
شهادات مواطنين من داخل طهران... تضامن وقلق وأمل بالتغيير
على رغم التحذيرات التي صدرت من الرئيس الأميركي دونالد ترمب لإخلاء العاصمة الإيرانية طهران، فلا يزال عدد من سكان طهران في منازلهم.
تحدثت "اندبندنت فارسية" إلى عدد منهم وسألت عن أسباب قرارهم بالبقاء، ودوافعهم وآمالهم في شأن مستقبل إيران.
ألمیرا، صيدلانية تبلغ من العمر 32 سنة وتعمل في إحدى صيدليات وسط طهران، قالت ونحن نطوي اليوم التاسع من هجوم إسرائيل على منشآت النظام الإيراني "صراع طويل دار في داخلي حول ما إذا كان يجب عليّ مغادرة طهران أم أمكث هنا، لكن عندما رأيت أن كثيراً من الصيدليات تعاني نقصاً في الكوادر بسبب مغادرة عدد كبير من الناس، قررت البقاء".
وذكرت ألميرا أنها تعمل في صيدليتين، وفي فترتين مختلفتين. وأكدت "من واجبنا الوطني والأخلاقي أن نساعد أولئك الذين لم يتمكنوا أو لم يرغبوا في مغادرة طهران".
فاطمة، شابة أخرى قررت مع عائلتها البقاء، وقالت "الواقع أننا نثق في الجيش الإسرائيلي أكثر بكثير من النظام الإيراني، هذه مدينتنا ولا يوجد سبب لترك منزلنا، والسبب الرئيس لبقائنا هو رغبتنا في أن نكون من أوائل من يشهد سقوط النظام بأعيننا، وأريد أن أكون في شوارع طهران في تلك اللحظة التاريخية، لأرقص وأحتفل".
وتحدث هادي، وهو سائق تاكسي في غرب طهران، عن القلق الذي يساور الناس من الانفجارات المتتالية في مختلف أنحاء العاصمة، لكنه أكد أنه على رغم تزايد المخاوف "أرى في عيون الناس بريق الأمل".
وأضاف هادي "صحيح أن هذه الحرب تسببت بمشكلات عدة مثل نقص الغذاء والدواء والبنزين، وانقطاع الإنترنت، لكننا نحن الشعب الإيراني بذلنا جهداً كبيراً خلال هذه الأعوام لإسقاط النظام، من دون جدوى، والآن، إذا كانت هجمات الجيش الإسرائيلي ستؤدي إلى انهيار النظام، فنحن على استعداد لتحمل هذه المعاناة لننال الحرية أخيراً".
أما مبين وهو شاب يبلغ من العمر 17 سنة من شمال طهران فقال "لم نرغب لا أنا ولا والدي في خوض تجربة النزوح أو الفرار من منزلنا، ولهذا خاطرنا بالبقاء في طهران"، مضيفاً "قراءاتي ودراساتي تقول إن كل الديكتاتوريين سلكوا الطريق نفسه الذي يسلكه خامنئي، وفي النهاية انهاروا فجأة، لا أريد أن أضيع شبابي في ظل النظام الإيراني".
يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field)
وتابع مبين "هذه الهجمات العسكرية ألغت بالكامل خطتي للهجرة، لذلك، أعد الثواني لأعيش فترة ما بعد حكم رجال الدين، انظروا كيف يعملون، فقد قطعوا الإنترنت بالكامل وسط الحرب".
سحر، ممرضة تبلغ من العمر 44 سنة تعمل في أحد مستشفيات طهران، روت قصة مشابهة قائلة "لم نعد إلى منازلنا، لأن المرضى بقوا في أسرتهم، لو غادرنا أنا وزملائي، من كان سيعتني بهم؟ في رأيي، هذه اللحظات تشبه اللحظات الأخيرة لأية ديكتاتورية".
وتابعت سحر "الناس لم يعودوا خائفين، بل مرهقين وحسب، مرهقون من 46 سنة من الإذلال والفقر والرقابة والشعارات الفارغة، نأمل بكل قلوبنا أن نشهد نهاية هذا الكابوس بأنفسنا في طهران".
