
الأسلحة وحجم الضرر: ما نعرفه عن الضربات الأمريكية على ثلاثة مواقع نووية إيرانية
يقول الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، إن الولايات المتحدة نفذت هجوماً "ناجحاً" بقصف ثلاثة مواقع نووية في إيران، و"تدميرها تماماً".
وصرح البنتاغون الأحد، بأن تقييم آثار الهجوم بالكامل سيستغرق بعض الوقت، على الرغم من أنه يبدو أن جميع المواقع لحقت بها "أضرار بالغة للغاية".
وتقول إسرائيل إنها كانت على "تنسيق كامل" مع الولايات المتحدة في التخطيط للضربات. أكد المسؤولون الإيرانيون استهداف المنشآت، لكنهم نفوا تعرضها لأضرار كبيرة.
تمثل هذه الضربات تصعيداً كبيراً في الحرب الدائرة بين إيران وإسرائيل.
إليكم ما نعرفه.
ما الذي قصفته الولايات المتحدة، وما الأسلحة التي استخدمتها؟
صرح الجنرال دان كين، رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة، بأن عملية "مطرقة منتصف الليل" شارك فيها 125 طائرة عسكرية أمريكية، بما في ذلك سبع قاذفات شبح من طراز بي-2.
وقالت الولايات المتحدة إن ثلاث منشآت نووية استُهدفت، وهي فوردو ونطنز وأصفهان.
وخلال إحاطة في البنتاغون، صرّح كين بأن قاذفات انطلقت من الولايات المتحدة في رحلة استغرقت 18 ساعة، واتجه بعضها غرباً نحو المحيط الهادئ "بغرض الخداع"، بينما توغلت فرقة الضربات الرئيسية، المكونة من سبع قاذفات بي-2، في إيران.
وأضاف أنه قبل دخول الطائرات المجال الجوي الإيراني مباشرة، أُطلق أكثر من عشرين صاروخ توماهوك كروز من غواصة أمريكية على أهداف في موقع أصفهان.
وقال كين إنه مع دخول القاذفات المجال الجوي الإيراني، استخدمت الولايات المتحدة "عدة أساليب خداع، بما في ذلك طُعم"، إذ عملت الطائرات المقاتلة على إخلاء المجال الجوي أمامها، للتحقق من وجود طائرات معادية أو صواريخ أرض-جو. ثم أسقطت القاذفة بي-2 الرئيسية قنبلتين من طراز GBU-57 الخارقة للتحصينات على الموقع النووي في فوردو.
وأعلن كين عن إسقاط 14 قنبلة خارقة للتحصينات على منطقتين مستهدفتين.
وقال كين إن الأهداف الثلاثة للبنية التحتية النووية الإيرانية تعرضت للقصف، بين الساعة 18:40 إلى الساعة 19:05، بتوقيت شرق الولايات المتحدة. ثم غادرت القاذفات المجال الجوي الإيراني وبدأت عودتها إلى الولايات المتحدة.
وقال كين "لم تُحلّق المقاتلات الإيرانية، ويبدو أن أنظمة الصواريخ أرض- جو الإيرانية لم ترَنا".
وفي الإحاطة نفسها، قال وزير الدفاع بيت هيغسيث إن العملية لم تستهدف القوات الإيرانية أو الشعب الإيراني.
وأضاف أن المهمة "لم تكن تهدف أبداً إلى تغيير النظام".
وأعرب وزير الدفاع عن تقديره "لحلفائنا في إسرائيل" للدعم الذي قدموه، مضيفاً أن العمليات استغرقت شهوراً وأسابيع من التخطيط.
يقع موقع فوردو النووي في منطقة جبلية نائية، ويضم منشأة لتخصيب اليورانيوم، وهو أمر حيوي لطموحات إيران النووية.
يقع هذا الموقع جنوب طهران، ويُعتقد أنه أعمق تحت الأرض من نفق القناة الواصل بين بريطانيا وفرنسا.
ونظراً لعمق منشأة فوردو تحت الأرض، فإن الولايات المتحدة وحدها هي التي تمتلك قنبلة "خارقة للتحصينات" كبيرة بما يكفي لاختراق الموقع.
ويبلغ وزنها نحو 13,000 كيلوغرام، ويمكنها اختراق نحو 18 متراً من الخرسانة أو 61 متراً من الأرض قبل أن تنفجر، وفقاً للخبراء.
وبسبب عمق أنفاق فوردو، فإن نجاح قنبلة خارقة للتحصينات غير مضمون، لكنها القنبلة الوحيدة التي يمكن أن تقترب من ذلك.
أكد كاين أن القاذفات السبع من طراز "بي-2 سبيريت" استخدمت 14 قنبلة خارقة للتحصينات (MOP)، ضمن "75 سلاحاً موجهاً بدقة" في الضربات التي نُفذت ضد إيران.
ما هو المعروف عن تأثير الهجمات؟
صرح الجنرال كين بأن الأمر سيستغرق بعض الوقت، لتقييم مدى الضرر الناجم عن الهجوم الأمريكي بشكل كامل.
