logo
آخرها ضرب إيران... كل وعود ترمب التي تعهد بها لم تتحقق

آخرها ضرب إيران... كل وعود ترمب التي تعهد بها لم تتحقق

Independent عربيةمنذ 8 ساعات

بتوجيه من دونالد ترمب قصفت طائرات "بي-2" الشبحية الأميركية ثلاث منشآت نووية إيرانية هي "فوردو" و"نطنز" و"أصفهان" في خطوة تهدد بتعريض الوجود العسكري الأميركي في المنطقة للخطر، وهو ما عارضه في حملتيه الانتخابيتين عامي 2016 و2024 وأدى إلى انقسام بين مؤيديه. وبذلك يكون ترمب قد نكث عهده المناهض للحرب مثلما فعل دائماً في عهود أخرى سابقة، من وقف حربي أوكرانيا وغزة إلى الاستيلاء على غرينلاند وقناة بنما، ومن الرسوم الجمركية الشاملة إلى قضايا الهجرة والرعاية الصحية، فما تداعيات ذلك؟
طموح زائف
عندما تطرق الرئيس الجمهوري، العائد حديثاً إلى السلطة في خطاب تنصيبه، إلى الشؤون الدولية، كان طموحاً بصورة غريبة، فقد تعهد بأن يكون صانع سلام وموحداً بين عالم منقسم، وبعد وقت قصير قال ستكون الولايات المتحدة أمة لا مثيل لها، مليئة بالرحمة والشجاعة والاستثنائية، وستوقف القوات الأميركية جميع الحروب وتجلب روحاً جديدة من الوحدة إلى عالم كان غاضباً وعنيفاً وغير قابل للتنبؤ على الإطلاق، ومن ثم ستحظى أميركا بالاحترام والإعجاب من جديد.
لكن يبدو أن ما توقعته صحيفة "نيويورك تايمز" آنذاك كان صحيحاً، إذ فشل ترمب فشلاً ذريعاً بعدما تبين أن الظروف الدولية كانت أكثر غضباً وعنفاً وتقلباً مما توقع. وفي حين تمتع ترمب بشرعية ديمقراطية وتفويض لتحقيق ما وعد به خلال حملته الانتخابية، وعلى رأسه وضع "أميركا أولاً" وإنهاء انتظام الولايات المتحدة في صراعات خارجية محفوفة بالأخطار ومكلفة، إلا أن دعمه لهجمات إسرائيل المتصاعدة على إيران وتورط الولايات المتحدة بصورة مباشرة في الصراع يشيران إلى أنه خان تفويضه المناهض للحرب.
ناقض نفسه
كثيراً ما روج ترمب لنفسه كمرشح سلام خلال مسيرته السياسية. ففي عام 2016 انتقد بصورة لاذعة سياسة هيلاري كلينتون الخارجية، مجادلاً بأنها متسرعة في إطلاق النار وأن المغامرات الخارجية لم تنتج سوى الاضطرابات والمعاناة والموت. وفي حملته الانتخابية لعام 2024 عاد إلى هذه الرسالة بوعده باستعادة السلام بعدما زعم أن الرئيس جو بايدن دفع العالم إلى شفا حرب عالمية ثالثة، وعندما تولت كامالا هاريس زمام قيادة الديمقراطيين، حذر ترمب من أنه في حال انتخابها، سينتهي الأمر بأبناء الناخبين الأميركيين وبناتهم إلى التجنيد للقتال في حرب في بلد ما.
كانت ادعاءاته مشكوكاً ومبالغاً فيها، ولكن في كلتا حملتيه الناجحتين أدرك ترمب عن حق ما غفل عنه عديد من الخبراء والسياسيين والليبراليين، وهو أن مواقف مؤسسة الحزب الديمقراطي في السياسة الخارجية لا تتوافق مع آراء معظم الأميركيين، إذ وجد استطلاع رأي أجراه مركز "بيو" للأبحاث في أبريل (نيسان) الماضي أن غالبية الأميركيين (53 في المئة) لا يعتقدون أن الولايات المتحدة تتحمل مسؤولية مساعدة أوكرانيا في صراعها مع روسيا.
ووفقاً لاستطلاع رأي أجرته وكالة "أسوشيتد برس" ومركز أبحاث الشؤون العامة "نورك" في مارس (آذار)، فإن غالبية كبيرة من الأميركيين يقولون إنهم يريدون وقف إطلاق النار في كل من الصراع الأوكراني - الروسي (61 في المئة) والصراع الإسرائيلي - الفلسطيني (59 في المئة). ووجد استطلاع رأي أجرته جامعة ميريلاند في مايو (أيار) أن غالبية أكبر من الأميركيين يفضلون التفاوض مع إيران (69 في المئة) ولم يوافق على ضرب منشآتها النووية سوى 14 في المئة فقط.
كيف تحول ترمب؟