في شوارع طهران خيم صمت ثقيل، لكن سكان مناطق مثل جمهوري وصادقية ونياوران وشوش يقولون إنه على رغم أصوات الانفجارات المتواصلة والطائرات والدفاعات الجوية، فقد ازداد الشعور بالتضامن والصمود بين الناس.
الرسائل التي وصلت إلى "اندبندنت فارسية" عبر خدمة "ستارلينك" أو عبر اتصالات متقطعة، تشير إلى أن الشباب في كثير من الأحياء يساعدون بعضهم بعضاً، حتى إن المواطنين أنشأوا ملاجئ منزلية بإدارة متطوعين في بعض المناطق.
ومع ذلك فإن أحد أكبر التحديات هذه الأيام هو انقطاع الإنترنت الكامل بأمر من الحكومة، وهو قرار يرى كثر أنه لا يهدف إلى حفظ الأمن، بل لقطع التواصل مع العالم الخارجي ومنع انتشار المعلومات والصور المتعلقة بالحرب والهجمات على المؤسسات الحكومية.
في غياب الإنترنت يواجه المواطنون مشكلات في الوصول إلى الأخبار الدقيقة والأدوية والغذاء، وكذلك التواصل مع الأقارب في الخارج، وعمَّ جو من القلق والارتباك البلاد.
كثير من سكان طهران لم يتمكنوا من متابعة أحوال المدن الأخرى إلا عبر الإنترنت الفضائي "ستارلينك" المحدود أو المكالمات القصيرة.
في ظل هذه الظروف، تذكر روايات من بقوا في طهران لحظات تاريخية في دول أخرى انهارت فيها الديكتاتوريات فجأة، يؤمن هؤلاء أن أياماً مصيرية قادمة، وأن ثمنها وإن كان باهظاً، فإن البقاء في طهران لرؤية لحظة السقوط يستحق أكثر من الخوف.
وقالت إحدى المشاركات في المقابلات "بقينا، لأن هذه الأرض لنا، لا لأولئك الذين حكموها بالسلاح والاغتصاب والقتل والكذب".
نقلاً عن "اندبندنت فارسية"

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


Independent عربية
منذ 21 دقائق
- Independent عربية
بريطانيا تحظر حركة "فلسطين أكشن" بموجب قوانين الإرهاب
أعلنت بريطانيا اليوم الإثنين أنها ستحظر حركة "فلسطين أكشن" بموجب قوانين مكافحة الإرهاب، مما يجرم الانتماء إليها، وذلك بعد أن ألحق عضوان فيها أضراراً بطائرتين عسكريتين بريطانيتين الأسبوع الماضي، احتجاجاً على دعم لندن لإسرائيل. وحظر حركة "فلسطين أكشن" يضعها على القائمة ذاتها التي تضم حركة "حماس" وتنظيمي "القاعدة" و"داعش" بموجب القانون البريطاني، إذ يحظر على أي شخص الترويج لها أو تنظيم اجتماعات أو حمل شعارها في الأماكن العامة، وقد يواجه من يخالف هذه القواعد عقوبة تصل إلى السجن 14 عاماً. وتعد الحركة من الجماعات التي دأبت على استهداف شركات الدفاع وغيرها من الشركات البريطانية المرتبطة بإسرائيل منذ اندلاع الحرب في قطاع غزة. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) واقتحم اثنان من نشطاء حركة "فلسطين أكشن" قاعدة للقوات الجوية الملكية البريطانية وسط إنجلترا الجمعة الماضي وقاما برش طلاء أحمر على محركات طائرتين من طراز "فوياجر" وأحدثا أضراراً باستخدام "عتلات"، في أبرز تحرك لها حتى الآن، إذ تقول الحركة إن بريطانيا شريك فعال في الصراع في غزة، مشيرة إلى الدعم العسكري الذي تقدمه لإسرائيل. وذكرت وزيرة الداخلية إيفيت كوبر في بيان اليوم الإثنين أن مشروع أمر الحظر سيعرض على البرلمان في الـ 30 من يونيو (حزيران) الجاري، ويصبح قانوناً بعد موافقة البرلمان. وفي وقت سابق من اليوم غيرت الحركة مكان احتجاج مزمع بعد أن منعتها الشرطة من تنظيمه خارج البرلمان، وهو موقع شهير للاحتجاجات، وذكرت الشرطة أن أعضاء الحركة متهمون بالتسبب في أضرار تقدر بملايين الجنيهات الإسترلينية.


