
أخبار العالم : تصعيد إقليمي غير مسبوق: ضربات إسرائيلية وأمريكية تستهدف إيران وتهديدات متبادلة بإغلاق مضيق هرمز
الاثنين 23 يونيو 2025 03:10 صباحاً
نافذة على العالم - يشهد الشرق الأوسط تطورًا خطيرًا في التصعيد العسكري بعد سلسلة من الهجمات الجوية التي نفذتها القوات الإسرائيلية والأمريكية على منشآت نووية وعسكرية في إيران، ما أدى إلى حالة من الاستنفار الإقليمي والدولي وسط تحذيرات من اندلاع حرب شاملة قد تُهدد أمن الطاقة العالمي.
ضربات جوية مركزة على منشآت إيرانية
أعلن الجيش الإسرائيلي أنه شنّ، بالتعاون مع الولايات المتحدة، هجمات جوية واسعة على أهداف عسكرية داخل إيران، بمشاركة نحو 30 طائرة حربية استخدمت أكثر من 60 قذيفة موجهة. وأكد الجيش أن "البرنامج النووي الإيراني تعرض لضربة عميقة"، بينما أكدت مصادر أمريكية لقناة الجزيرة مشاركة مقاتلات من طراز "إف-35" و"إف-22" في الضربات.
صحيفة يديعوت أحرونوت أفادت بأن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو سيعقد مشاورات أمنية طارئة، بينما رجّحت القناة 14 العبرية أن "المنظومة الأمنية في إسرائيل تعتبر أننا قد نكون بالفعل على أعتاب اليوم التالي للحرب بنهاية هذا العام".
واشنطن: لا نية للتصعيد.. ولكن!
نائب الرئيس الأمريكي أكد أن أي إغلاق لمضيق هرمز من جانب إيران "سيُعد انتحارًا اقتصاديًا لطهران"، مشددًا على أن الضربات التي نُفذت تستهدف منع إيران من امتلاك سلاح نووي، فيما أكد وزير الخارجية الأمريكي أن "رد إيران سيكون أسوأ خطأ ترتكبه".
إيران ترد.. وتفعّل الدفاعات الجوية
وسائل إعلام إيرانية أفادت بتفعيل أنظمة الدفاع الجوي في عدة مدن، بينها يزد وفارس، كما تم إسقاط 4 طائرات مسيّرة إسرائيلية. ونقلت وكالة "فارس" دوي انفجارات عنيفة في سماء تبريز، إلى جانب انفجار كبير قرب حقل نفطي في كرمانشاه.
الرئيس الإيراني علّق على التصعيد بالقول: "الدبلوماسية لا معنى لها مع الولايات المتحدة"، في حين توعّدت طهران بالرد في الوقت والمكان المناسبين، لكنها نفت وجود تلوث إشعاعي في المواقع المستهدفة حتى الآن.
نتنياهو: اقتربنا من تحقيق أهداف الحرب
من جهته، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إن "إسرائيل باتت قريبة من القضاء على القدرات النووية والصاروخية لإيران"، موجها الشكر للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترمب على ما وصفه بـ "العمل المشترك والمشرّف للجيش الأمريكي في ضرب منشأة فوردو". وأضاف: "لن ننهي عمليتنا مبكرًا ولن نواصلها أكثر مما هو مطلوب".
وفي رد على سؤال من شبكة "CNN" بشأن صفقة بين نتنياهو وترمب تقضي بإنهاء الحرب على غزة مقابل ضرب إيران، رفض نتنياهو الإجابة، مؤكدًا أن وقف الحرب في غزة مرتبط باستسلام حركة حماس.
ردود دولية وتحركات دبلوماسية
الأمم المتحدة حذّرت على لسان أمينها العام المساعد من أن "الشرق الأوسط لا يمكنه تحمّل نزاع إضافي يدفع المدنيون ثمنه". كما طالبت إيران بالسماح لمفتشي وكالة الطاقة الذرية بتقييم الأضرار.
في موسكو، وصل وزير الخارجية الإيراني لعقد مباحثات مع القيادة الروسية، بينما دانت الصين الهجوم الأمريكي على إيران، ووصفت الخارجية الروسية الضربات بأنها تجاهل متعمد لمبادرات إنشاء منطقة خالية من السلاح النووي في الشرق الأوسط.