لكنه قال إن "التقييم الأولي لأضرار المعركة يشير إلى أن المواقع الثلاثة لحقت بها أضرار ودمار شديد للغاية".
تُظهر صور حديثة التُقطت عبر الأقمار الصناعية في 22 يونيو/حزيران ست حفر جديدة في موقع فوردو النووي، يُرجح أنها كانت نقاط دخول الذخائر الأمريكية، بالإضافة إلى غبار رمادي وحطام متناثر على سفح الجبل.
بعد تأكيد الولايات المتحدة استخدام قنابل GBU-57 في الهجوم، صرّح ستو راي، كبير محللي الصور في شركة ماكنزي للاستخبارات، لوحدة تقصي الحقائق في بي بي سي: "لن تلاحظوا تأثير انفجار هائل عند نقطة الدخول، لأنها ليست مصممة للانفجار عند الدخول، بل في عمق المنشأة".
وأضاف أنه يبدو أن ثلاث ذخائر منفصلة أُلقيت على نقطتي اصطدام منفصلتين، وأن اللون الرمادي على الأرض يُظهر حطاماً خرسانياً تناثر بفعل الانفجارات.
وأضاف راي أيضاً أن مداخل النفق يبدو أنها سُدّت. نظراً لعدم وجود حفر مرئية أو نقاط اصطدام بالقرب منها، بما يُشير إلى أن هذه ربما كانت محاولة إيرانية "للتخفيف من حدة الاستهداف المتعمد للمداخل بالقصف الجوي".
ووصفت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية قصف المواقع النووية الثلاثة بأنه "انتهاك سافر" للقانون الدولي.
وأكدت كل من المملكة العربية السعودية والوكالة الدولية للطاقة الذرية، التابعة للأمم المتحدة، عدم وجود أي زيادة في مستويات الإشعاع بعد الهجوم.
وصرح نائب المدير السياسي لهيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، حسن عابديني، بأن إيران أخلت هذه المواقع النووية الثلاثة "منذ فترة". وفي ظهور له على التلفزيون الرسمي، قال إن إيران "لم تتلقَّ ضربةً كبيرةً لأن المواد كانت قد أُزيلت بالفعل".
كيف سترد إيران؟
في غضون ساعات من القصف الأمريكي، أطلقت إيران وابلاً جديداً من الصواريخ، أصاب أجزاءً من تل أبيب وحيفا. وأفاد مسؤولون بإصابة ما لا يقل عن 86 شخصاً.
وقال الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان الأحد، إن الولايات المتحدة "يجب أن تتلقى رداً على عدوانها".
وقال في بيان: "لطالما أكدنا استعدادنا للانخراط والتفاوض في إطار القانون الدولي، ولكن بدلاً من قبول المنطق، طالب الطرف الآخر باستسلام الأمة الإيرانية".
يقول فرانك غاردنر، مراسل بي بي سي للشؤون الأمنية، إنه على إيران الآن الاختيار بين ثلاثة مسارات عمل استراتيجية رداً على الهجوم الأمريكي:
ماذا قال دونالد ترامب وكيف كان رد فعل السياسيين الأمريكيين؟
في منشور على منصته "تروث سوشيال" الساعة 19:50 بتوقيت شرقي الولايات المتحدة، أكد ترامب الضربات على فوردو ونطنز وأصفهان.
بعد ساعتين تقريباً، وبرفقة نائب الرئيس جيه دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ووزير الدفاع هيغسيث، ألقى ترامب خطاباً متلفزاً.
وقال إن الهجمات المستقبلية ستكون "أشد وطأة"، ما لم تتوصل إيران إلى حل دبلوماسي.
وأضاف: "تذكروا، لا يزال هناك العديد من الأهداف".
أصدر العديد من زملاء ترامب الجمهوريين بيانات مؤيدة لهذه الخطوة، بمن فيهم السيناتور عن ولاية تكساس، تيد كروز، الذي "أشاد" بالرئيس.
ووصف السيناتور الجمهوري ميتش ماكونيل، الذي وجه في السابق انتقادات لترامب، هذه الخطوة بأنها "رد حكيم على دعاة الحرب في طهران".
لكن لم يكن كل الجمهوريين داعمين لهذه الخطوة، إذ قالت مارجوري تايلور غرين، عضوة الكونغرس عن ولاية جورجيا، وهي من أشد مؤيدي ترامب، "هذه ليست معركتنا".
ووصف عضو الكونغرس الجمهوري، توماس ماسي، الذي قدم في وقت سابق من هذا الأسبوع مشروع قانون يمنع ترامب من مهاجمة إيران دون موافقة المشرعين، الضربات بأنها "غير دستورية". في المقابل وصف ترامب في منشور على مواقع التواصل الاجتماعي، ماسي بأنه "خاسر مثير للشفقة".
وتمنح المادة الأولى من دستور الولايات المتحدة سلطة إعلان الحرب للكونغرس، أي للمشرعين المنتخبين في مجلسي النواب والشيوخ.