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
الصراع الدائر بين إيران وإسرائيل هو نتيجة مباشرة لإهمال ترمب
*نشر هذا المقال قبيل الضربة الأميركية على مفاعلات إيران النووية وتنشره اندبندنت عربية بعد الضربة الأميركية لأنه يسلط الضوء على جوانب بارزة في سياسة ترمب يصور دونالد ترمب نفسه على أنه القائد الذي سينهي الحروب في العالم. إلا أن الرئيس الأميركي "الجمهوري" من خلال قضائه فعلياً على اتفاقية احتواء البرنامج النووي الإيراني - المعروفة بـ"خطة العمل الشاملة المشتركة" - خلال ولايته الأولى، وإطلاقه يد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في التصرف بلا رادع خلال ولايته الثانية، لم يسهم إلا في تفاقم حال عدم الاستقرار في مختلف أنحاء المنطقة. الخيارات التي اتخذها ترمب هي في الواقع التي دفعت بإسرائيل وإيران - وهما أقوى قوتين عسكريتين في الشرق الأوسط - إلى حافة حرب شاملة، مع تهديد وشيك بالتصعيد والانتشار، وتداعيات اقتصادية عالمية، وخسائر فادحة في الأرواح. لم تكن "خطة العمل الشاملة المشتركة" التي وقعت بين الولايات المتحدة وإيران والمملكة المتحدة وفرنسا وألمانيا وروسيا والصين والاتحاد الأوروبي عام 2015، اتفاقية مثالية. فقد أخفقت في كبح جماح طهران في تطوير أسلحة تقليدية، وفي ردع مساعيها إلى تسليح ميليشيات موالية لها تمتد حتى البحر الأبيض المتوسط. لكنها على رغم ذلك نجحت في تجميد البرنامج النووي الإيراني. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وقد تسبب رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، حين أقنع ترمب بالانسحاب من الاتفاق النووي عام 2018، بإعادة إطلاق برنامج إيران لتخصيب اليورانيوم، مما دفع بالأزمة إلى مستواها الراهن. المفارقة أن كلاً من ترمب ونتنياهو، بهذا القرار، وضعا موضع الخطر أحد أهم المكاسب الاستراتيجية لإسرائيل، المتمثلة في احتكار السلاح النووي باعتبارها القوة النووية الوحيدة في الشرق الأوسط. إن هوس رئيس الوزراء الإسرائيلي بتدمير النظام في طهران لا يعود فقط إلى العداء الذي يكنه هذا النظام للدولة اليهودية، بل أيضاً إلى كونه أداة تشتيت سياسي ملائمة، باعتباره خصماً مناسباً يمكن استغلاله عند الحاجة. وإلا فلماذا يصعد نتنياهو حربه الآن، في وقت تجرى فيه محادثات خفض التصعيد النووي بين الولايات المتحدة وإيران؟ الجواب يكمن في السؤال نفسه. فإسرائيل، أو في الأقل حكومة نتنياهو المتشددة، تخشى أن تتوصل إدارة الرئيس ترمب إلى تسوية مع طهران في شأن احتواء برنامجها النووي. لذلك، عمد رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى إفشال تلك المساعي من خلال شن هجوم صاروخي وتنفيذ عمليات اغتيال. من الواضح أن الضربات الإسرائيلية في الأيام الأخيرة لم تكن رد فعل على أي تصعيد مفاجئ في التهديد النووي الإيراني. فالجمهورية الإسلامية لم تكن أقرب إلى امتلاك أسلحة نووية مما كانت عليه قبل ستة أشهر. ولعل الانتقادات التي وجهتها إليها "الوكالة