حراك سياسي وتحذيرات من اتساع دائرة التصعيد
في ظل هذه التطورات، كشفت مصادر إسرائيلية عن دراسة نتنياهو لمقترح صفقة أسرى جديدة قُدمت من وسيط دولي، في وقت حذرت فيه القناة 12 العبرية من تعرض إسرائيل لهجوم سيبراني إيراني اخترق حسابات صحفيين وشخصيات عامة.
بموازاة ذلك، حذّر مراقبون فلسطينيون من أن الاحتلال الإسرائيلي يستغل انشغال الإقليم بالحرب على إيران لفرض وقائع جديدة في المسجد الأقصى، بما في ذلك التلميح بإغلاقه وتقليل عدد الحراس.
القوات الغربية في حالة تأهب
التلغراف البريطانية أكدت أن القواعد البريطانية في الشرق الأوسط وضعت في حالة تأهب قصوى، كما طلبت واشنطن من موظفي سفارتها في لبنان وعائلاتهم مغادرة البلاد فورًا، في ظل مخاوف من توسع رقعة الصراع.
خلاصة المشهد
تبدو المنطقة اليوم على شفا تصعيد غير مسبوق، تتداخل فيه الحسابات النووية بالرهانات السياسية، وتختلط فيه خطوط الصراع بين إيران وإسرائيل بالتحركات الأمريكية والدولية، في مشهد يُعيد التوتر إلى الواجهة ويضع أمن الشرق الأوسط أمام اختبارات بالغة الخطورة.

جرب ميزات الذكاء الاصطناعي لدينا
اكتشف ما يمكن أن يفعله Daily8 AI من أجلك:
التعليقات
لا يوجد تعليقات بعد...
أخبار ذات صلة


الجمهورية
منذ 10 دقائق
- الجمهورية
إيران تتوعد أمريكا بردود "خارج الحسابات"
وقال في بيان إن عدوان النظام الأمريكي دفع الجمهورية الإيرانية وفي إطار حقها المشروع في الدفاع عن النفس إلى استخدام خيارات خارجة عن فهم وحسابات الجبهة المعتدية، مؤكدا أنه يجب على المعتدين على هذه الأرض أن يتوقعوا ردودا تجعلهم يندمون. أضاف: ارتكب النظام الأمريكي بالتنسيق الكامل مع النظام الصهيوني جريمة صارخة وغير مسبوقة بشن هجوم عسكري غير قانوني على المنشآت النووية السلمية للجمهورية الإيرانية وهو ما ينتهك بشكل واضح ميثاق الأمم المتحدة والقانون الدولي ومعاهدة منع الانتشار النووي والمبادئ الأساسية لاحترام السيادة الوطنية وسلامة أراضي الدول. شدد البيان على أن البرنامج النووي الإيراني مستمر ومتواصل، وتابع: نذكركم بقوة أن التكنولوجيا النووية المحلية والسلمية للجمهورية الإيرانية لن يتم تدميرها بأي هجوم بل إن هذا الهجوم سيعزز إرادة العلماء الشباب والملتزمين في إيران من أجل التقدم والتنمية . أضاف أن تكرار الولايات المتحدة لأخطائها الفاشلة السابقة يظهر عجزا استراتيجيا وتجاهلًا للواقع في المنطقة فبدلًا من التعلم من إخفاقاتها المتكررة وضعت نفسها فعليًا في طليعة العدوان بشنها هجمات مباشرة على المنشآت السلمية . وبعد ساعات من قصف الولايات المتحدة ثلاث منشآت نووية رئيسية في الجمهورية الإسلامية الإيرانية، أطلقت إيران دفعة جديدة من الصواريخ نحو إسرائيل بحسب ما أفاد به التلفزيون الرسمي. وقال الناطق باسم عملية « الوعد الصادق 3 » إنها استهدفت مطار بن جوريون ، وقواعد دعم النظام، ومراكز قيادة وسيطرة بالإضافة إلى مركز الأبحاث البيولوجية. وكانت صافرات الإنذار قد دوت صباح امس في مناطق واسعة داخل إسرائيل على رأسها مدينتا تل أبيب والقدس المحتلة، وسمع دوي انفجارات قوية .. بعد إعلان الجيش الإسرائيلي رصد