لكن المادة الثانية تنص على أن الرئيس هو القائد الأعلى، وتمنحه سلطة إصدار أمر باستخدام القوة العسكرية للدفاع عن الولايات المتحدة، ضد الهجمات الفعلية أو المتوقعة.
وقال حكيم جيفريز، الديمقراطي الأمريكي البارز، إن ترامب يُخاطر بتوريط الولايات المتحدة "في حرب كارثية محتملة في الشرق الأوسط"، بينما اتهمه آخرون بتجاوز الكونغرس لشن حرب جديدة.
كيف كان رد فعل قادة العالم؟
دعت بريطانيا وفرنسا وألمانيا إيران إلى تجنب أي إجراء، من شأنه أن يزيد من "زعزعة استقرار" الشرق الأوسط.
وفي بيان مشترك، قال رئيس الوزراء البريطاني السير كير ستارمر، والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، والمستشار الألماني فريدريش ميرتس إنهم "أكدوا بوضوح تام أن إيران لا يمكن أن تمتلك سلاحاً نووياً أبداً"، وأعربوا عن دعمهم لأمن إسرائيل.
ووصف الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش الضربات الجوية الأمريكية بأنها تصعيد خطير، بينما حثت مسؤولة السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي، كايا كالاس، جميع الأطراف على التراجع والعودة إلى طاولة المفاوضات.
وأعربت المملكة العربية السعودية عن "قلقها البالغ"، بينما أدانت سلطنة عُمان الضربات ودعت إلى خفض التصعيد.
وصرح رئيس الوزراء الهندي، ناريندرا مودي، بأنه تحدث إلى الرئيس الإيراني مسعود بيزشكيان، ودعا إلى "الحوار والدبلوماسية كسبيل للمضي قدماً".
وقال السياسي الروسي ديميتري ميدفيديف، حليف الرئيس فلاديمير بوتين: "ترامب، الذي جاء رئيساً كصانع سلام، بدأ حرباً جديدة للولايات المتحدة".
"مع هذا النوع من النجاح، لن يفوز ترامب بجائزة نوبل للسلام"، يضيف.
كيف بدأ الصراع الأخير؟
شنت إسرائيل هجوما مفاجئاً على عشرات الأهداف النووية والعسكرية الإيرانية، في 13 يونيو/حزيران. وقالت إن طموحها هو تفكيك برنامج طهران النووي، الذي قال رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إنه سيمكّنها قريباً من إنتاج قنبلة نووية.
تصرّ إيران على أن طموحاتها النووية سلمية. ورداً على ذلك، أطلقت طهران مئات الصواريخ والطائرات المسيرة على إسرائيل. واستمرت الدولتان في تبادل الضربات منذ ذلك الحين، في حرب جوية استمرت لأكثر من أسبوع.
لطالما صرّح ترامب بأنه يعارض امتلاك إيران لسلاح نووي. ويُعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل تمتلكه، رغم أنها لا تؤكد ذلك ولا تنفيه.
في مارس/آذار، صرّحت تولسي غابارد، مديرة المخابرات الوطنية الأمريكية، بأنه على الرغم من زيادة إيران لمخزونها من اليورانيوم إلى مستويات غير مسبوقة، إلا أنها لا تُصنّع سلاحاً نووياً - وهو تقييم وصفه ترامب مؤخراً بـ"الخاطئ".
وخلال حملته الانتخابية، انتقد ترامب الإدارات الأمريكية السابقة لانخراطها في "حروب غبية لا نهاية لها" في الشرق الأوسط، وتعهد بإبعاد الولايات المتحدة عن الصراعات الخارجية.
