
أخبار العالم : بوتين: الروس والأوكرانيون شعب واحد ولهذا أوكرانيا كلها لنا
السبت 21 يونيو 2025 12:20 صباحاً
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الجمعة، إن كل الأراضي الأوكرانية ملكا لبلاده، وفق منظوره بأن مواطني الدولتين شعب واحد.
جاء ذلك في رد على سؤال لمحاوره في منتدى سانت بطرسبورغ الاقتصادي الدولي، عن تقدّم الجيش الروسي باتجاه أماكن جديدة بأوكرانيا تتجاوز حدود المناطق التي تدعي روسيا أحقيتها بها.
وقال بوتين: "أعتقد أن الشعبين الروسي والأوكراني شعب واحد. ووفق هذا المنظور، أوكرانيا كلها لنا. أينما وطأت أقدام الجيش الروسي، فهي لنا".
وأشار إلى أن روسيا تتحرك وفق الحقائق القائمة، وبوجود أوكرانيين عددهم ليس بالقليل يسعون لضمان سيادتهم واستقلالهم، قائلا: "لا نشكك في حق الشعب الأوكراني في الاستقلال والسيادة".
واستدرك: "لكن الأسس التي أصبحت عليها أوكرانيا دولة مستقلة تم ذكرها ووردت في إعلان الاستقلال عام 1991، وجاء فيه أن أوكرانيا دولة محايدة خارج التكتلات، وحبذا لو عادوا إلى هذه المبادئ التي نالت بها أوكرانيا استقلالها".
وذكر بوتين أن روسيا لا تسعى إلى "إخضاع" أوكرانيا، قائلا: "نطالب بقبول الحقائق على الأرض".
وفي حديثه عن تقدم الجيش الروسي في منطقة سومي الأوكرانية، قال بوتين: "علينا إنشاء منطقة أمنية على طول الحدود، لأنهم (الجنود الأوكرانيون) يشنون هجمات مستمرة من هناك بالمدفعية والطائرات المسيرة".
وفي حديثه عن احتمال استخدام أوكرانيا "قنبلة قذرة" ضد روسيا، قال بوتين: "ليس لدينا أي معلومات تُؤكد ذلك. ومع ذلك، سيكون استخدام أوكرانيا لقنبلة قذرة خطأ فادحا. عقيدتنا النووية تتطلب منا الرد بالمثل وفي جميع الأوقات. سيكون ردنا على ذلك قاسيا للغاية وسيكون كارثيا على النظام النازي الجديد".
وفي رده على سؤال عن احتمال اندلاع حرب عالمية ثالثة، قال بوتين: "أنا قلق بشأن هذا، والاحتمال يتزايد. خاصة عندما نأخذ في الحسبان الصراعات العسكرية في أوكرانيا، وأحداث الشرق الأوسط، والتطورات في إيران، والمخاطر الأخرى المحتملة".
أعلن عزمه تزويد الجيش الروسي بتقنيات حديثة، وقال: "نهدف إلى تطوير التعاون العسكري التقني مع الدول الصديقة. لا أتحدث هنا عن توريد الأسلحة أو تحديثها فحسب، بل أيضًا عن مشاريع مشتركة، وتدريب الكوادر، وإنشاء مشاريع جاهزة ومنشآت إنتاجية".
وذكر بوتين أن روسيا والصين لا تُنشئان نظاما عالميا جديدا، بل "نحن نضفي عليه طابعًا رسميًا فحسب، لأن هذا التغيير يحدث بشكل طبيعي" بحسب قوله.
وفي تعليقه على تهديد إسرائيل بقتل المرشد الإيراني علي خامنئي قال الرئيس الروسي "أتمنى لو أن هذا الكلام يبقى مجرد كلام".
وقال بوتين في تقييمه للصراع الذي بدأ بهجمات إسرائيلية عنيفة على إيران: "من جهة، تدافع إيران عن حقها في تخصيب اليورانيوم وامتلاك طاقة نووية سلمية. ومن جهة أخرى، تُصر إسرائيل على ضمان أمنها. يمكن إيجاد حلول مقبولة لكلا البلدين".
