logo
الضربة الأمريكية على منشآت إيران النووية ذروة التصعيد أم خطوة مدروسة لاحتواء الصراع؟

الضربة الأمريكية على منشآت إيران النووية ذروة التصعيد أم خطوة مدروسة لاحتواء الصراع؟

البيانمنذ 3 ساعات

وفاء عيد ومصطفى عبدالقوي ومحمد أبوزيد
دخلت الولايات المتحدة الأمريكية رسمياً على خط التوتر المتصاعد بين إيران وإسرائيل، والذي اندلع قبل أكثر من عشرة أيام، موجّهة ضربة عسكرية خاطفة استهدفت ثلاث منشآت نووية إيرانية رئيسية في نطنز وفوردو وأصفهان. هذا التطور العسكري المفاجئ يضع الصراع أمام مفترق طرق بالغ الخطورة، حيث بات السؤال الأبرز: هل تمثل هذه الضربة بداية لانزلاق نحو حرب شاملة، أم خطوة مدروسة لاحتواء الصراع وإنهائه؟
الضربة الأمريكية، رغم قوتها الرمزية والاستراتيجية، تثير جدلاً واسعاً بين من يعتبرها ذروة التصعيد ونقطة تحوّل نحو التهدئة، ومن يراها إعلاناً ضمنياً لبداية حرب متعددة الأطراف؛ ففي حين تشير بعض التحليلات إلى وجود تفاهمات غير معلنة تهدف لوقف التصعيد، يرى آخرون أن استهداف منشآت نووية يُمهد لتصعيد خطير. وتتضارب المؤشرات بين تصريحات أمريكية توحي برغبة في السلام، وتحذيرات من احتمال توسّع الصراع، ما يضع العالم أمام مشهد إقليمي شديد الحساسية.
وقال الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، في كلمة له بعد تنفيذ الضربة الأمريكية في الساعات الأولى من صباح أمس: «إن إيران أمامها إما السلام أو ما وصفه بـ «مأساة»، مهدداً بمزيد من الأهداف حال إن لم تلتزم طهران بمسار السلام»، فيما توعد مسؤولون إيرانيون بالرد الحازم .
ويتبنى الباحث المتخصص في الشأن الإسرائيلي، أحمد فؤاد أنور لـ «البيان» الرأي القائل بأن الضربة الأمريكية لسلسلة مواقع نووية إيرانية «كانت دراماتيكية سينمائية إلى حد بعيد»، وربما كانت بناءً على اتفاقات غير معلنة (لإنهاء الحرب)، لأن الرد الإيراني قد يكون رمزياً، وقد انطلق بالفعل تجاه إسرائيل وأوقع إصابات. ويرى أنور أن كلا الطرفين بعد ذلك سيحرص على تقديم نفسه كمنتصر، وأنه أفشل مخططات الآخر، ويُكتفى بهذه الجولة التي استمرت عشرة أيام، مشيراً إلى أن «هذا هو السيناريو المرجح في تقديري.. ولكن في الوقت ذاته قد تحدث خيانات لتلك الاتفاقات»، على حد وصفه. كان ترامب قد قال، إنه سوف ينتظر أسبوعين ثم يقرر ماذا سيفعل حيال إيران قبل أن يتم تنفيذ الضربة الأمريكية سريعاً دون انتظار انقضاء المهلة التي حددها.