وكانت الولايات المتحدة وإيران تجريان محادثات نووية، وقت الهجوم الإسرائيلي المفاجئ. وقبل يومين فقط من الهجوم الأمريكي، صرّح ترامب بأنه سيمنح إيران أسبوعين للدخول في مفاوضات جادة قبل توجيه ضربة عسكرية، لكن تبيّن أن هذه المهلة أقصر بكثير.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


العربي الجديد
منذ ساعة واحدة
- العربي الجديد
نتنياهو يخشى حرب استنزاف مع إيران: قريبون من تحقيق أهدافنا
زعم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس الأحد، أن إسرائيل اقتربت للغاية من تحقيق أهدافها في إيران المتمثلة في التخلص من تهديدات الصواريخ الباليستية والبرنامج النووي. و قال نتنياهو إنّ إسرائيل تهدف إلى تجنب "حرب استنزاف" مع إيران، مضيفاً: "لن نواصل أفعالنا بما يتجاوز ما هو مطلوب لتحقيق (الأهداف)، لكننا لن ننتهي مبكراً أيضاً". وأشاد بالولايات المتحدة لإلحاقها "أضراراً بالغة الخطورة" بمنشأة فوردو الإيرانية لتخصيب اليورانيوم شديدة التحصين خلال هجمات ليلية، رغم أنه لم يقدم تفاصيل محددة حول مدى الضرر. وقال نتنياهو إنّ الأمر يتعلق بالقضاء على "التهديدين الملموسين لوجودنا: التهديد النووي وتهديد الصواريخ الباليستية. نحن نتحرك خطوة بخطوة نحو تحقيق هذه الأهداف. نحن قريبون جداً جداً من إتمامها"، وفقاً لما نقلته عنه صحيفة "تايمز أوف إسرائيل". وأضاف نتنياهو في حديث لصحافيين إسرائيليين: "لن نواصل عملياتنا بما يتجاوز ما هو ضروري لتحقيقها، لكننا أيضاً لن ننتهي منها قبل الأوان. عندما تتحقق الأهداف، ستكتمل العملية وسيتوقف القتال"، وفق زعمه. وتابع ضمن ادعاءاته: "لا شك لدي في أن هذا النظام يريد القضاء علينا، ولهذا السبب شرعنا في هذه العملية للقضاء على التهديدين الملموسين لوجودنا: التهديد النووي وتهديد الصواريخ الباليستية . نحن نتقدم خطوة بخطوة نحو تحقيق هذه الأهداف. نحن قريبون جداً من تحقيقها". وذكر نتنياهو أن موقع فوردو النووي الإيراني تضرر بشدة جراء القنابل الخارقة للتحصينات التي أسقطتها الولايات المتحدة الليلة الماضية، لكن حجم الضرر لم يتضح بعد. وتعهدت طهران بالدفاع عن نفسها مهما كلف الأمر. وعندما سُئل نتنياهو عن مكان اليورانيوم الإيراني المخصب بنسبة 60%، قال: "نتابع ذلك عن كثب. أستطيع أن أؤكد لكم أنه عنصر مهم في البرنامج النووي". وأضاف: "إنه ليس العنصر الوحيد. وليس مكوناً كافياً بحد ذاته، لكنه مكوّن مهم، ولدينا معلومات مخابراتية مثيرة بشأنه، والتي ستعذرونني إن لم أشارككم إياها". وحتى وقت قريب من بدء الهجمات الإسرائيلية على منشآت التخصيب في 13 يونيو/ حزيران الجاري، كانت إيران تُخصب اليورانيوم بدرجة نقاء تصل إلى 60%. أخبار التحديثات الحية مجلس الأمن يعقد الأحد اجتماعا طارئا حول الضربات الأميركية على إيران وتقترب هذه النسبة من نسبة 90% تقريباً اللازمة لصنع سلاح نووي، لكنها أعلى بكثير من الحد الأقصى البالغ 3.67% الذي فرضه الاتفاق النووي لعام 2015، والذي التزمت به إيران حتى العام الذي تلا انسحاب الرئيس الأميركي دونالد ترامب منه في العام 2018. وأعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس الأحد، عدم تسجيل ارتفاع في مستويات الإشعاع في المنشآت النووية في إيران، بما فيها موقع فوردو، في أعقاب الضربات الأميركية. وتسود خشية من حدوث تسرب للإشعاعات من المنشآت الإيرانية النووية، ما يهدد بكارثة بيئية في المنطقة بعد انضمام واشنطن إلى الحرب. (رويترز، العربي الجديد)

العربي الجديد
منذ ساعة واحدة
- العربي الجديد
مسؤولون إسرائيليون: إطالة أمد الحرب مع إيران لا تخدمنا وبنك أهدافنا لم يستنفد
تأمل إسرائيل عدم تضييع "إنجازاتها" العسكرية في إيران، خاصة بعد الضربة الأميركية للمنشآت النووية، وأن يدفع ذلك طهران نحو اتفاق، وتواصل بالمقابل عدوانها، إذ يستمر الجيش الإسرائيلي بقصف مواقع في الجمهورية الإسلامية. ونقلت وسائل إعلام عبرية، اليوم الاثنين، عن مسؤولين في المستوى السياسي الإسرائيلي، قولهم إنهم يأملون امتصاص إيران الضربات التي تلقتها من إسرائيل والولايات المتحدة، وأن تعود إلى طاولة المفاوضات للتوصل إلى وقف لإطلاق النار وتفاهمات بشأن برنامجها النووي . وبحسب مصدر مطّلع تحدّث لصحيفة هآرتس، فإنّ المسؤولين الإسرائيليين، يعتقدون أنّ الرسائل التي بعثت بها إيران عقب الضربة الأميركية، لا تبشّر برغبة حقيقية في العودة إلى المحادثات، لكن المسؤولين الإسرائيليين يأملون أن يغيّر المرشد الأعلى علي خامنئي موقفه. وقال المصدر: "في إسرائيل لا يريدون إهدار ما حدث (الضربة الأميركية واعتبارها إنجازاً).. فعندما يقع