
في غزة.. الإذلال والموت من أجل ما يسد الرمق
ركزت صحيفة لوموند الفرنسية على الإذلال والمخاطرة التي أصبحت جزءا من طقوس الحصول على القليل من الطعام من " مؤسسة غزة الإنسانية"، تلك المنظمة الأميركية الخاصة التي تعمل بإشراف إسرائيلي في قطاع غزة.
ووصفت الصحيفة مشهد توزيع المؤسسة للطعام، انطلاقا من فيديو صوره المدير المشارك لمجموعة "الوقوف معا" العربية اليهودية الإسرائيلية، ألون لي غرين، الذي ظهر فيه فناء خرساني في المقدمة، ثم حقل مهجور تتجمع فيه مئات الظلال خلف بوابات معدنية، وعلى يسارهم يتجمع آخرون على سفح التل، مستعدين للانقضاض.
فجأة -كما تقول الصحيفة- "اندفع آلاف الناس نحو صناديق الطعام. كان تدافعا جنونيا يائسا"، وعلق الناشط الإسرائيلي ألون لي غرين قائلا: "هذا الفيديو كارثي بكل بساطة. ليس فيلما كارثيا، إنه الجحيم الذي خلقناه في غزة. هكذا يبدو البشر الجائعون، يخاطرون بحياتهم لإطعام أنفسهم. هكذا يبدو تجريد ملايين الناس من إنسانيتهم".
وقالت الصحيفة إن هذه المشاهد أصبحت أمرا طبيعيا في قطاع غزة، حيث أصبح الإذلال والمخاطرة جزءا من طقوس الحصول على القليل من الطعام في منطقة يعاني جميع سكانها البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة من انعدام الأمن الغذائي الحاد منذ أن فرضت إسرائيل حصارا صارما عليها في الثاني من مارس/آذار الماضي.
مؤسسة الإذلال
ونبهت لوموند إلى أن معظم من يتمكن من الحصول على كيس من الطعام هم شباب قادرون على السير عدة كيلومترات إلى المراكز، خاصة أن الكميات محدودة وتلقى أرضا، وغالبا ما ينهبها الوافدون الأوائل الذين يختارون الضروريات الأساسية.
لكن كبار السن الذين يتحدون الموت وينتظرون لساعات، لا يبقى لهم شيء عندما يحين دورهم، خلافا لأشخاص يعودون كل يوم ويعيدون بيع المنتجات، التي أصبحت نادرة وتباع بأسعار باهظة في السوق، مثل الدقيق والزيت والسكر.
وعلى صفحة "مؤسسة غزة الإنسانية" على فيسبوك، تنتقد التعليقات الفوضى وعدم المساواة في التوزيع، وتدعو إلى نظام محوسب قائم على الترشيح، لأن المنظمة الأميركية تكتفي بمنشورات مقتضبة تعلن فيها عن فتح أو إغلاق إحدى نقاطها الأربع للتوزيع، وتذكير الناس بعدم الاقتراب من البوابات أو التجمع عندها قبل فتحها، "لأنها منطقة عسكرية".
وفي هذا الصدد، يقول أمجد الشوا، مدير شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية إنه "لا يوجد منطق ولا إجراءات، ولا حتى شخص ينظر إليهم ويرحب بهم ويحييهم. في مراكز الإغاثة"، وتضيف جولييت توما، مديرة الاتصالات في وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين (أونروا)، "لم نشهد شيئا كهذا في التاريخ الحديث، منذ نهاية الحرب العالمية الثانية. إنها ليست وحدة غزة للمساعدات الإنسانية، بل مؤسسة الإذلال".
بواسطة جولييت توما
وقد منعت إسرائيل الوكالة الأممية -التي تعمل في الأراضي المحتلة منذ 75 عاما- من إيصال المساعدات إلى سكان غزة في مراكزها البالعة 400، مدعية أن حركة المقاومة الإسلامية (حماس) تحول مسارها، مع أن هذا الادعاء لا أساس له من الصحة، كما تقول الصحيفة.
وذكّرت الصحيفة بأن مستشفى العودة في مخيم النصيرات ، الأقرب إلى نقطة توزيع نتساريم في وسط القطاع، يشهد تدفقا يوميا للجرحى، ينقلهم السكان العائدون من عمليات التوزيع على عربات، نظرا لإغلاق المنطقة أمام المسعفين، إذ يقول المدير الطبي للمستشفى ياسر أبو شعبان: "لا نستطيع التعامل مع عدد الجرحى وطبيعة إصاباتهم".
ومع تزايد الجوع وفوضى التوزيع، يتعرض سكان غزة أيضا لهجمات وسرقات في طريق عودتهم إلى منازلهم، يقول فايز أبو أحمد، وهو أب لـ4 أطفال: "تعرض ابن أخي لهجوم وسرقوا طعامه. لذلك نحتفظ الآن بسكين ظاهر عند عودتنا إلى المنزل، لكننا لا نلوح به أبدا في منطقة التوزيع، لأن الأميركيين سيطلقون النار علينا أيضا".
