logo
مؤشرات ضربة أمريكية محتملة.. «الشبح» تقلع وترامب يزن قرار القنبلة

مؤشرات ضربة أمريكية محتملة.. «الشبح» تقلع وترامب يزن قرار القنبلة

الأمناء منذ 5 ساعات

وسط مؤشرات على تحرك أمريكي محتمل ضد إيران، رصدت إسرائيل تحرك طائرات تزود بالوقود أمريكية وتسريع جهود تعزيز أنظمة الدفاع الإسرائيلية.
وقالت صحيفة «إسرائيل هيوم» الإسرائيلية، إن «ثماني طائرات تزود بالوقود جوًا أقلعت من قاعدة وايتمان الجوية في ميسوري، وهي القاعدة الرئيسية للقاذفات الاستراتيجية التابعة لسلاح الجو الأمريكي».
وأضافت: «تبعتها على الأقل ثلاث قاذفات شبح من طراز B-2 Spirit، القادرة على حمل قنابل خارقة للذخائر الضخمة (MOP) مصممة لتدمير المخابئ شديدة التحصين، مثل المنشأة النووية الإيرانية في فوردو».
دليل واضح
وبحسب الصحيفة الإسرائيلية فإن "المجموعة الكبيرة من طائرات التزود بالوقود تُعدّ دليلًا واضحًا على مهمة مرافقة، يُرجّح أنها كانت ترافق القاذفات الاستراتيجية في رحلة متجهة شرقًا".
وقالت: "يُعتقد أن الطائرات متجهة إلى قاعدة دييغو غارسيا الجوية الأمريكية، وهي جزيرة في المحيط الهندي تقع على بُعد حوالي 4000 كيلومتر من شواطئ إيران، ضمن مسافة قصف مريحة، لكنها بعيدة عن مدى الصواريخ الإيرانية المعروفة، وتحتضن الجزيرة بالفعل قاذفات B-52 وناقلات نفط إضافية".
وأضافت: "من المتوقع أن تعزز القاذفات الاستراتيجية حشد القوات الأمريكية في المنطقة، والذي سيشمل مؤقتًا ثلاث حاملات طائرات على الأقل، ومدمرات، وطائرات مقاتلة من طراز F-22 وF-35، وأصولًا عسكرية أخرى".
ولفتت إلى أنه "لا يزال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يدرس شن ضربة على إيران، بعد أن تعهد باتخاذ قرار "في غضون أسبوعين".
لكن الصحيفة أشارت إلى أنه "تُعد قاذفة B-2 سبيريت أكثر قاذفات الشبح تطورًا في الترسانة الأمريكية".
وقالت: "يمتلك سلاح الجو الأمريكي 20 طائرة فقط من هذا الطراز، ومع تكاليف تطويرها، تُعتبر B-2 من أغلى الطائرات التي بُنيت على الإطلاق. تُمكّنها قدراتها الشبحية من اختراق أراضي العدو بعمق دون أن تكتشفها أنظمة الدفاع الجوي، مع حمل حمولات كبيرة من الذخائر الموجهة بدقة. يبلغ مداها حوالي 11,000 كيلومتر دون الحاجة إلى التزود بالوقود، ويُشغّلها طاقم مكون من شخصين".
القنبلة الخارقة
وأضافت: "ما يجعل B-2 ذات أهمية استراتيجية في السياق الإيراني هو قدرتها على حمل قنبلة MOP، المُلقّبة بـ(القنبلة الخارقة للتحصينات)، حيث يبلغ وزن قنبلة MOP حوالي 14 طنًا، ويمكنها اختراق عمق 60 مترًا تقريبًا تحت الأرض".
وتابعت: "تُعتبر منشأة فوردو للتخصيب أكثر المواقع تحصينًا في البرنامج النووي الإيراني، حيث يُعتقد أن قاعات أجهزة الطرد المركزي مدفونة على عمق 90 مترًا تقريبًا تحت السطح. وتشير التقديرات إلى أنه في حال تعرض الموقع لهجوم، فسيتم استخدام قنبلتي MOP".
من جهتها، قالت صحيفة "هآرتس": "أقلعت قاذفات أمريكية من طراز B-2، قادرة على تدمير منشأة فوردو النووية الإيرانية تحت الأرض، من قاعدة وايتمان الجوية في ولاية ميسوري صباح السبت، وفقًا لبيانات طيران مرئية وتسجيلات اتصالات من مراقبة الحركة الجوية الأمريكية".
وأضافت: "الطائرات، التي ترافقها أربع ناقلات وقود، تتجه غربًا، وفقًا للبيانات، نحو قاعدة غوام البحرية في المحيط الهادئ".
وتابعت: "ليس من الواضح ما إذا كان من المتوقع أن تستمر هذه الطائرات إلى قاعدة الدعم البحري في دييغو غارسيا، التي تقع على بُعد حوالي 2300 ميل من إيران".