حدث كهذا، يتجهون إلى مسار دبلوماسي، لأنه لم يعد هناك ما يمكن تحقيقه بالوسائل العسكرية". ومع هذا، لا يستبعد المسؤولون الإسرائيليون احتمال حدوث تصعيد في الأيام المقبلة، إذا قررت إيران تنفيذ تهديداتها والانتقام من الهجوم الأميركي، سواء عبر تعطيل الملاحة في مضيق هرمز ، أو تنفيذ سلسلة هجمات ضد قواعد أو سفارات أميركية في المنطقة، أو ضد أهداف غربية حول العالم. ومن الخيارات الأخرى التي قد تلجأ إليها إيران الحفاظ على مواجهة محدودة، عبر حرب استنزاف ضد إسرائيل تمتد لأشهر، باستخدام إطلاق صواريخ وطائرات مسيّرة بشكل متقطع، على غرار ما يفعله الحوثيون في اليمن. وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى أن البرنامج النووي الإيراني تعرّض لضربة كبيرة، "أعادته سنوات إلى الوراء"، مما سيُصعّب على طهران إنتاج قنبلة نووية أو صواريخ قادرة على حملها في المستقبل القريب، وهي الذريعة التي روجتها إسرائيل لتبرير عدوانها، فيما أدلى رئيس مجلس الأمن القومي تساحي هنغبي، بتصريحات مشابهة خلال جلسة مغلقة للجنة الخارجية والأمن. أخبار التحديثات الحية نتنياهو يخشى حرب استنزاف مع إيران: قريبون من تحقيق أهدافنا ورغم اعتقاد إسرائيل أنّ الغارات الجوية الإسرائيلية والأميركية دمّرت المنشأة النووية الكبرى في نطنز، بما في ذلك الجزء الموجود تحت الأرض، إلا أنّ المؤسسة الأمنية تجد صعوبة في تقييم وضع منشأة فوردو. ونقلت "هآرتس" قول مصدر غربي مطّلع على البرنامج النووي الإيراني، لم تسمّه، إنّ "الإيرانيين ربما تمكّنوا نظرياً من إخلاء اليورانيوم المخصّب من فوردو، لكن إخلاء أجهزة الطرد المركزي ليس ممكناً فعلياً". أما منشأة إنتاج الوقود النووي في أصفهان، فتُظهر صور الأقمار الصناعية الحديثة أنها تعرّضت لأضرار كبيرة نتيجة الهجوم الأميركي. في المقابل، نقلت الصحيفة عن مصادر لم تسمّها، أنه على الرغم من أنّ الهجوم الأميركي كان يهدف إلى الإشارة إلى نهاية الحملة العسكرية على إيران، ورغم أن المجتمع الدولي قد يزيد الضغط من أجل وقف إطلاق النار، فإنّ إسرائيل لم تستنفد بعد بنك الأهداف الذي جمعته، وتدرس حالياً إمكانية استغلال نافذة "الفرصة النادرة"، التي تتيح لها العمل بحريّة في الأجواء الإيرانية لضرب أهداف إضافية. من جهتها، أفادت صحيفة يديعوت أحرونوت العبرية، اليوم الاثنين، بأنّ الهجوم الأميركي على المنشآت الإيرانية، خلّف أضراراً كبيرة تثير تساؤلات بشأن استمرار العدوان. ونقلت تقديرات مسؤولين إسرائيليين أمس أنّ مئات الكيلوغرامات من المواد المُخصّبة دُمّرت خلال الهجمات، موضحين أنه "إذا أوقف خامنئي إطلاق النار غداً وقال إنه يريد إنهاء الحدث (الحرب)، فسنقبل بذلك". وأوضح مسؤولون إسرائيليون، وفقاً لذات الصحيفة، أنه رغم التقديرات الأولية، لا يوجد حتى الآن تأكيد قاطع لنتائج الضربة الأميركية، مشيرين إلى أن الصورة ستتضح خلال الأيام المقبلة. وقالوا: "تقدير الجهات الأمنية (الإسرائيلية) هو أنّ الإيرانيين لم يتمكنوا من إخراج المواد المُخصّبة، وإن فعلوا، فبكميات ضئيلة فقط". وأضافوا: "تقديرنا أنّ الكتلة الكبيرة، التي تبلغ مئات الكيلوغرامات، لم تُنقل، وتم تدميرها خلال الهجمات". أخبار التحديثات الحية حراك دبلوماسي لخفض التصعيد في إيران.. وبزشكيان يتوعد بالرد ولفتت الصحيفة إلى أنّ الخطة الأصلية للأميركيين كانت مهاجمة منشأة فوردو فقط، لكن رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو ووزير الشؤون الاستراتيجية رون ديرمر أقنعا الرئيس الأميركي دونالد ترامب بتوسيع العملية لتشمل نطنز وأصفهان أيضاً، بذريعة علم إسرائيل بوجود منشأة تحت الأرض قرب أصفهان يُخزَّن فيها اليورانيوم المخصّب، لكنها لم تكن قادرة على استهدافها، وهو ما استكملته الضربة الأميركية. وقبل العملية، طلبت الولايات المتحدة من إسرائيل إزالة بطاريات الدفاع الجوي والرادارات الإيرانية من المسار المؤدي إلى المواقع، حتى لا يتمكن الإيرانيون من رصد تشكيل الطائرات الأميركية، الذي ضم 120 طائرة مرافقة لطائرات B-2. وبحسب المسؤولين الإسرائيليين: "تقديراتنا أننا أعدنا البرنامج النووي الإيراني إلى الوراء لأكثر من عقد من الزمن، وبالمقابل أعددنا الجمهور لحملة (عسكرية) طويلة. الأمر لا يتعلّّق بنا بل بالإيرانيين. إذا قرر الإيرانيون الدخول في حرب استنزاف معنا، فستكون حملة طويلة وسنحتاج إلى وقت. لكن هذا ليس ما نريده. نريد إنهاء الحدث في الفترة القريبة، هذا الأسبوع. الأمر يعتمد على خامنئي. إذا استمر في إطلاق النار دون توقف، فسيتوجب علينا الرد، إذ لا يمكننا أن نتحمّل. مصلحتنا هي عدم إطالة أمد الحرب".