كان أحد إنجازات ترمب الإيجابية التي لا لبس فيها في ولايته الأولى، هو أنه تمكن من تجنب توريط القوات الأميركية في أي صراعات جديدة واسعة النطاق. ويبدو أن خطابه المناهض للحروب، إضافة إلى رفض هاريس الانفصال عن بايدن في السياسة الخارجية، وتبنيها تأييد عائلة تشيني المرتبطة بحرب العراق، وتحديدها إيران (بدلاً من روسيا أو الصين) كأكبر عدو للولايات المتحدة، كلها عوامل دفعت عديداً من الأميركيين إلى اعتبار ترمب المرشح الأكثر ميلاً للسعي إلى السلام، وبفارق واضح وثق الناخبون بترمب على هاريس في التعامل مع النزاعات الخارجية، لكن توريط ترمب أميركا الآن في حرب من النوع الذي قضى أعواماً في إدانته، فقد ناقض نفسه وانضم إلى سلفه في السماح للتعقيدات الدولية بعرقلة الأجندة المحلية التي انتخب لتنفيذها.
رفض الأميركيون مراراً طريق الحرب في صناديق الاقتراع خلال العقد ونصف العقد الماضيين، منذ أن انطلق باراك أوباما في حملته الانتخابية عام 2007 بخطاب وصف فيه حرب العراق بأنها خطأ مأسوي، واستذكر العائلات التي فقدت أحباءها والقلوب التي تحطمت، وهو ما أدركه ترمب أيضاً أكثر من غالبية السياسيين، وبعدما وعد بشيء مختلف أراده الناخبون بشدة وهو التركيز على القضايا الداخلية بدلاً من الصراعات الخارجية، جر الولايات المتحدة إلى حرب أخرى قد تكون كارثية، ولا يعرف أحد كيف ومتى تنتهي على رغم تعهده في السابق بإبرام اتفاق نووي مع إيران، لأن العواقب "مستحيلة" على حد وصفه.
أحلام تبددت
خلال زيارته الأخيرة للشرق الأوسط أعلن ترمب عن قربه من تحقيق اختراقات دبلوماسية حين أكد أن العالم أصبح أكثر أماناً الآن، وعبر عن اعتقاده أنه سيكون أكثر أماناً خلال أسبوعين أو ثلاثة أسابيع، لكن بعد خمسة أشهر من توليه منصبه، تبددت توقعات ترمب في شأن قدرة إدارته على وقف جميع الحروب وبعث روح جديدة من الوحدة في العالم، بل إن الأوضاع في أوكرانيا وغزة وإيران أسوأ الآن مما كانت عليه عندما أدلى بتصريحاته المرة الأولى.
طوال حملته الانتخابية، واصل ترمب تعهداته بأنه سينهي الحرب في أوكرانيا في غضون 24 ساعة فحسب، وبأنه سيحاول جاهداً التوصل إلى اتفاق بين إسرائيل و"حماس" لوقف القتال في غزة، غير أن عهوده في شأن حل حرب روسيا في أوكرانيا ما زالت تمثل إحراجاً مستمراً، وموقف الجمهوريين الأخير هو عملياً، الكف عن المحاولة، بل إن ترمب نفسه قال قبل أسبوعين: "أحياناً يكون من الأفضل تركهم يتقاتلون لفترة" في إشارة إلى صراع كرر كثيراً أنه سينهيه في يومه الأول.
وجاءت وعود ترمب بحل أزمة غزة عقب تأكيده في ديسمبر (كانون الأول) الماضي على مدى سهولة الصراع مقارنة بالحرب في أوكرانيا. وعلى رغم أنه بدأ دورته الرئاسية الثانية بعدما أسهم مبعوثه ستيف ويتكوف في عقد هدنة بين إسرائيل و"حماس"، فإن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، عاد إلى الحرب من جديد، وعندما زار البيت الأبيض فاجأ ترمب الجميع بخطة تحويل قطاع غزة إلى "ريفييرا الشرق الأوسط"، وهدد بالجحيم إذا لم تقبل "حماس" بالإفراج عن المختطفين الإسرائيليين. وبعد أسابيع من القتل والتدمير، عملت حكومة نتنياهو على تجويع الفلسطينيين، وشاركت إدارة ترمب الحكومة الإسرائيلية في فرض نظام جديد لتوزيع المساعدات الغذائية والإنسانية على سكان غزة، وهو نظام انتقدته الأمم المتحدة والمجتمع الدولي. وبينما لا يزال الفلسطينيون يعانون سوء إدارة هذا النظام ويتعرضون للقتل بالعشرات كل يوم، تتركز أنظار العالم على الحرب بين إيران وإسرائيل.
نتنياهو لا يزال يطيل أمد حربه ضد "حماس" ويتخلى عن الرهائن بناءً على طلب حلفائه القوميين والدينيين المتطرفين، فيما يبدو ترمب عاجزاً عن إيقافها ويظهر علامات فقدان الاهتمام.
رفض الأميركيون مراراً طريق الحرب في صناديق الاقتراع (أ ف ب)