وأكد أنهم على تواصل دائم مع الجانبين الإسرائيلي والإيراني، وقال: "لدينا مقترحات لحل المسألة. لسنا بصدد القيام بدور الوسيط، بل نقدم أفكارًا فحسب. إذا كانت هذه المقترحات مناسبة للجانبين، فسنكون سعداء بذلك".
وأشار بوتين إلى أن روسيا تربطها علاقات ودية بإيران، وأنهم يدعمون نضالها من أجل مصالحها، بما في ذلك مجال الطاقة النووية السلمية.
وتابع: "بنينا محطة بوشهر للطاقة النووية في إيران. وتوصلنا إلى اتفاق لبناء محطتين نوويتين إضافيتين. ورغم الصعوبات والمخاطر المحيطة بإيران، فإننا نواصل عملنا في هذا الاتجاه. ولن نُجلي موظفينا من هناك".
ولفت بوتين إلى أنه طرح مسألة أمن الخبراء الروس في محطة الطاقة النووية بإيران خلال اتصالاته مع إسرائيل والولايات المتحدة.
وأكد أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو وافق على ذلك، وأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب وعد بتلبية هذه المطالب، وأضاف: "هذا يعني أننا ندعم إيران بشكل مباشر".
وأعرب الرئيس الروسي في الوقت نفسه عن قلقه حيال الوضع المحيط بالمنشآت النووية في إيران.
وأردف أن حوالي مليوني شخص هاجروا إلى إسرائيل من الاتحاد السوفيتي السابق وروسيا، وقال إن إسرائيل أصبحت اليوم دولة ناطقة بالروسية، وأن موسكو تأخذ هذا الأمر في الحسبان.
وشدد بوتين على أن لدى روسيا علاقات ودية وشراكات استراتيجية وتحالفات مع العالمين العربي والإسلامي.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


بوابة ماسبيرو
منذ ساعة واحدة
- بوابة ماسبيرو
البرنامج النووي الإيراني في مرمى ضربات إسرائيل
بعد عقود من التهديدات.. شنت إسرائيل هجوما جريئا على إيران لتنفيذ ما أطلقت عليه "ضربة وقائية" داخل الأراضي الإيرانية شملت تنفيذ سلسلة واسعة من الضربات تستند إلى معلومات استخباراتية مستهدفة مواقع إيران النووية وعلمائها وقادتها العسكريين. الغارات الإسرائيلية أصابت ثلاث منشآت نووية إيرانية ولم يتضح بعد حجم الأضرار التي لحقت بها رغم تأكيدات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بأن العملية "ضربت رأس برنامج إيران النووي للتسلح". ومع استمرار تنفيذ الطائرات الحربية الإسرائيلية غاراتها على مواقع نووية وعسكرية في إيران، أثيرت العديد من التساؤلات عن مدى نجاح إسرائيل في تدمير المنشآت النووية الإيرانية التي كانت الهدف الأساس من هذه الضربات. يأتي ذلك في وقت ما زال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يطالب الإيرانيين بالعودة إلى المحادثات مع الولايات المتحدة التي كانت مقررة الأحد قبل أن ينتهي كل شيء على حد وصفه، في إشارة إلى أن الضربات الإسرائيلية ستستمر لفترة طويلة قادمة. وبينما أعلنت إسرائيل أنها نجحت في تدمير واسع سبب خسائر جسيمة لمنشأة "نطنز" التي تعد أحد أبرز المواقع النووية الإيرانية الثلاثة إلى جانب منشأة فوردو المحصنة جيدا ومنشأة أصفهان، يتوقع أن تواصل استهداف البنية التحتية النووية الإيرانية لتأخير مسار إيران نحو