الدولية للطاقة الذرية" الأسبوع الماضي قد منحت نتنياهو الذريعة التي كان يبحث عنها. ويرى نتنياهو في ضعف إيران الراهن فرصة سانحة، فقد تم تقويض نفوذ وكيلها الأبرز "حزب الله" في لبنان، كذلك أسهمت الغارات الجوية الإسرائيلية التي نفذت في أكتوبر (تشرين الأول) 2024 في إرباك منظومة الدفاع الجوي الإيرانية. في المقابل، يمنح التصعيد الراهن إسرائيل غطاءً مناسباً لصرف النظر عن المجازر التي ترتكبها في غزة، والتي قوبلت بإدانة واسعة من معظم حلفائها الرئيسين، باستثناء واشنطن. ويبدو أن نتنياهو مصمم على جر الولايات المتحدة إلى المواجهة مع إيران. ومن غير المرجح أن يصمد الادعاء المقتضب لوزارة الخارجية الأميركية بأن واشنطن هي غير متورطة في الصراع. فقد تبين بالفعل أن القوات الأميركية تنشط في الجو والبر والبحر، لاعتراض الصواريخ الإيرانية الموجهة إلى إسرائيل وإسقاطها، مما يقرب الولايات المتحدة من الاشتباك المباشر. كذلك تدرك إسرائيل أن الولايات المتحدة وحدها هي التي تمتلك القنابل الضخمة القادرة على اختراق التحصينات، وتدمير المنشآت النووية الإيرانية الموجودة تحت الأرض. وإذا لم تتمكن إسرائيل من جر القوات الأميركية إلى المشاركة في تدمير المنشآت النووية الإيرانية، فإن نظام نتنياهو لا يزال يراهن على تغيير النظام في طهران. مع ذلك أخبرني اليوم أحد المفكرين الإيرانيين المعروفين بانتقادهم اللاذع لنظام خامنئي، بأن الإيرانيين، على رغم كرههم لحكومتهم، فإنهم "يلعنون نتنياهو بمقدار ما يلعنون أي شخص آخر"، مضيفاً أن "أكثر من 200 مدني إيراني قتلوا حتى الآن، ونحن لا نزال في اليوم الثالث فقط من الحرب". كذلك ستكون من الحماقة بمكان الاستهانة بعزيمة النظام وقدرته على البقاء. فعلى رغم أنه واجه مراراً انتفاضات شعبية عارمة - كان آخرها عام 2022، إثر وفاة الشابة الكردية الإيرانية مهسا أميني أثناء اعتقالها بسبب عدم التزامها وضع الحجاب - لا يزال النظام الثيوقراطي الإيراني، بكل ما ينطوي عليه من فساد واستبداد، متشبثاً بالسلطة. أما بالنسبة إلى رموز هذا النظام، فالمسألة لا تتعلق بالتمسك بالحكم فحسب، بل بالبقاء نفسه. إذ إن كثيرين من هؤلاء هم من قضاة الإعدامات الذين أصدروا أحكاماً بالموت في حق معارضين في محاكم صورية، وهم يدركون تماماً أن أي تغيير للنظام قد يودي بهم إلى التعرض لحملات انتقامية. من هنا، قد لا تزال أمام الرئيس الأميركي ترمب فرصة عابرة ليؤدي الدور الذي كثيراً ما تباهى به كصانع سلام. وقد تكون هناك فرصة ضئيلة لتقديم مخرج دبلوماسي لطهران - ربما بدعم من السعودية ودول الخليج وحتى موسكو. لكن ذلك سيتطلب منه ممارسة ضغوط على إسرائيل لم يجرؤ أي رئيس أميركي على فرضها في الأعوام الأخيرة. وإذا ما تصاعدت وتيرة الصراع، وكان هناك إصرار على المضي فيه، فإن هجوم نتنياهو المتهور قد يفضي - من حيث لا يقصد - إلى ترسيخ الاقتناع لدى المتشددين في النظام الإيراني بضرورة امتلاك السلاح النووي، وهذا تحديداً آخر ما تريده إسرائيل، أو أي طرف آخر.


