات الجوية خلال الليل في تل أبيب ومناطق أخرى في وسط إسرائيل. رد محدود وأصبحت قدرة إيران على الرد محدودة أكثر مما كانت عليه قبل بضعة أشهر، منذ أن ألحقت إسرائيل الهزيمة بجماعة "حزب الله" اللبنانية، أقوى حلفاء طهران في المنطقة، قبل سقوط بشار الأسد، أقوى حلفائها في سوريا. وربما تؤدي محاولة عرقلة إمدادات النفط من الخليج من طريق إغلاق المضيق إلى ارتفاع أسعار النفط العالمية بصورة كبيرة والإضرار بالاقتصاد العالمي والدخول في مواجهة مع الأسطول الخامس الضخم للبحرية الأميركية المتمركز في الخليج. وانخفضت العقود الآجلة لخام برنت0.5 في المئة إلى 76.64 دولار للبرميل بحلول الساعة 08:30 بتوقيت غرينتش، بعدما قفزت لفترة وجيزة فوق 80 دولاراً في بداية الجلسة. ووافق البرلمان الإيراني على خطوة إغلاق المضيق الذي تشترك فيه إيران مع سلطنة عمان والإمارات، وقالت قناة "برس تي في" الإيرانية إن إغلاق المضيق يتطلب موافقة المجلس الأعلى للأمن القومي، وهي هيئة يترأسها شخص عينه الزعيم الأعلى الإيراني آية الله علي خامنئي. ودعا وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو الصين إلى ثني إيران عن عدم إغلاق المضيق، وقال في برنامج على قناة "فوكس نيوز"، إن إغلاق المضيق سيكون "خطأ فادحاً"، وأضاف "سيكون انتحاراً اقتصادياً لهم إذا فعلوا ذلك، ولدينا خيارات للتعامل مع هذا الأمر". ومن المتوقع أن يجري وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي محادثات مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين في موسكو اليوم الإثنين، ويرتبط الكرملين بشراكة استراتيجية مع إيران، ولكن تربطه أيضاً علاقات وثيقة مع إسرائيل. وفي حديثه في إسطنبول أمس الأحد، قال عراقجي إن بلاده ستنظر في جميع الردود الممكنة ولن تكون هناك عودة إلى الدبلوماسية قبل أن ترد، ونقلت وكالة "تاس" للأنباء عنه لاحقاً قوله إن إيران وروسيا تنسقان مواقفهما.