BBC عربية
منذ 3 ساعات
- BBC عربية
كيف تسير الرحلات الجوية في المنطقة وسط استمرار المواجهة الإسرائيلية الإيرانية؟
فرضت المواجهة العسكرية غير المسبوقة والمستمرة منذ أكثر من أسبوع بين إسرائيل و إيران، تحديات أمام حركة الطيران في الدول الواقعة بين هاتين الدولتين العدوتين، وسط استمرار الغارات الإسرائيلية على إيران، وإطلاق الأخيرة صواريخ على إسرائيل. ولجأت دول كالأردن، جارة إسرائيل من الشرق، إلى إغلاق مجالها الجوي مرتين خلال هذه المواجهة، لكن سرعان ما أعادت فتحه رفقة تدابير حذرة، بعد إطلاق إيران صواريخ وطائرات مسيرة باتجاه إسرائيل سقط بعضها داخل الأراضي الأردنية. كما أغلق العراق وسوريا أجواءهما مؤقتاً، واتخذت الدولتان المجاروتان لبعضهما إجراءات لمنع وقف الرحلات الجوية بشكل كامل، ولتسهيل عودة مواطنيهما. واستمرت حركة الملاحة داخل هذه البلدان رغم الاضطراب الذي دفع شركات طيران دولية إلى إلغاء أو تأجيل رحلالتها إلى المنطقة. تنسيق مدني- عسكري وبدأت المواجهة الحالية عندما شنت إسرائيل هجوماً مباغتاً على إيران فجر 13 يونيو/ حزيران الجاري بهدف منع الأخيرة من الحصول على سلاح نووي وفق الادعاء الإسرائيلي، ما دفع الجمهورية الإسلامية إلى الرد، إذ تقول إن برنامجها النووي "سلمي". وإثر ذلك، سارع الأردن إلى إغلاق أجوائه في ذلك اليوم وفي اليوم الثاني من المواجهة مؤقتاً، وبين هذين اليومين فتحت الأجواء لبضع ساعات. ومنذ ذلك الحين، لم تغلق المملكة أجواءها بشكل كامل، رغم استمرار المواجهة. وفي هذا الصدد، قال رئيس مجلس مفوضي هيئة تنظيم الطيران المدني الأردني، الكابتن هيثم مستو "في تشغيل الأجواء الأردنية للطيران المدني، نتبع منهجية لتقييم للمخاطر واتخاذ إجراءت تخفيفية للإبقاء على مستوى السلامة المقبول واستمرار تشغيل الأجواء". وتحدث مستو لبي بي سي، عن "تنسيق مدني عسكري فعّال" تحصل الهيئة من خلاله على معلومات "قبل وقت كافٍ لإيقاف أذون السماح للطائرات بمغادرة المطارات الأردنية أو دخول أجواء الأردن في حالة اقتراب أي نوع من التهديدات للأجواء". وفي الوقت نفسه "يتم توجيه الطائرات الموجودة في أجواء المملكة إلى مناطق بعيدة عن التهديد المحتمل، وعليه يتم إغلاق أجواء المملكة مؤقتاً إلى حين زوال الخطر"، وفق ما شرح مستو، الذي أوضح "إن كان الخطر مستمر يتم إغلاق الأجواء بشكل كامل". وأغلق الأردن أجواءه ومطاراته مرات عدة مؤقتاً وعلى فترات منذ بداية التصعيد في المنطقة، بحسب مستو. والمملكة الموقعة على الاتفاقية الدولية للطيران المدني منذ عام 1947 "ملتزمة بمعايير سلامة الملاحة الجوية وأجواءها مفتوحة ما دامت المخاطر قليلة، وعكس ذلك تغلق الأجواء فوراً" على ما ذكر مستو لبي بي سي. وأشار إلى "تنسيق مستمر" بين هيئة الطيران المدني الأردني ونظيراتها في المنطقة "يتم فيه تبادل المعلومات الخاصة بمسار الرحلات الجوية وأي تهديدات على سلامة الملاحة". ويطلب الأردن من الطائرات القادمة إلى أراضيه "حمل وقود إضافي" وذلك من أجل "اتخاذ أي إجراء بتوجيه هذه الطائرات إلى أماكن آمنة، أو الطلب منها تغيير وجهتها" بالهبوط في مطار آخر خارج المنطقة بدلاً من قدومها إلى المملكة. وقال مستو إن الأردن "يلزم" الطائرات القادمة بهذا الأمر. وتحدث المدير التنفيذي لشركة الخطوط الجوية الملكية الأردنية، سامر المجالي، عن "نظام جديد" في المملكة يقضي بـ "عدم إغلاق المجال الجوي حتى لو عبرت صواريخ وطائرات مسيرة أجواء الأردن لأن مسارات هذه