Independent عربية
منذ ساعة واحدة
- Independent عربية
أسهم أوروبا تتراجع بفعل تفاقم مخاوف التصعيد في الشرق الأوسط
تراجعت الأسهم الأوروبية اليوم الإثنين بعدما فاقم قرار الولايات المتحدة الانضمام إلى إسرائيل في ضرب المنشآت النووية الإيرانية في مطلع الأسبوع مخاوف المستثمرين من تصعيد حدة الصراع في الشرق الأوسط. وانخفض مؤشر "ستوكس 600" الأوروبي 0.3 في المئة إلى 535.11 نقطة، وتراجعت أيضاً مؤشرات قياسية رئيسة بالمنطقة. وتبادلت إيران وإسرائيل الهجمات الجوية والصاروخية اليوم الإثنين مع تصاعد التوتر العالمي في شأن رد طهران المتوقع على هجوم أميركي على منشآتها النووية في مطلع الأسبوع. وتطرق الرئيس الأميركي دونالد ترمب في منشور على منصة "تروث سوشيال" أمس الأحد إلى إمكان تغيير النظام في إيران. وتخشى الأسواق أن يشمل الرد الإيراني إغلاق مضيق هرمز، وهو أهم ممر تجاري للنفط في العالم، وقادت أسهم شركات النفط والغاز القطاعات الرابحة على المؤشر الأوروبي بارتفاع 0.7 في المئة مع صعود أسعار الخام بسبب مخاوف من تعطل إمدادات بعد الهجوم، وتراجع مؤشر أسهم شركات السفر والترفيه 0.8 في المئة. وقفز سهم "سبكتريس" 14.6 في المئة، بعدما قالت شركة الاستثمار المباشر "أدفنت" إنها ستستحوذ على الشركة في صفقة قيمتها 4.4 مليار جنيه استرليني (5.91 مليار دولار). "نيكاي" الياباني يغلق منخفضاً في شرق آسيا انخفض مؤشر "نيكاي" الياباني اليوم الإثنين بعدما أدت الهجمات الأميركية على مواقع نووية إيرانية إلى عزوف المستثمرين عن المخاطرة، في حين أثرت القفزة المصاحبة في أسعار النفط على آفاق الاقتصاد الياباني ونتائج أعمال الشركات. وتراجع "نيكاي" 0.13 في المئة إلى 38354.09 نقطة عند الإغلاق، مع انخفاض 154 من الأسهم المدرجة مقابل ارتفاع 69 سهماً، بينما لم يطرأ تغيير يذكر على سهمين، ومع ذلك كان الانخفاض بعيداً من المستويات المسجلة في بداية الجلسة عندما هبط المؤشر القياسي بنحو واحد في المئة، وانخفض مؤشر "توبكس" الأوسع نطاقاً 0.36 في المئة. وتعليقاً على ذلك قال كبير المحللين الفنيين في "ميزوهو" للأوراق المالية يوتاكا ميورا "نظراً إلى الشعور القوي بالغموض فيما يتعلق بالوضع الراهن، يتخذ عديد من المستثمرين موقف الانتظار والترقب". ومن المرجح أن تتقلب العوامل المؤثرة في اتجاه المؤشر الياباني، بما في ذلك النفط وسعر الصرف، بصورة كبيرة استجابة لأي تطورات في الشرق الأوسط. واليابان، التي تستورد معظم نفطها، شديدة التأثر بأسعار الخام التي ارتفعت إلى أعلى مستوياتها في ستة أشهر اليوم الإثنين، إذ يترقب المتداولون بقلق رد فعل إيران على دخول الولايات المتحدة في الصراع، وربما تتأثر شركات التصنيع اليابانية بارتفاع أسعار الطاقة. وفي الوقت نفسه أشار محللون إلى أن انخفاض الين إلى أدنى مستوى له في ستة أسابيع تقريباً مقابل الدولار قدم دعماً لأسهم شركات التصدير اليابانية الكبرى، التي ترتفع قيمة إيراداتها الخارجية مع تراجع الين. الدولار يصعد في أسواق العملات ارتفع الدولار اليوم الإثنين مع اتجاه المستثمرين لأصول الملاذ الآمن، لكن التحركات المحدودة تشير إلى أن الأسواق تنتظر رد إيران على الهجمات الأميركية على مواقعها النووية التي فاقمت الصراع في الشرق الأوسط. وتركزت التحركات