ويقول أنور: «كان الجانب الإسرائيلي منهكاً، وكذلك الجانب الإيراني، وثمة توازن رعب بين الطرفين، ما يسهّل في سياقه الوصول إلى تهدئة غير معلنة وتخفيض حدة التصعيد بعد الضربة الأمريكية»، مردفاً: «نحن هنا نتحدث عن إشارة من ترامب بأن السلام قد بدأ، وهناك إشارات من الخارجية الإيرانية بوجود إمكانية للانخراط في تسوية سياسية.. وهذه المؤشرات هي على الأرجح ما سيغلب، وسيتم تقديمها للرأي العام في كلا الجانبين، لأن الأمر قد ينزلق إلى حرب موسعة».
ويوضح أنور أن الجانب الذي تلقى خسائر سيحاول التقليل منها، وكذلك الجانب الإسرائيلي. لذا «أرى أن السيناريو المرجح هو تفعيل تهدئة أو وقف غير معلن لإطلاق النار بين الجانبين».
بينما تشير تقارير أمريكية إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب تستعد لاحتمال ردٍّ انتقامي من إيران في أعقاب الضربة التي استهدفت منشآت نووية رئيسية، وسط حالة تأهب قصوى خلال الساعات الثمانية والأربعين المقبلة، التي وصفتها مصادر أمريكية لشبكة «إن بي سي نيوز» بأنها مثار «قلق بالغ». وأوضح المسؤولون أن طبيعة الرد الإيراني لا تزال غير واضحة حتى الآن، سواء من حيث النطاق أو الجغرافيا، مرجّحين أن يشمل الرد مواقع داخلية أو خارجية أو كليهما. ووفقاً لما نقلته الشبكة عن مسؤولين مطّلعين على التخطيط العسكري، فإن إيران تمتلك بالفعل خططاً معدّة سلفاً لاستهداف القواعد والأصول الأمريكية في الشرق الأوسط، في حال قررت اللجوء إلى التصعيد العسكري.
تصعيد أوسع
من جانبه، يقول مستشار المركز العربي للدراسات، أبو بكر الديب، لـ «البيان»: «إن استهداف المنشآت النووية يُعدّ عملاً عدائياً من الدرجة الأولى، ومن الصعب أن تتجاهله إيران دون ردّ حاسم. وقد تعتبر طهران هذه الضربات إعلان حرب، فتردّ عسكرياً بشكل مباشر أو عبر حلفائها في المنطقة».
لكنه يضيف: «من ناحية أخرى، قد تكون الضربة رسالة ردع محدودة تهدف إلى إجبار إيران على التراجع والقبول بشروط تفاوض جديدة. وقد تراهن واشنطن على أن إيران لن تردّ بشكل واسع لتفادي حرب شاملة. في هذا السيناريو، تُعدّ الضربة أداة ضغط لا بداية لحرب مفتوحة»، معتبراً أن تصريحات ترامب قد تكون اختباراً لردّ الفعل الإيراني؛ فإذا جاء الرد محدوداً، قد تسعى واشنطن لاحتواء الموقف سياسياً. أما إذا كان الردّ قوياً، فسنكون أمام تصعيد تدريجي قد يشمل إغلاق مضيق هرمز أو استهداف منشآت في الخليج.
بالتالي، فإن الوضع الحالي - في تقدير الديب - لا يعكس نهاية حرب، بل دخول مرحلة جديدة من التوتر، قد تتطور إلى مواجهة أوسع إذا لم يتم احتواؤها سريعاً.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