الأجسام أصبحت واضحة ولا يتطلب إغلاق الأجواء بل إبعاد الطائرات عن هذه المسارات"، بحسب صحيفة الرأي الحكومية. الأردن بات "ملاذاً آمناً" للإجلاء ورغم ذلك، تراجعت حركة القدوم والمغادرة عبر مطار الملكة علياء في عمّان على وقع التصعيد المتواصل بحسب مستو، وتحدث عن انخفاض بنسبة 40 بالمئة في عدد المسافرين. وتسبب التصعيد في خسائر مباشرة وغير مباشرة على اقتصاد الأردن، وفق مستو، الذي قال إن "الوقت مبكر" لإعطاء رقم محدد عن حجم هذه الخسائر، لكنه أشار إلى جانب "إيجابي" وهو ازدياد الطلب على شركة الخطوط الجوية الملكية المحلية في ضوء إلغاء أو تأجيل شركات دولية رحلاتها إلى المنطقة رغم وجود "تغيير على برامج بعض رحلات الملكية"، تبعاً للأحداث الجارية. وبالفعل، ألغت وأجلت شركات طيران دولية رحلاتها إلى دول في المنطقة على خلفية الأحداث الجارية. وتدرس هذه الشركات مدة تعليق رحلاتها إلى الشرق الأوسط بعد أن ضربت الولايات المتحدة مواقع منشآت نووية في إيران. وزادت أهمية المسارات الجوية عبر الشرق الأوسط للرحلات بين أوروبا وآسيا منذ إغلاق المجالين الجويين الروسي والأوكراني بسبب الحرب، لكن موقع تتبع الرحلات فلايت رادار 24 أظهر فضاء فارغاً فوق إيران والعراق وسوريا وإسرائيل. وإثر ذلك، لفت مستو إلى أن الأردن بات "ملاذاً آمناً" خلال هذه الفترة مع لجوء دول حول العالم إلى المملكة، كنقطة، لإجلاء رعاياها من المنطقة. وأجلت ألمانيا 345 شخصاً بواسطة رحلتين خاصتين عبر عمّان وفق وكالة فرانس برس. في حين، قال وزير الخارجية الفرنسي جان-نويل بارو، إن الرعايا الفرنسيين الراغبين بمغادرة إسرائيل، يمكنهم الوصول براً إلى الأردن ومصر حيث ستنقلهم حافلات إلى المطارات. وحثّت السفارة الصينية في إسرائيل الرعايا الصينيين على المغادرة عبر الأردن. العراق يوجه رحلاته إلى مطار البصرة وفي العراق، أبقت السلطات على إغلاق المطارات كافة، بعد بدء التصعيد في المنطقة، لكنها استثنت مطار البصرة الدولي لاحقاً. وبعد مرور يومين على المواجهة، أعلنت وزارة النقل العراقية "استئناف الرحلات الجوية للخطوط الجوية العراقية من مطار البصرة الدولي"، مؤكدة "استمرار إغلاق الأجواء العراقية مؤقتاً". ووفق بيان للوزارة، فإنها قررت "بدء العمل بالخطة الطارئة لتأمين حركة السفر من وإلى العراق في ظل الظروف الراهنة، حيث تم استئناف رحلات الخطوط الجوية العراقية من مطار البصرة الدولي خلال فترة النهار فقط". وأدانت وزارة الخارجية العراقية ما وصفته بـ "العدوان على الجمهورية الإسلامية الإيرانية"، وعبرت عن قلقها "إزاء الانتهاكات المتكررة للأجواء العراقية من قبل الطيران الصهيوني" معتبرة أنه "يشكّل تهديداً مباشراً لأمن وسلامة الملاحة الجوية المدنية، خصوصاً عبر مطار البصرة الدولي، الذي يُعد في الوقت الحالي المنفذ الجوي الوحيد لعودة المواطنين العراقيين العالقين في الخارج ومغادرة المسافرين إلى وجهاتهم". وفي غضون ذلك، تحدثت وزارة النقل العراقية عن "نجاح" الخطوط الجوية العراقية في تنفيذ 74 رحلة جوية إلى وجهات متعددة، لإعادة مواطنين عالقين في بعض المطارات الدولية خلال أسبوع، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء العراقية الرسمية. وشملت الرحلات "وجهات متعددة أبرزها بيروت، إسطنبول، أنطاليا، كوالالمبور، دبي، القاهرة، جورجيا، مومباي، دلهي، أنقرة، صبيحة، بكين، كراتشي، وإسلام أباد، ومسقط"، وفق الوزارة. وأشارت إلى أن "الخطوط الجوية العراقية نقلت 23,157 