غرينلاند وبنما
حتى تعهداته بالاستحواذ على غرينلاند التي تعد أكبر جزيرة في العالم وتتبع الدنمارك عضو تحالف "الناتو" الذي تقوده الولايات المتحدة، ما زالت تراوح مكانها على رغم مواصلة إدارة ترمب مراقبة غرينلاند في شأن دورها المحتمل في الحفاظ على أمن أميركا الشمالية، وفقاً لشهادة أدلى بها وزير الدفاع بيت هيغسيث خلال مثوله الأسبوع الماضي أمام لجنة القوات المسلحة بمجلس النواب، حيث أوضح أن مهمة وزارة الدفاع هي وضع خطط لأي طارئ، مشيراً إلى أن وزارته تتطلع إلى العمل مع غرينلاند لضمان أمنها من أي تهديدات محتملة، في وقت زار فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون غرينلاند في الفترة الأخيرة بهدف تعزيز الدعم السياسي الأوروبي للدنمارك وإقليمها شبه المستقل.
كما ظل تهديد ترمب بالسيطرة على قناة بنما أو إجبارها على مرور السفن التجارية والعسكرية منها مجاناً، فارغاً من محتواه. فقد أعلنت هيئة قناة بنما بأنه لم تطرأ أي تغييرات على نظام الرسوم المعمول به، وعلى رغم ما أكدته وزارة الخارجية الأميركية في البداية بأن بنما قد وافقت على الإعفاء من الرسوم، تراجعت الولايات المتحدة عن هذا التصريح لاحقاً، وأقرت بأن لبنما إجراءاتها القانونية الخاصة.
من الرسوم الجمركية إلى الهجرة
لا يقتصر نكث عهود ترمب على أوكرانيا وغزة وإيران وغرينلاند وبنما، فقد أعلن عن فرض الرسوم الجمركية العالمية الشاملة التي يحبها كثيراً، ثم ما لبث أن جمدها لمدة 90 يوماً على أمل أن يعقد 90 اتفاقاً منفصلاً مع 90 بلداً خلال الـ90 يوماً على حد وصف أحد كبار مساعديه، لكن إدارته لم تعقد سوى تفاهمين اثنين فقط مع المملكة المتحدة والصين، في حين ما زالت المفاوضات مع البلدان الأخرى تتعثر وتراوح مكانها، وهو ما يهدد برفع الأسعار على الأميركيين إذا انتهت مهلة الـ90 يوماً.
وفي قضية الهجرة وعد الرئيس ترمب مؤيديه بأكبر برنامج ترحيل للمهاجرين غير الشرعيين في التاريخ الأميركي، لكنه بعيد كل البعد من تحقيق ذلك، حيث رحلت إدارة الرئيس باراك أوباما 438421 شخصاً عام 2013 ولم يقترب أي رئيس منذ ذلك الحين من معادلة هذا الرقم القياسي، بما في ذلك ترمب خلال ولايته الأولى.
وعلى رغم نجاح إدارة ترمب في تقييد أعداد القادمين الجدد عبر الحدود لتصل إلى 7181 شخصاً في مارس الماضي بانخفاض قدره 95 في المئة عن مارس 2024، فإن ترمب يواجه صعوبة في تكثيف عمليات ترحيل المهاجرين غير الشرعيين، إذ ازدادت المعارضة في المناطق الليبرالية، حيث يقيم عديد من المهاجرين غير المسجلين للتعاون مع سلطات الهجرة الفيدرالية. ورداً على ذلك ذهب توم هومان مسؤول الحدود في إدارة ترمب إلى حد تهديد المسؤولين الديمقراطيين بالاعتقال لحمايتهم المهاجرين من الترحيل، ومع ذلك يتمسك المسؤولون الديمقراطيون بموقفهم.
حاول ترمب استخدام أساليب أخرى، وشن مداهمات على أماكن العمل في جميع أنحاء كاليفورنيا، مما أثار احتجاجات حاشدة في لوس أنجليس، كادت تشعل مزيداً من التوترات في كافة أرجاء الولايات المتحدة، بعدما أصر على نشر قوات الحرس الوطني وقوات "المارينز" للحيلولة دون انتشار التظاهرات والعنف. كما حشد موارد فيدرالية من الحرس الوطني إلى مصلحة الضرائب لتحديد هوية المهاجرين غير الشرعيين واعتقالهم، وحث نصف مليون مهاجر من كوبا وهايتي ونيكاراغوا وفنزويلا على ترحيل أنفسهم.
وذهبت الإدارة أبعد من ذلك، حين أرادت إلغاء حق المواطنة بالولادة من الأبناء الذين ولدوا من آباء غير شرعيين أو غير مواطنين، مثل المقيمين موقتاً، مما سيزيد بصورة كبيرة من عدد السكان غير الشرعيين الآن ومستقبلاً، وفقاً لمعهد سياسات الهجرة.

يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
واقع معاكس
إضافة إلى ذلك تتزايد الشواهد على واقع معاكس لما يتعهد به ترمب. فقد أقسم على سبيل المثال بالحفاظ على الدستور وحمايته والدفاع عنه، ولكن هذا ليس ما يفعله، فهو يحاول هدم جدار التعديل الأول للدستور الذي يفصل الدين عن الدولة، وحدود الفترات الرئاسية بموجب التعديل الـ22، والتعديل الـ14 في شأن حق المواطنة بالولادة، والمادة الأولى من المكافآت وبنود أمر الإحضار. ووعد أيضاً بأنه سيحيط نفسه بأفضل الأشخاص وأكثرهم جدية، إلا أنه بدا مهتماً بكيفية ظهورهم على شاشة التلفزيون وبخاصة قناة "فوكس نيوز" التي يفضلها، وليس بخبرتهم أو كفاءتهم أو ذكائهم. وتشير صحيفة "نيويوركر" إلى أن هذه الحكومة هي الأقل كفاءة في التاريخ، فوزير دفاعه متهم بالسكر والاعتداء الجنسي ووزيرة التعليم لا تجيد التعامل مع الحسابات البسيطة ووزير الصحة والخدمات الإنسانية مشكك في اللقاحات العلمية ولديه نظريات طبية خطرة ورئيس مركز مكافحة الإرهاب التابع لوزارة الأمن الداخلي متدرب سابق عديم الخبرة يبلغ من العمر 22 سنة، تخرج لتوه من الجامعة.
وحينما تعهد ترمب بعدم تمزيق البلاد وتنفيذ القانون والنظام وأرسل قوات لقمع التظاهرات في لوس أنجليس لدعم ضباط إنفاذ القانون الفيدراليين الذين يواجهون احتجاجات ضد حملات الترحيل الجماعي التي شنها، تساءل كثر عن تجاهله إرسال نفس القوات عندما تعرضت قوات إنفاذ القانون في الكونغرس الأميركي للهجوم في السادس من يناير (كانون الثاني) 2001، وبدلاً من ذلك دعم المعتدين العنيفين، واصفاً إياهم بالأبطال، وأصدر عفواً عن المجرمين المدانين وأعضاء العصابات الذين اعتدوا على رجال الشرطة بسبب ادعاءاته في شأن سرقة الانتخابات.
تعهد ترمب أيضاً بأنه لن يمس برنامج الرعاية الطبية "ميديكيد" لأصحاب المدخول المنخفض والمتوسط، لكن مشروع قانونه لتخفيض ضرائب المليارديرات يخفض نحو 600 مليار دولار من مخصصات برنامج "ميديكيد"، مما يعني أن نحو 10.9 مليون شخص قد يفقدون تغطيتهم الصحية خلال العقد المقبل، وقد يموت كثر نتيجة ذلك، كما جرى اقتطاع مئات الملايين من برنامج المساعدة التكميلية للتغذية المخصص للفقراء.
وإذا كانت صحيفة "واشنطن بوست" رصدت ما قاله ترمب خلال ولايته الأولى، وتوصلت إلى قائمة تضم 309573 ادعاءً كاذباً أو مضللاً أدلى به كرئيس، فسينتظر الأميركيون رصد ادعاءاته وتعهداته التي ينكثها في دورته الرئاسية الثانية، ومن ثم يعقدون مقارنة تحسم أي الدورتين تفوز.

