
توتر الشرق الأوسط يزيد تأهب المستثمرين لأسوأ السيناريوهات
نيويورك - رويترز: يدرس المستثمرون مجموعة من السيناريوهات المختلفة للأسواق، في حال زادت الولايات المتحدة من تدخلها في صراع الشرق الأوسط، مع احتمال حدوث تداعيات مضاعفة إذا ارتفعت أسعار الطاقة بشكل حاد.
وركزوا على تطور القتال بين إسرائيل وإيران، اللتين تتبادلان الهجمات الصاروخية، ويراقبون عن كثب إذا ما كانت الولايات المتحدة ستقرر الانضمام إلى إسرائيل في حملة القصف التي تشنها.
قد تؤدي السيناريوهات المحتملة إلى ارتفاع التضخم ما يضعف من ثقة المستهلكين ويقلل فرصة خفض أسعار الفائدة على المدى القريب.
ومن المحتمل أن يتسبب ذلك في عمليات بيع أولية للأسهم وإقبال محتمل على الدولار كملاذ آمن.
وفي حين ارتفعت أسعار النفط الخام الأميركي بنحو 10% خلال الأسبوع الماضي، لم يشهد المؤشر ستاندرد اند بورز 500 تغيراً يذكر حتى الآن، بعد انخفاض شهده في بداية الهجمات الإسرائيلية.
ومع ذلك، يقول آرت هوجان، كبير محللي السوق لدى "بي.رايلي ويلث" إنه إذا أدت الهجمات إلى انقطاع إمدادات النفط الإيراني "عندها ستنتبه الأسواق وتتحرك".
وأضاف هوجان: "إذا حدث اضطراب في إمدادات المنتجات النفطية في السوق العالمية، فلن ينعكس ذلك على سعر خام غرب تكساس الوسيط اليوم، وهنا ستصبح الأمور سلبية".
وقال البيت الأبيض، الخميس الماضي، إن الرئيس دونالد ترامب سيحدد موقفه حيال مشاركة الولايات المتحدة في الصراع خلال الأسبوعين المقبلين.
ووضع محللون في "أوكسفورد إيكونوميكس" ثلاثة سيناريوهات تتراوح بين خفض التصعيد في الصراع، والتعليق الكامل للإنتاج الإيراني، وإغلاق مضيق هرمز، وقالت المؤسسة في المذكرة إن "لكل منها تأثيرات كبيرة متزايدة على أسعار النفط العالمية".
وأضافت إنه في أسوأ الحالات، ستقفز أسعار النفط العالمية إلى نحو 130 دولاراً للبرميل، لتدفع التضخم في الولايات المتحدة إلى ما يقرب من 6% بحلول نهاية هذا العام.
وقالت "أوكسفورد إيكونوميكس" في المذكرة: "على الرغم من أن صدمة الأسعار ستؤدي حتماً إلى إضعاف الإنفاق الاستهلاكي بسبب تضرر الدخل الحقيقي، فإن أي فرصة لخفض أسعار الفائدة الأميركية هذا العام ستتدمر بسبب مدى زيادة التضخم والمخاوف من تداعيات لاحقة من التضخم".
تأثير النفط
اقتصر التأثير الأكبر من الصراع المتصاعد على أسواق النفط، حيث ارتفعت أسعار الخام بفعل المخاوف من تعطيل الصراع الإيراني الإسرائيلي للإمدادات.
وارتفعت العقود الآجلة لخام برنت بما يصل إلى 18% منذ 10 حزيران لتبلغ أعلى مستوى لها في خمسة أشهر تقريباً عند 79.04 دولار الخميس.
وتجاوز ارتفاع توقعات المستثمرين لمزيد من التقلبات على المدى القريب في أسعار النفط زيادة توقعات التقلبات في الأصول الرئيسة الأخرى، مثل الأسهم والسندات.
إلا أن المحللين يرون أن الأصول الأخرى، مثل الأسهم، لا يزال من الممكن أن تتأثر بالتداعيات غير المباشرة لارتفاع أسعار النفط، لا سيما إذا قفزت أسعار الخام في حال تحققت أسوأ مخاوف السوق وهو تعطل الإمدادات.