الرئيسة في سوق النفط، إذ بلغت أسعار الخام أعلى مستوى لها في خمسة أشهر بينما تراجعت الأسهم العالمية بعدما هاجمت الولايات المتحدة المواقع النووية الإيرانية وطرح الرئيس دونالد ترمب فكرة تغيير النظام في الجمهورية الإسلامية. وفي أسواق العملات انخفض اليورو 0.33 في المئة إلى 1.1484 دولار، بينما سجل الدولار الأسترالي، الذي يعتبر عادة مؤشراً إلى الأخطار، أدنى مستوى له في شهر وتراجع في أحدث التعاملات 0.67 في المئة إلى 0.6408 دولار. وأدى ذلك إلى ارتفاع مؤشر الدولار، الذي يقيس أداء العملة الأميركية مقابل ست عملات رئيسة أخرى، بما يعادل 0.12 في المئة إلى 99.037 نقطة، وانخفض الجنيه الاسترليني 0.26 في المئة إلى 1.3416 دولار، بينما تراجع الدولار النيوزيلندي 0.68 في المئة إلى 0.5926 دولار. وقالت المحللة الاستراتيجية للعملات في بنك "الكومنولث" الأسترالي كارول كونغ، إن الأسواق في حال ترقب في شأن رد فعل إيران، مع تزايد المخاوف في شأن التأثير التضخمي للصراع. اقرأ المزيد يحتوي هذا القسم على المقلات ذات صلة, الموضوعة في (Related Nodes field) وأضافت كونغ "ستكون أسواق العملات تحت رحمة تعليقات وإجراءات الحكومات الإيرانية والإسرائيلية والأميركية، ومن الواضح أن الأخطار تميل إلى مزيد من الارتفاع في عملات الملاذ الآمن إذا صعدت الأطراف الصراع". وارتفع الدولار 0.52 في المئة مقابل العملة اليابانية إلى 146.81 ين بعدما لامس أعلى مستوى له في شهر في وقت سابق من الجلسة، وألقت العملة الأميركية بظلالها على العملات الآسيوية الأخرى، بما في ذلك الروبية الهندية والرينغيت الماليزي والبيزو الفيليبيني. وعلى صعيد العملات المشفرة، ارتفعت "بتكوين" 1.75 في المئة في بداية التعاملات، بعد انخفاضها بنحو أربعة في المئة أمس الأحد، وصعدت "إثيريوم" 2.3 في المئة اليوم الإثنين بعد تراجعها تسعة في المئة في الجلسة الماضية. الذهب يهبط على صعيد أسواق المعادن النفيسة انخفضت أسعار الذهب اليوم الإثنين مع تفضيل المستثمرين الدولار عقب الهجوم الأميركي على مواقع نووية إيرانية مهمة في وقت مبكر أمس الأحد، فيما تراقب الأسواق من كثب رد فعل إيران. وتراجع الذهب في المعاملات الفورية 0.4 في المئة إلى 3354.03 دولار للأوقية (الأونصة)، وهبطت العقود الأميركية الآجلة للذهب 0.5 في المئة إلى 3369.10 دولار للأوقية. وقال كبير محللي السوق في "كيه سي أم تريد" تيم ووترر "أدت الضربات الأميركية على المنشآت النووية الإيرانية إلى إقبال على شراء الدولار كملاذ آمن في سوق العملات". وأضاف "الارتفاع في قيمة الدولار أدى إلى تراجع الذهب، وتسبب في أداء ضعيف غير معتاد للمعدن النفيس، على رغم الأخطار الناجمة عن الصراع". وارتفع الدولار 0.3 في المئة مقابل العملات الرئيسة، مما زاد من كلفة الذهب على حائزي العملات الأخرى. وقال محلل "رويترز" وانغ تاو إن أسعار الذهب في المعاملات الفورية قد تختبر مستوى للدعم عند 3348 دولاراً للأوقية، والهبوط من دون هذا المستوى ربما يمهد الطريق لتراجعها إلى 3324 دولاراً. وبالنسبة إلى المعادن النفيسة الأخرى ارتفعت الفضة في المعاملات الفورية 0.1 في المئة إلى 36.02 دولار للأوقية، واستقر البلاتين عند 1264.96 دولار. وزاد البلاديوم 0.6 في المئة إلى 1050.07 دولار للأوقية.