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

أميركا تستهدف منشآت إيران النووية
أميركا تستهدف منشآت إيران النووية

سعورس

timeمنذ 41 دقائق

  • سعورس

أميركا تستهدف منشآت إيران النووية

إيران: معظم المواد النووية في فوردو نقلت لمكان آخر قبل القصف أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب استهداف المواقع النووية الإيرانية الرئيسة بضربات جوية خلال الليل بقنابل ضخمة خارقة للتحصينات، في تصعيد جديد وخطير للصراع في الشرق الأوسط. وأكدت طهران على حقها في الدفاع عن نفسها، وردت بوابل من الصواريخ على إسرائيل أسفر عن إصابة العشرات وتدمير مبان في تل أبيب. ووصف ترمب، في كلمة للشعب الأميركي بثها التلفزيون، الضربات بأنها "نجاح عسكري مذهل" وحذر طهران من الرد، قائلا إنها ستواجه المزيد من الهجمات المدمرة إذا لم ترض بالسلام. ووصف وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي الضربات الأميركية بأنها "انتهاك خطير" لميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ومعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية. وتدفع الضربات الأميركية، بقنابل خارقة للتحصينات وصواريخ توماهوك، الشرق الأوسط إلى شفا حرب جديدة في منطقة مشتعلة بالفعل منذ أكثر من 20 شهرا بحروب في غزة ولبنان فضلا عن الإطاحة بالرئيس السوري السابق. ولطالما أكدت إسرائيل أن هدفها هو تدمير البرنامج النووي الإيراني لكن الولايات المتحدة وحدها هي من تمتلك القنابل الضخمة التي تزن 30 ألف رطل وقاذفات بي.2 العملاقة المصممة لتدمير أهداف مثل منشأة تخصيب اليورانيوم الإيرانية الأكثر أهمية في فوردو، والمبنية تحت جبل. وقتلت إسرائيل على مدى الأيام التسعة للحرب عددا كبيرا من القادة العسكريين الإيرانيين. وكان ترمب مترددا بين إنهاء الحرب بالوسائل الدبلوماسية أو الانضمام إليها. ويشكل قراره بدعم حملة إسرائيل العسكرية على إيران المقامرة الأكبر والأكثر خطورة وضبابية في السياسة الخارجية لترمب خلال ولايتيه الرئاسيتين حتى الآن. لكنه أبقى على احتمال تجنب صراع أوسع إذا استجابت طهران للمطالب. وقال إن مستقبل إيران يحمل "إما السلام أو المأساة"، وإن هناك عددا من الأهداف الأخرى التي يمكن أن يستهدفها الجيش الأميركي. وأضاف "إذا لم يتحقق السلام بسرعة، فسوف نقصف تلك الأهداف الأخرى بدقة وسرعة ومهارة". وذكرت شبكة سي.بي.إس نيوز أن الولايات المتحدة تواصلت مع إيران دبلوماسيا السبت لتخبرها أن الضربات هي كل ما تخطط له وأنها لا تهدف إلى تغيير النظام. وهنأ رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ترمب على "قراره الجريء"، كما أشاد زعيم المعارضة الإسرائيلية يائير لابيد بترمب، قائلا إن العالم أصبح الآن أكثر أمانا. وعبر إيرانيون تواصلت معهم رويترز عن خوفهم من احتمال اتساع الحرب في ظل انضمام الولايات المتحدة. وقالت بيتا (36 عاما) وهي معلمة من مدينة كاشان بوسط البلاد قبل انقطاع الاتصال "مستقبلنا مظلم. ليس لدينا مكان نذهب إليه، وكأننا نعيش في فيلم رعب". قال الحرس الثوري الإيراني إنه أطلق 40 صاروخا على إسرائيل خلال