وكتب محللو سيتي جروب في مذكرة "تجاهلت الأسهم إلى حد كبير التوتر الجيوسياسي لكن النفط تأثر به".
وأضافوا: "بالنسبة لنا، سيأتي التأثير على الأسهم من تسعير سلع الطاقة".
لا تأثير على أسواق الأسهم
نجت الأسهم الأميركية حتى الآن من تأثير التوتر المتصاعد في الشرق الأوسط دون أي دلالة على الذعر. ومع ذلك، قال المتعاملون إن انخراط الولايات المتحدة بشكل مباشر أكثر في الصراع قد يؤدي إلى إثارة الذعر في الأسواق.
وقد تشهد أسواق المال عمليات بيع أولية في حال هاجم الجيش الأميركي إيران، إذ يحذر الاقتصاديون من أن ارتفاعاً كبيراً في أسعار النفط قد يضر بالاقتصاد العالمي الذي يعاني بالفعل من ضغوط بسبب الرسوم الجمركية التي يفرضها ترامب.
ومع ذلك، يشير التاريخ إلى أن أي تراجع في الأسهم قد يكون عابراً، فخلال الأحداث البارزة السابقة التي أدت لتوتر في الشرق الأوسط، مثل غزو العراق العام 2003 والهجمات على منشآت النفط السعودية في العام 2019، تراجعت الأسهم في البداية ولكنها سرعان ما تعافت لترتفع في الأشهر التالية.
وأظهرت بيانات "ويدبوش سيكوريتيز" و"كاب آي.كيو برو"، أن المؤشر "ستاندرد اند بورز 500" تراجع في المتوسط 0.3% في الأسابيع الثلاثة التي أعقبت بدء صراع، لكنه عاود الصعود 2.3% في المتوسط بعد شهرين من اندلاع الصراع.
محنة الدولار
يمكن أن يكون للتصعيد في الصراع آثار متباينة على الدولار، الذي تراجع هذا العام وسط مخاوف من تضاؤل التفوق الأميركي.
وقال محللون إنه في حال انخراط الولايات المتحدة بشكل مباشر في الحرب الإيرانية الإسرائيلية، فقد يستفيد الدولار في البداية من الطلب على الملاذ الآمن.
وقال تييري ويزمان، محلل العملات الأجنبية وأسعار الفائدة العالمية في مجموعة "ماكواري" في مذكرة: "من المرجح أن يقلق المتعاملون أكثر من التآكل الضمني لشروط التجارة الخاصة بأوروبا والمملكة المتحدة واليابان، وليس الصدمة الاقتصادية للولايات المتحدة، وهي منتج رئيس للنفط".
وأضاف: "نتذكر أنه بعد هجمات 11 سبتمبر، وخلال الوجود الأميركي في أفغانستان والعراق الذي استمر لعقد من الزمن، ضعف الدولار الأميركي".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


فلسطين أون لاين
منذ 2 ساعات
- فلسطين أون لاين
طهران تؤكد نقل اليورانيوم عالي التخصيب من مفاعل فوردو
نقلت وكالة "رويترز" للأنباء عن مصدر إيراني كبير، أنه تم نقل معظم اليورانيوم عالي التخصيب في فوردو إلى مكان غير معلن قبل الهجوم الأميركي على المنشأة النووية الأكثر أهمية وتحصيناً. وأفاد المصدر الذي لم تكشف الوكالة عن هويته، بأنه تم تقليص عدد الأفراد في منشأة فوردو إلى الحد الأدنى. من جانب آخر، أعلنت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، اليوم