مسافراً من العراقيين العالقين، وجاليات عربية وأجنبية" حتى السبت الماضي. بموازاة ذلك، أعلنت وزارة النقل، أيضاً، عن إعادة أغلب العراقيين العالقين في لبنان وتركيا وجورجيا ومصر ودول الخليج، مشيرة إلى أنها "تجاوزت أزمة". وقالت الوزارة إن "الرحلات مستمرة، حيث يتم إجراء رحلات تصل إلى ما بين 10 إلى 12 رحلة يومياً، من مطار البصرة الدولي". جدولة رحلات من دمشق إلى حلب، والأجواء اللبنانية مفتوحة وفي المجاورة سوريا، أعلنت الخطوط الجوية السورية وقف جميع الرحلات الجوية التابعة لها مؤقتاً وحتى إشعار آخر، وذلك إلى "حين تحسّن الأوضاع في المنطقة وعودة الأجواء إلى طبيعتها"، بعد شن إسرائيل غارات على إيران. لكن سرعان ما تحدثت عن "استئناف تدريجي" للرحلات من مطار دمشق الدولي في اليوم التالي، بحسب وكالة الأنباء السورية. غير أن إلغاء رحلات من مطار دمشق الدولي، دفع الخطوط الجوية السورية إلى إعادة جدولتها انطلاقاً من مطار حلب الدولي، مؤقتاً، "حفاظاً على سلامة المسافرين وضمان استمرارية التشغيل"، بحسب ما أعلنت الشركة المحلية. وقالت الشركة في بيان موجه للمسافرين، "أنه وبسبب استمرار إغلاق الأجواء والممرات الجوية المؤدية إلى مطار دمشق الدولي، فإنها تواصل إلغاء رحلاتها من مطار دمشق، وتقوم بإعادة جدولتها انطلاقًا من مطار حلب الدولي، وذلك حفاظًا على سلامة المسافرين وضمان استمرارية التشغيل". وتحدثت عن "إلغاء كامل" الرحلات المجدولة من مطار دمشق الدولي "حتى إشعار آخر بسبب إغلاق الأجواء"، مع "تثبيت مواعيد الرحلات البديلة من مطار حلب باتجاه الوجهات المجدولة". ولفتت إلى أن "مسار الرحلات سيكون عبر البحر، ما قد يؤدي إلى زيادة طفيفة في زمن الرحلة". وأشارت إلى قيامها بتسيير رحلتين إلى دبي والشارقة، في محاولة لـ "إعادة أكبر عدد ممكن من الركاب الذين تم إلغاء رحلاتهم سابقاً". كما أغلق لبنان أجواءه في اليوم الذي بدأت فيه إسرائيل غاراتها على إيران، لكن أعادت السلطات فتح الأجواء في اليوم التالي. وقال وزير الأشغال العامة والنقل اللبناني، فايز رسامني، إن قرار الإغلاق "وما رافقه من إجراءات استثنائية فُرض نتيجة ضرورات أمنية بحتة، وأن سلامة المسافرين والمرافق الجوية تبقى في صدارة الأولويات". وفي 20 من الشهر الجاري، قال رسامني إن قرار إبقاء الأجواء اللبنانية مفتوحة "جاء بعد دراسة معمّقة، وتوصية رُفعت إلى مجلس الوزراء الذي أقرّ الاستراتيجية التي أعدّتها المديرية العامة للطيران المدني". وأشار إلى أن "بعض شركات الطيران بدأت تدريجياً باستئناف رحلاتها، من بينها شركة الخطوط القبرصية". وأثنى الوزير اللبناني على "جهود خلية الأزمة في التعامل مع إلغاء الرحلات، وتنظيم عمليات إعادة اللبنانيين العالقين، وخصوصاً من شرم الشيخ، وأنطاليا، والعراق، عبر مختلف الوسائل الجوية والبحرية والبرية". وأعلنت الخطوط الجوية اللبنانية "طيران الشرق الأوسط" الاثنين، عن تقديم مواعيد إقلاع عدد من رحلاتها المتوجهة من بيروت إلى الأردن والخليج العربي خلال الفترة الممتدة من 24 إلى 26 يونيو/ حزيران الجاري. وقالت في بيان، إن القرار جاء "نظراً للظروف الراهنة وما تفرضه من تغييرات في بعض المسارات الجوية التي ينتج عنها زيادة مدة الرحلات"، بحسب ما نقلت وكالة الأنباء اللبنانية الرسمية. وهذه ليست المرة الأولى التي تقدم فيها الشركة اللبنانية مواعيد رحلاتها خلال هذه الفترة، وفي المقابل اضطرت إلى إلغاء العديد من الرحلات المتوجهة إلى بغداد وأربيل.