وأردفت الصحيفة: "في أكتوبر/تشرين الأول من العام الماضي، انطلقت قاذفة من طراز B-2 مباشرة من الولايات المتحدة لشن هجوم في اليمن".
وذكرت الصحيفة أنه "قبل بضعة أشهر، نقلت الولايات المتحدة حوالي ست قاذفات من طراز B-2 إلى قاعدة دييغو غارسيا بهدف تهديد إيران واليمن، إلا أن هذه الطائرات لم تشارك في الهجمات الأمريكية في اليمن".
عدة ضربات
وتقول القناة الإخبارية 12 الإسرائيلية: "من المتوقع أن يعود الرئيس دونالد ترامب، الذي من المتوقع أن يتخذ قرارا بشأن تورط الولايات المتحدة في الحرب مع إيران ، إلى البيت الأبيض اليوم".
وأضافت: "الطائرات الشبح قادرة على حمل قنبلة GBU-57 ، والمعروفة أيضا باسم Massive Ordnance Penetrator ، أو MOP باختصار".
وأشارت إلى أن "المسافة من غوام إلى إيران حوالي 6,000 كيلومتر".
وقالت: "تزن هذه القنبلة حوالي 13.6 طنا وهي مصنوعة من سبيكة فولاذية عالية الكثافة، مصممة خصيصا لتغرق حتى عمق حوالي 60 مترا في صخرة وجبل قبل أن تنفجر".
وأضافت: "وفقا للخبراء، سيستغرق الأمر عدة ضربات متكررة في نفس النقطة للحصول على فرصة جيدة لاختراق المنشأة المحصنة فوردو".
وتابعت: "في أبريل/نيسان، على خلفية بدء المفاوضات بشأن المحادثات النووية، جمعت الولايات المتحدة العديد من قاذفات B-2 في قاعدة دييغو غارسيا في المحيط الهندي".
إسرائيل وتدمير فوردو
وذكرت القناة 12 الإسرائيلية في هذا الصدد أن "منشأة فوردو، الواقعة بالقرب من مدينة قم المقدسة في إيران، هي مجمع ضخم تحت الأرض تم التنقيب عنه في أعماق السطح بحوالي 80 إلى 90 مترا تحت الأرض، وهذا العمق يجعلها نوعا من القلعة التي لا يمكن اختراقها ضد أي قنبلة في ترسانة سلاح الجو الإسرائيلي".
وأضافت: "المنشأة ليست هيكلا جديدا ولم يتم بناؤها مؤخرا. بدأ بناؤه في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، كجزء مما يسميه الخبراء (برنامج مجموعة الأسلحة) الإيراني في ذلك الوقت، والغرض من المنشأة هو إنتاج اليورانيوم من الدرجة العسكرية، باستخدام اليورانيوم إلى مستوى أقل من مستوى البرنامج النووي المدني".
ومن جهة ثانية فقد ذكرت صحيفة "إسرائيل هيوم" إنه "تسرع الولايات المتحدة جهودها لتعزيز أنظمة الدفاع الإسرائيلية، ووصلت مدمرة أخرى تابعة للبحرية الأمريكية إلى الشرق الأوسط يوم الجمعة، لتنضم إلى ثلاث مدمرات أخرى في المنطقة واثنتان في البحر الأحمر".
وأضافت نقلا عن مصدر أمني أمريكي: "تعمل السفن بالقرب من إسرائيل بما يكفي لتتمكن من اعتراض الصواريخ التي أطلقتها إيران".
وأشارت الصحيفة إلى أن "معظم مدمرات فئة أرلي بيرك مُجهزة بمجموعة متنوعة من الصواريخ الاعتراضية المعروفة باسم SM-2 وSM-3 وSM-6، وهي قادرة على إسقاط الصواريخ الباليستية وغيرها من التهديدات الجوية".
وقالت: "صُممت صواريخ SM-3 الاعتراضية، التي استُخدمت لأول مرة في القتال العام الماضي ضد هجوم إيراني، لاعتراض الصواريخ فوق الغلاف الجوي في منتصف مسارها الجوي".
وأضافت: "كما جددت الولايات المتحدة مخزونها من الصواريخ الاعتراضية الأرضية لنظام ثاد المضاد للصواريخ الذي نُشر في إسرائيل العام الماضي".
ولفتت بهذا الشأن إلى أنه "يُشغّل الجيش الأمريكي هذا النظام، المعروف رسميًا باسم نظام الدفاع الجوي الطرفي عالي الارتفاع، وهو مُصمم لاعتراض الصواريخ داخل الغلاف الجوي أو خارجه خلال المراحل الأخيرة من رحلتها".
وقالت بهذا الشأن نقلا عن مصدر أميركي "إن إسرائيل تخاطر باستنفاد صواريخها الاعتراضية المتطورة من طراز "سهم 3" في الأسابيع المقبلة إذا لم يتم حل الصراع مع إيران واستمرت طهران في إطلاق الصواريخ".