هاشتاغز

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجزيرة
منذ 18 دقائق
- الجزيرة
أكسيوس: فشل مبادرة سرية لعقد لقاء أميركي إيراني في إسطنبول
كشف موقع أكسيوس الأميركي عن مصادر مطلعة أن الرئيس دونالد ترامب -بالتنسيق مع نظيره التركي رجب طيب أردوغان – حاول ترتيب لقاء سري بين مسؤولين أميركيين وإيرانيين في إسطنبول هذا الأسبوع، بهدف احتواء التصعيد الخطير بين إسرائيل وإيران. لكن المبادرة انهارت بعد تعذر الوصول إلى المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي"الذي يُعتقد أنه يختبئ خشية الاغتيال". ووفق تقارير أميركية، عرض ترامب شخصيا المشاركة في الاجتماع إذا تطلب الأمر ذلك، وعرض إرسال نائبه جيه دي فانس ومبعوث البيت الأبيض ستيف ويتكوف للقاء الرئيس الإيراني مسعود بزشكيان بإسطنبول، في مسعى للتوصل إلى اتفاق نووي جديد وتجنّب التدخل العسكري الأميركي في الحرب. وأكد مسؤولون أميركيون أن أنقرة نقلت العرض الأميركي إلى بزشكيان ووزير خارجيته عباس عراقجي ، اللذين حاولا بدورهما الاتصال بخامنئي للحصول على موافقته. غير أن الجهود فشلت بعدما تعذر التواصل مع المرشد الإيراني الذي يُعتقد أنه موجود بمكان سري خشية استهدافه من قبل إسرائيل. وعقب إبلاغ الجانب الإيراني تركيا بعدم التمكن من الحصول على موافقة خامنئي أُلغيت المبادرة، وفق ما أفاد به مصدر أميركي. رسالة ترامب لخامنئي بعد انهيار المبادرة، نشر ترامب رسالة علنية على منصة "تروث سوشيال" موجّهة إلى خامنئي، قال فيها "كان على إيران أن توقع على الصفقة التي طُلب منها توقيعها. يا له من عار، ويا لها من مضيعة للأرواح البشرية. ببساطة، لا يمكن لإيران أن تمتلك سلاحا نوويا. على الجميع إخلاء طهران على الفور". وأكد ترامب في تصريحات -أمس الجمعة- أنه سيتخذ قرارا بشأن انخراط بلاده في الحرب خلال أسبوعين، قائلا "أمنحهم فترة من الوقت. أعتقد أن أسبوعين سيكون الحد الأقصى". ومن جهته، التقى أردوغان اليوم وزير الخارجية الإيراني بإسطنبول، وشجعه على إجراء محادثات مباشرة مع واشنطن، مؤكدا استعداد أنقرة لرعاية مثل هذه اللقاءات. الاستعداد لعمل عسكري محتمل وفي السياق ذاته، أقلعت 6 قاذفات شبح أميركية من طراز "ب-2" من قاعدة في ولاية ميزوري باتجاه الغرب، في خطوة فسّرها مراقبون على أنها استعداد لعمل عسكري محتمل ضد منشآت نووية إيرانية، وعلى رأسها منشأة فوردو شديدة التحصين. وقال ترامب بهذا الصدد إن إسرائيل "لا تملك القدرة على تدمير (منشأة) فوردو بالكامل" مؤكدا أن الأمر قد يتطلب تدخلا أميركيا مباشرا باستخدام قنابل خارقة للتحصينات. ومن جهة أخرى، أكد مسؤولون إيرانيون أنهم لن يدخلوا في أي مفاوضات مع واشنطن طالما استمرت إسرائيل في هجماتها، في وقت لا تزال هذه الحرب تتوسع في يومها التاسع، وسط تحذيرات دولية من انفجار إقليمي وشيك. ومنذ 13 يونيو/حزيران، تشن إسرائيل هجمات واسعة على إيران استهدفت منشآت نووية وقواعد صاروخية وقادة عسكريين وعلماء نوويين. وردت إيران بإطلاق صواريخ باليستية ومُسيرات باتجاه العمق الإسرائيلي، في أكبر مواجهة مباشرة بين الجانبين.