القنبلة النووية. وتأتي الضربات الإسرائيلية بعد تصويت الوكالة الدولية للطاقة الذرية وللمرة الأولى منذ 20 عاما، بأن إيران لم تمتثل لالتزاماتها حظر الانتشار النووي، وهو ما قد يكون قد دفع إسرائيل إلى استنتاج أن إيران تتسابق نحو امتلاك قنبلة، ومن ثم قررت تسريع توجيه ضربة لإيران على أمل تعطيل البرنامج النووي الإيراني. ورغم أن الضربة الاستباقية الإسرائيلية ربما تؤدي إلى تعطيل قدرة إيران المباشرة على تطوير برنامج أسلحة نووية، فإنه لا يزال من غير المؤكد ما إذا كان مثل هذا الإجراء سيردع طموحات النظام الإيراني النووية بفاعلية. ومع استمرار الضربات الإسرائيلية ومحاولات الرد الإيرانية.. يبدو النظام الإيراني أمام مأزق كبير قد تعيق طموحاته النووية خاصة إذا قررت إسرائيل مواصلة تدمير المنشآت النووية الإيرانية. أمضت إيران عقودا طويلة في تطوير برنامجها النووي، وتعتبره مصدرا للفخر والسيادة الوطنية وتصر على أن البرنامج مخصص لأغراض الطاقة السلمية، وتخطط لبناء محطات طاقة نووية إضافية لتلبية احتياجاتها المحلية من الطاقة وتوفير المزيد من النفط للتصدير. ومنذ ستينات القرن الماضي، تطور إيران بنيتها التحية النووية في سرية تامة مع وجود بعض المنشآت المدفونة تحت الأرض، كما تتمتع بالقدرة على تنفيذ معظم مراحل إنتاج اليورانيوم من التعدين إلى التخصيب مع التأكيد دائما على سلمية برنامجها. وتؤكد طهران أن برنامجها مدني بالكامل بما يتماشى مع التزاماتها بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي وأنها لا تسعى إلى امتلاك قنبلة ذرية، لكن الوكالة الدولية للطاقة الذرية أعلنت أن طهران لا تمتثل لالتزاماتها بموجب المعاهدة. بينما ترى إسرائيل أن البرنامج النووي الإيراني يشكل تهديدا لوجودها.. قالت إن الضربات تهدف إلى منع طهران من اتخاذ الخطوات المتبقية نحو صنع سلاح نووي. الوكالة الدولية للطاقة الذرية نقلا عن السلطات الإيرانية، قالت أنه تم تدمير قسم رئيسي فوق الأرض من منشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز في وسط البلاد. واعتبر معهد العلوم والأمن الدولي، وهو مركز أبحاث متخصص في الأسلحة النووية، أن الدمار الذي أكدته صور الأقمار الاصطناعية "جسيم". وفي تقرير له، أشار المعهد إلى أن الهجمات التي تستهدف إمدادات الطاقة في المنشأة يمكن أن تُلحق أضرارا بالغة بآلاف أجهزة الطرد المركزي الموجودة، وهي الأجهزة المستخدمة لتخصيب اليورانيوم. وأكد المعهد أن موقع نطنز "لن يتمكن من العمل لفترة من الوقت على أقل تقدير" كما استهدف الهجوم الإسرائيلي منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، وأعلنت إيران أن أضرارا محدودة لحقت به. واستهدف الهجوم الإسرائيلي أيضا مصنعا لتحويل اليورانيوم في أصفهان ويعتقد أن هذا المجمع يحتوي على احتياطيات كبيرة من اليورانيوم عالي التخصيب. يتوزع البرنامج النووي الإيراني على كثير من المواقع، ولأن خطر الضربات الجوية الإسرائيلية يلوح في الأفق منذ عشرات الأعوام، فإن عددا