الليل، مُحذرا من المزيد. وأضاف أنه لم يُستخدم بعد الجزء الرئيسي من قدراته. ودوت صفارات الإنذار في معظم أنحاء إسرائيل، مما دفع ملايين الأشخاص إلى غرف آمنة وملاجئ مع دوي الانفجارات وشُوهدت عمليات اعتراض الصواريخ فوق القدس ومناطق أخرى. وفي تل أبيب، خرج أفياد تشيرنوفسكي(40 عاما)، من ملجأ ليجد منزله قد دُمر في ضربة مباشرة. وقال "ليس من السهل العيش الآن في إسرائيل لكننا أقوياء جدا. نعلم أننا سننتصر". صور الأقمار الصناعية تظهر صور الأقمار الصناعية للمنطقة الجبلية التي تقع فيها منشأة فوردو لتخصيب اليورانيوم، والتي حصلت عليها رويترز، بعض الأضرار عقب الضربات الأميركية، واحتمال وقوع تلفيات في المداخل القريبة. وكان من المستحيل إلى حد كبير تقييم حجم الأضرار داخل إيران صباح الأحد. وانقطعت الاتصالات داخل إيران ومع العالم الخارجي بشكل كبير في الأيام القليلة الماضية، مع انقطاع الإنترنت. وتقول السلطات الإيرانية إن مئات الأشخاص قُتلوا في قصف إسرائيلي، معظمهم من المدنيين. وتوقفت وسائل الإعلام الحكومية الإيرانية ، التي بثت لقطات حية للأضرار التي لحقت بأهداف مدنية في الأيام الأولى من القصف الإسرائيلي، عن عرض صور منتظمة للأضرار. وقد فرغت أجزاء كبيرة من طهران ، التي يبلغ عدد سكانها 10 ملايين نسمة، من سكانها، وفرّ السكان إلى الريف مع قصف إسرائيل للعاصمة. ويُعد قرار ترمب أكبر مغامرة في السياسة الخارجية خلال فترتي رئاسته، وقد رافقه خلال الإعلان نائبه جيه.دي فانس، ووزير الدفاع بيت هيجسيث، ووزير الخارجية ماركو روبيو. وقال ترمب إن القصف الأميركي دمر المواقع النووية الرئيسة الثلاثة في إيران نطنز، وأصفهان، وفوردو، والتي تشارك في إنتاج أو تخزين اليورانيوم المخصب، وهو مادة تُستخدم كوقود لمحطات الطاقة، وكذلك لصنع الرؤوس الحربية النووية. وأكدت الوكالة الدولية للطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة عدم رصد أي زيادة في مستويات الإشعاع في محيط المواقع النووية الإيرانية التي تعرضت للقصف الأميركي. وأعلن المدير العام للوكالة رافائيل جروسي عن اجتماع طارئ لمجلس محافظيها المكون من 35 دولة اليوم الاثنين. وأفاد مصدر إيراني رفيع المستوى لرويترز بأن معظم اليورانيوم عالي التخصيب في فوردو قد نُقل إلى مكان آخر قبل الهجوم، وأن عدد العاملين هناك قد انخفض إلى الحد الأدنى. وصرح محمد منان رئيسي، عضو البرلمان عن مدينة قم، القريبة من فوردو، لوكالة فارس للأنباء شبه الرسمية بأن المنشأة لم تتضرر بشكل خطير، دون الخوض في تفاصيل. وقالت منظمة الطاقة الذرية الإيرانية إنها لن تسمح بوقف تطوير "صناعتها الوطنية". وتؤكد إيران أن برنامجها النووي لأغراض سلمية، وأن لها الحق السيادي في متابعته بموجب معاهدة حظر الانتشار النووي. ولطالما اتهمت الدول الغربية طهران بالسعي إلى امتلاك سلاح نووي، وخلصت الوكالة الدولية للطاقة الذرية هذا الشهر إلى أن إيران انتهكت التزاماتها بموجب المعاهدة. ولم يستبعد عراقجي انسحاب بلاده من معاهدة حظر الانتشار النووي. إيران تحدثت عن نقل معظم المواد النووية في فوردو قبل القصف الأميركي(رويترز)

