
جبهة العراق في حسابات الأردن
برغم أن كل التقديرات تتركز حول الحرب مع إيران، إلا أن العراق يجب ألا يغيب عن التقييمات، كونه مستهدفا إسرائيليا، وسيأتيه الدور في هذه السياقات.
العراق يجاور الأردن عبر حدود تتجاوز 178 كيلومترا، وهو الجار الشرقي للأردن، وهو حساس أمنيا واقتصاديا واجتماعيا في حسابات الأردن وتشتد أهميته خلال الفترة المقبلة، مع التحذيرات من استدراج العراق للمواجهة بشكل أو آخر.
هذا يعني أن الأردن الجار الثاني لإيران من الجهة الغربية، أمام نقطة هشة، هي العراق، وهذه الهشاشة سوف تتبدى في عدة سيناريوهات، الأول بدء إسرائيل في توقيت معين باستهداف العراق على المستوى العسكري، أي الجيش والجماعات العسكرية الشيعية المحسوبة على إيران، في سياقات توجه إسرائيل لتطهير المنطقة من النفوذ الإيراني، والثاني دخول العراق مجبرا في توقيت معين على خط المواجهة، من خلال تنفيذ عمليات عسكرية ضد القواعد العسكرية الأميركية في العراق، وسورية، وصولا إلى المهددات البرية للحدود الأردنية العراقية.
شهدنا في فترة سابقة تحشيدا عراقيا من جانب قوى على الحدود الأردنية العراقية، وساهمت الاتصالات الأردنية العراقية بسحب القوات الشعبية التي احتشدت، لكننا في تلك الفترة لم نكن أمام مواجهة مفتوحة مع إيران.
هناك أطماع إسرائيلية في العراق، على مستوى الموارد، والنفط، والموقع الجغرافي، وعلينا أن نحلل الأمر على أساس احتمال تضرر إيران أكثر خلال الفترة المقبلة، وهذا سيعني أن الملف العراقي لن يغيب عن التخطيط الأميركي والإسرائيلي، حاله حال الملفين السوري واللبناني، وبطبيعة الحال لا يمكن فصل العراق اليوم برغم تعدد قواه السياسية، عن المحور الإيراني وتوابعه في المنطقة.
ليس من مصلحة الأردن حدوث خروقات على الجبهة العراقية، ومصلحة الأردن أن يبقى العراق مستقرا، لكن بالتأكيد هذا أمر غير محسوم، لأن العراق ليس مساحة معزولة عن البرنامج الإيراني، ولا عن خرائط النفوذ في الإقليم، والمؤكد أن تعريفات العراق، وتموضعه لن يبقيا كما هما، إذا خرجت إيران قوية أو ضعيفة من هذه المواجهة، فهو أول المتأثرين بنتائج هذه المواجهة، والسكون الحالي مؤقت، كونه يقوم على عوامل تكتيكية سرعان ما ستنهار تحت ضغط المشهد.
العراق ليس قويا عسكريا بالشكل الذي قد يتصوره البعض، فالطائرات الأميركية والإسرائيلية تستعمل أجواء العراق، والمسيرات والصواريخ الإيرانية تعبر أجواء العراق نحو إسرائيل، لكن العراق أيضا على ضعفه العسكري يشكل تهديدا للأميركيين والإسرائيليين، لاعتبارات كثيرة، خصوصا، مع التسريبات غير المؤكدة حول وجود سلاح إيراني مخزن في العراق، وحول التحركات البرية التي قد نراها من إيران والعراق، نحو سورية والأردن، وهي مبالغة من حيث الظاهر، لكن يتوجب وضعها في التحليل، وإن كانت تحفل حاليا بنقاط ضعف في احتمالها.
رئيس حكومة الاحتلال كان يتحدث عن جبهات متعددة، وهي غزة والضفة الغربية ولبنان وسورية واليمن وإيران، وبالتأكيد العراق جبهة من هذه الجبهات، وان بدت ساكنة هذه الأيام، لكنها قد تكون أخطر الجبهات لأنها تؤثر على الأمن الجيوسياسي، وهي مجاورة للأردن، مثلما أن العراق الجار الثاني لفلسطين شرقا، والمحاذير ترتبط بخطط إسرائيل الإستراتيجية فيما يخص الاستقرار الأمني في العراق، وخطط تقسيم العراق، وملف الموارد، وسيطرة طبقة سياسية تابعة لإيران في العراق، بما تعنيه في توقيت معين قد تضطر فيه إيران إلى تفعيل هذه الجبهة.
في الأردن تبدو التقييمات أقل توترا تجاه العراق، لكن في الحسابات الإستراتيجية تبدو الجبهة العراقية مثيرة للتوتر بذات قدر الجبهة الفلسطينية، فالأولى شرقا، والثانية غربا، ولا يريد الأردن أن يحاط بجبهات مفتوحة على الاحتمالات.
يبقى السؤال: كيف سيكون شكل العراق إذا انتصرت إيران، أو إذا تعرضت إلى هزيمة في هذه الحرب، والإجابة الحالية أنه في الحالتين لن يبقى كما هو.