باحثون: قمة «الناتو» مؤشر إلى مستقبل الحلف بين أميركا وأوروبا
باحثون: قمة «الناتو» مؤشر إلى مستقبل الحلف بين أميركا وأوروبا

الإمارات اليوم

timeمنذ ساعة واحدة

  • الإمارات اليوم

باحثون: قمة «الناتو» مؤشر إلى مستقبل الحلف بين أميركا وأوروبا

مع اقتراب انعقاد قمة دول حلف شمال الأطلسي (الناتو)، غداً، في لاهاي، دعت مجلة «فورين بوليسي» مجموعة من المفكرين الباحثين للتحدث عن توقعاتهم بشأن مستقبل الحلف. وقال مدير دراسات السياسة الخارجية والدفاعية في معهد «أميركان إنتربرايز»، كوري شاك: «قبل شهرين، اقترحتُ أن يدّعي الأمين العام لحلف (الناتو)، مارك روته، أنه أصيب بنوبة قلبية ويُؤجل القمة في لاهاي، لأنني اعتقد أن عداء فريق الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، تجاه أقرب أصدقاء الولايات المتحدة قد بلغ حداً من الشدة، بحيث قد يؤدي ذلك إلى قمة كارثية». وأضاف: «قائمة الأدلة طويلة، إذ هدد ترامب بالتخلي عن أي حليف لا يحقق أهداف الإنفاق الدفاعي، ودعا إلى ضم كندا وغرينلاند، وأهان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في المكتب البيضاوي، وقيّد تقديم المعلومات الاستخباراتية والأسلحة إلى كييف». وتابع: «تشمل الأدلة أيضاً خطاب نائبه، جي دي فانس، في ميونيخ، ودعمه الصريح للمتطرفين السياسيين الأوروبيين، وتردد واشنطن في تعيين ضابط أميركي لقيادة (الناتو)، ورفض الإدارة إدانة حرب روسيا في أوكرانيا، وخشية أن يستغل ترامب القمة للإعلان عن الانسحاب الكامل للقوات الأميركية من أوروبا، ما سيُمثل دعوة مفتوحة لروسيا لتوسيع نطاق نفوذها، وربما مهاجمة حليف في (الناتو)». واستدرك شاك: «لكنني استهنت بميزة استراتيجية أساسية للحلف، وهي قدرته على إيجاد سبل لتجاوز الخلافات العميقة بين أعضائه، ففي نهاية المطاف، هذا هو التحالف الذي وضع تقرير هارميل عام 1967 (تقرير بشأن المهام المستقبلية للحلف)، والذي وضع بمبادرة من وزير الخارجية البلجيكي آنذاك بيير هارميل في وقت كان فيه وجود هذا الكيان موضع تساؤل، والذي دعا إلى تهديد الكتلة السوفييتية من خلال الردع وخفض التوترات، وهو أيضاً التحالف الذي اتخذ قرار المسار المزدوج عام 1979 بنشر أسلحة نووية جديدة، وفي الوقت نفسه دعا إلى سحبها». وأضاف شاك: «لقد برع أعضاء (الناتو) في إيجاد سبل لجعل الأمور المتعارضة حقيقية في آن واحد، وذلك من أجل استيعاب مشكلات اللحظة، ومشكلة اللحظة هي تهديد واشنطن بالتخلي عن التزاماتها في الوقت الذي تخشى فيه أوروبا من أنها لا تستطيع أن تكون آمنة من دون الولايات المتحدة». وتابع: «مع اقتراب القمة، يبدو أن حلف (الناتو) قد وجد طريقة لتجنب أسوأ النتائج، كما ظل يفعل دائماً، ومن المرجح أن يُعلن ترامب خلال القمة عن تخفيضات في القوات الأميركية، لكن الخبر الرئيس سيكون موافقة جميع الحلفاء الـ32 على زيادة الإنفاق الدفاعي إلى 5% من الناتج المحلي الإجمالي، وبحسب التفاصيل الدقيقة، سيُخصص 3.5% فقط للأسلحة والقوات، بينما ستُخصص نسبة 1.5% المتبقية للبنية التحتية، لكن البنية التحتية مهمة وشعبية». وتابع: «بالمناسبة، لكي تصل الولايات المتحدة إلى هدف 3.5% الجديد فقط، سيتطلب ذلك إضافة 380 مليار دولار إلى ميزانية الدفاع الأميركية السنوية، لذا، سيُبحر حلفاء (الناتو) في هذه المياه المضطربة، ويرضون بمطالب ترامب، مع التقليل من شأن الخطر الاستراتيجي الجديد الذي يُضيفه أي تخفيض آخر في القوات الأميركية». تقسيم العالم بدورها، قالت الباحثة غير المقيمة في مؤسسة «بروكينجز»، أنجيلا ستينت: «أدان البيان الصادر عن قمة (الناتو) في واشنطن عام 2024 الحرب الروسية الشاملة