Orange background

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا

اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:

التعليقات

لا يوجد تعليقات بعد...

أخبار ذات صلة

إيران: لا تلوث إشعاعي أو خطر على السكان جرّاء الضربة الأمريكية وأخلينا المواقع الثلاثة مسبقاً
إيران: لا تلوث إشعاعي أو خطر على السكان جرّاء الضربة الأمريكية وأخلينا المواقع الثلاثة مسبقاً

قاسيون

timeمنذ 34 دقائق

  • قاسيون

إيران: لا تلوث إشعاعي أو خطر على السكان جرّاء الضربة الأمريكية وأخلينا المواقع الثلاثة مسبقاً

وكان موقع أكسيوس نقل عن مسؤول "إسرائيلي" وصفه بالكبير، قوله: "من السابق لأوانه معرفة نتائج الضربة الأمريكية على إيران بدقة، ولكن من المؤكد أن البرنامج النووي الإيراني قد تراجع لسنوات. وإذا تم التوصل لاتفاق جيد مع إيران بعد الضربة فسيكون ذلك نهاية القصة لبرنامجها النووي". وفي أنباء مناقضة نقلت صحيفة جيروزاليم بوست "الإسرائيلية" عن تقييم "إسرائيلي" للهجوم الأمريكي بأنّ "موقع فوردو دمّر بالكامل نتيجة القصف العنيف"، وأنّ "إسرائيل ألحقت أضراراً جسيمة بموقعي أصفهان ونطنز مؤخرا وأنهى الأمريكيون العمل". وبينما قال ترامب خلال إعلانه عن الضربة صباح اليوم الأحد بأنه «تم القضاء كليا على المنشآت النووية الإيرانية الثلاثة» في فوردو ونطنز وأصفهان، لكن تعليقات أولية إيرانية على الضربة الأمريكية صدرت على لسان النائب عن مدينة قم في البرلمان الإيراني منان رئيسي وقال فيها: «لم تسجل أي أضرار للمرافق تحت الأرض ولا يوجد أي إشعاع».وأوضح أن «منشآت فوردو تحت الارض لم تتعرض لأي أضرار وحجم الخسائر ليست كما يروج له ترمب». هذا وأعلنت هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية فجر اليوم الأحد، أنّه تم إخلاء المنشآت النووية الثلاث في نطنز وفوردو وأصفهان منذ فترة. حيث قال نائب مدير هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية حسن عابديني: "إيران أخلت المواقع النووية الثلاثة منذ فترة". وأضاف عابديني: "استنتاج ترامب بأن إيران لم تعد تمتلك تكنولوجيا نووية خاطئ". وتابع: "كانت إيران قد أعلنت سابقاً أنها أخلت هذه المواقع، لأنه في حال استهدافها ستسبب تلوثاً إشعاعياً وستشكل خطراً على مواطنينا". وأشار عابديني إلى أنه في حال صحّ ادعاء ترامب بأنّه تم تدمير المواقع "فالأضرار طفيفة لأنّ المواد المشعة أُخليت من هناك". وختم قائلاً: "هذا الإجراء مخالف للقانون الدولي". وكان ترامب قد أعلن صباح اليوم الأحد عن تنفيذ الجيش الأمريكي هجوماً على المواقع النووية الإيرانية الثلاثة (منشآت فوردو ونطنز وأصفهان)، ونقلت سي إن إن عن مسؤول أمريكي إنه تم استخدام 6 قاذفات بي-2 لإسقاط 12 قنبلة خارقة للتحصينات على موقع فوردو في إيران. ونقلت إن بي سي عن مسؤولين دفاعيين بأن البحرية الأمريكية أطلقت 30 صاروخ توماهوك من غواصات نحو أهداف داخل إيران الليلة.

ترامب يعلن ضربة أمريكية دمّرت 3 مواقع نووية وتصريحات إيرانية تنفي أيّ أضرار تحت الأرض
ترامب يعلن ضربة أمريكية دمّرت 3 مواقع نووية وتصريحات إيرانية تنفي أيّ أضرار تحت الأرض

قاسيون

timeمنذ 34 دقائق

  • قاسيون

ترامب يعلن ضربة أمريكية دمّرت 3 مواقع نووية وتصريحات إيرانية تنفي أيّ أضرار تحت الأرض

ونقلت سي إن إن عن مسؤول أمريكي إنه تم استخدام 6 قاذفات بي-2 لإسقاط 12 قنبلة خارقة للتحصينات على موقع فوردو في إيران. كما ونقلت إن بي سي عن مسؤولين دفاعيين بأن البحرية الأمريكية أطلقت 30 صاروخ توماهوك من غواصات نحو أهداف داخل إيران الليلة. وبينما قال ترامب بأنه «تم القضاء كليا على المنشآت النووية الإيرانية الثلاثة» في فوردو ونطنز وأصفهان، صدرت تعليقات أولية إيرانية على الضربة الأمريكية، على لسان النائب عن مدينة قم في البرلمان الإيراني منان رئيسي قال فيها: «لم تسجل أي أضرار للمرافق تحت الأرض ولا يوجد أي إشعاع».وأوضح أن «منشآت فوردو تحت الارض لم تتعرض لأي أضرار وحجم الخسائر ليست كما يروج له ترمب». ويأتي قرار التدخل الأمريكي المباشر بعد أكثر من أسبوع من بدء العدوان «الإسرائيلي» المباشر على إيران. وكانت تعهدت إيران بالانتقام إذا انضمت الولايات المتحدة إلى الهجوم «الإسرائيلي»، وبالنسبة لترامب شخصيا، الذي فاز بالبيت الأبيض بناء على وعد بإبقاء أمريكا خارج الصراعات الأجنبية المكلفة. وقال ترامب للصحفيين يوم الجمعة إنه ليس مهتما بإرسال قوات برية إلى إيران. وكان قد أشار في السابق إلى أنه سيتخذ قرارا نهائيا خلال أسبوعين، وهو جدول زمني بدا طويلا في ظل تطور الوضع بسرعة. وحذر المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي يوم الأربعاء الولايات المتحدة من أن الضربات التي تستهدف الجمهورية الإسلامية "ستؤدي إلى أضرار لا يمكن إصلاحها لهم". وأعلن المتحدث باسم وزارة الخارجية الإيرانية إسماعيل بقائي أن "أي تدخل أمريكي سيكون وصفة لحرب شاملة في المنطقة".

"فوردو".. قلعة نووية إيرانية حصينة تحت نيران القصف الأميركي
"فوردو".. قلعة نووية إيرانية حصينة تحت نيران القصف الأميركي