قليلا فحسب من المواقع بني تحت الأرض. وتعتقد الولايات المتحدة والوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة أن إيران كان لديها برنامج سري منسق للأسلحة النووية أوقفته عام 2003، بينما تنفي طهران امتلاك أي برنامج نووي أو التخطيط لامتلاك مثل هذا البرنامج. ووافقت إيران على تقييد أنشطتها النووية مقابل تخفيف العقوبات الدولية بموجب اتفاق أبرمته عام 2015 مع قوى عالمية، لكن هذا الاتفاق انهار بعدما سحب الرئيس الأمريكي آنذاك دونالد ترامب بلاده منه عام 2018، مما دفع إيران في العام التالي إلى التخلي عن القيود التي فرضتها على تلك الأنشطة النووية. ومنذ ذلك الحين، بدأت إيران بالتوسع في برنامج تخصيب اليورانيوم، مما أدى إلى تقليص ما يسمى "وقت الاختراق" الذي تحتاج إليه لإنتاج ما يكفي من اليورانيوم الذي يستخدم في صنع قنبلة نووية لأسابيع وليس 12 شهرا في الأقل بموجب اتفاق عام 2015. وتقوم إيران الآن بتخصيب اليورانيوم بنسبة نقاء تصل إلى 60 %، مما يقارب المستويات التي تسمح بصنع أسلحة نووية والتي تبلغ 90 % في موقعين، ونظريا لديها ما يكفي من المواد المخصبة إلى هذا المستوى لصنع أربع قنابل إذا خصبت على نحو أكبر، وفقا لمقياس الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وهي هيئة الرقابة التابعة للأمم المتحدة. منشآت تخصيب اليورانيوم - نطنز: مجمع يقع في صلب برنامج التخصيب الإيراني على سهل يجاور الجبال خارج مدينة "قم" المقدسة لدى الشيعة، جنوب طهران وهي المنشأة الأبرز بين منشآت البرنامج النووي الإيراني. ويضم المجمع منشآت تشمل مصنعين للتخصيب، مصنع تخصيب الوقود الضخم تحت الأرض ومصنع تخصيب الوقود التجريبي فوق الأرض. وكانت مجموعة معارضة إيرانية تقيم في الخارج كشفت عام 2002 عن أن إيران تبني سرا مجمع نطنز، مما أشعل مواجهة دبلوماسية بين الغرب وإيران حول نواياها النووية والتي لا تزال مستمرة حتى اليوم. وبنيت منشأة تخصيب الوقود على نطاق تجاري تحت الأرض قادرة على استيعاب 50 ألف جهاز طرد مركزي ويضم المصنع حاليا 14 ألف جهاز للطرد المركزي، من بينها نحو 11 ألفا قيد التشغيل لتنقية اليورانيوم لدرجة نقاء تصل إلى 5%. - فوردو: كشفت إيران في سبتمبر 2009 عن منشأة فوردو المحصنة داخل الجبال بين طهران وقم ، في انتهاك لقرارات الأمم المتحدة، ما أثار أزمة مع القوى الكبرى في مجلس الأمن الدولي. وبعدما وصفتها بأنها "موقع إنقاذ" في منطقة جبلية بالقرب من قاعدة عسكرية لحمايته من هجوم جوي، أعلنت طهران أنه منشأة تخصيب بقدرات عالية، يمكنها استيعاب نحو ثلاثة آلاف جهاز للطرد المركزي. وفي هذا الموقع تم اكتشاف جزيئات من اليورانيوم المخصب بنسبة 83.7% في بداية 2023، وبررت إيران ذلك بأنه "تقلبات غير مقصودة" خلال التخصيب. - بوشهر: بدأت محطة بوشهر النووية التي شيدتها روسيا وتزودها بالوقود النووي، العمل في سبتمبر 2011 بقدرة منخفضة قبل أن تربط بالشبكة الكهربائية في العام التالي. بدأت ألمانيا العمل على بنائها واستكملت موسكو