الأحد، عدم تسجيل ارتفاع في مستويات الإشعاع بالمنشآت النووية في إيران بما فيها "فوردو" في أعقاب الضربات الأميركية فجر اليوم. وتسود خشية من حدوث تسرب للإشعاعات من المنشآت الإيرانية النووية، ما يهدد بكارثة بيئية في المنطقة، نتيجة الضربات الإسرائيلية والأميركية بعد انضمام واشنطن إلى الحرب. وأوضحت الوكالة في منشور على منصة إكس أنها لم تتلق أي بلاغ بعد بشأن رصد أي ارتفاع في مستويات الإشعاع بالمنشآت النووية الإيرانية، مشيرة إلى أنها تقييمات إضافية للوضع في إيران مع توفر المزيد من المعلومات. وبقراره غير المسبوق بقصف المواقع النووية في إيران والانضمام مباشرة إلى هجوم إسرائيل الجوي على عدوها اللدود في المنطقة، اتخذ الرئيس الأميركي دونالد ترمب خطوة طالما تعهَّد بتجنبها وهي التدخل عسكرياً في حرب خارجية كبرى. وشملت الهجمات الأميركية استهداف المنشآت النووية الإيرانية الأكثر تحصيناً على عمق كبير تحت سطح الأرض. وقال الرئيس الأميركي في خطاب مقتضب بعدما أبقى خلال الأيام الماضية الغموض بشأن احتمال تدخل بلاده لدعم حليفتها إسرائيل "تمّ تدمير منشآت التخصيب النووي الرئيسية في إيران بشكل تام وكامل. على إيران المتنمرة في الشرق الأوسط، أن تصنع السلام الآن". وأضاف ترمب الذي كان محاطاً بنائبه جاي دي فانس ووزير الدفاع بيت هيغسيث ووزير الخارجية ماركو روبيو، "إذا لم يفعلوا ذلك، فإن الهجمات المستقبلية ستكون أكبر وأسهل بكثير". المصدر / وكالات


شبكة أنباء شفا
منذ 2 ساعات
- شبكة أنباء شفا
الإحصاء: ارتفاع عجز الميزان التجاري للسلع المرصودة بنسبة 35% خلال نيسان الماضي
شفا – أفاد الجهاز المركزي للإحصاء بأن الميزان التجاري الذي يمثل الفرق بين الصادرات والواردات، سجل ارتفاعا في قيمة العجز بنسبة 35% خلال شهر نيسان 2025 مقارنة مع الشهر ذاته من عام 2024، حيث بلغت قيمة العجز 428 مليون دولار. الصادرات السلعية وأوضح الإحصاء أن الصادرات ارتفعت خلال شهر نيسان 2025 بنسبة 32% مقارنة مع نيسان 2024، حيث بلغت قيمتها 135.8 مليون دولار. وارتفعت الصادرات إلى إسرائيل خلال شهر نيسان 2025 بنسبة 28% مقارنة مع شهر نيسان 2024، وشكلت الصادرات إلى إسرائيل 90% من إجمالي قيمة الصادرات لشهر نيسان 2025. كما ارتفعت الصادرات إلى باقي دول العالم بنسبة 75% مقارنة مع شهر نيسان 2024. الواردات السلعية ارتفعت الواردات خلال نيسان 2025 بنسبة 34% مقارنة مع شهر نيسان 2024، حيث بلغت قيمتها 563.8 مليون دولار. وارتفعت الواردات من إسرائيل خلال شهر نيسان 2025 بنسبة 15% مقارنة مع شهر نيسان 2024، وشكلت الواردات من إسرائيل 53% من إجمالي قيمة الواردات لشهر نيسان 2025. كما ارتفعت الواردات من باقي دول العالم بنسبة 47% مقارنة مع شهر نيسان 2024.