الشرق السعودية

timeمنذ 43 دقائق

  • الشرق السعودية

"فوردو".. قلعة نووية إيرانية حصينة تحت نيران القصف الأميركي

أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الأحد، قصف 3 مواقع نووية إيرانية، منهياً بذلك فترة مشاورات استمرت أسبوعاً كاملاً بشأن التدخل الأميركي في الحرب الإسرائيلية على طهران، وسط مخاوف من تصعيد الصراع في منطقة الشرق الأوسط. وقالت إيران، إنه لم ترصد "أي علامات تلوث" في مواقعها النووية في "أصفهان" و"فوردو" و"نطنز" بعد أن استهدفت الضربات الجوية الأميركية تلك المنشآت. وقال الرئيس الاميركي ترمب في كلمة تلفزيونية من البيت الأبيض: "حققت الضربات نجاحاً عسكرياً مذهلاً"، وأضاف: "مُحيت المنشآت النووية الإيرانية الرئيسية لتخصيب اليورانيوم بشكل كامل وكلي"، محذراً طهران من أنها ستواجه مزيداً من الهجمات إن لم توافق على السلام. وأوضح لشبكة FOX News، أن القوات الأميركية أسقطت ست قنابل خارقة للتحصينات على منشأة "فوردو"، واستهدفت منشأة تخصيب اليورانيوم في نطنز ومجمع أصفهان النووي بعدد 30 صاروخ من طراز "توماهوك". "تدمير فوردو" وكتب ترمب على منصته للتواصل "تروث سوشيال" (Truth Social): "تم إسقاط حمولة كاملة من القنابل على الموقع الرئيسي، فوردو". وأضاف الرئيس الأميركي منشوراً من حساب استخباراتي مفتوح المصدر، يزعم أن "فوردو انتهى". وقال مسؤول أميركي لوكالة "رويترز"، طلب عدم كشف هويته، إن قاذفات أميركية من طراز B-2 شاركت في الضربات. وكانت "رويترز" أفادت في وقت سابق السبت، بتحرك قاذفات من طراز B-2، التي يمكن تجهيزها لحمل قنابل ضخمة يقول خبراء إنها ضرورية لضرب موقع "فوردو" الموجود أسفل جبل جنوبي طهران. ونظراً لتحصينه فسيستغرق الأمر على الأرجح أياماً إن لم يكن أكثر قبل معرفة تأثير الضربات. ونقلت وكالة "تسنيم" للأنباء عن مسؤول إيراني تأكيده أن جزءاً من موقع فوردو تعرّض لهجوم "بضربات جوية معادية". وقال حسن عبديني نائب رئيس القسم السياسي بهيئة البث الإيرانية الرسمية إن السلطات أخلت المواقع الثلاثة قبل الهجمات. 9 سنوات من السرية شيدت منشأة "فوردو" لتخصيب اليوارنيوم في عمق جبل قرب مدينة قم شمال طهران، وهي واحدة من أكثر منشآت إيران النووية تحصيناً وسرية، صُممت خصيصاً لتحمّل الهجمات العسكرية، ولتكون بمثابة معقل استراتيجي في قلب مشروع إيران النووي. ومنذ الكشف عنه في عام 2009، أصبح "فوردو" رمزاً وأصلاً تقنياً مهماً في طموحات طهران النووية. بدأ بناء منشأة "فوردو" بشكل سري في أوائل القرن الـ21، وسط تصاعد الضغوط الدولية بشأن البرنامج النووي الإيراني، وظلت المنشأة طيّ الكتمان حتى سبتمبر 2009، حين أعلنت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، اكتشاف المنشآة بشكل مشترك، متهمين إيران بإخفاء موقع ثانٍ لتخصيب اليورانيوم عن الوكالة الدولية للطاقة الذرية. وبعد الإعلان الثلاثي، أقرت إيران رسمياً بوجود المنشأة وسمحت بتفتيشها، وأصرت طهران على أن الموقع مخصص لأغراض سلمية، خاصة إنتاج الوقود للمفاعلات ومحطات البحث النووي، غير أن البناء السري والموقع المحصن تحت الجبال، أثارا شكوكاً كبيرة بشأن احتمال وجود أهداف عسكرية للمنشأة، خصوصاً في حال اندلاع نزاع مسلح أو فشل المسار الدبلوماسي. وتقع منشأة "فوردو" قرب القرية التي تحمل الاسم نفسه، على بعد نحو 32 كيلومتراً جنوب مدينة قم، في تضاريس جبلية وعرة من سلسلة جبال ألبرز، وما يميز الموقع هو أنه مدفون في عمق جبل يتكون من طبقات حماية طبيعية وصناعية، ما يجعله أكثر أماناً بكثير من المنشآت المشيدة على سطح الأرض مثل "نطنز"، و"بوشهر" وغيرهما. وتتركز قاعات التخصيب الأساسية تحت الأرض بما يصل إلى عمق نحو 100 متر، ما يجعل تدميرها باستخدام الغارات الجوية أو القنابل التقليدية أمراً بالغ الصعوبة، وتُقدّر المساحة التشغيلية