على أوكرانيا، وأكد بوضوح أن روسيا لاتزال تُمثل التهديد الأكثر أهمية ومباشرة لأمن الحلفاء»، كما اتفق الحلفاء على إعداد استراتيجية جديدة للتعامل مع روسيا لقمتهم المقبلة في عام 2025، تأخذ في الحسبان التهديدات الأمنية الجديدة، إلا أنه بعد انتخاب ترامب، تم التخلي عن العمل بهذه الاستراتيجية الجديدة، إذ أدرك كبار مسؤولي (الناتو) استحالة التوصل إلى توافق بين واشنطن وأوروبا حول كيفية التعامل مع روسيا». وأضافت: «يُصر ترامب على إعادة ضبط العلاقات مع الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، وتحقيق ما لم ينجح أي من أسلافه في تحقيقه منذ عام 1991، وهو بناء علاقة مثمرة مع الكرملين. وعلى عكس الرؤساء الأميركيين السابقين، سواء كانوا جمهوريين أو ديمقراطيين، فإن فهم ترامب لمحركات السياسة العالمية يُشبه فهم بوتين: فالعالم مُقسّم إلى مناطق نفوذ، تسيطر على كل منها قوة عظمى ذات سيادة مطلقة، بينما تتمتع القوى الأصغر بسيادة محدودة فقط، وتعثرت مفاوضات إنهاء حرب روسيا مع أوكرانيا لأن بوتين لا ينوي إنهاء الحرب في أي وقت قريب، لكن البيت الأبيض يواصل سعيه لتحسين العلاقات مع الكرملين، بغض النظر عن استمرار العدوان الروسي من عدمه». وتابعت: «خلال قمة (الناتو) المقبلة، يتمثل الهدف الرئيس في تجنب أي توترات كبيرة عبر الأطلسي، سيُعقد اجتماع واحد فقط للقادة بدلاً من الاجتماعات العديدة المعتادة، ويبدو أن روسيا وأوكرانيا لن تكونا موضوع نقاش تقريباً، ولن يحضر الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، اجتماع القمة الرئيس». وأوضحت ستينت: «إذا نجحت إعادة ضبط العلاقات بين ترامب وبوتين، وانتهت عزلة الولايات المتحدة عن روسيا مع استمرار الحرب، فسيواجه (الناتو) تحدياً خطراً، وباستثناء عدد قليل من أعضاء (الناتو)، مثل المجر وسلوفاكيا، الذين يُطالبون بإنهاء الدعم لأوكرانيا وإعادة التواصل مع روسيا، يبقى أعضاء (الناتو) الأوروبيون متحدين في إدانتهم لحرب روسيا ودعمهم لمساعدة أوكرانيا، إنهم ينظرون إلى روسيا كتهديد رئيس للأمن الأوروبي، وذلك بسبب تصميم بوتين على مراجعة تسوية ما بعد الحرب الباردة، وإعادة ترسيخ هيمنة موسكو على كل من الدول السوفييتية السابقة والأعضاء السابقين في حلف وارسو». ورأت ستينت أنه إذا أوقفت إدارة ترامب دعمها العسكري والاقتصادي والاستخباراتي لأوكرانيا، وأعادت التعامل مع روسيا بشكل كامل، فستكون هذه هي المرة الأولى منذ تأسيس (الناتو) التي تتباين فيها تصورات التهديد الأوروبي والأميركي تجاه روسيا بشكل كبير. وأضافت: «التحدي الرئيس الذي يواجه أعضاء (الناتو) الأوروبيين (وكندا وتركيا) في المستقبل، سيكون وضع استراتيجية فعالة لردع أي عدوان روسي مستقبلي، حتى لو عارض أقوى عضو في الحلف ضرورة احتواء روسيا، وقد أبدت الدول غير الأعضاء في (الناتو)، في الأشهر القليلة الماضية، عزمها على زيادة الإنفاق على الدفاع، وتولي مسؤولية أكبر للدفاع عن أوكرانيا، ومع ذلك فإن الحفاظ على هذه الالتزامات في مواجهة إحجام الولايات المتحدة عن معاقبة روسيا سيظل مهمة شاقة على مدى السنوات الثلاث المقبلة على الأقل». أوروبا ضعيفة أما الزميل المشارك في مجال القوة السيبرانية والصراع المستقبلي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، فرانز ستيفان جادي، فقال: «اعتماد أوروبا المستمر على القدرات العسكرية الأميركية ليس عيباً عرضياً، بل هو سمة أساسية من سمات البنية الأمنية عبر الأطلسي». وأضاف: «منذ تأسيس (الناتو) في أواخر أربعينات القرن الماضي، لعبت الولايات المتحدة دور المُدمج الرئيس، أي الرابط الاستراتيجي الذي يحافظ على تماسك الدفاع الجماعي الأوروبي. وقد أدى هذا الدور الأميركي، بصفته العمود الفقري الاستراتيجي والعملياتي والتكنولوجي لـ(الناتو)، إلى خلق تبعية عميقة ومعقدة، ما جعل الجهود الأوروبية لتعزيز دفاعاتها محدودة بطبيعتها، ما لم يُعالج هذا الدعم الأساسي». وتابع: «يشير النقاش حول ميزانيات الدفاع، والذي سيُطرح بشكل بارز في قمة هذا الأسبوع، إلى أن أوروبا تستطيع الدفاع عن نفسها ببساطة من خلال تجنيد المزيد من الجنود، وتكديس الطائرات والدبابات والمدفعية والطائرات بدون طيار وغيرها من المعدات، ومع ذلك فإن إحصاء القوات والأسلحة ممارسة خاطئة». الممكنات الاستراتيجية وأوضح: «يكمن التحدي الحقيقي في أن أوروبا تفتقر إلى القدرات الأساسية اللازمة لدمج العمليات القتالية واستدامتها على مدى فترة طويلة، أي ما يُسمى (المُمكّنات الاستراتيجية) التي تُوفرها الولايات المتحدة بالكامل تقريباً»، لافتاً إلى أن هذه العوامل المُمكّنة تشمل الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع، بما في ذلك الأقمار الاصطناعية والرادارات، وقدرات الضرب الدقيق لضرب الأهداف عالية القيمة، وأنظمة الدفاع الجوي بعيدة المدى لاعتراض وتحييد التهديدات المعقدة، وبنية تحتية متينة للقيادة والتحكم والاتصالات، وهو أمر حيوي للتنسيق واتخاذ القرار». وأشار إلى أن معظم القيادات العسكرية الأوروبية تفتقر إلى الخبرة الواسعة في قيادة التشكيلات البرية الكبيرة، وهي مهارة بالغة الأهمية للانتشار السريع والفعالية العملياتية في سيناريوهات الأزمات. وتابع: «تستمر قائمة النواقص العسكرية، فالقوات الجوية الأوروبية غير قادرة عموماً على تنفيذ عمليات معقدة مثل قمع الدفاعات الجوية للعدو، أو توجيه ضربات عميقة ضد أهداف عالية القيمة أو محصنة في مؤخرة العدو. ولاتزال القوات البحرية الأوروبية، على الرغم من بعض التحسينات الأخيرة، محدودة في الحرب المضادة للغواصات، وهو عنصر حاسم في مواجهة خصم مثل روسيا، ويؤكد عدم القدرة على تنفيذ هذه المهام اعتماد أوروبا على الأصول الأميركية والثغرات التي تحتاج إلى معالجة عاجلة». وأضاف: «تجلّت هذه العيوب - التي تفاقمت بنقص خطير مماثل في الجدية الاستراتيجية والإرادة السياسية - بشكل صارخ خلال النقاش حول احتمال نشر قوات برية أوروبية لتأمين وقف إطلاق نار افتراضي في أوكرانيا». وقال: «عجز الدول المشاركة في المناقشات عن نشر لواءين أو ثلاثة ألوية آلية بشكل جماعي - يضم كلٌ منها ما بين 3000 و5000 جندي تقريباً - يُظهر القيود المنهجية لأوروبا، على الرغم من الكميات الكبيرة من المعدات والقوات في القارة»، مؤكداً أن «هذه العيوب تُقوّض بشكل مباشر مصداقية خطط الدفاع الإقليمي لحلف (الناتو)، وقدرته على الردع، لاسيما في دول البلطيق، حيث يُتوقع من دول (الناتو) الأكبر حجماً، مثل ألمانيا، أن تنشر قوات موثوقة قادرة على ردع العدوان الروسي». عن «فورين بوليسي» القدرة على الردع قال الزميل المشارك في مجال القوة السيبرانية والصراع المستقبلي في المعهد الدولي للدراسات الاستراتيجية، فرانز ستيفان جادي: «إذا لم تستطع أوروبا نشر قواتها والحفاظ عليها بشكل مستقل من دون دعم أميركي، فإنّ قدرة الحلف على الردع ستتعرّض للخطر بشكل كبير، حيث يبدو انسحاب الولايات المتحدة واقعياً بشكل متزايد». وأضاف: «قد تُشكّل السنوات القليلة المقبلة بداية لمرحلة من الضعف الخطر، ولكي يضمن الحلفاء الأوروبيون قدرتهم على نشر قوات قادرة على القتال عند الحاجة، من الضروري للغاية أن يسرّعوا الاستثمارات الآن وليس غداً، في تلك العناصر المُمكّنة الأساسية التي وفرتها الولايات المتحدة إلى حد كبير».