عام 1994 بناء هذه المحطة بقدرة 1000 ميجاوات. وتستخدم محطة الطاقة النووية الوحيدة العاملة في إيران على ساحل الخليج الوقود الروسي الذي تستعيده موسكو بعد استنفاده، مما يقلل من خطر الانتشار النووي. وتبني إيران محطتين نوويتين أخريين بمساعدة روسيا، هما دارخوين التي بدأ العمل عليها أواخر عام 2022 بقدرة 300 ميجاوات، ومجمع سيريك الذي بدأ إنشاؤه مطلع عام 2024، ويضم أربع محطات بطاقة إنتاجية إجمالية تبلغ خمسة آلاف ميجاوات. - أصفهان: تمتلك إيران مركزا كبيرا للتكنولوجيا النووية على مشارف أصفهان، ويضم مصنعا لإنتاج ألواح الوقود ومنشأة تحويل اليورانيوم التي يمكنها معالجة اليورانيوم وتحويله إلى سداسي فلوريد اليورانيوم الذي يغذي أجهزة الطرد المركزي. وتوجد في أصفهان معدات لصنع معدن اليورانيوم، وهي عملية حساسة بصورة خاصة فيما يتصل بالانتشار النووي لأنها يمكن أن تستخدم في تصميم قلب القنبلة النووية. وقالت الوكالة الدولية للطاقة الذرية إن هناك آلات لصنع قطع غيار أجهزة الطرد المركزي في أصفهان ووصفتها عام 2022 بأنها "موقع جديد". كما تضم أصفهان مختبرا تم تدشينه في أبريل 2009 ينتج وقودا منخفض التخصيب مخصصا للمفاعلات المحتملة. وفي مطلع 2024، أعلنت إيران بدء أعمال بناء مفاعل بحثي جديد في الموقع. - أراك: بدأت أعمال بناء مفاعل الماء الثقيل في أراك المخصص رسميا لإنتاج البلوتونيوم لأغراض البحث الطبي، في مطلع الألفية الثالثة لكن المشروع تم تجميده بموجب الاتفاق الذي أبرمته إيران والقوى الكبرى عام 2015، والذي نص على إعادة تصميمه وبالتالي، تمت إزالة نواة المفاعل وصب الخرسانة فيه لجعله غير قابل للتشغيل. ويتوقع أن يتم تشغيل الموقع الذي بات يعرف باسم خنداب، في العام 2026، وفقا للمعلومات التي قدمتها إيران إلى الوكالة الذرية. يضم المجمع كذلك مصنعا لإنتاج الماء الثقيل.


نافذة على العالم
منذ ساعة واحدة
- نافذة على العالم
نافذة ترامب يتريث وإيران تهدد... والغرب يبحث مخرجا أخيرا
السبت 21 يونيو 2025 11:00 صباحاً نافذة على العالم - مع تصاعد المواجهة بين إيران وإسرائيل إلى مستويات غير مسبوقة، ووسط تحذيرات من اندلاع حرب شاملة، تشهد جنيف اجتماعات دبلوماسية حساسة بمشاركة وزير الخارجية الإيراني ونظرائه من دول الترويكا الأوروبية، وسط غياب أميركي لافت، وترقب حذر لقرار حاسم من الرئيس دونالد ترامب خلال أسبوعين. إسرائيل: "نحمي العالم من إيران" قال المندوب الإسرائيلي لدى الأمم المتحدة إن إسرائيل "تخوض حربا بالنيابة عن العالم"، مشيرا إلى أن الصواريخ الباليستية الإيرانية لم تعد تهدد إسرائيل فحسب، بل باتت تستهدف أوروبا والولايات المتحدة أيضاً. واعتبر أن الضربة على معهد وايزمان العلمي، والتي كلفت إسرائيل نحو ملياري شيكل، تمثّل "استهدافاً للعلم والحضارة الغربية" من قِبل طهران. إيران ترد: "لن نتفاوض تحت النار" في المقابل، أكد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، خلال جلسة لمجلس حقوق الإنسان، أن بلاده تحتفظ بحق