ماذا بعد ضرب مواقع إيران النووية؟
ماذا بعد ضرب مواقع إيران النووية؟

حضرموت نت

timeمنذ ساعة واحدة

  • حضرموت نت

ماذا بعد ضرب مواقع إيران النووية؟

المكلا (المندب نيوز) سكاي نيوز قالت مصادر مطلعة لشبكة 'سي إن إن' الإخبارية، إن الرئيس الأميركي دونالد ترامب يأمل أن تؤدي الضربات على 3 مواقع نووية في إيران إلى دفعها نحو العودة إلى طاولة المفاوضات. وأوضحت المصادر أن ترامب 'لا يخطط حاليا لأي إجراءات أميركية إضافية داخل إيران'، بينما يواصل الضغط على قادتها لـ'الموافقة على إنهاء الحرب' مع إسرائيل. وكان ترامب قد توصل خلال الأيام الماضية، إلى قناعة بأن تدخل القوات الأميركية ضروري لتدمير المنشآت النووية الإيرانية المحصنة، واتخذ القرار حين بدا أن الجهود الدبلوماسية وصلت إلى طريق مسدود. وقالت المصادر: 'رغم أن ترامب ما زال يعلق الأمل على إمكانية استئناف المسار الدبلوماسي، فإن القوات الأميركية في المنطقة في حالة استعداد لأي رد إيراني محتمل'. وقال ترامب إن الولايات المتحدة نفذت 'هجوما ناجحا جدا' على 3 مواقع نووية في إيران منها موقع فوردو. وأضاف في منشور على منصة 'تروث سوشال': 'الآن حان وقت السلام'. وجاءت هذه الخطوة بعد حرب جوية بين إسرائيل وإيران استمرت لأكثر من أسبوع وأسفرت عن سقوط قتلى ومصابين في البلدين. وشنت إسرائيل هجومها على إيران قائلة إنها تريد القضاء على أية فرصة لطهران في تطوير أسلحة نووية، بينما تقول إيران إن برنامجها النووي يهدف لأغراض سلمية فحسب. ولم تسفر الجهود الدبلوماسية التي تبذلها دول غربية عن وقف الأعمال القتالية حتى الآن. وفي منشور آخر على 'تروث سوشال'، قال ترامب: 'فوردو انتهى'. وقالت مصادر أميركية إن الهجوم جاء بعد أن نقلت الولايات المتحدة قاذفات قنابل من طراز 'بي 2' إلى جزيرة غوام في المحيط الهادي، السبت. وأكد مسؤول أميركي لـ'رويترز'، أن القاذفات 'بي 2' شاركت في قصف منشآت إيران النووية. ولم يتضح حتى الآن إذا كانت قوات إسرائيلية شاركت في الهجوم، الذي يصعد بشدة من نطاق الأعمال القتالية.