إطلاق صواريخ من إيران. أعلنت السلطات الإسرائيلية امس ارتفاع عدد الجرحى الإسرائيليين إلى 23 مصابًا على الأقل جراء موجتين من الهجمات الإيرانية بعد ساعات من وقوع ضربات أمريكية استهدفت 3 منشآت نووية إيرانية، ولأول مرة في الحرب الإيرانية الإسرائيلية تستخدم طهران صاروخ «خيبر شكن». ذكرت صحيفة (يديعوت أحرونوت) الإسرائيلية أن المستشفيات في أنحاء إسرائيل أبلغت عن وجود ما لا يقل عن 23 مصابًا وخروج شخص في حالة متوسطة، بينما يظل الباقون في المستشفى إذ يعانون من جروح طفيفة. أشارت الصحيفة، إلى أن الصور ومقاطع الفيديو المتداولة عبر الإنترنت أظهرت أن أضرارًا واسعة النطاق لحقت بالمباني والممتلكات في إسرائيل. أوضحت أن الهجوم تم على مرحلتين وأن عدد الصواريخ وصل إلى 40 صاروخًا، وفقًا لوسائل الإعلام الإسرائيلية، مشيرة إلى أن الصواريخ سقطت في أربعة مواقع مركزية شملت حيفا والكرمل وتل أبيب. قالت سلطة الإطفاء الإسرائيلية إن الضربات الصاروخية أسفرت عن أضرار جسيمة في كل من تل أبيب وحيفا .. مضيفة أن أحد المباني في شمال منطقة تل أبيب الكبرى تعرّض لإصابة مباشرة، كما ارتطم صاروخ بمركبة قرب مبنى سكني في المنطقة الوسطى (تل أبيب الكبرى)، ما خلف أضرارًا كبيرة. وفي المنطقة الساحلية تضررت عدة مبانٍ نتيجة إصابات مباشرة .. ذكرت السلطة أن فرق الإطفاء تعمل في مواقع الضربات للبحث عن عالقين وتحديد مواقعهم وإنقاذهم. ومن جهتها أمرت الجبهة الداخلية الإسرائيلية بتعليق العمل في جميع المرافق كما حظرت الأنشطة التعليمية.


مصراوي
منذ 44 دقائق
- مصراوي
"اللعبة لم تنتهِ".. ماذا حدث بعد الضربة الأمريكية لمنشآت إيران النووية؟
كتبت- سهر عبد الرحيم: في خطوة أشعلت المواجهة بين إسرائيل وإيران، شاركت الولايات المتحدة بشكل مباشر في القتال الدائر عبر قصف ثلاث مواقع نووية في إيران ما تسبب في أضرار كبيرة لبرنامج طهران النووي، الذي طالما سعت واشنطن للقضاء عليه؛ ما قد يدفع بالمنطقة إلى مرحلة تصعيد غير مسبوقة. ووفق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، فإن أضرارًا جسيمة لحقت بجميع المواقع النووية في إيران وصلت إلى حد "التدمير"، موضحًا أن الضرر الأكبر الذي لحق بالمواقع النووية وقع على عمق كبير تحت سطح الأرض، وأن صور الأقمار الصناعية أظهرت الضرر الكبير الذي لحق بها. وكان للضربة الأمريكية تبعات، إذ شنت إيران موجة من الضربات الجوية، استخدمت فيها لأول مرة صواريخ باليستية متعددة الرؤوس من طراز "خيبر شيكان" على إسرائيل، كما وافق البرلمان الإيراني، الأحد، على إغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي. رد إيراني غير مسبوق بصواريخ باليستية بعد ساعات قليلة من الضربة الأمريكية، أطلقت إيران دفعتين صاروخيتين على الاحتلال، صباح الأحد، مخلّفة دمارًا كبيرًا بسبب سقوطها بشكل مباشر في عدة مناطق بإسرائيل منها تل أبيب وحيفا، ما أسفر عن إصابة أكثر من 27 شخصًا كما دوت صفارات الإنذار في عدة مناطق بإسرائيل. وجاءت الضربة الإيرانية، التي شملت إطلاق 40 صاروخًا باليستيًا يعمل بالوقود الصلب والسائل والتي كانت تحمل رؤوسًا حربية