الرد، واصفاً الضربات الإسرائيلية على منشآتها النووية بـ"جرائم الحرب". ورفض عراقجي أي تفاوض حول القدرات الدفاعية الإيرانية، أو الملف الصاروخي، مطالباً بوقف الهجمات قبل العودة إلى المسار السياسي. ترامب يتريث.. لكن "الفرصة الأخيرة" تضيق رغم تصاعد الدعوات الإسرائيلية لانخراط أميركي مباشر في الحرب، يواصل الرئيس دونالد ترامب التريث، مفضلاً منح المسار الدبلوماسي فرصة أخيرة. وتشير مصادر دبلوماسية إلى أن الأوروبيين قدموا عرضا شاملا لطهران يشمل وقف تخصيب اليورانيوم بالكامل، وتفكيك المنشآت النووية، والحد من قدرات إيران الصاروخية، مقابل ضمانات بعدم تغيير النظام. لكن التسريبات تشير إلى أن واشنطن لن تقبل بأقل من "صفر تخصيب"، وهو شرط يعتبر في طهران "خطاً أحمر". ميدانياً، تكثفت الضربات الإيرانية على العمق الإسرائيلي، مستخدمة صواريخ انشطارية ومسيّرات متطورة. وفي حيفا، سقطت صواريخ على مواقع حساسة قرب منشآت حكومية ومراكز تجارية، بينما تحدثت الحكومة الإسرائيلية عن إصابة 45 شخصاً، منهم اثنان بجروح خطيرة. وتشير التقارير إلى أن إيران باتت تعتمد أسلوب "الضربات النوعية" لا الكمية، بهدف تجاوز أنظمة الدفاع الإسرائيلية، وهو ما دفع تل أبيب إلى تخصيص ميزانية إضافية لبناء ملاجئ جديدة. مجلس الأمن يحذر من كارثة نووية وخلال جلسة طارئة لمجلس الأمن، حذّر الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريس من أن "الصراع قد يخرج عن السيطرة"، داعياً جميع الأطراف إلى إعطاء فرصة للسلام. في السياق نفسه، نبه المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية رافائيل غروسي من خطر الهجوم على مفاعل بوشهر النووي، مشيراً إلى أن أي استهداف قد يؤدي إلى "تسرب إشعاعي كارثي يهدد الملايين". انقسام داخل واشنطن.. وخلافات أوروبية تدور النقاشات داخل الإدارة الأميركية بين تيار متشدد يرى أن الفرصة مواتية للقضاء على البرنامج النووي الإيراني، وآخر يحذّر من تكرار تجربة "حرب لا تنتهي" على غرار العراق. وبينما تواصل واشنطن اتصالاتها غير المباشرة مع طهران عبر المبعوث ستيف ويتكوف، يراهن الأوروبيون على تحقيق "خرق دبلوماسي" في جنيف، رغم تحفظات الإيرانيين على إدراج ملفات الصواريخ والميليشيات في التفاوض. إيران تحذر من توسع الحرب وفي مقابلة من طهران، حذر رئيس تحرير صحيفة "الوفاق"، مختار حداد، من أن أي تدخل أميركي مباشر سيقود إلى "توسيع الحرب في المنطقة"، ملمحا إلى خيارات مفتوحة تشمل استهداف القواعد الأميركية والسفن في الخليج، كما حصل بعد اغتيال قاسم سليماني. أما الخبير العسكري خالد حمادة، فقد أكد أن الأطراف باتت في مواجهة "لا رجعة فيها"، مشيراً إلى أن تل أبيب لن تتراجع بعد الضربات التي تلقتها، فيما ترى واشنطن أن الحل العسكري يجب أن يأتي تحت مظلة دولية. وأشار حمادة إلى أن إيران رغم الخسائر، ما زالت تمتلك قدرة على التسبب بعدم استقرار إقليمي واسع، بما يشمل تهديد الملاحة في مضيق هرمز وتفعيل أذرعها في لبنان واليمن والعراق.