داخل الجبل بعدة آلاف من الأمتار المربعة، وهي مصممة لاستيعاب آلاف من أجهزة الطرد المركزي والبنية التحتية المرافقة لها. مهام منشأة "فوردو" الغرض المعلن من منشأة "فوردو" هو إنتاج اليورانيوم منخفض التخصيب لاستخدامه في محطات الطاقة النووية، وصُمّمت لتضم نحو 3 آلاف جهاز طرد مركزي، من طراز "IR-1"، موزعة في سلسلتين أساسيتين من التخصيب، وعلى عكس "نطنز" الذي يُركّز على حجم الإنتاج، فإن "فوردو" بُنيت على مبدأ البقاء الاستراتيجي تحت ظروف التهديد. وبموجب الاتفاق النووي الذي أُبرم عام 2015، وافقت إيران على تحويل "فوردو" إلى مركز أبحاث لإنتاج النظائر المشعة، وتوقفت عن تخصيب اليورانيوم داخله، كما أزالت أغلب أجهزة الطرد، لكن بعد انسحاب الولايات المتحدة من الاتفاق عام 2018 خلال رئاسة دونالد ترمب، استأنفت إيران أنشطة التخصيب، وبدأت تركيب أجهزة طرد متقدمة من طراز "IR-6"، حيث يوجد أكثر من 2000 منها، ما زاد من قدرتها على التخصيب بنسبة مرتفعة. وخلال السنوات الأخيرة، وصلت إيران إلى تخصيب اليورانيوم داخل "فوردو" بنسبة تصل إلى 60%، وهو مستوى يقترب من نسبة 90% المطلوبة لإنتاج سلاح نووي، ما أثار قلقاً بالغاً لدى القوى الغربية. وعلى الرغم من أنه لم يتعرض في السابق لهجمات كتلك التي استهدفت "نطنز"، إلا أن "فوردو" كان مركز اهتمام لتحقيقات وتقارير استخباراتية، ووجّه الكشف المفاجئ عن وجود المنشأة ضربة لمصداقية إيران مع الوكالة الدولية للطاقة الذرية، وزاد من فجوة الثقة. وأبلغت الوكالة عن تغييرات متكررة في أنشطة التخصيب، وتركيب أجهزة متقدمة، وتجاوزات لشروط الاتفاق النووي. وفي عام 2022، بدأت إيران تخصيب اليورانيوم بنسبة 60% باستخدام أجهزة "IR-6"، ما أثار موجة إدانة دولية، وتوبيخ من مجلس محافظي الوكالة، معتبراً أن هذه الخطوة تعني أن إيران على مسافة قصيرة من "الاختراق النووي"، أي امتلاك المواد الانشطارية الكافية لصنع سلاح نووي خلال وقت قصير. التحصين ومخاطر العمل العسكري ويتمتع موقع "فوردو" بمكانة خاصة داخل البنية النووية الإيرانية، خاصة أن موقعه العميق داخل جبل يجعله من أصعب الأهداف القابلة للتدمير في الترسانة النووية الإيرانية، كما يُعدُّ خياراً بديلاً في حال تعرّض "نطنز" لهجوم أو تدمير. ويقع على عمق يقترب من 100 متر في جبل صخري، ما يجعل تدميره بالقنابل التقليدية أمراً شبه مستحيل، وبحسب خبراء دفاعيين من أميركا وإسرائيل، فإنه حتى القنابل الخارقة للتحصينات مثل GBU-57 ربما لا تكون كافية لتدمير المنشأة بالكامل، إلا في حال شنّ هجمات متكررة ومنسقة بدقة. الفرق بين "فوردو" و"نطنز" تلخص الفروقات بين "فوردو" و"نطنز"، جانباً كبيراً من تاريخ البرنامج النووي الإيراني، إلى جانب الجهود متعددة الأطراف التي بُذلت لتقييد أنشطة التخصيب، بهدف منع تنفيذ الهجمات من النوع الذي شنته إسرائيل على إيران. ففي أعقاب كشف علني عن وجود منشأة سرية، أعلنت إيران عن منشأة "نطنز" أمام الأمم المتحدة في عام 2003. ورغم احتوائها على ما يصل إلى 16 ألف جهاز طرد مركزي، فقد صُممت لتخصيب اليورانيوم على نطاق واسع، لكن بدرجات منخفضة. وجعلها ذلك، إلى جانب خضوعها للتفتيش الدوري من قبل وكالة الطاقة الذرية التابعة للأمم المتحدة، أكثر ملاءمة للاستخدام المدني. كما أن منشأة التخصيب في "نطنز" تقع على عمق لا يتجاوز 20 متراً فقط. وفي المقابل، تتميز فوردو بـ"صلابة جيولوجية" تجعل قاعاتها "غير قابلة للاختراق" أمام القنابل التقليدية المحمولة جواً، بما في ذلك القنبلة الأميركية الخارقة للتحصينات، القادرة على اختراق 60 متراً من الخرسانة.

حمل التطبيق

حمّل التطبيق الآن وابدأ باستخدامه الآن

هل أنت مستعد للنغماس في عالم من الحتوى العالي حمل تطبيق دايلي8 اليوم من متجر ذو النكهة الحلية؟ ّ التطبيقات الفضل لديك وابدأ الستكشاف.
app-storeplay-store