شديدة الانفجار ولديها القدرة على المناورة، كرد فعل انتقامي على الهجمات التي شنها سلاح الجو الأمريكي ضد منشآتها النووية. وتوعد الجيش الإيراني، اليوم الاثنين، الولايات المتحدة بعمليات قوية وعواقب وخيمة ردًا على "جريمتها"، وفق ما نقلته وكالة "تسنيم". كما ندد وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي، بالهجوم العسكري الأمريكي واصفاً إياه بـ"العدوان الشرس وغير القانوني"، محمّلًا الإدارة الأمريكية المسؤولية الكاملة عن التداعيات الخطيرة المترتبة عليه. وشدد عراقجي، خلال مؤتمر صحفي عقده في مدينة إسطنبول التركية الأحد، على أن ترد إيران على الهجمات التي تعرضت لها من باب الدفاع عن النفس، "وستفعل ذلك"، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة وإسرائيل "تجاوزتا خطًا أحمر كبيرًا" بمهاجمة المنشآت النووية. وفي السياق ذاته، وجّه علي شمخاني، مستشار المرشد الأعلى الإيراني، تحذيرًا بأن "اللعبة لم تنتهِ" حتى وإن نجحت الضربات الأمريكية والإسرائيلية في تدمير المنشآت النووية الإيرانية، وذلك بحسب ما نقلته وكالة أنباء "فارس" شبه الرسمية، الأحد. وبشكل منفصل، قال نائب رئيس مجلس الأمن الروسي، ديمتري ميدفيديف، إن "عددًا من الدول مستعدة لتزويد إيران بأسلحة نووية"، وفقًا لما ذكرته صحيفة "يسرائيل هيوم" الإسرائيلية، الأحد. إغلاق مضيق هرمز بالرغم من أن إيران هددت أكثر من مرة خلال السنوات الماضية أنها ستقوم بإغلاق مضيق هرمز ولم تفعل ذلك لِما له من أضرار كبيرة على الاقتصاد العالمي، فإنها نفذت تهديدها هذه المرة ووافق البرلمان الإيراني، الأحد، على إغلاق المضيق. لكن قرار إغلاق مضيق هرمز الاستراتيجي لا يزال مرهونًا بموافقة المجلس الأعلى للأمن القومي في إيران، بحسب قناة "برس تي في" الإيرانية الرسمية. وقال القائد بالحرس الثوري إسماعيل كوثري، في تصريحات نقلها "نادي الصحفيين الشباب"، إن مسألة إغلاق المضيق لا تزال مطروحة على الطاولة، مؤكدًا أن "القرار سيتُخذ إذا اقتضى الأمر.. كل الخيارات متاحة". ومن جانبه، دعا وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الصين للمساعدة في الضغط على إيران لمنع إغلاق مضيق هرمز، قائلًا الاثنين لشبكة "فوكس نيوز": "أحض الحكومة الصينية في بكين على الاتصال بهم بهذا الشأن، لأن الصين تعتمد بشدة على مضيق هرمز في إمداداتها النفطية". ويُعتبر مضيق هرمز من أهم الممرات البحرية في العالم، إذ يمر من خلاله ما يقارب 20% من صادرات النفط والغاز العالمية، ما يجعل أي تهديد بإغلاقه مصدرًا كبيرًا للقلق في الأسواق الدولية. ويقع بين سلطنة عُمان وإيران، ويربط بين خليج عمان وبحر العرب. وتعتمد عليه عدة دول في تصدير الجزء الأكبر من إنتاجها النفطي. الضربات الإسرائيلية على إيران في الساعات الأولى من صباح الأحد، أعلنت إسرائيل رفع حالة التأهب وزيادة القيود في أنحاء البلاد. وواصل سلاح الجو الإسرائيلي هجماته على إيران، إذ استهدف موقعين عسكريين في بوشهر الساحلية جنوب غرب البلاد، ودوّت انفجارات شديدة في المحافظة التي تقع فيها المحطة النووية الوحيدة العاملة بتوليد الكهرباء في البلاد، وفق