«الرقابة النووية »: لا تأثيرات في الدولة نتيجة التطورات بإيران
«الرقابة النووية »: لا تأثيرات في الدولة نتيجة التطورات بإيران

الإمارات اليوم

timeمنذ ساعة واحدة

  • الإمارات اليوم

«الرقابة النووية »: لا تأثيرات في الدولة نتيجة التطورات بإيران

طمأنت الهيئة الاتحادية للرقابة النووية الجمهور بأن الجهات الوطنية المختصة تتابع، عن كثب، تطورات الوضع المرتبط بالمنشآت النووية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية. وأكدت الهيئة أنها على اطلاع ومتابعة مستمرة للمستجدات، بالتنسيق مع الشركاء الدوليين، بما في ذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية (IAEA)، وتستلم بشكل دوري التحديث من القنوات الرسمية. وقالت الهيئة إنه بناء على المتابعة المستمرة للموقف، فإنها تؤكد عدم وجود تأثيرات في الدولة نتيجة هذه التطورات، وتدعو الجمهور الكريم إلى استقاء المعلومات من المصادر الرسمية، وتجنّب تداول الشائعات والأخبار غير المؤكدة.

غروسي يعلّق على وضع مواقع إيران النووية بعد القصف الأميركي
غروسي يعلّق على وضع مواقع إيران النووية بعد القصف الأميركي

سكاي نيوز عربية

timeمنذ ساعة واحدة

  • سكاي نيوز عربية

غروسي يعلّق على وضع مواقع إيران النووية بعد القصف الأميركي

وقال غروسي، خلال الاجتماع الطارئ لمجلس الأمن في نيويورك، إن حفرا تظهر بوضوح في منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم بالغة التحصين تحت الأرض. وأضاف غروسي: "في الوقت الحالي، لا أحد بما في ذلك الوكالة الدولية للطاقة الذرية قادر على تقييم حجم الأضرار تحت الأرض في منشأة فوردو". وذكر غروسي أن المداخل إلى أنفاق في أصفهان كانت على ما يبدو تستخدم لتخزين مواد مخصبة، قد تعرضت للقصف. وفي الموقع الثالث، في نطنز ، تعرضت منشأة لتخصيب اليورانيوم للقصف. وحسبما قال غروسي أمام مجلس الأمن فإن إيران أبلغت الوكالة بأنه لم يتم تسجيل أي زيادة في مستويات الإشعاع خارج المنشآت الثلاث. وكان مسؤولون قد قالوا قبل هجوم إسرائيل على إيران في 13 يونيو إن معظم اليورانيوم الإيراني عالي التخصيب كان مخزنا تحت الأرض في أصفهان. وأكد مسؤولون إيرانيون أنه سيتم اتخاذ تدابير لحماية المواد النووية لإيران دون إبلاغ الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وردّ غروسي على ذلك قائلا إن بإمكان إيران القيام بذلك بطريقة تحترم ما يُعرف بالتزاماتها في إطار اتفاق الضمانات بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي. وأضاف غروسي أمام مجلس الأمن "يمكن لإيران اتخاذ أي تدابير خاصة لحماية موادها ومعداتها النووية وفقا لالتزاماتها بالضمانات والوكالة. هذا أمر ممكن". وتعقد الوكالة الدولية للطاقة الذرية "اجتماعا طارئا" في مقرها في فيينا الإثنين، بحسب ما أعلن غروسي والذي كتب على "إكس" يوم الأحد: "نظرا للوضع في إيران، أدعو إلى اجتماع طارئ لمجلس المحافظين غدا". ونقلت "سي إن إن" عن غروسي قوله إن هناك "مؤشرات واضحة إلى تأثيرات"، مستندا إلى صور للأقمار الاصطناعية وإلى "معرفته العميقة" بموقع "فوردو" الذي يتم تفتيشه بانتظام من قبل موظفي الوكالة. ووفقما ذكر غروسي: "في ما يتعلّق بتقييم مدى الضرر تحت الأرض، لا يمكننا الجزم بذلك، قد يكون جسيما بل هائلا. لكن لا أحد، لا نحن ولا غيرنا، يستطيع تحديد حجمه"، معربا عن أمله أن يتمكّن مفتشو الوكالة من العودة إلى الموقع في أقرب وقت. ويتمتع موقع فوردو بـ"حماية" كبيرة، كما أنه مزوّد بـ"مصادر طاقة مستقلة، وربما حتى بمولدات احتياط"، وفق غروسي الذي أضاف "لذلك، لا يمكننا الافتراض تلقائيا أن نقص الطاقة الخارجية قد يكون أضرّ" بأجهزة الطرد المركزي الموجودة في المكان. وفي ما يتعلّق بموقع نطنز فإن الوضع مختلف، ذلك أن الجزء الموجود فوق السطح قد دُمّر "بشكل واضح". أما المنشآت الموجودة تحت الأرض، حيث أجهزة الطرد المركزي، "فقد تضرّرت كثيرا جراء التأثير المشترك لأنعدام إمدادات الطاقة الخارجية بسبب الهجمات" وتأثير الضربات نفسها. والأمر نفسه ينطبق على منشأة أصفهان "التي تعاني من أضرار وتتعرض لهجمات منذ عدة أيام" وحيث تأثرت عدة مبانٍ تابعة لها.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store