«طوارق» الليل والنهار
«طوارق» الليل والنهار

الشرق الأوسط

timeمنذ 2 ساعات

  • الشرق الأوسط

«طوارق» الليل والنهار

بالنسبة لأميركا، فإنَّ ما جرى فجر الأحد، هو نصرٌ عسكري خاطف وحاسم، ضد المشروع النووي الإيراني، وبالنسبة لمسيّري السلطة في إيران، فإنَّ ذلك الهجوم الأميركي الموعود، هجوم عقيم، وإعلان حرب. هجومٌ استثنائي بأمهات القذائف، محمولة في بطن أمهات المقاتلات الجويّة، وهي «المُعدّات» الأميركية العسكرية، التي لا يمكن لأحدٍ في العالم أن يصنع مثلها، كما قال ترمب متفاخراً. الرئيس الإيراني بزشكيان قال إنَّ على الأميركيين أن يتلقّوا ردّاً على هجماتهم، كما قال وزير خارجيته عراقجي إنه ذاهبٌ لروسيا، وإنه يجب التجهيز للردّ على الضربة الأميركية، بينما قال وزير الخارجية الأميركي روبيو إن أي ردّ إيراني على أهداف ومصالح أميركية، سيكون أكبر خطأ فادح! عملية «مطرقة منتصف الليل» التي أمر بها ترمب، استهدفت «جواهر» المشروع الإيراني النووي: فوردو، ونطنز، وأصفهان. وقبل ذلك تكفّلت إسرائيل بضربات سابقة لبعض هذه الجواهر، كما منشأة «أراك». ترمب يقول إنه تمّ «محو» المشروع النووي الإيراني، ونائبه دي فانس يقول: «لقد أخّرناهم سنين عدداً»، وبين الصيغتين فرقٌ ظاهر، والأهم أن قادة السلطة بإيران يزعمون أنهم هربوا بأصولهم النووية (اليورانيوم المُخصّب) من موقع فوردو، قبل الهجوم، بل زعم بعضهم تهريب أجهزة الطرد التي تُخصّب اليورانيوم. وفي الحرب لا تستطيع التفريق بين الحقيقة والدعاية، كما علّمنا تاريخ إعلام الحروب. وزير الخارجية الإيراني، عباس عراقجي، في «إغاظة» للأمريكان والإسرائيليين، يقول إنَّ المشروع النووي «فكرة» وليس مجرد منشآت، وإن هذه الفكرة محفوظة في العقل الإيراني، حتى لو دُمّر كل حجر على حجر نووي... هكذا قال. وهذا ذكرني بحكاية ظريفة من تراثنا الإسلامي العربي، عن العالم الأندلسي الشهير (ابن حزم، توفي 456هـ - 1064م) الذي تألّب أعداؤه عليه، وحرقوا كتبه، فقال ساخراً منهم، ومُعزّياً نفسه: فإن تحرقوا القرطاسَ لا تحرقوا الذي تضَمَّنَهُ القرطاسُ بل هو في صَدرِي يسير معي حيث استقلّتُ ركائبي وينزلُ إن أنزلْ ويُدفنُ في قبرِي! في نهاية اليوم، لا بدّ من خلق مسار سياسي جديد، تندرج فيه إيران، فالحياة ليست كلها خشونة وعقوبة، وليس أخطر من اليائس المحشور في زُقاق لا منفذ له! ربما من أجل ذلك، حاول دي فانس، نائب ترمب، أن يفتح هذا الشبّاك، في حواره مع برنامج «ميت ذا برس» مع كريستين ويلكر، حين قال: «نريد التحدث مع الإيرانيين بشأن تسوية طويلة الأمد هنا». صحيح أنَّ الحروب جزءٌ أصيلٌ من طبيعة الزمان البشري، لكنَّها إن طالت واستبدّت بكل اللحظات، قلبت حياة الجميع، الجميع بلا فرق، إلى يأس وقنوط رمادي مرهق. لا بد من الحياة... ولا بد من السياسة عند غروب شمس الحروب وشروق فجر الأمل... وكفانا الله «طوارق» الليل والنهار.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store