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الغد
منذ 44 دقائق
- الغد
بعد استهداف المنشآت النووية الإيرانية.. الأردن يحذر من التداعيات الكارثية للتصعيد
حذّر الأردن اليوم من التداعيات الكارثية للتصعيد الخطير الذي تشهده المنطقة. وأكّدت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين في بيان ضرورة تكاتف كل الجهود لإنهاء التصعيد فوريًّا، وحماية المنطقة والأمن والسلم الدوليين من الانزلاق نحو المزيد من الحروب والصراع. اضافة اعلان وقالت وزارة الخارجية وشؤون المغتربين إن الأردن يتابع بقلق كبير تداعيات استهداف المنشآت النووية الإيرانية، ويدعو إلى وقف الحرب والعودة للمفاوضات للتوصل لحل سياسي للملف النووي الإيراني. وأكّد الناطق الرسمي باسم الوزارة السفير د. سفيان القضاة إدانة التصعيد المتواصل في المنطقة، وضرورة احترام القانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة وسيادة الدول. وشدّد السفير القضاة على ضرورة تحرك المجتمع الدولي لوقف التدهور الخطير الذي يهدد أمن المنطقة واستقرارها، وتفعيل مسارات سياسية فاعلة ومؤثرة لحل كل الأزمات في المنطقة وفق القانون الدولي وقرارات الشرعية الدولية، وبما يحترم حقوق الشعوب ويضمن احترام سيادة الدول.


رؤيا نيوز
منذ 2 ساعات
- رؤيا نيوز
نتنياهو يصلي في القدس من أجل 'سلامة ترامب' -صور
قالت صحيفة 'يديعوت أحرونوت' إن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو صلى، اليوم الأحد، في مدينة القدس لأجل سلامة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. ووفق الصحيفة، فإن نتنياهو أدى 'الصلاة مع حاخام الحائط الغربي من أجل نجاح استمرار الحرب في إيران، ومن أجل سلامة الرئيس ترامب'. وقيل في الصلاة، بحسب الصحيفة: 'وباركوا رئيس الولايات المتحدة على توليه مهمة طرد الشر والظلام من العالم'. وكان نتنياهو أشاد، في وقت سابق اليوم، بقرار الرئيس الأمريكي شن هجمات على المنشآت النووية الإيرانية، واصفًا إياه بـ'القرار الجريء' الذي سيغيّر مسار التاريخ، وفق تعبيره. وقال نتنياهو في كلمة متلفزة: 'قيادة الرئيس ترامب خلقت لحظة تاريخية يمكن أن تساعد على توجيه الشرق الأوسط والعالم نحو مستقبل من الرخاء والسلام'. وأضاف أن 'التاريخ سيسجل أن ترامب تحرك بقوة وحزم لمنع أخطر نظام في العالم من امتلاك أخطر الأسلحة'. ووجّه نتنياهو الشكر للرئيس الأمريكي باسم 'شعب إسرائيل'، معتبرًا أن هذه الخطوة ستُحدث تحولًا استراتيجيًا في المنطقة.


رؤيا نيوز
منذ 3 ساعات
- رؤيا نيوز
الشؤون العربية والدولية بالأعيان تناقش تطورات الأوضاع الإقليمية والدولية
ناقشت لجنة الشؤون العربية والدولية والمغتربين في مجلس الأعيان لدى اجتماعها اليوم الأحد، برئاسة العين الدكتور هاني الملقي، أخر المستجدات على الساحتين الإقليمية والدولية. واستعرض الملقي الظروف الحساسة والمستجدات في ظل التطورات الحاصلة بالمنطقة، مبينا أن المصالح للدول الإقليمية في الشرق الأوسط أثرت بشكل مباشر على الوضع الحالي في المنطقة، داعيا إلى ضرورة إيجاد موقف عربي موحد. وأكد موقف الأردن الثابت في القضية الفلسطينية الذي أوضحه جلالة الملك عبدالله الثاني في خطابه الأخير أمام البرلمان الأوروبي، مشيرا إلى أن ذلك الخطاب بين عمق الفكر والسياسة الخارجية الأردنية فيما يتعلق بمركزية القضية الفلسطينية. وأوضح، أن ارتباط القضية الفلسطينية ومحوريتها لدى الأردن على الرغم من الصراع الحالي الدائر في المنطقة وان الحل الوحيد هو تعزيز الوحدة العربية وتشديد الترابط العربي في موقف مشترك على أسس إنمائية تعاونية، وأن جلالة الملك وكان وما زال يدعو في جميع الاجتماعات العربية لتعزيز الهوية العربية الجامعة. ونوه بأن الفرصة تدعونا لتوحيد الصف العربي ضد أي فكر توسعي أو أي أطماع إقليمية، وأن القضية المركزية الفلسطينية يجب أن تتصدر الفكر والموقف العربي، وأن ما ورد في خطاب جلالة الملك الذي تضمن مفاهيم لامست الفكر الغربي ووضحت ثوابت المملكة تجاه القضية الفلسطينية. ودعت اللجنة لتوحيد الجبهة الداخلية وإيصال المعلومة والتواصل بشفافية في ظل الإشاعات والأخبار المغلوطة، وعلى الوقوف خلف القيادة الحكيمة لجلالة الملك عبدالله الثاني. واستعرض الأعيان أعضاء اللجنة، الأوضاع الجارية والمستجدات في المنطقة، والأفكار المطروحة حول مجريات الأحداث في الساحة الإقليمية واثر تلك التطورات على المملكة، موضحين أن الوضع الحالي الحرج يدعو لمزيد من الحوار، ومؤكدين على الالتفاف حول القيادة الهاشمية وتعزيز الجبهة الداخلية.