شبكة أنباء شفا
منذ 2 ساعات
- شبكة أنباء شفا
الصين في الشرق الأوسط ، اللاعب الهادئ في زمن الانفجار ، بقلم : المهندس غسان جابر
الصين في الشرق الأوسط ، اللاعب الهادئ في زمن الانفجار ، بقلم : المهندس غسان جابر بينما تتطاير الصواريخ فوق أجواء أصفهان وتل أبيب، وتُعيد الولايات المتحدة رسم خطوط النار في سماء الشرق الأوسط، تبقى الصين حاضرة في المشهد… ولكن بصمت. لا قواعد عسكرية، لا حاملات طائرات، ولا تهديدات نارية، بل استثمارات، مذكرات تفاهم، ومبادرات دبلوماسية تَغزل نفوذًا هادئًا في منطقة تمزقها المواجهات. من الظل إلى التأثير: بكين تدخل على الخط الحرب الأميركية-الإسرائيلية على المنشآت النووية الإيرانية، رغم خطورتها، لم تُقابل من الصين سوى بتصريحات مقتضبة تدعو إلى 'ضبط النفس' و'تجنب التصعيد'. هذا الحذر ليس ضعفًا، بل جزء من الاستراتيجية الصينية بعيدة المدى: النفوذ بلا صدام، والتمدد بلا ضجيج. فبينما تنشغل واشنطن في استعراض عضلاتها العسكرية، تُراكم الصين أوراقها عبر: الاستثمار طويل الأمد، مثل اتفاق الشراكة الاستراتيجية مع إيران بقيمة 400 مليار دولار. الشبكات التجارية واللوجستية ضمن مشروع 'الحزام والطريق'. دبلوماسية التهدئة، كما حدث في رعايتها التاريخية للتقارب السعودي-الإيراني في 2023. إيران: شريك مضطرب لكنه مهم إيران بالنسبة لبكين ليست فقط مزودًا موثوقًا بالنفط، بل عقدة لوجستية في طريق الحرير الجديد. ولهذا، ترى الصين أن إضعاف إيران عبر الضربات الأميركية لا يُهدد أمن المنطقة فقط، بل يُهدد مصالحها المباشرة في الطاقة والتجارة. ومع ذلك، تُدير الصين علاقتها مع طهران بحذر. فهي لا تنوي الدخول في صدام مباشر مع واشنطن، ولا تريد أن تُحسب كـ'حليف استراتيجي مطلق' لإيران. بل تلعب دور المستفيد الحذر والموازن الصامت. الفراغ الأميركي… وموطئ قدم صيني الانسحابات الأميركية التدريجية من بعض بؤر التوتر في المنطقة، إلى جانب التوترات بين واشنطن وحلفائها التقليديين (مثل السعودية وتركيا)، فتحت للصين نوافذ استراتيجية لمد نفوذها، دون أن تطلق رصاصة واحدة. في الخليج، تحولت الصين إلى الشريك التجاري الأول لكثير من الدول. في أفريقيا والقرن الأفريقي، بنت موانئ ومناطق لوجستية تُعزز من حضورها في مدخل البحر الأحمر. في إسرائيل نفسها، رغم الحذر الأميركي، توجد استثمارات صينية ضخمة في البنية التحتية، خاصة في الموانئ وتكنولوجيا المياه. هل تتحول الصين إلى 'حَكَم' إقليمي؟ في حال استمرار التصعيد وغياب مبادرات السلام الجادة، قد تجد الصين نفسها – رغم تحفظها التقليدي – أمام فرصة تاريخية للعب دور دبلوماسي أكبر. فهي الدولة الوحيدة التي لا تُتهم بالتحيّز الديني أو الاستعماري، وتتمتع بعلاقات مع جميع الأطراف: إيران، إسرائيل، الخليج، تركيا، وروسيا. ومع تفاقم الكلفة الاقتصادية للحرب، قد تطلب بعض الأطراف 'وسيطًا غير غربي'، وهنا تُصبح بكين مرشحًا طبيعيًا للعب دور المفاوض، أو على الأقل 'الضامن الهادئ' لاتفاقات التهدئة المستقبلية. القوة التي تنتظر في وقتٍ يُعيد فيه الشرق الأوسط إنتاج أزماته بلغة المدافع والطائرات، تُراكم الصين مكانتها بإيقاع مختلف. لا حاجة لديها لصراع وجودي أو تحالفات أيديولوجية، بل تكفيها الحسابات الدقيقة والموارد الوفيرة، والسياسة الهادئة. الصين ليست خصمًا، لكنها أيضًا ليست محايدة. تريد استقرارًا يخدم مصالحها، ونفوذًا لا يهددها أحدٌ فيه. وفي لعبة الأمم هذه، قد يكون اللاعب الصامت هو من يربح في النهاية. – م. غسان جابر – مهندس و سياسي فلسطيني – قيادي في حركة المبادرة الوطنية الفلسطينية – نائب رئيس لجنة تجار باب الزاوية و البلدة القديمة في الخليل.