وسائل إعلام إيرانية. كما شن الاحتلال غارات على محافظة يزد وسط البلاد بقصف مقرين عسكريين، بينما قالت وكالة "مهر" الإيرانية إن الدفاعات الجوية تصدت لأهداف معادية في أجواء محافظة أصفهان وسط البلاد، كما تصدت الدفاعات لهجوم إسرائيلي آخر على مدينة دزفول في محافظة خوزستان جنوب غرب إيران. ومن جانبه، أشاد رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بالهجوم الأمريكي على المنشآت النووية في إيران، لكنه أكد "لن ننجر إلى حرب استنزاف، لكننا لن ننهي هذه العملية التاريخية قبل أن نحقق جميع أهدافنا". واقتحم نتنياهو، الحرم القدسي الشريف وتوجه لحائط البراق "لأداء صلوات شكر لله على مساعدته في تحقيق النصر الكامل على إيران وأذرعها، بعد الضربة الأمريكية في إيران"، وفق ما أوردته القناة الـ7 الإسرائيلية، الأحد. قلق أمني داخلي في ولايات أمريكية عملت السلطات الفيدرالية في العديد من المدن والولايات الأمريكية، أمس الأحد، على تعزيز الإجراءات الأمنية ومراقبة التهديدات المحتملة للرد الإيراني على الغارات التي شنها سلاح الجو الأمريكي على منشآت طهران النووية، وفق ما أفادت به شبكة "سي إن إن". كما رُفِعت حالة التأهب القصوى في صفوف القادة وأجهزة إنفاذ القانون بالولايات المتحدة، وقالت وزيرة الأمن الداخلي الأمريكي كريستي نويم، "سنعمل بلا كلل لحماية الوطن الأمريكي". وفي السياق ذاته، ذكرت شرطة نيويورك، أنها تتابع تطورات الوضع في إيران، "ومن باب الحيطة والحذر، ننشر موارد إضافية في المواقع الدينية والثقافية والدبلوماسية في جميع أنحاء مدينة نيويورك، وننسق مع شركائنا الفيدراليين" . وقامت شرطة مدينة لوس أنجلوس بولاية كاليفورنيا بزيادة الدوريات بالقرب من أماكن العبادة وغيرها من المناطق الحساسة، وفق ما قالته رئيسة بلدية المدينة كارين باس، مضيفة "سنظل يقظين في حماية مجتمعاتنا". وستحافظ شرطة العاصمة الأمريكية واشنطن على "تواجد مكثف" في المؤسسات الدينية، بحسب ما قالته الشرطة، وقالت عمدة المدينة موريل باوزر: "نراقب المعلومات الاستخباراتية معًا، وكما هو الحال دائمًا، نطلب من الجميع توخي الحذر".


مصراوي
منذ 44 دقائق
- مصراوي
الولايات المتحدة غيرت مسار المواجهة.. كيف سترد إيران؟
(بي بي سي) عندما وقف بنيامين نتنياهو على منصة مكتب رئيس الوزراء الإسرائيلي صباح اليوم، لم يخاطب الشعب الإسرائيلي بالعبرية أولاً ليطلعهم على آخر التطورات الدرامية في حربه الحالية، بل إنه تحدث بالإنجليزية، موجهاً كلامه مباشرة إلى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مغدقاً إياه بالإطراء، بعد قصف الولايات المتحدة للمواقع النووية الإيرانية. لو بدت نبرة نتنياهو منتشية بالنصر وهو لا يكاد يستطع إخفاء ابتسامته، فهذا ليس مفاجئاً. فقد قضى معظم مسيرته السياسية مشغولاً بالتهديد الذي يعتقد أن إيران تشكّله على إسرائيل. أمضى نتنياهو جزءاً كبيراً من السنوات الـ15 الماضية في محاولة إقناع حلفائه الأمريكيين بأنه لا يمكن تدمير البرنامج النووي الإيراني إلا عن طريق عمل عسكري، والذخائر الأمريكية - حصراً. وبينما يهنئ نتنياهو ترامب على "قرار