بوابة الفجر
منذ 2 ساعات
- بوابة الفجر
إيران: مستعدون لتقديم تنازلات ولكن لن نوقف تخصيب اليورانيوم رغم التصعيد
أعلنت إيران على لسان المتحدث باسم الرئاسة، ماجد فرحاني، مساء الجمعة، أن بلاده لن تتراجع عن تخصيب اليورانيوم تحت أي ظرف، مؤكدة في الوقت نفسه استعدادها لتقديم تنازلات في ملفات أخرى، إذا ما توفرت الظروف المناسبة للعودة إلى المسار الدبلوماسي. وقال فرحاني، في مقابلة مع شبكة "سي إن إن" الأميركية، إن إيران تحتفظ بحقها في مواصلة تخصيب اليورانيوم لأغراض سلمية، مؤكدًا أن قرار وقف التخصيب "ليس مطروحًا على الطاولة". فرحاني: مكالمة واحدة من واشنطن لتل أبيب تنهي الأزمة وخلال حديثه، وجه فرحاني انتقادات حادة للولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن الصراع القائم بين طهران وتل أبيب يمكن أن ينتهي بمكالمة واحدة فقط من واشنطن إلى إسرائيل، في إشارة إلى ما وصفه بـ "الدعم المطلق" الذي تتلقاه إسرائيل من الإدارة الأميركية. وأضاف المتحدث الإيراني: "إذا أمر الرئيس ترامب إسرائيل بوقف هجماتها على إيران، فبإمكاننا استئناف المفاوضات في غضون ساعات... لكن لا يمكن الحديث عن حلول سياسية في ظل استمرار القصف الإسرائيلي". الموقف الإيراني: لا مفاوضات في ظل الهجمات العسكرية جاءت تصريحات فرحاني في وقتٍ تشهد فيه منطقة الشرق الأوسط تصعيدًا عسكريًا خطيرًا، مع دخول المواجهات بين إيران وإسرائيل يومها الثامن، وسط تبادل الهجمات الجوية والصاروخية، وتحذيرات دولية من تحول النزاع إلى حرب شاملة. وأكد المتحدث باسم الرئاسة الإيرانية أن استمرار الضربات الإسرائيلية يجعل من استئناف المفاوضات النووية أمرًا مستحيلًا، معتبرًا ذلك بمثابة رسالة سلبية للمجتمع الدولي بشأن نوايا إسرائيل تجاه السلام والاستقرار. عباس عراقجي: استهداف المنشآت النووية جريمة حرب من جانبه، وصف وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، الهجمات الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية بأنها "خيانة للدبلوماسية" و"جريمة حرب خطيرة"، وذلك خلال كلمته أمام مجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة في جنيف. وقال عراقجي إن تل أبيب لم تكتف بالتصعيد العسكري، بل تعمدت ضرب منشآت ذات طابع سلمي وخاضعة للرقابة الدولية، في محاولة لجر المنطقة نحو انفجار أكبر. لقاءات دبلوماسية أوروبية في جنيف وبالتوازي مع التصريحات التصعيدية، أجرى وزير الخارجية الإيراني سلسلة لقاءات دبلوماسية في جنيف مع عدد من وزراء خارجية الاتحاد الأوروبي، حيث تم بحث البرنامجين النووي والصاروخي الإيراني، في إطار محاولات أوروبية لتقريب وجهات النظر، وتفادي الانزلاق نحو نزاع مفتوح. وتسعى الدبلوماسية الأوروبية إلى إعادة تفعيل مسار الاتفاق النووي الذي تم توقيعه في 2015، قبل أن تنسحب منه الولايات المتحدة في عهد ترامب عام 2018، وتفرض على طهران عقوبات اقتصادية قاسية. الخلفية: حرب تشتعل في الشرق الأوسط تأتي هذه التطورات في وقت تدخل فيه المواجهات بين إيران وإسرائيل أسبوعها الثاني، بعدما شنت تل أبيب سلسلة غارات جوية على العمق الإيراني في 13 يونيو، وردت طهران بعد يوم واحد بهجمات صاروخية ومسيّرة، ضمن عملية سمتها "الوعد الصادق 3". ويحذر مراقبون من أن استمرار الحرب بين الجانبين، دون تدخل دولي حاسم، قد يؤدي إلى جرّ أطراف إقليمية ودولية أخرى إلى دائرة الصراع، ويُهدد استقرار الشرق الأوسط بأكمله.