الجزيرة
منذ 18 دقائق
- الجزيرة
الجيش الإسرائيلي: هدفنا ضمان أن تظل إيران في حالة فوضى
قال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي مايك توبين إن هدف إسرائيل من حربها الحالية مع إيران هو ضمان "إبقاء إيران في حالة من الفوضى". وأضاف المتحدث -في تصريح لشبكة فوكس نيوز الأميركية- أن الجيش الإسرائيلي يواصل الضغط باستمرار وملاحقة القيادات الإيرانية واستهداف منصات إطلاق الصواريخ "حتى لا يتمكنوا من إعادة تجميع عملياتهم". وزعم المتحدث أنه تم حتى الآن "تدمير أكثر من نصف" القدرات الصاروخية الإيرانية. في المقابل، فإن سلاح الجوي الإسرائيلي أكد أنهم لم يحققوا حتى الآن أفضل نتيجة في استهداف إيران، لكنهم تمكنوا من "منع كثير" من الهجمات الإيرانية. وفي الإطار ذاته، نقلت صحيفة هآرتس عن الجيش الإسرائيلي أنه لا يمكن تحديد إطار زمني للحرب مع إيران. وقال الخبير الأمني الإسرائيلي يوسي ميلمان إنه عندما بدأت الحرب، توقّع الجيش الإسرائيلي انتهاءها خلال أسبوعين، أما الآن، ومع دخول الحرب يومها التاسع، فقد "تبخر التفاؤل في الجيش، ويقولون إنه لا يمكن تحديد جدول زمني لها". وأضاف أنه حذر الجيش قبل 6 أيام من حرب استنزاف، وحسب تقرير الطوارئ فقد بلغ عدد القتلى الإسرائيليين 24 والجرحى 1150، والنازحين 9 آلاف، كما تضررت مئات الوحدات السكنية حتى الآن. من جهته، قال مسؤول إيراني رفيع للجزيرة إن لدى إيران صواريخ أكثر تطورا مما استخدمته حتى الآن "وسيتم استخدامها بلا شك"، مشيرا إلى أن الحرس الثوري يصمم ضرباته بشكل يستنزف مخزن إسرائيل من الصواريخ الاعتراضية، وأنه لديهم اطلاع دقيق على هذا المخزون. وتشن إسرائيل ، منذ 13 يونيو/حزيران الجاري، هجوما واسعا على إيران استهدف منشآت نووية، وقواعد صاروخية، وقادة عسكريين وعلماء نوويين. وردت طهران بإطلاق وطائرات مسيرة باتجاه العمق الإسرائيلي، في أكبر مواجهة مباشرة بين الجانبين.


الجزيرة
منذ 18 دقائق
- الجزيرة
مظاهرات في مدن أوروبية تطالب بوقف الإبادة في غزة
خرجت مظاهرات عدة اليوم السبت في عدد من العواصم الأوروبية من بينها روما وبرلين ولندن وستوكهولم تضامنا مع الفلسطينيين، وللمطالبة بوقف حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرة على قطاع غزة. عشرات آلاف المتظاهرين في لندن أعلام فلسطين ولافتات تطالب بوقف الإبادة الجماعية في غزة، ورفعوا أيضا لافتات تطالب بوقف الحرب الإسرائيلية على إيران. كما دعا المحتجون الحكومة البريطانية إلى "وقف تسليح إسرائيل"، مشيرين إلى مخاوفهم من تصعيد في الشرق الأوسط جراء الحرب بين إسرائيل وإيران. وأعرب متظاهرون ضمن المسيرة في لندن عن أسفهم لأن "الوضع يزداد خطورة في غزة.. تحت أنظار العالم أجمع"، قائلين إن "من المهم تجنب حرب أخرى في الشرق الأوسط"، في إشارة إلى الحرب بين إسرائيل وإيران التي دخلت السبت يومها التاسع. كما انطلقت مظاهرة توصف بالكبرى وسط العاصمة الألمانية برلين، في حين قالت رويترز إن متظاهرين رفعوا العلم الإيراني، داعين إلى فرض عقوبات على إسرائيل ومنع شحنات الأسلحة خلال احتجاج على الأوضاع في غزة أمام مقر مجلس النواب الألماني (البوندستاغ) في برلين. وشهدت العاصمة الإيطالية روما مسيرة حاشدة نصرة لفلسطين وغزة، طالب خلالها المتظاهرون بوقف الإبادة في غزة والضفة الغربية. وقد نشر المركز الأوروبي الفلسطيني للإعلام على منصات التواصل صورا لمظاهرة في مدينة شتوتغارت الألمانية، وأخرى في مدينة آرهوس الدانماركية، خرجتا نصرة لغزة والدعوة لوقف المجازر في القطاع. وفي العاصمة السويدية ستوكهولم، تظاهر المئات اليوم السبت، احتجاجا على المجازر الإسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني بقطاع غزة. وتجمع المتظاهرون تلبية لدعوة من منظمات المجتمع المدني، للمطالبة بوقف فوري لجرائم الحرب الإسرائيلية في قطاع غزة. وحمل المتظاهرون أعلام فلسطين، وصورا لأطفال قتلوا في الهجمات الإسرائيلية، ولافتات كُتب عليها "أوقفوا الإبادة الجماعية التي يرتكبها الكيان الصهيوني" في فلسطين. وأكدت الناشطة السويدية جانين أوكيف، في حديثها لوكالة الأناضول خلال المظاهرة، مطالبتهم بوقف الإبادة الجماعية التي ترتكبها إسرائيل في فلسطين. ويأتي ذلك ضمن مظاهرات عدة تشهدها مدن أوروبية عالمية عدة، تنديدا بحرب جيش الاحتلال المستمرة على غزة منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي. وخلفت حرب الإبادة تلك أكثر من 187 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.