جريء سيغير مجرى التاريخ"، يمكنه أيضاً أن يهنّئ نفسه على تغيير رأي رئيس أمريكي حمل شعار معارضة المغامرات العسكرية الخارجية، وكان أنصاره يعارضون بشكل ساحق الانضمام إلى حرب إسرائيل ضد إيران. يجب أيضاً التنويه بأن أجهزة الاستخبارات الأمريكية نفسها لم تشارك إسرائيل تقييمها لسرعة قدرة إيران على سعيها لامتلاك سلاح نووي، ولا حتى ما إذا كانت قد اتخذت قراراً بذلك. طوال هذه المواجهة التي بدأت قبل 10 أيام فقط، أصرّت الحكومة والجيش الإسرائيليان على أن إسرائيل لديها القدرة على التعامل مع التهديد الإيراني بمفردها. لكنه لم يكن سراً أن أمريكا وحدها تمتلك الأسلحة الضخمة القادرة على اختراق أعلى مستويات الحماية حول المنشآت النووية الإيرانية، خاصة في موقع مفاعل "فوردو" النووي، الواقع في عمق جبل. إذا كانت المواقع النووية التي قُصفت الليلة الماضية معطلة فعلاً الآن، فسيتمكن رئيس الوزراء الإسرائيلي من إعلان اكتمال هدفه الحربي الرئيسي، مما قد يقرب المواجهة من نهايتها. من جانبها، تقول إيران إنها نقلت موادها النووية مسبقاً. لكن لولا قصف الليلة الماضية، لاستمرت إسرائيل في استهداف القائمة الطويلة التي أمضى سلاح جوها سنوات في إعدادها. كان سيستمر باستهداف الجيش الإيراني وقادته والعلماء النوويين والبنية التحتية الحكومية وأجزاء البرنامج النووي المعرَّضة لقنابل إسرائيل. لكن نتنياهو ربما كان سيفتقد نقطة واضحة يُمكن لإسرائيل عندها الإعلان عن تحييد التهديد النووي بشكل نهائي. فلربما فقط تغيير النظام في إيران كان سيوفر تلك اللحظة. غيّرت قاذفات بي-2 دون شك مسار المواجهة. ولكن ردّ فعل إيران وحلفائها، هو الذي سيحدد ما إذا كانت المواجهة ستأخذ مساراً تصعيدياً آخر. الأسبوع الماضي، تعهّد المرشد الأعلى الإيراني، آية الله على خامنئي، بالرد على أمريكا إذا دخلت الحرب، قائلاً: "على الأمريكيين أن يعلموا أن أي تدخل عسكري أمريكي سيرافقه حتماً أضرار لا يمكن إصلاحها". وحتى يوم السبت، هدّدت جماعة الحوثيين في اليمن، الحليف القوي لإيران، بمهاجمة السفن الأمريكية العابرة للبحر الأحمر إذا دخلت أمريكا الحرب. أصبح العسكريون والشركات والمواطنون الأمريكيون في المنطقة الآن أهدافاً محتملة. فيمكن لإيران أن تردّ بطرق متعددة إذا اختارت ذلك: مهاجمة السفن الحربية الأمريكية، أو القواعد في الخليج، وتعطيل تدفق النفط من الخليج، ما قد يتسبب بارتفاع أسعار البنزين. أشارت الولايات المتحدة إلى أن عملها العسكري "انتهى" حالياً، وليس لديها مصلحة في إسقاط النظام في طهران. قد يشجع ذلك إيران على "تقييد" ردها، ربما بمهاجمة أهداف أمريكية دون إحداث خسائر بشرية كبيرة، أو استخدام وكلائها في المنطقة لتنفيذ ذلك. اتخذت إيران هذا المسار بعد أن أمر ترامب باغتيال قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني عام 2020. وليلة السبت - الليلة التاسعة من المواجهة، كرر الرئيس الأمريكي تهديده لإيران باستخدام القوة الساحقة لمواجهة أي انتقام. والآن، يحبس الشرق الأوسط كله أنفاسه، منتظراً ما إذا كان هذا يمثل بداية نهاية المواجهة، أم بداية مرحلة أكثر دموية فيها.